سودانويات: اللغة والهوية..نوبية وهيروغليفية/الأب فيلو تاوس

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

سودانويات: اللغة والهوية..نوبية وهيروغليفية/الأب فيلو تاوس

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

سودانويات :اللغة والهوية.. نوبية وهيروغليفية

الاب فيلوثاوس فرج
الاحد4/11/2007 صحيفة السوداني

اللغة والهوية:هذا عنون لكتابة اصدره عالم المعرفة اغسطس 2007م وهو كتاب من تأليف جون جوزيف وترجمة دكتور عبدالنور خراقي, وتأتي قوة الكتاب في أنه دراسة اكاديمية تقدم اللغة امتيازاً وتربطها بالهوية تميزاً باللغة ترتبط بالناس وكما يقول ابن خلدون أن غلبة اللغة بغلبة أهلها وان منزلتها بين اللغات صورة لمنزلة دولتها بين الأمم وقديماً كانت اللغة اليونانية هي لغة الثقافة في كل بلدان العالم حتى ان اساتذة علم اللاهوت قالوا ان العالم قبل المسيح توحد لغوياً في اللغة اليونانية وتوحد إدارياً في حكم الرومان وتوجد وحدانية الله من خلال اليهودية ديانة التوحيد الوحيدة قبل مجئ السيد المسيح، ويقول مترجم الكتاب: ان اللغة هي الوعاء الحاوي للثقافة ووسيلة التفكير الذي يحدد رؤية العالم ونواميسه، لذلك شكلت معرفتها أهم ركيزة لتحصين الهوية، والذات، والشخصية، وان الدفاع عنها واجب بالضرورة يضمن للامة استمراريتها ويحفظ لها مكانتها المنوطة بها بين الأمم الأخرى، كما تقوم اللغة بدور المميز بين الشعوب فمثلاً ميز اليونان أنفسهم عن البربر لأن البربر شعب لايتحدث اليونانية وطبعاً هنا تطلق بربر أو برابرة على كل من لا يتكلم باللغة اليونانية رغم انها اختصت بنا في بعض الأوقات، واستخدم اليهود في الأندلس اللغة العبرية باعتبارها وسيلة تحفظ طقوسهم الدينية، بينما استخدم الأطباء اليهود في بولندا مصطلحات طبية عربية بدل اللاتينية التي كان يستخدمها الاطباء المسيحيون وكل هذا يفسر بسعى هؤلاء إلى التميز الأثنى والديني وإلى الحفاظ على الهوية، فالهوية مفهوم أو دلالة لغوية وفلسفية واجتماعية وثقافية ولفظ هوية مشتق من اصل لاتيني يعني الشئ نفسه بما يجعله مبنياً لايمكن ان يكون عليه شئ آخر ويميزه عنه، كما يتضمن مفهوم الهوية الإحساس بالانتماء القومي والديني والاثني، ويبحث كتاب اللغة والهوية في العلاقة الموجودة بين الهوية القومية والاثنية والدينية لجماعات كلامية داخل المجتمع وطبيعة اللغة التي يتحدثون بها ويشدد الكاتب على ضرورة ان تشكل الهوية الجزء الأهم في اية دراسة اكاديمية ميدانية تجري حول اللغة اذا ما اريد للنظرية اللغوية ان تتطور وتعاد إليها نزعتها الانسانية، كما يجب ان ينصب الاهتمام على الظروف التي وجدت فيها اللغة واسباب تطورها وسبل تلقينها واستعمالها لأن اللغة هي الأساس الصلد الذي تقوم عليه قصة الأمة، وان بناء الهوية هو في واقع الأمر بناء للماهية، وفي مدخل كتبه جوزيف مؤلف الكتاب يقول ان كتابه هو محاولة لطرح رؤية متماسكة عن الهوية بوصفها ظاهرة لغوية، وكتب بطريقة يخاطب فيها جميع الناس، ويقول المؤلف: ان الهويات التي نشكلها بالنسبة إلى انفسنا والهويات التي نشكلها بالنسبة إلى الآخرين لاتبدو كأنها مختلفة من حيث النوع فالهوية هي الهوية وإنما الذي يتغير هو الوضعية التي نمنحها لهم.
النوبية والهيروغليفية: لقد أفل نجم اللغة القبطية وصارت لاتستعمل إلا في الكنائس وفقدنا بهذا شيئاً غالياً علينا ولكن ظروف الأقباط ومعاناتهم مع الحكام المستبدين الذين هدفوا إلى القضاء على اللغة القبطية وحكموا بقطع لسان من يتكلم بها ورفضوا ان تتعامل دواوين مصر الحكومية بهذه اللغة كان سبباً في هذا الاندثار ولكن يبقى الأمل في عودتها أملاً مشرقاً، اما اللغة النوبية فقد حافظ عليها ابناء النوبة حتى الآن وفي الافلام المصرية يأتون بهم وهو يتكلمون ونحن لانفهم ماذا يقولون ولكن يتنامى احترامنا بهم لأنهم حافظوا على لغتهم وهناك اليوم محاولة من عدد من الباحثين لاحياء اللغة النوبية واذكر على رأسهم الباحث الخيرابنعوف الذي تعمق في البحث حتى جعلنا نحاول ان نقرأ اسماء الانبياء من واقع اللغة النوبية وهو صاحب مجهود مشكور في هذا المضمار, ولقد إتصل بي خلال اكتوبر 2007م للمزيد من التعارف وكنت اتمنى ان يتمكن عقلي من التعمق في اللغة النوبية ولكن مضى عهد النقش على الحجر في حياتي، وسوف استفيد بدراسات ابنعوف المميزة واملي فيه كبير في التعمق في تاريخ النوبة من خلال اللغة النوبية لأن اللغة هي الهوية ولأن النوبية مصدر معلومات لحضارتنا القديمة التي مازلنا حتى الآن لم نسبر أعماقها.

والطريف ماكتبه دكتور وسيم السيسي في روز اليوسف 21/9/2007م تحت عنوان فوائد الهيروغليفية وهو يجيب على سؤال سأله صديق له ما الفائدة من تعلم اللغة الهيروغليفية القديمة واجابات وسيم وسيمة جداً وواقعية جداً فهو يقول ان هناك كنوزاً يمكن ان تكشف من التعرف على اللغة الهيروغليفية ويبدأ بالقول ان كلمة (حنف) مصرية قديمة للدلالة على الخضوع للالة الواحد ولهذا كتب نديم عبدالشافي كتاباً عنوانه (المصريون القدماء هم أول الحنفاء) وبنفس هذا المعنى تحدث القرآن الكريم عن إبراهيم حنيفا وملته هي ملة الحنفاء وهم ما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء، حنفاء لله غير مشركين به، ويرى وسيم ان الاجانب كانوا يقرأونها هنف لاختفاء الحاء في لغاتهم، ويقدم وسيم كلمة اخرى هي (صبان) وهي كلمة هيروغليفية تعني يهدي هداية اي ان يعني دين الصائبة انه دين الهداية أو الهدى، والصائبون هم المهتدون ويرى العقاد ان الصائبة المندائيين أو العارفين كانوا بمصر على عهد الفراعنة الأول، ويتحدث السيسي عن كلمة آمون بأنها صفة وليست علماً ومعناها الباطن أو الخفي لأن الله فوق مدارك وعقول البشر وهكذا ينتهي الأمر بدعوة وسيم السيسي إلى تعليم اللغة المصرية القديمة ودعوة الخير ابنعوف إلى تعليم اللغة النوبية القديمة واتمنى للدعوتين النجاح والتوفيق.

#اللغة_النوبية_الخير_ابنعوف
أي أحمق يمكن أن يعقد الأمور ، ولكن تبسيطها يحتاج إلى عبقري.
أضف رد جديد