"الدم أتقل.."6فبراير،لندن

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

"الدم أتقل.."6فبراير،لندن

مشاركة بواسطة حسن موسى »



الدم أتقل من الموية



يا أخواننا أنا عندي عرض رسم في صالة "موزاييك رومز" بـ" مؤسسة قطّان" في لندن يوم 6 فبراير الساعة السابعة مساءا ، و الحاضر يكلم الغايب.
أهدي عرضي: "الدم أتقل من الموية" ، لأرواح شهداء ثورة ديسمبر في السودان.
للإستزادة راجعوا الرابط

https://mosaicrooms.org/event/hassan-mus ... han-water/



سأعود
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

الدم أتقل من كل شيئ

مشاركة بواسطة حسن موسى »


نزهة الرسام
[ كتبت هذا النص لتأطير طقس رسم للشارقة 2016 ، و رغم أن الرسم يستغني بذاته عن كل تأطير أدبي إلا أن الصورة لا تكون بدون أدب يسيّقها ربما لأن الرسم فعل حسي في المكان و الزمان بينما الصورة "هندسة روحانية" فالتة من كافة الطوائل الجسمانية]

عرض " طقس الرسم" يقوم على تعريف للرسم كطريقة في الحلول بالمكان. و أهمية تجربة الرسم تكمن في الكيفية التي يكون بها الرسام عند تقاطع الزمان و المكان. و فعل الرسم، في معناه البدائي [ و النهائي] إنما يتأسس على الطريقة التي نعرّف عليها المسافة بين نقطتين.و الحركة التي تقطع هذه المسافة تكسب لفعل الرسم بعده الزماني.و هكذا فالتعامل مع الرسم كفعل حركي فيزيائي يفتح الباب لتجاوز التعريف الذي طرحته تجربة " عصر النهضة" للرسم كوسيلة إيضاخ لموضوعات الواقع الحسي.ـ

في رحلة للصين عام 2012 اكتشفت تقليد الخط بالماء الشائع بين الخطاطين الصينيين .ولا أنسى خطاط حديقة " كونمينغ" العجوز الذي كان يغمس فرشاة طويلة المقبض في سطل ماء ليرسم بها عمودا من علامات الكتابة الصينية الجميلة.كان الرجل يرسم وسط جمع من المتفرجين المتشوقين و هو يتراجع للوراء في رشاقة الراقص المتمكن من فنه.ـ
سألته عن معنى النص الذي كان يخطه على رصيفالرخام الرمادي ، فقال، بنبرة إعتذار :بالنسبة لي هذه رياضة بدنية. حقيقة، فرحت بإجابته الناجعة كونها ترد رسم الكتابة لبعده المادي كحركة بدنية. حركة بدنية تمنح الأثر البصري المبذول على المسند كل فرادة الجسد المتحرك. و ردني كل ذلك لحكاية لطيفة حكاها الفنان و الناقد البريطاني «  جون بيرجر » عن" امرأة نزيلة مستشفى للأمراض النفسية، كانت تفرد كل يوم أوراقا كبيرة تغطي أرضية غرفتها لترسم عليها.كانت تقف على الورقة ممسكة بقطعة من الفحم لترسم خطا متصل عبر الغرفة،ا يغير من إتجاهه كل مرة.. كانت تتوقف و تنظر بتمعّن لحيث تقف و من حين لآخر تلقي نظرة على وجهتها. لكنها أبدا لم تلتفت للوراء أبدا.بعدها كانت ترمي بالورقة جانبا لتستأنف عملها على ورق آخر في اليوم التالي..ـجون بيرجر" في الرسم"،2005.ـ
(J.Berger,OnDrawing, Occasional Press, September 2005 )ـ
في مشروع طقسي التشكيلي يتخلـّق الرسم كحاصل بصري فان و مؤقـّت في لحظة الحقيقة التي تبدو بين أثر انقضى و آخر قيد الإحتمال.هذا الحاصل البصري الهش ينطوي على فعل مشهدي حركي كون الرسام يكون على المشهد المادي كما يكون الراقص الذي يعبر الخشبة مخلفا وراءه انطباع آثارأقدامه على أرضها.و الصورة البصرية الناتجة من هذه الحركة لا يُعوّل عليها أكثر من التعويل المفترض على الحركة التي صنعتها ، فالعبرة الجمالية هنا إنما تتجلى في فعل التخليق المادي الذي ـ بوسيلة الآلات المادية ـ يصعّد العلامات و الخطوط لمقام " هندسة روحانية" تنتظر النظر الخلاق الذي يؤهلها لإستقبال المعاني الجمالية .ـ
هذا العرض المعنون " نزهة الفنان" مصمّم على فكرة المشي.و المشي عملية بالغة التعقيد، فالماشي الذي يتحرك بتبديل مركز ثقل جسمه حسب حركة الرجلين إنما يتلافى السقوط بالتقدم في فضاء الحركة. و من يتأمل في حال الطفل الذي يتعلم المشي أو في حال الكهل الذي يحاول المشي متوكئا على غير جسمه، يفهم أن الشخص إنما يظل يتعلم المشي طيلة حياته.و في عمري الحالي، فأنا ما زلت قادرا على المشي دون أن اتوكأ على عصا أو على أحد، لكني موقن من أني أحتاج لسنوات طويلة لكي أتعلم كيف أكتب حضوري عند تقاطع المكان و الزمان. ـ

2/11/2016


https://mosaicrooms.org/event/hassan-mu ... han-water/
أضف رد جديد