اوين مجاك و الحب الممنوع!

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
ÚÈÏ ÇáÝÊÇÍ ÓÚíÏ ÚÑãÇä
مشاركات: 365
اشترك في: الخميس ديسمبر 21, 2006 2:45 am

اوين مجاك و الحب الممنوع!

مشاركة بواسطة ÚÈÏ ÇáÝÊÇÍ ÓÚíÏ ÚÑãÇä »

اهدتنى الاخت و الصديقة العزيزة اوين مجاك نسخة من روايتها (الحب الممنوع) لقراءتها وإبداء ملاحظاتى عليها قبل ان ترسلها

لاحدى المطابع فى لبنان. وبداية اشكرها لحسن ظنها بى وانا هنا لست بروائى ولكنى متطلع جيد ان صح التعبير. ورواية اوين

عادت بذاكرتى لايام بعيدة كنت اكثر فيها من قراءة الروايات باللغة العربية وهو شىء افتقده كثيراً وذلك لان لغة الضاد تمتاز

بالحيوية و السلاسة وهذا طبعاً من وجهة نظرى الخاصة. على كل دعونا نعود للحب الممنوع وللروائية الشابة اوين مجاك. فاوين

مجاك تركت مسقط راسها فى اويل وهى طلفة ولا داعى لذكر الاسباب لانها معروفة للجميع، وتنقلت مع اسرتها من ليبيا الى اليمن

ثم الى الولايات المتحدة الامريكية. فهى من بنات جيلى الذى ولد فى زمن الحرب و الخوف و الجوع. فطفولتنا مليئة بذكريات حزينة

تحكى عن فشل الساسة المدوى فى بناء وطن يسع الجميع، ولكنهم اصروا ان يلسبوا وطننا جلباباً ضيق وعندما ضاق على كل هذه

الاقوام قذف بنا الى ارض الله البعيدة. ومن رحم هذه الماسىء تخرج اوين مجاك لتحكى لانه ان اوان الحكى كما تقول هى. وعند

قراءتى لروايتها تملكنى احساس بالفرح و الحزن و الاعزار معاً. وربما يقول قائل كيف هذا؟ منبع فرحى بهذه الرواية لانى ارى فيه

ا بعض من نفسى وبعض متاعب جلينا، ومصدر حزنى ينبع من مجرى احداث القصة التى جعلتنى اشعر بان (الحزن فينا كائن

يمشى)، ومصدر اعزازى هو بالرغم من هذه المصاعب التى واجهها جيلنا و بالاخض اصدقائى من جنوبنا الحبيب والتى تفوق

الوصف و الخيال ولكن بالرغم من زلك استطاع الكثير منهم الوصول الى مرفأ امن !. فاعزازى و اعتزازى باوين ينبع من انه

ا حولت هذه الطاقة الكامنه فيها لشىء ايجابى يشفى شغفنا للاطلاع و متابعة العمل الثقافى. فالقصة تتمحور حول فيكتور و محبوبته

اليزابيث التى تكبره سناً، ومابين ليلى صديقة اليزابيث و تقاليد المجتمع التى تحظر زواج المرأة من رجل اصغر منها سناً. و الرواية

لا تتوقف عند كل هذا بل تذهب لابعد من ذلك لتنظر للعلاقة التى يشكلها الدين فى حياة المجتمعات من خلال ذهاب اليزابيث للقسيس

للاعتراف (جلسة اعتراف) له بحبها لشخص تكبره بعدد من السنين ولهذا السبب لم تصرح لفيكتور بحبها و تطلب من القسيس ان

يسبغ عليها ببعض بركته حتى يغفر لها الله هذه الخطئية. ويعمل القسيس على تطمينها بان الله يحب عباده ولذلك لن يغضب عليهم

حينما يحبون بعضهم بعضا. اوين مجاك سبحت عكس الافلام العربى التى عرفت بالنهايات السعيدة و لم تنتهى قصة اليزابيث

بزواجها من فيكتور بل انتصرت التقاليد وتحطم قلب اليزابيث حفاظاً على التقاليد. فى وجهة نظرى هذه الرواية تحمل الكثير من

الرسائل وتعكس عن ظهور نوع جديد و مختلف عن كتابات اهل الشمال النيلى وهذا شىء طبيعى نسبة لاختلاف الثقافات. و هى

رواية تجعل الشخص يطوف بخياله فى كل مناطق السودان و ثقافاته المختلفه وبل يشتم منها ايضاً رائحة الغربة و الترحال، ولكنها

ايضاً تاتى مؤكدة لمقولة الامام على بن ابى كرم الله وجهه: الغريب ليس الغريب عن الديار وانما الغريب فى الديار. فكم من اناس

عاشوا فى اوطانهم غرباء، فطوبى للغرباء!.
We seldom think of what we have,but always think of what we miss
أضف رد جديد