ليس أقل من ثورة ثقافية كمدخل للنهضة الشاملة

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
الباقر موسى
مشاركات: 26
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:08 pm
مكان: Ottawa, Canada

ليس أقل من ثورة ثقافية كمدخل للنهضة الشاملة

مشاركة بواسطة الباقر موسى »

بقلم: الباقر موسى

ظلت الثقافة في قلب حراك المجتمع السوداني الحديث منذ بدايات تشكله عبر معارك الإستقلال وحتى الآن، فقد كانت من ناحية أحد أهم أسباب الحروب التي تواصلت منذ استقلال السودان، بل وكانت الإبادة الثقافية أحد اهم جوانب تلك الحروب، ومن ناحية أخرى كانت الثقافة أحد أهم جوانب بناء الهوية السودانية ومعاركها واحد أدوات وعناصر التغيير.. منذ عزة خليل وادبيات الحركة الوطنية والاكتوبريات وحتى الدور المشهود للشعر والملصق والجدارية في ثورة ديسمبر.

ظلت السياسات الثقافية واحدة من أهم ساحات الصراع وكانت أهم تمحوراته حول تيار الاحادية الثفافية وإنكار وإبادة ثقافات السودان المتنوعة الذي ارتبط بالمركز السياسي من جهة ومن الجهة الأخرى صراع تلك الثقافات للبقاء والتطور وانحياز طلائع من المثقفين لها من الذين تبنوا رؤى مثل مدارس الغابة والصحراء والسودانوية.

انتصار الشعب سياسيا في ثورة ديسمبر ٢٠١٨، التي كانت ثورة للقيم، يضع على عاتق الثقافة مهمة إعطاء الثورة أبعادها الإنسانية الكاملة لتصبح نهضة شاملة وبناء للأمة. لذلك يصير تبنى سياسات ثقافية سليمة مسألة مصيرية للأمة كلها، وتحدياً على مستوى الرؤى الشاملة لطبيعة وهوية الدولة التي تصاغ المواثيق على أساسها وينص عليها في صدر دستور الأمة، وبذلك تسهم بشكل اساسي في بناء الأمة وتطورها وتمتين وحدتها وتنهى اغتراب قطاعات واسعة من المجتمع مما كان يلجئها لردود الفعل العنيفة لتأكيد ذاتها بالحروب أو اللجوء للإنفصال من كيان لا يرون فيه أنفسهم.

في السودان الان نحتاج سياسات ثقافية تقوم على الانتقال من قهر واستلاب الإنسان إلى الإعتراف بجميع الثقافات والإحتفاء بها، مما يجعل التعدد ثقافي عنصر إثراء وقوة للمجتمع بدلا عن ان يكون باعثا للحروب وجزءا منها. وتكون الممارسة الثقافية إثراء للوجود وتعبيرا عن تميز المجتمع وخصوصية ملامح كل مكون من مكوناته مما يتيح التفاعل البناء لمكونات المجتمع داخليا وتفاعل المجتمع الإيجابي المثري مع المحيط الإقليمي والانساني العالمي. بما يعزز الثقة بالنفس ويحفز التنمية البشرية ومن ثم الاقتصادية.

السياسات الثقافية السليمة هي خارطة طريق المجتمع لنهضة شاملة وبناء الأمة عن طريق إطلاق كل طاقاتها الخلاقة. لذاك تأتي على رأس أسس التوجهات الثقافية قيم التعدد والمساواة والإنسانية والديمقراطية والنزعة العلمية والذاتية السودانية بأبعادها التاريخية وتنوعها الثقافي وحضور ومشاركة قطاعات المجتمع وبالذات المهمشة جغرافيا واجتماعيا من الشباب والنساء والطبقات المسحوقة.

العملية الثقافية يقوم بها المجتمع كله بريادة مبدعيه، إذ للملتقى دور هام في انتخاب منتج أو ضرب فني معين وتداوله. وكذلك تشارك في العملية الثقافية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عدد من مؤسسات وكيانات المجتمع والدولة مثل الإعلام والتعليم وغيرهما. دور مؤسسات الثقافة هو تسهل عمليات انتاج وتداول وتفاعل الإنتاج الثقافي للمجتمع، بما هو أقرب لدور مهندس الري الذي يجعل حركة المياه تنساب بطريقة تجعلها مفيدة بدلا عن أن تصير سيولا مدمرة. بهذه النظرة الكلية ينبغي على الأجهزة الثقافية أن تقوم بواجباتها في دعم الإنتاج الثقافي وتوثيقه ودراسته ونشره ولذلك أيضا من المفترض أن تمتد وحدات أجهزة الثقافة والفنون لكل قرية وكل مدينة وإقليم، بحيث تكون بكل قرية مكتبة ومكان للعروض والنشاط الثقافي وذلك عبر بيوت الثقافة ومجالس المدن والأقاليم.

تاريخيا اختصت بالإدارة الثقافية مؤسستا المجلس القومي للآداب والفنون ومصلحة الثقافة اللتان كانت السمة الأساسية في إنشاءهما هي انعدام التخطيط وعدم إشراك المبدعين والمنتجين الثقافيين عموما في التخطيط لقيامهما، لكن يلاحظ ان العاملين في تينك المؤسستين بالتعاون مع المبدعين وتنظيماتهم قاموا بدور كبير في تحويلهما لخدمة الثقافة والإبداع، رغم ان ذلك لم يكن يطابق أولويات النظم السياسية التي كانت تميل إلى المهرجانية ولا تتحمس لمقترحات البنى التحتية للإنتاج الثقافي. أما في النظام السابق فقد كانت دعوى أسلمة الثقافة عبارة عن معول كبير لهدم القليل الذي استطاع العاملون في مجال الثقافة من استخلاصه من براثن السلطات السياسية الأسبق.

تكون المجلس على نسق المجالس في الدول الديمقراطية حيث يقوم على تمثيل المبدعين في مجلسه الأعلى وشعبه ولجانه مما يجعل القرار فيه في يد المبدعين أنفسهم مما هو انسب من قيام موظفين باتخاذ القرارات في مسائل ابداعية يصعب تحديد المعايير الموضوعية في اختيارها. من جانبها تميزت المصلحة بالجانب التنفيذي في إداراتها وأقسامها.

طبيعة المرحلة الإنتقالية الحالية تستوجب التركيز على مهام المدى القريب والمتوسط والإكتفاء بالمؤشرات العامة للخطط طويلة المدى. أدناه بعض تلك المهام ذات الطبيعة العاجلة والممكنة التنفيذ في الفترة الإنتقالية، أطرحها مع اعتذاري مقدماً عن عدم متابعتي لتسميات وهيكلة الاجهزة الثقافية:

في عهد الإنقاذ انعكس دور بعض أجهزة الثقافة إذ أصبح بعضها أدوات لقمع المبدعين بدلا عن دعمهم واذكر على سبيل المثال هنا مسجل المصنفات الفنية الذي أصبح رقيبا ثقيلا على المصنفات بدلا عن ان يكون حاميا لحقوق المبدع الأدبية والمادية مما يتطلب تصحيحا عاجلا.. فلا يحظر كتاب او فلم بعد اليوم وترفع كل القيود عن النشر والتوزيع فلا يصبح تقويم للعمل الإبداعي إلا على قيمته الجمالية وأسس نقدها، بالنسبة للقرارات الإدارية فيما يخص قراراتنا في الأجهزة، أما حرية التعبير الفني والنشر فيجب أن لا تحدها حدود دون الوصول للمتلقي الذي هو صاحب الحكم النهائي في نهاية الأمر.

تنظيم مهرجان ثقافة الثورة التي تميزت بالدور المشهود للفنون فيها من شعر وغناء وملصقات وجداريات. هذا المهرجان يقرب أجهزة الثقافة من نبض ثقافة الثورة ويلغى المسافة بين الإبداع كمبادرة اهلية أقرب للجفوة من الدولة وبين أجهزة ثقافية أقرب لتسلط الدولة، بما يضع أساسا للعمل الكبير المرجو في مجالات الثقافة والإبداع كمفتاح للنهضة الشاملة للمجتمع.

مراجعة تكوين المجلس الأعلى للثقافة والفنون بتحديث وحداته ونظم عمله بتمثيل المبدعين أشخاصا وتنظيمات واجيال اتحادات وجمعيات المبدعين والاكاديميات والجهات المتعاملة مع الثقافة بطريقة غير مباشرة مثل التعليم والإعلام وملحقات التعليم والشئون الدينية، ولا ينفصل ذلك عن إصلاح الأوضاع في تنظيمات المبدعين من اتحادات وجمعيات.

تكوين شبكة الوحدات الثقافية على مستويات القرى والمدن في كل الأقاليم والتي يمكن تكوينها على نسق المجلس القومي بمشاركة المبدعين وتنظيماتهم على كل المستويات وسكرتارية تنفيذية ويمكن ان تبنى تلك الشبكة بتكلفة محدودة تشمل مكافآت الأعضاء وانتداب موظفي السكرتارية من المعلمين والموظفين المحليين ذوي الاهتمامات الثقافية.

المدخل السليم للتوصل لسياسة ثقافية ناجعة هو عقد مؤتمر للتخطيط الثقافي خلال هذه الفترة الانتقالية يشارك فيه أكبر عدد من المبدعين والعاملين في مجالات الثقافة المختلفة لوضع أسس راسخة وسياسات عامة موجهه للإدارة الثقافية. وعقد مؤتمرات لاحقة للسياسة الثقافية كل بضع سنوات تحدث وتطور السياسات الثقافية.

من اهم التشوهات في الأجهزة الثقافية هي الإزدواجية بين المجلس والمصلحة حيث تتكرر نفس الأقسام والإدارات بدون سبب غير غياب التخطيط المتسق عند تأسيس كليهما، مما يتطلب علاجه دمج الجهازين الجسمين بحيث يكون تكون لجان المجلس الممثلة للمبدعين هي جهة اتخاذ القرار ويلحق بكل منها الجسم المقابل لها في المصلحة كجانب تنفيذي يستفيد من خبرات وقدرات موظفي مصلحة الثقافة بشكلها السابق. ويمكن ان يقدم هذا كمقترح لمؤتمر التخطيط الثقافي.

لتميز طبيعة الثقافة عن طبيعة الإعلام واختلاف تعامل السلطات السياسية معهما بما يجعل دوما الإعلام محل اهتمام يومي لأسباب ربما تكون معروفة.. من الأفضل لمجلس الثقافة ان يكون مستقلا ويكون ارتباطه بالحكومة محدودا.. ربما لا يحتاج لوزير له ما يطرحه في اجتماعات الحكومة الاسبوعية.. وايضا حتى يكون بمنأى عن التقلبات السياسية بتغير الأحزاب الفائزة في النظام الديمقراطي.

مع تزايد هجرة السودانيين للخارج أصبحت أعداد كبيرة من المبدعين تعيش في الخارج ويتداول إنتاجها بين الداخل والخارج بمساعدة ثورة الاتصالات، فيصبح من الطبيعي أن تبتكر طريقة لإشراكهم في الحوارات والقرارات حول تطوير النشاط الثقافي والمدخل إلى ذلك يكون بإشراكهم في الفعاليات والمؤتمرات وتمثيلهم في الهيئات الثقافية.

ويظل الطريق السليم للتوصل لسياسات ثقافية شاملة تفتح الطريق لنهضة شاملة تكمل ثورة شعبنا هو توسيع مشاركة المبدعين وقطاعات المجتمع في نقاش الهم الثقافي ومستقبله كأمر يهم كل المجتمع ولا يقتصر على المبدعين أو المنتجين الثقافيين في المركز فقط.

الباقر موسى

أكتوبر ٢٠١٩
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

من راقبوا الناس ماتوا هما

مشاركة بواسطة حسن موسى »


سلام يا الباقر
و الله لو كنا عارفين الثورة السودانية بتجيبك لينا كنا عملنا ليك ثورة "مخسوسة" لحضرتك.
يا زول كلامك الفوق دا كويس جدا لكن مؤسسات الثقافة الحكومية محتاجة لمن ينفض عنها غبار الهيمنة الكيزانية الطويلة.تصور لغاية يوم الليلة في ناس جهاليل قابعين تحت المكيفات و بيسترزقوا من سنسرة ابداع الكتاب و الفنانين السودانيين. و كمان باسم الدين و الأخلاق و العادات و التقاليد و بلا بلا بلا.. و الله انا لي يوم الليلة محروق على الناس الإتسلطوا على كتابي «  الطائر الجميل المتواضع »[عملت رسوماته على نص ستيلا قايتانو و نشرته دار رفيقي ]و منعوه في معرض الكتاب في الخرطوم في اكتوبر 2016. نوع الناس ديل ما زالوا لابدين في مؤسسات الثقافة الرسمية و منتظرين مرور العاصفة ليستأنفوا البيزنيس بتاعهم و الأجر على الله.
قالت الأستاذة داتا المسؤولة عن الجناح التابع لدار رفيقي بمعرض الخرطوم للكتاب (بري، 17-29 أكتوبر 2016)؛" إن هيئة المصنفات التابعة لوزارة الثقافة، حجزت (200) نسخة من الكتاب، ومنعتهم، شفاهة، من بيعه أو عرضه، وقالت لهم، أيضا، "فلتحتفظ دار رفيقي بالكتاب كي توزعه على أطفال جنوب السودان، عقب انتهاء مشاركتها في الخرطوم؛ إذا كانت ترى في الكتاب أي فائدة للأطفال"، وقالت داتا إن المصنفات احصت النسخ التي وصلت، للتأكد أن أيا منها لم يتسرب. وكانت داتا ملتزمة حرفيا بتحذير المصنفات، إذ فشلت في إقناعها بمنحي نسخة. « 

شوف الرابط

https://sudan-forall.org/forum/viewtopic ... %E6%D3%EC+
+%E3%DA%D1%D6+%C7%E1%DF%CA%C7%C8&sid=f3a3a6e3250c4872dd2e5052608fa51f
آخر تعديل بواسطة حسن موسى في الخميس نوفمبر 07, 2019 9:30 am، تم التعديل مرة واحدة.
صلاح حسن عبد الله
مشاركات: 212
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 11:40 am

مافي وزارة

مشاركة بواسطة صلاح حسن عبد الله »

سلام الباقر وحسن
لما كنا في اتحاد التشكيليين، كنا يوم قاعدين مع السمؤال خلف الله، أحد وزراء ثقافة الانقاذ، في مكتبه . وكان بيشتكي من وزارة الثقافة والحاصل فيها. وبدون ما نطلب منه اي تصريح قام اتبرع وقال ( وزارة الثقافة دي فيها ناس ما عندهم اي علاقة بالثقافة. غايتو الواحد فيهم الا ترسلوا يجيب كهرباء ولا حاجة زيي دي).
فده وزير ثقافتهم ذاتو. يعني انت يا حسن بتكون اديتهم اكتر من حقهم كتير. يا اخي دي وزارة ما فيها غبارذاتو، عشان ينفضوه.
وزارة الثقافة دي، ما اشتغلت، كوزارة، الا سنتين بس 1974 – 1976، لما كان الصلحي وكيل ليها. و لما الصلحي انتهى الى المصير المعروف، الحكومة ذاتها غيرت سياسات 180 درجة عقب المصالحة الوطنية 1976، فحاق بوزارة الثقافة ما حاق بها. يعني عمر العمل الرسمي في وزارة الثقافة هو سنتين فقط، من اصل 64 سنة من استقلال السودان.
والشايفو انا نو الوزارة دي كلها، مع بعض، دايرة ليها شوفة من اول وجديد. وآمل انو تجمع التشكيليين السودانيين يقدر ينجز(الورشة الابتدائية للبديل الثقافي الديمقراطي). والجهاليل القابعين تحت المكيفات و(بيسترزقوا من سنسرة ابداع الكتاب و الفنانين السودانيين) وكل جهاليل الوزراة التانين اللي لسه (لابدين في مؤسسات الثقافة الرسمية ) وفاكرين روحهم ( منتظرين مرور العاصفة ليستأنفوا البيزنيس ) فحقوا يعرفوا انو العاصفة دي لسه ما مرت، لكنها جاية جاية. وبعدين الحشاش يملأ شبكته.
الباقر موسى
مشاركات: 26
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:08 pm
مكان: Ottawa, Canada

مشاركة بواسطة الباقر موسى »

حسن ازيك

ومرحبا بالمداخلة

كلامي الفوق نطوره نحن ناس المؤسسات الثقافية الأهلية.

نتلاقى في نقاش حول رؤية بديلة للثقافة كلامي دا يبقى أحد أوراقها.

نعتبره مؤتمر ثقافي اهلي، نضع فيه رؤية لبديل ثقافي بدلا عن إنتظار الأفندية أو السياسيين، وكما قال المثل نفرجها على نفسنا.

تتبناه سودان فور اول

نشرك لمات المبدعين باشكالها المختلفة وهي مؤهلة للريادة في رسم معالم البديل الثقافي، منها، بجانب سودانفوراول:

مركز الدراسات السودانية
تجمع التشكيليين
الدراميين
مجموعة الجندول فيسبوك
مجموعة ناس المجلس فيسبوك
مجموعة عمل
مفروش
++

نستخدم نفس وسائل التواصل، والتي أصبحت الشركات والحكومات تستخدمها.

نكتب اوراقنا ونناقشها ونتفق على توصيات ونوديها لناس قحت والحكومة واي حكومة تجي بعدهم ونقول ليهم دا تصورنا جاهز للتنفيذ، أو النقاش لو عندكم شوف تاني.

إيه رأيكم!

الباقر
الباقر موسى
مشاركات: 26
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:08 pm
مكان: Ottawa, Canada

مشاركة بواسطة الباقر موسى »

والعزيز صلاح حسن عبد الله

تحياتي

هنالك فعلا, في اجهزة الثقافة، من يمكن ان ينطبق عليهم وصفك بأنهم جهاليل وينتظرون مرور العاصفة للسنسرة ومواصلة البزنس .. لكن هذا جزء من الصورة .. فهذه الأجهزة تضم عددا من المبدعين ومن الإداريين الثقافيين الذين هم على العكس تماما ..
الحقيقة ظل يدور في الأجهزة النقافية صراع اساسي بين عدد كبير من موظفيها في القيادة والقاعدة ومن المتعاونين معها من المبدعين، يتبنون موقفا ديمقراطيا من الثقافة، وقلة كانوا يقفون ضد ذلك التيار.. وحقيقة هو امتداد للصراع الذي يدور في المجتمع، والذي اشرت إليه في مقالي بين الشعوب السودانية وقطاعات المجتمع المتمسكة بثقافاتها المتنوعة والمبدعين المنحازين لها وبين القلة التي كانت تحتكر السلطة وكل شئ في المجتمع وتتبنى السياسة الثقافية الآحادية الإقصائية كشفرة لعملية إقصاء الآخرين.. وما وجدت إبادة إلا وصحبتها أو سبقتها عمليات إبادة ثقافية..
عديد من المبدعين والإداريين الثقافيين في المصلحة والمجلس كانوا من المصنفين كمنحازين للتعددية الثقافية ولتفتح كل زهورها في السودان..
وجدت نفسي استعرض اسماء بعض من مروا بذاكرتي من كوادر الثقافة وادعوك لاسترجاع مساهماتهم في حقول الثقافة والإبداع، قبل اطلاق حكم عام بإعدام كل ما يرتبط بهذه المؤسسات، فتلقي الطفل مع ماء الغسيل.
من الأسماء التي اذكرها على مستوى القيادة:

محمد عبد الحي
أحمد الزين صغيرون
جمال محمد أحمد
قيلي أحمد عمر
حمدنا الله عبد القادر

وعلى المستويات الوسيطة تحضرني أسماء مثل:
إسماعيل الفحيل
محمد عبد الرحمن ابوسبيب
إبراهيم شداد
سليمان محمد إبراهيم
صلاح شريف
الطيب مهدي
إيمان حبيب الله
منار الحلو
على عبد القيوم
عبد الرحيم ابو ذكرى
أمين محمد احمد
مصطفي مبارك
إبراهيم بخيت
فتح الرحمن باردوس
عبد الله محمد الطيب
أم الخير كمبال
عوض سآتي
خالدة عبد الحفيظ
محمد المهدي عبد الوهاب
إيمان عبدالغفور
صالح عركي
السر حسن يوسف
على الهادي
بديعة الحويرص
عثمان عجيمي
بدر الدين عبد الرزاق
نعمات حماد
نعيمة شديد
فتحية خليفة

ومن المتعاونين في الشعب واللجان
عثمان محمد خير
هاشم محجوب
منيرة حمد النيل ضيف الله
محمد هارون كافي
الطيب محمد الطيب
(هذا ليس حصرا وإنما من الذاكرة .. مع اعتذاري لمن لم أذكر)

معظم هؤلاء كانوا مقاتلين من اجل الإستنارة بإمكانات شبه معدومة
وكان لصراعهم قطب آخر وهو التوجه لتأسيس بنى تحتية حقيقية للثقافة والإبداع مثل المكتبات وصالات العرض والمراسم وغيرها في وجه النزعة المهرجانية التي كان ينجذب إليها الوزراء وازلامهم تزلفا للحكام ولفتا لنظرهم.

على الجانب الآخر يمكن أن نذكر من اعلام التيار الآحادي او المهرجاني الثقافي اسماء مثل:

عبد الله محمد أحمد
أحمد إسماعيل شيلاب
أحمد عبد العال
شبرين
إسماعيل الحاج موسى
زين العابدين محمد أحمد

الذين تابع المثقفون اخبار عدوانهم على بعض الفنون أو حملة أسلمة الفنون أو تحويلها لتجارة ..مما يمكن تفصيله في دراسات لاحقة ..
في نظري الطريق السليم هو تنظيم دراسات ومؤتمرات تدرس تكوين وتاريخ المؤسسات الثقافية كافة ودورها في تحقيق، أو تعطيل، أجندة ثقافية شاملة يحتاجها الوطن في تطوير وعيه بذاته وإطلاق طاقاته الخلاقة فيما يحقق نهضة شاملة ومن ثم التوصل لرؤية شاملة ..لثورة ثقافية تحول الثقافة من اداة للقهر والإستلاب إلى ممارسة لتأكيد كل مكونات المجتمع واطلاق أفضل ما لديها من طاقات خلاقة.

الباقر موسى
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

ليس أقل من ثورة ثقافية كمدخل للنهضة الشاملة رد مع اشارة الى الموضوع

--------------------------------------------------------------------------------

بقلم: الباقر موسى

ظلت الثقافة في قلب حراك المجتمع السوداني الحديث منذ بدايات تشكله عبر معارك الإستقلال وحتى الآن، فقد كانت من ناحية أحد أهم أسباب الحروب التي تواصلت منذ استقلال السودان، بل وكانت الإبادة الثقافية أحد اهم جوانب تلك الحروب، ومن ناحية أخرى كانت الثقافة أحد أهم جوانب بناء الهوية السودانية ومعاركها واحد أدوات وعناصر التغيير.. منذ عزة خليل وادبيات الحركة الوطنية والاكتوبريات وحتى الدور المشهود للشعر والملصق والجدارية في ثورة ديسمبر.

ظلت السياسات الثقافية واحدة من أهم ساحات الصراع وكانت أهم تمحوراته حول تيار الاحادية الثفافية وإنكار وإبادة ثقافات السودان المتنوعة الذي ارتبط بالمركز السياسي من جهة ومن الجهة الأخرى صراع تلك الثقافات للبقاء والتطور وانحياز طلائع من المثقفين لها من الذين تبنوا رؤى مثل مدارس الغابة والصحراء والسودانوية.

انتصار الشعب سياسيا في ثورة ديسمبر ٢٠١٨، التي كانت ثورة للقيم، يضع على عاتق الثقافة مهمة إعطاء الثورة أبعادها الإنسانية الكاملة لتصبح نهضة شاملة وبناء للأمة. لذلك يصير تبنى سياسات ثقافية سليمة مسألة مصيرية للأمة كلها، وتحدياً على مستوى الرؤى الشاملة لطبيعة وهوية الدولة التي تصاغ المواثيق على أساسها وينص عليها في صدر دستور الأمة، وبذلك تسهم بشكل اساسي في بناء الأمة وتطورها وتمتين وحدتها وتنهى اغتراب قطاعات واسعة من المجتمع مما كان يلجئها لردود الفعل العنيفة لتأكيد ذاتها بالحروب أو اللجوء للإنفصال من كيان لا يرون فيه أنفسهم.

في السودان الان نحتاج سياسات ثقافية تقوم على الانتقال من قهر واستلاب الإنسان إلى الإعتراف بجميع الثقافات والإحتفاء بها، مما يجعل التعدد ثقافي عنصر إثراء وقوة للمجتمع بدلا عن ان يكون باعثا للحروب وجزءا منها. وتكون الممارسة الثقافية إثراء للوجود وتعبيرا عن تميز المجتمع وخصوصية ملامح كل مكون من مكوناته مما يتيح التفاعل البناء لمكونات المجتمع داخليا وتفاعل المجتمع الإيجابي المثري مع المحيط الإقليمي والانساني العالمي. بما يعزز الثقة بالنفس ويحفز التنمية البشرية ومن ثم الاقتصادية.

السياسات الثقافية السليمة هي خارطة طريق المجتمع لنهضة شاملة وبناء الأمة عن طريق إطلاق كل طاقاتها الخلاقة. لذاك تأتي على رأس أسس التوجهات الثقافية قيم التعدد والمساواة والإنسانية والديمقراطية والنزعة العلمية والذاتية السودانية بأبعادها التاريخية وتنوعها الثقافي وحضور ومشاركة قطاعات المجتمع وبالذات المهمشة جغرافيا واجتماعيا من الشباب والنساء والطبقات المسحوقة.

العملية الثقافية يقوم بها المجتمع كله بريادة مبدعيه، إذ للملتقى دور هام في انتخاب منتج أو ضرب فني معين وتداوله. وكذلك تشارك في العملية الثقافية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عدد من مؤسسات وكيانات المجتمع والدولة مثل الإعلام والتعليم وغيرهما. دور مؤسسات الثقافة هو تسهل عمليات انتاج وتداول وتفاعل الإنتاج الثقافي للمجتمع، بما هو أقرب لدور مهندس الري الذي يجعل حركة المياه تنساب بطريقة تجعلها مفيدة بدلا عن أن تصير سيولا مدمرة. بهذه النظرة الكلية ينبغي على الأجهزة الثقافية أن تقوم بواجباتها في دعم الإنتاج الثقافي وتوثيقه ودراسته ونشره ولذلك أيضا من المفترض أن تمتد وحدات أجهزة الثقافة والفنون لكل قرية وكل مدينة وإقليم، بحيث تكون بكل قرية مكتبة ومكان للعروض والنشاط الثقافي وذلك عبر بيوت الثقافة ومجالس المدن والأقاليم.

تاريخيا اختصت بالإدارة الثقافية مؤسستا المجلس القومي للآداب والفنون ومصلحة الثقافة اللتان كانت السمة الأساسية في إنشاءهما هي انعدام التخطيط وعدم إشراك المبدعين والمنتجين الثقافيين عموما في التخطيط لقيامهما، لكن يلاحظ ان العاملين في تينك المؤسستين بالتعاون مع المبدعين وتنظيماتهم قاموا بدور كبير في تحويلهما لخدمة الثقافة والإبداع، رغم ان ذلك لم يكن يطابق أولويات النظم السياسية التي كانت تميل إلى المهرجانية ولا تتحمس لمقترحات البنى التحتية للإنتاج الثقافي. أما في النظام السابق فقد كانت دعوى أسلمة الثقافة عبارة عن معول كبير لهدم القليل الذي استطاع العاملون في مجال الثقافة من استخلاصه من براثن السلطات السياسية الأسبق.

تكون المجلس على نسق المجالس في الدول الديمقراطية حيث يقوم على تمثيل المبدعين في مجلسه الأعلى وشعبه ولجانه مما يجعل القرار فيه في يد المبدعين أنفسهم مما هو انسب من قيام موظفين باتخاذ القرارات في مسائل ابداعية يصعب تحديد المعايير الموضوعية في اختيارها. من جانبها تميزت المصلحة بالجانب التنفيذي في إداراتها وأقسامها.

طبيعة المرحلة الإنتقالية الحالية تستوجب التركيز على مهام المدى القريب والمتوسط والإكتفاء بالمؤشرات العامة للخطط طويلة المدى. أدناه بعض تلك المهام ذات الطبيعة العاجلة والممكنة التنفيذ في الفترة الإنتقالية، أطرحها مع اعتذاري مقدماً عن عدم متابعتي لتسميات وهيكلة الاجهزة الثقافية:

في عهد الإنقاذ انعكس دور بعض أجهزة الثقافة إذ أصبح بعضها أدوات لقمع المبدعين بدلا عن دعمهم واذكر على سبيل المثال هنا مسجل المصنفات الفنية الذي أصبح رقيبا ثقيلا على المصنفات بدلا عن ان يكون حاميا لحقوق المبدع الأدبية والمادية مما يتطلب تصحيحا عاجلا.. فلا يحظر كتاب او فلم بعد اليوم وترفع كل القيود عن النشر والتوزيع فلا يصبح تقويم للعمل الإبداعي إلا على قيمته الجمالية وأسس نقدها، بالنسبة للقرارات الإدارية فيما يخص قراراتنا في الأجهزة، أما حرية التعبير الفني والنشر فيجب أن لا تحدها حدود دون الوصول للمتلقي الذي هو صاحب الحكم النهائي في نهاية الأمر.

تنظيم مهرجان ثقافة الثورة التي تميزت بالدور المشهود للفنون فيها من شعر وغناء وملصقات وجداريات. هذا المهرجان يقرب أجهزة الثقافة من نبض ثقافة الثورة ويلغى المسافة بين الإبداع كمبادرة اهلية أقرب للجفوة من الدولة وبين أجهزة ثقافية أقرب لتسلط الدولة، بما يضع أساسا للعمل الكبير المرجو في مجالات الثقافة والإبداع كمفتاح للنهضة الشاملة للمجتمع.

مراجعة تكوين المجلس الأعلى للثقافة والفنون بتحديث وحداته ونظم عمله بتمثيل المبدعين أشخاصا وتنظيمات واجيال اتحادات وجمعيات المبدعين والاكاديميات والجهات المتعاملة مع الثقافة بطريقة غير مباشرة مثل التعليم والإعلام وملحقات التعليم والشئون الدينية، ولا ينفصل ذلك عن إصلاح الأوضاع في تنظيمات المبدعين من اتحادات وجمعيات.

تكوين شبكة الوحدات الثقافية على مستويات القرى والمدن في كل الأقاليم والتي يمكن تكوينها على نسق المجلس القومي بمشاركة المبدعين وتنظيماتهم على كل المستويات وسكرتارية تنفيذية ويمكن ان تبنى تلك الشبكة بتكلفة محدودة تشمل مكافآت الأعضاء وانتداب موظفي السكرتارية من المعلمين والموظفين المحليين ذوي الاهتمامات الثقافية.

المدخل السليم للتوصل لسياسة ثقافية ناجعة هو عقد مؤتمر للتخطيط الثقافي خلال هذه الفترة الانتقالية يشارك فيه أكبر عدد من المبدعين والعاملين في مجالات الثقافة المختلفة لوضع أسس راسخة وسياسات عامة موجهه للإدارة الثقافية. وعقد مؤتمرات لاحقة للسياسة الثقافية كل بضع سنوات تحدث وتطور السياسات الثقافية.

من اهم التشوهات في الأجهزة الثقافية هي الإزدواجية بين المجلس والمصلحة حيث تتكرر نفس الأقسام والإدارات بدون سبب غير غياب التخطيط المتسق عند تأسيس كليهما، مما يتطلب علاجه دمج الجهازين الجسمين بحيث يكون تكون لجان المجلس الممثلة للمبدعين هي جهة اتخاذ القرار ويلحق بكل منها الجسم المقابل لها في المصلحة كجانب تنفيذي يستفيد من خبرات وقدرات موظفي مصلحة الثقافة بشكلها السابق. ويمكن ان يقدم هذا كمقترح لمؤتمر التخطيط الثقافي.

لتميز طبيعة الثقافة عن طبيعة الإعلام واختلاف تعامل السلطات السياسية معهما بما يجعل دوما الإعلام محل اهتمام يومي لأسباب ربما تكون معروفة.. من الأفضل لمجلس الثقافة ان يكون مستقلا ويكون ارتباطه بالحكومة محدودا.. ربما لا يحتاج لوزير له ما يطرحه في اجتماعات الحكومة الاسبوعية.. وايضا حتى يكون بمنأى عن التقلبات السياسية بتغير الأحزاب الفائزة في النظام الديمقراطي.

مع تزايد هجرة السودانيين للخارج أصبحت أعداد كبيرة من المبدعين تعيش في الخارج ويتداول إنتاجها بين الداخل والخارج بمساعدة ثورة الاتصالات، فيصبح من الطبيعي أن تبتكر طريقة لإشراكهم في الحوارات والقرارات حول تطوير النشاط الثقافي والمدخل إلى ذلك يكون بإشراكهم في الفعاليات والمؤتمرات وتمثيلهم في الهيئات الثقافية.

ويظل الطريق السليم للتوصل لسياسات ثقافية شاملة تفتح الطريق لنهضة شاملة تكمل ثورة شعبنا هو توسيع مشاركة المبدعين وقطاعات المجتمع في نقاش الهم الثقافي ومستقبله كأمر يهم كل المجتمع ولا يقتصر على المبدعين أو المنتجين الثقافيين في المركز فقط.

الباقر موسى

أكتوبر ٢٠١٩
*
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

موضوع ثري ،و أستاذ الباقر يتحدث عن مؤسسات الثقافة الرسمية . نقلت الموضوع ، فقط ببنط كبير . يا اخواننا عندنا عيون نظرها ضعيف ،ة وتوجد خيارات لانزال الموضوع ، رجاء اختاروا ( ضخم)
*
أنا متشائم بعتقد أنو سلطة الإخوان والهدمتوا لا يمكن إعادة بنائه إلا بعد (30) سنة.
هل يوجد حد يصدق أن الإخوان لا يفهمون الفدرالية ، فأصبح وزراءهم (3000) وزير ، غير القِطع .
إذا التفت لأي شيء تجدهم قد أذوه ،
الموضوع كبير وأنت يا عزيزي الفنان الباقر ، جزئيتك تحدثت فيها طيباً.
*
صلاح حسن عبد الله
مشاركات: 212
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 11:40 am

سلام يا شقليني

مشاركة بواسطة صلاح حسن عبد الله »

سلام يا شقليني
ما تتشاءم يا اخي . صحيح انو التخريب كبير والأكثر فداحة اننا، كسودانيين، لم نعد وحدنا داخل حلبة الصراع السياسي داخل السودان. هناك محاور اقيليمة وعالمية كثيرة بقت ما داسين حاجة. لكن لو عاينا للشىء الحصل في ديسمبر بنلقاه كان خارج تصورات كثير من القوى المتصارعة على مصالحها داخل السودان.
أضف رد جديد