مفردات مشتركة بين الدناقلة والميدوب

Forum Démocratique
- Democratic Forum
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مفردات مشتركة بين الدناقلة والميدوب

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

ورد في إيميلي المساهمة التالية من الأخ الدكتور/ محمود عثمان أزرق ، أنزلها كما ورد:-
الذي يجعل الكثيرين في حيرة من أمرهم هو أن الحضارة النوبية وجدت لها رواجا واصبح جزءا أصيلاً من تاريخ مصر القديم ولكن في بلادنا الذي يعتبر مهبط الحضارة النوبية يوجد من ينتابه القشعريرة عندما يسمع عن هذه الحضارة العريقة، ليس لعيب في هذه الحضارة بل لأنه يظن لحاجة في نفسه بأنه ليس جزءا من هذه الحضارة
أن هذا البحث يعتبر من أقيم و أعمق البحوث في هذا المجال لأنه يستند علي حقائق تاريخية و لغوية لتعريف بالجزء الغائب من هذه الحضارة، يجب الاعتناء به حتى يرى النور والذي يعطي أهمية لهذا البحث هو أن الباحث من سليل هذه الحضارة التي يتناولها البحث
كما ذكرت في بحثك أخي الخير أن النوبة ينتشرون في السودان في مناطق عديدة منها شمال السودان ( الدناقلا- المحس- الحلفاويين- السكوت ) وغرب السودان الميدوب (شمال شرق دارفور) وجنوب كردفان ( جبال النوبة )
أنا شخصيا يعنيني هذا البحث بحكم انتمائي باحد المجموعات النوبية التي ذكرتها ( الميدوب ) ، و عليه أود أن أعلق على بعض الفقرات والمفردات فيه لو سمحت لي بذلك.
1 عزيزي الخير انك قلت أن الهنود يصفون سيدنا نوح بأنه الجد البعيد ذلك لبعد موطنه . لماذا لا يكون البعد هنا بعد زماني
2 البحر الأحمر ( بحر القيلزوم ) وهو راجع إلى الأصل النوبي ( قيلي ) وهذه الكلمة لها نفس المعنى عند الميدوب (قيلي ) وهي تعني الأحمر ( قيلووم ) تعني يصير احمراً0
3 ( كوت ) تعني عند الميدوب الأرض وهي مستخدمة حتى الان
4 ( أسي ) تعني عند الميدوب الحر الشديد
5 (مريم كوت) تعني عند الميدوب أرض مريم
6 ( مريم بوت ) تعني عند الميدوب مشرع مريم
7 ( ايليم ) تعني عند الميدوب يجد
8 ( اور ) تعني عند الميدوب كبير القوم أو الرأس
9 انك قلت العمود الثاني في الساقية تسمي (مشي ) أما عند الميدوب الأصغر يسمى ( بسي )
10 ( اسي أو اشي ) تعني عند الميدوب الأخت
11 ( انجي ) تعني عند الميدوب نفس المعنى حي
12 ( تي ) تعني عند الميدوب اشرب
13 ( توتي ) تعني عند الميدوب اللعب
14 ( كشي أو كجي ) تعني عند الميدوب العشب
15 ( أن ) تعني عند الميدوب الام
16 ( تو ) تعني عند الميدوب البطن
17 ( اشي أو اجي ) تعني عند الميدوب الماء
18 ( قر ) تعني عند الميدوب الثور أو الذكر من العجل
19 ( كسي ) تعني عند الميدوب مبنى في شكل هرمي يدخل فيها صغار الغنم
20 ( أقن تون ) تعني عند الميدوب جالس علي الدوام ( تفسير معنى أخناتون )
21 ( سوي ) تعني عند الميدوب الرمل الأبيض علي حافة الوادي
22 ( اسي ون ) تعني عند الميدوب لديه حر شديد (اسي) الحر الشديد (اون ) عنده أو لدية من المعروف أن منطقة أسوان تقع في منطقة صحراوية هي محرفه من هذا المعني في اعتقادي
23 ( اودي ) تعني عند الميدوب الفضيحة أو العار وهي نفس المعني
24 ( أوان ) تعني عند الميدوب المرحلة أو الفترة
25 (ادّ نير ) تعني عند الميدوب جيد المرأة أو رقبة المرأة
26 ( قور ) تعني عند الميدوب النمل أيضا
27 ( دنقر ) تعني عند الميدوب الأعمى أيضا
28 ( اميل ) تعني عند الميدوب ميئة (100)
انتهى حديث الدكتور/محمود0
------------------------------
أشكر الأخ الدكتور/ محمود على مساهمته القيمة واتطلع منه المزيد ، وأضيف لما جاء في مقارنته حسب الرقم المسلسل:-
4/ ( أسي ) تعني عند الميدوب الحر الشديد –عند الدناقلة (أيس) تعني الحرالشديد0
6/ ( مريم بوت ) تعني عند الميدوب مشرع مريم – مريم بوت: تعني عند الدناقلة منطقة أو مكان مريم0
7/ ( ايليم ) تعني عند الميدوب يجد –عند الدناقلة : أيلي0
8/ ( اور ) تعني عند الميدوب كبير القوم أو الرأس – أور: تعني : الملك والرأس ايضاً0
10/ ( اسي أو اشي ) تعني عند الميدوب الأخت- أسّي :تعني عند الدناقلة : الفرع أو الفسيل0
13 /( توتي ) تعني عند الميدوب اللعب – توتي : عند الدناقلة: يرفس أو يصعق0
14 /( كشي أو كجي ) تعني عند الميدوب العشب – كشي : نفس المعنى عند الدناقلة0
15 /( أن ) تعني عند الميدوب الام –نفس المعنى عند الدناقلة ، أن أين: تعني : أمي0
16 /( تو ) تعني عند الميدوب البطن – نفس المعنى عند الدناقلة0
17 /( اشي أو اجي ) تعني عند الميدوب الماء –أسِّي : مع الامالة في الهمزة تعني الماء أيضاً عند الدناقلة0
18 /( قر ) تعني عند الميدوب الثور أو الذكر من العجل – نفس المعنى عند الدناقلة0
19 /( كسي ) تعني عند الميدوب مبنى في شكل هرمي يدخل فيها صغار الغنم –كوشّي:تعني عند الدناقلة نفس المعنى0 وتعن أيضاً البيت من القش0
20 /( أقن تون ) تعني عند الميدوب جالس علي الدوام ( تفسير معنى أخناتون ) – آقن: تعني عند الدناقلة : الجالس0
21 /( سوي ) تعني عند الميدوب الرمل الأبيض علي حافة الوادي – سيو : تعني الرمل عند الدناقلة0
22 /( اسي ون ) تعني عند الميدوب لديه حر شديد –نفس المعنى عند الدناقلة0
24 /( أوان ) تعني عند الميدوب المرحلة أو الفترة – نفس المعنى عند الدناقلة0

نجد كثيراً من التطابق في الالفاظ والمعاني بين لغات المجموعة النوبية في الشمال (جنوب مصر وشمال السودان ) ومجموعة غرب السودان ( فبائل الميدوب وجبال النوبة) 0 فتتفاوت درجة التقارب بين فرع وآخر، مثلاً : نجد كثيرأ من المفردات المحسية والدنقلاوية في لغة الميدوب ، وكذلك الحال بين الدنقلاوية ونوبة الدلنج00 فالموضوع يحتاج إلى جهد تضامني ودراسات ميدانية0
مع تحياتي،،،
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

--------------------------------------------------------------------------------


وإليكم بعض ما جاء في العلاقة بين فروع النوبة نقلاً من منتدى حميدكي للأستاذ/ محمد جلال احمد هاشم

1) اللغات كالبشر لها قرابات وعلاقات أسرية. فكما هناك أناس أشقّاء هناك ايضا لغات شقيقة ولغات بنات أعمام وهكذا إلخ.
2) هناك مجموعة لغوية ضخمة (بمثابة أمّة من اللغات) تُسمّى بالمجموعة النيلية الصحراوية (Nilo-Saharan Phylum) داخلها توجد العديد من المجموعات اللغوية الكبيرة لكنها أصغر من النيلية الصحراوية. إحدى هذه المجموعات تُسمّى مجموعة التشاري النيلية (Chari-Nile Group) أي تفع بين نهري تشاري بتشاد والنيل بالسودان ومصر ويوغندا؛ أي أن هذه المجموعة تقع بين منطقة بحيرة تشاد والهضبة الإثيوبية في خط طولي يمتدّ بامتداد النيل. مجموعة التشاري نيلية هذه تنقسم بدورها إلى مجموعتين صغيرتين هما السودانية الشرقية (Eastern Sudanic) والسودانية الغربية (Western Sudanic). ما يهمّنا هنا هو المجموعة السودانية الشرقية إذ تضمّ داخلها عددا من اللغات التي تمتُّ بصلة القرابة لبعضها البعض بما يُشبه علاقة بنات الأعمام. كنموذج للغات التي تندرج تحت هذه المجموعة نذكر الآتية فقط: المجموعة النيلية (الدينكا؛ النوير؛ الشلك؛ الأنواك؛ اللاتوكا؛ المُنداري؛ التبوزا؛ الباريا؛ الأشولي؛ ثم الماساي بكينيا). أمّا من دارفور فنذكر الآتية أسماؤهم: الميما؛ الداجو؛ الزغاوة؛ الفور؛ المساليت. أمّا من الشرق فنذكر مجموعة لغات الأنقسنا بأعالي النيل الأزرق والكرمك وقيسان. أمّا من جبال النوبة فأغلب لغاتها ينتمي لهذه المجموعة ولا مجال لذكرها هنا في أكثر من النمل.
ما يهمّنا هنا أن مجموعة اللغات النوبية تنتمي لهذه المجموعة أي السودانية الشرقية؛ هذا يعني أن علاقة القرابة بين اللغات النوبية (لاحظ أنني أستخدم لفظة "اللغات النوبية" وليس لفظة "اللغة النوبية") وأي واحدة من هذه اللغات المشار إليها أعلاه هي كعلاقة أبناء الأعمام.
الآن تعالوا لنرى من ماذا تتكوّن مجوعة اللغات النوبية حيث تكون العلاقة بمثابة الأخوات الشقيقات. بدءا نشير إلى أن هناك ثلاث مجموعات لغوية نوبية:
1- المجموعة النيلية: وتنقسم إلى مجموعتين (الفاديجّا-محسية) ثم (الدنقلاوية-الكنزية).
2- المجموعة الكردفانية: وتنقسم بدورها إلى مجموعتين: شمال كردفان (لغة جبل الحرازة المنقرضة) وجنوب كردفان (لغة الأجانق بأقسامها الموزّعة على الجبال الستّة: كاركو؛ فندا؛ غُلفان؛ داير؛ دلنج؛ إلخ).
3- المجموعة الدارفورية: وتنقسم أيضا إلى قسمين: شمال كردفان (لغة الميدوب) وغرب وسط دارفور (لغة البرقد شبه المنقرضة).
هذا هو ما يقوله لنا العلم فيما يخصّ اللغات النوبية. ليس هذا فحسب بل إن واحدة من أقوى الفرضيات المتعلّقة بالموطن الأصلي للنوبيين جميعا قبل أن يستوطنوا على النيل وفي كردفان تقول بأن موطنهم الأصلي كان بمكانٍ ما شمال غرب دافور أي بمنطقة الميدوب الحالية أو بالقرب منها. ربما لا يُعجب هذا بعض إخوتنا ممّن لا ينظرون إلى أنفسهم باعتبارهم شعبا أفريقيّا أسود. لكن تبقى هذه هي الحقيقة. إننا - نحن السودانيين جميعا بما في ذلك النوبيين - شعب أفريقي أسود وما تمايزات اللون التي نتعارف عليها إلاّ تدرّجات اللون الأسود لا غير. إذا كانت هذه قناعتي فلن أعاني من أي مشكلة إذا ما قال لي شخصٌ ما إن أهلنا بجبال النوبة ينتمون لي. إذ سأنظر إلى قوله هذا باعتبار أنه ممّا يُشرّفني أن ينتمي لي أهلنا بجبال النوبة وأن أنتمي إليهم. أمّا إن كنت أعتبر نفسي من شعب ينتمي إلى أمّة البيضان فمثل هذا الوهم وتزييف الهويّة سوف يخلق لي مشاكل كثيرة عندما يكشف لي العلم أوجه قرابتي بأهلي الحقيقيين من الأفارقة السود. إنني أفتخر بأنني أفريقي أسود وبأن أهلي في السودان هم في جبال النوبة ودارفور وشرق السودان ثم جنوبه الحبيب .... ودمتم جميعا أفارقة سودا صنعتم الحضارة وستصنعوها مرّة أخرى !!!!

محمد جلال أحمد هاشم
أوكسفورد - إنكلترا
------------------------------------------
مع تحياتي،،،
آخر تعديل بواسطة الخير محمد حسين في الجمعة يناير 15, 2010 2:35 pm، تم التعديل مرة واحدة.
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

مواصلة لرسائل الأخ/ الدكتور محمود عثمان الأزرق

عزيزي/ الخير
أشكرك علي الاهتمام والرد
مواصلة علي ماانقطع إليك بعض المفردات بلغة الميدوب مع اعتذاري علي التاخير في الرد
الكلمة المعنى
1( بسر) بفتح الباء وكسر السين وتسكين الراء الزاد في السفر
2 (ناندو) هناك
3 (اندو) هنا
4 (اندو دور) ادخل هنا
5 (اجدي اواشدي) اللبن أو حليب
6 (دسى) الأخضر
7 (اوري) البني
8 (ارو) الثوب
9 (اورمارى) البني المايل إلي الأسود
10 (اري ) المطر
11 (ارتي) الثدي
12 (اسلّو) ولع النار شديد
13 (اسي) بكسر الالف النار
14 (أر ) بكسر الألف الناس
15 (ترتي ) الحذاء
16 (ارودي ) orody الحصي أو الرمل الخشن
17 (تتي) taty الاطرش
18 (تقو ) اجلس
19 (كندي ) candy العنقره أو الأعلى
20 (كرّى ) بكسر الكاف نشيط
21 (تيا ا وديا ) كسلان
22 (اولقي ) الإذن
23 (تيار أو ديار ) الموت
24 (سقودي أو سودي ) الحجر الصغير الذي يرحك به في المرحاكه
25 (بسّي ) الّرف
26 (نوبتي أو نوبة قوسي ) جماعة النوبة منها جات كلمة ( نوباتيا )
27 (تسى أو دسى ) بعيد أو طويل
28 (بوجى ) واسع أو قصير
29 (انقى ) حلو المذاق

30 ( كوسي ) cossy قدح كبير يصنع من الخشب
ولدينا المزيد في الرسالة القادمة
أخوك/محمود
--------------------------------------
واليكم ما يقابلها بالدنقلاوية 0(الألفاظ الميدوبية حسب أرقامها من المصدر)

1( بسر) بفتح الباء وكسر السين وتسكين الراء الزاد في السفر
( بسل) بالدنقلاوية0
2 (ناندو) هناك
(ماندو) بالدنقلاوية0
3 (اندو) هنا
نفس المعنى بالدقلاوية0
4 (اندو دور) ادخل هنا
(اندو تو)بالدنقلاوية0
5 (اجدي اواشدي) اللبن أو حليب
(اججي) بالدنقلاوية0
6 (دسى) الأخضر
نفس المعنى في جميع فروع النوبة شمال0
8 (ارو) الثوب
(أرو)الأبيض بالدنقلاوية(كدارو)الثوب الابيض0
9 (اورمارى) البني المايل إلي الأسود
(اورماي)الاسود بالدنقلاوية0
10 (اري ) المطر
(أرو)المطر بالدنقلاوية0
11 (ارتي) الثدي
نفس المعنى بالدنقلاوية0
12 (اسلّو) ولع النار شديد
(اولي)بالدنقلاوية0
16 (ارودي ) الحصي أو الرمل الخشن
(كرود)الحصى أوالرمل الخشن0
18 (تقو ) اجلس
(تيق)بالدنقلاوية0
(كندي) العنقره أو الأعلى
(قندي)ميل الرقبة إلى الخلف بالدنقلاوية0
22 (اولقي ) الإذن
(اولق) بالدنقلاوية0
23 (تيار أو ديار ) الموت
(ديار)بالدنقلاوية0
25 (بسّي ) الّرف
(كبَس)بالدنقلاوية، والذي يوضع عليه ألواح الحيران في الخلوة0
28 (بوجى ) واسع أو قصير
(بوجو)واسع بالدنقلاوية0
29 (انقى ) حلو المذاق
(انقري) بالدنقلاوية0
30 (كوسي) قدح كبير يصنع من الخشب
(كوس)بالنقلاوية، وجمعها (كوسي)

مع تحياتي،،،
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

عزيزي/ الخير
لك أعطر التحايا
هناك بعض الأخطاء نريد تصويبها في الكلمات الآتية وهي
(اسي ) بضم الألف وليس كما ورد بكسر الألف تعني النار
(كرّى) بضم الكاف " " " " الكاف " نشيط
(تياراو ديار ) بكسر التاء او الدال " الموت
( سقودي او سودي ) بضم السين الحجر الصغير يرحك به في المرحاكه

واليك الارقام بلغة الميدوب حسب الترقيم الذي يناظره
1- (برجي أو برهي )
2- (ادي )
3- (تاسي )
4- (ايجي ايزي)
5- (تجي أو تشي )
6- (كورجي أو كورهي )
7- (اولوتي )
8- (اديي )
9- (اوكودي )
10- (تمجي أو تمزي )
11- ( تمجي رو برجي ريدي ) المقطع ( رو) يعني و بالعربية ما المقطع( ريدي ) للعطف وتعني عشرة و معها الواحد وهكذا مع بقية الارقام الي العشرين
20 (تمجي ادي )
30 (تمجي تاسي )
40 (تمجي ايجي أو ايزي )
50 (تمجي يجي أو ايزي )
وهكذا الي المئة
100 ( اميل )

أخوك/محمود

----------------------------------------
أسماء الأعداد النوبية (الدنقلاوية) بالترتيب
1/ وير -Were
2/ أوي – Owwi
3/ توسكيToski-
4/ كميس – Kamiss
5/ ديج – Dijj
6/ قوريج – Gorige
7/ كولود – Colodd
8/ إديو – Idiw
9/ إسكود – Iscode
10/ ديمين – Dimin

11/ ديميندو وير – Dimido Ware
12/ ديميندو أوي – Dimindo Owwi
وهكذا إلى 19
20/ ديمين أوي – Dimin Owwi
21/ديمين أوي وير – Dimin owwi Ware
22/ ديمين أوي أوي – Dimin Owwi Owwi
23/ ديمين أوي توسكي – Dimin Owwi Todki
وهكذا إلى 29
30/ ديمين توسكي – Dimin Toski
31/ ديمين توسكي وير – Dimin Toki Ware
32/ ديمين توسكي أوي – Dimin Toski Owwi
وهكذا إلى 39
40/ ديمين كميس
50/ ديمين ديج
60/ ديمين قوريج
وهكذا إلى 90
100/ إميل – Emill
101/ إميلويري وير – Emilwairi Ware
102/ إميلويري أوي – Emilwairi Owwi
110/ إميلويري ديمين
111/ إميلويري ديميندو وير
وهكذا إلى 199
200/ إميل أوي
201/ إميل أوي وير
300/ إميل توسكي
400/ إميلكميس
500/إميلدج
1000/دونال – Donall
2000/ دونال أوي
وهكذا0
مع تحياتي،،،
ياسر الشريف المليح
مشاركات: 1745
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:24 pm
مكان: ألمانيا
اتصال:

مشاركة بواسطة ياسر الشريف المليح »

الأخ الخير
شكرا لهذا البوست المفيد، والشكر موصول للدكتور محمود والأستاذ محمد جلال هاشم..

لدي بعض الجذور التي تعود إلى النوبيين في شمال السودان في الجزيرة لبب حيث ولد جد أمي الأكبر محمد أحمد المهدي، وكانت تحكي لي أنها عندما كانت طفلة صغيرة عايشت جدة أبيها "يمة بت حاج" أو "فاطمة بت حاج" إبنة عم المهدي وزوجته في نفس الوقت، وقد عاشت حتى ثلاثينات القرن الماضي.. وكانت تسمعها تمدح باللغة الدنقلاوية، ومن العبارات التي كانت تذكرها عبارة تعني "يا ولد بطني" ولكنني لا أذكر بالضبط العبارة بلغة الدناقلة فهل تعرف العبارة؟؟
يحزنني كثيرا ضياع اللغات الأصلية فهو ضياع للتراث وضياع للجذور، والشكر لكل المهتمين بهذا الشأن..

في بعض الأحاجي وقصص الأطفال كنا نسمع عبارة "بحر المسور القايم" وسمعت أن كلمة "ميسور" أو "مسور" بواحدة من اللغات النوبية تعني الفيضان فهل هذا صحيح؟؟ الأغرب من ذلك أن تكون لهذه الكلمة علاقة بكلمة "ميسوري" وهو إسم النهر المعروف في شمال أمريكا، ويقال أن الإسم يرجع إلى لغة الهنود الحمر أهل البلاد الأصليين، وأن نهر "ميسوري" مشهور بفيضانه الشهير.. فربما كانت هناك علاقة تقارب بين اللغات الأصلية في أمريكا وبين لغات النوبيين!!!؟؟؟

تحياتي ..

ياسر
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

الأخ/ ياسر ، شكراً على المرور والتعليق 000 كثيرون هم من أمثال جدكم والذين هاجروا من لبب الى بقاع السودان المختلفة وذلك أيام المهدية ، وخاصة من كانوا على علاقة أسرية بالامام المهدي0 عن معنى عبارة ( يا ولد بطني ) بالدنقلاوية هي (أنْ تُونْدِتَود - antoondi taud) أما عن بحر المسور ، فإن إسم (مصر) أصله : مسرى وهو اسم الشهر القبطي (شهر الفيضان) وكان يطلق اسم (مسرى )على المنطقة المغمورة بالمياه من شمال الشلالات الى منطقة الدلتا الحالية ، وكان النوبيون يسمونها ببحر المسور 0
مع تحياتي،،،
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

مزيد من التوضيح :-
* توجد عبارات أخرى بنفس معنى : يا ولد بطني 0 وو أن تون بتان ، علماً العبارة مكونة من خمسة مقاطع: وو : ياء النداء 0 أن :تعني ياء المتكلم 0 تو: البطن . ن :أداة الاضافة في النوبية 0 بتان : تعني ولد0 وكذلك : تون تود: نفس المعنى ، تود : تعنى الولد0 ويمكن اضافة ياء النداء (وو) في العبارت السابقة أيضاً0
*المسور : أصله من مقطعين: مسرى +أُورو 0 مسرى: شهر الفيض 0 أُورو : البحر بالدنقلاوية0
مع تحياتي،،،
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

عزيزي/ الخير
رمضان كريم وعبرك أسجي تحياتي للأخ ياسر واشكره علي اهتمامه بما يطرح في هذا البحث
اللغة بمثابة أم للناطقين بها يجب البر بها ، لان قوتها واستمرارها تعتمد علي اهتمام الناطقين بها
و كلنا نعلم أن الأم تعني شيء كبير جدا خاصة بالنسبة للنوبي ، لماذا نضيعها !؟
وتعليقي علي كلمة يا ولد بطني عند الميدوب هي ( وون تون اجي ) كما وردد (وو) للنداء ( ن ) للملكية ( تو ) البطن (ن ) للملكية ( اوجي أو اوشي ) ولد . وأيضا (وو ن تون قد ) تحمل نفس المعنى
إلي اللقاء
أخوك/محمود
مع تحياتي
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

الأخ الأستاذ الخير،

أصدق تحياتي،
يا خي أنا سعيد جداً بهذا البوست، بقدر سعادتي بوجودك بيننا أصلاً. فالإضافة لقيمته العلمية المعرفية المطلقة، فهو من جانبٍ آخر يقع في قلب قضايا مبحث "الهوية الجامعة والمتعددة" الذي هو بحاجةٍ ماسة للدراسات الميدانية التوثيقية التي تنتقل به من التجريدات والتعميمات إلى امتلاك خامات وعناصر البناء الملموسة التي يحتاجها تأسيس المفاهيم على قواعد معرفية متينة. فالتجريدات والتعميمات على ضرورتها المنهجية المعرفية، بحاجةٍ أساسية للمعرفة الميدانية المفصلة والمحددة. والواقع أن التعميمات والتجريدات، وبعبارةٍ أخرى المفاهيم العامة لا يمكن أن تستقيم من دون معرفة الحقائق والوقائع الميدانية المفصلة، وإلا كانت لغواً "بلا ثمرة" (دي برضو من لغة عجايز بربر). من مدة طويلة وأنا أحاول أن أتداخل في بوستاتك المتعلقة باللغات النوبية وأنسابها المتصلة في اللغات السودانية "الأصلية" الأخرى، إلا أنني كنت أنتظر وصول حالتي الصحية إلى مستوىً من التمام النسبي للعافية. وهذا لم يتححق الآن بالصورة التي أطمح إليها، إلا أنه تحقق إلى حدٍ قد يسمح لي بالكتابة بدرجة معقولة من وقتٍ لآخر, وأتمنى أن لايكون ذلك وهماً كما حدث لي في مرةٍ سابقة (كلمة "سابقة" دي أبت تتكب لي صاح، ثلاتة مرات أكتبها "سلبقة" ومرتين كتبتها "سلفقة" وكلتا الكلمتان من لهجة بربر القديمة، وتعنيان الارتجال وفعل الشيء كيفما اتفق. وأتمنى أن لا يكون ذلك كشفاً حقيقة لِما آل له أمري مع الكتابة والتفكير).

أسعدني أيضاً بوستك الآخر الذي يحمل عنوان "اللغة النوبية والحضارات القديمة". وأتمنى أن أجد الوقت والقوة للمشاركة فيه أيضاً بصورة تتناسب مع اهتمامي بهذا الموضوع الذي يشكل جزءً مهماً في اهتماماتي الدائمة والراسخة أولاً، ثم تخصصي.

مع أحر تحياتي للأخ الدكتور محمود عثمان الأزرق، وأتمنى دوام مساهماته في الموقع والمنبر، وتحياتي الحارة أيضاً للصديق الدكتور محمد جلال هاشم.

وستكون لي عودات كثيرة، واقتراحات في هذا الشأن. وأتوجه بهذه المناسبة بالرجاء لجميع بنات وأبناء اللغات السودانية "الأصلية" و"الوافدة" أن يساهموا في إثراء هذا المشروع الذي ابتدرته أنت هنا في سودان فور اول، بالتعريف بها بالصورة والمنهج التوثيقيين "الميدانيين" اللذين ابتدرتهما أنت هنا أيضاً. وأن تكون هذ إحدى المساهمات الأساسية في مطلب إعادة حق الحياة والفاعلية للغاتنا "المحلية" فضلاً عن قيمته المعرفية العظمة التي لا جدال فيها إلا للمكابرين من ذوي الأفق الثقافي والسياسي المغلق.

مع عاطر مودتي
عبد الله بــولا
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

عزيزي/ بولا
لك أصدق التحايا وأجملها00هنالك الكثيرون مثلي لم يحظوا برؤيتكم ولكنهم عرفوك من خلال كتاباتكم ومداخلاتكم ، كم أنت انسان رائع ومتفهم لجذورقضايانا الوطنية00أعلم جيداً أن هذا يجرح تواضعكم ولكن هذه هي الحقيقة0 أملي وأمل كل الذين عرفوك أن يعيد الله لك الصحة والعافية لتواصل المشوار الطويل الذي بدأته ، ويتحقق الحلم الغالي : سودان فور أول0
مع خاص ودي ،،،
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

سبق أن ذكرنا في بحث اللغة النوبية والحضارات القديمة- الفصل الرابع-الباب الأول : أن من مميزات لغة الانسان الأول أن تكون مفرداتها منتشرة في أنحاء العالم القديم ونجد ذلك في لغات فروع النوبة، على سبيل المثال :
* كوت: تعني الأرض عند الميدوب ، ونفس المعنى عند الباشتو في باكستان0 وعندنا في الشمال سكوت : ارض الحجر
* اسي : تعني الماء عند الدناقلة ، وهي تعني :sea الانجليزية0
*قو :تعني الأرض بالدنقلاوية، وهي نفسها بالاتينية : geo

مع تحياتي،،،
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

قبل عشر سنوات تقريباً دار بيني وبين الاخ/ محمود الازرق نقاش حول العلاقة بين اللغة الدنقلاوية ولغة الميدوب ، وكنت أدوِّن النتائج دائماً ، وسأواصل نشرها00إليكم الجزء الاول:

1/ أل-ell : يجد بالدنقلاوية ، نفس المعنى عندالميدوب0
2/نق-negg :يرتب ،يحزم بالدنقلاوية عند الميدوب : تقر-tegger
3/اينكقيد-ain kegid : تعني : الخالة بالدنقلاوية 0 عند الميدوب :اينقجي-ain geje
4/انين-anain : تعني : أمِّي بالدنقلاوية0 عند الميدوب :نني- nunai
5/درو-doro: تعني : عجوز، كبير السن بالدنقلاوية0 عند الميدوب: دوري-dory
6/دولِّي –dolli : عميق بالدنقلاوية ، عند الميدوب : دوليي- dollei
7/دولَّو-dollo :صعب ، معقد ، ثقيل بالدنقلاوية 0عند الميدوب : ديلي- dillae
8/مون-mone : يكره بالدنقلاوية 0عند الميدوب :بونو- bouno
9/مونيد-mouneed: الكراهية بالدنقلاوية0 عند الميدوب :bouneedy
10/إرجين- irjain : غني بالدنقلاوية0 عند الميدوب : إرجيني-irjany
11/ماق-magg : يسرق بالدنقلاوية 0 عند الميدوب :باقي- baggy
12/مان-man :ذاك : بالدنقلاوية0 عند الميدوب : نان- nann
13/ وِجِّيد-wicheed: إجهاض بالدنقلاوية 0عند الميدوب : وِكِّيدي-wickeedy: تعني : الولادة0
14/ودق-wadagg: شحم بالدنقلاوية 0 نفس المعنى عند الميدوب0
15/ول- well: كلب بالدنقلاوية 0 عند الميدوب :بول – pol 0عند جبال النوبة ( الدلنج) بل-bell 0
16/واي-whay : الزمن الماضي 0 عند الميدوب نفس الكلمة تعني: في زمن ما أو في يوم ما0
17/وجات- wejat : الحزن بالدنقلاوية0 عند الميدوب : وجاتي- wejatty
18/كيل- kail : حد او حاجز بالدنقلاوية0 نفس المعنى عند الميدوب0
19/كُلو-culo :حجر بالدنقلاوية 0 عند الميدوب نفس الكلمة تعني : الملح0
20/كُل-cull :حفرة بالدنقلاوية0 عند الميدوب :تُل-tull
21/كونج-conge : الجبهة بالدنقلاوية0 عند الميدوب :أونجي –ongi

أواصل 00
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

شجرة المجموعة النوبية كما وضعها /رولاند استيفنسون :

* النيليون :-
1/المحس/ الفدجة
2/ الكنزية/الدنقلاوية

* الجبليون: -
(أ)
1/داير
2/كدرو
4/غلفان
5/الحجيرات

( ب)
1/دلنج
2/كدرو الغربية
3/كركو
4/ والي

*الميدوب
* برقد
*حرازة( لغة مندثرة)
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

عزيزي الخير
تحياتي الحارة،ا نني اعجز أحيانا في أن أوفيك حقك لأنك فعلا تعطي الموضوع الذي تتناوله حقه نتمنى لك التوفيق
أخي هناك بعض الأخطاء ربما تكون مطبعية في بعض المفردات التي أوردتها في لغة الميدوب نود أن اشر إليها مع التصويب وهي
4-( اونى) تعني عند الميدوب امّي .( اونين اوجي) تعني ابن امي ، ( نانين اوجي ) تعني ابن أمك
10- (ارقني ) Eargany تعني إنسان غني أي لديه مال كثير
17- (وجتي ) تعني الزعل
18- (تال ) تعني الحد أو الحاجز
واليك الآن بعض المفردات مواصلة لما كنا عليه
1- (سكور ) sockor تعني شيل أو ارفع
2- (تقندي ) ) toogndy تعني أخر البطن (أخر العنقود )
3- (ايد ) تعني البكر أو اكبر البطن
4- (بجات ) الذي يتحدث كثيرا
5- ( ار ) بمد الألف وتسكين الراء تعني الأنثى خاصة في الماشية
6- ( ايري ) الألف مثل الحرف A تعني الذكر خاصة في الماسية
7- (اجي ) بكسر الالف تعني الانثي خاصة في الإبل
8- ( اوندي ) تعني الذكر خاصة في الإبل
9- (كادي ) تعني الذكر( الولد) في الإنسان
10- ( تدي ) tudy بضم التاء تعني الانثي ( البنت ) في الإنسان
11- ( ادي ) بكسر الألف تعني المرأة
12- (اد ) الالف ينطق كما في الحرف A تعني الرجل
13- (اسي ) ASSY تعني الابنة
14- (بسي) BASSY تعني الأصغر مقارنة بالذي قبلة
15- (ادي ) ADY تعني الأكبر مقارنة بالذي بعدة
16- (سنجي ) تعني صغير
17- (كورى ) KORAY تعني كبير
18- ( أر ) تعني أمسك
19- (بل ) بضم الباء تعني أخرج
20- (بسر ) تعني الشمس
21- (بنتي أو بندي ) تعني التمر
22- (كدي ) KUDY تعني أسنان
23- ( آل ) بمد الألف تعني الفم
24- (بدي ) بكسر الباء تعني العين



أخوك/محمود
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

اضافة:-

عندما رفض فرعون أن يرسل بني اسرائيل مع موسى الى موطنه (السودان ) أمره الله سبحانه وتعالى أن يطلب من بني اسرائيل فتح أبواب بيوتهم في اتجاه الوجه القبلي ( الجنوب ) قال تعالى في سورة يونس –آية 87 ( واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين ) فمنذ ذلك الحين صار فتح أبواب البيوت نحو الجنوب ( قبلي) عادة لدى النوبيين الى يومنا هذا 0 (انظر في اللغة النوبية والحضارات القديمة -الفصل الخامس/الباب الاول0

مع تحياتي،،،
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

إضافات جديدة أحببت أن أضمها مع ما نشر سابقاً في البحث لتجنب الرجوع المكرر للبحث:-

**إدريس عليه السلام
ذكر الدكتور عبد الوهاب النجار مؤلف قصص الأنبياء في كتابه صفحة 348(أنه أول من أنذر قومه بالطوفان ، ورأى أن آفة سماوية تلحق الأرض من الماء والنار ، فخاف ذهاب العلم ودروس الصنائع فبنى الاهرام والبرابي في صعيد مصر الأعلى ( السودان )وصور فيها جميع الصناعات والآلات ورسم فيها صفات العلوم حرصاً منه على تخليدها لمن بعده خفية أن يذهب رسمها من العالم ) إنتهى المصدر 0نرجع إلى أصل إسم إدريس بالنوبية ، فالإسم يتكون من مقطعين ( إد –Id ) تعني الأنسان و(إريس irs ) تعني الطيب ، وكلمة (إد ) مرادفة لكلمة ( أدم ) التي هي تعني الإنسان بالنوبية أيضا 0 وهنالك حيوان خرافي الأدب النوبي يسمى (إدكال- idkaL ) ومعناه آكل لحوم البشر ، وتوجد مناطق في شمال دنقلا تحمل المقطع الأخير من إسم إدريس مثال لذلك : شلال إريس وقرية إريس الأثرية0 والمدهش أنه لاتخلو عائلة في إريس من إسم إدريس0
في حديث عن ابن عباس وأبو هريرة : أن عمر آدم عليه السلام كتب في اللوح المحفوظ ألف سنة ، وهذا لا يعارضه ما جاء في التوراة في أنه عاش تسعمائة وثلاثين سنة 0ويقول ابن كثير : ان ما في التوراة إن كان محفوظاً محمول على مدة مقامه في الأرض بعد الاهباط ويضاف اليها ثلاثوأربعين سنة –مدة مقامه في الجنة قبل الاهباط على ما ذكره ابن جرير وغيره فيكون الجميع ألف سنة 0
ذكر ابن اسحاق أن ادريس عليه السلام أدرك من حياة آدم ثلاثمائة ووثماتي سنين 0وهو أول من خط بالقلم ، وكان أول بني آدم أعطى النبوة بعد آدم وشيث عليهما السلام 0
نوح- هو نوح بن لامك بن متشولخ بن أخنوخ(وهو نبي الله ادريس عليه السلام ) وكان مولده بعد وفاة آدم بـمائة وست وعشرين سنة 0يقول ابن كثير : عند أهل الكتاب بين موت آدم ومولد نوح مائة وست وأربعين سنة 0
ملاحظة: أقوال المؤرخين والمفسرين بأن إدريس عليه السلام نوبي يقتضي أن يكون آدم ونوح أيضاً لهما علاقة مباشرة بأرض النوبة والنوبيين وذلك للقرب الزمني والنسَبي الذي يجمعهما بادريس عليه السلام0

**موسى عليه السلام
في سفر الخروج –إصحاح-26-آية(15) يخاطب الله موسى: وتضع ألواح للمسكن من خشب السنط قائمة (16)طول اللوح عشر أزرع وعرض اللوح الواحد زراع ونصف 00 (18) وتضع الألواح للمسكن عشرين لوحاَ إلى جهة الجنوب نحو التيمن0 لاحظ (نحو التيمن ) إذ أن جهة الشمال جهة التشاؤم ، لأانهم عذبوا في الشمال واستعبدوا فيه بأيدي المصريين0 وهنالك عادة فتح أبواب البيوت نحو الجنوب سائدة إلى اليوم في المنطقة النوبية ، كما أن أسطورة أن الشمال نذير شؤم أيضاَ سائدة0 ولا أحد يفتح بابه نحو الشمال بالإضافة إلى أن الصلاة لا تقبل إذا صليت وأنت متجه نحو الشمال ويقولون للشخص الذي يتلاعب في صلاته (أرون كنى قر سيقيدل-Aron kanneigir siggiddell ) أي إن شاء الله صلاتك نحو الشمال 0
كذلك عندما رفض فرعون أن يرسل بني اسرائيل مع موسى الى موطنه (السودان ) أمره الله سبحانه وتعالى أن يطلب من بني اسرائيل فتح أبواب بيوتهم في اتجاه الوجه القبلي ( الجنوب ) قال تعالى في سورة يونس –آية 87 ( واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين ) فمنذ ذلك الحين صار فتح أبواب البيوت نحو الجنوب ( قبلي) عادة لدى النوبيين الى يومنا هذا 0
وملاحظة أخرى عن يوم الأحد : حكى ابن جرير في اول أيام الدنيا ثلاثة أقوال ، فروى عن محمد بن اسحاق أنه قال : يقول أهل التوراة : ابتدأ الله الخلق يوم الاحد ، ويقول أهل الانجيل : ابتدأ الله الخلق يوم الاثنين ، ونقول نحن المسلمون فيما انتهى الينا عن رسول الله ( ص ) ابتدأ الله الخلق يوم السبت ، ويقول : وكمل الخلق يوم في ستة أيام فكان آخر هن الجمعة فاتخذه المسلمون عيدهم في الاسبوع 0هذا يقودني إلى عادة نوبية قديمة ، النوبيون يفضلون تأسيس بيوتهم ( بناء الساس) يوم الأحد اعتقاداً منهم أن الله بدأ خلق الدنيا يوم الأحد ، ويقولون بالنوبية ( Kirag`e dinyat sumput teddo tuppison ) أي الأحد الذي بدأ فيه وضع الأساس للدنيا0
كما أن ألواح السنط بهذا الحجم المذكور توجد بكثرة في السودان- سفر الخوج-إصحاح 17-آية(1) :وتصنع المذبح من خشب السنط طوله خمس ذراع وعرضه خمس ذراع 0
والقرآن الكريم حينما يتناول هذا المشهد في سورة القصص –آية(7) : وأوحينا إلى أم موسى أن ارضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين)0في تفسير الجلا لين يقول المفسر : إن أم موسى ألقت التابوت في بحر النيل ليلاَ0(انتهى المصدر)0 أفهم من قوله تعالى ( إنا رادوه إليك ) : أن رد موسى عليه السلام لم يكن لغرض الرضاعة فقط ، إنما الرد هنا رد مكاني ليمارس نشاطه الرسالي ، وهو يدعم الإتجاه مرة أخرى إلى حيث أتى إلى الجنوب-إلى عكس جريان النيل الذي حمل التابوت إلى قصر فرعون ، والله أعلم0
يقال أن سحرة فرعون أتوا من ناوى ، تقع ناوى شمال مدينة امنتقو الأثرية( دنقلا العجوز) اشتهرت بالسحرة والقصص الروحانية على مر السنين 0واسم (ناوى) أصلها (نورتي Newertiتعني بالنوبية الدنقلاوية : الروح ، وبمرور الزمن تقلص الاسم إلى ناوى0أما ( امنتقو فتعني: وادي آمون بالدنقلاوية0

[b]**عيسى عليه السلام 0[/b]
(أسي -Asse ) يعني بالنوبية الفسيل offset وهو فرع ينمو من البراعم الإبطية للساق الأصلية، ويكون لهذا الفرع مجموعاً جذريا مستقلاً ومجموعاً خضرياً يمكن فصلهاً عن النبات الأم ونقلها إلى مكان آخر، وهو ما يسمى علمياً بالتكاثر الخضريVegetative Reproduction ، مثال ذلك نبات الموز والنخيل 0ولعل الشبه واضح في أن كلا الحالتين لا وجود فيهما للعنصر الذكري 0وفي الآية (25 ) من سورة مريم يقول الله تعالى ( وهزي إليك بجزع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً ) 0فالعلاقة واضحة بين السيدة مريم والنخلة ، فهي إنفصلت عن البشر وصامت عن الحديث معهم ولكن صلتها بالنخلة لم تنقطع وذلك في أحلك الظروف وذروة الأزمة0 من العادات المتواترة عند النوبيون إنهم ما زالوا يستخدمون عصير التمر كطعام مفضل للمرأة النفساء وذلك في الأيام الأولى للولادة0
عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ( أكرموا عمتكم النخلة فإنها خلقت من الطين الذي خلق منه آدم وليس من الشجر شيء يلقح غيرها 0 وفي حديث آخر (أطعموا نساءكم الولد الرطب فإن لم يكن رطب فتمر ، وليس من الشجر شجرة أكرم على الله من شجرة نزلت تحتها مريم بنت عمران 0
معنى مريم بالنوبية : حرف الميم والنون يتبادلان الموقع في العبرية في بعض الحالات ، مثل عمرام في التوراة يقصد به عمران كما هو الحال في موسى وموشى أيضاً ، وكذلك (مريم ومريَن 0
مريَن: تتكون من مقطعين ، مَر-mer تعني الفعل يقطع ، أما مريَن : فتعني :المقطوع أو المنفي أو الذي يهجره الناس0 فقد أراد الله تعالى عالم الغيب وما سيكون أن تسمى السيدة مريم بهذا الاسم لتواجه مصيرها مع قومها مستقبلاً عندما حملت بعيسى عليه السلام وهجرها قومها0قال تعالى ( فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئاً فرياً ) سورة مريم –آية 27
ملاحظة: قال تعالى في سورة مريم (فأجاها المخاض إلى جزع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً) لم يقل إلى تحت النخلة أو ظل النخلة، لما ذا الجزع إذن؟ لان الجزع مصدر الفسيل ، ففسيل النخلة تخرج من جزعها 0فعلاقة النخلة بالبشر علاقة خلقية فضلا على انها نموذج حي لقصة السيدة مريم وابنها عيسى عليه السلام 0
فالله تعالى خلق آدم من غير ذكر ولا أنثى 0
وخلق حواء من ذكر بلا أنثى 0
وخلق عيسى من أنثى بلا ذكر 0
وخلق النخلة من طينة آدم0
يقول الله تعالى في شأن عيسى عليه السلام ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) سورة آل عمران 0 أن القاسم المشترك بين آدم وعيسى عليهما السلام هو ( الروح) روح الله هي التي جعلت من الصلصال إنساناً في حالة آدم ، وجعلت من اللاشيء إنساناً في حالة عيسى عليه السلام 0 فال تعالى ( ومريم ابنة عمران التي احصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا ) الضمير في ( فيه ) راجع إلى فرج السيدة مريم ، أما في شأن آدم عليه السلام فقوله تعالى ( فإذا سويته ونفخت فيه من من روحي فقعوا له ساجدين ) لاحظ الفرق بين (روحنا ) و( روحي ) في الأولى بواسطة الملك أما في الثانية فلا وساطة 0
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

اكتشف السودانيون أميركا قبل كولمبس؟
آثارهم تملأ الرحب من هندوراس إلى نيفادا!
الحلقة الأخيرة
د. محمد وقيع الله [email protected]
تحدثنا في الحلقة الماضية عن عظمة ملك الحكام النوبيين السودانيين الذين حكموا مصر، وشكّلوا ما عرف في التاريخ بحكم الأسرة الخامسة والعشرين، الذين امتد حكمهم من حدود أثيوبيا الحالية إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط. وقلنا إن الفينيقيين رمقوا حكم النوبيين لمصر بإعجاب شديد، وإن علاقات التحالف والتعاون التجاري قد توثّقت بين الطرفين، وتطوّرت إلى الدخول في مجال الاستكشاف الجغرافي. ولكن تناول بعض المؤرخين هذه المسألة بشكل مغلوط إذ ظنوا أن النو بيين كانوا مجرّد أتباع للفينيقيين، ونحب أن نبدأ بتجلية هذا الإشكال.
من سيِّد من؟
إن أول من أشار إلى وجود رابطة ما بين النوبيين والفينيقيين، وبين الكشوف الأثرية التي أنجزت في أميركا في عام 1938م ونشرت أخبارها وصورها وتحليلاتها، كانت هي البروفيسور كونستانس إيروين Constance lrwin وذلك في كتاب لها صدر في عام 1963م، وقد أحيت البروفيسور إيرون البحث في تلك المسألة بعد أن تمادى علماء الآثار في تجاهل تلك الرؤوس الأثرية، لأن دلالاتها تعارضت بشكل صريح صاعق مع المستخلصات التي استنتجوها من الكشوف الأثرية السابقة، وبنوا عليها مقدّمات التاريخ الأميركي القديم، وهي مستخلصات تنفي أي وجود أو مأثرة للسود في حقب ذلك التاريخ الطويل.
وقد أكدت البروفيسور إيروين في كتابها ذاك أن البيض الذين وجدت آثارهم بتلك المنطقة كانوا من الفينيقيين، لأنهم اعتمروا الخوذات التي اشتهر بها الفينيقيون، وذلك فضلاً عن أن حضارة الفينيقيين كانت نشطة في ذلك التاريخ بالذات، ولكن فشلت البروفيسور ايروبن فشلا ذريعاً في تفسير موضوع قدوم النوبيين السود مع الفينيقيين آنذاك، ولجأت إلى الافتراض المبتذل بأن النوبيين ما كانوا إلا عبيداً للفينيقيين. وكان ذلك مجرّد اجتهاد أو تخمين قاصر، لأن المصادر التاريخية التي استندت إليها لم تذكر ولو لمرة واحدة أن السود كانوا عبيداً للفينيقيين أو لغيرهم، بل إن السود لم يكونوا مستعبدين إلا في أطوار التاريخ التالية، وكلمة العبد نفسها Slave تدلنا على أن أول الأعراق التي كانت مادة للاسترقاق، في ذلك الزمان بالذات، هو العرق الأبيض من السلافيين.
وتغاضت البروفيسور إيروين في كتابها عن ذكر حقيقة مصادمة لافتراضها باسترقاق الفينيقيين النوبيين، وهي حقيقة أن الفينيقيين أنفسهم كانوا خاضعين في تلك الحقبة لحكم الأشوريين، وأنهم كانوا آنها يدفعون الجزية صاغرين لحكمهم، فكيف يكونوا مستعبَدين ومستعبِِدين في الوقت نفسه، بل كيف يمكن أن يستعبدوا قوماً كنوبيي السودان الأشاوس الذين أصبحوا حكام مصر وساداتها منذ أن فتحها بعانخي وأسس فيها مملكته وجعل الفينيقيين مجرّد أدلاء وحماة لسفنه وبضائعه؟!
وقد انتبه الباحث العبقري إيفان فان سيرتيما في وقت لاحق إلى ما يزين خوذات النوبيين السود التي وجدت بنواحي خليج المكسيك، حيث تزينها نقوش تشير إلى أنواع وأحجام الأتاوات والضرائب التي حصلوا عليها من الآخرين، مما يدل على أنهم كانوا ملوكاً وقادة محاربين تدين وتخضع لهم الأعناق، وما كانوا يدينيون ولا يخضعون لأحد من الناس كائناً من كان.
أهرامات النوبيين بخليج المكسيك:
ثم تضافرت قرائن أخرى على وصول النوبيين إلى تلك الناحية من خليج المكسيك، وهذه القرائن تتصل بنوع الأهرامات المدرَّجة غير متساوية الأحجار التي وجدت هناك، وهو نوع من الأهرامات لم يوجد هنالك قبل فترة الإتصال المشار إليها آنفاً بما بين عامي 800 و680 ق.م.
وقد اكتشفت تلك الاهرامات أول ما اكتشفت في ناحية لافنتا
venta La
أي نفس المنطقة التي اكتشفت فيها رؤوس السود والقاعدة التي عليها النقوش، ثم اكتشفت لاحقاً اهرامات أخرى شبيهة بها في عاصمة المكسيك الحالية، وفي شمال جمهورية بيرو. وقد لاحظ العلماء الأثريون وجود تشابه معماري شديد بينها وبين الاهرامات المصرية. كما لاحظوا أن مصمميها راعوا في التصميم، اتجاهات الشمس، وحركة النجوم، كما هو الشأن في الاهرامات المصرية. وإنها أُحيطت مثلها بفناء خارجي، وذكروا أيضاً وجود تشابه في المهام الدينية التي كانت تؤدى بتلك الاهرامات والاهرامات المصرية. (وقد ذكر هذا الأمر الباحث الأثري بيتر تومكنـز في كتابه عن أسرار الأهرامات العظيمة.
Peter Tompkins , Secrets of the Great Pyramids(

شهادة الأستاذ الفرد دي بري:
وهنالك شهادة قديمة قيّمة لا يمكن تجاهلها، بخصوص موضوع أهرامات النوبيين بخليج المكسيك، أفضى بها أحد العلماء الأوربيين، وكان قد عمل بمصر وشاهد أهراماتها، ثم قدّر له أن يرى أهرامات خليج المكسيك، وقد أوردت شهادته قبل أكثر من ثمانين عاماً مجلة (الزهراء) التي كان يصدرها السيد المجاهد الإسلامي الكبير محبُّ الدين الخطيب، رحمه الله، وفيها يقول: «المستر الفرد دي بري، المدرس الآن بمدرسة بني سويف الأميرية، ذو خبرة واسعة بأحوال أميركا الوسطى، لأنه جاب بقاعاً عظيمة منها بوظيفة مستشار نباتي للرئيس دياز، وهو يقول إنه رأى أثناء سياحاته أن وجه الشبه عظيم جداً بين المدنية القديمة في أواسط أميركا وبين المدنية المصرية، وفي اعتقاده أن أول مكتشف للقارة الأميركية من أهل القارات الأخرى إنما كان رجلاً مصرياً، ويخيّل إليه أن قارباً مصرياً خرج من سواحل مصر قبل بضعة ألوف من السنين فجرفه التيار حتى بلغ شواطئ أميركا الوسطى، كما قذف الموج سنة 1500م سفينة كابرال البرتغالي أثناء قيامه برحلة إلى الهند، فرمته العواصف على شواطئ البرازيل على غير قصد منه، وبذا استولى البرتغاليون على مستعمرة فخمة.
ويؤكد الأستاذ دي بري أن التشابه المشاهد الآن في أميركا الوسطى بين آثار حضارتها القديمة وبين حضارة الفراعنة في مصر، لا بد أن يكون نتيجة حادث قديم وقع قبل آلاف من السنين لسفينة مصرية طوّحت بها الأقدار فألقتها في تلك الديار، وقام ركابها بوظيفة الأساتذة لسكان البلاد التي آوتهم وأنقذتهم من براثن الأمواج، وأن سكان أميركا الوسطى ما برحوا يقومون منذ عهد طويل بحفلات يخلّدون بها ذكرى ذلك المعلِّم المجهول». (مجلة (الزهراء) القاهرة، بتاريخ أول ذي الحجة 1345هـ). وقد كان من الممكن أن ينسب فضل ذلك المعلِّم المجهول إلى المصريين، لولا أن االكشوف الأثرية دلت على وجوه قوم سود، أتوا في تلك الفترة إلى تلك الناحية بالذات، وأولئك أحرى أن يكونوا من السودانيين الذين حكموا مصر إذاك.!
نقد هذه القرائن الفرضية:
هذه القرائن الفرضية التي ساقها هؤلاء العلماء، لم يسلم رغم وجاهتها من النقد، فقد أشار بعض علماء الآثار إلى أن بناء الاهرامات كان قد توقّف في مصر منذ نهاية عام 1600 ق.م، ولذلك يصعب القول بأن اهرامات المكسيك التي بنيت في وقت متأخر كثيراً عن ذلك التاريخ قد تأثرت بنمط بناء الاهرامات المصرية. وقد ذكر أصحاب هذا الرأي أن وجوه الشبه الملحوظة ما بين اهرامات المكسيك ومصر يمكن أن يرد إلى مؤثر غير مباشر، وتصوروا أن يكون هذا المؤثر مصدراً آخر تأثر بنمط بناء الاهرامات المصرية، أو تأثر به نمط بناء الاهرامات المصرية.
ولكن هذا النقد يقوي في الواقع من فرضية تأثر النمط الذي بنيت به اهرامات المكسيك بنمط بناء اهرامات فراعنة النوبيين. وهو ما تتجه لإثباته آخر حفريات الآثار النوبية حيث أشار أكثر من عالم إلى اعتقاده بأن الاهرامات المصرية إنما تأثرت بالاهرامات السودانية في الأساس، وأن التصور القديم الذي يشير إلى أن الحضارة المروية إنما هي فرع أو امتداد للحضارة المصرية يحتاج إلى إعادة نظر وفق نتائج آخر الحفريات.
ومن ناحية أخرى فلقد ثبت بما لم يدع مجالاً للشك أن فراعنة النوبيين بنوا آخر الاهرامات وكرسوها لعبادة الشمس، كما أعادوا بناء وإصلاح عدد من الاهرامات التي ران عليها الفساد وطرأ عليها البلى، لاسيما في عهدي يعانخي، وتهراقا حيث قام الأول بإعادة بناء معبد الموت، الذي توالى على تشييده كل من تحتمس الثالث والرابع، وزاد عليه رمسيس الثاني بعض الإضافات.
(راجع ما ورد بشأن ذلك في كتاب آركويل عن تاريخ السودان A.J. Arokell , A History of sudun , university of London press , London , 1955 p. 124.).
وقد جاء تهراقا ليشيد صفاً من الأعمدة الصلدة في معبد الكرنك، وأحد تلك الأعمدة لا يزال ناهضاً في مكانه حتى الآن. وقد قام تهراقا أيضاً بإعادة حفر مرتكز السقف لصفوف الأعمدة في معبد آمون رع في جبل البركل، ولا يشبه تلك الأعمدة المصفوفة بذلك النمط إلا مرتكز صفوف تلك الأعمدة التي لا تزال شاخصة للعيان من مخلفات الآثار الأميركية التي يعود تاريخها إلى فترة قيام حكم الأسرة الخامسة والعشرين السودانية لمصر.
ويلحق بشأن الأهرامات من ناحيتها الشكلية أمر آخر مهم يتعلّق بناحيتها الوظيفية، إذ أنها بنيت أيضاً لحفظ جثث الموتى من عظماء القوم. والمعروف تاريخياً أن فن التحنيط اكتشف أولاً في أفريقيا السوداء ثم تطوّر ووصل إلى مستوى راق جداً في مصر الفرعونية، وقد انتقل ذلك الفن إلى نواحي المكسيك، حيث بانَ جلياً أن طريقة التحنيط كانت واحدة حيث تتم إزالة أحشاء الميت، ثم يحشى جسده بمادة الراتنج الحمضية. وقد وجدت بالمكسيك مومياءات نصبت على وضع أفقي، أي مثلما كان يفعل النوبيون بموتاهم، وعليها أغطية تكسو الرأس شبيهة بما كان النوبيون يغطون به رؤوس موتاهم.
واكتشفت في الحفريات المكسيكية بعض الأجساد المحنطة التي تنتمي إلى العرق الأسود والفينيقي، مما ينمُّ على أن القوم كانت لهم صولات وجولات في إطار حضارة الاوليمك، لأن الشخص الذي يحظى جسده بالتحنيط لا بد أن يكون ملكاً أو أميراً أو قائداً دينياً، كما لوحظ على ملابس بلاط المكسيك شيوع اللون البنفسجي فيها، وهو اللون الذي كان شائعاً في البلاط الفرعوني النوبي، ولعله يعود إلى تقديس النوبيين للنيل ولونه. ورغم أن طريقة حياكة القطن كانت مختلفة عن طريقة الحياكة لدى النوبيين وسكان وادي النيل عموماً، لكن أكثر الأشياء التي ظهرت في نواحي بيرو، كانت على شبه وثيق على ما كان يبدو في (طِيبة) العاصمة المقدّسة للفراعنة السود، وقد انتقل فن التحنيط بعد ذلك من نواحي المكسيك ليصل إلى مناطق كولمبيا وبيرو، كما استخدمته قبائل الهنود الحمر الذين كانوا يقطنون نواحي نيفادا، وفرجينيا، وكارولينا الشمالية، والجنوبية، وفلوريدا، والساحل الشمالي الغربي، وأميركا الوسطى..
حديد البجراوية في بيرو:
ويمثل انتقال الحديد الذي كان يستخرج ويصنّع في منطقة البجراوية إلى نواحي بيرو، قرينة أخرى تقوي افتراض وصول النوبيين السودانيين إلى تلك الأصقاع، كما تمثّل دلالة كبرى على تفوّق السودانيين على المستوى التاريخي (العالمي). وهذا أمر لا يزال السود الأميركيون الحاليون يفخرون به. ففي بعض لحظات المنافحة والمصاولة اللفظية مع البيض، يجنح السود الأميركيون إلى الافتخار بأنهم انتقلوا إلى أميركا من قارة كانت متقدّمة عليها، وكانت رائدة للعالم أجمع في الصناعة وفي اكتشاف وتصنيع الحديد.
وفي الواقع فإنهم لا يعنون بتلك المقولة إلا بلاد السودان الحالية، ولا يعنون بها بوجه التحديد إلا دولة مروي القديمة، وعاصمتها البجراوية، التي تقع شمال مدينة كبوشية، وشرق قرية كلي، حيث تأكد تاريخياً أنها أول حاضرة عالمية استخرجت معدن الحديد واستغلته في صناعة الأسلحة خاصة، وكان هو العامل الذي يجلب النصر لهم في حروبهم، هذا ولا تزال بقايا ذلك الحديد مترامية حول تلك المنطقة حتى الآن. وقد نما إلى علم الفينيقيين أن المرويين قد برعوا في تلك الصناعة فجاءوا إليهم لتسويقها عالمياً ونقلوه بسفنهم الضخمة إلى حواضر العالم التي أتيح لهم أن ينفذوا إليها.
وعن طريق تلك الرحلات التجارية وصل حديد البجراوية إلى نواحي بيرو، حيث لم يثبت تاريخياً أن أهالي بيرو كانوا على معرفة بطرق استخراجه وتعدينه، ولا كان يوجد بكثرة في أرضهم، والأمر الذي يرجّح أنهم قد استوردوه من السودان، أن طريقتهم في صبه وتشكيله كانت هي عين طريقة وصب وتشكيل الحديد بدولة مروي القديمة. وقد ذكر المؤرخون أن استخدامات الحديد كانت محدودة في بيرو، حيث انحصر استخدامه تقريباً في اتمام عمليات دفن الموتى، وذلك على خلاف ما كان عليه الأمر بدولة مروي، حيث استخدم الحديد في صناعة الأسلحة، وكثير من أدوات الاستعمال المنزلي، وهذا مما ينسجم مع ما ورد سابقاً من أن أهل تلك النواحي الأميركية، كانوا يقتبسون من أهل مروي كل ما له علاقة بالطقوس ودفن الموتى، ويقصرون عن ملاحقتهم في نواحي الرقي التقني والحضاري بشكل عام..
خاتمة:
وبهذا القول نصل إلى خاتمة هذا المقال الذي اختصرناه من دراسة أوسع نحن بصدد إكمالها، بإذن الله. وقد أوردنا في هذا المقال أهم المعلومات والقرائن التي تشير إلى وصول السودانيين إلى أميركا قبل كولومبس، وذلك في العهد الذي كانت أوربا تعيش فيه في الظلام الدامس، بينما كانت الحضارة السودانية تعيش في أوج الألق والإشعاع. إن الكثير من المعلومات التي احتواها المقال قد تبدو مدهشة للقارئ العادي، ولكن على هذا القارئ ألا يسارع إلى رفض هذه المعلومات لمجرّد أنه لم يسمع بها من قبل، كما نرجو ألا يستبعد أحد إمكانية وصول أبناء الحضارة السودانية القديمة إلى تلك الأقاصي السحيقة، بدعوى أن القدرات التقنية التي احتازوها كانت أقل مما يتطلّب هذا السفر المضني الطويل، فهذا استبعاد ورفض متسرّع، لا يلقي بالاً إلى بعض أسرار التاريخ القديم، التي تحتاج إلى مزيد درس وتفسير، فلقد شهدت عهود الماضي البعيد أنماطاً شتى من العجائب المعجبة، التي ربما يستبعد حدوثها المرء الآن، لولا أن أكدتها الأدلة القواطع.
فقد ثبت -مثلاً- أن الناس كانوا قبل آلاف السنين، في بلاد لا تزال متخلّفة مثل بيرو، يجرون عمليات معقّدة في جراحة المخ، وقد كانت تلك العمليات تنجح في نحو (50%) من الحالات، بينما لم تكن تنجح أكثر من (25%) من الحالات التي أجريت في بريطانيا في القرن التاسع عشر! وثبت أن الناس كانوا يستخدمون الكهرباء في العراق القديمة قبل آلاف السنين! وثبت أن أهل مصر كانوا قادرين، بوسائل لم تعرف حتى الآن على وجه التحديد، على رفع الصخور الضخمة التي يزن الواحد منها مائتي طن إلى ارتفاعات شاهقة عند بناء الأهرام! كما ثبت أن أبناء حضارات قديمة أخرى بذلوا محاولات جادة في استكشاف الفضاء والمحاولة للوصول إلى الكواكب البعيدة! وثبت أن الصينيين القدماء قد تمكنوا من استخدم البارود، وعرفوا أن تعريض رمح للبارود المشتعل، كفيل بقذفه إلى مسافة ألفي ياردة، وتلكم هي بعينها فكرة الصواريخ وسفن الفضاء، التي صممتها وبرعت في تصميمها وتنفيذها الحضارة الغربية المعاصرة!
إن هذه كلها معلومات موثّقة تدل على قدرات ضخمة كانت مشهودة في تقنيات الحضارات الإنسانية القديمة، وهي معلومات ينبغي أن نتسلّح بها لننقي أذهاننا من فكرة الرفض الاعتباطي اليسير الفطير - اللا علمي- للفرضية التي تتحدّث عن تمكّن أبناء الحضارة السودانية من تسخير السفن الضخمة وامتطاء ظهورها لقطع المحيط الأطلسي والوصول بها إلى الغرب الأميركي.
وبعد ذلك نقول إن هذه المسألة لا تزال حتى الآن في طور الفرضية محل الاختبار، وقد جرت بصدد اختبارها أبحاث وتحيلات جادة عديدة. لعل أقدمها وأقواها في الوقت نفسه هي أبحاث وتحليلات البروفسور ليو وارنر صاحب كتاب ( Africa and the Discovery of America) الذي تحدثنا عنه في مطلع المقال، وهو الكتاب الذي يتتبع أصول الكلمات النوبية في لغات الهنود الحمر، ويراقب تطوّر تلك الكلمات، وانتقالها إلى لغات الشعوب التي احتكت بالهنود الحمر، بما في ذلك الفاتحون الأوربيون، ولكن لا يستطيع كل قارئ أن يجاري البروفيسور واينر في مباحثه الصعبة، التي تتناول شؤون لغات عديدة في الوقت نفسه، فهذا ما لا يتهيأ إلا لمن تعلموا (أجرومية) تلك اللغات، وعرفوا مفرداتها، وطرائق كتابتها، ومهروا في فقه اللغة المقارن، وهؤلاء -إن وجدوا- ربما لا تكون لهم الرغبة في تتبع مسألة وصول السودانيين إلى أميركا قبل كولومبس، وقد لا تبدو هذه الفكرة مهمة في نظر الكثيرين منهم!
ولكن يكفي أن العلاّمة ليو واينر قد فتح مجال البحث الجاد في هذا الأمر لعلماء المباحث التاريخية الأثرية والأنثروبولجية، من أمثال البروفيسور سيرتيما، وما على من أراد من القراء أن يتعرّف على القرائن الأشد وثوقاً إلا أن يطلع على كتابين لسيرتيما أولهما: They Came Before Columbus: the African Presence in Ancient America
والآخر يحمل عنوان:
Black Egypt The
وهي قرائن كثيرة قوية، يعضد بعضها بعضاً، وكلها تشير إلى وصول السودانيين إلى أميركا في ذلك العهد البعيد.
ومع اتجاه تلك القرائن لترجيح صحة فرضية وصول السودانيين إلى أميركا قبل كولومبس، فإنه لا توجد دلائل ولا قرائن مضادة تناهض هذه القرائن الإيجابية أو تبطلها، فهذه القرائن تصلح بالتالي مادة واعدة للبحث المتعمّق، وتحفّز العلماء المهتمين لبذل مزيد من الجهد لتقصي الموضوع من أطراف أخرى.
هذا وإذا كان مناسباً أن نرفق خاتمة المقال بتوصية إلى أولي الشأن في بلادنا السودان، فنقول يا حبذا أن يكون لعلمائنا الباحثين السودانيين - لا سيما الشباب منهم- بعض اهتمام واسهام في هذا الموضوع العلمي الكبير، ويا حبذا أن تقوم جهة علمية لها وزنها، كمعهد حضارة السودان، أو قسم الآثار بجامعة الخرطوم، أو أي جامعة أخرى، بدعوة البروفيسور سيرتيما ورفاقه من الأساتذة الغربيين الذين أسهموا في هذا المجال لزيارة السودان، لإلقاء المحاضرات التي تحتوي على نتائج أبحاثهم في المجامع والملتقيات العلمية السودانية، عسى أن يؤدي ذلك إلى إكساب العلماء الغربيين المنخرطين في تحقيق هذا الأمر، معلومات جديدة تنير بصائرهم، وتدفع بهم إلى استكشافات من نواح أخرى، تدعم الفرضيات التي صاغوها بهذا الخصوص.. والحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

صحيفة السودانى
العدد رقم: 652
2007-09-09

سودانويات:ثالوث السودانويات .. ميرغني وصالح وإبنعوف

الأب فيلو ثاوس فرج

أقدم الحضارات: تعد حضارة السودان أقدم الحضارات، ويرى البعض أن الحضارة بدأت عندنا ثم ذهبت مع ماء النيل إلى الشمال وهنا يصبح علم السودانويات علماً مهماً في أيامنا هذه خاصة بعد الثروة الآثارية الكبيرة التي وجدت عندما بنى خزان أسوان وتكاثرت عند بناء السد العالي وتصل إلى مستوى اكبر وأكثر الآن مع بناء سد مروي والاكتشافات الأثرية العديدة، وانني كما يقول السياسيون أثمن غالياً الدور الكبير الذي يقوم به الآن بروفسير جعفر ميرغني وهو يبحث عن جذور حضارة السودان ويرأس معهد حضارة السودان والذي أسس في عام 1999م ويتبع لرئاسة الجمهورية مباشرة وأقيم في نفس موقع متحف الاثنوغرافيا وصار المتحف جزءاً من المعهد وتمتلئ رأس جعفر ميرغني بالأفكار الحية الأكاديمية عن حضارة السودان ويؤكد أن السودان هو مهد الحضارة سواء في ابحاثه أم في احاديثه الاذاعية التي زادت عن مائتي حديث، أما الركن الثاني السودانويات فيرأسه بروفسير محمود صالح عثمان صالح وهو الدارس المميز لحضارة السودان وعندما تحدثت ذات مرة في المجلس الاستشاري لوزير السياحة الباشا وطالبت توجيه الاهتمام إلى الآثار المسيحية التي يتمتع بها السودان خلال العصرالمسيحي الذي امتد لعشرة قرون جاءني بروفسير صالح وقال لي ان موضوع الدكتوراة في دراسته كانت عن العصر المسيحي ويملأ صالح الآن مسرح حضارة السودان ويحيي السودانويات ولقد ابدع فيما كتب وأبدع فيما ترجم وآخر ترجماته هو السودان سير هارولد ماكمايكل والذي شرع في ترجمته ان المترجم يقف بجوارك توضيحاً وتصحيحاً ومتابعة للمسار وتعليقاً داعياً فاهماً، لايتدخل في الترجمة إنما يدافع عن المؤلف ويجد له الاعذار عندما لايوفق في احاديثه وهو ليس مجرد مترجم إنما شريك في الاحداث، واعتقد أنه مؤهل جداً للكتابة عن العصر المسيحي فهو يعرف كيف يخرج من كنز الآثار جدداً وعتقاء وكيف يؤكد أن السودان وطن متحضر منذ أقدم الأزمان.
ثالوث مقنع: وأرجو أن ينضم إلى هذين العالمين رجل ثالث هو الخير ابنعوف وهو الآن في جمهورية اليمن ولو عكفت رئاسة الجمهورية على دراسة كتاباته سوف تسارع بضمه إلى العالمين حتى يكون أحد اقطاب ثالوث السودانويات بحثاً وحديثاً عن حضارة السودان فهو يرى ان الحضارة البشرية كتاب فقدت صفحاته الأولى وأننا لكي نعثر على هذا الكنز المفقود ليس أمامنا سوى الولوج من البوابة النوبية لأن هذا قد يقودنا إلى العثور على الكثير من الحقائق التي غابت عن الكثير من ارباب الالقاب والاقلام وذلك إما عمداً أو جهلاً وشعاع الحقيقة لايمكن ان يحجب، لابد ان يظهر ويخترق حياتنا مهما طال الزمن أو قصر ويرى أن هناك ادلة دامغة تؤكد وتؤيد أقدمية اللغة النوبية وإنتشار مفرداتها في جميع انحاء العالم القديم وقد اهتم الخبير باللغة النوبية وعلاقتها بالحضارات القديمة ومن الخير كل الخير لبلده وأهله وتاريخه، ومن خلال اللغة النوبية يعيد أبنعوف قراءة احداث التوراة ويقدم على طاولة البحث افتراضات تتحول إلى دراسات لها وزنها فهو يرى ان النبي ادريس هو الصاعد حياً إلى السماء كان نوبياً وهو الذي انذر قومه بالطوفان وبهذا يكون نوح نفسه من ابناء النوبة حيث سكن كوش ابو السودان بجوار جده ويرى ابنعوف اننا في حاجة إلى معرفة من نحن؟ ويرى ان هناك الكثير من الحقائق المجهولة في ميدان البحث والدراسات الحضارية ويقترح انشاء مراكز متخصصة للغات الافريقية وصولاً إلى قناعات تأتي ثمارها لخدمة الانسانية جمعاء وعندما تعرض الافكار والآراء ويتم الوصول بها إلى مرافئ الحقيقة تتحقق المصلحة العليا وينتعش حقل الدراسات الحضارية.
ويقدم ابنعوف ابحاثاً لغوية شيقة حول كلمة نوبة مؤكداً ان نقطة البداية للعالم كلها هي منطقة النوبة التي هي روافد افريقيا ولا مداخل اليها وان ماذكر في تكوين 13: 7 عن سكوت انما يقصد به بلدة اثرية في المحس وان مدينة عبري هي المنطقة التي عبر منها موسى في رحلة الخروج من مصر بل يرى ان أهل اسرائيل كانوا يقيمون في مصر العليا اي النوبة، وعندما كان الخروج في شهر ابيب فإنه شهر نوبي كان يعمل به في توقيت الزراعة وما قدمه الخير ابنعوف في دراسات سودانوية تجعلنا نرشحه بكل صدق ليكون مع ميرغني وصالح ثالوثاً للسودانيويات عمقاً وبحثاً0


***************************************************************************
أشكر الأب القمص فيلو تاوس فرج على هذا التقدير، فشهادة من رجل في قامته تعني عندي الكثير000أسأل الله أن أكون أهلاً لذلك0مع فائق شكري وتقديري له0
***************************************************************************

--------------------------------------------------------------
الاحد4/11/2007 صحيفة السوداني

سودانويات :اللغة والهوية.. نوبية وهيروغليفية
لاب فيلوثاوس فرج
اللغة والهوية:هذا عنون لكتابة اصدره عالم المعرفة اغسطس 2007م وهو كتاب من تأليف جون جوزيف وترجمة دكتور عبدالنور خراقي, وتأتي قوة الكتاب في أنه دراسة اكاديمية تقدم اللغة امتيازاً وتربطها بالهوية تميزاً باللغة ترتبط بالناس وكما يقول ابن خلدون أن غلبة اللغة بغلبة أهلها وان منزلتها بين اللغات صورة لمنزلة دولتها بين الأمم وقديماً كانت اللغة اليونانية هي لغة الثقافة في كل بلدان العالم حتى ان اساتذة علم اللاهوت قالوا ان العالم قبل المسيح توحد لغوياً في اللغة اليونانية وتوحد إدارياً في حكم الرومان وتوجد وحدانية الله من خلال اليهودية ديانة التوحيد الوحيدة قبل مجئ السيد المسيح، ويقول مترجم الكتاب: ان اللغة هي الوعاء الحاوي للثقافة ووسيلة التفكير الذي يحدد رؤية العالم ونواميسه، لذلك شكلت معرفتها أهم ركيزة لتحصين الهوية، والذات، والشخصية، وان الدفاع عنها واجب بالضرورة يضمن للامة استمراريتها ويحفظ لها مكانتها المنوطة بها بين الأمم الأخرى، كما تقوم اللغة بدور المميز بين الشعوب فمثلاً ميز اليونان أنفسهم عن البربر لأن البربر شعب لايتحدث اليونانية وطبعاً هنا تطلق بربر أو برابرة على كل من لا يتكلم باللغة اليونانية رغم انها اختصت بنا في بعض الأوقات، واستخدم اليهود في الأندلس اللغة العبرية باعتبارها وسيلة تحفظ طقوسهم الدينية، بينما استخدم الأطباء اليهود في بولندا مصطلحات طبية عربية بدل اللاتينية التي كان يستخدمها الاطباء المسيحيون وكل هذا يفسر بسعى هؤلاء إلى التميز الأثنى والديني وإلى الحفاظ على الهوية، فالهوية مفهوم أو دلالة لغوية وفلسفية واجتماعية وثقافية ولفظ هوية مشتق من اصل لاتيني يعني الشئ نفسه بما يجعله مبنياً لايمكن ان يكون عليه شئ آخر ويميزه عنه، كما يتضمن مفهوم الهوية الإحساس بالانتماء القومي والديني والاثني، ويبحث كتاب اللغة والهوية في العلاقة الموجودة بين الهوية القومية والاثنية والدينية لجماعات كلامية داخل المجتمع وطبيعة اللغة التي يتحدثون بها ويشدد الكاتب على ضرورة ان تشكل الهوية الجزء الأهم في اية دراسة اكاديمية ميدانية تجري حول اللغة اذا ما اريد للنظرية اللغوية ان تتطور وتعاد إليها نزعتها الانسانية، كما يجب ان ينصب الاهتمام على الظروف التي وجدت فيها اللغة واسباب تطورها وسبل تلقينها واستعمالها لأن اللغة هي الأساس الصلد الذي تقوم عليه قصة الأمة، وان بناء الهوية هو في واقع الأمر بناء للماهية، وفي مدخل كتبه جوزيف مؤلف الكتاب يقول ان كتابه هو محاولة لطرح رؤية متماسكة عن الهوية بوصفها ظاهرة لغوية، وكتب بطريقة يخاطب فيها جميع الناس، ويقول المؤلف: ان الهويات التي نشكلها بالنسبة إلى انفسنا والهويات التي نشكلها بالنسبة إلى الآخرين لاتبدو كأنها مختلفة من حيث النوع فالهوية هي الهوية وإنما الذي يتغير هو الوضعية التي نمنحها لهم.
النوبية والهيروغليفية: لقد أفل نجم اللغة القبطية وصارت لاتستعمل إلا في الكنائس وفقدنا بهذا شيئاً غالياً علينا ولكن ظروف الأقباط ومعاناتهم مع الحكام المستبدين الذين هدفوا إلى القضاء على اللغة القبطية وحكموا بقطع لسان من يتكلم بها ورفضوا ان تتعامل دواوين مصر الحكومية بهذه اللغة كان سبباً في هذا الاندثار ولكن يبقى الأمل في عودتها أملاً مشرقاً، اما اللغة النوبية فقد حافظ عليها ابناء النوبة حتى الآن وفي الافلام المصرية يأتون بهم وهو يتكلمون ونحن لانفهم ماذا يقولون ولكن يتنامى احترامنا بهم لأنهم حافظوا على لغتهم وهناك اليوم محاولة من عدد من الباحثين لاحياء اللغة النوبية واذكر على رأسهم الباحث ابنعوف الذي تعمق في البحث حتى جعلنا نحاول ان نقرأ اسماء الانبياء من واقع اللغة النوبية وهو صاحب مجهود مشكور في هذا المضمار, ولقد إتصل بي خلال اكتوبر 2007م للمزيد من التعارف وكنت اتمنى ان يتمكن عقلي من التعمق في اللغة النوبية ولكن مضى عهد النقش على الحجر في حياتي، وسوف استفيد بدراسات ابنعوف المميزة واملي فيه كبير في التعمق في تاريخ النوبة من خلال اللغة النوبية لأن اللغة هي الهوية ولأن النوبية مصدر معلومات لحضارتنا القديمة التي مازلنا حتى الآن لم نسبر أعماقها.
والطريف ماكتبه دكتور وسيم السيسي في روز اليوسف 21/9/2007م تحت عنوان فوائد الهيروغليفية وهو يجيب على سؤال سأله صديق له ما الفائدة من تعلم اللغة الهيروغليفية القديمة واجابات وسيم وسيمة جداً وواقعية جداً فهو يقول ان هناك كنوزاً يمكن ان تكشف من التعرف على اللغة الهيروغليفية ويبدأ بالقول ان كلمة (حنف) مصرية قديمة للدلالة على الخضوع للالة الواحد ولهذا كتب نديم عبدالشافي كتاباً عنوانه (المصريون القدماء هم أول الحنفاء) وبنفس هذا المعنى تحدث القرآن الكريم عن إبراهيم حنيفا وملته هي ملة الحنفاء وهم ما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء، حنفاء لله غير مشركين به، ويرى وسيم ان الاجانب كانوا يقرأونها هنف لاختفاء الحاء في لغاتهم، ويقدم وسيم كلمة اخرى هي (صبان) وهي كلمة هيروغليفية تعني يهدي هداية اي ان يعني دين الصائبة انه دين الهداية أو الهدى، والصائبون هم المهتدون ويرى العقاد ان الصائبة المندائيين أو العارفين كانوا بمصر على عهد الفراعنة الأول، ويتحدث السيسي عن كلمة آمون بأنها صفة وليست علماً ومعناها الباطن أو الخفي لأن الله فوق مدارك وعقول البشر وهكذا ينتهي الأمر بدعوة وسيم السيسي إلى تعليم اللغة المصرية القديمة ودعوة أبنعوف إلى تعليم اللغة النوبية القديمة واتمنى للدعوتين النجاح والتوفيق.

--------------------------------------------------------

صحيفة السوداني- العدد رقم: 750 2007-12-9
سودانويات:قراءة التوراة على ضوء اللغة النوبية
بقلم: الأب القمص فيلوثاوس فرج
سفر التوراة: تسمى أسفار موسى الخمسة باسم التوراة وقد وردت كلمة توراة في العهد القديم اكثر من 220 مرة وفي اغلب الحالات ترجمت إلى (الناموس) وكلمة ناموس من نوموس بمعنى قانون، ويأتي كلمة توراة مشتقة من الفعل العبري (يرى) بمعنى يعلم أو يرشد أو يرى كما انها تعني وصية أو ناموس ولكن لا يقتصر معناها على الشرائع والأحكام ولكنها أسلوب للحياة يستند إلى علاقة العهد بين الله واسرائيل، والشريعة تقتضي العدالة للجميع تكون شريعة واحدة لمولود الارض وللنزيل النازل إليكم وبداية التوراة لوحي العهد استلام موسى على جبل سيناء وتحتل التوراة مكاناً كبيراً في القرآن الكريم باعتباره سنن الأولين يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم، ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمة، كيف يحكمونك وعندهم التوراة والانجيل فيها حكم الله، وأذكر هنا حديث المستشار محمد سعيد العشماوي عن احترام الثوراة كمفكر اسلامي ضد اي قول بتحريف التوراة وهذه كلماته: إن القرآن الكريم لم يذكر في أي من آياته انه يوجد تحريف أو تزوير مادي في التوراة أو في الانجيل كما انه لم يتهم المسيحيين بأي تحريف أو تزوير معنوي أو تغيير الحقيقة المقصودة من النصوص، واقتصر ما جاء فيه على ان اليهود حرفوا معنى آيات كتابهم بتفسير الالفاظ على غير المقصود منها أو تأويلها على صورة توافق اهواءهم أو تفسيرها على نحو يخالف ما هدفت إليه وهنا يقول الدكتور على حرب : فانا وان كنت عربياً مسلماً فإنني مسيحي لاعتقادي بأن الحق يتجلى في الخلق، فاذا كان الغير يتعصب وينغلق فتلك مشكلته ،فإن التعصب ضد الغير، ولا أقول ضد الحقيقة، إنما يرتد ضد الذات وينفجر عنفا وارهاباً كما شهدنا وعايشنا ولهذا لا مندوحة من الانفتاح على العالم للتعرف عليه وإستيعابه اكان صديقاً ام عدواً.
قراءة نوبية للتوراة:
1- يذكر عبري في الكتاب المقدس على انه اسم لآوي بن مراري (اخبار الأيام الأول 24:27) وعبري تعني عبراني والعبراني هو العابر من مكان إلى آخر وأول من اطلق عليه عبراني هو إبراهيم وأخذ نسله هذا اللقب وقيل عن يوسف أنه رجل عبراني وقال يونان انا عبراني وانا خائف من الرب ويحاول الخير ابنعوف ان يربط بين عبري ومدينة عبري في شمال السودان ويقول ان الأسم القديم هو ابرتي ABIRTI وهو اسم يطلق على أطراف القماش بعد تثبيتها وخياطتها لتكون اكثر متانة واسم ابرتي تشبيه للبحر حين انفلق لموسى عليه السلام علماً بان اسم البحر يطلق ايضاً على النهر في اللغة العربية، ولمنطقة عبري تعني العبور بالعبرية عبري هي المنطقة التي عبر منها موسى إلى الشرق فتبعه فرعون وجماعته وعندما عبر موسى النهر امسكت مريم بالدف وترنمت ترنيمة الفرح بالنصر والحقيقة الماثلة اليوم ان المنطقة التي تقع على الجهة المقابلة لعبري تسمى (مريم بوت) وتعني بالنوبية أرض مريم أو منطقة مريم.
2- مدينة سكوت: يذكر سفر الخروج مدينة سكوت على أنها أول مكان وصل إليه بنو اسرائيل بعد ارتحالهم من رعمسيس تحت قيادة موسى (خروج 12: 37، 13: 20) وحسب دائرة المعارف الكتابية تقول انه يرى البعض ان موقعها الحالي هو تل المسخوطة وكانت سكوت مدينة حصينة في الجزء الشرقي من وادي الطمبلات إلى الغرب من البحيرات المرة ويرى سمبسون ان إسم سكوت يعني مظلات ولم تكن مدينة دائمة بل مجرد محلة مؤقتة، ولكن الدراسات النوبية تقول ان سكوت هي بلدة اثرية في المحس السودانية وان الكلمة في النوبية كوت تعني العلامة و "س" أو "ص" تعني الأرض بالنوبية القديمة وعندما ندرس باقي رحلة الخروج انهم ذهبوا إلى مارة ثم ارتحلوا إلى إيليم فإن إيليم مدينة قديمة تقع جنوب عطبرة مابين نهر عطبرة ونهر النيل شرق الزيداب، ويرى الدارسون للثقافة النوبية ان الله عندما قال اصعدكم من مذلة المصريين إلى الأرض التي تفيض لبنا وعسلاً فإن الصعود هنا هو السير في اتجاه الصعيد نحو الجنوب لأن النوبيين هم الاصل وكل الشعوب تنتمي إليهم وعندما قال الرب لموسى إن يحفظ شهر ابيب ويعمل فيه فصحا للرب( تثنيه 6: 1) فإن شهر ابيب هو أحد الشهور القبطية والتي يستعملها أهل النوبة ويسمونها الشهور النوبية ويعتمد حتى الآن على هذه الشهور في توقيت زراعة المحاصيل وتحديد إرتفاع وانخفاض النيل.
3- والمواقع التي سارت فيها رحلة الخروج معروفة حتى الآن بأسمائها القديمة لان فم الحيروث قد تكون خشم القربة أما برية سين وتعني بالنوبية سينار وهو الاسم الاصلي لمدينة سنار وسين تعني السرة وآر تعني البرية وعندما تم ختان شعب اسرائيل كان في (مريدي) التي تعني (المختونين)، وعندما طلب الرب من موسى ان يصنع الألواح للمسكن من شجر السنط (خروج 26 - 15) فإن الواح السنط بهذا الحجم المذكور توجد بكثرة في السودان، وقراءة التوراة في أنوار اللغة النوبية سوف تصل بنا إلى ما يؤيد ان الحضارة بدأت هنا عندنا في الجنوب ثم أنطلقت إلى الشمال.
* كاهن كنيسة الشهيدين
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

[align=justify]صحيفة السوداني الدولية

العدد رقم: 788 2008-01-22

كرمة.. قراءات في المتن والهامش
تحليل سياسي: محمد لطيف
شارلس بونيي عالم الآثار السويسري، أشار بيده إلى جهة الشمال الشرقي من حيث يقف في كرمة (التي يعيش فيها منذ أربعة وأربعين عاماً) وقال: هناك وضع أول بيت عرفته البشرية في أفريقيا..! وزاد هنا توجد أقدم حضارة عرفتها البشرية على مرّ التاريخ..! المعلومات هذه كانت مسلمات لدى البعض ومثار دهشة لدى البعض الآخر من الصحافيين الذين التفوا حول الرجل أمام متحف الدفوفة بكرمة في ذلك الصباح الشاتي من مطلع الأسبوع كما لم يخلُ الجمع المتحلّق حول عالم الآثار الغربي من بعض (أعراب) الصحافيين الذين شككوا في الرواية دون أن تسعفهم الحجة بالبديل..!
السبت الماضي شهدت منطقة كرمة سلسلة من الأحداث.. أهمها في رأي البعض افتتاح المتحف النوبي الذي جمع في ردهاته وغرفه التي استمدت تصميماتها من التراث النوبي آثار ومقتنيات حضارة امتدت لسبعة آلاف عام.. وإن ذهب البعض الآخر إلى أن زيارة رئيس الجمهورية للمنطقة ثم الحشد الجماهيري الذي تابع خطابه كان هو الحدث الأهم.. وإن وقف البعض الآخر عند فقرة في خطاب الرئيس تحدث فيها لأول مرة عن قرب موعد الاستفتاء على مصير الجنوب 2011، وشدد على أهمية الوحدة الطوعية.. كان لحظتها باقان أموم عن شماله وتابيتا بطرس عن يمينه على المنصة يلوحان للجماهير التي بدورها أحسنت استقبالهما.. الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع وعرَّاب ذلك اليوم نبّه تابيتا أن تغتنم الفرصة وتقف على جذورها في المنطقة النوبية.. أما وجود باقان في ذلك اليوم فلم يكن مستغرباً بعد الصداقة الجديدة التي نشأت بينه والفريق حسين رغم أن السؤال الذي ما زال يحيّر المراقبين هو أيهما أقنع الآخر بسودانه..؟!!
رغم مظاهر الاحتفال التي اكتنفت المنطقة في ذلك اليوم تظل حقيقة ضعف الخدمات إن لم يكن غيابها ظاهرة مقلقة للمراقب.. وتظل التنمية شعاراً مرفوعاً إلى حين التطبيق.. حتى باحث الآثار شارلس بوني الذي لم يخف سعادته باحتفاء الدولة في أعلى مستوياتها بالتاريخ النوبي إلا أنه استدرك قائلاً "صحيح أنا أهتم بالأموات ولكن هذا لا يعني أن يكون على حساب الأحياء لأنني حي أيضاً"!
أخيراً، إن جازت استعارة ملاحظات الزملاء فقد أجرى الأستاذ ضياء الدين بلال مدير تحرير (الرأي العام) مقارنة سريعة بين طاقية الرئيس (الجديدة) وقبعة نائبه الأول الفريق سلفا كير واستخلاص الدلالات من كل واحدة.. أما الأستاذ عبدالرحمن الأمين مدير تحرير (السوداني) فقد ظل مشغولاً بما اسماه الانقلاب الفكري للأستاذ محمد أبوزيد مصطفى (السلفي) الذي تحدث بصفته وزير الدولة للثقافة، مشيداً بإنجاز المتحف النوبي..!
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

جريدة الايام -العدد رقم: 9011 الاحد 2008-01-20
من ارشيف الراحل اسامة عبد الرحمن النور بالأيام الثقافي


في اطار الندوات المميزة والتي ظل يقدمها مركز عبد الكريم ميرغني استضاف امسية الاثنين 22 اغسطس 2005م البروفيسور اسامة عبد الرحمن النور في ندوة بعنوان: رؤية جديدة لتاريخ السودان القديم (مولد علم الدراسات السودانية) قدمه فيها د. عمر حاج الزاكي.
ابتدر مقدم الندورة في تقديمه التعريف بتاريخ السودان القديم والغني، وهو تراث بشرى عظيم واشار لانه قد تعرف على د. اسامة ضمن فريق دراسي متجه إلى حلفا القديمة في العام 1971م وكان حلفا حينها تغرق، وعرفه كضابط نشط للآثار 1969م بمصلحة الآثار وتدرج فيها حتى صار مديراً للآثار وهو العالم النشط الذي اصدر العديد من الاصدارات المتخصصة مثل المجتمعات الاشتراكية وتاريخ الانسان حتى ظهور المدنيات (1) وله تحت الطبع دراسات عدة.



* لماذا السودانوية وليس السودانية
ناقش د/اسامة في بداية الندوة خطأ الفرضيات القائلة بان حضارات السودان القديم امتداد جنوبي للثقافةالمصرية وبين أن الدراسات الميدانية لآثار الثقافة المادية لكوش قد بدأت على ايدي علماء تخصصوا اصلا في الدراساتالمصرية القديمة، وان التلاقح الذي تم ما بين الحضارات السودانية الاصلية والحضارات والثقافات (الوافدة) مثل العربوسلامية انتج بنية ثقافية متفردة وهي السودانوية.
وهناك صراع مع الثقافة العربوسلامية حول اسهامها في التركيب الثقافي الموجود اصلا وحول هيمنتها على تفسير التاريخ وفقاً لمفهومها الايدولوجي وبين ان هذه الندوة سهم يضرب في المعركة الفكرية حول تأصيل الحضارة السودانية.
وعرج على دور التراث، واهمية دراسة تراثنا الحضاري السودانوي ومعرفة المتغيرات الحية والجامدة التي عرفتها الحضارات السودانية في مرحلة ما قبل التاريخ وما بعدها وإضافة ذلك للاسهام في بناء الأمة السودانية المتكونة حالياً. وجدد رفضه بشكل قاطع المنظور الإحادي ووصفه (بالانسدادي) المتمثل في النظرة الجزئية والتي تحدد تراث الأمة بالفتوحات العربية والاسلامية وهي لا تمثل اكثر من دعوة سياسية مباشرة تتجاوز الماضي والواقع في آن واحد، وابان بان التراث والتاريخ السوداني اغنى من ان يحدد واشار للآثار الحضارية في العصر الحجري الحديث وكرمة ونبتة والمقرة وعلوة وسلطنة الفونج والمسبعات والدولة المهدية.
وانه تراث ضخم لم يجد ما هو جدير به كتراث او بنا كمبدعين لهذا التراث.
* تصويب منهج الدراسة:
أكد د0اسامة على ان عملية استعادة ذاكرتنا السودانوية بكل تناقضاتها وتعارضاتها الرأسية فينا، كفيلة بتأسيس ثقافة سلام- وهي شرط مسبق لتوحيد الأمة ومنذ الاستقلال لم يتم طرح الحضارات السودانية والسودان القديم بطريقة حضارية تكشف عن مدى التنوع وتوضح التراكمات الكيفية والكمية بل هيمنت على حقل الدراسات التاريخية والانثرولوجية النزعة المركزية الاوروبية (Euorocenterism) ذات السمت العنصري ولم تنجو اغلب الدراسات عن الحضارات السودانوية من ان تكون هامش لإحدى المدرستين: المدرسة المصرية او المدرسة الكلاسيكية (اليونانية، الاغريقية) والنقطة المركزية في تطور المناهج الدراسية والتي أدت لاحقاً لاعتماد علم الدراسات السودانوية جاءت عند إنشاء خزان اسوان (السد العالي) وتوافر عدد كبير من البعثات بعد نداء اليونسكو حيث بدأت النظرة الواقعية لاكتشاف ما هو أصيل وقديم وانطمس المنظور القديم واشاد هنا بدور الجمعية السودانية للدراسات النوبية والجمعية السودانية للدراسات المروية.
وبين كذلك في معرض انتقاده للدراسات التي تناقش السودانوية باعتبارها نتاج الحضارة المروية، حيث انها من جانب اللغة والبنية الاساسية لا تشمل الصحراء شرق وغرب النيل او النيل الازرق وجبال النوبة ودارفور، والممالك السودانية الاولى، فقط هي مفضلة من قبل البحاثة الأجانب لانها تتوافق مع منظور المصري الذي لا يرى فيها سوى امتداد شاحب ومتوجس جنوباً.
وقد تعرض لنتائج حملة انقاذ النوبة 1960 وإلى 1970 والتي دللت على امتداد فترة وجودها بنية جهاز الدولة والاقتصاد وذلك بغرض اكتشاف التاريخ الاجتماعي والسياسي لمملكتي نبتة ومروي ومعالجة امر تاريخ التطور الحضاري هناك بشكل نهائي، ولكن هذا الحقل الدراسي مازال يحتاج لمجهودات اكثر من دراسين موزعين على حقول معرفية شتى ومتعددة، وذلك لتحليل كل هذا التراث الفلكلوري.
* علاقة الحضارات السودانية ونظرية الانتقال الحضاري:
مثل كتاب اليهودي الروسي ايسيدور سافتيش (2) عن نبتة ومروي نقطة تحول جوهرية في عادة النظر في تاريخ السودان القديم، بل ودعم الفرضيات القائلة بخصوصية التراث السوداني خلافاً لكثير من الدراسات التي تتمسك بنظرية الانتقال الحضاري وكذلك في الكتب الهامة التي قدمت شرح انثروبولوجي في واقع معطيات الحضارة المادية كتاب وليام ادمز (النوبة: المعبر إلى إفريقيا) وكلها تبين خطأ النظرية الهجروية في تفسير الحضارة السودانية.
وأوصى الباحثين والمهتمين بترجمة كتاب ميجر (دليل حضارة نبتة ومروي) حتى يكون في متناول البحث والاطلاع.
* الأسس الذهنية لتأسيس الحضارة السودانية
توقف البروفيسور أسامةالنور عند الاسس الذهنية لتاسيس الدولة السودانية، وهو مجال يمكن ان تفسره النصوص عبر المتخصصين في دراسة وتحليل الايقونات.
كذلك قسم الحضارات القديمة لثلاثة فترات، الاولى، وهي فترة الاحتلال المصري حيث تمت (مصرنة) النخب والمجتمع والثانية هي الفترة الممتدة في اواخر القرن الحادي عشر ق.م وحتى اواسط القرن الثامن ق.م حيث اختفت المؤسسات المصرية وتفكك السودان إلى مشيخات، والثالثة هي فترة تأسيس نبتة وحكم مصر. واستعرض ما جاء في الوثائق التاريخية عن الاعتراف بـ (كاشتا) او (بعانخي) فرعونين في مصر، وان تعاون الملوك في كحصنة امون خلف ايدولوجية ملكية سودانية مميزة (الاسطورة الكوشية) للدولة وثمن على دراسة موركورت (السودان القديم تحت الاحتلال المصري).
ومن خلال البحث في المعطيات الاثارية قد نصطدم بفترة (العصر المظلم) في فترة الدولةالمصرية الحديثة خلال الاستفهامات التي يولدها البحث عن كيفية تحديد شكل المشيخات والانتقال الذي تم في مرحلة انتاج الطعام وتحول الاقتصاد في الشكل الاستحواذي إلى الشكل الانتاجي ونشوء دولة كرمة وذلك دون خلق ذلك النوع من الدراسات المشحونة بالتنظير الكثيف والفتنازيا. وأشار إلى مجهودات البعثة الفرنسية ورئيسها جاك رينولد بمنطقتي شندي وكدروكة والبعثة الايطالية بالجيلي وذلك لاسهام في التغيير الجذري لمفهوم الانتقال في العصر الحجري إلى العصر الوسيط.
* نهاية مروي: هل هي حدث أم صيرورة؟
ناقش د0اسامة الدراسات الفرنسية والتي طرحت في مؤتمر الدراسات المروية العاشر بلندن والتي تدعو لإعادة النظر في دراسات النوبة وعلاقاتهم وتأثيرهم على المجموعات الأخرى بجبال النوبة والنيل الأزرق والحقبة السنارية.
وأكد على ان جملة الأبحاث منذ القرن الماضي والتي تدرس الممالك المسيحية لم تخرج عن كونها تطوير للأفكار الناتجة عن حملة الانقاذ أو مراجعة وتنقيح وتحليل الأبحاث الجارية الجانب الذي يعاني من الاهمال!! وتوقف عند مصطلح النوبة العليا والسفلي وبين علاقة الرومان بتسمية السودان القيم (الاقليم الثاني عشر).
وأن عملية وضع التراث السوداني في سياق تاريخي جدلي والكشف عما فيه تابع بالضرورة في دراسة الظاهرة في المكان/ المنشأ ولم يرفض النظرية الانتشارية وربط النيل بالصحراء وذلك عدد من الدراسات المهتمة بالامتدادات الحضارية والهجرات مع الحضارات الافريقية الأخرى مثل اثيوبيا، جرمة (غانا) والتي تناقش فكرة نهاية مروي على يد عيزانا.
ومنذ العام 2004م تم تنفيذ الاتفاق على فصل قاعة آثار السودان عن مصر بالمتحف البريطاني وذلك بتمويل من السوق الاوروبية المشتركة.
ومن أهم النقاط التي اثارها د0اسامة عبد الرحمن النور التحذير من خطورة الفكرة الايدولوجية القابعة خلف عبارة د. حسن مكي (بان كل التاريخ ما قبل سنار تاريخ ضلال) وأشار إلى الخط الفارق ما بين الايدولوجيا والتاريخ. والمخاطر التي تتعرض لها الآثار السودانية حاليا في سوبا والمصورات الصفراء وتبني د0اسامة فكرة التخريب المعتمد لما يحدث هناك من توزيع اراضي سكنية في سوبا والانشاءات والحفريات المائية في المنطقة الاثرية بمعبد الاسد والحوش الكبير، اضافة لتعديل قانون الآثار الذي وضعها تحت رحمة السلطات الولائية الكبيرة، اضافة لتعديل قانون الآثار الذي وضعها تحت رحمة السلطات الولائية مع انها ارث قومي محمي دستوريا!! وان ذلك يدخل ضمن مشروع كامل لمسح حضارة السودان بين هنا اهمية النداء الموجهة لحكومة السودان بانقاذ الآثار السودانية في التشويه والضياع شهد الندوة جمهور غفير من المختصين والمهتمين بالتاريخ والآثار السودانية الشئ الذي إنعكس على الافكار والمناقشات التي اعقبت حديث د0اسامة عن الامتدادات الحضارية السودانية والمسئولية في الحفاظ على الإرث الحضاري هل هي مسئولية الباحث ام واجب دولة؟ واثر الهجرات العلمية على حقل الدراسات السودانوية وغيرها من المدخلات القيمة التي تبادل د0اسامة ومقدم الندوة د. الزاكي التعقيب عليها بمرافقة لقطاعات اثارية اعدت على الكمبيوتر لهذه الندوة.
أضف رد جديد