ماذا نفعل مع المسلمين؟

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
عادل السنوسي
مشاركات: 839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:54 pm
مكان: Berber/Shendi/Amsterdam

مشاركة بواسطة عادل السنوسي »

عمر التجاني كتب: الأستاذ عادل السنوسي
أياك أخص بعد السلام عليك وعلى من تتبع هذا الخيط
أصابتني الدهشة وأنا أقرأ حديثك
ما اْجبر اسرائيل علي الجلوس و التفاوض في مدريد و أسلو لاحقا هو شدة انتفاضة حماس ، و ليس حربائيات و زئبقيات ياسر عرفات و من لف لفه ، أمثال صائب عريقات صاحب اللغة الانجليزية الركيكة ، فبلغته الركيكة تلك ، أضر بالقضية الفلسطينية أكثر من اسماعيل هنية

هذا حديث غاب عن شخص متابع فالأنتفاضة الأولى هي التي أجبرت إسرائيل على الجلوس على التفاوض أما حماس فقد نشأت في ديسمبر 1987 ولكي تجهض الإنتفاضة وقد غضت إسرائيل الطرف عنها لعدة أسباب حس اعتقادي وقد فصلت بعضا منها في هذا الخيط

https://sudan-forall.org/forum/viewtopic.
ولكني أزيدك كل المتابعون لنشأة حماس يدرك وبلا مجهود كبير ان حماس نشأت تحت سمع وبصر إسرائيل وليس رغما عنها فقد كانت حماس إبان الانتفاضة الأولي كيان ناشئ هزيل قامت بعض الأموال العربية بدعمه وهاهو الآن يطعن من أمدوه بالعتاد والمال في الظهر بتحالفه مع تنظيم الملالي بلبنان المسمى حزب الله. حماس حولت القضية من قضية تحرروطني لكل الفلسطينيين إلي حرب بين المسلمين واليهود بمعنى أنها حولتها إلي قضية دينية وما أظن أحدا مثلي وأظنك كذلك لا علاقة لنا بتنظيمات الهوس الديني مهما كانت مجاهدات حماس أن نقف معها ونساهم في اسقاط الأنظمة العربية المتهالكة فعلا لحساب جماعات الهوس الديني . وهذا هو السبب الذي باعت حماس به الشعب الفلسطيني بثمن إسقاط الأنظمة العربية المتهالكة والتي لا أشك في أنها يجب أن تسقط ولكن ليس البديل هو جماعات الهوس الديني. وأعجب من يقول بصمود الشعب الغزاوي في وجه الصلف الإسرائيلي نعم صمدوا ولكن هل كان هناك من خيار آخر غير الصبر وليس الصمود شعب لا يستطيع أن يتحرك وكتب عليه البقاء تحت نيران اسرائيل وعذاب حماس.حماس الآن تحاصر المسيحيين في غزة وتعمل على تهجيرهم
حماس البغيضة بالنسبة لي أنا وجدت الدعم من جهلت عده أهما قناة الجزيرة العاملة لصالح جماعات الهوس الديني فقد مدّها تنظيم الأخوان المسلمين بالمال والحركات الأخرى المناضلة بحق وحقيقة من أجل كل الشعب الفلسطيني لا أحد يدعمها لا أظن أن هناك أحدا يدعم الجبهة الشعبية أو الحزب الشيوعي الفلسطيني وهم بالرغم من هذا كان لهم دور فاعل في التصدي للعدوان الإسرائيلي الأخير ولكن لا أحد يسمع بهم فقناة الجزيرة غير معنية بهم.
علينا أن نعمل على دعم التيار الديمقراطي ولو بهذا الشكل البسيط حسب رأي بدلا من نسب بطولا حماس لم تفعل فيها شيئا وحماس إذا ما قيّض لها أن تنتصر وليس كانتصارها الوهمي الذي باعته لنا وصدقها البعض فستفعل بنا جنس عمايل لأن مذهب الحركات الإسلامية وبلا استثناء لا يرحم أحدا.
وحسب رأي أنا ليس هناك إسلامي متطرف وآخر معتدل فهم في النهاية سواء يلغون العقل ويفكرون بالعاطفة والعاطفة المريضة.


تسحيل فقط هنا يا عمر بالمتابعة والقراءة .. سأعود ، حتما للرد والتعليق ريثما تنحسر ( الموجة ) ... موجتي اللعنية كما تدري يا عمر !
عمر التجاني
مشاركات: 228
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:28 pm

Re: وما ادراك ما حماس؟

مشاركة بواسطة عمر التجاني »

الأستاذ عمر الأمين
لك مني افضل التحيات وكذا لبقية من يشارك في هذا الخيط.


كتب الأستاذ عمر الأمين


لذلك فمن يكره حماس (يقرب يكره) اليوم الذى وضعته فيه مثل هذه الظروف فى مثل هذا الموقف المتناقض.
والشاهد أن حماس استقطبت تعاطف شعبى على نطاق العالم. وقد كان تعاطفاً ظاهراً لدرجة أن النخبة السياسية على نطاق العالم أصبحت تتحسس مكامن الخطر على كراسيها وعلى ابراجها العاجية.

أنا ولعن الله أنا واحد ممن يمسكون العصا من كل أطرافها وبكل مقايسها ضد حماس وكل الحركلت الأسلامية بلا استثناء ولم أحس في يوم من الأيام أن حماس أو غيرها من الحركات الإسلامية قد وضعني في موضع أكره فمعركة كل المطالبين بالديمقراطية هي محاولة إيجاد السبل التي توصل فكرتهم وهي ليست بحال من الأحوال ضعيفة أو مهترئة ولكن العالم المترسمل ومن لف لفهم من جماعات الحركات الأسلامية يقف بصلابة وبمنابرهم ضد هذا التوجه الذي حسب إعتقادي المخرج ولا يعني البتة فوز حماس عن الطريق الديمقراطية أن الديمقراطية تجذرت في الشعب الفلسطيني لدرجة أنهم وبكامل وعيهم السياسي قد أختاروا حماس صحيح جدا هذا خيارهم ولكن هذا الخيار جاء وأؤكد لك بصورة غير ديمقراطية البتة فإرهاب حماس دفع البعض خوفا منهم وتعلم جيدا أن الإسلام السياسي لا يسمح حتى بأبسط مقومات الحرية الشخصية ناهيك عن حرية المعتقد، والحرية الشخصية
أما تعاطف العالم مع حماس فلم يكن ناتجا عن حبهم لحماس وهذا بالضرورة نابع من الخلاف الفكري والأيدوليجي معهم بل لرؤية الدم الذي باشرتة دولة إسرائيل بدرجة كبيرة من الوقاحة فالعالم يسأل وماذنب الأطفال.

وسأعود مع خالص التقدير
عادل السنوسي
مشاركات: 839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:54 pm
مكان: Berber/Shendi/Amsterdam

مشاركة بواسطة عادل السنوسي »

الأخ عمر التجاني سلام و 1000 تحية مرة أخري .....

أؤكد لك صديقي مرة أخري ، نعم أنا أقصد الانتفاضة الأولي عام 1987 = كانت حماس هي من أشعلتها ، ربما لم أعبر بصورة دقيقة في مقالي الأول ، و لكن الفكرة مؤكدة هنا مرة أخري = لقد كانت حماس هي من أشعل الانتفاضة الاولي ، و شاهدنا جميعا علي شاشات التيلفزيون / تكسير المعاصم ، بواسطة جنود الهالك ( الحائز علي جائزة نوبل للسلام لاحقا ، المدعو باسحاق رابين ) الذي اضطر لاحقا الي الجلوس علي طاولة المفاوضات مع فتح في مدريد عام 1991 و اوسلو عام 1993 ، يعني حماس زرعت و حصدت فتح ! هذه هي الحقيقة الصلعاء .

نعم ، لقد أعلنت حماس أسمها حماسا في 15 ديسمبر من عام 1987 ، و لكنها كانت موجودة أصلا علي الأرض تحت مسميات أخري ، و هي كما تعلم يا صديق ، امتداد لحركة الأخوان المتأسلمين ، التي عاني منها العالم أجمع ، و لكني ( لا تندهش ) أتفق مع حماس الفلسطينية في فكرة عدم قبولها باستيطان بعض من يسمون نفسهم يهودا في أرض فلسطين ، فوجهة نظر حماس القائلة = لا لحق لمن يأتي من روسيا و البعض بلاد أوربا الشرقية و الحبشة ..الخ ، في أرض فلسطين التاريخية ، أراها محقة ، فلا علاقة لهؤلاء بمنطقة الشرق الأوسط ، و لكن حماسا تقول أيضا : لا مانع من التفاوض و الهدنة الطويلة مع حكام اسرائيل ، و الاعلام للأسف لا يشير أبدا الي وجهة النظر هذه ، و انما يركز فقط علي ( ارهاب ) حماس .. ، و أنظر يا عمر الي ما تفعلة الحكومة الاسرائيلية ، من توسع ( Expansion ) في المستوطنات يوما بعد يوم في أرض ليس ملكها قانونيا .

اعتقد جازما بما لا يدع مجالا الي الشك ، بأن المشكلة ليست في حماس فقط، رغم كوزنتها ، و انما المشكلة في حكام بني صهيون أيضا ، و لكني طبعا كما تعلم ، لا أؤيد بعض أساليب حماس ، مثل ارسالهم للانتحاريين داخل اسرائيل و قتلهم العشوائي للمدنيين بحجة الجهاد ..الخ . طبعا تدري سلفا بأني لا أؤيد ذلك ابدا .
صورة العضو الرمزية
مصطفى آدم
مشاركات: 1691
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 5:47 pm

مشاركة بواسطة مصطفى آدم »




هذه ترجمة ( مبدئية و قابلة للتنقيح ) لرسالة د. محمد سليمان المنشورة هنا . إلحقها في هذا الخيط أيضاً حتى تعم الفائدة .
و ذلك عملاً بالمثل الغير شائع "من فرج على قارئ كربة من كرب اللغة ........." ( الحقوق محفوظة)
و حتى لا يقف الحمار المغلوب على أمره " ليفرِّج الكُربة" " مجلوباً" في سوق "الله و أكبر" .
و دا سوق نيو- إسلاموبرالي مُضْمر في الوعي الجمعي بقرينة المثل الشائع جهراً " الحشاش يملى شبكتو" و يتخذ من اللغف العنيف مبدأً لا يتبدل حتى لو لم تكن الدنيا " مهديه" . و لاّ شنو يا الهاشمي ؟
مصطفى آدم




نظام إسلام العنف المسلَّح و المدني في السودان
أكتب الآن من بيتنا في الخرطوم، و تلك مدينة الشائعات المبْتذل منها و الخطير. تغمرك بكل أنواع التفاصيل التي تضيع في ثناياها المّطوّلة تلك الصورة التي ارتسمت في الذهن عن الخرطوم الحقيقية. تتغير الأشجار بينما تظل الغابة هي هي. منذ العام 1989 تغير حال و سمات الطغمة الانقلابية الحاكمة في الخرطوم باستثناء سمتهم الرئيس ، ألا وهو حال كونهم يؤمنون بالعنف سبيلاً وحيداً للحسم وتحقيق الأهداف ، أو ما أفضل تسميته بإسلام العنف المسلّح / المدني .
بصورة عامة يمكن القول بأن هنالك ثلاثة مجموعات إسلامية التوجه؛ مجموعة الإسلام التقليدي ؛ مجموعة الإسلام السياسي و مجموعة إسلام العنف . لا ينتظم ممثلو المجموعة التقليدية في إطار حزبي معين، بل، و عادة ما يكون الأمر كذلك، ينحون إلى الارتباط بأي من الأحزاب الفاعلة في الساحة السياسية السودانية يوافق هواهم. يشترط الإسلام السياسي الانضواء تحت مظلة حزبه السياسي المحدد و الذي غالباً ما يمتثل لشروط التعددية الديمقراطية و يسعى للوصول للسلطة عبر صناديق الاقتراع. أمّا الناشطون تحت لواء إسلام العنف فإنهم يمقتون ممثلي الإسلام التقليدي أشد المقت كبغضهم للنشاط السياسي الشعبي و لا يقبلون بغير العنف النشط على كل مستويات الفعل سبيلاً لتحقيق أهدافهم.
سنوضح فيما يلي ما نعني ب إسلام العنف ، أو بالإسلام الجهادي النشط.
إسلام العنف
لقد كان لانتصار الثورة الإيرانية في العام 1979 أثر طاغٍ على كل أنحاء العالم الإسلامي. و لقد راجت ، في تلك الأيام ، مقولة تدّعى أنه إذا كان بإمكان حفنة من الناشطين الإسلاميين المخلصين إسقاط نظام بقوة و مهابة نظام شاه إيران ، فإنه بإمكان الحركة الإسلامية المنظمة تنظيماً جيداً و الملتزمة التزاما صارماً ، أن تحقق انتصارات مماثلة في كل أنحاء العالم الإسلامي. و لم تنقضي سوى بضعة أشهر على انتصار طهران حتى تنادى ما يربو على الأربعمائة إسلامي من إحدى عشر جنسية مختلفة للجهاد و الهجوم المسلح على مكة و احتلوا الكعبة . طبعاً و كما هو معروف ، تمت تصفية تلك الانتفاضة الإسلامية متعددة الجنسيات تماماً مثلها مثل بقية الهبّات الإسلامية في كل من سوريا و دول المغرب و الشمال الأفريقي و حتى شمال نيجيريا. و عليه فإن أسامة بن لادن لم يكن أول زمانه في قيادة مجموعة متعددة الجنسيات تتبنى العنف المسلّح سبيلاً وحيداً للفعل السياسي..
الجهاد فعل و ليس مجرد كلمات جوفاء أو مجموعة كتب أو فلسفة . أنه ببساطة أن تنشط في الفعل الجهادي أو تموت، أو ما شابه ذلك من شعارات سخيفة
العام 1979 هو إعلان بداية تخلِّي الإسلام السياسي عن الزعامة ليحتلها إسلام العنف تقريباً في كل أقاليم العالم الإسلامي ، و لم تكن الحركة الإسلامية في السودان استثناء عن هذا الاتجاه المتنامي . مع بداية الثمانينيات من القرن الماضي ، اجتهدت قيادة الحركة الإسلامية في السودان في السعي المثابر نحو اغتصاب السلطة في السودان عن طريق العمل المسلح . و لقد سمحت القيادات السياسية المتحلِّقة حول زعيمهم الترابي لمجموعة إسلام العنف بزعامة علي عثمان طه في تحديد توجهات الحركة في المستقبل . و لقد سعى هؤلاء إلى العمل بجدٍ و مثابرة عظيمين من أجل القيام بانقلاب مسلّح . خلال تلك الفترة نشطت المجموعة في تكثيف نشاطها وسط القوات المسلحة لأجل تجنيد ضباط للانضمام للحركة ، كما عملت على بذل تدريب عسكري مكثف لكوادرها من غير العسكريين و تدريبهم على العمل المسلّح ، كما نجحت في تهريب ما يكفي من السلاح لداخل البلاد. كُلِّل هذا النشاط المحموم بانقلاب الثلاثين من يونيو 1989 و اغتصاب السلطة من حكومة منتخبة ديمقراطياً. لم ينجح الانقلاب نتيجة لجهد الحركيين في الإسلام السياسي بل نتيجة لجهد و نشاط الناشطين من ممثلى إسلام العنف الشباب الذين سطع نجمهم في فضاء حركة الإسلام السياسي العامة و هؤلاء هم من أحكموا قبضتهم على السلطة في الخرطوم منذ نجاح الانقلاب.
الصراع على السلطة بين الإسلام السياسي وإسلام العنف:
شهدت السنوات الأولى من حكم سلطة الانقلاب صراعاً محتدماً على السيطرة السياسية على سلطة الانقلاب بين ممثلي الإسلام السياسي و ممثلي إسلام العنف . و قد كانت الغلبة في نهاية الأمر للأخيرين و أبعدوا شيخهم الترابي، بغلظة و عنف، يليقان بمبدئهم، من التنظيم الحاكم بأكمله و ليس فقط من زعامته. هنالك العديد من النظريات بُذلت لتفسير الانشقاق داخل صفوف الحركة الإسلامية السودانية. و أعتقد جازماً بأن الأهواء الشخصية لم تلعب دوراً حاسماً في ذلك النزاع الخطير. الطريقة غير المألوفة التي اعتمدها الترابي و مناصروه في محاولة إقناع الرأي العام داخل و خارج السودان ، بأنهم، بمفاصلتهم المعروفة عن جسد الحركة الإسلامية ، قد اختاروا الامتثال لقواعد اللعبة السياسية الديمقراطية و سيسعون ، منذ حينها، للسلطة فقط عبر صناديق الاقتراع . تلك الطريقة عزَّزت من اعتقادي الحاسم بأن الانشقاق لم يكن حول اختلافات تكتيكية بل إستراتيجية في المقام الأول. لقد خسر الإسلام السياسي، بإطاره المعروف لدى السودانيين، المعركة لصالح المغامرين الشباب من ممثلي إسلام العنف داخل صفوف الحركة الإسلامية و الذين يطمحون إلى التغيير عبر آلية العنف المُسلّح و المدني على حدٍ سواء، و ليس عبر الكلمات و الإقناع. لم يهتم علي طه ، و لا أسامة بن لادن ، بالفكر و كتابة و نشر الكتب و المقالات و النصوص من أجل إقناع الرأي العام . لم يهتمان بغير التنظيم الدقيق و التنفيذ المحكم لأفعالهما المعروفة للكافة الآن. و هنا تكمن قوة و ضعف إسلام العنف أو الإسلام الجهادي ، في آن.
لا يتمتع بن لادن بأي سلطة دولة حتى الآن بينما استطاع علي طه ذلك . يفرض الوضع الراهن ضرورة أن ينجح على طه في حكم شعب لا يحُكَم بسهولة وقد كان عليه أن يتعلم كيف و متى يقدم الضروري من التنازلات و ذلك مما يتناقض كلياً مع ما جُبل عليه ، هو و شيعته من مجموعة إسلام العنف من أنماط السلوك الإنساني . كيف لنا أن نعي هذا الوضع السياسي السوداني بحالته الراهنة؟ ما يمكن أن نخلص إليه مما سبق قوله يكتسب أهمية قصوى في زعمنا . يمكن للمجموعة الحاكمة في الخرطوم أن تتنازل بعض الشيء و لكن تحت شروط من ضغوط عظيمة من داخل و من خارج البلاد، و على أن يتم ذلك الضغط بصورة مثابرة بدون هوادة و على جميع الأصعدة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الأخلاقية. و يجب أن يتم بصورة متَّسقة و بدون انقطاع على جميع الجبهات. أعيد و أكرر قولي هذا مجدداً: الطغمة الحاكمة في الخرطوم يمكن أن تقدم بعض التنازلات فقط تحت ضغوط متصلة و بدون انقطاع .سيجهدون ، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ، إلى الصمود على مواقفهم المعلنة و الراسخة ، ما لم يجبروا على الانحناء و مفارقتها مُكرهين.
لقد خَبِرنا أمر قدرتهم العظيمة على المراوغة و لجوءهم الماكر، ما فتئوا ، إلى ذخيرتهم الضخمة من الحيل المجرّبة في سِجِّلهم السياسي ، لأجل الالتفاف و الصمود في وجه الضغوط المبذولة. كما خَبِِرنا أمر تحايلهم ، متى ما أُجبِروا على تقديم أي تنازلات، من أجل الهروب من دفع استحقاقات التزاماتهم الملزمة بنصوص ثابتة قانوناً. و المثال على ذلك لا تخطئه العين . و ما توقيعهم مُجْبَرين على اتفاقية السلام الشاملة، بعد أكثر من عشرة سنوات من التحايل و المراوغة أمام الضغوط الهائلة التي بذلها المجتمع الدولي، إلاّ خير مثال لما ذهبنا إليه . و منذ توقيع الاتفاقية نَشِطوا بكل جهد و مثابرة في إعادة تفسير نصوص الاتفاقية، و التقليل من عبء الالتزامات الواجب سدادها عليهم. لن يألوا هؤلاء جهداً في محاولاتهم المستميتة للتملُّص من جميع التزاماتهم ما وسِعهم إلى تحقيق ذلك ما ادّخروه من الحيلة و المكر. لابد، إذن، من استمرار و تواصل الطَّرْق على مِطرَقة الضغط المنتظم من أجل السلام و الديمقراطية و التنمية في السودان. إنه دين مُسْتَحق لنا و لشعوب السودان التي طال انتظارها للتخلص من أسر الظلم و القهر و الإذلال.
بعض من السمات الجوهرية الأخرى لإسلام العنف:
من السمات الجوهرية الأخرى للنخبة الحاكمة في الخرطوم ، و التي تطرح نفسها بإلحاح ، هي استعدادهم للتنازل عن ثوابتهم متى ما كان هنالك ضغط يجبرهم على بذل تلك التنازلات . و لكن ، مع الكثير من التشديد على لكن هذه، لن يكون قبولهم أو استعدادهم حاسماً أو مبدئياً، فأنهم قادرين ، متى ما سنحت الفرصة ، على التراجع عن التزاماتهم دوماً . نعم هنالك تحسن واضح في ما يتعلق بحقوق الإنسان الآن مقارنة ببضع سنين خلت، و لكن هذا الوضع ، أيضا ليس نهائيا أو لا رجعة فيه. نعم لم تعد الحرب الأهلية في الجنوب مشتعلة ، و لكن علينا ألاّ نخدع أنفسنا كثيراً، فإمكانية العودة للاحتراب تظل احتمالاً قائماً على الدوام ، و ربما أسرع مما يتوقع المرء ، خصوصاً متى ما أزف الوقت ، و هو لا محالة آتٍ و قريباً جداً ، لإعادة ترسيم الحدود بين الشمال و الجنوب . و ما النزاعات الدامية بين الجيش السوداني و الجيش الشعبي في منطقة أبيي إلاّ تذكرة بهذا الاحتمال الماثل . و يجدر بنا ، في هذا الصدد ، التذكير بأن كل المعارك التي خاضها الجيش السوداني منذ نهاية الحرب العالمية الثانية كانت ضد شعوب جنوب السودان و جبال النوبة و شرق السودان و الآن في دارفور . إننا ، و يا لهول الأمر ، نُدرِّب و نوفِّر العدة و العتاد لمضطهدينا !
ضوء ضئيل في آخر النفق:
الوضع ليس بكل تلك القتامة و سوء المآل ، كما يشي بذلك ما سبق ذكره هنا. حقيقة أنني استطيع الآن المجيء إلى الخرطوم ، و أن أبعث إليكم بهذا الخطاب من هنالك، يعكس مدى التحسُّن الذي طرأ على الوضع في السودان. بالطبع ما زال جهاز الأمن السوداني يراجع محتويات الصحف اليومية ليحذف ما لا يتفق و أهوائهم مما يندرج تحت مسمّى انتقاد النظام أو معلومات ضد المصلحة العامة، إلاّ إن بعض الآراء التي تنتقد النظام ترشح من وقت لآخر. تعقد الأحزاب السياسية اجتماعاتها و فعالياتها في العلن – بالطبع تحت مراقبة الأجهزة المعنية في غالب الأمر- و أحيانا يتم منعها تماماً، لدرجة أن الحزب الشيوعي السوداني، يستعد الآن لعقد مؤتمره العام الخامس في الرابع و العشرين من الشهر الجاري ( يناير 2009) . السؤال المُلِّح في هذا الصدد: هل يمكن لهذا الوضع أن يستمر بصورة دائمة ؟ هنالك احتمال ما أن يكون الأمر كذلك! بل ربما أن يتحسن الأمر، و ربما يذهب الجهد المبذول من أجل السلام و المصالحة و التنمية الاقتصادية و الاجتماعية بعيدا في اتجاه تحقق هذه الأحلام. هذا الأمر لن يتم ما لم يستمر الضغط المتواصل و المتسق على النظام لأجل التغيير أو التخلّي عن السلطة بشكل أو آخر.
استطاع الشعب السوداني إسقاط ديكتاتوريتين عسكريتين في السابق عن طريق الانتفاضة الشعبية. أمّا هذه المرة ، و كنتيجة لطبيعة النظام الحاكم الآن في الخرطوم و التي تختلف تماماً عن النظاميين العسكريين السابقين لجأت قوى المعارضة للعمل المسلح لإسقاط النظام مع استخدام تكتيكات أخرى لخلخلة النظام الحاكم. صحيح أن النظام لم يتهاوى كسابقيه و لكن عملية تحجيم و تدجين تجاوزاته التي بلغت شأواً كبيراً في الغلو و القمع ما زالت مستمرة و بصبر و ثبات . دعونا نرفع قبعاتنا تحية للنساء السودانيات اللائي لعبن دوراً حاسماً في هذا الصراع الدءوب من أجل التغيير المدني عبر أدوات تميزت بالكثير من الجرأة و التحدي ، نَعُمَت أدواره و صاروا فيه إلى الكثير من الحذق و المهارة . و على يومنا هذا ستندهشون ، إذا ما تجولتم في شوارع الخرطوم ، من انحسار عدد النساء و الفتيات اللائي يرتدين الحجاب لدرجة كبيرة، مقارنة بالمحجبات في شوارع القاهرة أو حتى بأولئك اللاتي يتنزهن على رصيف شارع إدقاوور في لندن ذات نهار صيفي مشمس.
هنالك سمت جوهري من سمات إسلام العنف في السودان أود التركيز على أهميته هنا ألاّ و هو شهوة السلطة . الأفعال العنيفة تنزع بشغف إلى تحقيق نتائج ملموسة مادياً الآن و هنا. إسلام العنف في السودان غير معني البتة بالفكر ، بل في حقيقة الأمر أنهم يزرون بمن يتخذ من البحث العلمي و الحوار الأكاديمي مدخلاً للفعل السياسي. قادة هذا الاتجاه العنيف لا يتورطون في مسألة إلقاء المحاضرات و متاعب الخطابة العامة و لا يضيعون زمناً في تحرير الكتب و المقالات. حسن الترابي حرّر العديد من الكتب و قدم المئات من المحاضرات العامة ، و في المقابل ، طه لم يفعل ذلك و لم يتورط مطلقاً في نقاش فكري لأجل الإقناع و الاقتناع، بل كرّس جُل حياته للتنظيم و تنفيذ الخطط و المؤامرات. و لذلك يمكن القول بأن ممثلي إسلام العنف هم من غلاة البراغماتيين ، يسعون ما وسعتهم الحيلة و المكر إلى تحقيق نتائج مادية و يقاتلون قتالاً لا هوادة فيه للاحتفاظ بما كسبوا من غنائم. إنهم لا يعترفون بالخطوط الحمراء فيما يختص بالتنازلات أو التراجعات عن ثوابتهم الفكرية لأن أهدافهم و غاياتهم تتبدل بتبدل الظروف ، يبذلون ما لا بد منه من تراجع أو تنازل دون تردد أو وازع من ضمير و يصقلون خطابهم بما يتناسب مع من يستقبله من جمهور. لقد تذوقوا أخيراً طعم الثروة الطائلة و الجاه الموفور مصحوباً بالسلطة المطلقة و سيجتهدون وسع آلة بطشهم و جبروتهم للاحتفاظ بتلك الثروة و ذاك الجاه و قبضة السلطة الباطشة متى ما دعي الحال. يمنحون من يرغب من تنازلات إيديولوجية و لكنهم لن يتنازلوا قيد أنملة عن قبضتهم على سلطة الدولة و اقتصادها. و لأجل ذلك يحتاجون إلى خلق جهاز أمني –مخابراتي منيع، و لهم من ذلك العديد من الأجهزة الأمنية . يحتاج الأمر للضغط المتواصل لإجبارهم على بذل تنازلات فيما يتعلق بأمر الثروة و السلطة السياسية.
سمة أخرى من سمات إسلام العنف في السودان هي إتباع سياسات اقتصاد رأسمالي و سياسات تنمية قصيرة المدى. اشتهر صناع الويسكي الاسكتلندي الشهير " جوني ووكر" بشعارهم الترويجي " السيد ووكر يسير منذ 1880 و ما يزال يسير قوياً" و لكن الوضع ليس كذلك بالنسبة لصناع القرار من قادة إسلام العنف في السودان. إنهم يريدون الاحتفاظ بكل الكعكة و الاحتفاظ بها الآن و ها هنا. البنوك الإسلامية لا توافق على الإقراض بالفائدة و بدلاً عن ذلك يقرضون عملائهم مقابل معاملات تدر ربحاً وفيراً و في اقصر مدى ممكن، خلال أيام معدودات بدلاً عن شهور، إذا استطاعوا إلى ذلك سبيلا. و بناء على ذلك، تُستبعد كل مشاريع التنمية طويلة المدى من حسابات تلك البنوك. معاملات المصارف الإسلامية عادة ما تكون قصيرة المدى و هي بالطبع لا تتناسب مع متطلبات التحول الاقتصادي الجذري.
إسلام العنف و القمع:
في البيت ، حيث اسكن الآن في الخرطوم ، طفلة صغيرة عمرها ثلاث سنوات و تذهب إلى روضة أطفال في الجوار . تسلمت السيدة التي تدير تلك الروضة رسالة من وزارة التربية و التعليم تأمرها بإحضار عشرة من أطفال الروضة تزيد أعمارهم عن الخامسة للاشتراك في المسيرة المزمع تنظيمها للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. أصيبت تلك السيدة بالحيرة و الانزعاج لأن عدد الأطفال فوق سن الخامسة بمؤسستها لا يزيد عن الخمسة. نصحناها بأخذ هؤلاء فقط للمشاركة في المسيرة و يتوجب عليها أن تخبر المسئولين بالحقيقة . لقد قبلت تلك السيدة بنصيحتنا على مضض قائلة أنها تخشى أن تسحب الوزارة الترخيص الخاص بمؤسستها. أدرج هذه الحادثة هنا لتوضيح ما يمكن أن يحدث في شوارع الخرطوم في حالة أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية قراراً بتوقيف البشير. لا تستغربوا إذا ما نددت مظاهرة مليونية بذلك القرار حين صدوره.للأنظمة الشمولية سبل عديدة لإرغام الناس للتظاهر بما يخدم مصالحهم.
إسلام العنف وصنائعه:
تقودنا الفقرة السابقة إلى خاتمة هذا المقال و تتعلق بطبيعة النظام الحالي في الخرطوم و تحديداً بشبكة صنائع النظام المنتشرة بطول و عرض البلاد و تعمل بنظام الطرد المركزي لتطال أي قرية نائية قصية. أنتبه حكام الخرطوم منذ البداية للمدى الذي يمكن أن تلعبه هذه الشبكة و للمساحة التي يمكن أن تغطيها و للطريقة المثلى لاستغلالها بما يخدم مصلحة النظام. و لقد ذهب حكام الخرطوم من ممثلي إسلام العنف بعيداً في إحكام قبضتهم و ذلك بتوزيع البلاد إلى ستة و عشرين ولاية ( دولة مُصغّرة) و نصّبوا على رأسها صنائعهم المختارين بعناية. و لتكون ذا أثر ما في أي مجال مؤثر من مجالات النشاط الإنساني لابد أن ترتبط بحزب النظام، حزب المؤتمر الوطني. هذا الحزب الحاكم تضخم و حال إلى منظمة مهولة، و يبدو منيعاً صلباً و كلىّ الحضور على الساحة و قادراً على التلاعب و التأثير على كل الأحداث على مستوى السودان. إلاّ أنه لا يخلو من كعب أخيل كحزب ممول بالكامل من خزينة الدولة و تتحكم في سياساته و نشاطاته الدولة الممولة بالكامل. سيذوي مثل هذا الحزب نهائياً بانقطاع مصدر التمويل الرئيس و لن يكون مصيره بأفضل من الحزب الذي خلقه نظام جعفر نميري " حزب الاتحاد الاشتراكي " و الذي كان أيضاً ، كما المؤتمر الوطني الآن، يسود الآفاق منيع صلب لا يقارع و كلى الحضور. و لكن بذهاب النميري و نظامه انهار الحزب و ذهب ذكره . و لا يخامرني أدنى شك أن مصير المؤتمر الوطني لن يكون بأحسن من رصيفه الاتحاد الاشتراكي.
الخلاصة التي تشي بشيء من التناقض حول إمكانية أن يذوي حزب المؤتمر الوطني بسقوط نظام الحكم الحالي في السودان لا تعني، بالضرورة، افتراض أن الحركة الإسلامية في السودان ستذوي أيضاً مع ذهاب حزبها. ستظل الحركة الإسلامية قوة سياسية مؤثرة على الساحة السودانية ربما تحت مظلة حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه حسن الترابي أو أي منظمة شبيهة بذلك الحزب.
أن الفترة الراهنة ، و التي امتدت على مدى عقدين من الزمان ، فصل محزن من تاريخ بلادنا ، و ربما كان هذا آخر عهدنا بسودان موّحد. إن خطر انهيار الدولة السودانية لهو خطر ماثل و حقيقي و مرعب في آن . و لا يستطيع أحد أن يعرف على وجه التحديد متى و كيف سيحدث ذلك الانهيار ، و لا أن يستوعب مدى الفوضى ، إذا ما حدث و عمّت ، التي يمكن أن تلقي بظلالها القاتمة على الوطن و شعوبه.
فلنعمل الآن على تخفيف وطأة التطورات الكارثية المتوقع حدوثها. لشعب السودان الحق في السلام و الديمقراطية و التنمية المستدامة . ساعدونا لكي نستطيع أن نساعد أنفسنا و ليستمر الضغط المتواصل على النظام. و ليستمر الضغط متواصلاً على النظام.
محمد سليمان
الخرطوم
20 يناير 2009
آخر تعديل بواسطة مصطفى آدم في الأربعاء مارس 18, 2009 8:00 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

مواصلة ما انقطع

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »

بسم الله
سبق أن وقعت ضمن هذا الخيط فى حبائل اتهام اننى اتغنى على ليلاى
مع ذلك فلم أقطع المواصلة خوفاً من اتهام الغناء ذاك ، لكنى دافعت عن ليلاى وعمن أتغنى بها وواصلت المسعى عن قناعة أن ما اختطه هذا الخيط، فهو بحث ونظر يستحق المشاركة لأنه يتعدى فطارة الوقوف فى مقام التبريرات السياسية للصراع العربى الإسرائيلى الى طرح محاكمات ربما تكون أخلاقية حتى لمواقفنا من أطراف اللعبة السياسية. والسؤال يسرى عبر مقود طرح فيه الأخ الدكتور حسن موسى بحذاقته المعرفية وذكائه اللماح تناقضات السياسة مع الحس ـ ربما الثورى ـ السليم.
والنقاش ماشى لى قدام ومتطور، انحصر لوهلة حول مدى التعاطف مع حماس سلباً أو إيجاباً. وقد عدّلنا أسلحة الجدال و سنناها للمزيد من الإبحار فى المعرفى متجاوزين بلل الخوض فى أوحال ومستنقعات السياسة الراكدة فكرياً، غير وجلين ولا خائفين من تهمة التغنى على الليالى.
حتى جاءنا من يتغنى وبفس الأسلوب وبنفس التكرار المعروف على (ليلى) السياسية بالواضح المفتشر ، مع كون أن ليلى السياسة حاضرة ومعروفة وليست غائبة بأى حال من الأحوال حتى نبرر التغنى بها ونقبله ونعذر الولهانين بحبها.
ولم يحتج الأخ الأستاذ وليد على المتغنين هذه المرّة رغم معرفته الأكيدة أن ليلى هؤلاء هى غانية معروفة ولعوب ومبتذله، لا تتغنج إلا لكى تقبض الثمن، ولتذهب المعرفة و(لياليها) فى ستين داهية.
يا أهل الخير ممن يحبون المعرفة ويحبون الحفر المعرفى، كيف بربكم تتقبلون لمناقشة فى حضرة الموقف من حماس وتمثيلها للإسلام والمسلمين الى مناقشة انفراد (الجبهة الإسلامية القومية) بالحكم فى السودان وأن محاصرتها هى السبيل الوحيد لإسقاطها.
إن شاالله ما تسقط، عشان توريكم اكتر من كدا وتخليكم تتعلموا وتعرفوا أكتر من هذه المحفوظات الأولية.
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

*في أحوال الزمن صار الفكر حاير
والياباك خلو عندو شن داير
فوق أهل الفكر كاس الوحيح داير
نفد سوق النفاق سوق السمح باير

شيخ عمر الأمين ....سلام
كلنا يتغني علي ليلاه عندما يطرح "مؤسس حزب الفن" اسئلته الوجودية البريئة "الساذجة" والمستعصية عالية التركيب في آن وأظنك قد تابعت خيط سؤاله الشهير ماذا نفعل مع الموت ؟ وكيف ان السابله الأسفيريين برعوا في اختراع الكيفيات وابتداع الصيغ في تناول هذا التساؤل الوجودي ومحاولة الأجابه عليه و"هيهات"، هو في سؤال عن الموت يمكن الأجابة عليه ؟ وفي نهاية الأمر بانت ملامح التساؤل المفخخ وأفتتضح أمر مراميه الذكية وهذا هو أمر الفنان اللعبنجي، المهم يا شيخ عمر أن ما يثيره الفنان حسن موسي دائماً ما يعبر عن حالة مشتبهة وملتبسة تلفها الأثارة والتعقيد والتركيب والغموض وهو حريف في هذا الشأن بل أكثر من ذلك غالباً ما تكون الموضوعة المختارة تعبر عن حالة "مأزقية" اعيتها المسلمات والثوابت العقيمة فباتت تتحين لنفسها مكامن الخروج او التفجر اللاواعي ولربما الواعي مين عارف ؟، تفرض نفسها علي نحو ما بحيث يصير عنصر الأختيار نسياً منسيا وهذا ما سماه ووصفه شاعرنا (ود الرضي) بكأس الوحيح الداير فوق اهل الفكر بعد نفاد سوق النفاق وبوار سوق السمح والوحيح هو التعبير عن الألم الشديد المبرح والكامن في نفس الوقت ولنا في نموذج حركة "حماس" الأسلاموية وبقية الحركات الأسلاموية الأخري خير برهان وأوضح دليل كما يمثل فشل مشاريع التحديث المرتبطة بحركات التحرر الوطني في المجتمعات التي تشغل حيز الدول التي تغطي مساحة ما يسمي بدول العالم الثالث او المستعمرات السابقة خير برهان علي بوار سوق السمح وبقول آخر وبلغة الحداثة وما بعدها ( جيو بوليتيك ) يفكك في محاولة لتفهم الظروف المحيطة بالحدث المعين بغض الطرف عن عنصر التكوين وحدود خياراتنا فنجد أنفسنا دون أن نشعر كل يغني علي ليلاه وأنا نفسي علي ليلاي أغني ولابأس في ذلك.

أنت بالذات لست معنياً بهذا التعليق بل كلنا والتعليق جاء علي سبيل الدعابة والطرفة للتعبير عن حالة "الحيرة" والألتباس والتشتت التي تشملنا جميعاً في حدود فهمي للموضوع علي وجه العموم.

مودتي

وليد يوسف


ـــــ
* مقطع من أغنية ( الأهلية ) لود الرضي
آخر تعديل بواسطة الوليد يوسف في السبت مارس 14, 2009 2:08 pm، تم التعديل مرة واحدة.
السايقه واصله
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

لعبنجي

مشاركة بواسطة حسن موسى »

سلام يا جميع
شغلتني مشاغل عن الكتابة و لكني اتابع ما يكتب هنا و هناك.و سأعود في أول سانحة.
" لعبنجي" دي ما بطالة يا وليد عشان اللعب المجيّه أحسن من الجد المجهجه.
شايف؟
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

سلام يا جمـ حسن موسي ـيع ؟

طبعاً شايف وكمان عارف وين شايت!!، في الحقيقة العبارة تٌقرأ هكذا " الفنان اللعبنجي " موش لعبنجي كده حاف ساكت وقديماً قال المفكرون والفلاسفة ومنهم (كانط) أن الفن لعبة جادة توفق بين العالمين المنفصلين ظاهرياً في الواقع وهما عالمي الحرية والضرورة الحتمية.

وليد يوسف
السايقه واصله
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

اللعب ما لو يا وليد

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


أخى الأستاذ وليد
السلام والتحايا الزاكيات
كدى أول حاجة حقو تقلل الحساسية فى نقدى .... نحنا ما اتصافينا لبن والبساط بيناتنا بقى أحمدى.
أما الأسئلة عالية التركيب وعالية التعقيد فمرحبا بها بما فى ذلك السؤال الوجودى (ماذا نفعل مع الموت). وهو سؤال ينبغى أن يخاف من لم يطرحه على نفسه ويجهدها فى الإجابة عليه أنه سيقف مسئولاً عنه يوم لا تقبل لا يستمع لأعذار أو تشاغل بمشغوليات.
وهو سؤال فى امتحان مكشوف سيكون كما قاله الحق جل وعلا فى سورة ق كالآنى: " وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد *ونفخ فى الصور ذلك يوم الوعيد* وجاءت كل نفس ومعها سائق وشهيد* لقد كنت فى غفلة من هذا فكشفنا عنه غطاءك فبصرك اليوم حديد" الآيات 19 و20 و21 و22 من سورة ق

وسأعود بعد ساعات لموضوع اللعبنجية
آخر تعديل بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä في الاثنين مارس 16, 2009 8:58 am، تم التعديل مرة واحدة.
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

مرة أخرى حول اللعبنجى

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


أما موضوع اللعب واللعبنجية فدا برضو موضوع داير ليهو شيئ من النظر. أول حاجة أى فنان ما لعبنجى فدا زى المغنى الأخرس. والفن زاتو إذا ما تخطى أمور اللعبنجية فإنه يصير محركة ساكت بلا طعم ولا لون ولا رائحة.
وانتو زااااااتكم أكان ختيتو الفنان الأول ـ وهو قد كان من كبار اللعبنجية ـ أكان كنتو لى هسى قرود ساكت قاعدين تجمعوا فى الثمار وتتقافزوا بين الأشجار واغصانها. أنت قريت كتاب (فريدريك انجلز ) بعنوان (دور العمل فى تحول القرد الى انسان). أصلوا الكان وصفوا انجلز بأنو عمل دا كان وصف مجازى لعملية تصميمية يفترض أن تكون من قامت بها هى مجموعة من القردة العليا أدت بعد طول تجريب لعصا تضرب بها هذه القردة الثمار العالية فى الأشجار العالية. السيد انجلز كان يرى أن عملية تصنيع لحقت بتلك العصا أن أضافت إليها هذه القردة بما لها من ذكاء وقدرة على التمييز والإستكشاف ربما عظمة صغيرة أو قطعة من الحجر حاد الطرف كى تحصل هذه القردة على كفاءة فى ألتقاط هذه العصا للثمار، تلك التى مثلت أول آلة مصنّعة لجنى الثمار. وقد سمى ( انجلز) الملكة التصنيعية تلك ب(العمل) ثم قرر أن (العمل) فى تصنيع تلك الآلة هو الذى أخرج (الة التفكير) تلك التى صار بفضلها ذلك القرد منذ ذلك اليوم انساناً. فالإنسان عند انجلز عامل. والعمل هو الأصل المادى الذى صنع (آلة التفكير) وهى بدورها صنعت الإنسان
وتلك هى أم سى سى التى قرضت الدخن الذى كان فى البيت الذى بناه الجاك.
وفريدريك انجلز هو ممن غطت عليه هذه الجديّة كل منافذ الهزل. وربما بسبب هذه الجدية عند انجلز وصديقه كارل ماركس فقد اكتسب كافة الشيوعيين هذه الجدية فأصبحوا لا يقدرون روح الدعابة خاصة إذا ما كانت عن الطبقة العاملة وحزبها العتيد. والله قال بى قولك أكان قلت نكتة عن الطبقة العملة أو حزبها العتيد قدام واحد شيوعى. انت خلاص بمرقوك من الجنة وسقطا عشان تتوب تتقنزح على هذه التشكيلات السياسية الجادة كل الجدية. وعشان كدا فشل التشكيليون الماركسيون أن يجاروا تشكيليى الإمبريالية فانتصر الأخيرون انتصاراً حاسماً بالشغل عديل وليس بالمؤامرات التى برع الشيوعيون بجديتهم الطاغية فى التشهير بمن يقومون بها وذلك كله بسبب استنادهم على جديتهم فقط.
نرجع لى قرد عمك فريدريك انجلز المزعوم. وكدى قبال القرد نشوف قضية العمل اللصقوهو فى القرد دا لا إيدو لا كراعو. العمل كمفهوم يتبع للمؤسسة ولقوانينها وفلسفتها وانظمتها. وهو قد تجلى كمصطلح بعيد التحول فى مدرسة اليوروبا سنترزم من المثالية الهيجلية الى الفكر المادى الجدلى بواسطة الهيجليين الماديين الجدد ماركس وانجلز. وقد كان حدوث ذاك فى منتصف القرن التاسع عشر. ويصعب صعوبة بالغة اعتبار نشاط البقارة فى تربية الأبقار أو الدينكا داخل مصطلح العمل وفق نفس مفاهيمه وتظمه وقوانينه، دا يبقى كوار ساكت. ذلك أن تربية الإبقار عند قبائل الدينكا نشاط ثقافى لم يبلغ بعد صفة النشاط الإقتصادى. فالأبقار عند قبائل الدينكا وسيلة لدفع المهر للزواج ولا تمت بأى حال من الأحوال لاستعمالات البيع أوالشراء بمفهومها التجارى الإقتصادى إلا فى نطاق ضيق لا يذكر ولا يمكن اعتباره كنشاط يدخل تحت دائرة العمل الإقتصادى الذى يستتبعه ظهور فائض للقيمة ورأس مال وعلاقات انتاج الخ الخ من مستتبعات مفاهيم العمل المؤسسى المنظم. يبقى نشاط تربية ابقار فى القرن العشرين بعد الميلاد يصعب دلق مصطلح الماركسية المكتسى بالجدية المباحثية عليه، فكيف لنشاط ذو طبيعة تصميمية كتصنيع العصا الذى تم فى القرن المائتين قبل الميلاد أن يتم اعتباره عمل إلا وفق الجدية الماركسية الفائقة الحد المابتعرف الهظار والقنزحة.
وأنا شخصياً شايف لعبنجية حسن موسى هى ضمن التنضى عن ثياب الماركسية المقطبة لجبينها المباحثى اكتساء بجدية ولا عليك فيها لم لم تصمد أمام تريقة (الكسندر سولجنيتزن ) ولاتشنيعات بوريس باسترناك ..... الشهو الماركسية اللينينة العافية.
شوف التنضى دا كيف؟ وشوف الأساس المادى لقرد فريدريك انجلز دا مهزوز كيف؟
أنا شخصياً وبكل الجدية المباحثية اقترحت أن نسمى عمنا قرد عمنا (انجلز) المصمم الأول بدلاً عن العامل الأول. وانت سيد العارفين إنو علم التصميم يبدأ باللعب وينهى كذلك باللعب.
تحياتى للجميع
وخلى بالك واسع وصدرك كذلك .
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

شيخ عمر الأمين .....سلام

شيخ دي لو ما عاجباك ممكن تنبهني فربما يكون تقديري بأنها سوف تلقي استحساناً لديكم تقدير غير موفق ؟ وتنبيهكم سوف لن يؤثر علي أحمدية البساط باي حال فالبساط بيننا في الشأن العام ليس فقط احمدياً بل قادرياً ثم برهانياً وأدريسياً وتجانياً أسماعيلياً سمانياً....... وهلمجرياً.

لاحظ أنك بمداخلتك الأخيرة تقود "اللعب " الي مناطق صارمة كان ما تراجيدية ولا اقول جادة لأني لم اركن مطلقاً الي فكرة تعارض الجدية مع فكرة "اللعب" وبنظرة سريعة الي مضمون ما كتبته أستطراداً في هذا الشأن وتجاوباً مع أستفسارك عن الغناء لـ (ليلي ) ومن هو المقصود بذلك التعليق، ستجد أن الأمر برمته عبارة عن استحسان وتحفيز لفكرة اللعب المجيّه علي قول سيد اللعب المجيه ( مؤسس حزب الفن ) المؤسسة التي سوف ترعي مفهوم اللعب وتجيهه او بتسمية أخري أكثر دقة " الحرية " ( أن الفن لعبة جادة توفق بين العالمين المنفصلين ظاهرياً في الواقع وهما عالمي الحرية والضرورة الحتمية. ) كل هذا مرتبطاً بجوهر الموضوع الذي نتحاور فيه ونتحاير حوله هنا المنطلق والمتأسس علي صعيد الأسئلة الوجودية (ماذا نفعل مع ....) ،لكني اراك ذهبت بالموضوع الي مناطق بعيدة كل البعد عن جوهر القضية هنا وكمان بتاعت " ترجمة " صوفية ساكت الترجمة ما بتاعت نقل النصوص الي لغات تانية من لغتها الأصلية لكن تلك الحالة الوجدانية من النشوة التي تصيب مَنْ ظَفْر بِكرامة الوصول الي حالة الطرب المفضي الي عمق السلطنة ثم فضاء الترجمة ففتح له في حلبة الذكر والحضرة فأصبح يترجم ( الهبك اللبك.......) كما عند اهلكم المداحين والدراويش وشئ لله يا شيخ عمر..... الدخل الشيوعيون وفردريك أنجلز والقرد والعكاز والطبقة العاملة هسي هنا شنو ؟.

وكمان أنا ذاتي بحب اللعبه الحلوة والمجيهه وما عارف من وين جاتك فكرة صرامتي دي، يا ربي يكون من الصورة الفي البروفايل تبعي؟ ربماولا عشان شيوعي زي ما خاطبتني بصيغة "أنتو زاااتكم" في مقدمة مداخلتك وبالتالي يصيبني ما يصيب جدية الشيوعيين ؟،وهذا بالطبع حكم مسبق اليس كذلك .
أنا بحب اللعب خالص خالص ..مثلاً احب العب بالجسد "ارقص " واحب العب بالصوت " أغني " وعندنا في مجال الموسيقي عندما نسأل أحد الموسيقييين عن ماهية الآلة الموسيقية التي يعزف عليها يأتي السؤال كالأتي :
بتلعب شنو ؟ فيجيب بالعب جيتار ولا ساكسفون وهكذا دواليبك ..وحتي المسرح ولا بيت العرس الذي نمارس فيه مهنتنا كموسيقيين كان يطلق عليه قديماً في وسط السودان ( بيت اللعبه ) بالمختصر المفيد أنا ما عندي اي مشكلة مع اللعب ولا افتكر أنه يتعارض مع الجدية وأظنك تقصد( الصرامة) بتاعت الشيوعيين ولا غيرهم.

البال والصدر واسعين والزعل مرفوع بس خلينا في موضوعنا وأعمل حسابك الترجمة ما تسرح بينا في وادي ام صفقاً عراض وما نلقي اليرجعنا.

مودتي

وليد يوسف
السايقه واصله
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

صار الفكر حاير..

مشاركة بواسطة حسن موسى »

سلام للجميع و عفوكم على تأخري في العودة لهذا الخيط و عزائي في مثل الفرنسيس الذي يقول ما معناه: الوصول المتأخر خير من الغياب.
و تشابك مواضيع هذا الخيط يضطرني لفرزها حسب المتداخلين هنا و هناك فصبرا.



ما يتحيّر إلا مَغـَيـَّر
مثل سوداني

سلام يا وليد
في مداخلتك بتاعة 5 فبراير قفلتنا بسلامتنا داخل حظيرة "الحيرة" التي استنتجتها من قراءتك لملاحظاتي في موضوعي المعنون " ماذا نفعل مع المسلمين؟ ماذا نصنع مع حماس؟".
فأنت تبتدر تعليقك ناطقا في ضمير جماعة مبهمة بقولك" كلنا" في عبارتك" كلنا واقعا في شراك الحيرة.." ثم تمضي في شرح حيرة مصطفى البطل و تلخص وجهة نظره،كما تراءت لك.ياخي مصطفى البطل القاعد معانا هنا دا، كاتب فصيح ( و" نوعي" كمان) و هو آخر من يحتاج لمن يلخص وجهة نظره. و كونه " فضل الصمت البليغ" ،كما تقول، فصمته لا يعني بالضرورة أنه محتار. و فوق ذلك فأنت تجازف بشرح "قناعته بعدم جدوى الكلام أو التجاوب العاطفي مع شروط الوضع الإنساني الذي عمدت حركة حماس إلى خلقه"..ثم تجد لصمته المزعوم أكثر من سبب بين" شروط الوضع الإنساني" المزري في غزة و الذي تُحمّلا "حماس" مسؤوليته، قبل ان تلوماها ،مع " الأنظمة العربية المتسلطة ،" على " هراء الكلام" إلخ.
هذا ما كان من أمر تأويلك لحيرة البطل. أما حيرتك أنت فأنت حر فيها تشويها او تعمل منها مربّة ،لكنك يا وليد تخرّج على كيفك في ما أسميته حيرتي. و يبدو لي أنك اكتفيت من كلامي بقراءة عنوانه و استنتجت أن حسن موسى حيران و راسو مقطوع و عزمت على أن تبّرني بنصحك في كيفية " إتحاذ نقطة إنطلاق ما " لـ" التفكير من خارج الأزمة".أي و الله " التفكير من خارج الأزمة" ..طيب ياخي أحنا كان قدرنا نقيف "خارج القـَشْرَة "المرجعنا ليها شنو؟ أنحنا يا زول متوكرين "وكرة كلب" داخل الأزمة. و دافعنا الرئيسي للتفكير في المخارج الممكنه من الأزمة هو أننا طرف أصيل فاعل ( و قيل مفعول به) في أزمة حركة التحرر ضمن شروط العولمة التي تجعل الإصلاحيين الإسلاميين يعضون اليد الإمبريالية التي اطعمتهم زمانا.و لو بعد رأيي دا إنت شايفني متحير بطريقتك. و أنا بقول ليك الكلام ده عشان ما يجي زول تاني يقول لينا " ما تعملوا فيها ملكيين أكثر من الملك " أو" ما تبيعوا الموية في حارة السقايين الفلسطينيين".الملك يطير و السقايين وراه لو اعتبروا ان التفكير في شؤون حركة التحرر يخصّهم وحدهم، و لو بكره شمّينا ريحة ما عاجبانا في مملكة الدنمارك زاتها نمشي لحلفائنا في الحركة الديموقراطية الدنماركية نقول ليهم: يا زملا هوي " في حاجة معفـّنة في مملكة الدنمارك" ( هاملت)،أحسن تشوفوا ليها طريقة قبال ما تقوم تعفـّن علينا عيشتنا.
نهايتو،أنا ما موافق على استنتاجك بكون " الحيرة في كل الأحوال هي القاسم المشترك الأعظم بين مختلف الرؤى و المداخل"، لأنك لو قريت كلام المتداخلين التانين ـ بما فيهم البطل ـ لما احتجت لتجملنا جميعا في حيرتك الشخصية. و الحيرة، كما أراها من مشهدي الشخصي، هي حيرة أولاد المسلمين عند مفترق دروب الحداثات.فالقوم مضطرون للبقاء (على دينهم ) تحت شروط غول العولمة الرأسمالية الذي لا يعترف بالأديان إلا كترس من تروس آلة ضبط السوق. و سيظل تحالف الرأسمالية المتعولمة يلاحق أولاد المسلمين في كافة أحوال حركتهم و سكونهم" حتى يغيروا ما بأنفسهم" و يندمجوا في منطق السوق على هدي قوانين منظمة التجارة العالمية(بالتي هي أحسن أو بالتي هي أزرط) ،و لو اقتضى الحال فستتولى آلات الإفتاء المأجورة التابعة لمؤسسات السلطات " المتأسلمة" تسويق إسلام جديد يتماشى مع متطلبات مجتمع اسلامي " معتدل"و ممتثل و مندمج مع واقع النسخة الأمريكية من العولمة الرأسمالية. و ما حسن الترابي (و شركاه)، في فتاويهم "التحديثية" المتأخرة المداهنة لحداثة رأس المال ،ماهم إلا أول الغيث في مسار " الإعتدال" على صف السوق. و الإتجاه الجديد في الإدارة الأمريكية الأوبامية للتفاهم مع " الطالبان المعتدلين"ـ أي و الله قالوا: " الطالبان المعتدلين"ـ ما هو إلا أول خطوة في مسار الإنمساخات الطوعية و القسرية التي تنتظر اولاد المسلمين، على تباين مللهم و مذاهبهم ـ في مشهد السوق.و الحاصل اليوم هو أن أولاد المسلمين انخرطوا في مسار تراجع غير منظم أمام غول العولمة الرأسمالية.و في عز الفرار فهم لا ينسون حزازاتهم و مشاحناتهم المزمنة فيتوفرون على تبادلون اللكمات و الطعنات و هم تحت نار العدو، و أهي عايرة و أدوها سوط.
و يا وليد لو قريت كلامي( بدون عجلة) بتفهم كيف أنا شايف التركيب اللاحق بالأزمة كأزمة داخل حركة التحرر العالمي من هيمنة رأس المال.و لو فهمت شوفي للأزمة بتفهم تركيب المخارج الممكنة منها.

سأعود
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

الغول و العنقاء و الظروف الطبيعية

مشاركة بواسطة حسن موسى »


الغول و العنقاء و " الظروف الطبيعية":
يا وليد كتبت:
"و بعدين كدي النسألك هي خيارات الشعوب دي كيف بتتحدد في ظل شروط الحرب الإستثنائية؟المعروف ان العملية الديموقراطية هي عملية تتم ممارستها في الظروف الطبيعية و الإعتيادية أي في ظل شروط الواقع "السلمي".." و إذا كانت حماس أو غيرها أو حتى الصراع السياسي في الجانب الإسرائيلي نفسه قد جاءوا للسلطة في ظل شروط الحرب و الوضع الإستثنائي فكيف يمكننا الجزم بأن هذا الوضع يمثل خيار الشعب؟"
أها يا زول " ملاحظتك عن كون " المعروف"،(أي و الله " المعروف")،في قولك: " المعروف أن العملية الديموقراطية هي عملية تتم ممارستها في الظروف الطبيعية و الإعتيادية أي في ظل شروط الواقع "السلمي""، هذه الـ " ملاحظة" تفتقر للمنطق( و دا "حكم القيمة" الكنت الخايف منو قبيل) عشان حكاية " الظروف الطبيعية و الإعتيادية " دي لا محل لها من الإعراب في فضاء الصراع الإجتماعي المجدول من كل ما هو خارج على العادي.
و إنتخابات الفلسطينيين الحقيقية ( زي انتخابات الإسرائيليين)، التي تمت في تحت ظروف الحرب، تكذب زعمك بضرورة توفر " الواقع السلمي" لإجراء الإنتخابات. و اشتراطك توفر "الواقع السلمي" لإجراء الإنتخابات غريب لأن الإنتخابات هي ـ في نهاية التحليل ـ الوسيلة التي تتيح للشعب أن يتملك المفاتيح التي تفتح له أبواب السلم و الديموقراطية و التنمية . و لو انتظر الفلسطينيون توفر شرط " الواقع السلمي" فالرماد كال حمّاد، لأنهم لن يتمكنوا من مقاربة الديموقراطية أبدا.و فوق ذلك فأنت يا وليد تستخدم مقولة غياب شرط " الظروف الطبيعية و الإعتيادية" لتطعن في مشروعية الخيار الفلسطيني الذي سوّغ لحماس ان تحتاز على الشرعية السياسية في فلسطين. و حين تتساءل:" كيف يمكننا الجزم بأن هذا الوضع يمثل خيار الشعب ؟" ثم تذيّل تساؤلك
بـ " بمليون علامة استفهام" ، فأنت تقع في جريرة التحامل المجاني على ناس حماس لمجرد ان مشروعهم الآيديولوجي مخالف لمشروعك ( أها دا حكم قيمة تاني و ما خفي ازرط).
يا وليد الممارسة السياسية تحت شروط الصراع الطبقي وجه آخر من وجوه الحرب المستعرة بين الفرقاء الإجتماعيين. و لا أظنك تجهل قولة مولانا " كارل فون كلاوسفيتس"(1780ـ1831) التي تعرف الحرب بكونها" مواصلة للسياسة بوسائل مغايرة" (
Clausewitz,De la Guerre,Editions Rivage, 2006
كلاوسفيتس"عن الحرب").
و في ظل الصراع السياسي الدائر اليوم بين السلطة الصهيونية في إسرائيل و الشعب الفلسطيني، إختار الإسرائيليون الحرب كوسيلة ناجعة في تدبير سياستهم في الشرق الأوسط.و خيار الحرب كوسيلة في التدبير السياسي ليس إسرائيليا فحسب لكنه يتجاوز أسرائيل ليستند على خيار أوروـ أمريكي أصيل تشف عنه مواقف الحكومات الأمريكيات و الأوروبيات من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على مدى نصف القرن .و في هذا المشهد، مشهد خيارات الممارسة السياسية أمام اسرائيل، فالسلطة الإسرائيلية لا ترى غير سبيل الحرب مع أي جهة فلسطينية تخاطر بطرح مبدأ سلام عادل يرعى حقوق الفلسطينيين.و لو ذهب طاقم الإسلاميين الحماسيين غدا و حل محله فلسطينيون علمانيون يعملون من أجل تحررهم الوطني فستواصل إسرائيل حربها عليهم بنفس الشراسة.و قد عبّر" إيهود باراك" عن هذا الموقف قبل العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة بشهور و بطريقة تكشف عن العدوان المبيّت كاستراتيجية مستقرة في الذهن السياسي الإسرائيلي.ففي المقابلة التي أجراها معه ، في 3مارس 2008 ،"كلود لانزمان"، محرر مجلة " الأزمنة الحديثة" الفرنسية
Les Temps Modernes
(رقم 651 ـ 2008).يقول إيهود باراك، المحسوب بين حلفاء اليسار الإسرائيلي ، و الذي يعتبر من أهم شخصيات المشهد السياسي الإسرائيلي( وزير الدفاع الحالي و رئيس وزراء سابق)، يقول أن الإسرائيليين زهدوا في الأحلام الكبيرة من نوع حلم " اسرائيل الكبرى" الذي روج له اليمين الإسرائيلي المتدين أو حلم اليوتوبيا اليسارية الذي يتصور مجتمع شرق أوسطي جديد يتعاون فيه الجميع على صيانة السلام الدائم.و بعد زوال الأوهام يتوصل باراك إلى قناعة أساسية فحواها إن اسرائيل ستبقى بالقوة لاستحالة السلام بينها و جيرانها.و لن يكون هناك سلام ما لم تتوصل إسرائيل لإقناع العرب و بشكل حاسم بإستحالة هزيمة اسرائيل عسكريا و بأن الإرهاب لن يستنزفها و إن إسرائيل لا يمكن استدراجها إلى الفخاخ الدبلوماسية. و يخلص باراك إلى قناعة أن العرب لا يفهمون غير سياسة القوة و يدعم وجهة نظره بجملة من حجج بروباغاندا اليمين الأوروأمريكي الذي يجرّم المسلمين بدون فرز على الإطلاق و يجعل منهم العدو الرئيسي للحضارة الإنسانية ، ثم يتخذ من دعاويه العنصرية الساذجة ذريعة لإعلان " حرب الحضارات" على المجتمعات غير الأوروبية التي تخاطر بمقاومة سياسات النهب و القهر الإمبريالي، فتأمّل..

سأحاول إيراد مقاطع من كلام " باراك" عساها تضيء ما عتم من موقف الأسرائيليين في هذا المشهد.

سأعود
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

شرع الغاب

مشاركة بواسطة حسن موسى »

شرع الغاب..

و لنقرأ مقاطع من حديث إيهود باراك:

" إيهود باراك في مجلة " الأزمنة الحديثة":
..الشيء الأكيد، بعد كل هذه الحوادث " .."هو ان إسرائيل كانت ، و ما زالت ، و ستبقى، في مستقبل قريب البلد الأكثر قوة ضمن مجال ال 1500 كيلومتر من مركز القدس.
كلود لانزمان: 1500 كيلومتر؟
باراك: 1500 لغاية طهران..و بنغازي.
لانزمان: حتى طهران؟
باراك: حتى طهران نفسها.فنحن الأقوى سواء عسكريا او ستراتيجيا.".."إنها جيرة صعبة، بعيدة تماما عما يحدث في اوروبا الغربية أو في امريكا الشمالية.هذه جيرة لا تعرف الرفق بالضعفاء.و ليس هناك فرصة ثانية لمن لا يعرفون كيف يدافعون عن أنفسهم.إذا كنتم لا تعرفون كيف تدافعون عن انفسكم فستختفون.نحن نعرف هذا و نحن على استعداد للقتال.
".."في الحقيقة ، لو وسعنا افق الرؤية قليلا فسترى أن جوهر النزاع الجيوستراتيجي الرئيسي لعالمنا، في فجر القرن الواحد و العشرين،إنما يتمثـّل في ثالوث للمهالك اضلاعه مكونة من:
إرهاب الإسلام الجهادي المتطرف،
إنتشار الأسلحة النووية
و الدول " الصعلوكة" الخارجة على قوانين و أعراف المجتمع الدولي. ".."
و في عالم يمثل فيه هذا الثالوث خطرا حقيقيا ـ كونه يتمدد في الكوكب خلال تنظيم القاعدة و المنظمات المشابهة ، من موسكو لغرب أوروبا لنيويورك لبالي ـ فإن إسرائيل تقف في خط المواجهة الأول.".." و أسرائيل عندها القدرة والإمكانات التقنية لمواجهة هذا النوع من الأعداء و لإتخاذ خيار الحرب عند اللزوم.أن طبيعة إسرائيل و الثقة التي تتمتع بها ذات صلة بنجاحات العالم الحر في هذا الصراع.نحن مركز مواجهة طليعي للعالم الحر في المنطقة، و كما يحدث عادة ، فالمركز الطليعي للجيش هو الذي يتلقى أكثر الهجمات.و أيضا يجب اعتبار ان شرط العولمة مع تسهيلات استخدام التكنولوجيا الحديثة في الإتصالات و وسائل النقل، في هذا العالم الذي اضمحلت حدوده، يسهل من إنتشار المشكلة في العالم بأجمعه. و لن يطول إنتظاركم لأكثر من جيل واحد قبل ان تتساءلوا عما إذا كان في وسعكم التصدي تقنيا لهذه التهديدات.و قد صرنا نشهد بشكل متزايد الإعمال الإرهابية التي تم تدبيرها داخل الخلايا الإرهابية النائمة في أوروبا.و حدودكم ايضا مليئة بالثغرات.و بعض المسلمين كسبوا ثقلا سياسيا يجعلهم يطالبون بتعبير سياسي افضل لحقوقهم، و على اوروبا أن تواجه كل هذه التحولات.إنها نهاية أوروبا بوصفها فردوسا منعزلا، فسيكون عليكم ان تواجهوا نفس الأسئلة.و بوادر هذا الأمر ظهرت من قبل قي كوسوفو و في هولندا و في جنوب فرنسا و في انجلترا.و أظن انكم في دخيلتكم تعرفون كل هذا.
لانزمان: نحن نعرفه.
".."
إ.باراك:2008 تمثل لحظة صحوة من بعض الأوهام.فالإسرائيليون تخلصوا من حلمين كبيرين أحدهما يميني و الآخر يساري.فعند اليمين كان هناك حلم " اسرائيل الكبرى" الذي انبنى على الرؤية الدينية الخلاصية ( لكنهم اقتنعوا بأن هذا الحلم لن يتحقق).في أوساط اليسار كان عندنا حلم طوباوي كبير بملاك يهبط من السماء ليحتضن شرقا أوسطا جديدا.
".." لقد اتضح لنا ، بعد تجربة زوال هذه الأوهام،أننا يجب ان نحيا مع هذا الواقع الذي يتلخص في كون الناس من حولنا لا يحبوننا.و الكثيرين منهم يحلمون بأن نختفي او نرجع إلى من حيث اتينا.لحسن الحظ نحن أقوياء بما يكفي حتى لا نستجيب لمثل هذه التمنيات.يجب علينا ان نبحث عن كل الفرص التي تتيح لنا ان نؤثر، على المدى الطويل،على جهود السلام مع جيراننا و أن نضع في الإعتبار كل المحاولات الممكنة.لكننا يجب ان نحيا و أن نصبح أقويا بما يكفي لنبقى أحياء.الناس في اسرائيل يفهمون اليوم ان إتفاق سلام سياسي مع جيراننا غير ممكن إلا إذا اقتنع هؤلاء الجيران نهائيا بقبول حقيقة أن اسرائيل لا يمكن هزيمتها عسكريا، و أن الإرهاب لن يستنزفنا و أننا لن نسمح بأستدراجنا دبلوماسيا للهلاك بتقديم تنازلات بدون مقابل.
" طبعا أنا مدرك لأن آمال و أحلام خصومنا مختلفة.فهم يتمثلون الوضع الراهن على مرجع الحروب الصليبية.و مع ذلك فنحن نعرف ذواتنا بما يكفي لإدراك الفوارق.ففي حالة الصليبيين كانت هناك نخب تحت إمرتها جموع وافدة من كافة أنحاء أوروبا.و قد استفادت هذه النخب من التفوق التقني للأوروبيين في ذلك العهد لكي تغزو المنطقة.لكن في ظرف جيلين او ثلاثة تمكن الوسط الجديد من امتصاصهم و استيعابهم بشتى الوسائل ابتداءا من المصاهرة لغاية الفساد مرورا بملامح خصوصية أخرى للمنطقة وتم إبتلاعهم و تذويبهم تماما في البيئة الجديدة.و قد بلغ بهم الوهن مبلغه حتى أن صلاح الدين الأيوبي لم يفعل أكثر من منحهم ضربة الرحمة في معركة حطين. و حطين لم تكن معركة مواجهة بين كيانين مختلفين با كانت ضربة رحمة لعملية صليبية فسدت و تحللت حتى النخاع.تم هذا خلال عمر ثلاثة أجيال. هذا العمر نبلغه نحن في خلال جيل واحد.فعمرنا الآن ستون سنة.و في خلال جيل واحد سنبلغ ال85 أو ال90 سنة.و أظن ان عندنا إمكانية أن نصبح مجتمعا في موقع الطليعة من كل مجتمعات هذه المنطقة و أن نواجه تحديات و توقعات و أحلام سكان المنطقة.فإسرائيل قوية جدا.
".."لكن موقفنا غير قابل للمقارنة مع الصليبيين. فمنذ مولدنا في 1948 ضاعفنا عدد سكاننا عشرة مرات."
".." يجب علينا أن نعي خصوصية المجتمع الذي نبنيه.و هو مجتمع ينبغي له أن يكون في طليعة المجتمع العالمي في كافة المجالات، من التربية للعلوم.يجب على مجتمعنا أن يظل نموذجا للحياة الثقافية، نموذجا لنوعية الحياة، نموذجا للحياة من حيث هي.".."
" لكي نبني مثل هذا المجتمع يجب علينا تنسيق حركتنا لتفعيل التيارات المركزية للصهيونية و تمكينها بالمزيد من السلطة و النفوذ لكي تكسب سباق التاريخ الذي تنخرط فيه إسرائيل.و ذلك لأن هناك قوى معارضة قوية تلعب ضدنا: فلدينا نسبة عالية ، 20 في المئة من غير اليهود،أغلبهم عرب،بينهم متعاطفون مع الشعب الفلسطيني، أو يعتبرون أنفسهم فلسطينيين.و من جهة أخرى هناك اليهود الأورثوذوكس المتطرفين و عندهم رؤيتهم المميزة جدا لإسرائيل. طبعا هم مختلفون تماما عن العرب الذين يعيشون هنا.لكن رؤيتهم مخالفة لرؤيتنا.كان علينا أيضا أن نستوعب موجات الهجرة الكبيرة من أمريكا الشمالية و من الشرق الأوسط، من كل البلدان العربية.وظاهرة الهجرة هذه بسبيل أن تكتمل الآن. بن غوريون تنبأ بأن إكتمال استيعاب الهجرات سيدوم على مدى جيلين أو ثلاثة."


إن "إيهود باراك" كعسكري و كسياسي مهم ( محسوب على اليسار الإسرائيلي) في مشهد نزاع الشرق الأوسط ، يعي تماما أبعاد المأزق الأخلاقي الذي ادرك المجتمع الإسرائيلي. ذلك ان إسرائيل في مبتدأ أمرها انطرحت ككيان جغرافي إعتباطي يعتمد على قناعة قومية دينية و عرقية تعيد تعريف هوية المكان المحتل كمكان خاص باليهود.و في هذا الحيز المعرّف وطنا يهوديا تقوم إسرائيل باستبعاد غير اليهود من حق المواطنة حتى و لو تميز وجودهم بكونه سابق على ميلاد الدولة اليهودية، كما هو حال الفلسطينيين الذين يعيشون داخل إسرائيل.و قد ساغ هذا الوضع الإستثنائي، وضع الـ " أبارتايد" الإسرائيلي كـ " أمر واقع" ضمن شروط جيوبوليتيك " الحرب الباردة": المشكلة هي أن صفحة الحرب الباردة انطوت بخيرها(؟) و شرها.و اليوم في شروط عالم رأس المال المعولم تضمحل ثوابت هويولوجيا الجغرافيا و القومية و الدين و العرق و يجد مجتمع اسرائيل ( مثله مثل غيره من المجتمعات المعاصرة) نفسه أمام أسئلة هويولوجيا صراع الطبقات.هذه الوضعية الجيوسياسية الجديدة غير مريحة إطلاقا للجهات التي ألفت التصرف وفق امتيازات عهد الحرب الباردة.و ليس هناك من مثال أكثر بلاغة من أليغوري " الجدار" الذي إنهار في برلين معلنا نهاية عهد الحرب الباردة لكن الإسرائيليين يعيدون تشييده في فلسطين بصلف وعناد عجيبين كما لو كنا نحيا في زمن الحرب الباردة البائدة . هذا الجدار الذي يشيده الإسرائيليون حول امتيازهم الإقتصادي و العسكري المذنب و المفبرك بجاه الهيمنة الكولونيالية هو أيضا ستار يحميهم من رؤية التناقضات الإجتماعية داخل هذا المجتمع الإسرائيلي الذي تأسس على حلم يوتوبيا ( الكيوبتز) لم يبق منها اليوم سوى أضغاث ثقيلة يتبرأ منها الجميع.و لكي يتجنب "إيهود باراك" مقاربة الإشكالية الطبقية لصراع الشرق الأوسط فهو مستعد للغوص في عمق تاريخ الحرب الصليبية ليخرج بـ "نظرية " هانتنغتونية" تؤجج لـ " صراع الحضارات" بين المسلمين و المسيحيين. و "باراك" يتناول المسلمين ككتلة شريرة صماء في مواجهة " العالم الحر"أو في مواجهة" الحضارة اليهودية النصرانية". و في هذا المنظور يقدم إيهود باراك إسرائيل ـ و قيل يقدم كل اليهود بدون فرز ـ كـ " طليعة العالم الحر" في مواجهة المسلمين.بل هو لا يتورّع عن تخويف الأوروبيين من غدر الجاليات الإسلامية في المجتمعات الأوروبية حين يوصف الأقليات المسلمة في المجتمعات الأوروبية بعبارة " الخلايا النائمة" التي تتربص في الظلام..
و إذا رغبنا في عقلنة برباغاندا "إيهود باراك" و إنخراطه المتحمس في الإعتداء على الفلسطينيين في غزة، بعدها بشهور، فمن الضروري النظر إليها في سياق مناورات الإنتخابات الإسرائيلية التي كانت قيد التحضير. فباراك ـ من جهة أولى ـ كان يخاطب الأوروبيين و الأمريكيين بقوله :المسلمون إرهابيون و هم خطر على "العالم الحر" و نحن في خط المواجهة الأول ،و بما لدينا من خبرة و عتاد، يمكننا صدّهم و تلقينهم أقسى الدروس .فقط ننتظر منكم أن تشيحوا بوجوهكم بعيدا عن مسرح الأحداث حين نشرع في ذبحهم. و من جهة ثانية، فالرجل يخاطب الناخبين الإسرائيليين في مزايدة مكشوفة على اليمين الإسرائيلي المتطرف قائلا : الفلسطينيون لا يفهمون غير القوة و إسرائيل قوية بما يكفي لسحقهم و إجبارهم على الإمتثال لإرادة القوة.
التأييد القوي الذي أبداه الرأي العام الإسرائيلي لمجزرة غزة بدا بشكل واضح في نتيجة الإنتخابات الإسرائيلية التي أعطت اليمين المحافظ أغلبية برلمانية مريحة.و يعلق الباحث و الكاتب الإسرائيلي اليساري ، "ميشيل فارشافسكي" على هذه النتيجة بكونها تجسد من جهة أخرى" إنهيارا" تاريخيا لليسار الصهيوني الذي كان ـ لسنوات طويلة ـ يعتبر نفسه و الدولة الإسرائيلية شيئا واحدا. يقول فارشافسكي:
" لغاية أغسطس 2000 كان المجتمع الإسرائيلي منقسما لكتلتين متعارضتين ضمن المناقشة المستعرة في صدد الإعتراف، أو عدم الإعتراف، بحقوق الفلسطينيين و بحركتهم الوطنية،أو حول ضرورة إنهاء الإحتلال أو حول سؤال المساواة في الحقوق بين المواطنين اليهود و العرب.و حين قام "إيهود باراك" بكسر مسار المفاوضات مع الفلسطينيين و التأكيد على أن خلاص إسرائيل لن يكون إلا من خلال حرب عقابية دائمة ضد التهديد العربي، تمثلت عاقبة هذا الموقف في كسر حركة السلام التي انتخبته أنذاك كممثل لـ"اليسار".و يبدو ان الأمر الذي لم يتوصل "إيهود باراك" لإدراكه هو أنه كسر حزبه نفسه.أن أكذوبة " كامب دافيد" قد قتلت حركة السلام و حزب العمال في آن."
و يعلق فارشافسكي على فوز " نتنياهو" المحتمل أنذاك
".. أغلب الظن ان " نتنياهو" سيكون هو رئيس الوزراء القادم".."لكن إنتصار" نتنياهو"،الرجل الذي يعد أحد أهم ستراتيجيي تيار "المحافظة الجديدة"(نيو كون) في إسرائيل،بعد شهرين فقط من سقوط ممثلي "المحافظة الجديدة" في الإنتخابات الإمريكية ،يبشر بتوتر قادم بين تل أببيب و واشنطن.."
Michel Warchawski,Siné Hebdo, 18 fev.2009

من كل هذا نخلص إلى أن عقلنة النزاع الحاصل في الشرق الأوسط لا تكون إلا بمداومة النظر في طبيعة كل خيط من خيوط نسيجه المعقد و بطريقة تليق بالتركيب اللاحق بكافة جوانبه المحلية و الإقليمية و الدولية.و هذه المهمة العسيرة لا تخص الفلسطينيين و الإسرائيليين وحدهم طالما أن هذا النزاع سيظل يطفح عن ماعونه الجغرافي و يطالنا و يؤثر على خياراتنا السياسية بطريقة أو بأخرى.
سأعود
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

لا فض الله فوك

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


أخى استاذ الأساتيذ التشكيليين الدكتور الفنان حسن
لا فض الله فوك ..... وقل حاسدوك
والخطأ اللغوى فى فيك والتى يفترض فيها أن تكون فاك فهو ليس من عندى ولكنه مقبول بحكم السجع.
ليس فى حديثك أى درجة من الإنحياز ضد أو مع حماس، لكنها الموضوعية ـ قاتلها الله ـ تلك التى تلوى أذرعنا فتحملنا على أن ننصف من لا نحب أحياناً أن نراه منصفاً لأنه يقع فى خانة من لا نحب أن ننحاز له. فهل نتباكى من الموضوعية، أم نتباكى على الحقيقة فى تجافينا عن التحقيق؟ ذلك أننا من الذين يكرهون حماس بحسب موقفنا الثابت (الكاره) دائماً (لمؤسلى) السياسة المعاصرة ونقع جراء ذلك فى تناقض يقض مضجعنا، أننا نتخندق مع الصهيونية فى خندق واحد، وهذا مما لا نستسيغ بلعه بسهولة ويسر. ولو بلعناه فإن أشواكه ستجرّح علينا حلاقيمنا. وذلك بالطبع على خلاف ما سنعايشه من سوء الهضم السياسى والفكرى كليهما بعد هذا البلع الموجع. وهذه حالة ينبغى أن تجعلكم تشفقون علينا وتحنون لحالنا. ألا يكفينا ما سببه ويسببه عسر البلع و الهضم فى بلعنا و محاولتنا هضم سبكة الإمبريالية، تلك التى ظللنا لعقود عدة نعتبرها جالبة الشرور والآثام فى عالمنا المعاصر؟ فكيف يجوز لكم أن تثيروا علينا مواجع البلع وحلوقنا ما زالت (مشققة ومجرّحة) جراء بلع (أشواك/ق) هذه الإمبرايالية التى كانت ألعن خلق الله عندنا، فأصبحت بين ليلة وضحاها من أعز أصدقائنا؟ أليست لعينة هى هذه الموضوعية؟ الله يقعطا ويقطع طاريها المنكت علينا عيشتنا خاصة زى ناس عمر اللمين اللا مريحنا مع الجمالية الأوروبية لا مرتاح هو فى ذات نفسه...... يقوم يجى داخل علينا حسن موسى زاتو ـ القاعد ومتحكر معانا فى بيت السياسة ـ عبر نوافذ الموضوعية ؟؟؟
لا أدرى هل أعود أم لا، فقلبى يحدثنى أن لا أعود....... ولو عدت لقلت حديثاً (أشنى) فى حق (مبلوعاتنا). وسيزيد من زعل عقلية الحداثة منى .... الأصلاً ما عاجبا قراية كلام زى كلامى المشاتر دا.
للجميع المعايا والمامعاى محبتى وشوقى أن أراهم ذوى حلاقيم كحلاقيم الجمال، تقضم وتبلع الشوك فلا يضيرها.
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

حسن موسي ....سلام

قريت ملاحظاتكم حول أسئلتي وسأصبر عليك هذه المرة حتي تكمل "رسمك" وأيضاً حذراً وتفادياً للمركبات الشياطنية وبعد ذاك سيأتي تعقيبي علي ملاحظاتكم الأخيرة.

مودتي

وليد يوسف
السايقه واصله
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

الحفـّار يملا

مشاركة بواسطة حسن موسى »


الحفـّار يملا شبكته



سلام يا وليد و شكرا على المهلة..
عفوا يا صحاب على تأخري في العودة لهذا الخيط،أعني خيط الإسلام المقيم تاريخيا "خارج التاريخ". لكنها أمورالدنيا...
الدنيا؟(يا لها من عبارة..) ترى كيف سيكون مآلنا فيما لو كنا اشتغلنا بأمور الـ " العليا" ( ترجم " الآخرة") التي قيل أنها خير و أبقى لأولاد المسلمين؟ وما أدراك ما " الآخرة " التي فتنت خواطر اولاد المسلمين حتى استنكفوا الحياة و ارتضوا الموت بذريعة حياة" آخرة" عامرة بملذات حسية معقلنة على مرجعية مجتمع رأسمالي إستهلاكي و مفارقة لأدب الخلق العظيم الذي هو في اصل الدين (" و إنك لعلى خلق عظيم" القلم4)؟ .
و لطمأنة الصديق الوليد القلق على تاريخانية الدين(مداخلة 22 فبراير2009)، فأنا استخدم عبارة " الدين" في معني الإعتقاد الذاتي الإعتباطي و "البريئ" الذي يمنح الإحياء قناعة و مناعة تمكنهم من قبول الموت كصيرورة وجود أو كمعبر نحو الحياة " الآخرة"، فيما وراء هذه الحياة " الأولى؟". هذا الدين الذاتي الذي يقيم خارج التاريخ و يتعالى عليه ، في ذلك الموضع الغميس الذي سميته " حنايا الأفئدة"،هو دين سابق على عقلنة الإله، بل هو سابق على الكتابة ، دين خارج النـَّص"نص الطبقة" لو جازت العبارة ـ في معنى كونه دين مستعص على الكتابة كممارسة عقلانية غايتها تصنيف المفاهيم و تنظيم تراتبها السياسي.و في هذا المنظور فكل دين يفلت من كِنّ الحنايا لا يعود دينا،لأنه يقع في حرز التاريخ الجمعي و ينمسخ مادة في باب الخلق الأدبي او/ و التنظيم السياسي.
و الدين الذاتي ككائن مفهومي مستعص على التاريخ ليس نسيج وحده ، فالتاريخ ـ كمنهج في فهم ظواهر المجتمع ـ لا يطال الجزء الأ كبر من تلك الكائنات المفهومية الأخري ، التي تشكّل وجودنا الفردي و الجمعي،و التي تشارك الدين في جذر الإعتقاد الإعتباطي كما الحب (و الكره) و الجمال( و القبح) إلخ..(و في "إلخ" زد البطولة و ( و الخيانة) و الشجاعة ( و الخوف) و التنجيم و علم الذوق و علم النفس و علم الشعر..).
طبعا تركيب مسألة تاريخانيةالدين يتأتـّى من كون دوائر هذا الدين الفالت من وعي التاريخ تملك ان تتداخل ـ بطريقة أو بأخرى ـ مع أشكال الوجود التي يتلبسها الدين التاريخي بأشكاله.بما فيها الأشكال العلمانية للإعتقاد الديني.(كالإعتقاد في السودانوية او الإيمان بنادي الهلال)
و حين يبادر نفر من أولاد المسلمين الحداثيين بتنظيم انفسهم ـ داخل المجتمع المسلم ـ ضمن شكل تنظيمي يسمّونه " الأخوان المسلمين" أو " الجماعة الإسلامية" أو " التيار الإسلامي " فهم يفرزون جماعتهم من " أمة محمد" التي لم يساورها الشك يوما في حقيقة هويتها كجماعة على دين آبائها بقوة التقليد. و ضمن موقف الفرز المفهومي ـ الذي هو فرز إجتماعي ـ يصون مفارقو دين الآباء " مسافة نقدية" تمكنهم من إعادة إختراع الدين على مقاس ضروراتهم الطبقية و هم في آمنون في علياء المشروع الإصلاحي..
" هؤلاء الناس" خرجوا من الدين حين خرجوا من ملكوت الإعتقاد لملكوت النقد .
لكن خروج المسلمين الإصلاحيين من ملكوت الخرافة لملكوت التاريخ لا يعني أنهم تخلصوا بالمرة من أحابيل الدين الخرافي.ذلك أن حضور سؤال الموت في أفق الحياة لا يني يردهم ـ بل و يردنا نحن المتعلمنون الزاهدون في الإيمان الجاحدون بنعم الإله و بنقم الشيطان،" نحن" الذين" جدّفنا على الخالق قبل الخلق و التكوين من قبل الخطيئة" نفسها، كما قال شاعرنا العظيم الضليل في ذلك الزمان القديم ـ يردنا ، معهم، بطريقة واعية أو بأخرى لا واعيةـ إلى دائرة الخوف البدائي القديم المقيم في عتمة "حنايا الفؤاد "، و "العاقل ما ببيع سرواله" كما جرت حكمة الشعب. و في هذا المشهد يجوز لتساؤلي: ماذا نفعل مع الدين؟ ان يصبح :ماذا نفعل مع الموت؟ ( و لو شئت قل :ما ذا نفعل مع الحب الذي انتاب الأهالي على حين غرّة؟) شايف؟
في خيط " ماذا نفعل مع الموت؟" محاورة شيقة بين النور حمد و مازن مصطفى.و لو راجعتها للمست منها مقدار التركيب اللاحق بسؤال الدين في منظور التاريخ.
فقد سأل مازن مرة: ..و هل يقبل الدين بالعلمانية؟
فرد النور :" مشروعنا يتلخص في الحفر الذي ينتهي بالدين لكي يقبل بالعلمانية و هو مبسوط و منفرج الأسارير.و أظن ان مازن عاد للتساؤل: و هل يظل الدين هو ذات الدين؟
هذه المحاورة تنبهنا لضرورة تعريف نوع الدين الذي نحن بصدده.فمن اللحظة التي تنبه فيها أولاد المسلمين في بداية القرن التاسع عشر لضرورة " الحفر" في الدين حتى يواكب متغيرات حداثة المجتمع الرأسمالي تفرقت بالمسلمين سبل تحديث الدين حتى لم يعد أحد يعرف أين يبدأ الدين المعلمن و أين تنتهي العلمانية المتديونة، و قد صرنا اليوم في موقف " الحفـّار "يملا شبكته، بيد ان جمهور الحفارين لم يعد يقتصر على أولاد المسلمين وحدهم، لأن أولاد النصارى و بناتهم و أولاد اليهود و أولاد البوذيين وأولاد الهندوس وأولاد بمبا مما جميعو ، كل زول شايل كَدَكّايته و جاي يحفر يطلّع دين ديننا، و كل بأجندته الخاصة " و الموت واحد".
يا " شيخ "عمر لا بد من عودة متأنية للسوح في متاهة هذا الحفر المتكاثرة يوما بعد يوم،(ياخي أنا مافهمت سبب إتفاقك مع أخونا " سليل السادة السنوسية " و معي و مع الأخ مصطفى البطل في بروغرام واحد.اشرح ينوبك ثواب.
يا محمد جميل عفوك على التسويف ، فحديثك عن تأثير جماعة الضغط الموالية للسياسة الإسرائيلية في الولايات المتحدة ( إيباك) يتطلّب وقفة أطول.و قد وقعت مؤخرا على مقاطع مثيرة للتأمل في كتاب " اللوبي الإسرائيلي و السياسة الخارجية الأمريكية" لباحثين امريكيين مهمين هما جون ميرشهايمر و ستيفن والت
J.Mercheimer & S. Walt
و الكتاب أثار ،و ما زال يثير، جدلا مهما حول مستقبل العلاقات الإسرائيلية الأمريكية بالذات في مشهد الإدارة الأمريكية الجديدة.
و لا أعرف ما إذا كان الكتاب قد ترجم للعربية أم لا لكنه فيما يبدو من الكتب التي يحتاجها كل من يخوض في موضوع أمريكا و نزاع الشرق الأوسط.
و هذه فولة آخرى أرجو ان يقيض لها فريقها المستحق من بواسل الكيالين .
لا بد من عود..

مودتي
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

سلام ....حسن موسي

في مداخلتي تبع 5 فبراير لم أقٌم بقفل أي محاور من المحاورين أوالمتداخلين في هذا الشأن داخل حظيرة "الحيرة" و التي هي بدورها لم تأتي فقط كأستنتاج لملاحظتك المبزولة هنا وحقوق( المبزولة) العاجبني جداً محفوظة ليك، المهم يازول كما قلت لم يأتي استنتاجي لمكامن الحيرة في تحولات الزمان او كما سميته أنت مفترق دروب الحداثات فقط من خلال تفاصيل الحوار الدائر هنا حول مجريات أحداث غزة بل الموضوع أكبر من هذه المناسبة بل لربما كان متجاوزاً لها لما هو أشمل وأوسع وأكثر عمقاً حسب منظوري الخاص، لذلك جاء أستخدامي لضمير الجماعة "كلنا" و هذا لا ينفي بالطبع أن واحداً من المعاني الأفتراضية لكلمة " الحيرة" تحديداً او مفهومها المنشود هنا في موضوعنا هذا والذي يتعلق لديَّ علي نحو مباشر بمسألة تباين وتعدد وجهات ومنطلقات تناول أحداث غزة الأخيرة نفسها وقد قمت بشرح هذا المقصد علي نحو كافئ وتوضيحه بدقة معقولة، مثلاً ما قلته من وصف لفكرة( البطل) التي تناول فيها الموضوع من وجهة "الحدث الصحفي" اليومي المتابع لمجريات الأحداث لم يكن كما وصفته أنت ساخراً مجرد تلخيص أو شرح قمت به نيابة عن الكاتب الفصيح والنوعي كمان، بل كان ما قلته يعبر عن وجهة نظري الشخصية حول أتفاقي معه في مضمون كلامه عموماً وهذا شئ لا يحتاج لجهد جهيد ودرس عصر او شرحاً عنقريبياً كما يحلو لك والمقصود منه كان بالتحديد هو تقديم ربط عضوي بأصل الموضوع ومثار بوستك الماثل بيننا و الذي هو أمتداداً للحوار الذي كان قد بدأ في مكان آخر هو بوست ( البطل ) (هُراءٌ.. كالكلام بلا معانى!) لكنك فضلت كب الزوغة من التحاور هناك وقمت بمواصلة الحوار في مكان آخر فارداً له حيزاً في ملعب يخصك نسبياً لشئ ما في نفسك ولربما كما قلت مقترحاً لـ ( البطل) (حقنا للحبر) وتفادياً لـ "العواسة المبطنة" التي تدخرها لغيره كل ذلك بعد عملية التنابذ بالألقاب التي بدأت تلوح في الأفق وتعكر جو الحوار وتزج به في أتون الشخصي ولربما كان تاكتيك لعب "العبيد الكبار" وايضاً بعد الخروج عن نص الموضوع العابر الذي جاء علي كيبورد أحد المشاركين الصفويين علي حد تعبيرك فأنتهرته بترك عادة شرح العناقريب كيما تتاح لك ولنا فرصة مواصلة الموضوع ـ (بالله عليكم أرحمونا من شرح العناقريب و خلونا نرجع لموضوعنا في خصوص ما يدور في غزة مما أثاره مصطفى البطل).قلت خلونا نرجع لموضوعنا لكنك لم ترجع هناك لذلك جاء تلخيص وجهة نظري وليس شرح كلام الكاتب الفصيح ( مصطفي البطل ) الذي هو وعلي حد قولك (و هو آخر من يحتاج لمن يلخص وجهة نظره.) بل القصد كان هو تقديم ربط لما اتفقت فيه مع الكاتب الفصيح.

هذا ما كان من أمر حيرتك في فهم مقصدي من حيرة مصطفي البطل أما حيرتي انا فلن أشويها ولن اعمل منها مربة بل سأسعي الي تقريبها لك ما أمكن ويا أقنعتني... يا اقنعتك... يا ذهب كل منا الي حال حيرتة الأختياري منها كان أو الجبري. وحيرتي التي قصدت لاتعبر عن حالة أختيارية ونظري لها حالة كونها شئ يرقي الي مستوي المعطي الموضوعي المتجاوز لحدود الأختيار وتتمثل في الآتي منذ سقوط طيب الذكر ( الأتحاد السوفيتي السابق ) الداعم الأقوي لحركات التحرر الوطني في الفترة السابقة لزماننا هذا وبروز ( الولايات المتحدة ) كقطب أوحد في العالم يمارس دور شرطي العالم ويضع قدمه حيث ما شأ لا يجد من يعترضه ويقول ليه اقعد في علبك وبعد الفراغ القطبي الذي كان يشكل توازناً أستراتيجياً في عالم ما كان يعرف بالحرب الباردة بسقوط العملاق الأشتراكي طيب الذكر وسعي شرطي العالم ( اليو أس أيه) الي خلق عدواً أفتراضياً يملأ به هذا الفراغ اللازم لضمان بقاء دولة الرأسمالية المتعولمة المهيمنة التي لا تستطيع العيش والبقاء في ظل فراغ قطبي ولابد من التخطيط لنظام عالمي جديد يستوعب تلك التحولات، في ظل تلك الأحداث التأسيسية التأريخية العظيمة كان لابد وأن يحدث بالتالي تحولاً كبيراً في مفهومي "حركات التحرر الوطني" التي كانت فيما مضي تلعب دوراً قوياً وتمثل جزاءً اصيلا ًفي تكوين الصراع القطبي رغم وطنيتها الأفتراضية وهذا الوضع الجديد والتحول الكبير في العالم وضع تأثيراته المباشرة وغير المباشرة في خارطة هذه الحركات وصار من الصعوبة التفريق هنا بين مفهومي "حركات التحرر الوطني" و و"حركة المقاومة " اللذان يبدوان ظاهرياً علي درجة عالية من الأتساق والتناسق الداخلي كأنهما وجهان لنفس العملة في حين انهما لا يمثلان هذا التجانس والأتساق علي هذا النحو الكامل،كيف ؟
حركات التحرر الوطني كتعريف ابتدائي متعسف هي تلك الحركات الوطنية التي نشأت في رحم الدولة المٌسْتَعمرّة الغاصبة و المناهضة لها في سبيل نيل الأستقلال عنها ومن ثم تكوين دولة وطنية قادرة علي الأعتماد علي نفسها في صياغة مستقبلها وصناعة مصيرها وتأريخها مستخدمة في ذلك كل الوسائل المتاحة لها في تحقيق هذه الغاية السامية أن كان ذلك علي مستوي الفعل العسكري المسلح او علي مستوي الفعل السياسي او الحقوقي ودورها أي حركات التحرر الوطني لا ينتهي بأنتها مهمة طرد العدو المستعمر من الحدود الأدارية الجغرافية المصنوعة مسبقاً من قبل الدولة المستعمرة نفسها بل يتجاوز ذلك الفعل الي التخلص من كل العلاقات التي تؤدي الي الأرتباط بهذا العدو المستعمر علي مستوي العلاقات الدولية الأقتصادية منها والسياسية وما الي ذلك بل الي خلق تنظيم مناهض لفكرة الأستعمار بوصفة يمثل مرحلة من مراحل تطور النظام الرأسمالي ولهذا نجد أن لجوء معظم حركات التحرر الوطني الي المنظومة الأشتراكية وربط مصيرها به كان لهذا السبب المحوري المتثل في عملية التحرر من النموذج الرأسمالي المخلف من قبل الدولة المستعمرة وأتخاذ طريق تطور آخر يفضي الي دروب تحررية مستقلة عنه.لذلك يمكن لحركة التحرر أن تكون حركة مقاومة في نفس الوقت وذلك بغرض تحقيق أهدافها السياسية الأستراتيجية عن طريق الفعل المسلح في حين أن حركة المقاومة التي تكتفي بالسعي لطرد العدو المحتل أو المٌستَعمِر فقط من الحدود الأدارية الجغرافية الكائنة لتحل محله عن طريق الفعل المسلح وتحافظ في نفس الوقت علي كل العلاقات الأقتصادية والسياسية والفكرية الرأسمالية التي هي جزءً لا يتجزأ من تكوينه فسيكون من الصعوبة أطلاق صفة "حركة التحرر " عليها وكما ذكرت في معرض تحليلي الذي غضيت عنه الطرف يا حسن موسي ما عارف من قصد أو من غيره ذلك المتعلق بالنقطة المركزية التي تناولت فيها فكرة تقلبات الزمان وعملية تطور شروط الحياة المعقدة لنفسها وبنفسها في مضمار التطور السياسي الأجتماعي الذي سوف يكسب ويورث بعض الأوضاع ويقوم بتغيير قسري في هندسة الأنساق الداخلية ويؤثر علي نحو قوي في عمل السياقات الشئ الذي يجبرنا أؤكد يجبرنا علي الخروج والتركيز في نظم التحكم وأدارة الأزمة وكيفية الأحتواء حرصاً علي البنية البشرية السكانية،فالزمان ليس زمان ( حماس) بل ليس زمان اي من الدول العربية في المنطقة أزاء الزمان الأسرائيلي الباطش بقدراته الأقتصادية الهائلة وآلته العسكرية الفتاكة وهذا الوضع هو وضع حيرة لا اكثر ولا اقل وأقول ..أذا ارادت حركة حماس ان تكتسب صفة" حركة التحرر الوطني" كما أعتقد لما كانت وافقت علي المشاركة في الأنتخابات التشريعية ولا وافقت علي الوصول للسلطة عبر آليات أتفاق( أوسلو) سئ السمعة لأن فيه أعتراف بدولة أسرائيل علي نحو عملي طالما كان أتفاق أوسلو هو الأتفاق الوحيد الذي وقعت عليه المقاومة الفلسطينية يتضمن علي نحو صريح الأعتراف بدولة أسرائيل مقابل قيام سلطة فلسطينية في ( غزة وأريحا) وبذلك تفقد حركة المقاومة الأسلامية (حماس) كل مصداقيتها كحركة تحرر تسعي الي تقديم مشروعاً تحررياً أنسانياً أستراتيجيا نخاف ونخشي عليه من الأنمساخ تحت غوائل مؤسسات الحداثة الرأسمالية؟؟ كما سوف تقوم بذلك بقصر صراع التحرر في حدود صراع "السلطة"الشئ الذي سيؤدي بدوره الي أضعاف البنية الداخلية لحركة التحرر الفلسطينية نفسها وهذا هو ما حدث علي وجه التحديد كما حدث قبلاً في الثورة الجزائرية أما مسالة أطلاق صواريخ القسام علي المدن الأسرائلية فكان الغرض منه ليس أرهاب العدو الأسرائيلي لطرده من الأراضي "المقدسة" الفلسطينية المحتلة بعد أنتهاء الهدنة بوصول الحركة وتمكينها في مدينة غزة المحررة بل كان الغرض منه هو التخلص علي نحو أنتحاري وكمان جماعي للخروج من تلك الورطة التي ساقت حركة حماس نفسها لها من دون أن تشعر في سبيل صراعها حول السلطة الفلسطينية مستدخمة في ذلك تراث الفتوحات الأسلامية والأسلام آنذاك مازال في صدره، وهذا ما حدث عندنا عندما قامت الثورة المهدية بطرد المستعمر التركي وحررتنا من دفع الضرائب وبعد داك جاء ( التعايشي ) ووري الناس الويل والنجوم بالنهار ثم جاء الترابي وجماعته فقلبوا علينا الليل نهارفطردوا الأقباط وأبادوا الجنوبيين والدارفورين وشردوا ممثلي القوي الحديثة في شتي بقاع العالم أذن المقصود من الخروج والتفكير من خارج الأزمة هو هذا الفرز للكيمان وعدم وضع الجميع في قفة واحدة وفي ذلك قلت ايضاً أن الفروقات بيننا ليست كما تبدو غير ان اللغة المعتمة وقيل الشاعرية مضافاً لذلك تعقد الموضوعة وتركيبها وتعدد الرؤي وتباين المحاور والمداخل التي بدت لك بعضها كنصائح وكأننا نتناول موضوعة منجزة واضحة المعالم ويمكن الأمساك بها ومن ثم تقديم النصح والمشورة فيها وبعدين تعال كدي النسعلك تاني يا حسن موسي هو في زول بقدر ينصحك أصلاً؟

بجيك تاني

مودتي

وليد يوسف
السايقه واصله
Ashraf Elshoush
مشاركات: 163
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:23 pm

مشاركة بواسطة Ashraf Elshoush »

سلام...
حسن موسي;

ليس تقليلآ من شأن سؤالك.

و لكن هل نحن فعلآ معنيين بإيجاد "فعل ما" لحل إشكالية Very ذهنية!
تخص "الإحراج" الأخلاقي جدآ, و الذي يجيد المسلمين بمافيهم حماس, وضعنا فيه!!!
" نا" هاته تخص كل مختلف عنهم!
"" الحقيقة تبدو ... ولا تكون ""
سالم موسي.
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

جيتك تاني بي أسئلة.... يا حسن موسي ...فصبرا

أما قولك بأني قد أكتفيت أو ركزت فقط علي قرأة عنوان الموضوع تبعك وتخليت عن مضمونه لذلك خرجت متعجلاً بنتيجة الحيرة،أحب أن أؤكد لك عكس ذلك ولو أني في نفس الوقت لا استبعد العنوان وبطبيعة الحال العنوان يمثل جزءأً مهماً وأصيلاً من مضمون النص ولا أظنني في حوجة لتقديم شرحاً عنقريبياً في هذا الجانب،لكن دعنا نتناول جملتك الأعتراضية الهامة التي تقول " مفترق دروب الحداثات" محدداً بها زاوية نظرك "لحيرة" أولاد المسلمين وأنت نفسك واحد منهم هل يعني هذا أنك من الموافقين في هذا المشهد ضمنياً علي هذا الترتيب المخادع الذي يسعي الي تقسيم العالم في ظل النظام الجديد وتحويل الصراع الطبقي الأجتماعي وتبديله علي أسس ثقافية وقيل حضارية كما عند (صموئيل هينتغتون) تلعب الأديان فيها دوراً محورياً لتمرير وتسهيل حركة رأس المال في الأسواق العالمية عبر صياغة نموذج أسلامي يستوعب هذا التحول الأنمساخي الطوعي كما ذكرت؟. لأنه حقيقة ما قدرت افهم هنا هل أنت معانا ولا مع الخيانة:lol:

أعتقد أن هذا التساؤل لايمكن المرور عبره الأ بتحديد نوع او كيفية التعامل مع "نظم التحكم" الذاتية وهذا ما قصدته في معرض تعقيبي بتحديد نقطة أنطلاق ما لمواجهة التركيب اللاحق بالأزمة داخل حركة التحرر العالمي من هيمنة رأس المال وتركيب المخارج الممكنة منها،ولو أمكن مزيد من التوضيح في هذه النقطة فقد أحترت فيها.

مودتي
وليد يوسف
السايقه واصله
أضف رد جديد