ثــرثــرة حـمـيـمــة ....

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]
عينـي بتــرّف

أسبوع تمام .. وأنا وعيني الشمال في حالة تفاوض لحل الوضع الراهن المتأزم بيننا .. أنا أجندتي بسيطة .. ومطالبي محدودة ومختزلة في عبارة سهلة ( وقفي الرفيف ) .. لكن هي متعنتة ومصرّة على إبقاء الحال على ما هو عليه إلى اجل غير مسمى .. بترّف بإلحاح وتتابع غريب .. ما بتتخير الأوقات ولا اللحظات البتعمل فيها حركتا المزعجة دي .. أحياناً بكون مستغرقة في شغل محتاج هدوء وروقان بال .. فجأة تبدأ ترّف بصورة تلهيني وتنرفزني وتفقدني تركيزي في الشغل القدامي ..

أحاول أتعامل معاها برقة واربت عليها بطرف اصغر صباع عشان ما أتسبب ليها في أي أذية حتى ولو غير مقصودة .. لكن هي بتمعن في العناد .. وبتزيد الرفيف .. أقوم أتغاظ منها .. وادعكا بخشونة متعمدة لمن أحس بحرقتا لاني بالغت في رد الفعل تجاه حركتا .. اسكت أخليها .. أحاول أتناساها والتمس ليها الأعذار وأقول لروحي .. والله عيني دي مسكينة .. أنا متعباها معاي شديد .. أرهقتها بالقراية الكتيرة من ما كنت شافعة صغيرة لمن أعصابها أُرهقت وبقت رهيفة وما متحملة الضوء الشديد ولا الحر الشديد ولا البرد الشديد .. عذبتها بالتحديق في مخلوقات الله الحواليني .. وضغطت عليها بتدريبات شاقة عشان تقدر تلتقط كل التفاصيل الصغيرة البتمر بيها لدرجة إنها بقت بتقوم بالمهمة دي بدون أي توجيهات مني .. براها كدة تلقاها بتلف وتدور حوالين أي محيط تكون موجودة فيه وتبدأ تلقط وتصور وتختزن وكمان تقوم بعمل الناقل الأمين وتودي الصور لعقلي التعبان معاي بس ما قادر يعبر عن تعبه دة زي ما عيني بتعمل ..

عيني المسكينة دي شاركتني كل مشاعري سواء أن فرح أو حزن وكانت بتعبر عني خصوصاً في حالة الحزن بابلغ أسلوب .. بالبكا المتواصل .. لغاية ما أصيبت بالجفاف ونضبت مجاري الدموع فيها .. قمت حنيت عليها ووديتا للدكتور .. قال لي ما في حل غير إننا نعالجا بقطرات تقوم بمهمة التروية ومحاربة الجفاف ..يعني لازم نعمل ليها ( ارتيفيشال تيرز ) .. سبحان الله .. زمن غريب .. حتى الدموع فيه بقت صناعية وبنشتريها من الصيدلية !! ..

في النهاية بقيت كل ما احزن وما ألقى جوة عيوني دموع تعبر عن حزني دة بواسيها واغني ليها اغاني ترباس :
خلاص ما تبكي يا عيوني .. كفاك يا عيوني ما تبكي .. و ما تتالمي و تشكي ..
ولا اغني ليها :
ما تبكي .. ما تبكي .. عِينَيَّ ما تبكي ..
دة أذاكي يا عيوني .. دة الأصلو ما شُفْتِي ..أظلم علي نوري .. يوم فات وخلاني ..

هسة البكا بقى مقدور عليه بعد الاستعانة بمعين خارجي .. لكن الرفيف دة اعمل ليه شنو ؟! .. اوقفه كيف ؟! .. بقيت متوجسة منه عديل كدة .. أصلاً من زمان أمي الله يديها العافية كانت بتقول لي لو عينك اليمين رفّت من فوق حتشوفي زول كان غايب عنك زمن .. ولو عينك الشمال رفّت من تحت معناها حتحصل حاجة تخليك تزعلي وتبكي .. في البداية ما كنت بخت بالي للكلام دة .. وبعتبره جزء من الخزعبلات السودانية المتأصلة جوة عقولنا رغم إنها بتجافي المنطق والعقل .. اعتقادات أتعاملنا معاها كحقائق وصدقناها .. وبقت مسلمات بتجمع حولها عدد مقدّر من الناس بغض النظر عن تفاوت مستواهم الفكري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي والعقائدي ..

في ناس بتتفادى تحلق شعرها يوم الأحد .. لأنه حسب الاعتقاد السائد انه البحلق رأسه في اليوم دة بموت مقطوع الرأس !! .. قالوا لينا حكة اليد معناها قروش جاية في الطريق .. وعلمونا لو لقينا ( شبشب ) مقلوب لازم نعدله عشان ما تحصل مشكلة أو تزيد مشكلة حاصلة .. وأنا شخصياً بقيت مقتنعة بأنه أول ما شباشبي تتقاطع فوق بعض معناها حاسافر قريب حتى لو ما كنت مخططة للسفر في الوقت داك .
اغلبنا لو لقى مقص مفتوح طوالي بقفله على حسب اليقين المزروع في عقولنا انه بيخلق مشكلة أو بدخل النحس في البيت .. بنتطير من صوت البومة البتنعق في الليل .. وبنحب صوت القمرية لمن تقوقي وتبشر بجيه الضيوف .. وعلى هوانا كده فسرنا صوتها بعبارة ( قشوا بيتكم ) ..

اها أنا هسة رفّة عيني دي عاملة لي قلق .. لدرجة أثرت على تصرفاتي وخلتني أغير كتير من عاداتي اليومية .. أول شئ خاصمت القيادة السريعة برغم إني بمشي شغلي في شارع سريع .. بطلت امسك أقصى اليسار وبقيت امشي في النص زي الترتيب ومرات كمان في أقصى اليمين .. وبرضو على مهلتي لدرجة بتغيظ أي سائق ماشي وراي .. باقي العالم الهنا ديل السرعة هي ديدنهم لا فرق بين الأقصيين يمين أو يسار .. وتبدأ البواري تتعالى .. وأنا برضو ماشة على مهلي .. مش عيني بترّف ؟! .. يبقى لازم اعمل حسابي والمستعجل يتخطاني .. اها لحظة التخطي دي بشوف العجب .. ناس بتحدر لي .. وناس بتبرطم .. والمتغاظين شديد بيرفعوا يدهم باحتجاج بائن بينونة كبرى .. رفعة اليد كلها ما فيها مشكلة .. لكن في ناس برفعو لي صباعهم الوسطاني بس .. في اشارة واضحة لخير الصباع ما قل ودلّ .. في اللحظة ديك دمي الكان بارد من قبيل بفور ويغلي .. وابدا اسرع عشان الحق ابو ولا ام صباع واتشاكل معاههم على قلة ادبهم .. تقوم عيني ترف شديد .. طوالي ارفع رجلي من البترول وادوس الفرامل وانا بغني لروحي ... سوق على مهلك سوق .. بكرة الدنيا تروق ..

في الشغل بقعد في مكتبي وما بقوم الا للشديد القوي .. بمشي وانا بعاين حواليني وتحت رجليني تحسباً للصدمات والكدمات والوقوع بسبب الكراتين المالية الممرات .. اصلاً هيئتنا دي ما تقول جهة حكومية .. بقت عاملة زي ابن بطوطة كل يوم راحلة من مكان للتاني .. وخلال السنتين الفاتو .. دة المبنى التالت نرحل ليه .. هسة انا فكرت انه عيني بترف كتحذير من الرحيل للمبنى الجديد البعيد عن بيتي بمسافة 28 كيلو متر ذهاباً واياباً .. وقربت اقول لناس الشغل ما ترحلوا عشان انا عيني بترف .. ودي معناها ( حسب كلام امي ) في مصيبة حتحصل ..

في البيت بقيت حذرة جداً مع السخان والبوتوجاز والمكوة خوف الحريق .. وحذرة مع الابواب والشبابيك خوف الخبطات المؤلمة .. بنط لو جرس الباب دق بدون توقع لزوار ... وقلبي بطير لو التلفون رن بدري شديد أو متأخر شديد .. خصوصا إذا كان الرقم الظاهر في الشاشة بدايته ( 00249 ) .. باقي تلفونات السودان المبكرة جداً او المتاخرة شديد دي ما بكون وراها خير ابداً ..

غايتو رفة عيني اتلومت معاي .. حولتني من كائن جسور مقدام .. لمخلوق متوجس .. متطير .. بحسب الخطوات والحركات والسكنات .. زمان قالو لي لمن عينك ترف وتابى تقيف .. اكسري ليك حتة من طرف مقشاشة جديدة وختيها محل الرفة بالجنبة وطوالي بتقيف .. ما عرفت شنو سر القشة البجنبة دي .. وما عرفت اشمعنى مقشاشة جديدة .. هسة انا اجيب مقشاشة جديدة من وين ؟! .. عندي هنا مقشاشة جايباها من السودان لكن قدمت لمن بقت ( دقلة ) وطولا شبر ونص .. يا ربي ما بتنفع اشيل منها قشة ؟! ..

قررت استمر في التفاوض مع عيني دي يومين تلاتة كدة .. لو استعدلت ووقفت الرفيف خير وبركة .. لو عاندت وابت .. ذنبها على جنبها .. طوالي بوديها الدكتور واخليه يتصرف معاها بطريقته .. يعمل ليها تمارين عضلات ويخليها تباري الفار الصغير الجوة الجهاز داك وهو ماشي وجاي .. يصغر ويكبر وينقسم ويندمج .. ولا يلبسا النضارة الهزازة البتقرب تعمل للزول ارتجاج في المخ .. ولا كمان يغرقا بالدموع الصناعية لمن تقول كفى عشان تآمن وتبطل تعمل حركات سخيفة ..

وما زلت حتى الآن امثل حالة حية لأغنية ليلى مراد ونجيب الريحاني
عيني بترف .. وراسي بتلف .. وعقلي فاضلو دقيقة ويخف ..


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]هرولة الايام تجاه الحزن ...

بينما كنت أمر بأحد محال الحلويات التي يفترض أن لا أزورها أبداً امتثالاً لأوامر طبيبي المتذمر دائما وأبداً من تذبذب نسبة السكر في دمي وهو يلوح لي بحقن الأنسولين التي قد تصبح علاجي الإجباري إذا ما عجزت الحبوب عن تنظيم حركة عدوي المزعج الذي باغتني ذات حزن واستوطن عروقي وشراييني .. رأيت خلف الزجاج طاولة ينوء سطحها بلوحات جميلة رسمت على حلويات بيضاوية عملاقة وغلفت بورق شفاف يجذب النظر ولا يخفي .. وربط أعلاها بأشرطة حريرية ملونة تدلت بلولبية متقنة .. استوقفتني دلالة البيض الملون .. انه ( الايستر ) عيد الفصح عند المسحيين !!!
هل حقاً مر عام كامل منذ أن كتبت مقال ( شم النسيم .. فسيخ نئ وبصل .. وبيض ملون) المنشور في الصفحة الخامسة من هذه الثرثرة ؟! ..
كيف مر هذا العام دون أن اشعر به ؟! ..
عدت إلي المقال كي اتاكد فعلا من مرور ثلاثمائة وخمس وستون يوماً بتمامها وكمالها .. فزال شكي .. كان التاريخ في أعلاه يشير إلى يوم الاثنين الموافق 5 ابريل من العام 2010م ..
ثم داهمني حزن غامر .. فبعد المقال مباشرة صفعتني هذه المداخلة المزيلة بتوقيع مميز وثابت كتميز وثبات صاحبه " جعلوني ناطورة الكروم .. وكرمي لم أنطره "

كود: تحديد الكل

العزيزة سناء 
سلام
تلك الفترة يا سناء ، فترة التسامح الديني الفطري ، والتعايش الإجتماعي المعافي ، هي من معالم الزمن الجميل الذي ولي ، وآمل أن يعود .
كانت تربطنا في مدني علاقة صداقة بأسرة قبطية تجسدت فيها معاني المحبة والتسامي ، تخطت حواجز الدين والعرق ، والوضع الطبقي ، (بلغة إخواننا اليساريين ). كنت في بداية مراحل الطلب بالثانوي العالي ، وقتها ، وكانت لديهم فتاة في مثل سني ، نديدة وصديقة حميمة لإحدي خالاتي .
كانت تلك الأسرة نموذجاً في التفاني في خدمة الآخرين بالحي ، من دروس لمحو الأمية ، وفن الخياطة وغيرها . وكانت إبنتهم تلك تشع صفاء ونقاء ، ويضئ وجهها كشجرة عيد الميلاد عندما يلتقيها الأطفال بالشارع أو عند الباب . من خلال تلك الفتاة ، بدأت التفكير بصورة رومانسية في عبارة السيد المسيح " الله محبة " ، وتدلياتها العملية في السلوك اليومي . ولكن خالتي ، بغريزة المرأة التي قل ما تخطئ ، نصحتني بالهدوء والتحكم في فورة المحبة التي إنتابتني .
اليوم ، هنا ، عيد الفصح الأصغر ، كما يسميه الطليان ، وقد كان العيد بالأمس ، الأحد ، وهو عادة ما يكون ممطراً ، الأمر الذي يضيق به الكثيرون لرغبتهم في الأكل خارج المنازل .
وما أدراك ما الأكل هنا في عيد الفصح ! إنه بمثابة كابوس ، بالنسبة لي ، عندما أكون مدعواً من طرف أحد الأصدقاء . يمتد الأكل لساعات طوال علي موائد تحوي مالذ وطاب من الأكل والشراب . اللحوم الحمراء مع النبيذ الأحمر ، والسمك مع النبيذ الأبيض ، وأنواع لا تحصي من الخضر والفواكه والحلوي ، خاصة الشكولاتة والكيك الإيطالي الخاص بهذه المناسبة .
يصرف الإيطاليون علي الأكل في هذا العيد مئات الملايين من اليورو ، إضافة لما يصرفه الغربيون بصفة عامة في هذا العيد وأعياد الكريسماس ، وهي مبالغ تعادل موازنات بعض دول العالم الثالث الفقيرة .
مش أحسن الفسيخ بالشطة والليمون ، وبعض البيض المسلوق ؟
وكل سنة وأنت طيبة .
سيف


يا الله يا سيف الدين إبراهيم محمود يا صديقي .. في ذاك اليوم لم يدر بخلدي أبداً انك سترحل ..
ظننت انه ما زال لدينا متسعاً من الوقت لنكمل حواراتنا .. كنت حسنة الظن بالقدر .. وكان غدره بعيداً عن خاطري .. لذلك أجلت بعض الحكي لوقت آخر ..
أجلت بعض حكايات مدني .. وفلسفة الأستاذ محمود ورؤيته في الدين والحياة .. حكايات روما وجسورها ومتاحفها ..
حكايات الغربة التي امتدت .. والوطن الذي تحول إلى غربة .. حكايات .. وحكايات .. وحكايات ..

الآن يا صديقي .. وأنت في عليائك المجيدة .. أرجو أن تقبل اعتذاري على كل النقاشات التي لم نجرها .. على كل الحكايات التي لم نقصها .. على كل الذكريات التي لم تجمعنا ..

الآن يا صديقي .. وأنت في عليائك المجيدة .. أود أن أخبرك بأنني ما زلت اندهش من هرولة الأيام .. ومن مرور اللحظات الرتيبة .. من موت الدهشة .. ومن تعنت الفرح .. ومن سيادة الحزن ..

الآن يا صديقي .. وأنت في عليائك المجيدة .. أود أن أخبرك بأنني لا زلت افتقد حضورك البهي .. رصانتك .. هدؤوك .. حكمتك .. صدقك وصداقتك ..

الآن يا صديقي .. وأنت في عليائك المجيدة .. أود أن أخبرك بأنني لا زلت أذكرك .. وأدعو لك بالرحمة والمغفرة وسكنى الجنان ..

أما أنت يا عيد شم النسيم .. اليوم لا املك لك أية ذكريات مفرحة .. فاليوم أنت قد أتيتني بحزن عظيم ..

للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

معــاهــدة العــلاقــات الإنسـانيــة

منذ قديم الزمان .. اتسمت العلاقات الانسانية بالتعقيد .. فما بين العفوية في التلاقي والتواصل .. والتخطيط في الاستمرارية والانقطاع .. تعارف البشر لاسباب متعددة .. قد تكون اسباب لا يمكنهم دفعها او تفاديها كعلاقات القرابة و الجيرة او الزمالة في الدراسة والعمل .. وقد يتعارفون صدفة في رحلة قطار .. في الشوارع .. أواثناء الانتظار في قاعة استقبال احد المستشفيات .. في المساجد .. في الاحتفالات .. الخ ... احيانا يمر لقاء الصدفة مرور الكرام دون ان يترك اثراً في الذاكرة .. واحيانا تتحول الصدفة الى بداية طريق يقرر ( المتصادفون ) السير فيه لمدة قد تطول او تقصر حسب الظروف والرغبات والتوقعات .. فتنشأ العلاقات الانسانية الاختيارية ..

كثيرون منا يتعاملون مع هذه العلاقات الانسانية سواء ان كانت مفروضة او مختارة .. بما تحتاجه من اهتمام .. ويمنحونها ما تستحقه من تقدير .. وكثيرون يتعاملون معها بفوضى ولا مبالاة .. ويكون ديدنهم فظاظة القول والفعل .. دون ان يفطنوا لحساسية هذه العلاقات وسرعة تاثرها بالعوامل الخارجية التي تحيط بها وتصبح عامل فعال في تشكيل كيانها وبنيتها .. وتحدد بقاءها او زوالها ..

قرات في احد الامكنة ان انسان الغرب المتهم بالبرود ظلماً واجحافاً مقابل حرارة اهل الشرق المشكوك فيها .. قد ابتدع دستوراً من عشر نقاط اسماه بـ ( Human touch ) أو ( اللمسة الانسانية ) والذي اعتمد على دلالة الحرف الاول من كل كلمة لارساء احدى قيم العلاقات الانسانية بين فرد وآخر حسب الصيغة التالية :

1. استمع اليه Hear him
2. تفهم شعوره Understand his feeling
3. حفّز رغبته Motivate his desire
4. قدر جهوده Appreciate his efforts
5. مده بالاخبار New him
6. دربه Train him
7. ارشده Open his eyes
8. تفهم تفرده Understand his uniqueness
9. اتصل به Contact him
10.كرمه Honor him

وهو حقاً دستور مميز ويكرّس لارساء قيم جميلة تهدف الى اعلاء شان العلاقات الانسانية المتدهورة لو تمّ الالتزام بكل ما جاء فيه .. وبما اننا كشرقيين نمتلك رفض طبيعي لكلمة الدستور بعد ان اثبتت كل دساتيرنا فشلها في اصلاح احوالنا .. اقترح ان نحول كلمة دستور الى معاهدة نبرمها بين بعضنا البعض لتنظيم العلاقات الانسانية .. نمهد لها بدليل اجرائي يساعد على فهم بنودها من حقوق وواجبات يجب مراعاتها حتى لا يجور طرف على الآخر .. و حتى تستعيد العلاقات الانسانية مكانتها وقدرتها على ترميم تصدعات الحياة التي تصبينا اثناء المعايشة .. ويترتب على انضمام الفرد الى تلك المعاهدة التزامه بتنفيذ كل شروطها ... ولن تعتبر ملزمة الا اذا عّبر اطرافها عن رضاهم النهائي بكل ما ورد فيها ..

اقتراحي لهذه المعاهدة اتى بعد شك في قدرة العفوية والتلقائية في تسيير أمر العلاقات الانسانية .. فقد سيطرت ( الانا ) على البعض بتمكن غريب .. وصارت عبارة ( ومن بعدي الطوفان ) لازمة تتبع تلك الانا التي تنضح انانية .. وباتت مراعاة الآخرين ضرب من ضروب ( العبط ) والغفلة .. وهكذا تحولت العلاقات لدى البعض من صفة الانسانية الى محض مصلحة مشتركة تعتمد على تبادل المنافع دون تبادل المشاعر ..

نحن اليوم نعيش في عالم يعج بالصراعات والنزاعات والحروب والمآسي .. عالم يبدو كغابة تقطنها الوحوش .. ياكل فيها القوي الضعيف .. ثم يستاثر بكل الطيبات والغنائم تاركاً فضلاته للاخرين دون اية مراعاة لمشاعرهم واحتياجاتهم .. نعيش في عالم ميكافيللي يسير بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة .. لكن ما يجب ان يفرقنا عن وحوش الغابة وعن ابطال كتاب الامير هي العلاقات الانسانية التي ترتكز على فضائل الاخلاق وما اكتسبناه من قيم ومثل ومبادئ مستمدة من التعاليم الدينية والاعراف الجتماعية والحقائق الحياتية التي تؤكد لنا اننا كائنات اجتماعية تكره الانعزال وتميل الى البقاء ضمن جماعة سواء ان كانت صغيرة او كبيرة ..

بطبيعتنا كبشر مجبولين على الغرور .. نعشق احياناً لعب دور الالهة .. فنعمد الى خلق روابط انسانية فقط كي نمجّد قدرتنا على خلق شئ ما .. شئ يخصنا وحدنا واوجدناه من العدم .. نخلق الروابط .. ثم نضعها في احد الارفف البعيدة .. ونغض النظر عن الاتربة التي تتراكم عليها .. وخيوط العنكبوت التي تلتف حولها حتى تكاد تخفيها .. ثم ذات صحوة نكتشف انه قد بعدت علينا الشقة بيننا وبين مخلوقنا الجميل .. وان ما يربطنا به بات اوهن من خيوط العنكبوت التي تغطيه .. فيعترينا الندم لاننا لم نوليه عنايتنا ورعايتنا واهتمامنا .. ويعترينا القنوط لاننا فشلنا في ادارة اموره وتركناه عرضة للاهمال القاتل .. ثم نبدأ بالتحسر على ما آل اليه حال علاقاتنا الانسانية من ضعف وتدهور .. بل وانقطاع أحياناً حتى مع اقرب الاقربين .. وننسب العلة الى الزمن الذي تغير ولم يعد كما كان سابقاً .. واصبحت عبارة ( الزمن بقى كعب ) متداولة في كل المواقف التي تفضح هزال علاقة انسانية كان من المفترض ان تتسم بالقوة .. ننسى او نتناسى ان الزمن هو حساب حركة الاشياء حولنا .. وإنه لايتغير بل تتغير الاشياء التي تدور حوله .. فمنذ ان عرفنا كيف نحسب الوقت كانت الساعة ستون دقيقة لا تزيد ولا تنقص .. وظل اليوم على حاله بساعاته الاربع والعشرون .. بينما زاد الشهر او نقص يوماً بقدر معلوم .. كما هو الحال مع العام بايامه وشهوره وساعاته ودقائقه وثوانيه .. وبالتالي لا يجب ان نحمّل الزمن وزر تدهور علاقاتنا الانسانية بسبب تغيره .. نحن من نتغير .. نحن البشر الذين لا تثبت احوالنا واطوارنا وافكارنا على نسق واحد .. نحن نعيب الزمان والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا ..

لذلك يجب ان يبدأ كل منا بنفسه .. لنقم بعملية عرض سريع لعلاقاتنا الانسانية بمن حولنا من اهل واصدقاء واقرباء وجيران وزملاء .. فلنجتهد للحفاظ على ما نملكه من روابط ما زالت صامدة .. وننعش ما شارف منها على الاحتضار .. فلنتفقد كل الموجودين في محيط حياتنا تفقد البخيل لممتلكاته ...فلنحسن معاملتهم .. ونشعرهم باهتمامنا بهم .. وباهميتهم في حياتنا .. ونجعل الكلمة الطيبة رسولنا اليهم ..
دعونا نعيد للعلاقات الانسانية بريقها في حياتنا ...


ــــــــــــــــــــــ
** رسالة اعتذار الى صديقة بعيدة اعلم انها تقراني من حين لآخر ..
صديقتي البعيدة .. يؤسفني انني لم اسمع بخبر وفاة والدتك الا بعد شهرين كاملين من حدوثه ..
ادرك بان كلمات العزاء التي سقتها اليك لم تساهم في مواساتك بعد هذه المدة الطويلة ..
اعذريني لانني لم انتبه لتراكمات الغبار التي غطت على رباطنا الذي كان ساطعاً ..
اعذريني لانقطاعنا عن بعضنا البعض .. وللضعف الذي اعترى علاقتنا الانسانية ..
لن الوم الظروف او الزمن .. لن الوم الا انا وانت على دورنا المشترك الذي اوصلنا الى هذا المكان ..
لك العتبى حتى ترضى ..
والبركة فيكم من جوة القلب .. رحم الله والدتك واسكنها فسيح الجنان ..


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
هاني أحمد علي قوي
مشاركات: 65
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 29, 2008 4:07 pm
مكان: المملكه المتحده
اتصال:

مشاركة بواسطة هاني أحمد علي قوي »


الاستاذه سناء .. لك التحيه
موضوعك اثار في شجونا لم اكتمها يوما وظللت اتحدث بها لمن استطيع ..
فقد عانيت ماعانيت في مسألة المحافظه على العلاقات الانسانيه التي لا تشوبها شبهة المصلحه ..
ولكنك تجد نفسك وحيدا في احايين كثيره وكأنك خلقت من طينة مختلفه عن الآخرين ..
أحيانا اسائل نفسي ، هل ما اقوم به وأسميه تواصلا قد يعتبره البعض (فرض وجود) ، يعني بالعربي كده ثقاله وتقل دم ؟؟
فقد ظللت على اتصال بكثيرين كانوا لا يعاملونني بالمثل ورغم ذلك لم امل ، يعني الواحد تضرب ليهو تسأل منو ومن احواله يرد ليك بكل ترحاب ويتونس معاك ويلوم نفسو إنو مقصر معاك وكده .. طيب .. المتوقع شنو ؟ إنو بعد فتره يتصل هو ويؤكد ماقاله .. أبدا .. تاني بعد فتره اتصل بيه ويدور بيناتنا نفس الكلام والعتاب وهكذا ....

تفتكري الناس بقت مشغوله لدرجة انك تحصر نفسك في دائرة ضيقة جدا من الاصحاب ولا تأبه للباقين ؟

ولا نحن جايين من زمن آخر ؟
يعني حتى في زمن التكنولوجيا( التي لاتكلف سوى رساله من 70 حرف  يفهم منها الطرف الآخر انك تتذكره ) تجد الناس يضنون بذلك ..
العجيب هو انو الناس ديل ماكعبين والله .. ناس طيبين وظريفين وحبوبين (بس وكت يلاقوك او تضرب ليهم) ..
فكيف السبيل الى هؤلاء ؟
ولك تقديري
لأن الحب مثل الشعـر
ميلاد بلا حسبان ..
لأن الحب مثل الشعـر
ماباحت به الشفتان
بغير أوان ..
لأن الحب قهار كمثل الشعر
يرفرف في فضاء الكون
لاتعنو له جبهه
وتعنو جبهة الإنسان ..
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

الاخ الكريم هاني ..
ازمة العلاقات الانسانية اصبحت سمة تميز اغلبية المجتمعات .. البعض اعتاد علي عدم وجودها .. وتاقلم مع قلتها او انعدامها ..
والبعض الآخر ما زال متمسكاً بحبلها باعتباره طوق النجاة من نكسات الحيا ة وتقلبات الزمن .. لان اهميتها في حياتنا لاتقل عن اهمية طعامنا وشرابنا وملابسنا التي تستر عرينا ..واظن ان مجتمعنا السوداني ( او بعضه ) ما زال حتى الان يتمتع بخصوصية ودفء في علاقاته الانسانية .. ما زال الاهل والاقارب يتواصلون .. والجيران يتزاورون .. ما زالت بعض الاسر الممتدة موجودة وتتعايش اجيال منها في مكان واحد .. وما زالت ثقافة ( النفاج ) موجودة ايضاً في بعض المناطق ..

اؤمن بان العلاقة الانسانية تحتاج الى تعاون طرفين او اكثر حتى تنجح .. هي كالتصفيق لا يمكن ان يؤدى بيد واحدة ..
ولكنني احييك على مثابرتك التي تنقصني .. وعلى صبرك الذي فارقني منذ امد بعيد ..
للاسف لم يعد لي جلد على مواصلة من لا يواصلني .. وفقدت القدرة على الاهتمام بمن لا يهتم ..
علمني الزمن باكثر الطرق صعوبة ان الاحتفاظ بعلاقة انسانية جيدة مع من يستحقون هو انتصار جميل اتذوق طعمه كلما يوم ..
وان التخلي عمن لا يستحقون هي هزيمة مؤقتة تنتهي مرارتها بعد فترة قصيرة لتحل محلها راحة مؤكدة ..

لك تحيات طيبات زاكيات ..


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]
نقة في ساعة زهج ... وبري مقنن ...

نقة رقم واحد : العناية الملكية للمواطن السوداني ...


قرأت من ضمن ما قرأت خبر افتتاح مستشفى رويال كير العالمية بالخرطوم .. وتمعنت في الاسم المختار ليشابه أسماء المستشفيات ذات ( الرنين ) والجذب المغنطيسي .. مستشفى العناية الملكية العالمية .. الترجمة كدة صح يا مصطفى آدم ؟! .. بجهة فرحت لانه السودان أخيراً بقت فيه مستشفى ممكن تقدم عناية ملكية لمحمد احمد التعبان .. وبعد شوية استدركت انه اسم محمد احمد التعبان ما لافق مع عبارة عناية ملكية .. لانه المسكين دة يا حليله حظه في العناية العادية بتاعت مستشفيات الحكومة المتهالكة بقت محل تساؤل .. فما بالك بالملكي ؟! ..

وبعدين قلت لنفسي يا سناء انتي بتبالغي .. إذا رئيس الجمهورية ذات نفسه وصف المستشفى دي بأنها ( استثمار ناجح لرجل أعمال ناجح ) .. كيفن يعني تخلي العبارة دي وتمشي تفكري في حاجات غريبة وعجيبة .. زجرت نفسي الأمّارة بالسوء وقلت ليها بطلي حقد .. انتي بس بتكوني عاوزة تلقي ليك موضوع تنقي فيه والسلام .. طالما رئيس جمهوريتنا المفدى قال انو : السودانيين يعانون كثيرا في البحث عن العلاج خارج السودان ، وانو : الكوادر الطبية السودانية من أميز الكوادر الطبية في العالم .. وما حدد ياتو نوع من السودانيين يعني غبش ولا مرطبين .. يبقى أكيد المستشفى حيكون متاح للجميع .. وعشان اثبت صحة افتراضاتي دي لنفسي بس على الأقل حاولت استرجع محاضرات الجامعة عن مصطلحات الاقتصاد النسيتا زمان .. وعملت معادلة بسيطة طرفها الأول استثمار والتاني رجل أعمال .. للأسف لقيت انه النتيجة أبداً ما فيها فايدة تحسب للغبش ناس محمد احمد التعبان وإخوانه المساكين .. قمت تاني قلت لروحي انتي أصلك بقيتي كعبة وما بتشوفي إلا النصف الفارغ من الكوب .. كدي عايني للنصف الممتلئ .. ياخي الرئيس ذات نفسه قال بعضمة لسانه دي فرصة لعودة الكوادر الطبية للسودان .. لأنهم بالتأكيد حيرجعوا إذا وجدوا المؤسسات الطبية الممكن تستوعب قدراتهم دون النظر للعائد المادي ... اها في اللحظة دي تحديداً أتذكرت الحوار الدار بعد زيارة اجتماعية قصيرة قمت بيها لبيت الدكتور عمر النجيب الأسبوع الفات .. واندهشت لمن عرفت من خلال الونسة انه الزول دة خلى بريطانيا ومنصب رفيع في مستشفى جيد ورجع السودان مخصوص عشان يعمل مستشفى متخصص في جراحة العظام .. حكوا لي عن الملاحقة والاعتقال والبهدلة الحصلت ليه بسبب انتمائه السياسي المعلن .. قام خلاها ليكم و طلع من السودان وشال معاه خبرته وعلمه وأدبه وأخلاقه واستقر في الإمارات معززاً مكرماً في واحدة من اكبر المؤسسات الاقتصادية .. اها الزول دة لمن رجع السودان ما كان بفكر في مستشفى استثماري ولا عائد مادي .. كان بفكر انه عنده خبرة جيدة في مجال ما متوفر في السودان كتير وكان عاوز بلده تستفيد منها ..

يعني يا جناب الرئيس مشكلة الكوادر السودانية المهاجرة ما بتحلها مؤسسات طبية على شاكلة العناية الملكية .. ولا استثمارات رجال أعمال على شاكلة الدكتور معتز البرير .. ولا العائد المادي .. عودة الكوادر الطبية ( وغير الطبية ) الى السودان مرتبطة بوطن لم يعد وطناً .. مرتبطة بعودة الإنسانية والنزاهة والديمقراطية لبلد كان اسمه السودان وهسة بقى السجمان الرمدان البطفش ناسه الكويسين .. وبعدين انتو الدكاترة الجوة السودان عملتو ليهم شنو عشان عاوزين البرة يرجعوا ليكم ؟! .. يا حليلهم مساكين وتعبانين وروحهم طالعة .. يعملو اضراب عشان يحسنوا اوضاعهم الما بتشبه اوضاع الاطباء في أي بلد تاني ... تعتقلوهم كانهم مجرمين وتفصلوهم وتبهدلوهم .. كدة حسنوا اوضاع الجوة بالاول وبعدين نتكلم في عودة البرة ..

غايتو سيد المستشفى دكتور البرير رمى كلمى خير في قفة محمد احمد التعبان وقال انه العلاج في المستشفى ما حيكون للصفوة .. وأنهم بصدد إنشاء صندوق خيري لدعم غير القادرين على تحمل تكاليف العلاج بمستشفى رويال كير .. ان شاء الله .. ونتمنى ..


********************************************************************



نقة رقم اتنين : محاكمة الكلمة ...


قبل يومين قريت من ضمن ما قريت برضو انه جهاز الأمن بجلالة قدره حيقيف خصم قدام الدكتور عمر القراي بسبب مقال كتبه يتعلق باتهامات إغتصاب الناشطة صفية إسحاق ..
ومع دكتور عمر في خندق واحد واقف الأستاذ فيصل محمد صالح لذات التهمة ..
شئ غريب والله .. انه إنسان يحاكم لانه بمارس ( مهنته الشريفة ) البياكل منها عيش .. هم الصحفيين ديل موش الكتابة هي حرفتهم ؟! .. موش كل يوم الصباح بقوموا وبطلعوا من بيوتهم ويمشوا مقر عملهم بس عشان يكتبوا ؟! .. اظن جهاز الامن زاتو عارف المعلومة البسيطة دي .. انه الناس ديل اتوجدوا عشان يكتبوا .. تبقى المشكلة ما في الكتابة .. المشكلة هم مفروض يكتبوا شنو ..

غايتو يا دكتور عمر ويا استاذ فيصل بالغتوا .. يا جماعة الخبرة بتاعتكم دي كلها ما ورتكم لغاية هسة انتوا مفروض تكتبوا شنو وتتفادوا شنو ؟!
مالكم ومال صفية ؟! .. وكيف واتتكم الجراة والبقاحة تكتبوا انه رجال الامن هم الاغتصبوها .. الحق يقال لقد اتيتم بفرية عظيمة وقفت في زور الجماعة ديل وما قدروا يبلعوها الا بجرعة محاكمة علنية للتهمة الشنيعة التي لا تتفق مع مهمة وواجب رجال الامن حماة العرض والشرف والفضيلة في دولة السودان ..
اظن انه حتوقع بكم اقصى العقوبات .. واحتمال كبير قاضي الحكومة الرشيدة ما حيلقى عقاب يتناسب مع غلطتكم دي الا لو اعاد عقوبة الاعدام عن طريق الخوازيق عشان تكونوا عبرة لكل صحفي تسول له نفسه المساس بحرمة جهاز الامن الشريف العفيف ذو السمعة الناصعة ..

انا هسة عاوزة اسالكم سؤال : شنو الخلاكم تتهوروا وتخشوا في الامور الحساسة دي ؟! .. مالا المواضيع التانية عيبوها لي .. والله المواضيع الما حساسة راقدة بالكوم .. اكتبوا عن التقدم الحصل في عهد الحكومة الرشيدة ورئيسها المفدى .. اكتبوا عن النهضة العمرانية والشوارع والجسور والسدود .. اكتبوا عن نهضة التعليم وتميز المدارس الحكومية .. اكتبوا عن رحلات الفنانين ومشاكلهم وفضايحهم .. وكمان موضوع الزيوت الصحية البتخلي البامية ياها .. والعدس المميز الفيه بروتين بديل .. ياخي في مليون موضوع ما حساس ممكن تكتبوا فيه .. كان لازم تبعدوا بعيد من اي شئ فيه كلمة امن حتى لو بقى الامن الغذائي .. واصلا ما مفروض تجيبو سيرة دارفور .. واحذفوا من القاموس كلمات زي تطهير عرقي وابادة جماعية .. وفساد ورشوة ومحسوبية وما يشابهها من كلمات عصية على هضم الجماعة .. هسة لو سجنوكم ولا نفوكم بسبب كتابتكم دي احنا كشعب سوداني حيكون موقفنا شنو ؟! نبلع لساننا ونسكت ولا نعمل مظاهرات ولا نقاطع قراية الجرايد ولا نبطل نقرا المواضيع الحساسة عشان جهاز الامن ما يحاكمنا انا زاتنا بتهمة القراءة ؟! .. ولا نطالب باغلاق كل الصحف السودانية ونكتفي باننا نقرا اخبار بلدنا في جرايد الدول التانية ونشوفا في قنوات التلفزيون الفضائية ؟! ..

غايتو يا دكتور عمر وفيصل دخلتونا في حتة ضيقة خلاص ..كدة نلوك الصبر ونشوف ما سوف تتمخض عنه المحاكمة .. وبعد داك نحدد موقفنا وقرآتنا الجاية ونوعية الصحف الحنتعامل معاها .. ويمكن نبطل القراية زاتو عشان نرتاح وجهاز الامن يرتاح ..


***************************************************************************



نقة رقم تلاتة : كلام غير متسق مع ما كتب اعلاه .. لكن برضو بسبب الزهج ..

إليك ...



ياعزيز يا غالي .. في كل مرة ألاقيك بكون حيرانة .. وما بعرف اعتب عليك ولا أشكرك !! ..
ولو سألتني ليه العتب ؟! حقول ليك لأنك اتاخرت عليّ شديد وما جيتني في المواعيد ..
لأنك خليتني فترة طويلة قاعدة تحت لافتة انتظار لحضورك الما مؤكد .. ولأنه خلال فترة الانتظار دي كانت عيوني معلقة بالأفق وهي بتتارجح بين الشك واليقين .. بين الأمل واليأس ..
تعليقة الافق دي ( عسّمتني ) وحولتني لكائن ذو نظرة أحادية الاتجاه .. أحادية التفكير والخيارات ..
هل يا ترى عندك فكرة عن مدى صعوبة الحياة في ظل الأحادية دي ؟! ..
ما أظن .. لأنك لو عرفت .. ما كنت اتاخرت قدر دة ..
أنت جيتني بمهلتك كأنك عرفت وعدي القطعته ليك في سري وعاهدتك فيه اني حاستناك من يوم داك .. لغاية ما الزمن يخلص ..
المهم يا عزيز اني استنيتك مع سبق الإصرار والترصد .. فرشت حلمي بيك وقعدت فيه .. اتضاريت بطيفك من وجعي الفات والجاي .. استنيتك .. واتغطيت بضلك من هجير انتظارك ..

اغرب شئ في قصتنا اني ما كنت بعرفك لغاية ما أتلاقينا .. لقاء الصدفة الخلى حنينك ينبت جواي شجرة كبيرة ملانة فروع وفيها ثمار وتحتها ضل .. وفوقا طيور .. وشايلة زهور بكل لون ..
ولمن شفتك أول مرة استغربت ... وقلت لروحي ياها دي ملامح الزول الانا عاوزاهو وبحلم بيه وبتمناهو .. ما حسيت بغربة معاك .. بدينا كلام كانه تمامة وباقي حديث .. وونسة قديمة بين أصحاب .. هبشنا همومنا الما معروفة لباقي الناس .. ضحكنا ... بكينا .. وبدمعاتنا اتوضينا .. وصلينا صلاة الشوق ..
نجي للشكر بعد العتاب .. ياخي أنا كتير كتير بشكرك على جيتك .. انت صحي اتاخرت شديد .. لما القلب نخّ وهمد وقال خلاص فات الأوان لريد جديد .. واتغلف الحس بالجليد .. بس طلتك غيرت مناخ الروح ... وفي غمضة عين اتحولت حياتي من واقع حار جاف مدبب الأطراف .. إلى حلم دافئ ممطر .. مطر ناعم حنين .. وواعد بهمبريب يطفي اللهيب الجوة .. ويروي عطش العضام ..
لمن هليت عليّ .. اخترقت عصبي بعنف زي وجع الضرس .. بس كان وجع لذيذ على حدته .. مطمئن على قوته .. حنون على شدته .. ومن يوما وانا بدندن مع البلابل لمن يغنوا :
يا الهليت فرحت قلوبنا
اطريتنا الليلة وجيتنا
نور بيتنا .. شارع بيتنا


ولا العجب لمن اسمع ابو عركي يغني :
معاك يبقى الزمن حاضر ..
يجي العالم قريب مني ويكون أجمل ..
بعيد منك بيموت صوتي ..
ويغيب فرح الزمن يكمل ..
هواك مدّ الأفق جواي ..
رسم قامة الشمس أطول ..
وخلاك آخر المرسى ..
كأنك نجمي من أول ..
إحساس غريب لمن تسمع ولا تقرا كلام كتبه زول غيرك لكن بعبر عن الجواك كأنك انت الكتبته !!
وإحساس غريب لمن يبقى وجود إنسان في حياتك سبب فرح ما ليه حدود ..
لانو بالجد :
معاك رجع الصفا الصداح من الهجرة
واتكتبت على الأبواب معاني النظرة لبكرة
همد موج الحزن في الروح
وغابت حرقة الذكرى
وأصبح يقيني معاك
هوى والفة .. وجمال فكرة ..
يا عزيز يا غالي يا الجيتني متأخر شديد .. بركة الجيت .. بركة الجيت .. عشان :
هواك لاقى الوطن جواي
رجع صوت الحواري يحوم
بقى الزمن الجديد اخضر
ورنت ضحكة الخرطوم
نعس جرحي القديم وارتاح
عرف رمش الليالي النوم
غسل نبعك ملح دمعي
وانزاح الظلام مهزوم
يا عزيز يا غالي .. يا الجيتني متأخر شديد .. شكراً لأنك جيت .. وعفواً سمح مبهول لأنك جيت .. وعاجزة أقول كلام موزون يعبر عن حنيني إليك .. وليل الغربة الاضناني بعيد عنك .. ياخي تعال .. كفاية بعاد .. كفاية فراق .. تعال نطالب بحقنا المشروع في وحدة جاذبة .. ونرفض الانفصال .. خلينا نبقى وطن لبعض .. نعوض بيه روحنا عن الوطن البعيد ..



للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

تُمامة نقة الزهج
السودانيين .. في البلاك ليست ..



لي فترة كدة هافة لي امشي البنك وأشيل سلفية .. والتفكير المدمر دة ما جاني من تلقاء نفسه .. بل بتحريض متواصل من موظفة البنك اللحوحة اللجوجة المتلّحاني بتلفون مكرر المضمون وممل مرتين كل شهر تقريباً بتشرح لي فيه مزايا ( الكريدت كارد ) وتسهيلات الدفع وحجم التمويل المتاح .. وكل مرة أقول ليها ما عاوزة .. يا حجة ما عاوزة .. والله العظيم ما عاوزة .. لكن البت دي عاملة زي سكان القبور .. بتسمع بدون استجابة .. كل مرة ازهج منها وأقرر اتصل بالبنك وأقول ليهم النبي فيكم امسكوا موظفتكم دي ياخي عملت لي وجع أضان .. إضافة لأنه وسوستا الكتيرة قربت تخليني أتراجع عن قراري الاخدته من أول ما جيت البلد دي إني أبداً ما اعمل ( كريدت كارد ) مهما كانت المغريات .. لأني من البداية عرفت انه استخدامه ممكن يدخلني في متاهات إذا اتاخرت في الدفع أو استخدمته بتهور .. وكمان ممكن ذاكرتي الخربانة المتآمرة مع حالة الفلس الدائم تلعب دور في خلق المشاكل لمن توهمني باني دفعت وأنوم على كدة لغاية ما الفأس تقع في الرأس .. المهم كنت صامدة ومتمسكة بقراري لمدة عقد وزيادة شوية من الزمان لغاية ما وسوسة البت الزنانة دخلت مخي وقلت ليه لا ؟! .. موش قالوا الزن في الاضان أمرّ من السحر ؟! .. يبقى الزن جاب نتيجة .. وقلت لروحي إذا الناس ديل وفي عز الأزمة الاقتصادية دي مصرين وملحين يدوني قروش .. أنا ارفض وأقول لا ؟! .. أبقى عويرة .. قمت شاورت عقلي وقلت خلاص اعمل الكريدت وزي ما تجي تجي .. موت موت .. حياة حياة ..

اها يا مؤمنين ومصدقين قررت وأنا بكامل قواي العقلية الدخول في دوامة القروض البنكية التي تتسع وتتمدد بدلاً من أن تضيق وتقل .. وفي النهاية بتبلع جزء كبير من دخل المغامرين الخاضوا غمارها .. بعدين قلت لروحي كدة النشاور أهل الخبرة والرأي يمكن يشجعوني أو ينهوني عن القرار الرهيب دة .. سالت وشاورت وقالوا لي : كان ليك يا شاطرة .. و أدوني الخبر العجيب .. خبر بجهة فرحني وأثلج صدري الكان متحرحر وجاري للقرض .. وبجهة زعلني وزهجني .. وفي الحقيقة .. وعشان أكون دقيقة .. لغاية الآن ما قدرت اعرف الخبر دة مؤكد ولا مجرد إشاعة .. ومضمونه انه السودانيين ( ومن ضمن جنسيات أخرى محددة ) اتختوا في القائمة السوداء التي لا يسمح للبنوك في دولة الإمارات بمنحها قروض طويلة أو قصيرة الأجل وبما فيها الكريدت كارد !! ..

في اللحظة ديك جاني إحساس الراجل المشى المسجد عشان يصلي ولقاه مقفول قام قال ( بركة الجات منك يا بيت الله ) .. وقلت الحمد لله الجات منهم وحمونا القروض عشان نقعد في علبنا ونمشّي أحوالنا على قدر رواتبنا البقت ممحوقة مع الغلاء الحاصل دة .. لكن وبنظرة من زاوية مختلفة فكرت ليه ختونا بلاك لست ؟! .. هل إحنا بقينا كعبين للدرجة دي ؟! .. وقبل ما أقوم أهيج وأثور ثورتي المعتادة في أي موضوع بيمس السودانيين .. قعدت في الواطة وسالت روحي .. يا بت يا سناء .. خليك صادقة وأمينة مع روحك .. كدة عدّي براكي .. كم نفر من الناس الانتي بتعرفيهم شال قرض من البنك و(كتّ) بيه على السودان ؟! .. خليك من القصص والحكاوي البتسمعي بيها برة برة .. الناس الانتي عارفة ومتأكدة إنهم عملوا كدة .. كم ؟! .. فرضاً إنهم أربعة .. رقم بسيط مش كدة ؟! .. لكن لو كل سوداني بعرف برضو أربعة أنفار عملوا كدة .. المجموع حيكون كم ؟! .. بالتأكيد رقم كبير مع تفاوت حجم القروض بين شخص وآخر .. والمحصلة النهائية ممكن تكون مبالغ لا يستهان بها بتتضرر منها البنوك المقرضة .. لانه في الغالب الأعم حقوق نهاية الخدمة للهاربين ديل ما بتغطي إلا النذر اليسير من المبالغ المسروقة .. واحتمال التامين على القرض زاتو ما يغطي للبنك خسايره ..

إذا صحت الإشاعة دي .. ومعاها إشاعة تانية بتقول انه السودانيين برضو من ضمن عدة جنسيات أخرى حيتختوا في القائمة السوداء لدخول الدولة والحصول على تأشيرات الزيارة والعمل .. وقد يطال الأمر حتى تجديد الاقامات بالنسبة للناس الموجودين جوة الدولة .. بقول إذا صحت الإشاعات دي معناها فعلا في خلل كبير حاصل خلى نظرة العالم الهنا تتغير عننا من ناس محبوبين مرغوبين في سوق العمل لأمانتنا وإخلاصنا وطيب معشرنا وقبل كل دة تأهيلنا الأكاديمي ومرونتنا في التعامل وسرعتنا في التعلم .. لناس مرفوضين بعد انعدام كل الصفات المذكور آنفاً دي .. زمان كنا بنقول إحنا أحسن شعوب الأرض ومافي أي زول زينا .. وكنا مصدقين الوهم دة .. لغاية ما بدت القشور تتساقط واكتشفنا إننا زي باقي خلق الله ديل فينا الزين وفينا الشين .. بس كنا بنحاول نغطي الشين بالزين .. ونجحنا إلى حد ما ولغاية وقت قريب إننا نعكس صورة كويسة عننا .. لكن لو صحت إشاعات منع القروض ورفض منح التأشيرات .. يبقى معناها إننا فشلنا حتى في ستر عورة الشين عندنا .. وإنها أصبحت ظاهرة للعيان وملفتة .. شئ محزن والله إننا نوصل للدرك الأسفل من قائمة الممنوعين وغير مرغوبين ..

أما بالنسبة لموضوع التأشيرات .. لو بيدي أنا كنت أصدرت قرار المنع بدلاً عن السلطات الإماراتية لفئات بعينها .. انا مسمياها ( الناس البفقعوا المرارة ) ..
أحياناً بكون ماشة في الشارع وبتقرب تجيني جلطة لمن ألقى لي سوداني/ة ماشيين كاشيين ومبهدلين كأنهم حايمين في حيشان بيوتهم .. الراجل لابس جلابية وسخانة وخفيفة زي الشاشة وطاقية مشرطة وشبشب مقطوع .. والحريم من نساء بلادي ماشات في الأسواق ( بالجلابية أم طرحة ) وللما عارفين مسمياتها الأخرى يطلق عليها تارةً ( النسوان جنوا ) وتارة أخرى ( الما عندها وليّ ) وأظن المسميات دي بتدي فكرة واضحة عنها ..
طبعا أول ايامات من ظهور موضة حوامة السودانيات بالجلابية دي في الشوارع كنت مخلوعة .. بقول لروحي يا ربي الناس ديل جنوا ولا انا المحبكاها زيادة عن اللزوم ؟! .. بقوم اعاين لكل الجنسيات الحايمة في الشارع .. ما بلقى اي جنسية لابسة الحاجة دي غير السودانيات .. اقرّب اموت من الغيظ .. واقرّب امسك كل الماشات بيها في الشارع واقول ليهم يا جماعة دي جلابية تتلبس جوة البيت .. وما مفروض اي واحدة تطلع بيها الشارع .. اها كنت بتناقش مع واحدة صديقتي حوالين موضوع مظهر ( بعض ) السودانيين البجو زيارات .. كانت بتحاول تلاقي لاهلنا العذر في هيتئهم المبهدلة دي .. قالت لي يا اختي يمكن ما عندهم امكانية مادية لزي احسن من كدة .. وكمان أغلبية الرجال والنسوان البتلقيهم بالمظهر دة ما بكون عندهم اهتمام بشكلهم لانهم غالبا بكونوا تجار شنطة وما بهتموا بمسالة اللبس والهيئة لانهم جاريين عاوزين يلحقوا حاجات كتيرة .. وأنهم بكونوا ساكين الرزق وما فاضيين للتمعن في أفكاري الطالعة من زول مستقر هنا ومرتاح .. رديت عليها بأنه النضافة هنا أو في أي مكان ما بتكلف كتير .. والقدرهم يقطعوا تذكرة ويركبوا طيارة ممكن يقدرهم يشتروا زي رخيص وبسيط لكن جميل ونضيف .. وطلوع الشارع بمظهر لائق جزء من احترام وتقييم الإنسان لنفسه .. قلت لصحبتي طيب عرفنا الرجال ممكن عادي عندهم ما يهتموا بمسالة المظهر العام ( نو اوفنس ) .. اها النسوان مالن؟! معروف انه المراة في اي مكان وزمان بتهتم بمظهرا وما بتحب الناس يشوفوها مبهدلة .. برضوا صاحبتي التمست ليهن عذر وقالت لي انه التوب ممكن يكون مقيد وما بديهن حرية في الحركة وهن مستعجلات ومشي الأسواق عاوز سرعة .. قلت ليها يختي بلا مستعجلات بلا سجم .. لو التوب مقيد ما يلبسنه .. خلاص يلبسن العبايات السودا دي .. اهي ساترة وما مقيدة .. وبتخليهم ياخدوا حريتهم في الحركة .. إضافة لأنها بتخلي مظهرهم محترم وما ملفت ولا شاذ وسط الناس الماشة .. وكلنا هنا بنلبسا احيانا وما جبر ولا فرض .. لكن عن قناعة بانها الزي الافضل في البلد دي .. المرة دي صحبتي ما قدرت تبرر وتلقى أعذار لأنه فعلا منظر الحريم الحايمات في السوق بالجلابية دي بفقع المرارة ..
كلنا طلعنا من السودان كايسين الرزق وجاريين وراهو .. وكلنا محكومين بمهام كتيرة في زمن ضيق .. لكن سك الرزق ما بمنع اننا نكون بمظهر لائق وسط مجتمع انطباعي ممكن يتعامل معاك على أساس مظهرك .. إلا إذا هم/ن بفكروا بطريقة ( بلداً ما بلدك امشي فيها مبهدل ) ..

انا طبعا سرحت في الكلام وطلعت برة الموضوع كالمعتاد ..
اها نرجع لمرجوعنا .. الكريدت كارد الممنوع ..
غايتو يا ناس البنك تاني كان الموظفة بتاعتكم اللايوقة دي اتصلت بي لاي سبب من الاسباب .. بجي بالدرب اخنقا .. وبركة الجات منكم .. انا زاتي ما عاوزة كرديت .. كانت عكلتة مني ساكت ..( بِس) عليكم وعلى قروضكم .. انتو زاتكم مغاليين في نسبة الفايدة وعاملين زي المنشار طالعين تأكلوا ونازلين تأكلوا .. ودة ما نظام الكديسة الما لقت اللبن وقال عليه عفن .. دة نظام أنا مقتنعة إنكم فعلا منشار .. وما عاوزة معاكم ..




*******************************************************************



تُمامة الونسة مع العزيز الغالي ..
عيونك ديل ..


يا عزيز يا غالي .. لمن تغيب عني اكتر حاجة بتوحشني هي عيونك .. بتوحشني لأنها بقت مرايتي البشوفك بيها .. والترمومتر البقيس بيه مزاحك .. وبقيت لمن أكون عاوزة اعرف لون روحك .. جوووة في عيونك بعاين .. ومن شكلها بقدر احدد كيف أتعامل معاك .. لمن تكون روحك بيضا عيونك الدقاق بتكبر ولونا ببقى افتح وأصفى .. لمن تكون روحك رمادية عيونك بتصغر لدرجة مرات بفتشني فيها ما بلقاني .. ومعناها انك زهجان شديد .. لمن تكون روحك مبسوطة عيونك بتبقى ضاحكة زي طفلة صباح العيد .. حتى التجاعيد البتترسم جنبها بتدي شكل ضاحك ومضحك ..
في عيونك ديل .. بتزوزي بي حنيتك لما تتجمع مطر محتار بين يهطل ويمسك .. وبشرقني حنينك لي البظهر في لمعة عابثة بتعبر زي غيمة في خاطر الخيال وانت سريع بتغطيها بجفونك .. كأنك خايف عليّ حتى من عبث الحنين جواك ..
عيونك ديل بحس بيهم زي آلة رافعة ( هيفي ديوتي ) ما بتتعب وهي بتشيلني مع كل نظرة منك ترفعني في سابع سما لحدت ما أوصل مواقع النجوم ذات القسم العظيم .. وبعدها بتنزلني برفق شديد وتختني جواك في حتة غميسة .. حتة بتمنى إنها تبقى عنواني الرسمي الغير قابل للتغيير ..

يا عزيز يا غالي .. عيونك ديل برغم انها صغار شديد .. لكن أنا بشوف فيهم الدنيا كلها .. موش قلت ليك مرات بتلقى كلام كتبه زول غيرك لكن بعبر عنك ؟! ..
اها كل ما اسمع أبو عركي بغني :
في عينيك دنيا غريبة ..
دنيا ملانه محنه وطيبه ..
مره تقطع .. ومره تجمع ..
مره تاخد كل أعماقنا تابا تجيبا ..

بقول يا ربي الكلمات دي كتبتا عفاف الصادق ولا أنا ؟! ..
اليومين دي أنا مندهشة وبفكر .. ليه كل ما ألاقي غنوة حلوة تكون بتنطبق عليك ؟! .. وليه تحديداً أغاني أبو عركي مع إني ما بحب اسمعه كتير ؟!
أنا وانت وأبو عركي بقى في بينا رابط غريب .. برغم انه الأغاني البحب اسمعا عند أبو عركي قليلة ومحدودة شديد .. لكن المدهش في الموضوع أنها كلها بتشبهك .. يعني لمن أتلاقينا أول مرة وبدا قلبي يدق بطريقة مزعجة أنذرتني انه ناوي على تصرف خسيس معاي قلت ليه :
يا قلب...أنا كنت قايلك تبت من تعب السفر.....
ومن مخاواة القماري ومن شراب موية المطر
تاريك كامن لي بشيتا كتر
ما زمان أنا وانت لفينا الموانئ
بالقطارات والمطارات والسفن
دقينا أجراس الجديد...
وعدنا ترتيب المعاني
الليله راجع لي تبق بق
بتنتل الاهه و ترقرق...
زي تقول ياداب عرفت الاندهاش
ياقليب ما لك علي ...
ما أنت عارف نقطة الضعف القديمة
وزي ضايق الارتعاش...
يا قليب يا ما سرحنا
مره جينا وألف رحنا
ومره شاي عصريه في طرف الغمامة
ومره دوبيت للمحنه...
ومره حاجاتا جميله
وانحناءات للحمامة...
جاي تسألني الدباره
ياقليب مافيش دباره...
لا المراكب قادرة تكسح في النزيف
ولا نحنا شايفين الفناره ...
اها شوفة عيونك قلبت موازين الاتفاق المبرم البيني وبين قلبي انه تاني ابداً ما يبقبق لأي كان .. وانه يركز لباقي العمر الفضل وما يعذبني بتصرفات مفاجأة .. وانه يبطل السفر لانه تعب ولازم يرتاح .. وانه مباراة القماري مرهقة .. وشراب موية المطر ما كويس وممكن عواقبه تكون وخيمة ..
قامت عيونك بقت احلى من شاي عصرية في طرف الغمامة .. بقت دوبيت المحنة وكل حاجاتي الجميلة .. عيونك بقت الفنارة البتوجه مراكبي لمرساك ..

يا عزيز يا غالي هل يا ترى عندك فكرة قدر شنو عيونك الدقاقة دي ليها تأثير سحري على حواسي ؟! .. مرات لمن نتلاقى باتفاق مسبق انه لقاء قصير بسبب ارتباطات سابقة ولاحقة .. أنا بكون مستعجلة وجارية .. وانت بتكون عارف إني لازم امشي أخليك .. ما بتتكلم .. لكن عيونك بتقول كل الكلام الما قادر تقوله .. أنت بتلتزم الصمت التام .. وعيونك بتنطق باستجداء فصيح .. وانا احتار بين صمت لسانك وكلام عيونك .. وتبدا خطواتي تمشي وتقيف .. تتقدم وترجع ليك .. ياخي حيرة الخطوات دي صعبة خلاص ..
وانا اتحيرت شلت الخطوه ..
حتى الخطوه لما نشوف جمال عينيك ..
تبقا ترجع وهي بتتطلع ..

يا عزيز يا غالي .. تعرف انه عيونك ديل هن اجمل مراية انا اقتنيتا ؟! .. بحب أشوف نفسي فيهم .. مراية عيونك بتوريني خصلات شعري العاملة فوضى لكن برضو بتطلع حلوة ومرتبة جواهن .. وبتوريني لاي مدى كحل عيوني أتجاوز حدوده .. وسبحان الله لمن اظبطه في مراية عيونك بطلع احلى من اول !! ..
بتوريني تعبي وفرحي وكل احوالي .. عشان كدة من يوم ما عرفتك .. رميت مراياتي البحبها وبعيونك اكتفيت ..

تصدق لمن اشوفني جوة عيونك بحبني ؟! .. وانا في العادة ما بحبني شديد .. بزهج مني وكتير بكون ما عاوزة اتكلم معاي .. لكن لمن تنعكس صورتي في عيونك .. بالجد بحبني .. وبكون مبسوطة لانه عيونك الدقاق دي شايلاني كليّ بحجمي الكبير دة .. ومرات بقرّب اقتنع بانو عيونك فعلا كبيرة لانها ما شايلاني انا بس .. شايلة معاي سماحة الدنيا وحلاوة الريد ... واحلام يانعة ببيت صغير وبت حليوة .. ويابا انت ابو البنية .. ويمة تملاني بسرور .. عيونك شايلة قصتنا .. وبتحكيها بفصاحة بليغة لكل الناس ..
قصة صوره في عينيك حروفا رهيبه
فصولا بتحكي للأيام عيد ميلاد حبيب وحبيبه
وبتروي كلام مطابق ليك
نابع وحيو من عينيك
و سماح عينيك عاد يا منيه
زيا ليها ما شفنا
فيها حديث جميل ورقيق
وبدي الناس جمال احساس اصيل وعريق ..

يا عزيز يا غالي .. عيونك ديل بالنسبة لي بقن وطن وملاذ .. بعيد عنها بحس بالغربة تملاني وتفيض مني .. عيونك ديل بقن الغطا وسبب الدفا ..
بقن الامان وزاد المشاوير الطويلة اللسة جاية .. بقن الدوا من وجعة الشوق العنيد ..
وعيونك ديل فرح ذكرى ...
بقت بصمة .. نقشتها بالحديد والنار ...
وشوقي لحلم بكرة ...
أمل ممدود ... وتر مشدود ...
صبر بيكسر بقايا قيود ..
ويتخطى بقايا حدود ...
معاك ببقى نسر فارد جناحاته ...
يجاري الريح ...
يصادق الغيمة والقمرة ...
يفضح سره للنجمات ...
ويسرح منتظر بكرة ...
عشان يلقاك ...
ويبقى معاك ما واحدين ...
بس واحد ..

يا ابو عيون دقاق .. وحات الشوق .. عيونك غيرت اتجاهات الرؤية وزوايا الشوف ..
ويا عزيز يا غالي ...
اهلاً بيك , مرحب بيك
خطوة عزيزة اهلاً بيك
يا النوٌرت الدنيا و جيت
الايام شغلتنا عليك
دابنا فرحنا يوم طلٌيت
واهلا بيك .. تاني وتالت .. والى ما لا نهاية ...




للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

اسالوا صانعي حلة ( البريستو ) إن كنتم لا تعلمون ...
او في معرض الرد على الاستاذ حسين خوجلي ومحمد عثمان ابراهيم ..



أظن أصعب شئ ممكن يعمله الإنسان انه يتمسك بالأمل والتفاؤل في عالم أي شئ فيه بيدفع لليأس والتشاؤم .. وفكرة انه ( بكرة حيكون أحلى ) بقت ما لافقة بالنسبة لينا كسودانيين مع الوضع الراهن جوة وبرة السودان ..
وكان بدينا بالجوة المغصة بتكتلنا .. وما بنملك إلا ( نتحسبن) و( نتحوقل ) ونسال الله السلامة واللطف والنظر بعين العطف والرحمة على شعب روحه طلعت ونزلت .. وطلعت ونزلت .. والخوف يوم تطلع طلوع جماعي وما ترجع .. ويقوم العالم يقيم سرداق عزاء كبير على الشعب المسكين الذي تعرض للإبادة بواسطة داء المغصة الجماعية ..

كل يوم بسال نفسي .. السودان دة مشكلته شنو ؟! .. والعولاق الحاصل فيه دة حينتهي متين ؟! .. والسجم الجاثمين على صدورنا ديل حدهم لمتين ؟! .. والحاصل لينا دة هل هو نتيجة غضب الهي ولا نتيجة سؤ تصرف إنساني ؟! .. لو غضب الهي .. يبقى ما بنملك غير الدعاء ( اللهم ارفع غضبك وسخطك عنا ) .. ( اللهم لا تحاسبنا بما فعل السفهاء منا ) .. بس برجع أقول ربنا سبحانه وتعالى صفته العدل .. وما ممكن يظلم شعل كامل بعمايل بعض السفهاء .. يبقى المشكلة كلها بسبب سؤ تصرف الساسة السودانيين من بداية الاستقلال ولغاية الآن .. دخلونا في حتة ضيقة لدرجة بعض الناس بدت تتساءل شنو الأفضل لينا كشعب ؟! .. إننا نحكم روحنا بروحنا ولا بواسطة مستعمر أجنبي ؟! .. والمذهل في الموضوع انه نسبة كبيرة اختارت المستعمر الأجنبي !! .. انا زاتي كتير بتساءل لو كانوا الانجليز لسة حاكمين السودان يا ربي وضعنا كان حيكون كيف ؟! .. شوارعنا وبيوتنا .. مدننا وقرانا .. مواصلاتنا ومجارينا .. كهربتنا ومويتنا .. صحتنا وتعليمنا .. انسانا وطريقة تفكيره وتصرفاته .. لو الانجليز لسة في السودان أو على الأقل ما كانوا طلعوا منها بدري وحكمونا لفترة أطول موش كان حالنا حيكون مختلف ؟! ..

تفكير غريب جداً .. لكن سؤ المآل ومشقة الحال خلتنا نلجأ ليه .. الفقر والجوع والحرب والموت المدور فينا ليه سنين ودنين خلانا نتطرف في أفكارنا بشكل مغاير لطبيعة الإنسان البرفض الاحتلال وبتوق للحرية .. اها اتحررنا .. وحكمونا ناسنا المننا وفينا .. لون جلدهم ما ابيض ناصع .. ولون عيونهم ما ازرق ولا اخضر ولا رمادي .. ياهم زيهم زينا بياكلو الكسرة والملاح والقراصة والعصيدة والويكة .. بشربوا الحلومر والبقنية والمريسة والعرقي .. بلبسوا العراريق والجلاليب والسراويل .. قروا في الابتدائي مقرر زيدان الكسلان ومريم الشجاعة وبائع السمن .. طيب مالهم الناس ديل ؟! .. ليه بقوا كعبين كدة ؟! .. ليه كرهّونا في البلد ؟! .. ليه كرهّونا في الدين ؟! .. ليه عاوزين يقسموا البلد ؟! .. ليه في عهدهم زاد الفقير فقراً والغني غنىً ؟! .. ليه مرمطونا وشردونا ونشرونا في المنافي ودول المهجر القريبة والبعيدة ؟! .. ليه غيروا حال السودان وإنسان السودان ؟! ..

الغريبة وبعد دة كلو يجينا حسين خوجلي يقول :
" إن الإسلاميين الذين أعرفهم وعاصرتهم وعملت معهم لم يحكموا السودان بعد!"
يعني يا استأذنا الفات دة كلو كان المناظر ولسة الفلم ما ابتدأ ؟! .. كان كدي وحات الله الفلم دة ما لازمنا دخوله حتى لو بدلوا البشير بتوم كروز .. وبدلو وداد وفاطمة بانجلينا جولي وجوليا روبرتس ..دة فلم رعب عديل وعمل لينا خمة نفس وقرب يجننا .. ولو دخلناهو حنقول عليه العوض ومنه العوض في شعب السودان .. ونبدا من هسة نحجز ليهم كل الصواني الفي العالم عشان تكفيهم يمارسو جنونهم فيها ...

يا استأذنا المناظر طممت بطنا بالدموم الكتيرة الاريقت بلا وجه حق في الجنوب الطار من خريطتنا بكل سهولة .. وطممت بطنا بمشاهد العنف المتوحش في دارفور .. الموت بالجملة .. والنزوح بالجملة .. ودخول القوات الاممية بالجملة .. وهسة داخلانا خلعة العدو من الحاصل في كردفان الكانت مدينة غرا وخيرا جوة وبرة .. تخيل يا أستاذنا انا هسة قربت اصدق نظرية المؤامرة على السودان وانه مخطط تقسيمه دة مرسوم من زمان .. وانه الماسونية العالمية ليها دور كبير في البحصل جوة بلدنا دة .. وانه الاسلاميين الهسة حاكمين وانت بتنكر انهم ناسك وبتقول ما بتعرفهم .. هم الأداة المنفذة للمؤامرة دي !! .. والا اديني تفسير واحد مقنع للبحصل دة .. قول لي سبب منطقي .. ناقشني بالحجة .. ولا اقول ليك .. احلف لي ودة حيكون اضعف الايمان .. انه الناس ديل ما قاصدين يعملوا كدة فينا .. وانه الحاصل دة مجرد مصادفات غريبة اجتمعت في بلد واحد وقادته للنتيجة دي ..

غايتو يا حسين خوجلي بالغت .. ياخي ديل بحاكموا الناس على الكلمة !! .. تفتكر في سؤ اكتر من كدة ؟! .. يعني انت صحفي وبتكتب من زمان بغض النظر عن اتجاه كتابتك وميولا .. لكن في ذمتك .. حصل في أي بلد في الدنيا شفت ليك جهاز امن وقف خصم قدام صحفي لأنه كتب كلام ضده ؟! .. ولا يمكن تكون من أنصار كلام الأخ محمد عثمان إبراهيم ( الكاتب الغير محترف ) بأنه ( التقاضي أمام الأجهزة العدلية سلوك متحضر وراقٍ ) ؟! .. ودي مغالطة غريبة لانه التحضر والرقي مقترنين بحرية التعبير .. وكان المفروض حسب الوصف دة انهم يخلوا الناس تكتب .. ياخي الكتابة دي غير إنها تنوير ومحاولة تصويب .. برضها تنفيس عن الغليان الحاصل جوة الناس اللسة نضيفة .. ولسة بتقدر تقول ( انظروا ملكنا العريان ) .. ما قلنا ليكم من البداية إحنا شعب ممغوص ومغبون ومضغوط .. يعني الكتابة دي بالنسبة للناس البكتبا .. والناس البتقراها .. .. عاملة زي الخرمة البتكون في غطا حلة البريستو .. ناسك ديل كانوا يتعلموا من الزول الصنع حلة البريستو كيفية اسلوب التنفيس عن الضغط كيلا يحصل الانفجار ..

غايتو حسب ظني الخالي من بعض الإثم انه مسرحية المحاكمة دي ماشة بنظرية اضرب المربوط يخاف السايب .. أو ( الجافلات خلهن .. اقرع الواقفات ) .. بمعنى انها تحذير واضح لأي زول/ة قاعد جوة السودان وتسول له نفسه الكتابة عن مساوئ الحكومة الرشيدة أو نتائج حكمها لشعب السودان ..
الكل عارف انه مهمة الصحفي هي كشف الحقائق المستورة والمحجوبة عن الأخطاء .. والعيوب التي يراها في أي مجال بنية التصحيح والتصويب .. كمثال ..هسة لو ما كان الأستاذ علاء الدين دفع الله الدفينة والد الطفلة تاليا الماتت بسبب عطب جهاز الأوكسجين ( رحمها الله ومنح والديها الصبر والسلوان ) صحفي وعارف واجباته تجاه القضايا المهمة كنا نحنا كقراء عاديين من أفراد الشعب التعبان دة عرفنا انه في فساد مالي وإداري حاصل في مستشفى رفاعة ؟! كنا عرفنا انه في ستة أطفال زيها ماتوا عشان قطعة غيار مطلوبة للجهاز تمنا 250 جنيه سوداني .. يعني 75 دولار ؟! .. عليكم الله دي موش مبالغة ؟! أطفال بتموت عشان 75 دولار ؟! .. ومليارات بتصرف على قصور وعربات وبدلات ( ودي ممكن تتقري حسب الهوى .. يعني بدلات - فل سوت .. جكت وبنطلون وكرافتة وقميص وكدة يعني - وبدلات عن اللبس وغلاء المعيشة والمواصلات للوزراء وأتباعهم وأشياعهم ومريديهم ) .. بتصرف على الأسلحة ومؤن الحرب وعتاده .. واريتا كان حرب على عدو غاشم استهدف البلد .. المشكلة انها حرب بتستهدف جزء من ناس البلد زاتم .. حرب كان ممكن تفاديها بوسائل شتى .. لكن يبدو انه العصبة أولي القوة مصرين على استعراض العضلات وإبادة العباد وتقسيم الأرض وتكريس الشتات ..

لو جينا لموضوع الحروب الحاصلة في السودان بنحس انه في تضليل متعمد .. وتعمية عن سبق إصرار وترصد لما يدور حالياً في كردفان ودارفور وابيي .. مافي شفافية عن الوضع ولا تمليك حقايق .. يعني لمن تشوف تلفزيون السودان وتقرا ( بعض ) جرايده .. اصلا ما بتتخيل انه في رحى حرب دايرة في بعض اجزاء البلاد .. تفتح القنوات يجنك بنات حلوات ملونات ولابسات البيور سلك والهامر والشيفون .. بتكلمن بايديهن اكتر مما بتكلمن بلسانن .. بتونسن مع الضيوف ببساط احمدي وبقاطعوهم كمان .. وهاك يا ضحك بسبب وبدون سبب .. وبرامج غنا وتنظير وكورة واعراس .. كانه المحارق القايمة دي برة السودان .. كانه مافي ناس بتموت .. وقرى بتتحرق وتنهب .. ونساء بتغتصب .. اعلامنا المرئي خلانا متخبطين بين حقيقة غايبة ومغيبة .. واشاعات مخيفة عن نية الحكومة استخدام اسلحة كيماوية وبيولوجية وارد ايران على سكان جبال النوبة .. هسة لو الحكومة بتسمح للصحفيين بالتواجد جوة المعمعة وتصوير الحاصل بحذافيره وعكسه لافراد الشعب المغيب دة موش يكون احسن ؟! ..

لو سالتوني انا الليلة مالي بنقنق قدر دة والدنيا خميس وآخر اسبوع .. حقول ليكم انا زيي وزي ناس السودان ممغوسة وكاتمة .. اها التّور وجعي هو خبر محاكمة الاستاذ سعد الدين ابراهيم كاتب اغنيتي المفضلة ( العزيزة ) قامت كل المغسه الجواي انفجرت مرة واحدة .. قبيل شنو قلنا ؟! .. التنفيس ضروري .. واسألوا صانعي غطا حلة البريستو ..


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

في ذكرى ميلاد من شكّل وجداني ذات مراهقــة ..

اليوم 21 يونيو 2011م هو ذكرى ميلاد الفنان عبد الحليم حافظ الذي ولد في هذا التاريخ عام 1929م .. وعاش حياة مرت بتحولات دراماتيكية من حضيض الفقر واليتم إلى قمة المجد والشهرة والثراء .. فبعد ولادته بأسبوع توفيت أمه .. وبعدها بعام لحقها الأب ليقضي الطفل المسكين جزء من طفولته في ميتم قبل أن يتولى خاله رعايته .. نشا في القرية وتعلم في كتّابها ولعب في ترعتها التي التقط منها داء البلهارسيا .. ظهر ولعه بالموسيقى والغناء مبكراً فأصبح رئيسا لفرقة الأناشيد في مدرسته .. التحق بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين وبعد التخرج عمل مدرساً لفترة قصيرة ثم قدم استقالته من التدريس والتحق بفرقه الإذاعة الموسيقية ..

تمّ اكتشاف موهبته الغنائية على يد الإذاعي المشهور آنذاك حافظ عبد الوهاب الذي منحه اسمه ليتحول عبد الحليم علي شبانه إلى عبد الحليم حافظ .. الذي لُقب بالعندليب الأسمر .. ذاك الفتى النحيل ذو العينين الحزينتين والصوت المصبوغ بالشجن .. معبود الفتيات وحلمهن .. الإنسان الذي حمل بداخله طفلاً يتيماً طيلة مشواره القصير نسبياً والذي انتهى قبل أن يبلغ عقده الخامس بعامين .. الإنسان الذي كان يقاوم الألم بالغناء .. فكان يغني للحب والفرح والأمل وهو يعاني من تليف الكبد نتيجة لإصابته المبكرة بالبلهارسيا .. كان يسعد جمهوره بصوته وأدائه بين عملية جراحية وأخرى يخضع لها .. وكان يغني لهم ( أي دمعة حزن لا ) وهو مبتلى بوجع مستمر وقاتم ..

أطربنا بأغاني من شاكلة ( زي الهوى ) و( فاتت جنبنا ) و ( سوّاح ) و ( على قد الشوق اللي في عيونك يا جميل سلّم ) .. وتمايلت أعطافنا مع ( اسمر يا اسمراني ) و ( فرحتنا يا هنانا ) ثم أنصتنا برهبة لقصيدة نزار قباني ( قارئة الفنجان ) ونحن نتخيل السماء الممطرة والطريق المسدود أمام العاشق الولهان .. وأحسسنا بأننا نغرق .. نغرق .. نغرق ونحن نستمع إلى ( رسالة من تحت الماء ) ... وشعرنا بالحزن مع ( موعود معايا بالعذاب يا قلبي ) و ( أهواك ) .. و ( توبة ) ..

لم يتزوج أبداً .. برغم تفاقم الإشاعات عن علاقات متعددة مع كثيرات من داخل وخارج الوسط الفني .. وكانت أقواها إشاعة ارتباطه بامرأة غامضة لم يرها أو يعرف بوجودها إلا اقرب الأقربين إليه في علاقة استمرت خمس سنوات وانتهت بوفاة الحبيبة الغامضة والتي قادت عبد الحليم إلى حزن مضاعف لم يفارقه حتى لحق بها بعد معاناة طويلة مع مرضه انتهت بوفاته في 30 مارس 1977م .. رحل ( عب حليم ) كما إعتاد أن يناديه محبوه .. تاركاً لنا ( 230 ) أغنية تقريباً .. و ( 16 ) فلم سينمائي .. ومسلسل إذاعي واحد .. وقصة كفاح مؤثرة ..

احتفي بحليم في ذكرى ميلاده .. فالاحتفاء بذكرى ميلاد من رحلوا عنا يمنحنا العزاء بما أن ذكرى رحيلهم تورثنا الحزن على فقدانهم ..
اسأل الله له الرحمة والمغفرة بقدر ما أمتعني .. وبقدر ما لون أيامي بأغانيه .. وبقدر ما طرز أحلامي بحزن عينيه .. وبقدر ما شكّل وجداني المراهق آنذاك ..


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
النذير حجازي
مشاركات: 535
اشترك في: الجمعة يناير 11, 2008 7:27 pm

مشاركة بواسطة النذير حجازي »

الأستاذة سناء جعفر، شكراً جزيلاً على إمتاعنا ببوستك هذا، ودي أول مرة لي أدخل بوستك دا، وشكلي كدا ح أدمنو، بصراحة بوست متعة ويفوق الوصف، مداخلتي دي لإلقاء التحية وحجز طوبة في هذا البوست، وتسجيل متابعة.

تحياتي
give me liberty or give me death
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

الاخ الكريم النذير حجازي .. شاكرة كلماتك الطيبة عن ثرثرتي الحميمة ..
خليك قريب النقة كتيرة شديد وما بتخلص الا انا ازهج .. ولا القراء يزهجوا .. ايهما يحل اولاً ..
تحيات طيبات زاكيات ...


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]ينتهي العزاء بانتهاء مراسم التشريح ...


أبناء الشمس والريح .. أبناء الفقر والحرب والنزوح .. أبناء الجوع والإدمان .. أبناء الشوارع .. بعض من روح الله في الأرض ..روح فاضت لأسباب غامضة تفوح منها رائحة القتل العمد المخطط .. ويستبعد منها احتمال الصدفة .. موت الجملة الذي حصد حتى الآن قرابة المائة روح يجعلنا نتوقف قليلاً لنطرح بعض الأسئلة عما حدث حقيقة .. وكيف حدث .. ولماذا حدث ؟! .. حسب ما يتناقله عامة الناس في الشوارع والصحف والمنتديات الاسفيرية .. هي مؤامرة تطهير كبرى تهدف إلى تجميل أزقة العاصمة ومجاريها وجحورها ومكبات زبالتها من منظر هؤلاء البؤساء الذين نكبهم القدر بشتى المصائب حتى أصبح الشارع مأواهم .. الأرض مرقدهم .. والسماء لحافهم .. وبقايا موائد الميسرين مأكلهم .. إن صدقت الإشاعات وتأكد أن موتهم حدث نتيجة حملة إبادة منظمة من جهات محددة .. إذن ينبغي علينا جميعاً كسودانيين أن نخلع عن أنفسنا سمات الإنسانية لأننا ننتمي إلى وطن يقتل الضعفاء كي يرتاح غيرهم من هم مصادفتهم في احد الشوارع ..

ناقشت احد أصدقائي فيما حدث .. وتداولنا كل الفرضيات المطروحة .. وعندما عبرت له عن عميق حزني للإبادة التي تعرض لها هؤلاء المساكين .. علق ساخراً بأننا ننتمي إلى وطن يمارس الإبادة منذ زمن طويل بأساليب كانت مستترة ثم أصبحت مكشوفة .. وان ما يحدث الآن في جبال النوبة ليس إلا إبادة وتطهير عرقي يهدف إلى محو قوميات بكاملها من خارطة المجتمع السوداني .. وعندما حاججته بان ما حدث ويحدث في الحرب يختلف عما حدث للمشردين المسالمين الذين لم يقوموا بثورة .. ولم يرفعوا سلاحاً إلا سلاح الجوع .. ولم يطالبوا بحقوق إلا حقهم في الحياة حسب رؤيتهم واختيارهم .. اتسعت مساحة سخريته وهو يؤكد لي بان ما يحدث في جبال النوبة ودارفور وكردفان ليس حرباً .. وان الحياة هناك باتت مرهونة بالانتماء العرقي .. وإنها تسلب بمنتهى البساطة إن كان عرقك مخالفاً لما يريد صانعي الحرب الذين يرغبون في تفريغ السودان من عرقيات معينة لشئ في نفس يعقوب ..

إن كان تفكير هذا الصديق صحيحاً .. لحظتها لن املك غير هتاف الأعماق الذي بات يتردد كثيراً بداخلي : ما اقساك يا وطني .. ما أقبحك يا وطني ..
وطن يقتل أبناؤه ويشرد أطفاله ثم يعاقبهم على تشردهم بموت مؤلم .. وطن أصبح حلوه مراً .. وبهجته تعاسة .. وأمنه سراباً بقيعة يحسبه الظمآن ماء .. وطن يذبحنا كل يوم بسكين صدئ ..

أيها المشردون .. إن كنتم قد قتلتم ذات غدر .. فنحن الملومين .. كل فرد من هذا المجتمع يحمل وزر موتكم .. ولن تكفينا اعتذارات الدنيا كلها لنعيد إليكم حقكم في الحياة ... وان كانت فرضية إبادتكم قد دبرت عن سابق تخطيط .. فلمن فعلها وشارك فيها وخطط لها لعناتنا إلى يوم الدين ..
فليتغمدكم الله بواسع رحمته .. المسلمون منكم والمسيحيون وحتى اللادينيين ..اسأل الله لكم مقاماً خير من مقامكم الذي كان في هذه الفانية .. وداراً خير من هذه الدار التي رفضت وجودكم وهمشته .. وصحبة خير من صحبتنا التي لم تمنحكم الحماية .. اسأل الله لكم جنة ونعيماً مقيماً يعوضكم عن عذاب الأرض الذي لازمكم طيلة حياتكم القصيرة .. وأسال الله أن يصبرنا ويمنحنا القدرة على مواجهة محاكمة ضمائرنا أمام محكمة الإنسانية والحضارة والتاريخ ...


** لي اهتمام خاص بشان أولاد الشوارع .. كتبت عنهم ذات يوم مقال بعنوان ( ناس الرندوك سلام ) نشر بجريدة الأحداث ثم أعدت نشره هنا في هذه الثرثرة .. ثم تفاقم اهتمامي بهم لدرجة جعلتهم أبطالاً أساسيين في روايتي الجديدة التي لم اختر لها اسماً بعد .. إليكم فصل من روايتي يحاول ان يقتحم عالمهم ..





كود: تحديد الكل

( عـطــش العضــام )   

حافظت منطقة المقابر على سكونها  برغم وقوعها في قلب المدينة والحركة المتقطعة في الشارع الرئيسي الذي تطل عليه .. لم تفلح أعمدة الإنارة الموزعة على مسافات بعيدة في تبديد الظلمة المترامية الأطراف .. بل أضفت عليها مزيداً من الرهبة عندما انعكست على الشواهد القصيرة المزروعة قبالة كل قبر فاستطالت ظلالها وتراقصت مع تموجات الريح التي لم تهدأ منذ أمطار الأمس الغزيرة ..
كانت خطوات الكائن الضئيل تقطع الممرات الزلقة بدراية تؤكد اعتياده عليها .. تقافزت قدماه النحيلتان تجنباً للقبور المرصوصة بعشوائية .. بينما كانت عيناه الذابلتان تدوران باستكشاف حذر للمساحة التي تبقت بينه وبين السور الصغير الذي يفصله عن مقصده .. عندما قفز إلى  الفضاء الواقع خلف المقابر ترنح قليلاً وشارف على السقوط وهو يطلق سيل من الشتائم واللعنات .. استعاد توازنه وواصل سيره تجاه التلة العالية المكونة من الأتربة وأنقاض البنايات المختلطة بالنفايات وتترامى على حوافها هياكل سيارات قديمة محترقة وبقايا أثاث متداعي وإطارات سيارات مختلفة الأحجام .. قبل أن يتجاوز العائق الذي يمنع عنه الرؤية .. استطاعت حاسة شمه المشبعة بالسيليسيون أن تميز رائحة حساء طغت عليها رائحة الحطب المحترق  .. سمع صوت احتجاج معدته الخاوية منذ الصباح إلا من قطعة خبز يابسة ببقايا ( طحنية ) وجدها ملقاة على أرضيه الزنزانة المزدحمة .. لم يهتم بتكالب جيش من النمل الأسود الصغير عليها .. نفض الحي منه بنفخة أنفاس متقطعة ثم قام بابتلاع الميت الملتصق بقطعة الخبز على عجل قبل أن يطلب منه احد اقتسامها معه .. كانت ليلة طويلة تنافس فيهما رجال الشرطة في التنكيل بالمجموعة التي تم القبض عليها بتهمة إثارة الشغب خارج إحدى صالات الأفراح الفخمة .. وفي النهاية اُطلق سراحهم بسبب ازدحام الزنزانات ..
عندما انعطف خلف التلة تراءت له أشباح أجساد ملتفة في حلقة ضيقة حول نار الحطب التي تطاير شررها مع هبات الريح .. عندما اقترب منهم رفع صوته محيياً بلهجته المميزة ..

-   سلام يا فِرّد ..
وفي الحال تحولت إليه سبعة أجواز من العيون .. كن ثلاث فتيات  وأربعة صبيان بأعمار متفاوتة هب أضخمهم حجماً وتبعه الباقون للترحيب بالكائن الضئيل .. 
-   وين يا بشكة* ؟؟ مالك مسجل غياب من أمبارح ؟؟ .. عملت ليك دريبات من ورانا ولا شنو ؟؟ ..
-   دريبات شنو يا معلم  !! أنا كنت ترباس* من أمبارح ..
-   ترباس !! ليه عملت شنو ؟! .. 
-   والله يا معلم ما عملت أي حاجة .. كنت كاسر كرونا * في السوق العربي ...مهووي* وخرمان .. فتشت لي جُومّة * بي هنا وبي هناك ما لقيت .. التقول السيل بتاع أمبارح دة شال الكرتة * كلها .. فتشت سلفادور * من أي زول عشان اشتري اللوكا * العالم كله كان فلسان والشرتيت * عدم .. اها في قعدتي ديك جا طاير الولد الصيص* دومة وقال لي ارحكا نمش صالة الأعراس الفي شارع المطار قالو فيها طربانة * مدنكلة ... أنا بالأول أبيت اصدقوا لأني عارفو زول فسيسة *وبتاع جلكسات * لكن لمن جا كم نفر وقالو ماشيين مشيت معاهم .. كنا كلنا عضمة * وماف طريقة غير نشوف يوسف الموصلي * ولا نمش كداري .. في النهاية أبو الزيك كبَ حنّك سنين * لبتاع بوكسي جا ماري ورضا ينزلنا في بداية الشارع وتمينا الباقي بالرجلين .. لمن وصلنا لقينا الحفلة بتاعت ناس مرطبين* للطيش  البنات نار منقد* .. والنسوان بوابير * شرط للأرض .. العربات اقل حاجة فيهم الحنينة * وشوية رضا الوالدين * ووداد بابكر * والأغلبية ليلى علوي * .. المهم وقفنا نتضهب * ومنتظرين نلقى فرقة عشان نلم باقي العضّة * اها الظاهر لمتنا دي ما عجبت العالم بتاع الشهادة العربية* ديل قاموا بلغوا علينا .. لأنه بعد شوية كدة جات الطارة * طايرة وقبل ما نعمل زغبير * أولاد اللزينا حاوطونا ورفعونا في البوكس وودونا القسم .. لمن وصلنا الظاهر العساكر كانو قاعدين فاضيين وما عندهم شغلة  عملو مننا موضوع .. يا زول رجونا جنس رج * لمن آمنا .. وبعد داك رمونا في الزنزانة للصباح .. اها الليلة اليوم كلو إحنا شغالين ننضف في القسم ونغسل الحمامات ونلم الوسخ وبدون ما يدونا أكل ولا شراب لمن حالتنا بقت شلش * تصدق أبو الجعران * خلى الولد المكداكي * طيرة الرهو دق جرس * وعمل روحو ضبان ضكر * وقال لشوال الفحم * عاوزين نأكل .. قام شوال الفحم اداهو ليك كافتريا * لمن غمر ..  قمنا كلنا هرشنا * وسكتنا .. اها قبل شوية كدة جابو كمية من الناس المسنسنين * وعاملين لُبطة* شديدة .. وما لقوا حتة يختوهم فيها قاموا قالوا لينا إحنا شوفوا ربكم وين * وإحنا ما صدقنا ..يا زول طوالي كبينا جاز * واتخارجنا  هسي خلوني من الكلام .. أنا من أمبارح قاعد على باقي سندويتش طحنية بالنمل .. عندكم عاشة الفلاتية * شنو ؟! ..
-   بالجد حالتك شلش .. تعال اقعد عندنا أمبلكصات * قربت تنجض ..
-   ياخي أنا بآكلا كدة  .. أدوني ما قادر اصبر ..

وتقدم نحو القدر القديم الأسود الموضوع على قمة أحجار دائرية صُفت تحتها كمية من الأخشاب التي كانت تحترق مولدة طبقات من الدخان الخانق  .. لم يكن هناك غطاء في أعلى القدر فوقف ينظر بشراهة لفلقات * الخروف التي كانت تغلي بقوة جعلت بعض المرق يتدفق فيطفئ اللهب تحته ويملأ الجو برائحة شحم الضان  .. قامت اكبر الفتيات سناً وأحضرت طبق ألمنيوم قديم منبعج الأطراف ..  شطفته بقليل من ماء المطر المتجمع في حفرة قريبة  .. وكررت نفس الحركة مع مغرفة مكسورة اليد .. وهبت فتاة أخرى لمساعدتها فأخرجت من صندوق خشبي مخبوء تحت كومة من الكراتين كيس نايلون شبه ممتلئ ببقايا خبز يابس .. عندما تحركت بدت بطنها المتكورة ظاهرة وتنبئ عن وصول حملها إلى مرحلة متقدمة .. كان شكلها غريباً وملفتاً بلون شعرها البني المجعد الذي تتخلله خصلات ذهبية تتناسق مع بشرتها العسلية الناعمة وعينيها اللتين تتراوحان ما بين الرمادي والأخضر  وبسبب التناقض المثير في هيئتها أطلق عليها الجميع لقب ( شيطون ) ونسوا اسمها الأصلي .. تضافر قصر قامتها مع امتلاء جسدها ليمنحاها مشية مضحكة جعلتها تعتزل الدوران مع مجموعتها تفادياً لعبارات السخرية اللاذعة والتعليقات البذيئة عن هوية والد طفلها  ..  كما وإنها أصبحت تشعر بالتعب لأقل مجهود .. وباتت تعتمد على أصدقائها في إعالتها .. أوكلت إليها مهمة تجهيز وجبة العشاء يومياً من بقايا الطعام التي يعودون بها من جولاتهم الطويلة ..  والحفاظ على الغنائم التي يحصلون عليها من غزواتهم النهارية .. كانت شرسة برغم ضعفها الظاهر .. وعندما تغضب ينطلق الشرر من عينيها وتتبدل ملامحها إلى هيئة مخيفة حتى أطلق البعض إشاعة أنها تتحول إلى شيطان فعلا .. فتفادى الكل إغضابها .. واستفادت مجموعتها من هذه الإشاعة بعد أن أصبحت غنائمهم في مأمن من أي محاولة سطو قد تقوم بها مجموعة أخرى أثناء غيابهم ...

وضعت الخبز في الصحن وصبت عليه الحساء بكرم .. فتحت قراطيس ورقية صغيرة ورشت محتوياتها من بودرة الشطة الحمراء والكّموُّن الأخضر على وجه جبل الخبز .. ثم رصت فلقات الخروف في الوجه ..  وتهيأ الجميع للأكل .. توقفوا بغتة بعد أن تعالى صوت بكاء طفل شق عنان السكون .. كانت صرخات لحوحة ومتواصلة وتقترب من مكانهم رويداً رويداً .. ظهر التحفز الممزوج بالدهشة في الأعين التي تبادلت نظرات صامتة ما لبثت أن تحولت إلى همهمة متوجسة عندما ظهر من خلف التلة شبح صغير واهن الخطوات يحمل بين ذراعيه ذلك الطفل الصارخ .. هب أفراد المجموعة وقوفاً بعد أن بدأ لهم ذلك الشبح بمشيته البطيئة المترنحة كأحد سكان القبور المجاورة قام من سباته واتى كي يشاركهم وجبتهم أو ربما يجعلهم وجبته .. شعر الجميع بالخوف والتصقوا ببعضهم البعض واختبأت الفتيات خلف ظهور الفتيان .. عندما واصل الشبح تقدمه ودخل في دائرة الضوء الضعيف المعكوس من احد الأعمدة .. ظهر على حقيقته .. كان مجرد طفل صغير لا يزيد عمره عن سبع أو ثمان سنوات .. بدت عليه علامات الإنهاك الشديد حتى لم تعد يداه الصغيرتان تقويان على حمل ذلك المخلوق الزاعق .. وقبل أن يتمكن من الوصول إليهم .. سقط منهاراً على الأرض الرطبة دون أن يفلت حمله من بين يديه .. هرع الجميع إليه وتحلقوا حوله في دائرة وهم يتأملون قدميه الداميتين وملابسه الممزقة والغطاء الرقيق الرطب الذي يضم جسد الطفلة الصغيرة التي انخفضت صرخاتها بعد أن أصابها الوهن ..  ركع احدهم أرضاً وحمل الصغيرة ورفعها إلى الفتيات المندهشات ... تناولتها ( شيطون ) على عجل وضمتها إلى صدرها بحنان امومي جارف .. هرولت بها قرب النار وهي تنزع عنها الغطاء المبلل .. بحثت داخل إحدى الكراتين حتى أخرجت قطعة قماش متسخة لكنها جافة .. لفتها حولها بحرص ثم رفعتها ووضعت رأسها الصغير على كتفها وبدأت تهزها برفق وهي تربت بيدها على ظهرها ..
بينما حمل الفتيان الصبي الصغير ووضعوه بالقرب من النار وهم يحاولون إفاقته بوضع بضع قطرات من الحساء الحار على فمه .. كان جلده مشتعلاً بالحمى .. ويخرج هذيانه متقطعاً غامضاً .. كانت أوضح كلمات فيه هي .. أمي .. أبوي .. السيل .. سعدية ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
  بشكة : صاحب أو صديق  .. ترباس : السجن .... كاسر كرونا : جالس بدون أي شغل 
مهووي : جائع ... جُومة : الأكل  ... الكرتة : بقايا أكل المطاعم .. سلفادور : سفلة أو دين .. اللوكا : الطعام  ..الشرتيت : القروش ..الصيص: تطلق على الشاذ جنسياً المفعول به ..
طربانة : حفلة .. فسيسة : الجاهل الذي يدعي المعرفة .. جلكسات : كذاب ..عضمة : فلس حاد ..
يوسف الموصلي : طلب توصيلة مجانية  ...كبَ حنّك سنين : تكلم بحديث مقنع ..
مرطبين: مرتاحين ...  نار منقد: الفتاة فاتنة الجمال ..بوابير : النساء المتزوجات ( المكبرتات ) 
الحنينة :  سيارة الاتوز ..  رضا الوالدين : سيارة التويوتا الكورلا .. وداد بابكر : سيارة بوكس دبل كابينة .. ليلى علوي :سيارة لاند كروزر .. نتضهب : نتطفل ..العضّة : الأكل ..
الشهادة العربية: كناية عن الراحة ... الطارة : الشرطة .. زغبير : هروب ..  رج : ضرب شديد
أبو الجعران : الجوع .. حالة شلش : وضع متأزم  ..  المكداكي : لص .. دق جرس : كناية عن الاحتجاج بغير حجة ...  ضبان ضكر : الجبان مدعي الشجاعة .. شوال الفحم : عسكري شرطة السجون ... اداهو ليك كافتريا : صفعه قوية .. هرشنا : أصابنا الخوف .. المسنسنين : شاربي الخمر ... لُبطة: مشكلة ...  شوفوا ربكم وين : اطلعوا .. كبينا جاز : أتحركنا



 
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]
يا أخواني عيانة .. عالجوني على حساب الوزارة ...



يا أخواني عيانة .. وحات الله عيانة .. روحي وحلانة .. عيوني غميانة .. مرارتي فقعانة .. وجيوبي همدانة .. واخلاقي ضايقة شديد وبالحيل كملانة ..

مشيت المستشفى .. قالوا مافي علاج لحالتي السجمانة .. الا عند ناس جون ودكتورة ماريانا ..

كيف العمل يا ناس وقروشي عدمانة ..

سالوني وين راحت .. معقولة بس يا ناس ؟! ..

ما كلكم عارفين قروشي وين راحت .. شالتا فلانة ..

تاني سالوني .. فلانة مين تطلع ..

معقولة ما عارفين ؟! .. فلانة ديك ياخي ..

الكات مسيكينة .. مدسوسة في بيتا .. مشغولة بالحنة وبعركة الدخان ..

ساكنة في اللفة وبتزاور الجيران ..

زولة عادية .. ما ليها في لندن ولا في جزر كايمن ..

جاهلة بالتاريخ وحضارة السودان .. واهم شئ عندها وشها الفتان ..

حالا اتغير لما الملك بهلول شافا قام ريّل .. واصدر الفرمان ..

فلانة لازم تبقى ناصية النسوان .. وتهجر اللفة والحلة والقفة ..

وتلتزم بالحنة وعركة الدخان .. وتبقى ست القصر ..

فلانة طارت فوق .. دكت نواصي السوق .. لغفت بنوك وبنوك .. رصت قصور وبيوت .. وختت البهلول تحت الاباط والشملة ..

فلانة طارت فوق .. وخلتنا نحنا تحت .. نحوم باوجاعنا .. نكدّ عضم جوعنا ..ونشرب بواليعنا ..



نرجع لمرجوعنا .. انا لسة عيانة .. ومحتاجة اتعالج في بلاد برة .. عند جون وماريانا ..

يا اخواني عاوزة قروش .. وروني وين القاها ..

اشيل روشتاتي والف شوارع الله اشحت مع الشاحتين ؟! ..

مافيها شئ والله .. اصلا تلات ارباع شعبنا المسكين بعد جاهم التمكين صبحوا شحاتين ..

ادوني حل تاني .. وروني شن اسوي ؟! ..

الم هديماتي واعرضا في السوق ؟! .. ابيع جزيماتي يمكن تسد حاجة ؟! ..

ابيع وليداتي ومعاهم بنياتي ولحمي وشطيراتي ؟! ..





ناسي العزاز وعدال .. حنّوا على حالي .. وقالو لي هاك الدبارة ..

يا مواطنة يا مسكينة ما ليك حل الا تمشي الوزارة ..

قلت ليهم ياتو وزارة ؟! قالو لي انتي يا غبيانة ما سمعتي بخبر الوزارة ؟! ..

البتعالج الناس الفقارى بملايين القروش بدون حسيب ولا رقيب ..

ما سمعتي بانه الوزارة بقت امارة محكومة بشيخ العدالة ..

شيخاً كريم بدي القروش باشارة من الوزير ابو كبير..

امشي ليهو .. واحكي ليهو عن عياك ..

قولي ليهو وين دواك ووين شفاك .. واكيد هو عارف ..

لانه قبلك عالج الولد الصغير بكوم قروش ما ليها عد ..

امشي ليهو واخدي حقك .. اقلعيهو لانه حقك ..

ولو ابى .. شوفي واسطة .. باقي في البلد المسجم .. أي حاجة فيها واسطة بتبقى باسطة ..

يا مواطنة كوسي واسطة .. شوفي تمساح شوفي هامور شوفي شيخ ولا حوارو ..

وكان عدمتي .. جيبي ورقة .. اي ورقة واكتبي ..

يا مواطنة ما سمعتي بمصطلح تهديد مبطن وابتزاز ؟! ..

هددي ناس الوزارة .. شوفي ليكي كلام مغتغت واكشفيهو .. طالبي بتمن السكوت ..

وكان عدمتي يبقى آخر حل نسوي ( كشف هيئة ) ..

يا مواطنة انتي سمحة ؟! اعملي بوستر كبير واعرضيهو ..

يمكن البهلول يرّيل ويصدر الفرمان بتاعو ..

وتلقي روحك قاعدة في هاواي ولا في تخوم لندن ..

وناس جون وماريانا يبقوا ليكي خدم ..


ناسي العزاز وحنان لقوني زعلانة من الكلام الشين ..
قالولي يا مواطنة .. ما تزعلي من الحل ..
لانو في بلد منحل .. كل شئ يحل .. كل شئ يحل ..

للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]
وسوسة أوراق الشجر ..

عندما أمر تحت شجرة تقبع في محيط ساكن .. اسمع لأغصانها همساً يكاد يبدو ( كوسوسة ) متآمرة بين الأوراق فأتوقف تحتها قليلاً وأصيخ السمع ظناً مني بان معجزة ستحدث فجأة وتجعلني افهم الحوار الذي يدور بين الأوراق ..
تُرى ماذا تقول أوراق الشجر لبعضها البعض في تلاصقها الإجباري الحميم ؟! .. وكيف يبدو لها العالم الذي تطل عليه ؟! هل تراه .. هل تحسه ؟! .. وهل في الأصل لها إحساس ؟! ..
هل تتألم عندما تمتد إليها الأيادي العابثة سهواً أو عمداً وتجتثها من فروعها ؟! .. هل تخاف من صفير الريح وهي تأرجحها بمشاغبة عنيفة ؟! .. وهل تعشق النسمات الرقيقة عندما تعانقها في رقصة شغوفة ناعمة ؟! .. وكيف تستقبل انهمار المطر عندما يغمرها ويغسلها ويرويها ؟! .. وبأي لغة تعبر عن شوقها لقطرات الندى عندما تتأخر عنها في الصباحات الغائمة ؟! .. وهل تفهم الأحاديث السرية للطيور التي تزاحمها بأعشاشها في سكنى الفروع ؟! .. وهل تتأثر بهمسات العاشقين التي تتسلل إلى مسامها ذات مكوث تحت ظلها ؟! .. هل هي مخيرة أم مسيرة في دورة حياتها ؟! .. هل تستطيع أن تحدد إلى أي مدى يمكنها أن تحتفظ بخضرتها الزاهية ؟! .. هل تستطيع أن تتفادى صفرة اليبوسة والاحتضار ؟! هل يمكنها رفض السقوط أرضاً والتمسك بالبقاء في فرعها حسب هواها ورغبتها ؟! ..

وماذا قالت تلكم الأوراق التي خصفها أبونا آدم وأمنا حواء من شجر الجنة ليداريا بها سوأتهما التي ظهرت بعد أن وسوس لهما الشيطان بعصيان أوامر الرب فأكلا من الشجرة المحرمة ؟! .. هل كانت راضية بمهمتها الجديدة كغطاء لعورات بشر خاطئين؟! .. هل احتجت على إنزالها من جنة الخلد إلى ارض الفناء ؟!.. هل نقمت على كل البشر بسبب ما حدث لها أم سامحتهم ؟! .. هل تتآلف أوراق الشجر المختلفة الأنواع والأحجام والأشكال مع بعضها البعض أم انتقلت إليها عدوى عنصرية البشر وباتت المستديرة لا تقبل المستدقة .. والابرية تكره المفلطحة .. والزاهية تحقد على الباهتة ؟! .. هل تقبل الاختلاف أم ترفضه ؟! ..

عندما أفكر بالأشجار وأوراقها .. يخيل إليّ أنها أكثر كائن حي يعكس معنى الكبرياء ويكرّس لمفهوم العطاء المتجرد من كل الغايات .. فالأشجار تموت واقفة أو كما قال الكاتب الاسباني اليخاندرو كاسونا في عنوان مسرحيته الشهيرة .. تموت بلا انحناء .. وبصمت مهيب .. بلا نواح ولا استجداء للبقاء في الحياة ..
وهي تمنحنا زهرها وعطرها وخشبها وظلها وعصارتها دون أن تتوقع منا شيئاً في المقابل .. بل تتقبل بكرم المانح جحودنا لعطاياها .. نصفعها بالأحجار فترمينا بالثمار .. تقينا بظلها من الحرور فنقتلع نحن الأغصان والجذور لنبني مساكن ونطبخ ونتدفأ .. نحرقها .. فتمنحنا عطرها .. تهبنا الإلهام وكل أسباب التفكير والتفكّر في قدرة الخالق على الخلق فنعجنها ونهرسها ونشكلها أوراقاً نصب فيها نتاج إلهامها لنا .. تمنحنا الدواء والشفاء .. فنبصق فيها ونتبول تحتها .. تحمينا من عصف الريح وزحف الرمال فنبيدها لنبني مكانها غابات من الاسمنت البليد البارد الذي يبتلعنا في جوفه مستمتعاً بوحدتنا وانعزالنا ..

يا ترى هل تغتابنا أوراق الشجر عن فعائلنا في همسها مع بعضها البعض ؟! .. إن كانت تفعل فلن ألومها .. لأننا نحن البشر وبكل أنانيتنا ولا مبالاتنا وانغماسنا في ذواتنا الفانية لا نستحق مجاورة كبرياء الأشجار ولا كرمها ..
وما زلت أتمنى أن احصل على معجزتي التي تمكنني من فهم وسوسة أوراق الشجر ..


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]
وداعاً يا صفية .. أو الموت تحت وطأة الوحدة ..


صفية .. فتاة تماثلني عمراً .. سودانية أصيلة .. بهية كنور القمر في ليلة تمامه .. ونقية كأحلام الأطفال .. ترعرعت في ارض المليون ميل مربع حينما كانت كذلك .. درست وتفوقت وتخرجت من اعرق جامعات البلاد بنتيجة مشرفة .. كانت تأمل في أن تعيش حياتها وسط أسرتها التي تحبها .. لكن ضيق الحال أعاد صياغة تفكيرها كما فعل مع كثيرات غيرها .. فقررت أن تهجر البلد وتلجأ إلى الغربة علها تمنحها ما تستحقه من تقدير مادي ومعنوي لم تستطع الحصول عليه في وطنها .. حزمت حقائبها مع دموعها .. وودعت الأهل والخلان والصحب والجيران .. واتت إلى الإمارات وهي تحمل خوفها من غربة قد تمتد .. ووحدة قد تشتد .. وأحلام قد تتبدد .. كابدت وجاهدت حتى تحصل على عمل شريف تستطيع أن تفخر وتفاخر به ويكون حجة ناصعة الوضوح لكل من يحتج على خيارها .. وجدت العمل .. لم يكن يتناسب مع طموحاتها .. ولا تأهيلها .. ولا رغباتها .. لكنها قبلت به .. رضيت بالمقسوم وشكرت الخالق على عطيته ..

مرت الأيام وصفية تعمل بجهد وتحصل على القليل .. وامتدت الغربة ... واشتدت الوحدة .. وبدأت الأحلام تتحول إلى سراب بقيعة تحسبه ماء وكلما جاءت عنده لم تجده شيئاً .. وزاد ضيقها بألم صار يتكور في صدرها ويكبر .. وزاد خوفها بتشخيص الأطباء .. انه المرض الخبيث .. غزاها ذات غفلة .. وتمكّن منها بقسوة ماثلت قسوة العلاج الذي كان البتر .. وفقدت صفية إحدى مقومات أنوثتها .. وتحولت من امرأة كاملة الدسم .. إلى أخرى مبتورة .. تتجرع الكيماوي عبر أوردة اشتكت من حرقته .. وتتجرع معه الصبر والرضا بالمقسوم .. وتحت وطأة المرض والعلاج المؤلم تحولت الغربة إلى كابوس حرمها النوم .. لم يكن لها غير الله يرافقها في وحدتها ووجعها .. لم يكن لها غيره ليمنحها أملاً تعذّر .. ويحمي روحها من يأس تجذّر وتشعب واستوطن ..

وكما قيل بعد الضيق يأتي الفرج .. بشر الأطباء صفية الصابرة بانحسار عدد الخلايا الخبيثة من جسدها .. فتهللت وبدأت تستعد للفرح القادم .. لكن المخاتل الخبيث رفض أن يغادرها فغدر بها.. واختار عظامها هذه المرة وسكن فيها وبدا ينهشها ببطء حقود .. تمددت الأيام واتسعت مساحة الأوجاع حتى سدت كل منافذ الأمل ..

بالأمس السابع والعشرون من شهر يوليو كانت صفية تستعد لجولة جديدة من العلاج .. وكان موعدها بالمستشفى قد تحدد لمقابلة طبيبها .. تركها ابن أختها الذي كان رفيقها الوحيد في غربتها ومرضها .. تركها نائمة في سريرها بعد ليلة طويلة من استجداء النوم ومصارعة الأرق .. وضع قربها كوب عصير وحزمة أمنيات بان تصحو وهي أفضل حالاً .. وغادر إلى عمله .. ظل طيلة فترة الصباح يتصل بهاتفها فيأتيه رنينه حزيناً دون يقطعه صوتها الواهن .. انتابه قلق عظيم .. فاتصل بشقيقتها التي أتت مسرعة .. ومع كل رنة جرس يقابلها الصمت كان خوفها يزداد .. وفي نهاية الأمر لم يكن هناك مناص من استدعاء حارس البناية الذي استدعى الشرطة بدوره حتى يتمكن من كسر الباب ..

كانت صفية في مرقدها وقد تحولت إلى كتلة باردة فارقتها الحياة منذ ساعات طويلة .. ماتت وحيدة .. بلا أنيس يبدد عنها وحشة الموت .. ولا قريب يلقنها الشهادة أو يتلو فوق رأسها بعض آيات القران زاداً لرحلتها الأخيرة .. ماتت وحيدة في غرفة لا تعرف لون السماء ولا يدخلها نور الشمس .. ماتت في غربة أتتها كوردة متوهجة المياسم والمتوك .. ولم ترجع منها أبداً .. لقد دفنت صفية في غربتها التي اختارتها بحسن ظن جميل .. بالأمس دس جسدها البكر ثرى ارض الإمارات دون أن تلثمها أمها او تحتضن جسدها الموجوع .. ودون أن يودعها أصحابها ومحبيها و أخوانها وأخواتها .. رحلت صفية بصمت الغريب في ارض غريبة ودون آهة أو أنة الم ...

أيتها الغربة القبيحة .. كم صفية أخرى سوف تبتلعين في جوفك الوحشي الذي لا يشبع منا نحن مطاريد أوطاننا ؟! .. من ستكون التالية من صديقاتي التي ستنهشينها بمخالبك ؟! .وما هو موقعي في جدول أعمال اغتيالك لفرحنا وأحلامنا .. وحياتنا ؟! ..

ألوم من على موت صفية في وحدتها ؟! .. هل ألومها هي على خيارها الذي هو خياري ؟! .. أم ألوم أهلها الذين وافقوا على خيارها كما فعل أهلي ؟! .. أو ألوم الظروف التي كانت سبباً للخيار وابدأ بلعن بلدي وحكامها وساستها الذين أجبرونا على هذا الخيار الصعب ؟! .. أم ألوم القدر ؟! .. من ألوم ؟! ..

لك الله يا صفية حية وميتة .. أساله أن يرحمك رحمة واسعة وان يسكنك فسيح جناته مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقاً ..
أنت السابقة .. ونحن اللاحقون .. ستكون عظتي مما حدث لك أن احرص على كتابة وصية أطالب فيها أن ادفن في تراب بلدي وبقرب قبر أبي وحولي أهلي وعشيرتي .. لقد اكتفيت من وحدتي في غربتي .. وأود أن تضمني ارض مألوفة بعد موتي .. وتكون حولي رفقة من أحببتهم وأحبوني في حياتي ..

انا لله وانا اليه راجعون ...

للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
النذير حجازي
مشاركات: 535
اشترك في: الجمعة يناير 11, 2008 7:27 pm

مشاركة بواسطة النذير حجازي »

اللهم ارحم صفية رحمةً واسعة واسكنها فسيح جناتك مع الشهيدات والصديقات وحسن أولئك رفيقةً، والهم أهلها وذويها الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون، عزيزتنا سناء جعفر، إن شاء الله البركة فيكم، وجبر الله كسركم، وألف رحمة ونور تتنزل على قبر والدك.

تحياتي
give me liberty or give me death
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

العزيزة سناء... أذكر أن آخر مرة تداخلت معك هنا بالكتابة كان قبل عام مضى... لكن للحق أنني أقرأ كل ما سنحت سانحة وأمتع بالفيض الشعوري الرفيع المقام من الحرف والروح والرؤى. شكرآ للإلهام وشكرآ لك على صبر "الكتابة". لله درك.


محمد جمال
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]النذير حجازي ..
تحية طيبة .. وربنا يرحم موتانا وجميع موتى المسلمين ..
توزيع الاحزان يخفف وطأتها .. فشكراً لانك حملت نصيبك من حزني ...



محمد جمال الدين ..
وجودك في كل الامكنة يزّينها بمنطق جميل ..
ابشرك بان صبري على الكتابة قد اوشك على النفاذ ..
فقد ارهقتني مصارعتها .. وبت اتوق الى خمول العقل عل الروح تهدأ ...بت اتوق الى سكون الخيال .. عل القلب يرتاح ..
بت اتوق الى العادية والنمطية .. ولكن هل من سبيل اليها ؟!
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

رمضان .. وقنوات تلفزيون السودان ...

حصيلة التسعة يوم الأولى : وما زال الشهر الفضيل في بدايته ..


للجميع .. رمضان كريم .. وربنا يجعلكم من عتقاء هذا الشهر ..
منذ زمن طويل يقارب العقد .. جافيت تلفزيون السودان ( إلا فيما ندر ) .. والقرار دة ما كان تنصل من إبداعات أهل بلادي وتجلياتهم في الشاشة الصغيرة ... ولكن حفاظاً على مرارتي من الانفقاع .. وعلى مستوى السكر في دمي من الارتفاع .. وعلى حواسي من التبلّد .. يعني قرار ابتعادي عن القنوات السودانية البقت كتيرة ومسيخة بلا فايدة أتى لأسباب صحية بحتة ..

لكن في رمضان الوضع بختلف .. وتلقائياً كدة إحنا الناس البرة بنلقى روحنا متابعين قنواتنا عسى ولعل تأتينا بقبس أو جذوة متعة تعيد لينا إحساس رمضان السودان بتاع زمان .. نقوم نتفرج عشان نتذكر ريحة الحلو مرّ البتملى البيت من عصراً بدري .. وعشان نسترجع طعم سلطة الروب بالعجور والجزر ( هنا مافي عجور ) .. والطعمية أم سمسم .. والعصيدة والملاح .. وكل حاجات رمضان المميزة ..

في الزمن داك كل شغل المطبخ كان بتبرمج على حسب قناة السودان اليتيمة .. يعني عمل العصير قبل مسلسل ( لا اله إلا الله ) وحش السلطة أثناء المسلسل .. ورمي الطعمية بعد المسلسل .. تسخين الشوربة والملاح مع البرنامج الديني القبل الآذان .. غسيل العدة قبل المسلسل المصري .. عمل العشا مع السهرة مهما كان نوعا ( حتى لو فلم هندي قديم ) .. كان التلفزيون شئ مهم وأساسي في حياتنا .. كانت البرامج على قلتا جميلة وممتعة وهادفة .. والدعايات على بساطتا مريحة وبتركز في الرأس وبتبقى مألوفة وبننتظرا بفارغ الصبر .. حافظين كل كلمة فيها .. وكل تعبير وكل حركة .. ومرت الأيام .. واتولدت كمية من القنوات .. وقّلت المتعة .. وبقت متابعة قنوات السودان نوع من العذاب بنمارسه على روحنا ونحن بنامل في بعض الاشراقات علها تزيل عنا وعثاء الغربة .. لكن يبدو أن آمالنا مبالغ فيها ..

في رمضان دة حاولت التقط بعض البرامج الاتوسمت فيها خير وقلت حتكون جديرة بالمتابعة .. وبديت باغاني السر قدور والمجموعة اياها .. اها قوموا يا علماء السودان اعملوا فتوى وطفشوا لي البرنامج لنص الليل بتوقيت الإمارات .. ضغطت على نفسي وجبرتها على الصحيان عسى ولعل .. ومن أول حلقة قلت بركة الجات منكم يا ناس النيل الأزرق والتزمتوا بالفتوى واخرتوا البرنامج .. لاني لقيتوا نفس الملامح والشبه بتاعت السنين الفاتت .. نفس طريقة السر قدور الغياظة وضحكته العجيبة .. نفس أي شئ .. اللهم الا طريقة القعدة .. وبالتالي امتنعت عن الحضور ..

مشيت افتش باقي البرامج في القنوات التانية لقيت حاجة اسمها ريحه البن .. قلت يا سلام .. عنوان موحي ومشجع لأني بحب البن وريحته .. بس للأسف طلعت بعض حبات البن ضاربة وخربت النكهة خصوصاً لمن واحد من الشعراء الشباب ديل القى ليه قصيدة كلها ( هناي ) و( هناي ) وصدقوني ما عرفتو جادي ولا بهزر .. ودة شعر ولا حلمنتيش ولا شنو بالظبط .. غايتو الشعر الحر والحداثي دة فيه توصيفات وكلمات ما انزل الله بها من سلطان .. وكله كوم وواحدة من الشاعرات المجيدات اتجلت وشبهت لينا ميلاد القصائد بالدمامل التي تتكون ليخرج الشِعر كما يخرج القيح ( الله يقرفكم .. صحي الملافظ سعد ) .. وطوالي نفسي اتسدت من البرنامج وبرضو قررت الامتناع عن الحضور ..

اها مشيت احضر برنامج تاني بركز على مقابلات مع حالات انسانية وبيحاول يساعدا .. اندهشت من حلقة امبارح الجايبين فيها لقاء مع امراة ( من ذوي الاحتياجات الخاصة ) اتبنت طفلة من المايقوما وبتربيها .. اندهشت ايما اندهاشة من توصيف الطفلة بانها ( ولدت من الخطيئة ) .. بلاهي دة شئ انساني ؟! .. يعني الما عارف عن انه الطفلة دي ( لقيطة ) ومتبناة من مركز المايقوما هسة عرف .. وكل زميلاتا في المدرسة وناس الحلة وبتاع الدكان وكمساري البص والحافة حيعرفوا انها ( ابنة الخطيئة ) .. يعني لو أي زول تاني لاقاها في الشارع وقال ليها ي ( بت الحرام ) ما بنقدر نلومو .. موش دة كلام البرنامج الانساني ؟! .. شئ غريب ومحير فعلاً .. يا ترى الأم الاتبنت دي زاتا كيف وافقت على انها تعرّض الطفلة البرئية لموقف زي دة ؟! ..يا ترى هي المافاهمة أبعاد التصرف دة ولا انا الفاهمة الشئ الاتعرض في البرنامج بصورة غلط ؟! ..

نجي للدعايات .. من خلال متابعتي ( الما لصيقة شديد ) للدعايات في القنوات التلفزيونية سواء أن عربية أم أجنبية .. زي الدعايات بتاعتنا ما لاقتني .. وحات الله كرهونا العدس والمرقة والزيت والبوهية واسبيرات العربات والعفش وشركات الاتصالات والشاي.. وعلى ذكر الشاي .. أول مرة أشوف زول بعمل إعلان لمنتجين متنافسين في نفس الوقت .. غايتو دة يا يكون غباء من جمال حسن سعيد .. ولا من شركة كوفتي مالكة العلامة التجارية شاي الغزالتين .. ولا من ناس شاي ليبتون .. دي أظن سابقة ما حصلت في عالم الإعلانات وممكن ناخد عليها الريادة وقصب السبق .. معقولة بس يا جمال بعد برنامج شاي ودهب مباشرة يجي إعلان شاي الغزالتين ؟! يعني راحت المصداقية شمار في مرقة لوزة ولا كيف ؟! .. هسة كدة ورينا نشرب ياتو فيهم ؟!
شكلي كدة وحفاظاً على ما تبقى من صحة نفسية وجسدية وفكرية وذوقية .. حاقرن صيامي بانقطاع تام عن قنوات تلفزيون السودان .. وبالتالي حابطل ( الشنّاف ) الكتير دة ..


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
äÌæì ÏÝÚ Çááå
مشاركات: 113
اشترك في: الأحد مايو 29, 2005 2:24 am

مشاركة بواسطة äÌæì ÏÝÚ Çááå »

سناء سلامات....وكل سنة وأنت طيبة.

متابعة ....أقرأ من وقت لآخر.....ثرثرتك الحميمة...الحميمة.
حسب ما يسمح به الوقت الذي لم يعد يكفي.
لكن المسافة بيننا كبيرة....فقط قررت المواصلة الي أن نلتقي
في إحدي ثرثراتك....في وقت ما..يعني أسع أنا فيه زار من 2009 نازلة فيهو
قراية.....!!!!!
حكاويك وكتاباتك ممتعة ياسناء,وتمتاز بسرد سلس جاذب.

عمات قفلة معاك لزوم المواكبة بالقنوات السودانية ورمضان.....وقلة الخيارات.
سأواصل.....
لك تحياتي ومودتي,
نجوي
أضف رد جديد