في مهاتفة مع محجوب ، اصرّ أن تنشر هذه القصيدة كنص مستقل تماماً، وبالطبع لا نملك إزاء ذلك رداً :
صورة عبدالخالق محجوب
A Portrait of Abdul Khliq Mahjoob
محجوب عباس
) هذه في بحر المتدارك الذي ابتدعه الأخفش بعد الفراهيدي. عرفتم
صعوبته ولكنني كنت أدرك أن عبدالخالق كما عهدناه كفيل بإخراجي
من هذه الورطة(
كوخزٍ من النحل دون العسل،
واصطفاف الجميلات قبل الوجود
على النيل شارعنا الأبدي،
كيفما شئت تبقى
المياه مياهاً، إذا كان لابدْ،
والحفاظُ مريراً، وما من أحدْ
على ضفة النيل والملتقى.
تدارك بالركضِ ما لا يقال
وما كان أصلاً بعيد المنال
وصرّحَ بالمخض كل الزبد.
ولو كنت لا تعتقدْ
بأنك والدُ نفسِك في كل حالْ؛
كل أبناء هذا البلدْ
يصيرون آباءَ أنفسهم في المهدْ.
ليس للريح عمٌ وخالْ
وليس لها ما يقيم الأود،
فكيف عقدت القران على الروح دون الجسدْ.
طقوسٌ مؤجلة وعروسْ
تلاشت على هامش القرمصيص،
لأن المنايا هي الهدأة الثاوية
في صميم الوجودْ،
قاب قوسين من هذه الطابيةْ.
والذي خاط هذا الوطنْ
كعقدٍ نضيدٍ بحبل الوريد،
عاد في قطفةٍ ثانية
دار دورته من جديدْ ،
كجسر يلوذ بهاويتين إذا ما صعد
وفيه انطوى كل مجد البلدْ .
في الفضاء الإلهي تختال تيهاً وزهوا.
مت سفاحاً كما كنت تهوى،
أو كفاحاً يفتُ العضد،
كاليراعات تُخفى الجمال الذي لا يطاق
وتبديه سهوا.
صورة عبدالخالق محجوب A Portrait of Abdul Khliq Mahjoob
-
- مشاركات: 1027
- اشترك في: الأحد مايو 08, 2005 8:09 pm