ثــرثــرة حـمـيـمــة ....

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

وجع .. غيظ .. وتساؤل ..

* الوجع : صدور حكم قضائي بمنع فيروز من الغناء ..

فيروز .. صاحبة الصوت الساحر الذي يلامس اذاننا كما يلامس الحرير الجسد .. بنعومة ورقة .. السبعينة التي لم يزدها تراكم السنوات على احبالها الصوتية الا جمالاً وعمقاً وصفاءً ..
فيروز التي غنت للقدس فباتت زهرة المدائن .. غنت للحب حتى تمنينا ان نحب .. غنت للفراق حتى تهيبناه .. غنت للارض وللسماء .. للبحر وللشجر .. للشمس وللقمر .. اصبح صوتها عالماً قائماً بذاته .. عالماً مليئاً بالسحر والحنين .. عندما يغزونا .. ننتقل من ارض الواقع ونسبح معه في فضاءات مسقوفة بالعشب الاخضر .. مرصعة بالنجوم ... وتتدلى منها عناقيد العنب كثريات الذهب ..
عندما نسمعها .. نسرح في شواطئ ناعسة .. ونحفر اسماءنا فيها ونحن ندندن " بكتب اسمك يا حبيبي عا رمل الطريق " ..
في شتاءات دبي الدافئة .. يحلو لي فتح نوافذي ومعانقة الهواء ومعه صوت فيروز وهي تشدو باغانيها التي لا تبلى ولا تملّ .. واصبح هذا الطقس احد متع الحياة الصغيرة التي اكررها بشغف ..
لذلك احزنني وبشدة ان يصدر قرار من المحكمة بمنع فيروز من غناء بعض اجمل اغانيها التي تعاونت فيها مع الاخوين رحباني بحجة حقوق الملكية .. اغاني فيروز لا يجب ان تخضع للقوانين النمطية المعتادة عن الحقوق والملكية .. اغاني فيروز يجب ان تصبح ملكية مشاعة لكل الناطقين باللغة العربية .. يجب ان تتحول الى ارث يتم تقاسمه بموجب قانون الحقوق الانسانية التي تكفل لكل فرد حق الاستمتاع بغناء متفرد .. يجب ان تعامل اغاني فيروز كما الاشياء النادرة المهددة بالانقراض ..
هكذا نحن العرب .. نعشق تدمير اجمل اشيائنا بدعوى الحفاظ عليها ..
ونتفنن في نحر الابداع تحت أي مسمى يمنحنا شرعية النحر ..
اتمنى ان يعود اصحاب الشان في هذه القضية الى رشدهم .. اتمنى ان يدعوا لنا صوت فيروز .. فهو من القلة القليلة التي باتت قادرة على امتاعنا بطرب اصيل في زمن الغناء الذي يثقب اذاننا وارواحنا بسماجته وتفاهته .. وبؤسه ..




*غيظ : زيارة الوزير المفوض بسفارة السودان في الإمارات لمهرجان الرطب بمدينة ليوا ( ابوظبي ) ..

خبر نشر بالصفحة الخامسة بجريدة الخليج الإماراتية يوم الثلاثاء الموافق 27 يوليو 2010م .
كان بمعية الوزير المفوض المستشار الثقافي والمدير الإداري و ( الملحق الضريبي ) وهذا الأخير هو الذي استوقفني .. فقد كانت المرة الأولى التي اسمع بهذا المصطلح .. أو على الأصح هذه الوظيفة .
يبدو أن دولة الجباية لم تكتفي بالديوان الطويل العريض الذي أصبحت زيارته هي الهم الأكبر أثناء أي أجازة في الوطن سواء أن طالت أم قصرت ... فقررت وضع ملحق ضريبي في السفارة ليلاحقنا بطلبات الجباية ( من المنبع ) ..
غايتو .. الله غالب .. والظاهر الجماعة ديل مصرين يكونو معانا معانا في الدرب الطويل .. وإحنا في بداية طريقنا .. ونهايته ...



*تساؤل : الغلاء الفاحش في البلد التي يشقها اطول نهر في العالم ..

أمبارح كانت عندي جولة في سوق شعبي مع قريبتي الجات في زيارة قصيرة تشيل فيها البتقدر عليه من بضائع عشان تحصل بيها سوق العيد .. كانت معاها واحدة صديقتا .. كنا بتكلم عن معاناة الناس في السودان والمجهودات المضنية لتوفير لقمة العيش ودفع مصاريف الأولاد في المدارس والجامعات
أثناء مرورنا في زقاق ضيق بالكاد بيستحمل مرور عربية واحدة .. زاحمنا عامل جاري وراهو عربية بعجلتين ملانة أقفاص طماطم لونا احمر ولامعة ونضيفة .. فجأة لقيت الناس المعاي سكتو وبعاينو لعربية الطماطم بانتباه .. اتلفتت واحدة للتانية وقالت ليها : أنا ناوية اشيل معاي اتنين كيلو طماطم
التانية قالت ليها : بجدك ؟!
ردت عليها : طبعا بجدي ..
التانية قالت ليها : بري يختي أنا ما بشيل طماطم .. ناوية اشتري جردك كنتاكي لأولادي ..
استمتعت للحوار الداير بينهم بدهشة حقيقية .. طماطم وكنتاكي من هنا للسودان !!
لمن شافو دهشتي قالت لي قريبتي : ياسنوية يا اختي كيلو الطماطم في السودان حصل 16 جنيه وفي حتت بـ 18 ويمكن 20 جنيه .. الطماطم عندنا بقى أغلى من التفاح .. وأغلبية الناس بطلت تشتريه
هنا عندكم رخيص ..
( كيلو الطماطم المحلي سعره 1.50 درهم .. يعني اقل من نص دولار ) ..
شعرت بالحسرة على بلد مساحته مليون ميل مربع .. وكانو في يوم من الأيام بقولو إنها حتصبح سلة غذاء العالم بسبب توفر الأراضي الخصبة والمياه العذبة .. فإذا بها تصبح بلد ناسا مشتهية الطماطم والجداد .. وكمان حتستورد سكر من برة عشان تغطي العجز الحاصل والما معروف سببه لكن الأرجح انه بفعل فاعلين محتكرين ما عندهم هم غير يزيدوا كنوزهم على حساب المواطن المسكين..
بعد ما انتهت الجولة ورجعت البيت قعدت أفكر .. يا ربي الناس القاعدين في أجهزة الكشف على الشنط في مطار دبي لمن يظهر ليهم الطماطم وجردل الكنتاكي في الجهاز حيفكروا في شنو ؟!!! ..


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم ارحم عبدك سيف الدين ابراهيم .. واغفر له .. وتقبله قبولاً حسناً ..واسكنه فسيح جناتك مع الشهداء والصديقين وحسن اولئك رفيقاً ..

للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

أُمــور عالـقـــة


أعزائي وأحبتي .. اسعد الله لحظاتكم .. كيف بدأتم يومكم ؟! .. أظنه كالمعتاد .. لقد تحدثنا قبلاً عن عشقنا للنمطية التي تجعلنا نكرر اليوم وغداً كل أفعال الأمس وقبله .. فنحن البشر كائنات داجنة تأوي إلى أمان المألوف وتهاب خرق الروتين تحسباً لما قد ينتج عنه من جديد لم نعد مستعدين لتقبله ..
لكننا لن نتحدث اليوم عن نمطيتنا المضجرة .. اليوم سوف نتحدث عن أمورنا العالقة ..عن ذلك الملف الرابض بخيلاء على سطح مكتب حياتنا ومتخم بأوراق عديدة تتضمن مواضيع مختلفة كان يجب أن نبت فيها ثم نحولها إلى أماكنها الصحيحة .. المفيد منها والذي لا زلنا بحاجة إليه .. نضعه في ملف منفصل مع شبيهه من الأمور الأخرى التي أوليناها اهتمامنا وتوصلنا فيها إلى قرار .. أما الأوراق التي لا يوجد بها ما يفيد .. نمزقها .. نحرقها .. أو نحولها إلى سلة المهملات .. فالهدف النهائي هو أن نتخلص منها ونمحو وجودها ..

أمورنا العالقة هي تلك الأشياء التي تظل موجودة في منطقة وسطى بين الفعل .. واللافعل .. إنها تلك الأمور التي نشعر إزاءها بالحيرة .. فلا نحن قادرين على التعايش معها .. أو التخلص منها هي الأمور التي يجعلنا وجودها نشعر براحة قلقة .. فنتمسك ببقائها برغم القلق الذي تسببه لنا ربما لأننا اعتدناها ..

بعض أمورنا العالقة يكون أذاها محصوراً فيها ونستطيع تجاوزه متى ما توفرت الفرصة لذلك .. فالبقاء في وظيفة لا تعجبنا ولا تمنحنا الرضا النفسي والمادي ورغبتنا في تركها أمر عالق يحوم كالظل فوق رؤوسنا في كل صباح نخرج فيه من منازلنا متجهين إلى مقر عملنا .. لكنه أمر عالق مرهون بإيجاد بديل متى ما توفر .. يمكننا عندها أن نخرجه من خانة العوالق ..

البقاء في منزل غير مريح مع جيرة مزعجة ورغبتا في الانتقال إلى مكان أكثر راحة هو أمر عالق مرهون بالقدرة المادية وإيجاد مكان آخر يروقنا .. وهذا أمر يمكن البت فيه حالما تتوافر الشروط التي يمكنها أن تحققه ..

أما أكثر الأمور العالقة تعقيداً فهي تلك التي تتعلق بالمشاعر البشرية مثل تأرجح الإنسان ما بين الخير والشر .. الحب والكراهية .. الانتماء والانسلاخ .. الشك واليقين .. فكل إنسان يحدد المعسكر الذي يرغبه استناداً على قناعاته وموروثاته ورغباته وما يتطلع إلى تحقيقه .. في بعض الأحيان تتدخل عوامل خارجية فتحسم هذه الأحاسيس العالقة بين عالمين وترجح كفة احدهما على الآخر .. وفي أحيان أخرى يظل الإنسان متأرجحاً بينهما .. ويصبح انتماؤه المطلق لأحد المعسكرين أمراً معلقاً يصعب البت فيه ...
فعلى سبيل المثال : الصراع بين الخير والشر بداخل الإنسان قديم وأزلي حسمه قابيل بانحيازه إلى الشر المطلق عندما سولت له نفسه قتل أخيه هابيل الذي انحاز إلى الخير .. لكن بعدهما أصبحت قيم الخير والشر أمور معلقة بالنسبة لكثير من البشر حتى تقوم الساعة ..

الصراع بين الشك واليقين يجعل قيمة الإيمان فكرة معلقة في رؤوس الكثيرين .. فبعضنا ينتابه الشك في كل شئ .. ابتداء من كيفية وأسباب وجوده على هذه الأرض .. مرورا بنفسه وقدراته وأفعاله ونتائجها .. وانتهاء بكل من حوله وما حوله .. في أمر الإيمان المعلق تحديداً .. أظن أن المحظوظ هو من يستطيع أن يحسم توجهه .. والانحياز إلى ما يرضيه حتى وان أتى مخالفاً للناموس .. فإحساس الحيرة المصاحب لاعتناق الشك كمبدأ دون السعي إلى اليقين هو جحيم بحد زاته ..

الصراع بين الحب والكراهية الذي يترافق عادة مع أغلبية العلاقات العاطفية التي تنتهي بالفشل لسبب أو لأخر فيصبح إحساسنا بالمحبوب ( سواء أن خاذل آو مخذول ) واستمرار وجوده بداخلنا أمراً عالقاً ولا نستطيع أن نحسم قرار الاحتفاظ بمشاعرنا ( السلبية أو الايجابية ) نحوه أو أن نتخلص منها وفي ظني أن الأمر العالق بين المحبين ( السابقين ) هو الأكثر خطورة على الحواس لأنه يفقدنا توازننا وقدرتنا على التمييز بين ما ينفعنا وما يضرنا .. لان التمسك بحب من خذلنا يصنع سداً منيعاً بيننا وبين تجارب أخرى قد تكون أفضل وأجمل وأكثر عمقاً وثراءً .. يحبسنا في زنزانة الماضي ... يمنعنا من عيش الحاضر أو رؤية المستقبل .. بينما الغرق في مستنقع كراهيته يغتال أجمل ما فينا .. رغبتنا في الحياة .. وثقتنا في أنفسنا وفيمن حولنا ..

وكذا هو الشأن بين الأزواج الذين يجتمعون تحت سقف واحد لكنهم يعيشون انفصالاً جسدياً وعاطفياً ووجدانياً .. هؤلاء تحولت علاقتهم من ارتباط إنساني مميز سمته المودة والرحمة .. إلى مجرد ورقة رسمية تحمل أسماؤهم وتمنحهم الصفة الشرعية للبقاء معاً .. بينما في واقع الأمر لا تعدو علاقتهم أن تكون أمر عالق بينهم لا يستطيعون البت فيه مراعاة لكثير من العوامل المتشابكة ..

الأصدقاء الذين باعدتهم ظروف الحياة ولا يلتقون إلا لماماً .. قد تتواجد أسماؤهم في مفكرات بعضهم البعض أو في قوائم هواتفهم تحت مسمى أصدقاء برغم إنهم قلما يتواصلون .. يتحول وجودهم من واقع كونهم المقربين إلى القلب والخاطر .. إلى مجرد أمر عالق ومربوط بخيط رفيع قد ينقطع في أي لحظة ..

هكذا هي حياتنا .. كثير من الأمور العالقة .. والمشاعر العالقة ... والعلاقات العالقة التي تجعلنا ندور في فلكها إلى اجل غير مسمى .. لذلك .. فلنحاول أن لا نكدس أشياءنا العالقة في ملف واحد ننظر إليه يومياً بلامبالاة وهو يتضخم ويزداد سمكاً وعلواً ونحن ننتظر ونأمل أن تأتينا الشجاعة كي نفض غلافه ونفرز ما بداخله .. فلنحاول أن نقوم بعملية ترتيب منتظمة ومستمرة .. عملية جرد بسيطة توضح لنا ما نحتاجه حقاً ونرغب في الاحتفاظ به ... وما يجب أن نتخلص منه بالطريقة التي تضمن عدم بقاؤه كأمر عالق يزرع الحيرة في حياتنا .. فلنتعلم كيف نحدد أولوياتنا .. ونبت في أمورنا الشخصية والعامة أولاً بأول .. فلنبدأ منذ ألان بحساب كل الأمور العالقة في حياتنا ونجتهد في تحويلها إلى أمور تم البت فيها ...


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اللهم ارحم عبدك سيف الدين ابراهيم محمود واغفر له ما تقدم من ذنبه وما تاخر ..
اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد ..
اللهم اجهل قبره روضة من رياض الجنة .. ولا تجعله حفرة من حفر النار ..

للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

قرأت مؤخراً .............


رواية ( ترمي بشرر ) للكاتب السعودي ( عبده خال ) .. وهي رواية صادمة تكشف عن عورات النفس البشرية بشكل سافر ومقزز ..
علاقتي مع الأدب السعودي تراوحت ما بين الضعف والتلاشي .. بدأت بقصة ( بنات الرياض ) لرجاء الصانع ثم مرت بقصة ( نساء المنكر ) لسمر المقرن ثم أخيراً ترمي بشرر .. ومن خلال هذه القراءات توصلت إلى نتيجة مفادها أن المجتمع السعودي يعاني من خلل عميق نتج عن الكبت الذي يمارس على أفراده .. فتاتي القصص والروايات كانفجار مضاد لهذا الكبت وتعبر عن مشاعر الكاتب/ة والذي يمثل شريحة من ذلك المجتمع وبالتالي يعكس أفكارها وأحلامها واحباطاتها ورغباتها ... وكل ما يمور داخل دهاليز النفوس البشرية لإفراده ذكوراً وإناثاً ..

قبل أن أقرا الأدب السعودي .. كانت فكرتي عن ذاك المجتمع مثالية ومغلفة بكثير من الرومانسية والسذاجة عن شعب ثري لا يعرف أفراده معنى كلمة الفقر والعوز .. يتمتع بفائض من الأخلاق الرفيعة والمثل القويمة والتقى والصلاح فقط لأنه يقطن ارض بُني فيها بيت الله وولد فيها رسوله ومنها خرجت دعوة الإسلام ..
أعترف الآن بقصور تفكيري وخياليته .. فكل مجتمع له حراكه الخاص الناتج من تلاقح ظروفه وإمكانياته والبيئة التي تحيط به والسياسة التي تسيره .. وأفراد هذا المجتمع يشكلّون قناعاتهم ومواقفهم ورغباتهم وفقاً لحاجاتهم الخاصة بغض النظر عن جغرافية وتاريخ المكان الذي يعيشون فيه ..

تدور أحداث رواية عبده خال الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية أو ما تعرف بجائزة "البوكر العربية" للعام 2010 في مدينة جدة .. وقد وصفها بعض النقاد بأنها رواية "ساخرة فاجعة تصور فظاعة تدمير البيئة وتدمير النفوس بالمتعة المطلقة بالسلطة والمتعة المطلقة بالثراء، وتقدم البوح الملتاع لمن أغوتهم أنوار القصر الفاحشة، فاستسلموا إلى عبودية مختارة من النوع الحديث".
كما وصفها البعض الآخر بأنها " تجميع لكثير من الشر والقبح والوجه الخفي لمدينة جدة في شخصيات الرواية "
وقد وصف الكاتب روايته بأنها " رواية سعت لتمزيق أغطية الروح»، وأضاف قائلاً «إننا نستر الجسد كي لا تظهر عوراتنا، أما الروح فخلقت لتكون طليقة، لكننا خبأنا الروح أيضا».

أثناء قراءتي للرواية كنت انتقل مع بطلها ( طارق فاضل ) بين الماضي والحاضر في قفزات مكوكية أتابع فيها بداية سقوطه وأفعاله القذرة وتقسيم مسئولية سقوطه إلى الدرك الأسفل من السوء بين رغباته المستعرة منذ الطفولة وكيان خارج ذاته المهلهلة كان يدفعه بشدة نحو ارتكاب الخطايا ..
الرواية بمقاييسي كقارئة عادية .. جيدة .. برغم احتوائها على مزيج متضخم من الموبقات والشرور وتكريسها لفكرة سطوة المال والنفوذ على كل ما عداهما من قيم .. ومقدرة من يمتلكهما على تقرير مصير وأقدار البشر … قرأتها وأنا أتطلع إلى نهاية معتادة ينتصر فيها الخير على الشر .. فإذا بها تتركني معلقة في نهاية شبه مفتوحة ..

جمل قيلت على لسان ( طارق فاضل ) الشخصية الرئيسية في رواية ( ترمي بشرر ).. وجدت في بعضها حكمة ..

" خسئت روحي .. فانزلقت للإجرام بخطى واثقة "

" كل كائن يتخفى بقذارته ويخرج منها مشيراً لقذارة الآخرين "

" تمنحك الحياة سرها متأخراً حين لا تكون قادراً على العودة إلى الخلف ومسح كل الأخطاء التي اقترفتها ، وحين ترغب في تمرير سرها لمن يصغرك لا يستجيب لك كونه لا زال غراً بما تمنحه الحياة من تدفق في أوردته "

" لا شئ يسقط للأعلى .. الأعلى نقطة خارج الامتحان "

" نحن نتلوث كلما أوغلنا في الحياة .. في كل خطوة نقطعها تتمرغ أرواحنا بدناسة الأرض .. هذه الأرض المعجونة بوحل الرغبات لا تسلمنا لنهاية الطريق إلا كومة زبالة نتنة .. تسكننا أرواح من حولنا فنكون لها وحلاً أو تربة "

" تعلمت متأخراً أن الحرية تكتسب وجودها حينما يكون هناك حواجز وموانع . ومن غير هذه الحدود والحواجز .. لا معنى للحرية "

" للكره رائحة كما للحب رائحة .. ولكل رائحة زمن حي تلد منه وتعيش فيه .. ومع استنشاقها في زمنها الذي بزغت فيه .. تسكن في الذاكرة كالأيام "

" الإنسان يتذكر منتجاته عندما يصبح غير منتج .. وهذه هي مكاسب الماضي .. تمنحنا الزهو حين لا يقدر أي منا على مواصلة الإنتاج "

" زمن العبودية لن ينتهي .. هو زمن زئبقي يتخفى في ملابس وهيئات مختلفة "

" نهرب لدواخلنا حينما لا نقوى على مجابهة واقعنا .. نختبئ هناك حيث نستطيع احتقار من لا نحب وإذلال من يستعصى على قدرتنا الحقيقية .. في دواخلنا نسحق كل الأشياء التي تهزمنا "

" هناك حياة مستقذرة تجد نفسك مغموراً في دنسها حتى ولو نازعتك نفسك التخلص من قذارتها ستبقى راسباً بين لزبها ونتنتها "

" الماضي أشبه ببركان خامد نستوطن قمته وسفوحه بيقين جازم من تكلس حممه .. وقبل أن نطمئن في جلوسنا .. يثور فجأة فيغرقنا أو يحرقنا كما فعل بنا أول مرة "

" طال سفري ولم أصل إلى ميناء .. كل الموانئ التي أعبرها أراها من بعيد .. عندما يطول السفر تكون ذاكرتك كجزيرة مهجورة لا تعرف تفاصيل العابرين .. تعرف فقط إنها الوحيدة التي عليها أن تعيش من غير أن تموت "

المحير في أمر الرواية إن كاتبها وبعد أن سطر كلمة انتهت .. وضع فصلاً بعنوان البرزخ .. وتحت عناوين أخرى مختلفة أتى بأخبار منقولة من مقالات صحفية تدلل على حقيقية جملة من الأحداث التي ذكرها .. كما اشتملت عدة صفحات على تعريفات للشخوص النسائية التي سقطت في وحل الرذيلة و التي حفلت بها الرواية بأسماء مستعارة .. ذكر الكاتب نبذة عن صاحبة كل اسم وتاريخ ميلادها .. واسمها الحقيقي مما يوحي أيضا بوجود هذه الشخصيات على ارض الواقع .. كما وجدت أثناء بحثي عن بعض ما كُتب عن الرواية وصاحبها أن هناك شخصية حقيقية كان الكاتب قد ذكرها في روايته قررت رفع دعوى قضائية ضد الكاتب لتشابه اسمه وظروفه مع ما ذكر بالرواية ..

شعرت بالخوف لفكرة أن أحداث هذه الرواية أو حتى بعضها قد تكون حقيقية لان ذلك يؤكد وجود واقع يفوق أكثر خيالاتنا قسوة ومجوناً وجنوناً ... كما شعرت بالخوف من قدرة بعض البشر على السقوط في مستنقع الشر والتعايش مع بيئته النتنة وقدرتهم ورغبتهم في جذب الآخرين للسقوط معهم..

ترمي بشرر رواية أسرتني ... وأغرقتني في بحر من الكآبة ..
هل أنصحكم بقراءتها ؟؟ .. لا ادري ..
ربما فقط الفضوليين أمثالي الذين يرغبون في معرفة ملامح وخبايا وأسرار مجتمع آخر قد يرغبون بقراءتها ..


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم أسالك بحق كل من صام وقام في هذا الشهر الكريم أن تغفر لعبدك سيف الدين إبراهيم محمود مغفرة تمحو بها كل ذنوبه .. وان تسكنه فسيح جناتك مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقاً ...

للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

حذف للتكرار ..
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

كم سعدت وامتعت يا سناء بتداعياتك هنا تلك العفوية الصادقة والموحية... شكرآ لك على هذا البهاء.
حبي،
محمد جمال
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]
الاستاذ محمد جمال الدين ..
يؤانسني حضورك في كل الامكنة ...
وما زلت انهل من نهر الهوية دون ان ارتوي ..
لك تحيات طيبات زاكيات ..
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif] هل حقاً مرت ثلاث سنوات على رحيلك يا حبيبي ؟! ..


22 اغسطس 2007 ــــ 22 اغسطس 2010


منذا الذي قال بان توقع الموت يقلل من حدة الحزن ؟!

كيف اوهموني بان الحزن احساس نبيل ؟!

كيف استغرقتني تفاصيل الحياة التافهة وانستني ان الزمن عدو لا يرحم الغافلين ؟!

لماذا يفتح رحيل من احببناهم بعمق وتجرد ابواب اسئلة فلسفية سخيفة لم تعد تجدي ؟!

لماذا يصبح شوقنا اليهم اقوى .. واحتياجنا اليهم اقوى؟! واحساسنا بانتمائنا اليهم اقوى ؟!

ابي الحبيب ...

رحمك الله رحمة واسعة ... واسكنك فسيح جناته مع الشهداء والصديقين وحسن اولئك رفيقًاً ...

ولترجع نفسك الى خالقها راضية مرضية ... آمنة مطمئنة ...

لقد ذهبت الى جوار خير من جوارنا ... ومكان خير من مكاننا ... وصحب خير منا ...

ادعو لك بالرحمة والمفغرة بقدر ما اعطيتنا من حب ورعاية .. بقدر ما غرست فينا من قيم واخلاق ...

ادعو لك بقدر ما تركت لنا من ثروة ضخمة من الحنان والامان ...

وبقدر ما اورثتنا من العلم .. وبقدر ما اعطيتنا من الفرح وبقدر ما جنبتنا من الالم ...

اللهم فاستجب ... اللهم آميــــن ...

ابي الحبيب ...

كانت رحلة علاجك التي امتدت ما يقارب العامين .. مليئة بدروس الصبر والتحمل ...

بدات في يوم حالك ... عندما رمقنا الطبيب بنظرات قاسية .. متهمة ... مستنكرة ...

واتت كلماته كماء النار عندما يسكب على جرح عار ..

"جيتوا متاخرين ... المرض دة بدا قبل ستة شهور وانتشر ..كنتوا وين .. وليه ما جبتوهو من اول يوم ؟"

وكانت اجابتنا العاجزة ..

" لانو ما اشتكى قبل الليلة يا دكتور "

كنت تحمل ألمك بجوار الاربع وثمانون عاما دون أنّة شكوى .. او لمحة قنوط .. كان صبرك يدهشنا ... وصرنا نحن الاصحاء نستمد منك الصمود ...
نتهاوى من الداخل .. ونطلي قشرتنا الخارجية بالتماسك كل يوم ...كنت تنتقل بين شتى انواع المعالجات بتفاؤل غريب ...
صمدت في وجه الذرة القبيحة والكيماوي المؤلم ... بعد ان رفض الاطباء اي محاولة تدخل جراحي ..

كنت تصر على قراءة الصحف .. وسماع الاخبار .. فادمنت انا شراء جميع انواع ومقاسات اجهزة المذياع ...
كنت تصر على ارتداء الساعات وحساب الوقت ... هل كنت تحسب ما تبقى لك من ايام بيننا؟! ...هل كنت تتعجل الرحيل ؟! ..

رحمك الله يا ابي بعدد شعر راس بناتك السبع وولدك الوحيد ...

رحمك الله وغفر لك ... وسترك في الآخرة كما سترك في الدنيا ...

اللهم فاستجب ... اللهم آميـــن ...
منذ ان سكنتني الغربة وانا اتوجس من هاتف الفجر ... اخافه ... فهو ابدا لا ينبئ بخير ...

كنت امارس طقوس الاستعداد ليوم عمل جديد ... فبدا نهاري بطوفان من الوجع لا يمكن وصفه ...

كم يختلف احساسنا بالفجيعة عندما تاتينا ونحن نعاني من غربة الروح والجسد ...

بعيدا عن الاهل والاصدقاء ... بعيدا عن كل ما الفناه والفنا ...

تتضخم المشاعر وتملا الجوف حد الاختناق ... تاتيك لحظة تبحث فيها عن الهواء فلا تجده ...

لا يبقى لك الا طعم الملح المر .. وسيل من الامنيات الكسيرة ...واسئلة تظل بلا اجابات ما حيينا ...

وتصبح تعابير ( ماذا لو ) و( ياريت ) كالناقوس يدق في الراس بلا توقف ...

ثم احاول ان اطرد الشيطان الذي يوسوس لي حتى امعن في الابتعاد عن الصبر واغرق في محيط القنوط ...
بكيت طويلا في حضن صديقتي الحبيبة التي نتشارك انا وهي السكن وهموم الغربة ...

كانت تواسيني وتحاول ان تتظاهر بالجلد ... ثم تنهار هي ايضا تحت وطاة ذكرى العجوز الحنين الذي غادرنا دون ان نودعه ..

كنت اتمنى ان احظى بنظرة خاطفة لوجهه الصبور قبل ان يضمه التراب ..

كنت اتمنى لو اتيحت لي فرصة لقاء اخير اطلب فيه عفوه ورضاه ...

كنت اتمنى لو لم اقرر في يوم من الايام ان اهجر حضنه واختار غربة قبيحة لم اجن منها سوى الحسرة ...

استغفرك اللهم العظيم ربي واتوب اليك من كل ذنب ومن كل خطيئة ...

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين ...

اللهم اغفر لوالدي عبدك عمر ابن عبدك بابكر ابن امتك عائشة مغفرة ليس بعدها حساب ...
وارحمه رحمة ليس بعدها عقاب ...

اللهم آميـــن ...
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
ايمان شقاق
مشاركات: 1027
اشترك في: الأحد مايو 08, 2005 8:09 pm

تعازي

مشاركة بواسطة ايمان شقاق »

العزيزة سناء،
تقبلي تعازي الحارة، والله يصبركم.
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

العزيزة ايمان شقاق ..

قال الصادق الرضّي

الحزن لا يتخير الدمع ثيابا

كى يسمى بالقواميس بكاء

هو شىء يتعرى من فتات الروح

يعبر من نوافير الدم الكبرى

ويخرج من حدود المادة السوداء

هو شىءٌ ليس يفنى فى محيط اللون

أو يبدو هلاماً فى مساحات العدم

الحُزن فينا كائنٌ

يمشى على ساقين

دائرة’’ تطّوف فى فراغ الكون

تمحو من شعاع الصمت

ذاكرة السكون المطمئنه


وهكذا هو حزني على ابي الحبيب .. دائم مقيم .. يغلبني بالدمع والبكاء ..فاغلبه بالصبر وبالدعاء ..
حضورك هنا بلسم ..
تحياتي ومودتي ...

للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
عادل عثمان
مشاركات: 845
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:14 pm
مكان: المملكة المتحدة
اتصال:

مشاركة بواسطة عادل عثمان »

الاستاذة سناء جعفر
رحم الله والدك.

وجدت هذه الجملة من مرثيتك طريفة

رحمك الله يا ابي بعدد شعر راس بناتك السبع وولدك الوحيد ...



لا بد ان شعركم غزيز غزير لاستمطار الرحمات.

فتذكرت مرثية محمد الامين الشهيرة التي جاء فيها

غني وشكري يا ام قرقدن حسو

كناية عن حث خادمات هذا البيت على التمنيح والتمديح وتحرير البكاء
There are no people who are quite so vulgar as the over-refined.
Mark Twain
عادل عثمان
مشاركات: 845
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:14 pm
مكان: المملكة المتحدة
اتصال:

مشاركة بواسطة عادل عثمان »

يمكنك الاستماع لمرثية محمد الامين هنا

https://www.sudanelite.com/voices.php?action=show&id=247
There are no people who are quite so vulgar as the over-refined.
Mark Twain
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

صفوة الحرامية

مشاركة بواسطة حسن موسى »

سلام يا سناء
تعازينا و تضامننا معك على فقدكم الكبير.
سلام عادل
هل "عيال ابجويلي " التي يتغنى بها محمد الامين مرثية أم هي تدخل في باب شعر الفخر؟
و غير ذلك سؤال جانبي لا علاقة له بالموضوع[ عفوك يا سناء] إنت غنا محمد الامين الفي موقع نخبة السودان دا ، الناس ديل دافعين فيه حقوق نشر للمؤلفين و لا ضابحينو "كيري" ساكت؟عشان لو كانوا دافعين لمحمد الامين حقوقه لازم الكلام دا يتعمم عشان كل اصحاب المواقع الإسفيرية يردوا للناس حقوقهم و هذا اضعف تعبير ممكن عن فيض الإعزاز الذي ندين به للمبدعين السودانيين. المبدعون السودانيون أناس من لحم و دم و هم يأكلون الطعام و يمشون في الاسواق و يمرضون و يتعالجون و يدفعون نفقات تعليم و سكن و مواصلات لذويهم إلخ ، و دا كلو بالشي الفلاني، و لو الناس بقوا ياكلو من الغذاء الروحي البيقدموه الفنانين بدون مقابل مادي فدا ظلم كبير في حق المبدعين.
غريبة في نفس الموقع بتاع الصفوة السودانية ناشرين قصيدة عنوانها " الشايقي و الحرامي" و فيها شاعر شايقي يهجو لص هجاءا مقذعا ارجو أن يسمعه كل من ينتفع بنتاج المبدعين بدون وجه حق
شوف الرابط:https://www.sudanelite.com/voices.php?action=show&id=313
عادل عثمان
مشاركات: 845
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:14 pm
مكان: المملكة المتحدة
اتصال:

مشاركة بواسطة عادل عثمان »

الاستاذ حسن موسى
سلامات
لا اعلم إن كانت (عيال ابجويلي) مرثية او نظمآ للفخر. كنت اظنها مرثية. وجدتها في موقع النخبة السودانية عندما بحثت عنها في الانترنيت. وهذه أول مرّة يقع نظري على هذا الموقع. ما يهم في مداخلتي اعلاه هو بيت الشعر ( غنى وشكرى يا ام قرقدن حسو) عهد الرق في السودان، وقيام المسترقات بالتمنيح والتمديح ، في مقابلة المقتطف من مرثية الاستاذة سناء جعفر الخاص باستمطار الرحمات بعدد شعر رؤوس ذوي المرحوم.

أما كلامك عن حقوق الملكية الفكرية فأوافقك عليه. على المواقع الالكترونية مراعاة هذه الحقوق. على أن هذا لا يمنعني كفرد من استخدام المواد المرئية والمسموعة على الانترنيت للاستماع او المشاركة بها في انشطة غير تجارية كالمشاركة بها في موقع سودان للجميع أو غيره. هل أكون (منتفعآ بها من غير وجه حق) كما اشرت؟




There are no people who are quite so vulgar as the over-refined.
Mark Twain
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

الاستاذ عادل عثمان ..
الاستاذ حسن موسى ..
مواساة الاخرين تضمد جراح الاحزان .. فشكراً لكم ...

واصلوا النقاش .. دي ثرثرة حميمة .. يعني قابلة لاستيعاب اي كلام ...

تحيات طيبات زاكيات ...




ـــــــــــــــــــــــــــــــ
إلهي .. مقبلة علينا ايام العتق من النار .. اللهم فاعتق رقاب كل موتانا من النار وادخلهم الجنة برحمتك يا ارحم الراحمين ...


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

شكرا لكما

مشاركة بواسطة حسن موسى »

شكرا يا سناء على دعوتك الكريمة لمواصلة الـ " ثرثرة" رغم الأحزان و شكرا يا عادل على الإيضاح، و اعتراضي لا يتعلق بإيرادك لرابط المادة في موقع النخبة السودانية لكني أردت الإشارة لموقف " النخبة " الأسافيرية من مسألة حقوق المؤلفين، و هي في ظني مسألة تستحق ان نتضامن عليها على طور السنين حتى يتنبه أهل " النخبة" السودانية لجسامة التبعة المترتبة على قضية الحقوق.و سأحاول العودة لهذا الامر في خيط مستقل إن شاء الله.
مودتي
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

هل يصلح العطار ما أفسده الدهر ؟!

منذ أن وعينا معنى الأمثال ونحن نسمع عن عجز العطار أمام سطوة الدهر .. وانه لا يستطيع بكل ما يملك من معرفة وخبرة أن يحارب أو يمحو آثار زحف أقدام الزمن عن الوجوه والأجساد .. وانه هو صاحب الكلمة الأخيرة في مظهر كافة الكائنات ..
لكن يبدو أن هذه المقولة لم تعد ذات مصداقية في زمننا هذا .. زمن ( البوتكس ) و ( الكولاجين ) وعمليات التجميل الجراحية والبلاستيكية التي تقضي على التجاعيد .. وتملا الفجوات .. وتشد الترهلات .. تشفط وتعبئ .. تزرع وتقلع .. وبالتالي تصلح ما أفسده الدهر باكاسير شباب صناعية وفعالة على أيدي عطّاري عصرنا الذين يمارسون عملهم في عيادات فخمة وبمقابل مادي لا يستطيع أن يتحمله إلا أصحاب الثروات ..

في الماضي .. كانت الأعمار ترتسم على ملامح الكل دون تمييز .. وكانت التجاعيد تغزو أجساد الكل دون تمييز .. في الماضي كان للزمن سطوته وقوته وتصاريفه في أشكال وأفعال البشر .. وكان النساء والرجال يغيرون عاداتهم وأساليبهم وطريقة ملبسهم وفقاً لمعايير المراحل العمرية التي يمرون بها ..

اذكر تماماً تدرج أمي في مظهرها على مرّ السنوات من امرأة تضج بالحياة وتعشق كل ما هو جميل ومميز من زينة وملبس وطيب .. إلى امرأة معتدلة لم تعد هذه الأشياء ذات أولوية بالنسبة لها ثم إلى زاهدة تكتفي بأقل القليل .. كنت ارقب غزوات الزمن على هيئتها .. وبصماته التي يتركها في بياض شعرها واختفاء مرونة جلدها ... الآن وهي في منتصف العقد السابع من عمرها .. مليئة بالتجاعيد .. وبالرضا عن حياة عاشتها وأبناء أنجبتهم وأحفاد يحيطون بها ويملئونها بالكثير من السعادة والدفء .. لم يعد لديها ما ترجوه غير رضا الرب ومجافاة المرض وحسن الخاتمة ( أمد الله في عمرها ومنحها الصحة والبسها ثوب العافية ) ..

لذلك تصيبني الدهشة عندما تطالعني أخبار المتمسكين بأهداب الشباب .. والمتمسكات .. مصارعي آثار الزمن .. والمصارعات .. أرى نجمات سينما يفوقونني عمراً بعقود .. يظهرن بوجوه ساطعة لامعة خالية من التجاعيد وآثار الزمن فأثور على مرآتي التي تفاجئني بظهور خطوط جديدة كلما نظرت إليها .. فاسألها عن أولئك النساء القابعات خارج نطاق تأثير الزمن .. فتجيبني هازئة بأنهن يملكن السلاح الذي يستطعن به محاربة الزمن .. يملكن المال الوفير الذي يجعلهن قادرات على إجراء عمليات يحاربن بها غزو الخطوط ومحو التجاعيد مما جعلهن يمتلكن وجوه فتية في أجساد نخرة ..

إذن يستطيع العطار فعلاً أن يصلح ما أفسده الدهر .. والأدلة كثيرة .. ففي الغرب توجد إليزابيث تايلور ذات الـ ( 78 ) خريفاً والتي تكبر أمي بعدة سنوات ما زالت تتمتع بجمال فريد .. وبشرة مشدودة لامعة .. وخصلات شعر ثائرة .. إنها تحارب سطوة الزمن بكل ما تملك من قوة وإمكانيات بل وتعتزم الزواج للمرة التاسعة من رجل يصغرها بـ ( 29 ) عاماً .. الزوج المنتظر الذي يمتهن إدارة أعمال الفنانين يبدو سعيدا ومتطلعاً للزواج بأسطورة هوليوود .. مما يدفعنا للتساؤل هل هو زواج حب أم مصلحة ؟! .. وماذا يتوقع رجل في ريعان الشباب من زوجة في نهايات الخريف ؟! .. وهي ما الذي يدفعها للزواج في هذه السن المتقدمة ؟! .. وماذا تستطيع أن تقدم لزوجها ؟! .. وان أصلح عطاروها ما أفسده الدهر في شكلها الخارجي .. هل يستطيعون أن يصلحوا ( مكانيزم ) جسدها الداخلي .. هل توصلوا إلى مصل يستطيع أن يشد ترهل العضلات ويجدد شباب الشرايين والعروق ويمسد تجاعيد الرغبات والمشاعر ؟! .. ربما .. فكل شئ أصبح ممكناً في هذا الزمان الغريب !! ..

في عالمنا العربي نجد اللبنانية صباح ..الشحرورة التسعينية التي ظلت تؤكد لفترة طويلة أنها لم تخضع لأي عملية تجميل .. وان أمواج شعرها الغجري طبيعية .. ما زالت تحارب سطوة الزمن بضراوة تحسد عليها .. وما زالت تستمد أكسير الحياة والشباب من أزواجها المتعددين الذين تختارهم اصغر عمراً كلما كبرت .. ويكاد بعضهم أن يكون بسن أحفادها .. يا ترى هل تمنحها هذه الزيجات القدرة على الصمود في حربها الضروس ؟! ..وهل هي سعيدة بانتصار عطاريها على آثار الزمن ؟! والى متى سيصمد جلدها أمام عمليات الشد المتتالية التي منحتها وجه صبية في العشرينات لم يبدأ الزمن بعد برسم خطوطه فيه ؟! ..

سالت نفسي .. هل ارغب بان أصبح مثلهن .. لامعة .. مصقولة .. خالية من آثار الزمن ؟! .. وان امتلكت يوماً السلاح الفعال لمواجهة الزمن هل سأستخدمه وادفع للعطارين كي ( يملسّوا ) تجاعيدي ويشفطوا دهوني .. ويعيدوا زرع خصلات شعري المتساقطة ؟! .. هل ارغب بالتخلص من علامات تجاربي الإنسانية والتحول إلى دمية بتعابير مصطنعة جامدة لا حياة فيها ؟! ..

لا أظن .. فكل خط في جبيني وتحت عيني وفي أطراف شفتي يمثل ألاف لحظات الحزن والفرح التي مررت بها في رحلة حياتي .. ما أبدو عليه الآن هو حصاد معايشتي للكثير من الأحداث .. ما أبدو عليه الآن هو هويتي .. ما أبدو عليه الآن هو أنا ..

أيها الزمن .. يسرني ويشرفني أن احتفظ بآثارك على هيئتي .. واشعر بامتنان كونك منحتني متعة التعايش والتفاعل مع كل ما حدث حولي ..
لن أخفيك سراً ... أحياناً اغتاظ من سرعة إيقاعك .. ومن كثرة علاماتك .. ومن السنوات التي تضيفها إلى عمري دون أن أنجز فيها شيئاً ...
لكن إجمالاً أتقبل هباتك بكل تقدير .. ولا انوي الاستعانة بالعطارين كي أصلح ما تفسده أنت ..

للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]خطرفة ما بعد الصيام .. كلام ساكت

الشـغــب اللهــجــوي ووعثــاء الكتابــة



قال الأديب والمؤرخ اللبناني جورجي زيدان :
" اللغة كائن حي نامٍ .. خاضع لناموس الارتقاء .. أو لنواميس الحياة من نمو وهرم "

اللغة .. ذلك الكائن الخرافي الذي يمتلك الآف الألسنة واللهجات واللكنات .. ذلك الكائن المتغير المتحول المتحور الذي يدفعنا تعدد وجوهه وتنوعها إلى التساؤل .. لماذا تختلف لغات البشر من مكان لآخر .. ومن زمان لآخر ؟! ..

يقال انه بعد طوفان سيدنا نوح عليه السلام وبدء الحياة في العالم الوليد كان كل البشر يتخاطبون بلغة واحدة هي اللغة البابلية .. حتى أتى زمن سيدنا إبراهيم ( عليه السلام ) ... وبعد أن بدأ في نشر دعوة التوحيد تمت مواجهة بينه وبين النمرود الذي ادعى الإلوهية ورفض الإيمان بوجود اله واحد للكون .. وإمعاناً في رفضه لتلك الدعوة قرر أن يبني معراجاً إلى السماء كي يرى الإله الذي يدعي إبراهيم وجوده .. وتم بناء المعراج .. وجُمع كل الخلق لرؤيته في رحلة صعوده .. لكن عقاب الحق سبحانه وتعالى أتى عاجلاً فخرّ السقف عليه وعلى قومه .. ونتج من السقوط خوف وذهول شديدين أدى إلى بلبلة السنة الناس فاختلفت وأصبحت كل مجموعة منهم تتكلم بلغة لا يفهمها الآخرين .. وبعد ذلك هاجرت المجموعات إلى بلدان مختلفة وهي تحمل لغتها الجديدة معها ونشرتها في مكان استقرارها .. وهذه القصة لا نستطيع الجزم بصحتها .. ويمكن اعتبارها من ضمن الأساطير التي استند عليها البعض لإيجاد أسباب اختلاف السنة الناس ولهجاتهم .. خصوصاً إذا ما تأملنا قول الحق سبحانه وتعالى :
وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ
لأنه يدل على أن الكائنات كانت مختلفة الألسنة منذ بدء الخليقة ( هذا والله أعلم ) ...

ثم بدأت كل لغة في تغذية كيانها بما تحتاجه من مستجدات كي تواكب تطورات الحياة من حولها .. فكانت الكلمات تولد .. تنمو .. تهرم .. ثم تندثر .. لتعقبها أخرى تمر بنفس دورة الوجود والانقراض تبعاً للاحتياجات .. وبرغم أن لغتنا العربية من اللغات المحفوظة خصوصاً بعد ظهور الإسلام ونزول القرآن .. إلا أنها في الجاهلية كانت تختلف كثيراً عن اللغة المستخدمة حالياً فالكلمات والعبارات والجمل التي كانت متداولة في أبواب الغزل والهجاء والثناء والرثاء والاستجداء في الزمن الماضي لم تعد تستخدم في زماننا هذا .. ربما لصعوبتها .. أو غموضها .. أو تعقيدها .. ودوننا هذه الأبيات من معلقة طرفة بن العبد التي كانت معلقة على الكعبة:
تربعت القفين في الشول ترتعي ... حـدائق مـولي الأسـرة أغـيـد
كأن علـوب النسع في دأيـاتها ... موارد من خلقاء في ظهر قردد

بالطبع لا استطيع شرح ما ورد في هذين البيتين إلا إذا استعنت بمعجم متخصص في توضيح معاني الكلمات الغامضة بالنسبة للكثيرين منا في الزمن الحالي برغم انها كانت بليغة وسهلة في زمن قائلها ..

في بلد شاسع المساحة متعدد الأعراق والاثنيات كالسودان .. تعتبر اللغة العربية هي اللغة الأم بالنسبة لعدد مقدّر من قاطنيه .. مع تنوع اللهجات حسب المحيط الجغرافي لكل إقليم .. وتعدد اللكنات داخل كل منطقة حسب الانتماء القبلي في البيئة التي تضم عدة مجموعات تختلف طريقة نطقها للكلمات .. وضمن محيط معين تصبح اللهجة واللكنة الطاغية هي التي تتخاطب بها الأغلبية .. لكن أحياناً ولأسباب متعددة تنمو لغة خاصة بأقلية وتنشر عباراتها حتى تصبح جزءاً أساسياً من لغة الأغلبية .. وبرغم غرابة تعابير الأقلية .. إلا أنها تقابل بترحاب ويتم احتضانها بوصفها تطور طبيعي للغة لابد من قبوله والتعامل معه .. ومن الملاحظ أن اللغة في السودان تتغير بين فترة وأخرى .. تدخل إليها مصطلحات جديدة تجاور القديمة وقد تزيحها لتجلس مكانها .. ويلاحظ أيضاً أن اللغة لدينا تتميز بالطبقية وتتشكل مصطلحاتها حسب الشريحة التي تتداولها .. ويمكن تبيان هذا الأمر إذا ما قمنا بطرح موضوع واحد على ثلاث مجموعات يضمها نفس الحيز المكاني والزماني مع اختلاف درجات التعليم والثقافة والبيئة .. وطلبنا من كل مجموعة صياغة الموضوع حسب وجهة نظرها وباللغة السائدة في وسطها .. سنلاحظ الاختلاف البائن في اختيار الكلمات واستخدام التعابير وكمثال لذلك إذا طلبنا من كل شريحة إعادة صياغة المقطع التالي كل حسب تعابيره المتداولة ..

" بالأمس وأثناء اجتماع بين ممثلي كل من الحكومة والمعارضة ، نشب نزاع بين الطرفين حول بعض القضايا الملحة مثل ارتفاع أسعار المواد الغذائية .. وتحدث ممثل الحكومة بحدة رافضاً تدخل ممثلي المعارضة في طريقة إدارة حكومته لبعض الملفات متهماً إياهم بالتطرف في أسلوب معالجة القضايا.. بينما اتهم ممثل المعارضة الحكومة بأنها تماطل في حل المشكلة وتكذب بشان المبالغ المخصصة لدعم الفقراء بالدولة .. وتطور النزاع إلى عراك مما أدى لحضور قوات الشرطة التي اقتادت بعض الحضور واودعتهم السجن لحين محاكمتهم "

ستكون صياغة الشريحة المثقفة كالتالي :
" عُقد بالأمس لقاء تشاوري بين ممثلي الحكومة وبعض أعضاء الحزب المعارض الذي ينافح للحصول على حقوق ومكتسبات الشعب .. وكانت أجندة الاجتماع تتضمن مناقشة بعض الأمور الحيوية التي تمس هموم المواطنين وأهمها الغلاء الفاحش الذي استشرى في أسعار المواد الغذائية .. وقد حدثت مشادة بين الطرفين بسبب اتهام ممثل المعارضة لممثل الحكومة بالبيروقراطية والتعنت بينما رفض ممثل الحكومة تدخل المعارضة في الايدلوجية الحكومية واتهم المعارضة بالراديكالية والغوغائية في التعامل مع الامر .. وقد تطور العنف اللفظي إلى تشابك بالأيدي مما أدى لتدخل قوات الأمن التي اقتادت مناضلي المعارضة إلى السجن تمهيداً لمحاكمتهم "

وقد يعبر الشخص العادي عن ما حدث كالآتي :
أمبارح في اجتماع ناس الحكومة والمعارضة حصلت شكله كبيرة .. العالم ديل قالو اجتمعوا عشان يناقشو موضوع الغلاء .. بعد شوية العجاجة قامت واتضاربو لأنه الزول بتاع الحكومة أبى يخلي بتاع المعارضة يقول رائيه وقال ليه ما تتدخل في الحاجات الزي دي .. وبتاع المعارضة قال الحكومة بتماطل في حل المشكلة .. وجا البوليس ورفع جماعة المعارضة ووداهم السجن وقالو حيحاكموهم ..

أما الشخص شبه معدوم الثقافة فقد يعبر عن الخبر كالآتي :
أمبارح ناس الحكومة والمعارضة كانت عندهم لمة كاربة وكابين حنك سنين لبعض عشان العضة* حصل ليها زيادة حمور* .. زول الحكومة كان سعران* لأنه بتاع المعارضة قال ليه أنت زول بتاع جلكسات* ساكت .. وبتاع المعارضة كان زعلان لانو زول الحكومة عمل الفاتح النقر* لكلامه .. وبعد شوية حصلت الصراخات* ووقع الرج* بين الاتنين .. وشوية كدة وجا الجمتي* طاير خم ناس المعارضة وترباس* طوالي ..

* الترجمة على الشريط ..
العضة : الاكل .. زيادة حمور : زيادة الاسعار .. سعران : أعصابه مشدودة ...جلكسات : كضب ... الفاتح النقر : التجاهل ... الصراخات : نقاش حاد ...
الرج : الضرب .. الجمتي : البوليس .. ترباس : السجن ...

قد تكون لغة الشخص العادي هي الأقرب إلى الفهم لأنها لم تستخدم لغة الصفوة التي تبدو معقدة بالنسبة للبعض .. بينما تبدو لغة عديمي الثقافة والتي تعرف بلغة ( الرندوك ) أشبه ما تكون بأحجية لمن لا يفهم المصطلحات الخاصة بهذه الفئة وهي في ذلك تتشابه مع كلمات معلقة طرفة بن العبد في الغموض وغرابة الكلمات بالنسبة لقارئ هذا الزمن مع اختلاف المعنى والمبنى .. ونجد أن لغة أبناء قاع المدينة قد تسللت إلى الشارع السوداني خلال العقود المنصرمة وباتت إحدى العقد الرئيسية في نسيج بساط لغة التخاطب بين جميع الفئات بغض النظر عن انتماءاتهم ومستوياتهم التعليمية والثقافية والمادية والاجتماعية والاقتصادية .. وهي نوع من الشغب اللهجوي الذي نتج عن تسلل لغة الأقلية الى لغة الأغلبية .. مما يجعلنا في حاجة ماسة إلى معجم سوداني جديد لتسجيل تطور دلالات الألفاظ عبر التحديث المستمر لكل المصطلحات الوافدة التي تدور في إطار الثمانية وعشرون حرفاً التي تتكون منها حروف الأبجدية لكنها تشاغبها باستحداث كلمات وتعابير لم تكن ضمن اللغة المعروفة .. وبالرغم من أن كتاب العامية السودانية للراحل بروفسير عون الشريف قاسم قد غطى جزء كبير من المصطلحات العامية التي يعج بها القاموس اللغوي في المجتمع السوداني خلال الحقب السابقة .. إلا أننا نحتاج إلى إضافات وتحديث مستمر للكلمات والمصطلحات التي تغزونا بعنف وتتكاثر بغزارة .. وأصبح لها سطوة على الكلمات القديمة حتى بتنا نخاف أن يأتي يوم يطغى فيه الشغب اللهجوي على لغتنا ويمحي العديد من كلماتها من الوجود ..

من الواضح أن ماعون اللغة يتسع ليشمل مختلف طرق التعبير عن النفس نطقاً وتدويناً .. فنجد أن بعض الكُتّاب وفي محاولة لتجنب وعثاء الكتابة يلجأ إلى أسلوب السهل الممتنع الخالي من ( الكلاكيع ) اللغوية التي قد تؤدي إلى سوء هضم فكري لدى الأغلبية التي تتعامل مع القراءة كوسيلة تسلية وترفيه يجب أن تتميز بالبساطة وتخلو من الغموض والتعقيد .. بينما يتفنن البعض الآخر في استخدام الكلمات والتعابير غير الدارجة سعياً وراء التميز ومخالفة للنمطية .. فيجنح إلى المبالغة والتطرف في التعامل مع اللغة حتى تصبح كتاباته اقرب إلى الألغاز بالنسبة للعامة .. وما بين السلاسة والجنوح توجد منطقة يكثر فيها مدمني التعابير ( المسهوكة ) التي بهتت معانيها من كثرة الاستخدام المتكرر .. هذه الفئة ركنت إلى أمان المصطلحات الجاهزة المتلازمة المتوقعة .. ولم تجتهد في ابتكار لغتها الخاصة التي تميزها ...

نسال الله أن يعيننا على مواجهة الشغب اللهجوي وان يجنبنا وعثاء الكتابة الذي قد يؤدي إلى سوء المنقلب .. وكآبة المنظر ..
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]أحــلامــنــا

* الحلم حارس النوم ( سيجموند فرويد )

* الحلم عبارة عن باب خفيّ صغير لمأوى خفيّ تعتكف فيه الروح (كارل جانك - أخصائي أحلام )

ما إن يجن الليل .. واضع راسي على وسادتي واستسلم لسلطان النوم .. حتى يبدأ عقلي بممارسة هوايته العتيدة في إنتاج كمية من المشاهد والمناظر والأحداث التي تفتح باباً سحرياً يخرجني من حيز دماغي الضيق إلى عوالم رحبة .. مدهشة .. ناعمة أحياناً .. وخشنة في أحايين أخرى كثيرة .. عوالم أرى فيها نفسي أطير بدون أجنحة .. أصادق الوحوش .. أتكلم بلغة الطير والنمل .. وأتسامر مع أبي وجدتي ( رحمهما الله ) والكثير من احبتي الراحلين الذين يأتونني بنفس هيئتهم التي رايتهم عليها في حياتهم .. ففي أحلامي كل الأمنيات مجابة .. كل الرغبات محققة .. كل شيء يمكن أن يحدث .. ولا مكان للمستحيل ..

أحياناً تأتيني أحلامي مضيئة ومحتشدة بالألوان يتجاور فيها الأحمر القاني مع الأصفر الفاقع .. ويترافق الأبيض الناصع مع الأسود الداكن .. ويزهو الأخضر بتدريجاته من صفرة الليمون حتى عمق العشب الندي .. فاستيقظ منها منشرحة وخفيفة كالريشة .. وأحياناً تأتيني شاحبة وكئيبة مصبوغة بلون الحزن ومحملة بكل مخاوفي المدفونة عميقاً في قاع روحي .. تمور بالوساوس والهواجس .. تخنقني وتكتم أنفاسي ... فاستيقظ منها بعد عناء .. بجسد واهن خائر وأفكار مرتعشة..

أحياناً وبعد أن استيقظ .. أتذكر أحلامي بوضوح وتمر أمام عيني كأنها أحداث فلم شاهدته بكل تفاصيله الصغيرة والكبيرة .. وأحياناً استيقظ وأنا أدرك بأنني قد عشت حلماً طويلاً لكنه انمحى من ذاكرتي بلا أدنى اثر ..

أحياناً تأتيني أحلامي واضحة لا لبس فيها ولا غموض .. وأحياناً تأتيني مكتظة بالرموز .. مليئة بالألغاز .. فاستيقظ منها مغتاظة لجهلي بمعانيها و دلالاتها ..
أحياناً تأتيني أحلامي متفردة ومختلفة وغريبة .. وأحياناً تتكرر بنفس النسق فتصيبني بالحيرة .. هذه الحيرة هي التي دفعتني للبحث عن تفسير للمؤامرات التي يحيكها دماغي كل ليلة .. فاكتشفت أن عالم الأحلام يجد اهتماماً واسعاً لدى شريحة كبيرة من العلماء الذين عكفوا على دراستها منذ زمن بعيد في محاولة لإيجاد أسبابها وتفسيراتها .. وقد قاموا بوضع العديد من النظريات التي قسمت مسببات الأحلام إلى نوعين .. أسباب فيزولوجية متعلقة بأعضاء الإنسان .. والأخرى مردها نفسي ومتعلق بالدوافع والرغبات .. فالحلم نشاط فكري يحدث استجابة لدافع خارجي .. أو قد يكون استحضار لذكريات سابقة حدثت حقيقة لكنها تأتي في الحلم مخلوطة بكم هائل من الخيال ..

العالم النفسي فرويد الذي ينتمي إلى المعسكر الفيزولوجي افرد للأحلام مساحة واسعة من اهتمامه ودراساته .. وكان أول من وجه الانتباه إلى وظيفة الحلم كوسيلة للتعبير عن الرغبات المكبوتة لدى الفرد ولا يستطيع التعبير عنها ضمن المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه .. فتخرج هذه الرغبات في شكل أحلام ينتجها لاوعيه ..
في بداية السبعينات ظهرت نظرية جديدة استندت على أبحاث قام بها بعض العلماء للكشف عن ما يجرى في الدماغ اثناء النوم .. وقد أكدت هذه النظرية أن الأحلام هي ببساطه نتيجة نبضات كهربائيه عشوائيه في الدماغ تستقطب صوراً من آثار الخبرات المخزنة في الذاكرة .. وتحاول أذهاننا الواعية البحث عن تفسير لتلك الصور العشوائية بترتيبها كي يجد الدماغ معنى لما اختبره وبذلك تتشكل الأحلام .. وبرغم أن هذه النظرية قد أحدثت خلافاً كبيراً بين الباحثين في مجال الأحلام .. إلا أنها مازالت إحدى ابرز النظريات التي توضح الكيفية التي تتم بها الأحلام ..

* متى تحـدث الأحـلام ؟!
من المعروف أن مراحل النوم خمس .. تبدأ من النعاس .. وتمر بالوسن وهما مرحلتا النوم الخفيف ثم تليهما مرحلتي النوم العميق وهما الثالثة والرابعة .. وفي هاتين المرحلتين يتباطأ نشاط الدماغ بالتدريج حيث تكون موجاته في أبطأ حالاتها .. وبعد نحو تسعين دقيقة من النوم نبدأ المرحلة الخامسة وفيها يتزايد نشاط دماغنا الى مستوى اليقظة .. ورغم أن الأبحاث بينت أن معظم الأحلام تحدث في المرحلة الخامسة فإن الانسان يمكن ان يحلم في أية مرحلة من مراحل النوم .. إلا أن هذه الاحلام لاتكون بالتركيز الذي تكون عليه في المرحلة الخامسة .. والمرور بجميع مراحل النوم يعرف بدورة نوم كاملة ..وخلال نوم الإنسان الطبيعي (6-8 ساعات) يمر الإنسان بحوالي ( 4-6 ) دورات نوم ...

* لماذا يصعب علينا أحياناً تذكر أحلامنا ؟!
يقول فرويد في نظريته إننا ننسى أحلامنا لأنها تتضمن أفكارنا ورغباتنا المكبوته التي لا نرغب في تذكرها .. بينما يؤكد باحثون آخرون أن نسياننا يرجع إلى انشغالنا بأمورنا الحياتية التي نعتبرها أكثر أهمية من أحلامنا ، إضافة إلى ذلك في الأحلام تكون العديد من الصور والمشاهد غامضة ومتغيرة لذلك يسهل نسيانها ...
أما أقوى هذه النظريات فتقول أننا نتعلم ونتذكر عادة من خلال الربط بين الاشياء والتكرار وبما أن الاحلام غالبا ماتكون فريدة من نوعها بحيث يصعب ربطها بتجاربنا وغير واضحه فمن المنطقي أن يكون تذكرها صعبا ..

* هل يمكننا التحكم بأحلامنا ؟!
أشارت الأبحاث إلى إمكانية التحكم بالأحلام إذا ما خضع الإنسان إلى تدريب مركز ومكثف على ذلك عن طريق تركيز الاهتمام بفكره محددة عند الذهاب الى النوم لتكون موضوعا للحلم .. والمداومة على الفكرة المحددة سوف يجعلها ترسخ في لاوعي الشخص ثم تطفو على السطح في عالم الأحلام...

* لماذا تتكرر الأحلام نفسها عند بعضنا ؟!
إذا تكرر نفس الحلم فهذا يعني أن موضوعه شيء عالق في حياتنا لم نستطع أن نتوصل إلى حل بشأنه .. نتغافل عنه في الواقع فيتسلل إلى أحلامنا ليذكرنا به ..

* لماذا تنتابنا الكوابيس ؟! ...
من منا لم يمر بتجربة الكابوس مرة على الأقل في حياته إن لم يكن أكثر ؟! في الماضي لم يتمثل أسوأ كوابيسي في نيران مشتعلة أو مطاردات مخيفة أو الظهور عارية أمام الجميع .. لكنه تمثل في ذلك الظل الأسود الذي كان يأتيني بين حين وآخر فيجثم على صدري ويطبق على أنفاسي ويلقي بثقله على أطرافي .. عندما يزورني أصبح في مكان ما بين النوم واليقظة ولا ادري إلى أيهما انتمي .. أحس بعيني مفتوحتين لكنني لا أري شيئا أمامي .. أحاول أن أحرك يدي أو قدمي ليبتعد عني فلا استطيع .. بل يبدو أن مجاهداتي تزيد الظل الأسود قوة وإصراراً .. فأتذكر وصايا أمي بقراءة آية الكرسي والمعوذتين إذا ما انتابني هذا الشعور .. فابدأ بترديد الآيات في عقلي بعد أن يرفض لساني الحركة أمثالا لأمر ذلك الظل القبيح ..

في البدء وحسب خيالات الطفولة والمراهقة المشبعة بالحكايات والأساطير .. كنت شبه مقتنعة بان ما يحدث لي هو محاولة من جني خبيث يريد أن يتلبس جسدي الفاني ليعيش فيه .. وزادت قناعتي بفكرتي عندما قرأت إحدى قصص الجيب التي كنت أهواها آنذاك بعنوان ( أسطورة الجاثوم ) التي كتبها الدكتور احمد خالد توفيق والذي اشتهر بسلسلة قصص ما وراء الطبيعة .. وقد رسخت القصة في ذهني فكرة الجني الذي يجثم على صدور البشر ليستولى على أرواحهم ...
ومع التقدم في العمر وتغير ذوقي في القراءة والتخلي عن قصص الخيال العلمي المليئة بالمبالغات .. بحثت عن أسباب تلكم الظاهرة التي كانت تؤرق نومي وتقلق صحوي .. فاكتشفت أن هناك شرح علمي لما كان يحدث لي .. وهو بعيد كل البعد عن خيالاتي وأوهامي ..

يعرف الجاثوم علمياً بشلل النوم .. وتتلخص عوارضه في عدم القدرة على تحريك الجسم أو أحد أعضائه في بداية النوم أو عند الاستيقاظ ..كما يمكن أن تصاحبه هلوسات مخيفة ... تستغرق أعراض شلل النوم من ثوان إلى عدة دقائق.. وخلالها يحاول البعض طلب المساعدة أو حتى البكاء لكن دون جدوى ..وتختفي الأعراض مع مرور الوقت أو عندما يلامس أحد المصاب أو عند حدوث ضجيج .. وقد أظهرت الدراسات بأن 2% من الناس يتعرضون لشلل النوم على الأقل مرة في الشهر... وقد يصيب هذا المرض المرء في أي عمر.. ويتعرض 12% من الناس لهذه الأعراض لأول مرة خلال الطفولة..

* ما الذي يحدث في الدماغ خلال هذه الظاهرة الغريبة؟!..
كما ذكرنا سابقاً أن النوم يتكون من عدة مراحل، أحد هذه المراحل يدعى (حركة العين السريعة) وتحدث الأحلام خلال هذه المرحلة... وقد خلق الله سبحانه وتعالى آلية تعمل لتحمينا من تنفيذ أحلامنا.. تدعى هذه الآلية (ارتخاء العضلات)... وارتخاء العضلات يعني أن جميع عضلات الجسم تكون مشلولة خلال مرحلة الأحلام ما عدا عضلة الحجاب الحاجز وعضلات العينين .. ففي حال حلمنا بأننا نطير في الفضاء أو نغوص في الماء .. فإن آلية ارتخاء العضلات تعمل بكل طاقتها لتضمن لنا بقاءنا في أسرّتنا وعدم تقليد حركات الطيران أو الغوص .. وتنتهي هذه الآلية بمجرد انتقالنا إلى مرحلة أخرى من مراحل النوم أو استيقاظنا .. إلا أنه وفي بعض الأحيان يستيقظ المصاب بشلل النوم خلال مرحلة حركة العين السريعة .. بينما لا زالت آلية ارتخاء العضلات نشطة .. وينتج عن ذلك أن يكون الإنسان في كامل وعيه ويشعر بما حوله .. لكنه لا يستطيع الحركة بتاتاً .. وبما أن الدماغ كان في طور الحلم فإن ذلك قد يؤدي إلى ظهور هلاوس صوتية وحسية مخيفة يعجز تفكيرنا عن استيعابها فنلجأ إلى تفسيراتنا الخاصة التي تتجه تلقائياً إلى العوالم الغيبية التي نعزو إليها كل ما يستعصى على إدراكنا ..

إذن الجاثوم الذي كان يحاول الاستيلاء على جسدي لم يكن إلا إحدى معجزات الخالق الكثيرة التي وضعها في أجسادنا لحمايتنا حتى أثناء نومنا .. فسبحان الله الذي خلقنا فسوانا فعدلنا ..


( المحيرني انه الآلية بتاعتي دي الظاهر بقت ما شغالة .. لأنه بقيت أول ما أحس ببوادر تقل الجسم وكتمة النفس ..( فِتِّرب )* بقوم من النوم .. ولا جاثوم .. ولا شلل نوم .. ولا يحزنون .. ولله الحمد من قبل ومن بعد ..


* فِتِرِب : نتاج خالص للشغب اللهجوي .. اواحدى صيغ مبالغتنا كسودانيين في استخدام الالفاظ لتوصيف الافعال كما ذكر صديقي المهندس ابوبكر سيد احمد .. ويقصد بها القيام بتعجل ..


* ملاحظة : المعلومات العلمية مأخوذة من عدة مواقع وبعدة محركات بحث ..



للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

كــان .. فـعــل مــاض نـاقـص ...

كان حبي مثل سر الكون ..
أو أعمق قليلاً ..
كان كوكب .. كان نجمة ..
كان شمساً .. كان بحراً ..
كان ورداً ..
كان أنت ..

كان حبي مثل طفلة بضفائر ناعمة ..
يعتريها الاندهاش .. كلما طاف خيالك ..
فتدور بشقاوة .. وتثرثر ..
تحكي عنك.. للأشجار .. للأنهار .. ولذرات التراب ..
فإذا حل المساء ..
تحمل طيفك معها كتميمة ..
ويدور الحلم حولك ..
حتى يأتيها الصباح ..

كان حبي صادقاً مثل نبي ..
مؤمناً مثل حواريي المسيح..
عاصفاً مثل رياح كياك وأمشير وطوبة ..
راسياً مثل الجبال ..
واثق الخطوة يمشي ملكاً ..

كنت أهواك كثيراً .. دون آلاف المئات ..
كنت أعشق همس صوتك ..
حروف أسمك ..
تقاطيعك .. ورسمك ..

كنت أرنو لحياة .. أنت فيها كل عمري ..
مبتدأ شوقي وحلمي ..
منتهى أملي ودربي ..
كنت أؤمن بالنهايات السعيدة ..
وبأن الحب .. معجزة الحقيقة ..

بعدك ..
أحرقتني شمس هجرك ..
أرهقتني ريح غدرك ..
بعدك .. انكدرت نجومي ..
سُجر بحري..
انتثر كوكب عشقي ..
و انتحرت ورودي ..

.. بعدك
رحلت الطفلة .. وتركت خلفها ..
دفتر حلم مجهض ..
وبضع حكايات حزينة ..

بعدك ..
مات الحب شهيداً ..
فدفنته ..
دون غُسل أو صلاة ..


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]ثرثرة شبه سياسية ( 1 ) ...

فتنة مصر التي لا تنام ..


الفتنة بيني مسلمي وأقباط مصر لا تنام أبدا .. وبين كل حين وآخر تجد من يشعل فتيلها وينفخ في الشرار كي يحوله إلى نار متأججة ..
فالصدامات بين الجانبين لا تنتهي إلا لتبدأ ولأسباب قد تكون تافهة جداً .. خصومات الأطفال قد تشعل حرباً .. الاختلاف حول ملكية ( جاموسة ) قد يشعل حرباً ..
بل إن ( زهج ) امرأة من زوجها وخروجها من بيته قد يشعل حرباً .. وقصة زوجة الكاهن في إحدى القرى التي خرجت من بيت زوجها ولجأت إلى بيت احد أقاربها ليست ببعيدة ..
فقد اتخذها محبي الفتنة حجة ليتهموا المسلمين بإخفائها بعد أن تحولت إلى الإسلام .. وبدأت نذر الحرب تطل برأسها حتى ظهرت الزوجة ( الحردانة ) و أطفأت النار المستعرة ..
كما أصبح كل طرف يتنافس مع الآخر في إعلان انسلاخ احد المنتمين إلى معسكر ( العدو ) من معتقداته وانضمامه إلى المعسكر الآخر مما يؤجج مشاعر العداء والتحفز والحقد بين أبناء الدولة الواحدة ...
الآن بدأت أزمة جديدة تطل برأسها في عاصمة الألف مئذنة عندما أطلق ( الأنبا بيشوي ) مطران دمياط وكفر الشيخ والبراري ودير القديسة دميانة وسكرتير المجمع المقدس تصريحات عن فرضية حياة وموت المسيح لدى المسلمين مستدلاً بآيات من القرآن الكريم اعتبرها المسلون طعنا في كلام الله ..
يرفض الأنبا بيشوي فكرة رفع المسيح ( عليه السلام ) إلى السماء .. ويؤيد موته على الأرض استناداً إلى الآيات القرآنية :
السلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم ابعث حياً ( الآية 33 سورة مريم )
يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ( الآية 55 آل عمران )
كما يرفض فكرة التشبيه الواردة في الآية : وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ( الآية 157 سورة النساء )

اصدر الأزهر الشريف بيان شديد اللهجة رداً على تصريحات الأنبا كما صرح عضو مكتب الإرشاد لجماعة الأخوان المسلمين بان تصريحات الأنبا تشعل الفتنة الطائفية في البلاد واتهم نظام الحكم المصري بالضعف وانشغاله بالتوريث والحفاظ على أبدية السلطة هو الذي شجع البعض على التجرؤ على وحدة البلاد ومقدسات شعبها
كما بدأت حملة في الفيسبوك بعنوان المطالبة بمحاكمة الأنبا بيشوي وهي تطالب بعزله من جميع مناصبه ..

أقباط مصر الذين يجاهرون ويتخافتون بأنهم مضطهدون .. وان الحكومة والشعب المصري يشنان عليهم حرباً سرية لإقصائهم وتحجيم دورهم في المجتمع .. باتوا يتحينون الفرص لإظهار سخطهم وغضبهم .. وأظنهم يحسدون مسيحيي جنوب السودان الذين يجمعهم حيز جغرافي محدد أتاح لهم فرصة وإمكانية الانفصال عن الشمال المسلم وإقامة دولة مستقلة .. فاقباط مصر يتوزعون في كل مدنها وقراها وكفورها ونجوعها .. ويفرقهم تباين مستواهم الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والطبقي الذي ينقسم إلى ارستقراطيين يعيشون في أبراجهم العاجية .. وطبقة وسطى تجاهد للبقاء وإيجاد موطئ قدم في المجتمع و الفلاحين الذين يحاربون الفقر بالتحدي والعداء .. مما يجعل من الصعوبة بمكان تجمعهم في كيان موحد يمتلك قوة الضغط اللازمة لإنشاء دولة منفصلة ..

ما يحدث الآن في مصر عبارة عن مدخل إلى نفق ضيق ومظلم يجب على المصريين حكومة وشعباً تفادى ولوجه .. وبدلاً عن انشغال قيادات الدولة ومن يليهم بتدعيم حكم ( الرئيس العجوز ) المتمسك بكرسي السلطة ومحاولة تحويل الحكم في بلد السبعين مليون من رئاسي انتخابي إلى ملكي توريثي .. وكذا انشغالهم بتجنيب المليونير هشام طلعت مصطفى عقوبة الإعدام عن تحريضه المباشر لقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم .. عليهم الالتفات إلى ما يدور تحت إقدامهم من ثورات مكبوتة وفتن لا تحتاج لمن يوقظها ...

للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
أضف رد جديد