التحية لكرام الشهداء و أبناء وبنات شعبنا

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

التحية لكرام الشهداء و أبناء وبنات شعبنا

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


التحية لكرام الشهداء و أبناء وبنات شعبنا
يا أخي في الشرق، في كل سكنْ
يا أخي في الأرض، في كل وطنْ
أنا أدعوك .. فهل تعرفني؟
يا أخاً أعرفه .. رغم المحنْ
إنني مزقت أكفان الدُجى
إنني هدمت جُدران الوهنْ
لم أعد مقبرة تحكى البلى
لم أعد ساقية تبكى الدمنْ

محمد الفيتوري
(1)
لن نزرف الدموع، لأن أعراس الشهداء الحقيقية هم، فالشهداء أكرم مثوى لهم أن تتحقق أمانيهم، بزوال الكذابين، المُرجفين، أكلة السُحت، أصحاب الجهالة العمياء. العقارب البشرية التي لدغت الوطن الحبيب ، وطال السم ثلاثة عقود. نهض المارد بشبابه من الجنسين، يلفظون الطعام النتن الذي ابتدعته منظمة الإخوان المسلمين، الذي تأباه البطون ولو جاعت. هذه أيام الإصباح، الذي اتقدت أنواره من زاد أرواح الشهداء الغالية. لن تستحيل إلى نسيان، فنورها أثلج الصدور في ظهيرة حرّ الهتاف" سلمية " في وجه الرصاص.

لن تعادل قطرة دم واحدة ثمن كل عشيرة العقارب المتأسلمة، ولا كم الجهل الذي يفيض كالقمل من جنوبهم. فدماء الشهداء أشرف من أجساد الربانيين الكذبة. لقد صنع " كبيرهم الذي علمهم السحر" لوثة الجنون، ولوّث بجثمانه ثرى السودان، الذي منحه التعليم المجاني وابتعثته لإنكلترا ثم لفرنسا، فكان جزاء الوطن كمٌ هائل من العقوق، فقد عض اليد التي منحته السعد، وانتزع اللحم من أكتاف زراع السودان ورعاته ليطعموه، منحوه أسباب النهوض للتقدم، فكان جزاء " سنمار" هدية للوطن الغالي.
(2)
لم يأت التنظيم من بوابة مصر، إلا بعد أن لفظته، واستوطن بلادنا بشرذمة قليلة. مزرعة خراب، حملت القرآن على أسنة الرماح، لتخدع البسطاء أنهم حملة خير العقيدة. فسقطوا في امتحان الحياة. لوثوا أرض السودان بكل قول نكير، لم يريدوا خيراً، لا بالوطن ولا بمواطنيه . جاء من مصر بعد أن كسرت شوكتهم، فقد عرفت معدنهم النجس. وانتهازية فاسدة، حملت كل أوزار البشرية، حتى ظننا أن أمنا الولود قد بطرت بطنها، وجاءت بالحمل الكذوب، مشوهاً ، لا يشبه هذه الأرض، ولا بشرة أبناءها وبناتها السُمر.
من أين جاء هؤلاء؟
صدق الروائي الكبير" الطيب صالح " حين نعتهم في مقالة محضورة، وختم عليهم بخاتم أحمر مخيف. لقد أعيى توصيف مرضهم كل طبيب ماهر. فكانت أجسادهم أكبر من حفر مقابرهم، انتفخوا بأكل السُحت، حتى تشوهت بشرتهم. لم يشبع بطونهم شراب الهيم ، يشربون ويأكلون ما يتذوقون طعمه. فقد تكلست شهواتهم، وتجمعت فيهم أمراض النفس البشرية، لا يستمتعون وهم في قصورهم المسروقة، ولا ينامون إلا بعين مفتوحة من الخوف والمكر الذي بنوا منه حصونهم لعلهم ينامون.
(3)
أي كراهية للمرأة ؟
لقد اغلقت عليهم أمراض النفس العصية أن يعيشوا حياة سوية، فظنوا أن الآخرين مثلهم، يريدون إعادة تشكيل المجتمع، وظنوا أن التبشير بدولة إسلامية كُبرى، تكون عاصمتها السودان حصن حصين لهم، وظنوا أنهم هم البديل الحضاري. وبلغ بهم المرض الخبيث أن ظنوا حقاً أنهم سوف يعيدوا دولة الخلافة، وأن كبيرهم الذي علمهم السحر، هو مُجدد القرن الجديد!.
إن عداؤهم للمرأة، كامن في باطن نفوسهم المريضة. لم يبصروا أنثى إلا اشتهوها ملفوفة كسلعة مشتهاة، يخافون منها ويحبونها حباً مرضياً. وأغرب شيء أن اعتقدوا أنهم البديل للدِّين الذي دخل السودان منذ القرن الخامس عشر، وتسربل بحياة الناس، حتى صار مكوناً ثقافياً لفصيل غالب من الشعوب السودانية. جاءوا ليهدموا التسامح، والعيشة الرضية الهانئة بين التجمعات الثقافية، وهدموا التوازن الدقيق بين الثقافات، بتبني الاستئصال وسيلة يهدفون بها محو كل الرؤى وخيارات الثقافة الوطنية ، ليستبدلوها ببرامج النهب ومنهجه. وفغروا أفواههم للتمكين، بعد أن أبعدتهم الكفاءة، وهدَّت بنيانهم الجهالة المفرطة: التقليد والسمع والطاعة، وكراهة القراءة وعداوة نعمة النقد.
(4)
نعرف أنهم لم يقرؤوا التاريخ، ولا يعرفون عِبره. ونعلم طلاقهم البائن لكل العلوم الإنسانية. فهم لن يستسلموا للواقع ويسلّموا السلطة، لأنهم يعرفون أنهم ولغوا في دماء أبناء وبنات الشعب الطيب. كان يرفعون أصابعهم بالتكبير، عند مأتم شهداء الوطن، كأنهم قد باعوا دنيتهم بثمن بخس، وعدموا كل أسباب حساب آخرتهم بميزان أعمالهم الذي لا يسوى شيء. لم يفعل بهم الشعب في تاريخهم إلا كل خير، فقد كان يظن الشعب الطيب أنهم من أبنائه. ولم يعرف أنهم ذئاب بشرية، تستمتع بالدماء وتنتشي بالقتل، وترهب الآخرين بالاغتصاب. فقد تجردوا من كل ذرة إنسانية. يخافون المصير الذي ينتظرهم. إن الشعب الطيب، قد يرغب أن يصفح..، إلا أن الإخوان المسلمين لم يتركوا له خيار أن يعاملهم بطيبة العدل، وطريق العين بالعين، والسن بالسن، وحدها التي تغسل الصديد الذي خلفته أفعال" الإنقاذ" وأهلها.

عبدالله الشقليني
17 يناير 2019
*
أضف رد جديد