وداعا الناقد المسرحي عبد العزيز رجب

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
ÚÕÇã ÃÈæ ÇáÞÇÓã
مشاركات: 814
اشترك في: الأحد أكتوبر 23, 2005 4:48 am
مكان: الخرطوم/ 0911150154

وداعا الناقد المسرحي عبد العزيز رجب

مشاركة بواسطة ÚÕÇã ÃÈæ ÇáÞÇÓã »

احزنني للغاية رحيل الناقد المسرحي عبد العزيز رجب بعد رحلة شاقة مع المرض انتهت مساء اليوم في القاهرة بفقدنا له، فلقد ابلغني الدكتور اليسع حسن أحمد برحيله متأثراً بمضاعفات المرض الذي تمكن منه في الفترة الأخيرة.
لقد تعرفت على رجب في كلية الموسيقى والدراما وكان يحضر من وقت لاخر ويجلس معنا تحت شجرة الخالة مقبولة ويثير الاسئلة النقدية الحارة، بطريقته المتهكمة والساخرة ولكن الزاهية، لغةً واداء حركياً. كان يتكلم باعتداد وثقة أو كما يليق بناقد غرف المراجع كلها، وكان يعرف الكثير؛ أي انه لم يكن عابراً أو طارئاً بل هو الطالع من تلك الجوانية العميقة للحراك المسرحي الخرطومي وهو المنفتح على اشعار العالم وفلسفاته واديانه.
كان قاموسه النقدي نقياً ونابهاً ومشبعاً بالشعر وبالحكايات وجدل المركز والهامش والحكمات وكتاب الطبقات ومحمد عبد الحي وذكريات معهد الدراسات الاسيوية والافريقية ..إلخ.
لقد فقدنا صوتنا النقدي الجميل والنبيل والذكي، فقدنا مزاحنا الشفيف وجلساتنا السهلة، فقدنا تلك الضحكة .. التي لا حد لمداها في الارجاء.
لم يكن لرجب سوى محبته الناس وظرفه، فهو ما كان يدير مؤسسة ما أو يشغل منبرا ما حتى يتملقه البعض أو يسعى إليه أو .. ومع ذلك التف حوله الجميع، فلقد عرف كيف يمزج كل اطيافنا في مداره الوسيع، بحدسه وبصيرته وطيبته التي تكاد تطفر من أية حركة تصدر عنه.
على رغم حيويته وخصوصا في المؤانسة والنقاشات النقدية في المهرجانات إلا انه لم يكتب ؛ للدقة لم ينشر الكثير فهو كان يعاني من سوء نظر بعض المشرفين على الملاحق الثقافية ومن سوء فهمهم أيضا، ولطالما اشتكى من ذلك. على ان في القليل الذي نشره، ثمة الكثير مما يمكن الاستدلال به على قوته ورصانته وصلابة ذاكرته النقدية..
لا يمكن ان تبارح ذهني صورته وهو جالس في قاعة ندوات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي .. في سنة ما، كم كان مستعداً لأن يحل في تلك المنصة التي رحل من دون ان يصعدها، للأسف، فلقد جاء مرافقاً الفرقة القومية أو "زيادة عدد" في حين كان يستحق ان يكون مقدم الورقة السودانية !! في كل مداخلة له ـ من الصالة ـ كنتً أحس استعداده ورغبته وحلمه الذي رحل من دون ان يحققه.
أشعر اليوم بشعوري ذاته حين رحل مجدي النور، ولا اعرف لماذا؟ مجدي.. كأنه عرف باكرا انه سيرحل بعد عمر قصير فنشط وترك لذاكرتنا عشرات الاعمال في التلفزيون والمسرح والاذاعة.. وكتب عنه السر السيد مقالات عدة وكذلك ربيع وراشد .. كتب عنه الجميع، اما انت يا رجب .. اللعنة على الظروف التي لم تمكنك من ان تقدم مداخلتك النقدية كاملة لهذا العالم!
لم تمكنك من ان تدون كل ما لاحظته وخصوصاً ملاحظتك الرشيقة حول علاقة الممثل السوداني بجسده .. وعلاقة المسرح السوداني بفن التمثيل ذاته! وثمة ملاحظتك حول طغيان الشعر على كتّاب المسرح السودانيين وادبيتهم التي افقرت خشبة المخرجين من ديناميتها وحركيتها!
لقد رحلت يا رجب ولم تترك لنا إلا كل ما لا يمكن ان نراه.. ولكن نحسه ونحدسه فهو لا يمسك ولا يتعين إلا كالخيال.
أشعر بندم شديد يا رجب لأنني لم احاورك لصحيفة ما، حتى ذاك الحوار الذي أجريته معك لإذاعة البيت السوداني لم يكن مسجلاً .. ليته كان محفوظاً على رغم قصره..! ولا أظن ان أحدهم حاورك.. بما فيهم عبد الحفيظ علي الله برغم رفقتكما الطويلة؟ اشعر بالأسف لانني لم أحضر مداخلتك الاخيرة في مهرجان أيام البقعة .. ترى كيف أديتها وممن سخرت؟ من منهم بدا لك متطفلا على حصن النقاد الحصين؛ ففضحته؟ أشعر بندم شديد لأنني انتظرت ولم اطلب منك مقالة للنشر,, وفات الوقت
رحمك الله أيها الجميل
صورة العضو الرمزية
ÚÕÇã ÃÈæ ÇáÞÇÓã
مشاركات: 814
اشترك في: الأحد أكتوبر 23, 2005 4:48 am
مكان: الخرطوم/ 0911150154

مشاركة بواسطة ÚÕÇã ÃÈæ ÇáÞÇÓã »

صورة العضو الرمزية
ÚÕÇã ÃÈæ ÇáÞÇÓã
مشاركات: 814
اشترك في: الأحد أكتوبر 23, 2005 4:48 am
مكان: الخرطوم/ 0911150154

مشاركة بواسطة ÚÕÇã ÃÈæ ÇáÞÇÓã »

ومما يحزن وقد لا يحزن يا رجب .. ان اعضاء سودان فور أوول لا يعرفونك، أو قل انهم لا يعرفوني ايضا .. وبدأت اشك في معرفتهم بأهل المسرح في الخرطوم وإلا فكيف يستثقل أحدهم ان يعزي في رحليك المؤلم ؟
ما حصل ليس احتفاء بالحياة كما قد يبدو للبعض، أو كما قد يدعي بعضهم .. ليس سوى انتقائية مقيتة.
صورة العضو الرمزية
ÚÕÇã ÃÈæ ÇáÞÇÓã
مشاركات: 814
اشترك في: الأحد أكتوبر 23, 2005 4:48 am
مكان: الخرطوم/ 0911150154

مشاركة بواسطة ÚÕÇã ÃÈæ ÇáÞÇÓã »

مرض أحدهم .. فتوجه كل المنبر تقريبا " مسلمون وملحدون وتشكليون وبين بين وشعراء .." لسؤال الله ان يعافيه
مات رجب ..
كأن شيئا لم يكن
( هذا لم يحصل إلا هنا)
صورة العضو الرمزية
تماضر شيخ الدين
مشاركات: 356
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:14 pm
مكان: US

مشاركة بواسطة تماضر شيخ الدين »

انا آسفة لرحيل هذا المسرحي وأعزي كل الاصدقاء في مجال المسرح لرحيله الفاجع

رأيت أصدقاء مسرحيين كثر وهم يبكون رحيله وقرأت نعيك له فعرفت أنه فقد عظيم وجلل.

لك ولأسرته ولكل المسرحيين العزاء الصادق أسكنه الله فسيح جناته،

آتنا ببعض مساهماته ووثق له يا عصام فهذا هو ديدنك مع أهل المسرح دائما ....لك الشكر على هذه الوقفة الحزينة النبيلة.
ايمان شقاق
مشاركات: 1027
اشترك في: الأحد مايو 08, 2005 8:09 pm

مشاركة بواسطة ايمان شقاق »

صورة
ياسر زمراوي
مشاركات: 1359
اشترك في: الاثنين فبراير 05, 2007 12:28 pm

مشاركة بواسطة ياسر زمراوي »

رحمه الله رحمة واسعة ياعصام
لاقيته ايام دراستى فى جامعة السودان , كان طالبا نجيبا ومناضلا شرسا , وناقدا كبيرا سابقا لعمره , وقارئا نهما اقترن اسمه بالفكر
والمسرح كماحبب المسرح لغير المهتمين به , وكان له سعى واسع لنفى صفة عدم القدرة على التمثيل عن الممثل السودانى
اللهم ارحمه رحمه واسعة والهم اله وصبره وذويه الصبر وحسن العزاء
صورة العضو الرمزية
ÍÇãÏ ÈÎíÊ ÇáÔÑíÝ
مشاركات: 186
اشترك في: الأحد إبريل 01, 2007 9:17 am

مشاركة بواسطة ÍÇãÏ ÈÎíÊ ÇáÔÑíÝ »

عبد العزيز مختار دهب (رجب) ود الميرم
عذراً عصام ، كان رجب اكبر من احتمالي لوقع الكارثة ، فهو استاذي وأخي الأكبر قبل ان اعرفة ناقداً


لعلني احلم ، لكني لا اعلم ، بل انني افهم ، في الحلم لا يمكن ، ان تبكي الأحزان ( من اغنية قديمة لصديق قديم)
ثم انك يا دهب (رجب) تأت للناس بضحكاتك دون سابق اخطار وكذلك تفارق ، وكما تفرح حين يسر اليك اياً من اصدقائك بما ابدع ، فتضحك وتحدث في اشياء كثيرة ، تحدث عن بنية النص وتأويلة ، تحدث عن ترابط الإنتاج وتعلقه بمنتجة ، تصرخ حين (تنقر ) عينيك مخبوء في النص ، انت ذاتك الذي تأسى لحال الجمال في بلادك ، تحدث عن ازمة الإنتاج وضعف الإنتاج الدرامي ، تتحدث عن عجزنا عن استغلال ما هو مخزون من حكايا ومعرفة مجتمعية ، وتقولها هكذا ( بنتكلم اكتر من خمسمية لسان ونشاهد دراما مصرية وسورية؟ والله نحنا ساكنين في عرض البحر وبناكل ساردين) يا رجب يا ود الميرم ، والله يقيني انك نأيت بنفسك من أن تشهد هزائمنا تتري ، وأنا أسألك بحق المحبة اذ لم تودعني :
أو لم يكن في الوقت متسع لتخبرني بأنك راحل
أم أن صوتك لم يشأ ان يستعير حروفنا الجوفاء يخبرني بميقات الرحيل؟
قف فوق مبصرة العقول ،إن الطريق بلا دليل
لو كان فيه أدلة ،كان المقيل لدى الطلول
أو كان فيه علامة ،حطت رحائلها الحمول
.............................................( النفري)
أضف رد جديد