أزمة الاتحادي اليمقراطي / مقال لبروفيسور محمد زين العابدين

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

أزمة الاتحادي اليمقراطي / مقال لبروفيسور محمد زين العابدين

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


أين تكمن أزمة الحزب الاتحادي الديمقراطي؟ ..
بقلم: بروفيسور/ محمد زين العابدين عثمان – جامعة الزعيم الأزهري


نشر بتاريخ: 10 تشرين1/أكتوبر 2019

بسم الله الرحمن الرحيم

أولاً وقبل الدخول لصلب الموضوع أن نقرر أن الحزب الاتحادي الديمقراطي المعنى هو الحزب الاتحادي الديمقراطي الذى تكون عام 1968م باندماج حزبي الوطني الاتحادي بقيادة السيد اسماعيل الأزهري والشعب الديمقراطي، بقيادة الشيخ على عبد الرحمن الضرير ورعاية السيد على الميرغني مرشد الطريقة الختمية، واللذان أعلنا قبر الحزبين الوطني الاتحادي والشعب الديمقراطي الى الأبد. وكان إعلان قبر الحزبين نتاج تجربة عملية مريرة مرت بها الحركة الاتحادية نتيجة للانقسام والخلاف بين تيار الاتحاديين من جهة والختمية من الجهة الأخرى. وقد أدى هذا الانقسام ليكون جناحا الحركة الاتحادية ممثلة في حزبي الوطني الاتحادي والشعب الديمقراطي أكثر ضعفاً وأقل فعالية في الحياة السياسية والوطنية في السودان. بل لقد مكنا بانقسامهما أن يتغلب عليهما حزب الأمة الحزب الغريم والمنافس لهما والذى صار يلعب بهما ائتلافا في الحكم مرة مع هذا الجناح ومرة مع الجناح الآخر دونما الاستناد الى مواقف أو رؤى أو أطروحات سياسية وإنما السير في ركب حكم حزب الأمة صاحب الأغلبية البرلمانية.

والآن ومنذ تكوين الحزب الاتحادي الديمقراطي، صار هذا الحزب في حالة تدهور وفقدان للبوصلة السياسية خاصة بعد رحيل الشريف حسين الهندي المفاجئ في المهجر. ويبقى التساؤل هل هذا التهور وعدم الفاعلية والانقسام والتشرذم بسبب الزعامات والقيادات أم بسبب الكوادر والجماهير المنتمية للحزب؟. ولو تتبعنا مسيرة الحزب منذ تكوينه عام 1968م وتحت قيادة الزعيم أسماعيل الأزهري. فقد حقق هذا الحزب وأبان قسمات الشعب السوداني أبان فترة الديمقراطية الثانية عندما كان وزير ماليته والتخطيط الشريف حسين الهندي، الذى طرح مشروعاً وبرنامجاً نهضويا تنمويا متكاملاً مرتكزاً على فلسفة الاشتراكية الديمقراطية بأضلاع الاقتصاد الأربعة من قطاع عام وخاص ومشترك وتعاوني، وذلك بعد أن حقق الأغلبية البرلمانية في انتخابات عام 1968م محرزاً 105 دائرة في الجمعية التأسيسية متجاوزاً جناحي حزب الأمة جناح الأمام الهادي المهدي وجناح الصادق المهدي، ليشكل حكومة قوية ومستقرة بالائتلاف مع جناح الأمام الهادي المهدي في حزب الأمة. والتي تآمر عليها اليسار السوداني بانقلاب 25 مايو 1969م بقيادة العقيد جعفر محمد نميري. لقد كان الاتحادي الديمقراطي موحداً وكل القيادات والكوادر الوسيطة، مجمعة على قيادة زعيمه إسماعيل الأزهري. ولم يحدث أي انقسام داخل الحزب حتى انقلاب مايو، برغم وجود التيارات الإصلاحية داخل الحزب. وأول من بدأوا ما يعرف الآن بمذكرات العشرة هم عشرة من الاتحاديين، عندما رفعوا مذكرة لرئيس الحزب السيد أسماعيل الأزهري يطالبونه فيها بأجراء اصلاحات هيكلية داخل الحزب واشاعة الديمقراطية داخل الحزب وتحقيق المؤسسية الكاملة. وقد رفعت هذه المذكرة قيادات وسيطة وشابة بمفهوم ذلك الزمان وعلى رأسهم محمد جباره العوض ومحمود صالح أسماعيل والشريف حسين الهندي وطيفور الشايب وموسى المبارك والطيب الشبارقة وآخرين.

عندما جاء انقلاب مايو وأودعت كل القيادات الاتحادية سجن كوبر، وعلى رأسهم الزعيم إسماعيل الأزهري رئيس الحزب ورئيس مجلس السيادة، تصدى للقيادة الشريف حسين الهندي والذى كان خارج السجن ولم يتم اعتقاله، والذى تخفى وقام بالاتصال برئيس الحزب طالباً توجيهاته. والذى كلفه بقيادة المعارضة ضد هذا النظام العسكري الشمولي الأحمر وأن الوسيلة التي يتبناها الحزب دائماً في مثل هذه الأحوال هو العمل الجبهوي في جبهة وطنية تضم على رأسها الحزبين الكبيرين ابتداء. وأيضاً بعد وفاة الزعيم الأزهري أجمعت كل القيادات والجماهير الاتحادية على قيادة الشريف حسين الهندي وحتى القيادات المخضرمة التي كانت أعلى فى مراتبها التنظيمية داخل الحزب أجمعت على قيادة الشريف حسين الهندي. وكذلك أجمعت على قيادة الشريف كل القيادات والكوادر الوسيطة وكل شيوخ الطرق الصوفية ونظار القبائل التي كان ولاؤها للحزب أجمعت على قيادة الشريف حسين الهندي للعمل المعارض ولقيادة الحزب. ولقد قاد الشريف مسيرة الحزب مناضلاً ضد النظام المايوي العسكري الشمولي ولم يهادن أو يصالح أو يغازل حتى أتاه اليقين فى الوقت الذى كان فيه مرشد الختمية السيد محمد عثمان الميرغني وأخيه أحمد الميرغني قد هادنا النظام المايوي واشتركا في أتحاده الاشتراكي وقد كان الشقيقان ضمن اعضاء أعلى جهاز في الحزب الاتحادي الديمقراطي في مكتبه السياسي ولجنته المركزية.

لقد بدأت الانقسامات بعد موت الشريف حسين الهندي وقبل سقوط النظام المايوي بيت القيادات التي كانت بالخارج مع الشريف وازدادت حدة الانقسامات بعد انتفاضة رجب/أبريل وذلك بعدم الأجماع على زعامة ورئاسة السيد محمد عثمان للحزب وهو الذى كان فى كل فترة الحكم المايوي سايراً في ركب النظام المايوي. وعندما دعى لانعقاد الاجتماع الخمسيني الذى يضم 25 عضواً من أصحاب النضال الذين كانوا مع الشريف حسين و25 من الختمية أتباع السيد محمد عثمان الميرغني ، هنا أنقسم الحزب بخروج قيادات على رأسها الأستاذ على محمود حسنين ومحمود زروق وطيفور الشايب وفتح الرحمن شيلا وآخرين من القيادات والكوادر المناضلة أبان الحقبة المايوية وقاموا بتكوين الحزب الوطني الاتحادي. ومجموعة أخرى من التيار الاتحادي كونت بما يعرف بالقيادة السياسية موازية لقيادة السيد محمد عثمان الميرغني وكان على رأس هؤلاء أحمد زين العابدين المحامي وحاج مضوي ومحى الدين محمد عثمان وآخرين. وبعد ذلك انضمت القيادة السياسية للحزب الوطني الاتحادي بقيادة على محمود حسنين. وتبقت مجموعة من التيار الاتحادي الغير ختمي مع السيد محمد عثمان الميرغني يقودهم الشريف زين العابدين الهندي الذى صار الأمين العام للحزب تحت قيادة السيد محمد عثمان الميرغني. ولم يكن انحياز الشريف زين العابدين الهندي للسيد محمد عثمان الميرغني عن مبدأ أو حباً وإنما نتيجة لمرارات شخصية له مع رفقاء أخيه الشريف حسين أذ يعتقد أنهم حالوا بينه وبين أخيه وأنهم استغلوا أخاه لمآرب شخصية ولتنفيس أحقاد سوآءا معه بالخارج أو الذين هم أياديه بالداخل.
نرجع لسؤالنا عنوان الموضوع في أين تكمن أزمة الحزب الاتحادي الديمقراطي؟ هل هي في قياداته العليا الحالية؟ أم أن قياداته وكوادره الوسيطة؟ أم في جماهيره وقواعده الممتدة على مساحة السودان؟ برغم أن الإجابة على هذا السؤال بديهية ولكن نحاول أن نؤسس لها ونجد لها المنطق والشواهد من خلال مسيرة الحزب. لقد اجتمعت أرادة الحزب كاملة بعد انقلاب 30 يونيو 1989م تحت قيادة وزعامة السيد محمد عثمان الميرغني الذى خرج ووقف موقفاً معارضاً قوياً لنظام الإنقاذ محققاً التمسك بالمبادئ الأساسية للحزب الاتحادي الديمقراطي وهى الدفاع عن الحرية والديمقراطية و التي يجب أن يعض عليها كل اتحادي بالنواجذ.

وعند هذا المحك تكمن أزمة الحزب الاتحادي الديمقراطي في قيادته. وبدلاً من أن يستفيد السيد محمد عثمان الميرغني من هذا الأجماع والذى فرضته ظروف رحيل الرعيل الأول وليس لمقدرات تؤهله ليكون زعيماً على رأس حزب سياسي مناط به أن يحكم السودان ليدار بعقلية شيخ الطريقة الصوفية وكان آخر الراحلين من جيل العمالقة الأستاذ عبد الماجد أبو حسبو بعد الانتفاضة مباشرة ولو كان حياً لما تقدم عليه السيد محمد عثمان الميرغني. وبدلاً من أن يدير السيد محمد عثمان الحزب بكل الفطانة والكياسة ويجمع حوله كل القيادات مفسحاً لها المجال للمشاركة في الرأي والقرار الخاص بالحزب في كل المجالات السياسية والوطنية/ فأنه قد كرس جل جهده وذكاءه ليتخلص من كل من يظن ظناً أنه منافس له في قيادة الحزب وبدأ يجمع حوله أهل الولاء والمتطلعين وأصحاب المصالح الشخصية ناقصي القدرات والمقدرات وليته جمع حوله أهل الولاء من اصحاب القدرات والمقدرات والعلم. بدأ أول خلاف له مع الشريف زين العابدين الهندي الأمين العام عندما رفض أن يجلس معه للتفاهم حول كيفية أدارة والمشاركة في العمل المعارض بالخارج لنظام الإنقاذ، أذ كان الشريف زين العابدين الهندي له تحفظات على طريقة تكوين التجمع الوطني الديمقراطي ومكوناته وطريقة عمله المعارض. ولم تجدى كل المحاولات التي قام بها معه أخيه السيد أحمد الميرغني الذى هو أيضاً يتفق مع الشريف وله رأى سالب في عمل التمع الوطني الديمقراطي ومكوناته. وأنتهى الأمر بانفصال الشريف زين العابدين بتيار الأمانة العامة في مؤتمر الإسكندرية عام 1992م. وهو أيضاً الذى رفض مقررات لجنة الثمانية لتوحيد جناحي الحزب بعد أن وقع عليها الشريف زين العابدين الهندي والتي دفعت في النهاية بتيار الشريف الهندي ليرتمي في أحضان نظام الإنقاذ ليتقوى بالحكومة التي دخلها مشاركاً في صراعه مع السيد محمد عثمان الميرغني.

لقد انحازت معظم القيادات للسيد محمد عثمان الميرغني بعد ارتماء الشريف وتياره في أحضان الإنقاذ بما فيهم الأستاذ على محمود حسنين. ولكن أيضاً لم يتحمل السيد محمد عثمان الميرغني الرجال الأقوياء وأصحاب الرأي والقدرات والمقدرات حوله فبدأ يجبرهم على النزوح والانفضاض من حوله واحد تلو الآخر حتى سموا بالفرسان الأربعة وعلى رأسهم سيد أحمد الحسين نائب أمين الحزب والحاج مضوي محمد أحمد والأستاذ على محمود حسنين والأستاذ محمد أسماعيل الأزهري وكون كل من هؤلاء تياراً حزبياً حوله قائماً بذاته. وبرغم أقناع أثنين من هؤلاء الفرسان بواسطة شيخ عبد الله أزرق طيبة للمشاركة في مؤتمر المرجعيات الذى عقده السيد محمد عثمان الميرغني بالقاهرة الا أنهما لم يستطيعا الركون لتسلط السيد محمد عثمان في الحزب وأجهزته وابتعدا .بل ان الشيخ ازرق طيبة الذى حاول جمع القيادات الاتحادية حول السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعيات قد صار أكثر الناس نقدا وهجوماً على طريقة أدارة السيد للحزب، مما حدى به أن يعمل على الانشقاق وتكوين الحزب الوطني الاتحادي وتسجيله جامعاً فيه أتباع الطريقة القادرية.
أن من أعجب الأشياء أن كثير من القيادات التي كانت أكثر التصاقا بالسيد محمد عثمان الميرغني والتي لعبت دوراً كبيراً فب تكريس قبضة السيد على الحزب الاتحادي الديمقراطي قد ابتعدت عنه وصارت أكثر عداء له وقالت فيه مالم يقله مالك في الخمر. أبتعد عنه أولا الشريف زين العابدين الهندي الذى وقف معه ونصره على رفاق أخيه الشريف حسين المناضلين. وأبتعد عنه الحاج مضوي محمد أحمد والمرحوم محمد الحسن عبد الله يس الذى عمل في المكتب السياسي الخمسيني بعد الانتفاضة ليجعله على رأس الحزب. وخرج عته أبناء الختمية حسن وعمر حضرة وود شيخ العرب علي أبوسن. وخرج عليه من أبناء الختمية ميرغني عبد الرحمن الحاج سليمان وأمين عكاشة وكونا الإصلاح والمؤسسية. وخرج عنه أبن خاله وأخ زوجته أبن البيت الميرغني محمد سر الختم. وخرج عليه فتح الرحمن شيلا وأنضم للمؤتمر الوطني وكذلك الخلفاء على أبرسي وهشام البرير وعبد الحكم طيفور. وخرج عليه أحمد على أبوبكر وعلى أحمد السيد والبروفيسور محمد زين العابدين ودكتور الباقر أحمد عبد الله وحسن هلال وآخرين كثر. ويبقى السؤال هل العلة تكمن فب كل هؤلاء أم فب السيد محمد عثمان الميرغني؟ هل كل هؤلاء على خطأ وضلاله والسيد هو وحده الذى لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه؟ وهل حقاً خلاف كل هؤلاء لأسباب شخصية كما يروج الأتباع؟ أم لأنهم يطالبون بالديمقراطية والمؤسسية واتخاذ القرار عن طريق المؤسسات لا بالتعليمات ورأى الفرد الواحد؟

أن مسيرة الحركة السياسية عامة والاتحادي خاصة قد دلت أن السيد محمد عثمان الميرغني يفتقد الافق السياسي ويفتقد القدرات والمقدرات لقيادة حزب في قامة الحزب الاتحادي الديمقراطي/ أضافة الى أن العمر لا يسمح له بأي عطاء وأنه أكثر بعداً عن تلبية متطلبات الشباب العصرية فى الحزب ز أضافة الى أن تكوينه الداخلي والنفسي كشيخ طريقة لا يسمح له بأن يكون ديمقراطيا ومؤسسياً وبذلك يكون فاقد الشيء لا يعطيه. أضافة الى ذلك أن هذا الرجل على رئاسة الحزب لأكثر من 26 عاماً ولم يحقق شيئاً يجعل الشباب بأن يظل على رأسهم ومتسلطاً عليهم؟ وكأنه لا يسمع ولا يرى ولا يقرأ عن ثورة الشباب الآن في التي تدور في العالم العربي وكلها تشكو مما يشكو منه شباب الاتحاديين في أدارة الميرغني للحزب. الميرغني يستعمل ذكاؤه في بذر بذور الخلاف بين القيادات والكوادر الاتحادية بالإصرار على أن يجعل عليهم وفوقهم أهل الولاء والمصالح فاقدي النظر والعطاء والبعد السياسي والخبرة والتجربة والعلم. وأيضا كل ما يحركه أخيراً صار المال بيد الإنقاذ وهنا تضيع القضايا الوطنية والحزبية. أغرب الأشياء أن هذا الرجل بحوزته من المال ما أن تنوء بحمل مفاتيحه العصبة أولى القوة مماثلاً الى قارون فرعون.

الآن والمرجل في السودان يغلى والثورة الشبابية على الأبواب وسيفتقد فيها الاتحاديون بتشرذمهم وانقساماتهم التي بفعل السيد محمد عثمان والإنقاذ. ولذلك لابد للاتحاديين أصحاب العطاء والنضال والذين يقفون بصلابة ضد نظام الإنقاذ أن يتجمعوا وينبذوا السيد محمد عثمان الميرغني وجلال الدقير حلفاء الإنقاذ. وهذا الدقير الذى أعتلى سنام الحزب على حين غفلة من أهله بمساعدة الشريف زين العابدين فسرح ومرح بعد موته وأنتهب مال الدولة وعطايا الإنقاذ وسكر كنانة وأثرى وتألف ضعيفي النفوس من الشباب العطالة ليكرس بهم قبضته على الحزب بالمال . ولكن أظن أن المال قد ذهب بعد البعد من وزارة الصناعة وبعد أن صار أهل الإنقاذ عيونهم على السيد محمد عثمان. وليتأكد الجميع أن هنالك كثير من الختمية غير راضين لانغماس السيد محمد عثمان في السياسة، وأن أدارته للحزب وسينحازوا لأى تجمع اتحادي قوى وفاعل. وليس السيد محمد عثمان الميرغني بأعظم من والده فقد أنحاز كثير من خلفاء الختمية للسيد أسماعيل الأزهري وحزبه الوطني الاتحادي ضد حزب الشعب الديمقراطي ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحظر ناظر الجعليين بشندى وسليمان الحاج عبد الرحمن بأم روابة والناظر محمد أحمد أبوسن ناظر الشكرية بالقضارف وعلى سرالختم الخليفة الماحي بخشم القربة ومحمد الطيب عمر بالجزيرة. لقد آن الأوان من أجل تجميع القذى الاتحادية لخلق حزب اتحادي قوى وقادر وفاعل لئلا نكون قد أضعنا أمانة الرعيل الأول التي هي في أعناقنا.

https://www.sudanile.com/index.php/منبر-الرأي/217-5-8-3-2-1-8-5/118959-اين-تكمن-أزمة-الحزب-الاتحادي-الديمقراطي؟-بقلم-بروفيسور-محمد-زين-العابدين-عثمان-–-جامعة-الزعيم-الأزهري
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


( بروفيسور/ محمد زين العابدين عثمان - جامعة الزعيم الأزهري )


قرأت مقالته بإمعان وكان في نظري قريبنا العم " طيفور الشايب " وهو قيادي من الاتحاديين منذ الخمسينات. عرفته كما عرفت آباءنا الاتحاديين . لوقت قريب بدأت تتكشف لي أن بينهم وبين إسماعيل الأزهري وشائج نسب ، والمطلع للتاريخ بعد إعمال النقد وفق ما يتيسر ، سيكتشف أن إسماعيل الأزهري قد سافر عام 1919 ، وهو ابن 19 عاماً ، مترجماً لجده الأزهري، فقد كان في السنة الثانية في ثانوية كلية غردون التذكارية ،وقد جاء لخدمة جده " قاضي دارفور " وكان يقوم بترجمة اللقاء بين الملك جورج " ونجت باشا "
*
لم يكن انتماء أعمامي للحزب الاتحادي ، شروعاً في حزب الوسطية ، أو رغبة في الوحدة مع مصر، ولكنها أواصر قربى قبلية لا غير. ذهب عمنا " طيفور الشايب " بعيداً وصار قطباً ومن الزعماء الاتحاديين!
*
نعود لقصة البروفيسور محمد زين العابدين عثمان ، فقد كان ولم يزل كاتباً سياسياً، وهو قطباً اتحاديا ، وقد سجنته الإنقاذ لمقال كتبه ، وها هو مقاله ننقله إليكم ،
1. لدينا ملاحظة أن محمد أحمد محجوب في كتابه ( الديمقراطية في الميزان ) ص 203 ، أن الحزب الاتحادي الديمقراطي بعد أن توحد قد فاز بـ (101) وليس (105) كما ذكر البروفيسور
2. شاب المقال كمية هائلة من الأخطاء الإملائية : وضع الهمزات في غير مكانها ، وكتابة الألف اللينة والياء سواء بسواء ، مما صرفت فيه جهداً للتصحيح ، قدر ما أستطيع.
3. لم أستغرب وجود تعابير: ( مالك في الخمر) ، ( قارون فرعون) !!

إن الحزب الاتحادي الديمقراطي ، فعلياً غير موجود ، رغم وجود شبابه ضمن شباب الثورة الحالية. ثم أن الحزب الاتحادي عندما فاز بأغلبية المقاعد عام 1953، مما شكل لوحده إمكانية أن ينفرد بالحكم ، وذلك بالمال السياسي الذي وفره صلاح سالم للتأثير على الانتخابات { صرف 1.5 مليون جنيه مصري ، حسب إفادة محمد حسنين هيكل في برنامجه ( مع هيكل) 2010 }.

لم يعد الحزب يطالب بالوحدة مع مصر ، وهو الأصل الذي توحدت بموجبه الثلاث أحزاب الاتحادية بواسطة اللواء محمد نجيب في القاهرة. إلا أن محمد عثمان الميرغني ، يحب مصر ، ويسكن مصر . وقد أغدقت عليه الاستخبارات المصرية الكثير ، كما أغدقت على والده علي الميرغني ، وكانت للمراغنة مقاعد في جامعة القاهرة الفرع سابقاً في الخرطوم ، كما هي الآن في جامعات مصر الآن.
فأين يقف البروفيسور من كل ذلك ؟
أهو مع الحزب الاتحادي الديمقراطي برئاسة محمد عثمان الميرغني أم مع أحزاب الفكة؟
أضف رد جديد