header

فنون تشكيلية
Plastic Arts |
Arts plastiques

 
معارض تشكيلية
Exhibitions, Expositions
مقالات، دراسات، بحوث
Articles, Etudes et Recherches | Essays, Research
 

الفن أفريقانيــــــــة. كوم

حسن موسى

 

من اخترع الأفارقــــــــة؟

الحلقة الثالثة

هَواهي الهوية الأفريقانية


 

لا يبقى أمام الفنانين الأفارقة الذين فهموا مطالب رعاة الفنأفريقانية الأوروبيين، لا يبقى أمامهم الا أن ينكبوا على العمل بهمة ونشاط ـ وقيل برشاقة ـ لانتاج "أشياء زنجية" جديدة «Néo-objets Négres» وفق قاعدة الفنأفريقانية الأوروبية البعيدة عن كل مخاطرة. بيد أن هذا الفن الأفريقاني يبقى رهين شرطه القاسي، شرط الاستبعاد من سوق الفن الحقيقي. ذلك أن الفن الأفريقاني غير وارد اطلاقا في المشهد الفكري الآوروبي لأن سلم القيم والمواصفات الذي تصنف على أساسه فئات الفنانين في مؤسسات السوق الفني العالمي هو في الحقيقةخيار أوروبي محافظ انبنى ضمن منظور الأنانية الأوروبية العرقية الذي لا يطيق التعدد الثقافي ويرتاع لفكرة احتمال رؤية جمالية مخالفة، كون الفكرة الجمالية المخالفة تنطوي بالضرورة على رؤية اجتماعية مخالفة تملك أن تجر على القوم عواقب سياسية واجتماعية لايطيقونها. وما مثال "جان كلير" سوى الطرف الظاهر من"آيسبيرغ "الهلع الأوروبي الكبير. وهكذا يبقى الدخول في سوق الفن العالمي امتيازا يخص الفنانين الأوروبيين دون غيرهم. وكل فنان أوروبي داخل السوق انما يحتل موقعه في السوق ضمن تقليد طويل في تعريف القيم الجمالية والرمزية والتجارية والسياسية حسب العواقب السياسية المترتبة على حركة الاستجابة الجماهيرية للعمل الفني.

وتقليد تقعيد الفنان في السوق تتضامن على صيانته شبكة متكاملة من الأوروبيين القائمين على مؤسسات التدريب والرعاية والبيع ;المتحفة والنقد والتوثيق. وحتى داخل النادي الأوروبي فالقوم ـ بين نيويورك ولندن وبرلين وأمستردام وباريس ـ يتنازعون بلا رحمة من أجل الاستحواذ على مواقع الحظوة في سوق الفن العالمي ويبذلون في سبيل تلك الحظوة كل ما يملكون من مال ومن نفوذ سياسي. وقد عالج الباحث السوسيولوجي الفرنسي "آلان كيمان" في تقرير شيق تفاصيل الحرب السرية المستعرة بين الأمم الأوروبية من أجل السيطرة على مقاليد سوق الفن العالمي تحت شرط العولمة الثقافية. وخلاصة الأمر هي أن كل بلد يغني لليلاه ويتوجس من الأخرين.[آ. كيمان الفن العالمي المعاصر بين مؤسسات الرعاية والسوق، ج. شامبون وآربرايس].

Alain Quemin, L’Art contemporain international :entre les institutions et le marché,(le rapport disparu), Ed. J. Chambon ,Artprice 2002
 

واذا كان القوم داخل المزاعم الثقافية الأوروبية يرتابون ببعضهم البعض فما بالك بهم حين نهلّ عليهم نحن ـ من ضواحي الدنيا ومن قاراتها المظلمات ـ بمزاعم الحداثة ومطالب الشراكة والمساواة؟

ما بالك بالقوم حين يكتشفون أننا انما جئنا نطالب بحقنا في الغنيمة رغم أننا في نظرهم قد خسرنا الحرب التي خاضوها ضدنا باسم حداثة رأس المال التعيسة التي لم يكن منها مناص لنا مثلما لم يكن لهم منها قبلنا مناص؟

أولاد الغلفاء [كمان] على يقين من استحالة قفل الابواب وطردنا خارج الحدود، فلم تعد هناك حدود يعوّل على قفلها ولم يعد ممكنا تجاهلنا فنحن هنا وهناك في آن واحد. وفرصتهم الوحيدة التي يمكن أن يروا فيها مخرجا من قدر الشراكة الذي يتربص بنا جميعا هو أن يعلنوا علينا "حرب الحضارات" آخر لقيات أيديولوجيي الحداثة الملتوية وأكثرها ختلا. حرب الغرب والشرق. وترجمتها أن اغنياء المجتمعات الصناعية في أوروبا هم الغرب وبقية العباد هم الشرق. تلك هي حيلة جورج بوش وحليفه الآيديولوجي الشرقي أسامة بن لادن والغرب غرب والشرق شرق الخ. وفيما وراء الفجاجة الفكرية لحرب الغرب والشرق البائرة يخجل الأذكياء منهم ويخرجون علينا ببضاعة أفضل اسمها "حوار الحضارات". ورغم جاذبية فكرة الحوار الذي ينطوي على بعد الندية الا أن القوم يفترضون أننا كـ "شرقيين" غرباء على الحداثة الغربية ولا نفهم فيها كوعنا من بوعنا وبالتالي يجدر بنا أن نبقى في حدود شرقنا ونتركهم في حال غربهم ونواصل الحوار اياه. هذا الحوار ينفع بالذات في التأكيد على تعارض الغرب والشرق وتكريس كل متحاور كممثل نهائي اما للغرب أو للشرق. ولرهط الناطقين الرسميين باسم الحضارات ـ شرقية كانت أو غربية ـ منافع لا تحصى رمزية وسياسية واقتصادية.

ليست هناك أي مصادفة كون الفنانين غير الأوروبيين، سواء كانوا أفارقة أو غير أفارقة، يبقون منفيين خارج دائرة التصنيف التجاري لسوق الفن العالمي، ولا هو تدبير بريء من شبهة الاستبعاد كون أكثر الفنانين المعاصرين من غير الأوروبيين يبقون مجهولين بالنسبة لدوائر البحث والتوثيق ودوائر العرض في زمن الثورة الاعلامية والمعلوماتية المعاصرة.

الفنانون الأفارقة ما زالوا مجهولين من مؤسسات الرعاية التي تحكم عالم الفن المعاصر والتي ـ بما تملك من امكانات رصد هائلة ـ لا تغيب عليها واردة أو شاردة ثقافية في أي مكان من العالم مهما قل شأنها. والوثائق والمعلومات القليلة حول الفنانين الأفارقة ان توفرت فهي لا تتوفر الا بشكل ملتوي، كون تقديم الفنان القادم من أفريقيا انما يتم بوصفه يمثل فئة بعينها هي الفئة الأفريقانية التي اخترعها الخيال الأوروبي الاستبعادي وليس بوصفه مبدع فرد منخرط في المشروع الفني الحداثي مثله مثل غيره من الأفراد المبدعين الذين يتقاسمون عواقب قدر الحداثة في عالمنا المعاصر. ويفترض في الفنان الأفريقي المصنّف كـ "أفريقاني" أن يتصرف وفق "اللائحة" الجمالية الأفريقانية التي يعرّفها رعاة الفنأفريقانية الأوروبيون وكل خروج عليها تترتب عليه عواقب وخيمة بالنسبة لموقع الفنان المعني على مشهد الفنأفريقانية العالمي. وفي تحليل نهائي ما فهناك جهد مفاهيمي وتوثيقي ضخم ينتظرنا كلنا قبل أن يتاح للفنانين غير الأوربيين عموما وللفنانين الأفارقة على وجه الخصوص دخول سوق الفن المعاصر.

لكن ان كان الأفارقة غائبين عن فترينات سوق الفن العالمي فكيف نفهم الثقل الاعلامي العالمي الذي يتمتع به بضعة عشرات، على الأقل، من الفنانين الأفارقة المعاصرين في مشهد الفن الأوروبي الراهن؟

أظن ـ وبعض الظن اثم وما باليد حيلة أخرى ـ أظن أن استدعاء بعض الفنانين الأفارقة على خشبة المسرح الأعلامي الأوروبي انما يتم من طرف القائمين على مؤسسات الرعاية الأوروبية تلبية لضرورة ثقافية ونفسية أوروبية لا علاقة لها بالنوعية الجمالية للفن الأفريقي المعاصر. فاوروبا انما استدعت الفنانين الأفارقة في اطار اشكالية الهوية الثقافية الأوروبية بوصفهم شهود نافعين على صعيد المناقشة الجارية منذ عقدين من الزمان تقريبا في مصير الهوية الثقافية للأوروبيين. لكن لماذا يحتاج الأوروبيون للفنانين الأفارقة كشهود أو كمسند معملي لمعالجة اشكالية الهوية الثقافية الأوروبية؟ مالذي يدفع الأوربيين، بين نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد وعشرين، ما الذي يدفعهم لارتداء قناع الفن الأفريقي حتى ينظروا لهويتهم في مرآة أفريقيا؟ وما هي التحولات الهويوية التي لم يعد النظر الأوروبي يطيق رؤيتها مباشرة فيحتال ويتوسل اليها بواسطة التحولات الهويوية الأفريقية؟

وكيف نفهم ظاهرة اشفاق الأوروبيين وقلقهم المستديم ـ قلق أهل ركن القهوة السودانيةـ على أصالة الهوية الثقافية الأفريقية بما يتجاوز قلق الأفارقة أنفسهم على أصالة هويتهم الثقافية الأفريقية؟

ان قلق الأوروبيين على أصالة الثقافة الأفريقية يحتل مساحة مهمة في وسائل الاعلام الأوروبي، بل هو في الغالب يتجاوز في حجمه الاعلامي قدر الاهتمام الواجب تجاه مشاكل البقاء ذات الأولوية الحقيقية، والتي يكابدها أهل قارة ترزح تحت نير سوء التنمية والحروب والديون والمجاعات والكوارث الطبيعية والسياسية. هذا الاختلال في المعالجة الأعلامية الأوروبية لأولويات الأفارقة ليس بريئا تماما كونه يؤشر من طرف خفي الى أن المشكلة أصلا مشكلة أوروبية وأن الهوية الثقافية للأفارقة ليست سوى حيلة بائسة لقوم ضاقت بهم.

ان الثقافة الأوروبية لم تكشف أبدا عبر تاريخها الطويل عن مثل هذا الاهتمام الراهن الذي يبلغ حد الهوس باشكالية الهوية الثقافية. وربما كمن تفسير ظاهرة الهاجس الهويولوجي الأوروبي في كون القوم على وعي من كونهم يعيشون اليوم ـ تحت شروط العولمة المتسارعةـ انهيار الثوابت المادية والثقافية التي أسست عليها أوروبا أسباب بأسها الثقافي التاريخي منذ العصور الوسطى. فالسوق الرأسمالي المتعولم يفرض على بلدان أوروبا التخلي عن الحدود السياسية القديمة والسيادة القومية لصالح كيان قاري اقتصادي وسياسي أكبر وأكثر كفاءة [لمواجهة الأمريكان والأسيويين] لكن هذا الخيار يروّع القوم أكثر من أن يطمئنهم كونهم مطالبين بالتخلي عن امتيازات ومكاسب تاريخية لصالح مشروع الوحدة الأوروبية الذي لا يملكون أية ضمانات حقيقية حول امكانية نجاحه. وفي نفس الوقت فهناك شروط الواقع الاقتصادي العالمي التي تفرضها مؤسسات لا يسيطر عليها الأوروبيون[مثل البنك الدولي ومؤسسة التجارة العالمية] وما ترتب عليها من اتفاقات جديدة أولويتها فتح الطريق أمام السوق في كافة المجالات، تجعل الأوروبيين يحسون بالقلق على الضمانات الاجتماعية والسياسية التي تعودوا عليها لأجيال. ومن جهة أخرى فأوروبا التي تعودت لقرون أن تتعامل مع المجتمعات غير الأوروبية كمجتمعات مستعمَرة أو تابعة مضطرة اليوم لأن تتعامل بمنطق جديد مع هؤلاء المستعمرين السابقين الذين صاروا ـ بين ليلة و ضحاها ـ خصوم اقتصاديين ذوي بأس. وعلى الصعيد الرمزي فهناك تحولات عميقة ناتجة عن الواقع السوسيولوجي الجديد للمجتمعات الأوروبية المعاصرة. كون الواقع السوسيولوجي للمجتمع الأوروبي يعيش تحولات مهمة في التكوينات العرقية والثقافية كنتيجة منطقية لحركة هجرات واندماج المجموعات العرقية والثقافية الوافدة من خارج القار في جسم المجتمع الأوروبي بحيث يمكن تعريف المجتمعات الأوروبية اليوم بكونها مجتمعات منخرطة بشكل نهائي في منطق التعدد العرقي والثقافي.

كل هذا ـ وما خفي أزرط ـ انما يزعزع ثقة الأوروبي التقليدي [الأبيض المسيحي] بنفسه. واذا كان جان كلير يشفق على هوية الثقافة الأوروبية من عواقب فتح الابواب لفناني العالم غير الأوروبي فغيره يشفق على الدين العلماني الأوروبي من فتح الباب أمام المسلمين مثلما يشفق آخرون على التجارة الأوروبية من فتح الباب أمام الصينيين الخ...

واذا تفحصنا محتوى التظاهرات الفنية الكبيرة من معارض و مهرجانات وبيناليات، مما نظمه رعاة الفن المعاصر الأوروبيين في هذا المشهد، مشهد الزعزعة البديعة التي تعصف بالقوم ـ اللهم لا شماتة ـ للمسنا أن موضوعة الهوية تحتل مركز الحظوة بين الموضوعات التي انتظمت المعارض الأوروبية الكبيرة في العقدين الأخيرين وان تمت تسميتها بأسماء متنوعة.و القائمة طويلة من "الآخر والأنا"، "التمازج" أو "الهجنة الثقافية" أو" الحوار بين الثقافات" أو "المواجهة". واذا كان جان كلير نفسه، بصفته مدير المعرض المركزي لبينالي البندقية لعام 1995، قد قدم معرضه الاوروبي الخالص على موضوعة الهوية تحت عنوان" الهوية والاخروية، تاريخ موجز للجسد الانساني عبر القرن" «Identità e Alterità»,(Identité et Alterité: une brève histoire du corps humain à travers le siècle)، فذلك، من جهة، لأن أرض الفن قد صارت الملاذ الأخير الذي ما زال بامكان الأوروبيين فيه أن يتساءلوا حول صلاحية هوية أوروبية مشتركة. و من الجهة الأخرى، يبدو موضوع معرض جان كلير ـ المنزّه عن حضور فناني العالم الثالث ـ مندرجا بالضرورة في مدار القلق الهويوي الأوروبي المسقط على الأفارقة، ذلك أننا ان تفحّصنا محتوى المعارض والتظاهرات الفنية التي يكرسها الأوروبيون اليوم لأفريقيا لوجدنا أغلبها ـ وقيل كلها بلا استثناء ـ يعتمد بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر على موضوعة الهوية.

وهكذا، تحت شرط الأزمة الهويوية الأوروبية التي تمخضت عنها التحولات الوجودية لمجتمع السوق، فقد صار قدر الأفارقة أن يحملوا "عبء الرجل الأبيض" على أكتافهم السوداء المنهكة. والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.

ان الهوية الأوروبية بسبيل تأمين بقائها فهي تبادر الى استدعاء"آخرها"، وقيل "طبقها الآخر" لو جازمفهومي في تسويغ النقائض ـ [و كل شي في الحيا جايز على حد تعبير أغنية رمضان زايد ] ـ أقول ان الهوية الأوروبية حين تستشعر الخطر فهي تستدعي طبقها الآخر أو نقيضها المطابق المتمثل في الهوية الأفريقية، وهو نوع من "فرانكنشتاين" فبركته من وحي أوهام الأنانية العرقية التاريخية.هذه الرؤية الأوروبية لـ "الآخر" والتي يبدو الفنانون السود بمثابة مسندها الطبيعي، تفرض نفسها بقدر ما يستشعر الأوروبيون انمحاق الحدود التي كانت قائمة بينهم وبين الآخرين في الماضي، وبقدر ما يحسون أن هويتهم الأوروبية لم يعد لها وجود الا في الخيال المتاحفي، وبقدرما يعون أن هذه الحظوة القديمة، حظوة توصيف غيرهم بصفة "الآخر"، قد زالت في العالم المعاصر الذي لا يكون الفرد فيه الا كـ "آخر" لـ "آخر" خلافه.

ان مفهوم "الآخر" كما يطرحه الفنأفريقانيون الأوروبيون انما ينطوي على لبس مفهومي يسمح للأوروبيين أن يمارسوا وجودهم ضمن حداثة الحاضرة الصناعية الأوروبية ـ وفي نفس الوقت ـ يعيشون تقليد القرية الأفريقية البدائية. انهم يحتلون موقع ذواتهم وموقع ذوات الآخرين في آن ويكون الواحد منهم آخرَ في مكان "الآخر". ويبدو أن هذا اللبس المفهومي هو، في نهاية المحصلة، الاجابة الوحيدة التي قدمتها ثقافة مجتمع رأس المال الأوروبي لسؤال الفن والثقافة الأفريقية. وهي إجابة خاطئة لأنها، من جهة، تمنع الأوروبيين من رؤية الأفارقة ضمن شرطهم الواقعي بوصفهم ضالعين في تركيب العالم وتعقيده، ومن الجهة الأخرى فهي تمنح الأوروبيين مرآة أفريقية مشوهة تعكس للأوروبيين الذين ينظرون اليها صورة اوروبية كاذبة. وفي تحليل نهائي ما، فأظن أن مصلحتنا ـ كأفارقة، وقيل كـمستبعدين ـ تستوجب أن تكون نظرة حلفاءنا بين الأوروبيين لنا ـ ولنا بين القوم حلفاء يعتد بهم والحمد لله على كل شيء ـ أقول مصلحتنا كبيرة في أن تكون نظرة حلفائنا لنا نظرة نقدية واعية بتركيب واقعنا وخالية من الأوهام والخزعبلات التي تعكرالرؤية، مثلما مصلحتنا كبيرة في أن تكون نظرة الأوروبيين لأنفسهم نظرة نقدية وواعية بتركيب واقعهم كشركاء يتحملون نصيبهم من المسؤولية التاريخية في مشروع اصلاح الحداثة. ان سداد النظر، نظرنا ونظرهم هو الخطوة الأولى نحو بناء الأحلاف الضرورية لتنظيم البقاء، بقائنا وبقائهم، على شرط الحرية وسداد النظر مشروع وكفاح مركب ومتحول على الدوام. والانتباه للكيفية التي نرى بها الأصدقاء والأعداء أولوية قصوى ان أردنا تجنب عكر الرؤيا و سوء الفهم.

 

 

© جميع حقوق النشر محفوظة للجمعية السودانية للدراسات والبحوث في الآداب والفنون والعلوم الإنسانية
TOUS DROITS RSERVS © 2005
Copyrights © 2005Sudan for all. All rights reserved

Web designers/ developers:mardisco