كتاب جديد د. عبد الله علي إبراهيم محمد عبد الرحمن شيبون 1930 ـ 1961 جمر الجسد، صندل الشعر عن جيل الخمسينيات اليساري في السودان
صادر عن دار مدارات للنشر
صدر مؤخراً هذا الكتاب الجديد للدكتور عبد الله علي إبراهيم، والذي يتناول فيه انتحار شاب ناشط يساري هو محمد عبد الرحمن شيبون، في عام 1961. فبعد أن طالعنا في النصف الثاني من عام 2005 سلسلة مقالات الدكتور عبد الله على إبراهيم التي جاءت أول حلقة منها تحت عنوان "محمد عبد الرحمن شيبون، حنجرة الشعب: متى يغرد خارج سرب صلاح أحمد إبراهيم؟"، وكانت الحلقة التاسعة والأخيرة منها تحت عنوان "كان بدري عليك"، ينشر د. عبد الله الآن هذا السِفْر الذي يتناول قصة انتحار هذا الناشط السياسي والشاعر الذي وضع نهايةًٍ لأيامه وهو في ربيعه الحادي والثلاثين. يلقي هذا الكتاب الجديد مزيداً من الضوء على النقاشات التي تمت حول هذا الرحيل المبكر والتساؤلات حول دوافعه. أهنيء الدكتور عبد الله على هذه الإضافة الجديدة للمكتبة السودانية، ولمكتبة "اليسارات" في العالم، فمن المؤكد أن شيبون ليس هو اليساري الوحيد ولا الشاعر الوحيد، في السودان أو في العالم، الذي قادته أسباب تتصل بنشاطه السياسي إلى اتخاذ وسيلة من وسائل الرحيل، الجسدي أو الفكري أو غيرهما. فما بالنا حينما يكون الانتماء للشعر ولساحة نشدان التقدم في آن؟ أأمل أن يفتح هذا الكتاب باباً واسعاً للنقاش حول سيرة حياة ذلك الفتى، وربما سيرة أي شيبونٍ آخرٍ خفيّ.
التهنئة للدكتور عبد الله علي ابراهيم بصدور هذا الكتاب الذي أتوقعه قيّما من عدة نواحي، أهمها تزويد القارئ بمعلومات غير معروفة لدى الكثيرين عن شيبون (وأتوقع أن الكثيرين والكثيرات - سواء من جيلنا أو من الأجيال اللاحقة سوف تسأل: من هو شيبون هذا؟). إن د. عبد الله يساهم - ذلك ما أتوقع هنا على الأقل - مساهمة مقدّرة - حتى ولو بالملعقة - عبر هذا السفر، كما عبر غيره - في ردم هذه الهوة الكبيرة - بل الضخمة - التي سببها - وما يزال يسببها - غياب التوثيق أو التأريخ.
تهانينا للدكتور عبدالله على إبراهيم، ولمكتبة التوثيق السودانية، على هذا الكتاب الذي نتمنى أن يأتي شائقاً، على شاكلة تلك المقالات التي كتبها الدكتور، سابقاً، في هذا الصدد.
وبالإضافة للتقديم الجميل المختصر للأستاذة نجاة للكتاب، فقد أعجبني أيضاً الجزء من رسالة صلاح أحمد إبراهيم الموجود على ظهر الكتاب!
