أغنية الحقيبة: كلام في الجسد و كلام في الصميم!

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

أغنية الحقيبة: كلام في الجسد و كلام في الصميم!

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

أغنية حقيبة الفن...
كلام في الجسد و كلام في الصميم... "إبداع إنسان عظيم منسجم مع ذاته وواقعه"...

"جسدانية" نعم، لكنها فن الحياة الممكنة!


يقول بعض الناس أن كلمات أغاني الحقيبة كثيرآ ما تتحدث عن الملامح والصفات الجسمانية. يقولون به في الغالب من باب الذم!. وجسمانية أو جسدانية أغاني الحقيبة أمر لا يمكن إنكاره أو الإلتفاف عليه، الشيء الذي تؤكده و تشهد به كثير من كلمات "أغاني" الحقيبة في حد ذاتها. وكثير ما ينشب جدل بين الفينة والأخرى حول فحوى "أغنية الحقيبة" بين مادح وقادح. غير أن أغنية الحقيبة برغم كل هذا ظلت سيدة موقف الساحة الغنائية السودانية عبر زهاء قرن من الزمان!... وكأنها تقول لمنتقديها "الجمل ماشي والكلب ينبح".

يقول الاستاذ مؤمن الغالي "مثلآ" :

( أنا من المُناهضين بشراسة لحقيبة الفن، تلك الحقيبة تمتهن آدمية المرأة، بل لقد باع شعراء الحقيبة جسد المرأة بالكيلو في سوق الله أكبر). وهناك من يرى ان كلمات الاغاني مليئة بالاسفاف والعبارات التي تنتهك خارطة الجسد. راجع "حقيقة الفن..أغنية الروح والجسد" صحيفة الأحداث 23 أكتوبر 2010 العدد:1166 "أمير آدم حسن".

لماذا يبيع شعراء الحقيبة "جسد المرأة"؟. هذا في تقديري كلام متعجل. أنا لا أتفق البتة مع الرأي القيمي للأستاذ مؤمن الغالي ولا الآخرين من يقولون مثل قوله، لكنني أتفق معهم في أن "الحقيبة" تتحدث في الأساس عن الجسد، جسد المرأة بل والجسد في إطلاقه لأن شعرائها "فرسان" . سأشرح لاحقآ ببعض التفصيل ماذا أعنى بمثل هذا القول "فرسان" وما علاقة "الفروسية" بأغنية الحقيبة؟.

تحت عنوان (فرسان لا إنسانيون) عند محاولتي الوقوف على "سيكولوجية الزول"، قلت:

(قيم الفروسية هي قيم الجسدانية)*...

هناك ثلاث منظومات قيمية في السودان تشكل بنية وعي الزول ومخيلته الحسية والنفسية والجمالية بحسب نظرة خاصتي.

كما أن تلك المنظومات القيمية تقف خلف مجمل تمظهرات المجتمع السوداني التحتية عبر الأزمان. وتمثل سببآ جوهريآ في تنوع بنيات المجتمع التحتية وتمايزها عن بعضها البعض، وهي:

1- منظومة قيم الجسدانية "الفروسية" 2- منظومة قيم الروحانية "الغيب" و 3- منظومة قيم العقلانية "الموضوعية". (مع الوضع في الحسبان إختلاط وتشابك القيم).

أ- تقف منظومة قيم الجسدانية "الفروسية" خلف جل التمظهرات الإجتماعية الإثنية "العرقية" وأهمها القبيلة والعشيرة. و"الجسدانية" تكون في إعمال طاقة الجسد في سبيل سيطرتها على العقل والروح في مواجهة الطبيعة والآخر. والهدف هو: (بقاء ومعاش وأمن ورفاهية الجماعة). وكل له حيلته. وأهم قيم "الجسدانية" هي: الرجولة والشجاعة والأمانة والكرامة والشرف والمروءة والشهامة والكرم. وهي قيم "نحن". وجسدها تمظهر هيكلي أس عضويته من الفرسان "أولى القربى = وشائج الدم". ورمز مكانها المادي هو "السرج" ورمز فعلها هو "السيف". وأسمى معانيها "التضحية" وأسوأ مثالبها "الإنحيازية العمياء" كما "اللاإنسانية".

ب- تقف منظومة قيم الروحانية "الغيب" خلف جل التمظهرات الإجتماعية الدينية "بالمعنى الواسع للكلمة" وأهمها الطريقة الصوفية والطائفة والمسيد والمسجد والكنيسة والكجورية. و"الروحانية" تكون في إعمال طاقة الروح في سبيل سيطرتها على الجسد والعقل في مواجهة الطبيعة والآخر. والهدف دائمآ واحد: (بقاء ومعاش وأمن ورفاهية الجماعة). وكل له حيلته. ومن أهم قيم الروحانية: الزهد والتواضع والإيمان والإتكال على قوة ما ورائية. وهي بدورها قيم "نحن". وجسدها تمظهر هيكلي أس عضويته من المؤمنين ب"الغيب" = "عالم ما وراء الطبيعة المادية". ورمز مكانها المادي هو "السجادة" بمعناها الصوفي ورمز فعلها هو "الفزعة" بالمعنى الغيبي للكلمة. وأسمى معانيها "النزاهة" وأسوأ مثالبها "العبثية" كما "الإتكالية المفرطة".

ج- تقف منظومة قيم العقلانية "الموضوعية" خلف جل التمظهرات الإجتماعية "المدينية" ومثالها النقابة والمصنع. و"العقلانية" تكون في إعمال طاقة العقل في سبيل سيطرتها على الروح والجسد في مواجهة الطبيعة والآخر. والهدف دائمآ واحد: (بقاء ومعاش وأمن ورفاهية الجماعة). وكل له حيلته . ومن ضمن قيم "العقلانية": الإستنارة والتجربة والإنسانية والنظافة والنظام والإدخار. وهي قيم "أنا". وجسدها تمظهر هيكلي أس عضويته من الأفندية "المدينيون" والمتعلمين بالمعنى الحديث للكلمة. ورمز مكانها المادي هو "المكتب" ورمز فعلها هو "القلم". وأسمى معانيها " الموضوعية" وأسوأ مثالبها "الإستغلالية" كما "الأنانية".

د- القيم في تنزلها كفعل يصبغ حياة "الإنسان" تستطيع أن تشتغل مفردة أو ممتزجة. فالإنسان يمكن أن يكون "فارس" محض أو "زاهد" محض أو "متمدن" محض. كما أن الإنسان يستطيع أن يكون "فارس زاهد" أو "فارس متمدن" او "زاهد متمدن". ليس ذاك فحسب بل الإنسان يستطيع أن يكون "فارس وزاهد ومتمدن" في ذات الأوان!.

الفارس هو المنتمى بالكامل إلى منظومة قيم الجسدانية "الفروسية". والزاهد هو المنتمي بالكامل إلى منظومة قيم الروحانية "الغيب". والمتمدن هو المنتمي بالكامل إلى منظومة قيم العقلانية "الموضوعية". و"متمدن" هذه لا تعني بالضرورة ساكن المدينة على وجه الحصر وإنما صفة لكل من ينتمي بالكامل إلى منظومة قيم الموضوعية حتى لو كان يقيم "فيزيائيآ" في الريف لا المدينة كما أن العكس صحيح بنفس القدر من الصحة فكثيرآ ما يكون سكان المدن أكثر ريفية من أهل الريف وأهل الريف أكثر مدنية من أهل المدينة.

-الفارس في نسخته المثالية هو الإنسان "الضكران"، الشجاع، الكريم، الشهم، الأمين، ذو المروءة والشرف والكرامة.

-الزاهد في نسخته المثالية هو الإنسان المتواضع، الصبور، المتوكل، الورع التقي ، المحسن والمؤمن ب "الغيب".

-المتمدن في نسخته المثالية هو الإنسان المستنير، المنظم، النظيف، المدخر و الإنساني.

مع الوضع في الأفهام أن بعض هذه القيم تستطيع أن تتبادل المواقع لكن دون أن تفقد المنظومة المحددة خصائصها كلية. كما أن القيم "المفردة في نوعها" والمشكلة لكل منظومة قيمية تكون في الغالب أكثر وأغنى بكثير مما حصرناه لدى هذه النقطة.



القيمة" تقوم من جسد الجماعة بمثابة الشفرة الجينية
DNA
من جسد الفرد. هي محور إلتقاء "تلاحم" الجماعة وإعادة إنتاجها "نسخها" كل مرة مع جعلها متمايزة عن الجماعات الأخرى ك"وحدة إجتماعية واحدة ذات خصائص متفردة". كما أن "القيم" هي القوة الخفية الدافعة الى الفعل الموجب في سبيل تحقيق الهدف الكلي والنهائي للجماعة وهو على الدوام (البقاء والمعاش والأمن والرفاهية). وبهذا المعني تمثل القيمة أيضآ معيار الجماعة للتفريق بين ما هو خير وما هو شر بالإحالة الى نجاعة الفعل من عدمه في نزوعه الى تحقيق "الهدف".

نحن هنا بصدد قيم الفروسية حصريآ لزعم مسبق من عندي أن أغاني الحقيبة مرجعيتها في بنية الوعي "الفروسي" وهي كما أسلفنا قيم الجسدانية.

لماذا هي قيم موصوفة بالجسدانية؟!.

تكون قيم "جسدانية" لعدة أسباب تحدثنا عن بعضها في أوقات سابقة في أماكن أخرى. لكن أهمها عندي:

1- هي قيم وشائج الدم (من جسد قديم إلى جسد جديد).

2- هي قيم الفروسية وبما ينطوي عليه المعني من إستخدام للجسد في مواجهة الطبيعة والآخر. إنها قيم صاخبة. هي من أشد القيم المشكلة للمجتمع السوداني بأسآ وصيتآ ورنينآ وقوة (راجع ص 1 من بوست سيكولوجية الزول السوداني "نظرة في مرثية بنونة بت المك نمر").

3- هي قيم القبيلة وبنية القبيلة في الأساس علمانية لا دينية وبذات القدر فهي لا عقلانية (راجع علمانية بنية القبيلة، المصدر السابق ذكره) ... وإن صح ذاك الزعم تكون قيم القبيلة هي قيم الدنيا وبما ينطوي عليه المعنى من علاقة مباشرة بالعالم المحسوس، مرة ثانية "الجسد".

وأظنه من نافل القول أن القبيلة كما العشيرة والأسرة الممتدة يشكل الجسد "الدم" مركزها الحتمي. وبهذا يكون للجسد عند القبيلة قداسة لا حدود لها. فمن الجسد تخرج القبيلة وبالجسد تعيش وبفتوة الجسد تبقى وتحقق أمنها ورفاهيتها وعزتها وسط القبائل. ففي الجسد السر كله.... هو الدم!. الجسد مكان محرم "تابو" عظيم... هو مكان الشرف. ولهذا يكون غسل العار. أي غسل جسد القبيلة كلها بدم الضحية "إمرأة راشد أو صبية غريرة نامت على فراش رجل غريب". كما للثأر "التار" أيضآ علاقة مباشرة بالجسد. الجسد لا شيء غيره هو الحياة كلها منه تخرج إلى الوجود وبه تغيب في العدم.

وعندي زعم خاصتي كثيرآ ما رددته ذاك أن قيم الجسدانية "الفروسية" تكاد لا تفارق مخيلتنا جميعآ مهما أدعينا البعد عنها!. إنها تشكل لا وعينا وتسيطر على قدر كبير من سلوكياتنا وتصرفاتنا. إنها الخلفية النفسية الأشد رسوخآ وأعظم رنينآ في مخيال الجماعة "جماعتنا"!. حتى أن خليل عندما تحدث عن عشيقته "عازة" قال في مرة هذا الكلام:
(عزة في هواك ... عزة نحن الجبال

و قلبي لي سواك ما شفتوا مال

قبيلة بت قبيل ملأ الكون رجال).

وذاك عندي هو السر الذي يقف خلف إنتشار وإنتصار أغنية الحقيبة حتى يومنا هذا، إضافة طبعآ إلى جمالها التقني في معظم المرات.

حقيبة الفن من قيم الفروسية!

المرموزات الجسدانية الكثيفة التي حفلت بها كلمات حقيبة الفن وراءها ما وراءها من الاسرار والمبررات التي تجعلها منطقية بالطريقة التي حدثت بها وليس في الإمكان أحسن مما كان. إنها تعبير عن حقبة إجتماعية تتمدد عدة قرون إلى الوراء. ومن غير اللائق في تقديري محاكمة "الماضي" بأدوات وقيم "الحاضر". غير ممكن، غير منطقي، مستحيل، كما أنه غير عادل زيادة إلى أنه غير علمي!. في ذاك الزمان لا يستطيع الناس أن يفعلوا الأشياء بالطريقة التي نفعلها بها نحن الآن!. إنهم يفعلون حياتهم بقدر سعة خيالهم ووفق واقعهم الموضوعي في حيز زمكانهم. لم يكتبو لنا نحن الأشعار ولم يتغزلو في نساء زماننا بل كتبوا لأنفسهم ولجماعاتهم وتغزلوا في نساء زمانهم بأدوات وخيال زمانهم. إنه فنهم وإبداعهم همو وحدهم في حيزي زمانهم ومكانهم حصريآ. وهم بالتالي غير مذنبين أن نقلت أو رحلت الناس أفعالهم التي فعلوها في زمانهم إلى زمان آخر لأن البعض ما زال يشعر جمالها ويمتع بها أو لأن لا أحد أستطاع أن يأتي بمثلها!.

السودان النيلي بل والسودان قاطبة كان قبل الغزوين "التركي والإنجليزي" يقوم بشكل مطلق على بنية "الجسدانية" مع قليل من "الغيب" ليس إلا. أما بنية "الموضوعية" أي قيم المدنية المدينية التي نحاكم بها الآن فن الحقيبة تشكلت ببطء شديد بعد الغزو الثاني "الإنجليزي" وما تزال حتى هذه اللحظة تتعثر وتحبو كطفل رضيع. هي قيم حديثة وافدة "قيم الرأسمالية والثورة الصناعية" غير أصيلة وضعيفة الفاعلية. غير أن الزول المنطلق من بنية الوعي الموضوعي "المتمدن" يستطيع ان أراد أن يتجاوز الجسوم إلى المعاني المجردة عبر إستخدام العقل الناقد متحايلآ على مأزق "الجسد" بعديد الحيل. لكن الزول الفارس لا يفعل ذلك، قد لا يستطيع، في الغالب ذاك أمر خارج نطاق وعيه الإجتماعي وإدراكه الذاتي. فالمتمدن الأصيل إنساني غير منحاز والفارس الأصيل منحاز لجماعته "العشيرة مثالآ" منحاز بالضرورة للدم، للجسد. وقلنا أن حتى اليوم بنية الوعي المسيطر بأعظم النسب المئوية في السودان هي بنية "الجسدانية" أي قيم الفروسية. عند المجتمعات القائمة على قيم "الفروسية" يكون الجسد هو محور الحياة ولا يهم إن كان جسد رجل أو إمرأة فالأمر سيان مع إختلاف الوظائف والأدوار بين أجساد الجنسين. فالرجل "الذكر" يتوقع منه أن يكون قويآ وشجاعآ لا يخاف ولا يخشى شيء حتى أنه لا يخشى الموت ولا يهابه. ذاك هو الرجل "الرمز" محل فخر القبيلة ومكان إحتفائها. الرجل هو الذي يزود عن حياض العشيرة (من لم يزد عن حوضه بسلاحه يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم) "الرجل عسكري بالميلاد في جيش القبيلة" لجهة "الدم" الجسد الذي هو جسد القبيلة "لحمة متوارثة أبآ عن جد" في نقاء لا يخالجه شك. (أتحدث عن العشيرة والقبيلة بمعنيهما الأنثربولوجي).

الرجل ذو الجسد الصحيح المنيع وحده هو محل الإحتفاء: الدود النتر، ضرغام الرجال، بحر المالح طمح، جرو الإسود أب قرنآ يخرخر زيت، تمساح الدميرة، أب ضراع، العنتيل جاء يتقنت ، الفيل، التور، النمر، أسد بيشة خطواته متقامزات، ما هو الفانوس ما هو الغليد البوص. وذاك هو الرجل الرمز عند المرأة وعند الجماعة كلها.

والمرأة "الأنثى" بدورها لا بد أن تكون صحية وصحيحة الجسد وهناك معايير شبه متفق عليها حول "جسد المرأة الرمز": فارعة القوام و ممتلئة الجسم ومع ذلك لا بد أن تكون ذات جيد طويل "الرقيبة قزازة عصير" وقد رهيف "مياس" يجعلها تميل "زي فريع البان" ثم وجه صبوح "زي القمر" وعيون واسعة "عيون المهى" وأسنان براقة "براقن يشلع" وشفاه غضة " فاها يشبه العنابه" ولسانها طاعم " اللهيجه سكر طاعم كلاما " وما إلى ذلك. وتلك هي المرأة الرمز عند الرجل وعند الجماعة كلها.

وليس متوقعآ من المرأة أن تكون شجاعة، ليس ضروريآ، ربما كان أمرآ بغيضآ، هو ليس دورها، لكن هناك أمر حتمي وهو حسبها ونسبها لا بد أن تكون بت قبايل بت رجال "ضكرانين تب" وإلا هناك مشكلة ولن يفيدها ولن يشفع لها جمالها المادي مهما كان إن لم يكن الرجال من خفلها أولاد "قبايل" وناس عز أوينتمون على أقل تقدير إلى قبيلة أو عشيرة بعينها معترف بها من قبل الجماعة في عداد القبائل أو العشائر الحرة. إذ أن عند المخيال الجماعي مثل تلك المرأة صحيحة الجسد فارعة القوام تستطيع أن تنجب بدورها فرسان أشداء أصحاء الجسد مثل أبائهم وفارسات مثل أمهاتهم تمامآ جميلات وصحيحات الجسد . وهكذا تدور دائرة الدماء "الأجساد" النقية المتفوقة بحسب الأساطير الراسخة لدى بنية الفروسية.

وهكذا تستطيع القبيلة/العشيرة الحفاظ على بقائها ووجودها ومكتسباتها المادية والمعنوية في مواجهة الطبيعة والآخر. إذ أن الجسد ليس هو المحتفى به لذاته كجسد ...لا... الأمر أكبر من هذا!. إنه فن الحياة. إبداع إنسان عظيم منسجم مع ذاته وواقعه.

وذاك أمر فطري ومنطقي جدآ. حتى أن الحيوانات تفعله بدقة متناهية. أي أن الأنثى تختار الذكر القوي سليم البنية الجسمانية كما يفعل الذكر مع الأنثى. وذاك عندي هو سر الإحتفاء الفائق لشعراء الحقيبة في "زمكانهم" بجسد المرأة كما هو أيضآ أمر المرأة في الإحتفاء بجسد الرجل، لكن كل بطريقته ولو لهدف واحد على الدوام وهو "البقاء".

وهل أغنية الحقيبة بدعة أم درمانية خالصة كما يشاع؟.

والإجابة العاجلة من عندي ربما تكون أغاني الحقيبة عرفت بشكلها الذي عرفت به في أم درمان الدولة المهدية التي تأسست بداية العام 1885 كما تحدثنا جل الوثائق. لكن جذور أغاني الحقيبة أبعد من ذاك التاريخ بكثير، ربما خلفيتها عند عدة قرون قبل وجود أم درمان!. هي صنعة جديدة لها تاريخ وجذور وقيم تقوم في البعيد. ثم أن أم درمان ذاتها كمدينة عظيمة تلاقحت عندها عديد الخلفيات القيمية والرؤيوية هي ليست بمدينة مكتملة الشروط كباريس مثلآ وإنما مدينة سودانية قلبها في الريف وكثير من أهلها ما يزالوا حتى هذه اللحظة يفاخرون بقيم الفروسية (الجسدانية) بكونهم أهل كرم وكرامة وشجاعة ومروءة وشرف "ناس ضكرانين تب" وكثيرون منهم بالفعل فرسان!.!.


محمد جمال الدين



--------------

* مقاطع بتصرف من بوست "سيكولوجية الزول"

https://www.sudan-forall.org/forum/viewt ... 307aa54ff3

---التعديل---
لإصلاح اللنك
آخر تعديل بواسطة محمد جمال الدين في الجمعة سبتمبر 14, 2012 1:00 am، تم التعديل 4 مرات في المجمل.
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

بين جناين الشاطئ "زهرة" ...
بصوت الواعدة "مكارم بشير"
https://www.youtube.com/watch?v=6jVkXnhU ... re=related

بين جناين الشاطئ ... وبين قصور الروم
حي زهرة روما ... و أبكي يا مغروم

درة سالبة عقولنا ... لبسوها طقوم
ملكة باسطة قلوبنا ... تبيت عليها تقوم
في الطريق إن مرت ... بالخلوق مزحوم
كالهلال الهلّ ... الناس عليها تحوم

شوف عناقد ديسا ... تقول عنب في كروم
شوف وريدا الماثل ... زي زجاجة روم
القوام اللادن ... و الحشا المبروم
و الصدير الطامح ... زي خليج الروم

خلي جات متبوعة ... الصافية كالدينار
في القوام مربوعة ... شوفا عالية منار
موضة آخر موضة ... هيبة غير زنار
روضة داخل روضة ... غنى فيها كنار

شوف جبينها الهلّ ... ضو فوقها فنار
منو هلّ الشارع ... منو بق و نار
طالعة ما بتتقابل ... زي لهيب النار
تحرق البتهابل ... و البعيد بي نار
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

أغنية الحقيبة هابطة... لقاء مع الأستاذ مأمون الغالي (من يوتوب) انظر اللنك أدناه:

https://www.youtube.com/watch?v=RmqpZNke ... F372B684EB
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »


محمد حسن الجقر - سر الحقيبة-1

https://www.youtube.com/watch?v=X6WC7y6C ... re=related


محمد حسن الجقر - سر الحقيبة-2

https://www.youtube.com/watch?NR=1&v=DrAnhNWjaQM


محمد حسن الجقر - سر الحقيبة-3

https://www.youtube.com/watch?NR=1&v=QkSwCfaHLbU

محمد حسن الجقر - سر الحقيبة-4

https://www.youtube.com/watch?v=fmohOF-h ... re=related

محمد حسن الجقر - سر الحقيبة-5

https://www.youtube.com/watch?v=GElMf5nr ... re=related

محمد حسن الجقر - سر الحقيبة-6

https://www.youtube.com/watch?v=C1OlvEwt ... re=related

محمد حسن الجقر - سر الحقيبة-7

https://www.youtube.com/watch?v=_98PD6mw ... re=related

محمد حسن الجقر - سر الحقيبة-8

https://www.youtube.com/watch?v=6Syg7l5e ... re=related
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »


زيدني في هجراني "أفراح عصام ـ زيدني في هجراني" عند الرابط أدناه من يوتوب*:

https://www.youtube.com/watch?feature=pl ... XSPtjBLk2U


الشاعر:عمر البنا

زيدني في هجراني في هواك ياجميل العذاب سراني

علي عفافك دوم سيبني في نيراني

لامتين تطراني انظرك في النوم جوز نواعسك راني

طرفي قصدو يراك وما قصدت تراني

ومابسيب حبك والله لو ضراني

يانعيم ازماني وياحياة روحي ويابهجة امدرماني

في الحياة غيرك مافي زول هماني

وفي بعادك ازايا وفي وصالك اماني

بلبل الاغصان غني بي ذكراك وبالنويح اوصاني

الجمال خصاك والعذاب خصاني

والدلال اوصاك علي دوام تعصاني

زهرة البستان تحكي بسمة فاك وطرفك الفتاني

حين نسيم الليل بي روايحك اتاني

زاد علي الشوق ودمعي سال هتاني

مال فريعك باني فيه بدر وظلمة وفيه ردفا باني

من لحاظك صارم بالهلاك انباني

بين نعس عيناك الكحلهن رباني

يادرر الحاني ويااذاي ودواي ياراحي ياريحاني

انت نايم وانا الم البعاد صحاني

حن علي غرامك والله كاد يمحاني

في جمالك ثاني يافريد الحسن الماتوجدلك ثاني

لو جميع الشعرا فيك يرووا مثاني

لم يحصرو ثناك الفاق لكل حساني

المنام جافاني من جفاك ياحبيبي وصبري الصبح فاني

لو اشوف شخصك في المنام يلفاني

كان طلع سعدي والزمن صافاني
--


* تم إعادة تثبيت الأغنية وفق طلب مي ... ": )"
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »


صدر المحافل - أولاد شمبات

https://www.youtube.com/watch?v=cyqNnQlVhUw


ياجـوهـر صـدر المـحافـل روحـي معـاك اتلـطفـيـلا
* * *
مالـنور الـفي حـليـهو رافل في حُـق نـهدو قـلوبنا قافل
كالظـبي الفـي مـقـيلو غافل تـارة يميـل والتـانية جـافل
وجـهو يــنور والبـدر آفـل فـوق للـبدر يزيــد نفـيلا
* * *
يــالنـور خـدك لاح مـقابل للـشعر الـطال لـيلو سـابل
سـهـم الحـاظك ليـنا نـابل بـي كل شي دون هجري قابل
ينسـب نـوحي عـلي البلابل وانــت القــمرا بتنـسبيلا
* * *
ليك جوز عين نعسـان وكاحل خصراً يمـيّل وصـدرو راحـل
لـي وجـداً لي جسـمي ناحل بـحر الشــوق مـاليه ساحل
بيـني وبـين الـنوم مـراحل ويـن للطيــف انا القي حيلة
* * *
الـفـرع الـبـتـّنـي راتـل طيرو ينوح في غصـونو حاتل
وهـو نـديم لي فكـري شاتل الاسـد الـفي القيــد ينـاتل
يـتـأكد مـاليـهـو كـاتـل غـير مكـحـول ظبـي النتيلة
* * *
ضاوي سـناك لي بريقو راسل لاح بـين عـنابتين عـواسـل
صدرك يـرجح وكـتفو خـاتل رنـا طرفـك للسـيف يمـاثل
بـيه يجــنـدل كل بـاسـل ساحـبة دغـس وخدود اسيلة
* * *
يالـمـرنوع الـكـتفو هـادل في دروعو ولمـعـاصمو جادل
انـا سـاهر والـليـل سـادل شـرط الـحاكم يبــقي عادل
لا اقــبل بـهـواك مـبـادل كيف اعشـق وارضـي البديلا
* * *
امـنـع طيفـك لي يـقـاتـل داخـل قلبي انا لــيك مـنازل
يالائــم لاتـبـقـي عـاذل انا في الحـب لي روحـي باذل
العـاشـق يـسـمع لي عاقل خلـّي نصيــحـتك عني زيلا
* * *
فوق الجـمـر و دمـعي باهل كيف نار تشــعل في مـناهل
ضاق بي الكـون مع انو ماهل نومي تصعّب ووجـدي سـاهل
لو بي حـالة دهـري جـاهل في الانجـم اســأل سـهـيلا
* * *
لـي طيـفك مالقــيت وسائل غير بسط النســمات رسـائل
اغـرب شـي واعـجب مسائل حلـم الصاحـي ودمـعو سائل
لو شـكيـت في امـري سائل الـبدريـن كـونـك مـثـيـلا
* * *
زايـد شـوقي ودمـعي هـامل جمر الحب لي جـسمي شـامل
حتـي الطـيف لـي لا يـجامل مـع كـلاً مــا كــنت آمـل
دمــي تحـننـي بيـه الانامل هل يرضـيك كـدا ياجـمـيـل
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

مشاكل الجسد!

يتواصل... جسدانية "أغنية الحقيبة"!

محمد جمال
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

عندي إحساس إني لسه عندي كلام كتير في البوست دا (بس ربنا يهون القواسي) والأمر أيضآ "طبعآ" ذو علاقة مباشرة ب"سيكولوجية الزول":

https://sudan-forall.org/forum/viewtopic ... 3c9618565f
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

لا يأس مع الأمل... الجسوم ليها رافع (مثل محرف)... : ).
أضف رد جديد