أكان عندنا عُواسة آبري..

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
عبد العزيز عبد الماجد
مشاركات: 111
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:34 pm
مكان: الرياض - السعودية
اتصال:

أكان عندنا عُواسة آبري..

مشاركة بواسطة عبد العزيز عبد الماجد »

غاب أحد تلاميذ مدرستنا الإبتدائية العتيقة ذات يوم، وفي طابور الصباح، وكالعادة في مراجعة غياب اليوم السابق أمام الحضور، بصوته الجهور والمخيف، سأل المدير التلميذ عن سبب تغيّبه بالأمس. فرد التلميذ بكل عفوية:" والله يا فندِي البارح أكان عندنا "عُواسة آبري".!!
بلا شك، أكل صديقنا علقة ساخنة، وذلك لأن مديرنا يعلم أن تلك الأيام من شهري رجب وشعبان كانت أيام "عُواسة آبري"، وحتى يكون عظة للآخرين حتى لا يغيبوا بأعذار واهية.

"أكان عندنا عُواسة آبري"..
لا ألوم صديقي في عذره هذا، عندما أتذكر بأن "عُواسة اللابري" كانت في قريتنا، عبارة عن مناسبة سنوية خاصة تتجول في كل بيت، حيث تجتمع فيها معظم نساء القرية بحسب فكرة العمل الجماعي "النفير" المتعارف عليها. والسبب في ذلك لأن عجين "الآبري" يحتاج لتضافر الخبرات الخاصة والجهود. فهو عندما يكون جاهزاً للعُواسة لا يحتمل الإنتظار لذلك يتسارعن عليه جماعياً. كما أن الموضوع يتعلق بالتجهيز لمناسبة دينية سنوية عظيمة وهي صيام شهر رمضان. وهو شهر عامر بالجماعية، حيث لا مكان للفردية هناك في حياة القرية.
بل أن عمل اللابري في ظني يقرب لورش الفنون القرافيكية، وتبادل الخبرات في إستخدام الأدوات وإختيار الألوان /الطعم، والطبعات التجريبية، والافكار، وكلٌ في باله جمهور المتذوقين للعمل.!!
يبدو لي ان اللابري رمز ثقافي بالغ الخصوصية، أكثر من كونه مشروب تقليدي، يشربه الصائم عند الإفطار، يساعده في قتل العطش. وهو يقع ضمن المشروبات والأغذية المستخلصة من عيش الذرة. سأحاول هنا إستعراض خطوات عمله. معتمداً على ذاكرة، وبعض أحاديثي مع قريباتي، اللائي كثيرن ما يستغربن سؤالي عن الموضوع. والذي هو من باب المعرفة بالأشياء التي من حولنا، خاصة في حياتنا السودانية الجميلة.
اللاَّبري..هذا هو إسمه عند اهلي. آبري أحمر وآبري أبيض. ولا نقول حلو مُر..كما يقول الآخرين..حيث البعض يقسّمه إلى آبري وحلو مر. وربما اسماء أخرى.

الزِّرِيعة :
أولى مراحل عمل الآبري، وهي تزريع عيش الذرة. أذكر أن في ثقافة عيش الذرة، معروف أن الذرة الذي يندرج في قائمة اللون الأبيض، فإنه ينتج (كِسرة) حمراء اللون. مثل (الفتريتة) بأنواعها، وبمسمياتها المختلفة. أما الذرة الذي يقع في قائمة اللون الأحمر، مثل (المُـقُد) وهو عيش ذرة حبته كبيرة، وتشتهر به الجزر والمشاريع التي على النيل. مثله مثل (الحِميسي) وهو أيضاً حبة حمراء كبيرة، ولكنه يزرع مطرياً في الوديان والميعات. وبالتالي تبدو قاعدة أن الذرة الأبيض ينتج كسرة حمراء، بينما الذرة الأحمر ينتج كسرة بيضاء. بحسب التسمية الشعبية للألوان.!!
والتزريع يتم بنشر الذرة ويفضل الذرة ذو الحبة الطبيرة نوعاً ما..ينشر وهو رطب بعد غسله، على شوال من الخيش أو على برش.او حتى على صينية كبيرة، وتوضع في جو رطب وهذا الجو الرطب يضمن للذرة أن يبدأ عملية النمو. فيتم رشه بالماء بشكل منتظم، حتى أن تتمدد جذوره ويفتق أوراقه، خضراء صغيرة، حتى يصل مرحلة (أضان فار) تقريباً - وهي مرحلة مأخوذة من تسميات خاصة لأهل زراعة الذرة..حيث تمر نبتة الذرة بعدة مراحل منذ "رمي التيراب" وحتى حصاده.
فنسبة لعظمة نبتة عيش الذرة وما تحمله من خير يرتبط بكل حياتهم، لذلك منحوها مسمياتها الخاصة. منذ رمي "التيراب" يخرج الزرع من الحُفرة فيسمونه (شوكة او"طاعن") ثم تبدأ ظهور الورقات صغيرة فيقولون (أضان فار) ثم ينمو قليلاً فهو( سواسِيو) ثم (فراريج) ثم (جداد) ثم (صقّار) وفي هذه المراحل يلزم الإجتهاد في نظافته من الحشائش المتطفلة..فيستمر ينمو وتبدأ اوراقه في مزيد من الإخضرار فهو "مِتيق" ويكبر ليصل مرحلة ولادة (الفَص) وهو الوحدة المكونة (للقصبة) فيكون ( لتيبة ) ثم مرحلة (الشَلِيخ) وهي إزالة النبتات الزائدة داخل حفرة العيش.. ثم بداية ولادة القندول فـهو (حِملَة) ثم (شَرَايَة) لتهيئة ولادة الحبة داخل القندول ثم (لبَنَة) وهي بداية ولادة الحبة ليّنة. ثم (فرِيك) حيث تكون الحبة لا زالت ممسكة بغطاها الصغير "البُتابَة". بعد مرحلة الفريك يقولون (نجّم) ثم يقولون (قاوَّى) أي أنه اصبح قوياً ناضجاً وهنا تبدأ الأوراق في الذبول والنشاف من قصبة العيش ويُترك حتى تصل اوراقه مرحلة "الكاويق" وهي الاوراق الناشفة..وبذلك يكون جاهزاً للحصاد.. والمراحل الأخيرة تعرف بمرحلة "الحرِس او الحِراسة" اي حِراسته من الطير.
هذه المسميات الخاصة والدقيقة لقياس نمو الذرة، توضح مدى الإهتمام بهذه النبتة العظيمة، والتي تمثل كل الحياة لهم ولأنعامهم. وهي مسميات يعرفها كل أهل الزراعة وخاصة أهل الزراعة المطرية. وقد تختلف بعض مسمياتها من منطقة لأخرى.
قلت أن مرحلة زِرِّيعة اللآبري هي (أضان فار) تقريباً، حيث تخرج ورقاته الخضراء، كما تخرج عروقه ناعمة متشابكة في بعضها نسبة للغزارة الشديدة. وعملية التزرعة تتم داخل غرفة فيها قدراً من التهوية حتى لا يتعفن أثناء رشه بالماء.
وهذه العملية تأخذ اياماً، ثم يتم قلب الزرِّيعة رأساً على عقب، بحيث تُنشر على برش أو فرش آخر في الشمس للتجفيف. ومحاولة تخليصها من بعضها من التشابك. وبعد ان جفت تماماً يتم تنظيف العروق الناعمة والأوراق منها. ثم طحنها لتتحول إلى دقيق.
الزِرِّيعة.. أتذكرها بحراستها المشددة، حيث كانت أمي (عليها رحمة الله الواسعة) كثيراً ما توصينا، ( يا اولاد ما تخلُّوا الباب دا فاتح، الغنم ديل بيدخلن ياكلن الزِرِّيعة.). وأتذكر جيداً أن في أكل الغنم للزريعة ضرراً مزدوجاً، فإلى جانب فقدان الزِرِّيعة، ربما تموت الشاة التي تأكل قدراً كبيراً منها. حيث أي كمية كبيرة منها تقتل الشاة. كان أهلي عندما تأكل العنز قدراً كبيراً من الكِسرة او الزريعة، يلحقونها فيربطونها ويمنعونها الماء، لمدة تصل الى يومين. يقولون أن اي قدر من الماء مع أكل الزريعة او العيش او الكسرة، قد يذهب بها الى الموت شبعاً.!! (أحبار طباعية سامة؟؟).

كوجين العجين ..كرِّه.. وتخميره:
ثم تأتي مرحلة التخمير، وتبدأ بتفوير عجين من دقيق الذرة العادي، وغليانه على النار حتى يصل مرحلة سميكة أقرب "للعصيدة" قبل صبّها في القوالب. وذلك لأن كل رُبُع من الزِرِّيعة يقابله رُبعين من الدقيق العادي تقريباً. إذن الدقيق العادي يضاف على دقيق "الزِرِّيعة" ويُخلط مع بعضه داخل زير كبير من الفخار "الخمّارة"، وهذا الخلط يعرف بالـ"كوجين" – كوجن الشيء أي خلطه مع بعضه عشوائياً- البعض يسمي هذه المرحلة بـ"الكََر"- كرّ الشيء أي جرّاهُ بقوة - وله أداة تشبه المُفراكة ولكنها اكبر حجماً لأنها تدخل داخل الزير. اتذكر ان نساء قريتنا كانن في بعض الأحيان يستخدمن (الملود) وهو اداة نظافة الزراعة، يستخدمنه لطوله ولمزيد من الخلط. يستخدمنه كـ (مُكرار).
بعد عملية الكر او الكوجين يتم تركه في (الأزيار) مغطاة بقماش خفيف، ويترك لمدة يوم ونصف، الى يومين بحسب صيف السودان وحرارته. حتى يصل مرحلة أولية في التخمير، بحيث يطفو إلى أعلى داخل الزير، وهنا يمكن عن طريق تذوقه معرفة درجة التخمير ودرجة مرارته المطلوبة.
بعدها يتم إضافة التوابل أو البهارات، وهي مكون أساسي في عمل اللابري.. وعند الغالبية في منطقتنا هي خمس توابل (القِرفة والزنجبيل العادي والقُرُنجَال وهو"الزنجبيل الأحمر" والكمون الأسود والهبهان "الحبهان/الهيل"). وتخلط جميعها وهي مسحونة لتُضاف الى العجين في يوم عواسته. وهناك من يضيف الكركدي والعرديب. وأهل الشمال ربما يضيفون التمر بعد سحب النوى منه. وسمعت من لاآخرين بإضافة بهارت أخرى متعددة. وذلك لمزيد من الطعم والنكهة واللون الخاص.
وفي إضافة البهارات أتذكر أن نساء قريتنا في ورشتهن الفنية هذه يتشاورن، وكل منهن تذكّر صديقاتها بان (أبونا) أو زوجها، قد لا يحب كثرة البهارات. وأخرى تذكرهن بأنه يفضل اللابري الشديد المرارة. وهكذا. (كل فنانة منهن في بالها الجمهور المتلقِّي لأعمالها.؟!!).

بل يمكن عواسة "طَرَقة" منه كتجربة. (بروفة؟ طبعة أولية؟ نعم كما يفعل الفنان القرافيكي تماماً)..و"الطرَقة" هي ما يعادل "الحَرِف" او "السَنسَنة" في الكسرة العادية. وما يعادل "الصبَة" أوالحرِف، في ثقافة أهل "القُراصة".
وعجين الآبري بشكل عام عند صبه على الصاج يكون أحمراً مائل إلى اللون البني ويكون فائراً بفعل التخمير نوعاً ما. وهو أخف قليلاً من عجين الكسرة العادية. وما أن كان جاهزاً للـ"عُواسة" التي يفضل ان تكون على "صاج" أكبر مساحة. (إذا كان صاج الكسرة العادية ينتج عمل فني بمقياس A4 فإن صاح اللابري يفضل أن ينتج عمل فني بمقياس A3 ؟). :)
تكون على صاج أكبر مساحة وعلى نار شديدة، حارة. ورغم دخول الغاز الى بعض المطابخ في بلدنا لكن ما زالت اللابري تُعاس بالحطب. (موقف من الديقيتال توولز؟).
يتم صب العجين سائلاً على عدة جنبات، على الصاج، او في جنبة واحدة، كل حسب طريقتها، ومن ثم نشره على الصاج، عن طريق "الطرورة" وهي أكبر من "القرقريبة" السعفة العريضة المأخوذة من جريد شجرة الدوم، أداة توزيع العجين في عواسة الكسرة العادية. و"الطرورة" تكون قوية مصنوعة من الخشب (وهي تشبه تماماً تلك المستخدمة في توزيع الحبر في عملية الطباعة بالسِلك إسكرين..ألم نقل أنها ورشة فنية؟).
حيث يتم توزيع العجين على الصاج ومتابعته كلما فار جزء منه تم توزيعه، وهنا ربما يمكن الإستعانة بعود يسمى "الضرّاب" وهو أقرب لعود المُفراكة يسهل الوصول للأجزاء البعيدة. وبعد ضرب أو قتل كل العجين الفائر، وتوزيعه على بعضه، وفي البال إنتاج كِسرة أكثر سماكة من الكسرة العادية. فتبدأ تتكون لدينا "طرَقَة" من اللآبري. وهي مثل الكِسرة العادية، في كونها لا تحتاج لتُقلب على الجهة الأخرى، كما في عمل القرّاصة مثلاً. فبمجرد نضوجها، وإحمرارها الذي يصل مرحلة السواد في بعض الأجزاء. يتم تطبيقها من أطرافها وهي لينة على النار، فتخرج مطبَّقة. ما بين حمراء داكنة وما بين سوداء. والفنانة الحريفة في العُواسة، تهتم بنظافة أطراف صاجها، وما يتدفق من العجين على الجنبات. فاللحظة لحظة إخراج عمل فني نظيف، بدراية تامة في إستخدام الأدوات المساعدة.
واتذكر أن صاحبة البيت الذي تقام فيه ورشة اللابري تحرص أن تسقي المشاركات نخباً أولياً منها. لمزيد من التشارو حول الطعم المنشود.
يتم ترك الطرَقة المطبقة ليوم أو يومين او اكثر، منشورة لمزيد من التجفيف، وبعدها يمكن تخزينها، وهي بذلك تكون جاهزة للإستخدام. كما أتذكر أن نساء أهلي يسخدمن ما تبقى من اللابري، بعد تصفية ماءها الأولي. (تِفالَة؟). فيقمن بإعادة تخميرها، لعدة ايام وإضافة بعض النكهات عليها، فيخرجن شراباً فيه درجة من التخمير، يسمونها (بَقنِّية). تستخدم عادة في عيد الأضحى للهضم. وهي في ظني تبدو في مقام الشِربوت عند أهل ثقافة البلح والنخيل من أهل الشمال. وأعتقد أن كثير من أهلي الجعليين ليسوا من اهل ثقافة البلح، وبالتالي لا يجيدون عمل المنتجات النصف مخمَّرة من البلح. ولذلك نجدهم يعتمدون في ذلك على منتجات الذرة.
وففي ذاكرتي، إسم (بقنيَّة) هو شراب فيه درجة من التخمير، كان أهلي في السابق يعملونه خصيصاً ليقدم في يوم مناسبات الزواج. وفي عمله يقارب مراحل اللابري الأحمر، غير أن المنتج منه يكون في شكل كرات، تخزن لزمن طويل، مثلها مثل الآبري حيث يتم بلّها بالماء. وتم ترك هذه العادة لتكلفتها إقتصادياً ولأن عملها شاقاً، لأن الكمية المنتجة يجب ان تكون كبيرة لتكفي كل المعازيم.
أما الآبري الابيض و الذي هو للشرب وللأكل في آن واحد؟!!. فهو أكثر دقة من الأحمر في عواسته. لأن الطرَقة فيه خفيفة من ناحية السماكة. كمان أن عجينه رقيقاً سائلاً. ولكن من حيث التحضير لعجينه، يختلف عن اللابري الأحمر، بحيث لا يحتاج الى زِريعة، فقط عيش ذرة من النوع الذي يندرج تحت اللون الأحمر، يتم طحنه جيداً، وكثيراً ما يوصينا صاحب الطاحونة بان (يرُد) هذا العيش، أي أن يطحنه مرة أخرى لمزيد من النعومة. دقيق الذرة الاحمر يضاف إليه قدراً من الدقيق الأبيض، والبعض يضيف الأرز المطحون لمزيد من درجة اللون الابيض الفاتح ولخلق درجة معينة من الطعم. يخلط الدقيق مع بعضه، ويترك لمدة يومين تقريباً داخل الزير أيضاً، ليتخمر، ويصل درجة معينة من المرارة. ويضاف إليه يوم عواسته فقط ماء القِرفة بعد تصفيتها. بحيث أن العجين لا يحتمل أي مسحوق لأن طرقته ناعمة رقيقة. وربما هناك من يستخدم بهارات أخرى ليتحصل على الطعم المنشود. يتم عواسة عجين اللابري الابيض بنفس طريقة الكسرة العادية، بحيث لا يشترط المساحة الكبيرة للصاج. بقدر ما مهم توزيع العجين الرقيق السائل، مع مراقبة ألا يتأخر كثيراً على النار حتى يؤثر على بياض لونه، كمان أن الطرقة منها تخرج متكسرة لرقتها، بخلاف الأحمر.
وفي ظني أن الغالبية تتفق حول كيفية إخراج طرَقة خفيفة بيضاء اللون. خفيفة بحيث متى ما دخلت عليها الماء لانت وأصبحت طرية يسهل شربها مع ماءها.
أتذكر أن نساء أهلي لا يحرصن كثيراً على اللابري الأبيض، بقدر ما يحرصن على الأحمر منه. وفي ظني أن ذك يعود للبيئة. فالأحمر هو القادر اكثر على قتل عطش صومهم.
عليه..هذه ذكريات أتمنى أن تكون قد أوضحت فيها بشكل ما، كيف تتكون فكرة إنتاج اللابري عندهن في البيت محلياً، او بإرسالها لمن هو مسافر وبعيد عن الأسرة، ففي إرسال "كرتونة" اللابري كثير من الحميمية والترابط والحنين. نعم في إرسال كراتين اللابري كثير من المعاني الجميلة، معاني تعبر المدن كما تعبر القارات أيضاً، الى كل السودانيين في شتاتهم، حاملة نفس الطعم الذي يقودهم إلى هناك.


--------
غناي بلدنا "الممسوخ" قالّها:

رمضان الكريم شِن قدرِّك بي صومو
أكلي وأشربي ..وعُقُب بشيلِك لومو

:)


رمضان كريم عليكم..وكل عام وانتم بخير جميعاً..
صورة العضو الرمزية
عبد العزيز عبد الماجد
مشاركات: 111
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:34 pm
مكان: الرياض - السعودية
اتصال:

مشاركة بواسطة عبد العزيز عبد الماجد »

صورة
صورة من آبريتنا في المحمية قبل ايام..:)
وهي في مرحلة النشر والتجفيف..

---------------
صورة
صورة للزِريعة..من تصوير الصديق التشكيلي اسامة الجنيد..

---------------
---------------
صورة
بداية عمل (الطرَقة) في طباعة السلك إسكرين؟؟
ويلاحظ (القرقريبة) أو (الطرورة) في كَرْ وتوزيع الحبر..
محمد عبد الجليل الشفيع
مشاركات: 155
اشترك في: الجمعة إبريل 01, 2011 11:11 am

مشاركة بواسطة محمد عبد الجليل الشفيع »

واتذكر أن صاحبة البيت الذي تقام فيه ورشة اللابري تحرص أن تسقي المشاركات نخباً أولياً منها
======================================================================================

يا شدتك يا عبدالعزيز وعينك اللقاطة .. متذكر ده كلو كيف؟! ياخي أنا الزريعة دي ماشفتها
بوضوح إلا في البوست ده
صورة العضو الرمزية
عبد العزيز عبد الماجد
مشاركات: 111
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:34 pm
مكان: الرياض - السعودية
اتصال:

مشاركة بواسطة عبد العزيز عبد الماجد »

سلامات يا محمد عبدالجليل..ورمضان كريم..


----------
صورة الزرِّيعة والآبري في بيتنا هي التي أغرتني للموضوع,,
وبيني وبينك كان هناك الكثير حولنا ولكننا لم ننتبه له كما يجب..!!



تحياتي

وبالمرة كدة كل سنة وإنتا طيب وعيدك مبارك.. :):)
إيمان أحمد
مشاركات: 774
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:27 pm

مشاركة بواسطة إيمان أحمد »

سلامات يا عزيز وكل سنة وانت طيب

دي كتابة شعرية رائعة عن الآبري والزريعة.

من كلامك اكتشفت انو أمهاتي وحبوباتي (اللي هن أصلا من جهاتكم دي) نقلن الصنعة والأجواء بحذافيرها وبحنكة ومحبة بالغة إلى امدرمان، ثم بإبداع مثابر إلى كل بيوتنا في الخرطوم بحري، حيث سكننا نحن وخالاتنا بعد توسع الأسرة وامتدادها من امدرمان.

برنامج الآبري عندنا كان بيتنقل بين البيوت، وبيبدا بمناقشات على مستوى عالي تبدو لي كأنها سرية من شدة أهميتها ويتجندوا أخواني واولاد خالاتي في مشاوير متكررة لسوق العيش وخلافه، ثم سوق البهارات.. خالتنا الكبيرة ربنا يديها الصحة هي قائد الأوركسترا في مجال التحركات - لكنها تأتمر بإمرة حبوباتنا، خالاتهن هن. يعني حبوبة بت سليمان الله يرحمها بتوريهم يمشوا يجيبوا كل شيء من وين، وحبوبة بت احمد من يومها ما بتدور الخِدمة والدوشة والنيران، لكنها بتحب الونسة اللطيفة وبتونسنا وتسعدنا لأنها صاحبة حكاوي ما بتخلص. بيتحدد البرنامج وخلال شهر أو يزيد تنتقل المهمة من بيت للتاني، من الزريعة لي تجفيفها لي طحنها لي كوجين العجين ونحن ما بنفرح إلا لما نسمع كلمة "فار واتشتت".... دي كانت البهجة كلها.

الحلل الكبار البيمرقن مخصوص للمناسبة دي، وبعدها يدخلن قعور المخزن بعد ينجلن ويتلمعن. يترصن في الرفوف الفوق، للموسم الجاي، أو لي مناسبة ربما تتخلل العام وتدخل البهجة في النفوس.

"الليلة عواسة آبرى عند ناس فاطنة".. الجملة الافتتاحية دي عادة ما بتكون مفاجأة أبدا، لأننا بنكون عارفين من قبلها بي أيام، ومجهزين غياراتنا للمقيل والنوم عند ناس خالتي. والعجب الخبيز! ده طبعا فيهو مشاوير للطابونة ولعب بمسدسات الموية ومشاكسات مع أولاد الحِلة جيران ناس خالتي، لكن ده بيجي بعد برنامج الآبري بي شهر.

نيران الآبري المصلصلة وحامية، وحبوبتي حسونة صبورة وسكوتة، كأنها في رهان مع مشقات الحياة. الله يرحمها. في النهاية دايما طرقاتها - أو في الحقيقة جرادلها البتعوسها- بيطلعن لونن سمح وقرمصيص. شكلها كانت perfectionist زيي!

يا ريحة الآبرى وهذه الكتابة الحلوة.

شكرا على الصور والمشاركة

إيمان

أضف رد جديد