وأنا أدري وتدري
أننا نفنى كأجسادٍ من الطينِ
ولكنا سنبقى أبداً في مقلةِ الدهرِ
وفي روحِ الوجود
محمد الفيتوري
في رثاء عبد الله الطيب
رحل محمـد الفيتـوري الشـاعر العظيــم
الجنينية، 24 نوفمبر 1936 ـ الرباط، 24 أبريل 2015
رحل محمد الفيتوري الشاعر العظيم
- إدارة الموقع
- مشاركات: 394
- اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 3:10 pm
- إبراهيم جعفر
- مشاركات: 1948
- اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am
- إبراهيم جعفر
- مشاركات: 1948
- اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am
في حضرة من أهوى - للشاعر/ محمد الفيتوري
شحبت روحي، صارت شفقا
شعت غيما و سنا
كالدرويش المتعلق في قدمي مولاه أنا
أتمرغ في شجني
أتوهج في بدني
غيري أعمى , مهما أصغى , لن يبصرني فأنا جسد
حجر شيء عبر الشارع جزر غرقى في قاع البحر
حريق في الزمن الضائع قنديل زيتي مبهوت في اقصى بيت
في بيروت أتالق حينا. ثم أرنق ثم أموت
***
و يحي...و أنا أتلعثم نحوك يا مولاي أجسد أحزاني
أتجرد فيك هل انت أنا؟
يدك الممدودة أم يدي المدودة؟
صوتك أم صوتي؟
تبكني أم ابكيك؟
***
في حضرة من أهوى عبثت بي الأشواق
حدقت بلا وجه و رقصت بلا ساق
و زحمت براياتي و طبولي في الآفاق
عشقي يفنى عشقي و فنائي استغراق
مملوكك.... لكنـي سلطان العشاق
-
- مشاركات: 1655
- اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
- مكان: LONDON
- اتصال:
شاعرية فذة
احبه اهل الادب وغار منه شعراء الاعاريب الذين احتككت بهم
واخمله اهل المشروع الحضاري المزعوم
مشروع حضاري بدون الشعر ديوان العرب؟
مشروع حضاري يحارب الثقافة والمثاقفة
خيرٌ له أن يمضي في سلام
ويترع من كاسات الجنان او الذوبان في غيابات النسيان الحضاري (وبئس من من لا يشعرون بضآلة مشروعهم المزعوم
سيذكرك اطفال الفجر الجديد
الذي هو لا محالة سيكسح كالطوفان من الدلتا الى ديربان
ايها الرجل المفخرة
احبه اهل الادب وغار منه شعراء الاعاريب الذين احتككت بهم
واخمله اهل المشروع الحضاري المزعوم
مشروع حضاري بدون الشعر ديوان العرب؟
مشروع حضاري يحارب الثقافة والمثاقفة
خيرٌ له أن يمضي في سلام
ويترع من كاسات الجنان او الذوبان في غيابات النسيان الحضاري (وبئس من من لا يشعرون بضآلة مشروعهم المزعوم
سيذكرك اطفال الفجر الجديد
الذي هو لا محالة سيكسح كالطوفان من الدلتا الى ديربان
ايها الرجل المفخرة
المطرودة ملحوقة والصابرات روابح لو كان يجن قُمّاح
والبصيرةْ قُبِّال اليصر توَدِّيك للصاح
والبصيرةْ قُبِّال اليصر توَدِّيك للصاح
-
- مشاركات: 1514
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm
https://sudaneseonline.com/board/480/msg ... 99075.html
قبل أن يودعنا الفيتوري قال : الشعراء لا يموتون
قبل أن يودعنا الفيتوري قال : الشعراء لا يموتون
-
- مشاركات: 624
- اشترك في: الأحد يونيو 21, 2009 11:44 pm
لكم السلام والتعازي
رحم الله الفيتوري وكم هو مؤلم موت المبدع في هملة
-
- مشاركات: 845
- اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:14 pm
- مكان: المملكة المتحدة
- اتصال:
رحل الشاعر (يا لها من صفة ومهنة وتوصيف وهوية) عن ٨٥ عامآ. وكان سيعيش اكتر لولا الجلطات.
رحل منفيآ باختياره وبرغم اختياره. ما الوطن؟ ما وطن الشاعر؟
"قصائدي كلها للخرطوم" اجاب الشاعر في لقاء تلفزيوني معه عام ٢٠٠٤ او ٢٠٠٥ في منزله بالخرطوم في زيارة عابرة.
علينا ان ندرس الفيتوري الشاعر من جديد، الشاعر في ظني من اعظم شعراء اللغة العربية في عصره.
وفي حريته ومنافيه العديدة التقى نساءآ تزوج منهن وانجب.
آسيا السودانية انجبا تاج الدين.
والفلسطينية ؟ انجبا بنتآ ؟
ورجات المغربية انجبا بنتا اسمها اشرقت.
لا نحاكمه بمواقفه السياسية التي اختارها عن مبدئية لا انتهازية.
لا جواز دبلوماسي من ليبيا القذافي ولا جواز دبلوماسي من سودان البشير واهتمام متأخر بجثمانه
حين قال السفير السوداني في المغرب ان اوامر صدرت له من رئيس الجمهورية بحمل الفيتوري بطائرة رئاسية
لدفنه في السودان بعد تشييع رسمي سيحجب حقيقة الشاعر.
ارملة الفيتوري غضبت من العرض المهين وقالت الان تتذكرون الفيتوري وسودانيته بعد ان مات؟
تنازعت السلطة على جسده المنفي من الوطن لأن الشاعر في لقاء عابر قال انه يحترم الفريق البشير دون ما سياق.
يا لسقوط دبشليم في الستينيات وفي كل العهود. السلطة عدوة الشعر والشعراء.
وهاهو الشاعر الفيتوري يموت ويدفن في المغرب حيث زوجته وبنته، عاش في حضنهما، وعاشتا في حضنه، ومات في حضنهما وفي حضن الارض المغربية.
رحل منفيآ باختياره وبرغم اختياره. ما الوطن؟ ما وطن الشاعر؟
"قصائدي كلها للخرطوم" اجاب الشاعر في لقاء تلفزيوني معه عام ٢٠٠٤ او ٢٠٠٥ في منزله بالخرطوم في زيارة عابرة.
علينا ان ندرس الفيتوري الشاعر من جديد، الشاعر في ظني من اعظم شعراء اللغة العربية في عصره.
وفي حريته ومنافيه العديدة التقى نساءآ تزوج منهن وانجب.
آسيا السودانية انجبا تاج الدين.
والفلسطينية ؟ انجبا بنتآ ؟
ورجات المغربية انجبا بنتا اسمها اشرقت.
لا نحاكمه بمواقفه السياسية التي اختارها عن مبدئية لا انتهازية.
لا جواز دبلوماسي من ليبيا القذافي ولا جواز دبلوماسي من سودان البشير واهتمام متأخر بجثمانه
حين قال السفير السوداني في المغرب ان اوامر صدرت له من رئيس الجمهورية بحمل الفيتوري بطائرة رئاسية
لدفنه في السودان بعد تشييع رسمي سيحجب حقيقة الشاعر.
ارملة الفيتوري غضبت من العرض المهين وقالت الان تتذكرون الفيتوري وسودانيته بعد ان مات؟
تنازعت السلطة على جسده المنفي من الوطن لأن الشاعر في لقاء عابر قال انه يحترم الفريق البشير دون ما سياق.
يا لسقوط دبشليم في الستينيات وفي كل العهود. السلطة عدوة الشعر والشعراء.
وهاهو الشاعر الفيتوري يموت ويدفن في المغرب حيث زوجته وبنته، عاش في حضنهما، وعاشتا في حضنه، ومات في حضنهما وفي حضن الارض المغربية.
There are no people who are quite so vulgar as the over-refined.
Mark Twain
Mark Twain
-
- مشاركات: 1359
- اشترك في: الاثنين فبراير 05, 2007 12:28 pm
[font=Arial]محمد الفيتوري.. اذكريه يا أفريقيا
عصام عيسى رجب
محمد الفيتوري.. اذكريه يا أفريقيا
"هكذا/ كانَ يغني الموتُ/ حولَ الْعربة"، وهكذا، وحيداً وغريباً يرحل الْفَيتوري (1930 - 2015). تأتي القصيدة شاعرَها وحيدةً غريبة، أتُراها تهمس في روحِه وقتذاك: سترحل يا حبيبي كما جئتك، وحدكَ تصحبك غربتك.
كانت تسكنه أرواح شتى، وكأنه تلكم المرأة التي قال مكسيم غوركي في روايته "قصة حياة ماتيفي كوزيمياكين"، إنَّ في جوفها واحدة وعشرين روحاً، ولن يهدأ بالها حتى تنجب واحداً وعشرين طفلاً وطفلة. كتبَ قصائد كثيرة، أكثرَ بكثير من أرواحه الواحدة والعشرين، ولكن ما هدأت روحه التي وزَّعها بين أكثر من بلد: السُّودان وليبيا ومصر و.. المغرب آخر المطاف.
يا لصخب الحياة التي عاشها هنا وهناك، سكنته أفريقيا حيناً من النَّشيد وكانت مجموعاته الشعرية الأولى تلهج باِسمها "أغاني أفريقيا" (1956) و"عاشق من أفريقيا" (1964) و"اذكريني يا أفريقيا" (1965) ومسرحية "أحزان أفريقيا" (1966).
شغلت قصائده البلاد العربية حيناً من التطواف والتجوال والذيوع والانتشار، ومدح من مدح من حاكميها، متناسياً ما وصمتهم به أناشيده: "لِماذا يظُنُّ الطُّغاةُ الصِّغار/ وتشحُبُ ألوانُهم/ أنّ موتَ الْمُناضِلِ موتُ الْقضيَّة/ أعلَمُ سِرَّ احتكامِ الطُّغاةِ إلى الْبُندقيَّة/ لا خائفاً/ إنَّ صوتيَ مشنقةُ للطُّغاةِ جميعاً ولا نادِماً/ إنَّ روحيَ مُثقَلةٌ بالْغضَبْ/ كُلُّ طاغيةٍ صَنَمٌ/ دُميَةٌ مِنْ خَشَبْ".
"
أصبح الصبح فلا السجن ولا السجان باق وإذا الفجر جناحان يرفان عليك/ وإذا الحسن الذي كحّل هاتيك المآقي
"
وجاءَ إلى الخرطوم قبل سنوات، كانت زيارته الأخيرة لها، ومدح هناك أيضاً، فاحتفى به مادحه ومنحه وساماً. وأغضب وأحزن ذلك مُحبيه من الشّعراء والغاوين. كيف لا، وهم يكادون يحفظون قصائد ديوانه الطاغي في ثوريَّتِه "أقوالُ شاهِدِ إثبات"، وقصيدتيه في ثورتيْ أكتوبر 1964 وأبريل 1985 "عُرس الفداء" و"لحظة من وسن" و"أصبح الصبحُ" والتيِ تغنَّى بها فنَّان السُّودان محمَّد وَردي: "أصبح الصبح فلا السجن ولا السجان باق/ وإذا الفجر جناحان يرفان عليك/ وإذا الحسن الذي كحل هاتيك المآقي/ التقى جيل البطولات بجيل التضحيات/ التقى كل شهيد قهر الظلم ومات/ بشهيد لم يزل يبذر في الأرض بذور الذكريات". كما تغنى بقصائد ثوريَّة أخرى له الفنَّان أبو عَركي الْبخيت.
ثوريَّة ترنو لها من الضفة الأخرى صُوفيَّته العذبة متجلّيَةً في ديوانه "معزوفَة درويش متجوّل": "في حَضرةِ مَنْ أهوى، عبَثَتْ بي الأشواقْ/ حدَّقتُ بلا وجْهٍ، ورقصتُ بلا ساقْ/ وزحَمتُ بِراياتي وطُبولي الآفاقْ/ عِشْقي يُفني عِشْقي، وفنائي استغراقْ/ مَملُوكُكَ لكنِّي، سُلطانُ الْعُشَّاقْ".
ولا أعلم أحداً سوى السودانيين تغنَّى بأشعار الفيتوري، وهذه القصيدة غنَّاها الفنَّان عبد الكريم الكابلي وهو من غنّى قصائد للمتنبي وأبي فراس الحمداني والعقَّاد وآخرين.
حين يسأل عن صُوفيَّته يجيب الفيتوري: "كان والدي من كبار رجال الصُّوفية، وقد عاينتُها طفلاً وصبيَّاً، وحفظتُ القُرآنَ كُلَّه عن ظهرِ قلب في تلك الفترة. لذلك فإنَّ لجوئي إلى الصُّوفِيَّة ليس لجوءاً ثقافيَّاً أو فلسفيَّاً أو فنيَّا لمجرَّد البحث عن أفق جديد. إنَّ صُوفِيَّةَ الشَّاعر أو شاعريَّة الصُّوفي الذي أتكلَّم عنه موقف إنسانيّ إيجابيّ واعٍ مُدرِك، وليس موقف الدَّرويش الْمُنجذِب إلى مجموعة من الأفكار المشوشة، والأحاسيس التجريديَّة العمياء. إنَّه الصُّوفي الثوري، وليس الصُّوفي المتهالك المهزوم".
"
لم يعرف القراء العرب شاعراً آخر من السودان، كما عرفوه
"
لم يعرف أكثر أهل الحرف والقراء العرب شاعراً آخر من السودان، كما عرفوا الفيتوري، حتى حينما كان الشعر هو الأعلى صوتاً وصيتاً على سائر أجناس الكتابة الأخرى. أجل، هنالك أسماء شعرية كبيرة في السودان، لكن ما كان لها من معرفة البلاد العربية بها إلّا النزر اليسير ممّا ناله، وعن جدارة واستحقاق، الفيتوري.
ولعله مما يحزّ في النفس أن أسماء شعرية كبيرة في السودان، سادت وتسود قصائدها إلى الآن فيه، ولكنك تسأل عنها شعراء وقراء من البلاد العربية، فلا تحسّ لها أثراً... كيف وقد رحل أكثر هؤلاء الشعراء: محمد المهدي المجذوب ومحمد عبد الحي ومصطفى سند وصلاح أحمد إبراهيم على سبيل المثال ليس إلا.
كيف كانت علاقته بـ مُعمَّر القذافي وآخر عهده به؟! انتهى الأخير ودفع حياته تلك ثمناً لِتشبُّثه الأعمى بالسُّلطة، وحسبَ الحاسبونَ الفَيتوري رقماً من أرقام عهده، وانتهى الأمر بالشَّاعر وحيداً وغريباً ومريضاً في المغرب. تنادى محبُّوه من الكُتَّاب السُّودانيين وقارئيه ليفعلوا شيئاً يُعينوا به شاعراً في آخِر أنفاسِ قصيدتِه. وهاهو ينأى عن كُلِّ ذلك وصَمتٌ، لا يُشبه في شيء دويَّ قصيدته يلفُّه (لعل الفيتوري من أحسن الشعراء العرب إلقاءً لقصائدهم، إن لم يكن أحسنهم)، ويلُفُّ مشهداً شعريَّاً سيشغر من بعده إلى حينٍ يطول..
- See more at: https://www.alaraby.co.uk/culture/2015/4 ... %8A%D8%A7-%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7#sthash.bGXhKKu8.dpuf
عصام عيسى رجب
محمد الفيتوري.. اذكريه يا أفريقيا
"هكذا/ كانَ يغني الموتُ/ حولَ الْعربة"، وهكذا، وحيداً وغريباً يرحل الْفَيتوري (1930 - 2015). تأتي القصيدة شاعرَها وحيدةً غريبة، أتُراها تهمس في روحِه وقتذاك: سترحل يا حبيبي كما جئتك، وحدكَ تصحبك غربتك.
كانت تسكنه أرواح شتى، وكأنه تلكم المرأة التي قال مكسيم غوركي في روايته "قصة حياة ماتيفي كوزيمياكين"، إنَّ في جوفها واحدة وعشرين روحاً، ولن يهدأ بالها حتى تنجب واحداً وعشرين طفلاً وطفلة. كتبَ قصائد كثيرة، أكثرَ بكثير من أرواحه الواحدة والعشرين، ولكن ما هدأت روحه التي وزَّعها بين أكثر من بلد: السُّودان وليبيا ومصر و.. المغرب آخر المطاف.
يا لصخب الحياة التي عاشها هنا وهناك، سكنته أفريقيا حيناً من النَّشيد وكانت مجموعاته الشعرية الأولى تلهج باِسمها "أغاني أفريقيا" (1956) و"عاشق من أفريقيا" (1964) و"اذكريني يا أفريقيا" (1965) ومسرحية "أحزان أفريقيا" (1966).
شغلت قصائده البلاد العربية حيناً من التطواف والتجوال والذيوع والانتشار، ومدح من مدح من حاكميها، متناسياً ما وصمتهم به أناشيده: "لِماذا يظُنُّ الطُّغاةُ الصِّغار/ وتشحُبُ ألوانُهم/ أنّ موتَ الْمُناضِلِ موتُ الْقضيَّة/ أعلَمُ سِرَّ احتكامِ الطُّغاةِ إلى الْبُندقيَّة/ لا خائفاً/ إنَّ صوتيَ مشنقةُ للطُّغاةِ جميعاً ولا نادِماً/ إنَّ روحيَ مُثقَلةٌ بالْغضَبْ/ كُلُّ طاغيةٍ صَنَمٌ/ دُميَةٌ مِنْ خَشَبْ".
"
أصبح الصبح فلا السجن ولا السجان باق وإذا الفجر جناحان يرفان عليك/ وإذا الحسن الذي كحّل هاتيك المآقي
"
وجاءَ إلى الخرطوم قبل سنوات، كانت زيارته الأخيرة لها، ومدح هناك أيضاً، فاحتفى به مادحه ومنحه وساماً. وأغضب وأحزن ذلك مُحبيه من الشّعراء والغاوين. كيف لا، وهم يكادون يحفظون قصائد ديوانه الطاغي في ثوريَّتِه "أقوالُ شاهِدِ إثبات"، وقصيدتيه في ثورتيْ أكتوبر 1964 وأبريل 1985 "عُرس الفداء" و"لحظة من وسن" و"أصبح الصبحُ" والتيِ تغنَّى بها فنَّان السُّودان محمَّد وَردي: "أصبح الصبح فلا السجن ولا السجان باق/ وإذا الفجر جناحان يرفان عليك/ وإذا الحسن الذي كحل هاتيك المآقي/ التقى جيل البطولات بجيل التضحيات/ التقى كل شهيد قهر الظلم ومات/ بشهيد لم يزل يبذر في الأرض بذور الذكريات". كما تغنى بقصائد ثوريَّة أخرى له الفنَّان أبو عَركي الْبخيت.
ثوريَّة ترنو لها من الضفة الأخرى صُوفيَّته العذبة متجلّيَةً في ديوانه "معزوفَة درويش متجوّل": "في حَضرةِ مَنْ أهوى، عبَثَتْ بي الأشواقْ/ حدَّقتُ بلا وجْهٍ، ورقصتُ بلا ساقْ/ وزحَمتُ بِراياتي وطُبولي الآفاقْ/ عِشْقي يُفني عِشْقي، وفنائي استغراقْ/ مَملُوكُكَ لكنِّي، سُلطانُ الْعُشَّاقْ".
ولا أعلم أحداً سوى السودانيين تغنَّى بأشعار الفيتوري، وهذه القصيدة غنَّاها الفنَّان عبد الكريم الكابلي وهو من غنّى قصائد للمتنبي وأبي فراس الحمداني والعقَّاد وآخرين.
حين يسأل عن صُوفيَّته يجيب الفيتوري: "كان والدي من كبار رجال الصُّوفية، وقد عاينتُها طفلاً وصبيَّاً، وحفظتُ القُرآنَ كُلَّه عن ظهرِ قلب في تلك الفترة. لذلك فإنَّ لجوئي إلى الصُّوفِيَّة ليس لجوءاً ثقافيَّاً أو فلسفيَّاً أو فنيَّا لمجرَّد البحث عن أفق جديد. إنَّ صُوفِيَّةَ الشَّاعر أو شاعريَّة الصُّوفي الذي أتكلَّم عنه موقف إنسانيّ إيجابيّ واعٍ مُدرِك، وليس موقف الدَّرويش الْمُنجذِب إلى مجموعة من الأفكار المشوشة، والأحاسيس التجريديَّة العمياء. إنَّه الصُّوفي الثوري، وليس الصُّوفي المتهالك المهزوم".
"
لم يعرف القراء العرب شاعراً آخر من السودان، كما عرفوه
"
لم يعرف أكثر أهل الحرف والقراء العرب شاعراً آخر من السودان، كما عرفوا الفيتوري، حتى حينما كان الشعر هو الأعلى صوتاً وصيتاً على سائر أجناس الكتابة الأخرى. أجل، هنالك أسماء شعرية كبيرة في السودان، لكن ما كان لها من معرفة البلاد العربية بها إلّا النزر اليسير ممّا ناله، وعن جدارة واستحقاق، الفيتوري.
ولعله مما يحزّ في النفس أن أسماء شعرية كبيرة في السودان، سادت وتسود قصائدها إلى الآن فيه، ولكنك تسأل عنها شعراء وقراء من البلاد العربية، فلا تحسّ لها أثراً... كيف وقد رحل أكثر هؤلاء الشعراء: محمد المهدي المجذوب ومحمد عبد الحي ومصطفى سند وصلاح أحمد إبراهيم على سبيل المثال ليس إلا.
كيف كانت علاقته بـ مُعمَّر القذافي وآخر عهده به؟! انتهى الأخير ودفع حياته تلك ثمناً لِتشبُّثه الأعمى بالسُّلطة، وحسبَ الحاسبونَ الفَيتوري رقماً من أرقام عهده، وانتهى الأمر بالشَّاعر وحيداً وغريباً ومريضاً في المغرب. تنادى محبُّوه من الكُتَّاب السُّودانيين وقارئيه ليفعلوا شيئاً يُعينوا به شاعراً في آخِر أنفاسِ قصيدتِه. وهاهو ينأى عن كُلِّ ذلك وصَمتٌ، لا يُشبه في شيء دويَّ قصيدته يلفُّه (لعل الفيتوري من أحسن الشعراء العرب إلقاءً لقصائدهم، إن لم يكن أحسنهم)، ويلُفُّ مشهداً شعريَّاً سيشغر من بعده إلى حينٍ يطول..
- See more at: https://www.alaraby.co.uk/culture/2015/4 ... %8A%D8%A7-%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7#sthash.bGXhKKu8.dpuf
-
- مشاركات: 435
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:56 pm
كتب الشقليني
منذ زمان عندما كان يستشفي :
(1)
مولده.. حين اصطدام النيزك بفوهة بُركانٍ في الأرض، عندما اهتزت في علا الأفلاك نجمة من شجن. فهمدتْ أرواح كائنات الأرض حين صرخ بالشعر صرخته الأولى . تدرب في أقبية الطفولة وعرف وهج اللغة ونيرانٌ تحُف بالجالسين توقِد الفِكَر . ثم أزهرت أشواكه ، ونبتت من الإبط برعماً ، وتقـوّى الزغب أجنحةَ نَسرٍ تقافز إلى أن طار من أعشاش الطفولة إلى الفضاء السحيق .
(2)
لن تجد في ملف البيت الأول أو عش النسور بعضاً من أثر . لا تقرأ التاريخ ، أو المولد والنشأة ، لكن .. أنظر الأجنحة التي ضربت الريح وسلكت دروب الشهب وأنوار السماء . هناك في مسبح الكون أكبر من قضية تنتظرْ . وهنالك على ضفاف الينابيع أغنية عطشى تنتظر الرُبان ليُقْلِع . فخرج أسى التاريخ وخرجت أحماض الزمن ، من باطن النفس وأصبح سيدنا شاعراً وباحثاً ومُترجماً.
(3)
إفريقيا عرفناها مولد الإنسانية ...من شعره . فقد سبق الذين نحتوا الأرض وفتشوا طبقاتها ابتغاء المعرفة ، وتغنى الشاعر قبلهم للأم الأولى . ها هو سيدنا قد حمل الشُعلة وأضاء العتمة وعبر الدروب الشائكة إلى السفر ، ملتحفاً جلد النَّمر وعصاه قصيدة ،أطول من مقام القداسة في بطون الجبال .عرف الشاعر" الحجر الفيروزي الكريم " ، وزيت مصباح العقائد . تحسس خميرة الأرض ، وثعابين الآكام ، وذئاب الشجر المُلتف بالسحر موطناً لأشباح الماضي وأبطال يراهم ناهضين إلى المستقبل . مسح المدائن حافياً يلاحق جينة تفرق دمها بين القبائل و سَمِع نبضها في الشِعر . تغنى للوطنية أعذب السهل الممتنع من الشِعر، فقبض على وجدان العامة قبل الخاصة . ركب قارباً مجدولاً من حبال المحبة ، ونزل به البحر حتى ذاب في الأفق .تدلّتْ من السماء قصيدة تصرخ :
يا أخي في الشرق ، في كل سكنْ
يا أخي في الأرض ، في كل وطنْ
أنا أدعوك .. فهل تعرفني ؟
يا أخاً أعرفه .. رغم المحنْ
إنني مزّقت أكفان الدّجى
إنني هدمت جدرانَ الوهنْ
لم أعُد مقبرة تحكي البلى
لم أعد ساقية تبكي الدمنْ
لم أعد عبد قيودي
لم أعد عبد ماض هَرِم عبد وثنْ
أنا حي خالدٌ رغم الردى
أنا حرٌ رغم قضبان الزمنْ
(4)
" لا برق يخطف عينيكَ ولا مطر"
وكما كتبت عن " أبوالطيب المتنبي " ، نكتُب عنكَ .نهضتَ أنتَ بماضينا ، وانقشعت شمسك عن كل السحائب واعتليت القمم إلى العُلا. مددتَ أشرعتك ومَخرتْ سفائنك بحر القصيد منذ كلمة البدء الأولى ، وفي مسيرها الطويل أغنياتٍ حزينة ، وفرحةٍ كتُوم . الروح تمشي على صراط واهنٍ مُرتخي ، تعبر المراحل والسنين ،والعمر قبضةٌ من تجربة تلظّت بنيران الحياة وصخبها . تدعُونا سيرتك المكتوبة في قصائدك ، أن نتوقف برهة ونهبط من قاطرة الحياة المتعجلة ،لنتعرف على عوالمك الخفيّة ، وأشجانك الحفيّة ، وبساتينك النضيرة .فهاجَرنا لدواخل النصوص لنعرف محبتك للإنسانية وقُبلتك في مواضع الجبين. نعُمت سيدي خالداً فينا ، تُضيء حياتنا بوهجك النابض. فالبيت الشعري الواحد أيقونة تَعدلُ كتاباً . يسافر القصيد سفر مجرى الدم في الشرايين ، ناراً للوعي موقدة . فلتدُم بإذن مولاك في نعيم الصحة والعافية ، تمشي في فُسحة وجداننا أنّا يكون لك التجوال. تملأ الرئة بأكسيد الحياة ، مثلما نتنفس رياحينك التي سدت الآفاق .
عبد الله الشقليني
30/4/ 2012 م
منذ زمان عندما كان يستشفي :
(1)
مولده.. حين اصطدام النيزك بفوهة بُركانٍ في الأرض، عندما اهتزت في علا الأفلاك نجمة من شجن. فهمدتْ أرواح كائنات الأرض حين صرخ بالشعر صرخته الأولى . تدرب في أقبية الطفولة وعرف وهج اللغة ونيرانٌ تحُف بالجالسين توقِد الفِكَر . ثم أزهرت أشواكه ، ونبتت من الإبط برعماً ، وتقـوّى الزغب أجنحةَ نَسرٍ تقافز إلى أن طار من أعشاش الطفولة إلى الفضاء السحيق .
(2)
لن تجد في ملف البيت الأول أو عش النسور بعضاً من أثر . لا تقرأ التاريخ ، أو المولد والنشأة ، لكن .. أنظر الأجنحة التي ضربت الريح وسلكت دروب الشهب وأنوار السماء . هناك في مسبح الكون أكبر من قضية تنتظرْ . وهنالك على ضفاف الينابيع أغنية عطشى تنتظر الرُبان ليُقْلِع . فخرج أسى التاريخ وخرجت أحماض الزمن ، من باطن النفس وأصبح سيدنا شاعراً وباحثاً ومُترجماً.
(3)
إفريقيا عرفناها مولد الإنسانية ...من شعره . فقد سبق الذين نحتوا الأرض وفتشوا طبقاتها ابتغاء المعرفة ، وتغنى الشاعر قبلهم للأم الأولى . ها هو سيدنا قد حمل الشُعلة وأضاء العتمة وعبر الدروب الشائكة إلى السفر ، ملتحفاً جلد النَّمر وعصاه قصيدة ،أطول من مقام القداسة في بطون الجبال .عرف الشاعر" الحجر الفيروزي الكريم " ، وزيت مصباح العقائد . تحسس خميرة الأرض ، وثعابين الآكام ، وذئاب الشجر المُلتف بالسحر موطناً لأشباح الماضي وأبطال يراهم ناهضين إلى المستقبل . مسح المدائن حافياً يلاحق جينة تفرق دمها بين القبائل و سَمِع نبضها في الشِعر . تغنى للوطنية أعذب السهل الممتنع من الشِعر، فقبض على وجدان العامة قبل الخاصة . ركب قارباً مجدولاً من حبال المحبة ، ونزل به البحر حتى ذاب في الأفق .تدلّتْ من السماء قصيدة تصرخ :
يا أخي في الشرق ، في كل سكنْ
يا أخي في الأرض ، في كل وطنْ
أنا أدعوك .. فهل تعرفني ؟
يا أخاً أعرفه .. رغم المحنْ
إنني مزّقت أكفان الدّجى
إنني هدمت جدرانَ الوهنْ
لم أعُد مقبرة تحكي البلى
لم أعد ساقية تبكي الدمنْ
لم أعد عبد قيودي
لم أعد عبد ماض هَرِم عبد وثنْ
أنا حي خالدٌ رغم الردى
أنا حرٌ رغم قضبان الزمنْ
(4)
" لا برق يخطف عينيكَ ولا مطر"
وكما كتبت عن " أبوالطيب المتنبي " ، نكتُب عنكَ .نهضتَ أنتَ بماضينا ، وانقشعت شمسك عن كل السحائب واعتليت القمم إلى العُلا. مددتَ أشرعتك ومَخرتْ سفائنك بحر القصيد منذ كلمة البدء الأولى ، وفي مسيرها الطويل أغنياتٍ حزينة ، وفرحةٍ كتُوم . الروح تمشي على صراط واهنٍ مُرتخي ، تعبر المراحل والسنين ،والعمر قبضةٌ من تجربة تلظّت بنيران الحياة وصخبها . تدعُونا سيرتك المكتوبة في قصائدك ، أن نتوقف برهة ونهبط من قاطرة الحياة المتعجلة ،لنتعرف على عوالمك الخفيّة ، وأشجانك الحفيّة ، وبساتينك النضيرة .فهاجَرنا لدواخل النصوص لنعرف محبتك للإنسانية وقُبلتك في مواضع الجبين. نعُمت سيدي خالداً فينا ، تُضيء حياتنا بوهجك النابض. فالبيت الشعري الواحد أيقونة تَعدلُ كتاباً . يسافر القصيد سفر مجرى الدم في الشرايين ، ناراً للوعي موقدة . فلتدُم بإذن مولاك في نعيم الصحة والعافية ، تمشي في فُسحة وجداننا أنّا يكون لك التجوال. تملأ الرئة بأكسيد الحياة ، مثلما نتنفس رياحينك التي سدت الآفاق .
عبد الله الشقليني
30/4/ 2012 م
- نجاة محمد علي
- مشاركات: 2809
- اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
- مكان: باريس
لو لحظةٌ من وسنٍ
تغســـلُ عني حزني
تحملني ترجعني الي عيون وطني
ياوطن الأحرارِ والصراعِ
والشمسُ في السماءِ كالشراعِ
تعانق الحقولَ والمراعي
وأوجه العمالِ والزراعِ
يا وطني
أجمل من فراشةٍ مجنَّحة على ضفافِ المقرنِ الجميل
أجمل من نوارةٍ مفتحة ترقد تحت ذهبِ الأصيل
أجمل من رائحةِ النضالِ لم أشمَّ رائحة
في صبحك الجميل يا فخر هذا الجيل
يا وطني
أصبح الصبحُ كأن الزمن الماضي على الماءِ نقوش
فأرفعي رايـةَ أكتوبرَ فالثورة مازالت تعيش
في قلوبٍ وأيادي
وأنا مازلتُ في البعدِ أنادي يابلادي
يامغاني وطني
محمد الفيتوري
-
- مشاركات: 839
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:54 pm
- مكان: Berber/Shendi/Amsterdam
أيها السائق رفقًا بالخيول المتعبة
قف. فقد أدمى حديد السرج لحم الرقبة
قف فإِن الدرب في ناظرة الخيل اشتبه
هكذا كان يغني الموت حول العربة
وهي تهوي تحت أمطار الدجى مضطربة
غير أن السائق الأسود ذا الوجه النحيل
جذب المعطف في يأس على الوجه العليل..
ورمى الدرب بما يشبه أنوار الأفول
ثم غنى سوطه الباكي على ظهر الخيول..
فتلوت وتهاوت ثم سارت في ذهول".
____________________________
رحم الله الفيتوري ... شاعر من وادي عبقر ...
قف. فقد أدمى حديد السرج لحم الرقبة
قف فإِن الدرب في ناظرة الخيل اشتبه
هكذا كان يغني الموت حول العربة
وهي تهوي تحت أمطار الدجى مضطربة
غير أن السائق الأسود ذا الوجه النحيل
جذب المعطف في يأس على الوجه العليل..
ورمى الدرب بما يشبه أنوار الأفول
ثم غنى سوطه الباكي على ظهر الخيول..
فتلوت وتهاوت ثم سارت في ذهول".
____________________________
رحم الله الفيتوري ... شاعر من وادي عبقر ...
الفكر الديني ضعيف، لذا فإنه يلجأ الي العنف عندما تشتد عليه قوة المنطق، حيث لايجد منطقاً يدافع به، ومن ثم يلجأ الي العنف.( ... )
-
- مشاركات: 552
- اشترك في: الأربعاء يناير 27, 2010 11:06 am
رحيل الفيتوري
ttp://alhayat.com/Articles/8878255/الفيتوري-بين-شجن-القصيدة-وطيف-الطاغية
- إبراهيم جعفر
- مشاركات: 1948
- اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am
https://alhayat.com/Articles/8878255/الفيتوري-بين-شجن-القصيدة-وطيف-الطاغية
عفواً، أخي النور، على إعادة نشر ذاك الرابط هنا لأن الرابط الذي أتيت به لم يفتح، لسبب ما أو آخر فيما فتح رابطي رغم أنه نفس الرابط!
[align=left]إبراهيم جعفر
عفواً، أخي النور، على إعادة نشر ذاك الرابط هنا لأن الرابط الذي أتيت به لم يفتح، لسبب ما أو آخر فيما فتح رابطي رغم أنه نفس الرابط!
[align=left]إبراهيم جعفر
-
- مشاركات: 552
- اشترك في: الأربعاء يناير 27, 2010 11:06 am