عشاري يكتب:التضليل بواسطة قيادات الحزب الشيوعي

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

عشاري يكتب:التضليل بواسطة قيادات الحزب الشيوعي

مشاركة بواسطة حسن موسى »




من عشاري أحمد محمود خليل
في التضليل بواسطة قيادات الحزب الشيوعي
[email protected]

فهذا رد عام على الانتقادات بواسطة عدد قليل من القراء لمقالي "الذباب الإلكتروني وحمدوك"، وهي الانتقادات التي انحصرت في الجزء الصغير، من بين ثلاثين صفحة، والذي كنت خصصته في صفحة أو صفحتين لنقد الحزب الشيوعي.
هذا السعي، يا جماعة، إلى تبرئة الحزب الشيوعي، غير مجدي.
والصحيح هو أن تعترفوا بالحقيقة، أن قيادة الحزب أخطأت في التقدير، في مجال الأخلاق، حين شاركت في تضليل الشباب والجماهير عامة، بحجب المعلومات الجوهرية عنهم.
ويتعين أن يكون اعترافكم بهذه اللُغَة، لا باللَّفَّة.
نعم، إن دوافع الحزب الشيوعي للتضليل ليست هي دوافع الأحزاب الأخرى، تلك التي اعتمدت التضليل والكذب والخداع منهجية قارة لها قصد وأد ثورة الشعب، بينما الحزب موقفه كان دائما مع الشعب، لكن "مع الشعب" بفهم موغل في السطحية والسذاجة والغباء السياسي، الغباء بمعني عدم القدرة على التفكير، ولا يغير منه عمرُ القيادات ولا تجربتها الممتدة، أو نضالها، أو ماركسيتها.
نعم، للحزب أسبابه في تصرفاته إزاء المعلومات التي كانت بحوزته، لكن أسبابه ليست أسبابا معيارية عليا لنقبل بها هكذا دون نقدها، بل نرفضها من أساسها، من منطلق الأخلاق ولزوم الصدقية القطعية في كل شيء، دون استثناء، لا تهمنا أسباب الحزب التي يوردها للتبرير.
ذلك، لأنا نعتمد مرجعية أخلاقية أعلى من مرجعية الحزب، فمرجعيته التقليدية، فيما يظهر من تعليقاتكم، هي أن "القائد" يعرف ما هو في مصلحة الشعب الجاهل بأمور السياسة، ومن ثم يجوز لهذا القائد الشيوعي إخفاء المعلومات عن الشعب الجاهل، "ريثما يتأكد القائد من المعلومات"، وهو معنى كلامكم.
وهذه قيادة الحزب الشيوعي المتقدمة في السن (وأنا ذاتي تجاوزت السبعين)، والتي رغم نضالها الشعبي، العضوي بين الجماهير، لم تدرس التغيرات في السودان أو في العالم من حولنا، بين الشباب، أنه في عالم اليوم، وسودان اليوم، وفي جميع الأحوال، يجب على السياسي أن يُفصح عن كل المعلومات بحوزته، حتى لو كانت البيانات ناقصة أو غير مؤكدة.
وكذا يتعين أن يكون الإفصاح لايف، في لحظته، متطوِّرا مُحَدَّثا لحظة بلحظة، ومُعزَّزا بمزيد معلومات، ومن المعلومات ما قد لا تكون عند هذا السياسي ذاته، لكنها عند آخرين، في عالم الويب والاتصالات الإلكترونية، آخرين منفعلين مع صدقيته وشفافيته، فيمكنهم تغزير الصورة بالمعلومات التي يعرفونها، لتكتمل الحقيقة الواحدة، وكما قلت، إن الحقيقةَ دائما واحدةٌ، لكن تتعدد المداخل إليها وتختلف. وعلينا أن نمسك بهذه الاختلافية في مقاربة الحقيقة، وأن نخضعها للفهم والتفسير.
هذا في عصر تكنولوجيا المعلومات، والواضح أن قيادة الحزب، في تقليديتها، لا تستوعبه، وهي أصلا بسبب العمر ومحدودية الجسد في علاقته بالعمر المتقدم، وكذا بسبب محدودية فاعلية الدماغ ذاته، الذي يصبح أقدر في مجالات معينة، وأضعف تدريجيا في مجالات أخرى مهمة، هذه قيادات الحزب الشيوعي المتقدمة في السن غير قادرة على التعامل مع سودان اليوم، أو حتى فهم هذا سودان اليوم فيما يتعلق هنا بموضوع الشفافية وأخلاقية الممارسة السياسية، كاستحقاق لزومي.
وهو البعد الخاص بمسألة التَّعلم، فخطاب الحزب يتضاءل في مجال المعرفة والعلوم إزاء ما لابد هو مظان تعلم متاح الوصول إليها لدى عضوية الحزب المنتشرة في السودان وفي المهجر، ولدى أصدقاء الحزب المقصيين أصلا من أي دور في تعلم الحزب أو خطابه ما لم يكونوا أعضاء فيه! وهو سوء تقدير وضعف فهم وخمول.
فلا أرى مكانا لهذه القيادات في ريادة حزب تقدمي مستقبلي، حزب وجد نفسه بالمعاناة في ملاقاة فرصة تاريخية، وفرتها الثورة التي شارك في صنعها، فرصة تاريخية لاستعادة موقعه المستحق في القيادة الجماعية التقدمية، لا القيادة في معية السماسرة، ففَوَّت الحزبُ الفرصةَ، وتركها لكل كذاب وكل سمسار، مثل الدقير وخالد سلك والصادق المهدي وبابكر فيصل ومحمد ناجي الأصم، وغيرهم من "أيقونات" الاحتيال.
فوَّت الحزب فرصته التاريخية، لأنه أصلا بقيادته الحالية لم يكن قادرا على فهم حتى معنى ثورة الشباب، أنها بالدرجة الأولى كانت ثورة ثقافية، مفاهيمية، أخلاقية، بقيادة المرأة، إذا كنا فهمنا حقيقة معنى قيادة المرأة لهذه الثورة، ضد القديم بأكمله، وضد الإسلامية بشريعتها وفسادها وإجرامها، في ذات نفس العبارة المُوحدة، وضد الذكورية.
فالحزب الشيوعي قيادته الراهنة ذكورية في التركيبة التناسلية، مثلما هي ذكورية في الدماغ وفي التفكير والفهم والممارسة السياسية.
وهو حزب تنكر لماضيه بشأن المرأة في الخمسينات والستينات، وها هو بعد ستين عاما يأتي ليمنع المرأة، بقرار سري غير مفصح عنه لأنه في غياهب الدماغ، يمنعها من التمثيل في القيادة، التمثيل الحقيقي، الموضوعي، لا التمثيل الرمزي الاستهبالي بتاع حمدوك.
لهذا اقترحتُ بداية التفكير، بواسطة الشباب، التفكير في تنحية القيادات الذكورية المتقدمة في السن، والتي تجاوزها حاضر السودان وفيه مستقبلُه، مثلما تجاوزها العالم الذي نعيش فيه ومعه، ولم تعد هذي قيادات الحزب قادرة على اللحاق بما فاتها.
ويمكن أن تكون التنحية بالثورة الداخلية على هذه القيادات، إن لم تتنح القيادات طواعية، من ذاتها.
خاصة وأنه قد ثبت الآن، بصرف النظر عن أية تبريرات أو تفسيرات، أنها هذه القيادات المتقدمة في السن شاركت في تضليل الجماهير، ولا يكون التضليل إلا بالقصد، لا تهمنا التفسيرات أو التبريرات.
فقد كان التضليل بحجبها معلومات جوهرية، معلومات لو كانت القيادات أفصحت عنها في وقتها، كما هي، حتى وهي معلومات ناقصة أو غير مؤكدة، لكانت غيرت مسار الثورة السودانية، ولمنعت العسكر خونة الوطن عملاء الأجنبي قتلة الشباب المعتصمين من فرض أنفسهم، بقوة الجبن العسكري، وبتواطؤ سماسرة قحت، والحزب الشيوعي، في رئاسة الدولة بسلطات سيادية تنفيذية واسعة النطاق.
فقيادات الحزب الشيوعي لا يُغتفر لها أنها كذلك كانت موجودة في الاجتماعات الرسمية مع المجلس العسكري وقيادات قحت الأخرى، في الغرفة، لكنها وافقت، بل اتفقت، مع المضللين الآخرين، على التكتم على ما كان يدور داخل الغرفة.
وهكذا كان سماحها لترك المجال مفتوحا للسماسرة والعسكر لبث الأكاذيب، وتضليل الشباب والشعب. واكتفت بالتفرج.
عندئذ، كان الصحيح والأدخل في الشفافية والمبدئية والأخلاقية، بل في الماركسية بفهم لها عميق، هو أن تنشر هذه قيادات الحزب الشيوعي كامل المحاضر للاجتماعات، دون اكتراث لاحتجاج السماسرة القحتيين أو العسكر الغاصبين للسلطة.
نعم كان عليها النشر، حتى لو كان ذلك أدى إلى حرمان الحزب الشيوعي من حضور الاجتماعات.
وهي قيادات الحزب أصلا كانت مقصية من الاجتماعات السرية الأخطر أهمية، التي كانت تدور ليلا وسرا بين التجمعيين والقحتيين السماسرة، مع العسكريين، في منازل العسكريين. مما تحدث عنه البرهان وياسر العطا.
لقد فشل الحزب الشيوعي في كل ذلك فشلا أخلاقيا ذريعا، ولن تتمكن القيادات الراهنة من مسح أثر هذا الفشل الأخلاقي.
ولن تقدروا أنتم المدافعين بدون حجة، مهما حاولتم، يا أستاذ أحمد، لتفسير هذا الفشل أو تأويله، إلا على سبيل نوع مغالطاتكم الراهنة.
المحاضر
فأين المحاضر للاجتماعات مع العسكر والقحتيين والتجمعيين بحضور الحزب، فيما يخص الشعب والجماهير والشباب، أصحاب الحق في معرفة كل شيء، كل شيء، دون استثناء؟
وقد كانت الجماهير الشبابية تطالب وتلح في طلب معرفة ما دار في الغرف المغلقة، فتكتمت قيادة الحزب الشيوعي، وتركت الفرصة للمحتالين مثل الدقير والأصم والذباب الإلكتروني بقيادة البراق لتثبيت أهداف الخداع.
أين أوراق ممثلي الحزب الشيوعي، بخط أيديهم، وهم يسجلون وقائع الاجتماعات التي حضرها الحزب رسميا مع آخرين؟
أين التسجيلات الصوتية للاجتماعات، حتى السرية؟
من تحدث؟ ماذا قال؟ ومن رد عليه؟ كيف؟
أهي هذه المعلومات خاصتكم أنتم قيادات وعضوية الحزب، فقط، في اجتماعات حزبكم السرية؟
وتتحدثون عن "الشعب"، و"الجماهير"؟
تريدون الشعب والجماهير حشودا تُبعا أذلاء جهلة مخدوعين مضلَّلين منساقين بدون المعلومات المدسوسة في جيوبكم؟
تخادعوننا الآن، "والله المعلومات التي قالها سكرتير الحزب الآن أصلا كانت متاحة ...!"، على من تلعبون؟
لماذا لم يتم نشر محاضر تلك الاجتماعات في لحظتها، وحتى يومنا هذا، نشرها خاما دون تنقيح؟
هذا هو مستوى الشفافية الأخلاقية الذي أتحدث عنه.
فقد كان الحزب الشيوعي، في سياق الثورة السودانية، الحزب الوحيد المؤهل ليكون عيون الشعب، وآذان الشعب، داخل الغرف المغلَّقة، حيث كانت تدور الاجتماعات الموضوعها التحتي توطينُ العسكر القتلة المجرمين عملاء العدو الأجنبي خونة الوطن في سيادة الدولة.
وهو ما حدث فعلا، كذلك بمباركة قيادات الحزب الشيوعي، ولنقل المباركة حتى بيان الحزب في يوليو 2019، بعد فوات الأوان.
ولا أتحدث عن الاجتماعات غير الرسمية، في بيوت العسكريين أو حدائق رجال الأعمال. وإن كان هنا أيضا يتعين على استخبارات الحزب التي رصدت تلك الاجتماعات أن تنشر أخبارها، في وقتها، لايف.
تحسبون الثورة لعبة؟
فعلا، الحزب الشيوعي فشل، أخلاقيا.
وكذا هو الحزب، من وحي هذه التعليقات منكم، ومنها أني "معادي للحزب"، لم يفهم، وأنتم لم تفهموا، حتى الآن، ما هو جوهر الموضوع.
فأنتم تحاجون بدون حجة، وخارج السياق السوداني، حيث الغضب الشبابي يتصاعد ضد السياسيين المضللين، وضد "الكذب السياسي"، جملة وتفصيلا، في أي شكل يأتي هذا الكذب، تضليلا أكان، أو حجبا للمعلومات، أو هراء، أو خداعا، أو إخفاء للمعلومات.
وهو كله في حركة الشباب العالمية، ترونه في لبنان والعراق وفي الجزائر وفي دول أخرى، حيث يرفض الشباب كامل ركام الماضي السقيم بأكاذيبه واستعلائه وخرافاته.
لكن، الفرصة تظل أمامكم، شباب الحزب، وهي فرصة للتفكر، وتبدأ بالتخلي عن الدفاع عن الحزب، وهي الطريقة القديمة، وعليكم العودة إلى الأشياء كما هي، في ذاتها، تتحدث عن ذاتها، أي العودة إلى الوقائع، وإلى هذي ظاهرة التضليل السياسي، المزروعة في الثقافة الحزبية السودانية، وفي ثقافة الحزب الشيوعي.
وحقيقةً، اعتقدت دائما أن الشيوعيين هم الأقرب، بالمقارنة مع عضوية الأحزاب الأخرى التي لا يرجى منها، الأقرب إلى الإمساك بهذه الإمكانية المشدودة إلى الأخلاقية والأصالة والمستقبلية، واعتمادها، وهي إمكانية الصدقية الصافية، الكاملة، غير المشوشة بالاعتبارات السياسية أو التقديرات البراغماتية الزائفة.
ذلك لأن "قيادة الحزب"، على مستوى التجريد، قيادة كل حزب يستحق أن يكون حزبا مستقبليا، لم تعد تفهم على أنها قيادة هرمية، بل القيادة هي لأعضاء الحزب، كل فرد في فرديته، بين جماعة، دون معقب على أي فرد فيما يعتمده من رأي، أو ما ينشره. دائما بتعبئة تكنولوجيا الاتصالات.
وهذا هو معنى "الأصالة"، المعناها "الحق" والصدقية، والتي لا تكون إلا فردية، وفيها قوة الحزب، القوة المتمددة إلى ما بعد العضوية، إلى أصدقاء الحزب، وإلى الشباب غير المتحزبين الرافضين الأحزاب القديمة مثل الحزب الشيوعي ذاته قديم، حتى بتمدد الأصالة والأخلاقية يجد الحزب الشيوعي، من حيث الإمكانية المستقبلية، أنه يذوب في حشود الجماهير، بحيث لا يعود له من سبب موجب أن يكون حزبا، بعد اكتمال رسالته المذوَّبة في الاستنارة والوعي الجماهيري.
تبدو أحلاما، لكنها تصورات مادية مركوزة في الأشياء بين أيدينا، في تعطش السودانيين لقيادات جديدة، بفهم مستحدث لمعنى القيادة، بما هي قيادة أخلاقية، تعتمد الشفافية المطلقة، وحرية التعبير للجميع، بالطريقة التي يريدون أن يعبروا بها.
قيادات لا تداهن الباطل، أو الفساد المؤسسي، أو الإسلامية، بحجة البراغماتية أو تصنع المعقولية، وإنو ياهو دا السودان! كخطاب كل عديمي الخيال غير القادرين على تخيل السودان إلا في إطار عرفتهم الماضوية.
حشود الشباب تريد قيادات لا تخاف من مواجهة الشريعة، بالفكر، وتبادر إلى ملاقاتها بالعقل والفلسفة، لتبين أنها الشريعة لا مكان لها في الدولة، والجوامع مفتوحة لمن يريد الشريعة، ومن يريدها فليطبقها بذاته في ذاته في شخصه، في حدود جسده، دون أن يطال ذلك زوجه أو أطفاله المحميين بدستور فيه الحقوق والاستحقاقات مضمونة الإنفاذ.
وأراكم يا مدافعين عن قيادات الحزب الشيوعي الراهنة اعتمدتم أنفسكم أَلفَوات مدرسة متوسطة، دَقة قديمة، تركتم جوهر الموضوع في مقالي ومسكتم في لغتي وأسلوبي، وكتبتم في السبورة "عشاري، عاصي!"، تنتظرون تقديرات الأستاذ "القائد"، بسوطه.
بينما تظل لغتي صحيحة في حقيقيتها وصدقيتها. وأنتم لم تفهموا التعبيرات في مقالي عن "الاحتيال" (تعبيرات مثل: الكذب، الاستهبال، الخداع، التضليل، الهراء، وغيرها).
لم تفهموا أنها مفاهيم فلسفية، معبئة بالمعاناة لفهم الوقائع وتفسيرها، وهي تعبيرات في موضوعيتها كذلك هي تقييمية، على أساس أخلاقي، وليست تعييرية على سبيل الشتائم كما زعمتم.
وهي أيضا تعبيرات متحدرة من الغضب الشخصي، السياسي، الذي تثيره ذاكرة مذبحة الشباب المعتصمين، المذبحة الحدث التي أعتمده المرجعية الأساس، لكتابتي، ولكل تقييم أو تفسير، أو موقف سياسي في الشأن العام، بل هي المذبحة منصة التفكير والفهم والتفسير والتحليل والتأويل، لتقييم كل زول سوداني، في كينونته، المعبر عنها باللغة ذات الوسائط المتعددة، في كامل الخطاب.
...
فبيني وبين الذين ضللوا الشباب، بحورُ دماء في ميدان الاعتصام 3 يونيو 2019.
...
عشاري أحمد محمود خليل
سياتيل 3/11/2019
إبراهيم الجريفاوي
مشاركات: 503
اشترك في: الأربعاء مايو 25, 2005 3:31 pm

مشاركة بواسطة إبراهيم الجريفاوي »

صباح الخير ياحسن ،
كيف يمكن الوصول الي مقالة عشارى " الذباب الاليكترني وحمدوك" ؟
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

غرامات عشاري

مشاركة بواسطة حسن موسى »


سلام يا الجريفاوي

سؤالك محول لعشاري، عشان أنا ذاتي ما قدرت ألم في نص عشاري,




غرامات عشاري



سلام يا عشاري
ياخي شكرا على إرسال نص المقال" في التضليل بواسطة قيادات الحزب الشيوعي". و أنا من قراء مكاتيبك المداومين و يجذبني إليها ـ فوق مضامينها الفكرية المستنيرة ـ نبرة غضبك المستديم على خصومك المعششين في ثنايا الأسافير،[ و خصومك كثر ،بما فيهم شخصي الضعيف]، ذلك أن للغضب ،كما لا يغيب على فطنتك، ميزة كونه يستبعد أدب المجاملات السودانية من عدة الكاتب.يعني الزول يقول للأعور أعور في عينه و بعد داك سجن سجن غرامة غرامة.
و انا لي عندك غرامات في موضوع المؤاخذات السياسية و الأخلاقية التي أطلقتها في سيرة حزب الشيوعيين السودانيين، كوني وجدتها عامرة بتحامل غير مبرر في حق هذا الحزب الذي يستحق منا عناية خاصة بمواقفه حين نتفق أو حين نختلف معها، ذلك أني اعتبر أن عواقب مواقف الحزب الشيوعي تتجاوز حدود الشيوعيين النظاميين لتمس قطاعات مهمة من السودانيين الذين بنوا ثقتهم بهذا الحزب المتميز عبر عقود طويلة من تاريخ حركة الثورة السودانية. و ثقة السودانيين بالحزب الشيوعي تكسب للشيوعيين السودانيين بأسهم الرمزي المرموق في فضاء السياسة السودانية. وأنت أدرى بأن الكسب الرمزي هو اساس كل كسب في ساحة المواجهة السياسية.
أها قبل ما نبدأ عندي غرامة تنظيمية بخصوص مصادرك، عشان مكتوبك دا باين عليه طرف من مناقشة طويلة حاصلة في موضع آخر خمّنت بأنه "فيس بوك" أو "واتساب" أو غيره.فبالله اسخى و ساعدنا بالمصدر بروابطه عشان القارئ ذو الحيلة الرقمية المتواضعةـ زي حالاتنا ـ يقدر يوصل لموضع المناقشة و يعرف الناس البتحاوروا معاك ديل هويتهم شنو؟ و بيتكلموا من ياتو موقع ؟و قالوا شنو؟.
1ـ لو بدأنا بمدخل مقالك فأنت تنتقد قيادات حزب الشيوعيين السودانيين من موقع الصديق المشفق على الحزب من الخسران السياسي الذي قد تنزلق إليه هذه القيادة التي تتهمها بتضليل الشباب لأنها لم تنشر بالتفصيل محاضر الإجتماعات مع قحت و المجلس العسكري. و موقف المشفق على الحزب ألهمك تحليلا مشاترا فحواه أن" دوافع الحزب الشيوعي للتضليل ليست هي دوافع الأحزاب الأخرى، تلك التي اعتمدت التضليل والكذب والخداع منهجية قارة لها قصد وأد ثورة الشعب، بينما الحزب موقفه كان دائما مع الشعب، لكن "مع الشعب" بفهم موغل في السطحية والسذاجة والغباء السياسي، الغباء بمعني عدم القدرة على التفكير، ولا يغير منه عمرُ القيادات ولا تجربتها الممتدة، أو نضالها، أو ماركسيتها." و عليه تطلب من محاوريك بين عضوية الحزب الشيوعي بـ"أن تعترفوا بالحقيقة، أن قيادة الحزب أخطأت في التقدير، في مجال الأخلاق، حين شاركت في تضليل الشباب والجماهير عامة، بحجب المعلومات الجوهرية عنهم." سيما و نحن ، كما تقول، نحيا اليوم في "في عالم الويب والاتصالات الإلكترونية " الذي يبدو أنك تعول عليه تعويلا كبيرا في تبديل التدبير الآيديولوجي.و بعد الإعتراف بخطيئة القيادة تتوقع من الشباب إقالتها بذريعة التقدم في السن. لكنك تقع في شر أعمالك حين تقول:"وهذه قيادة الحزب الشيوعي المتقدمة في السن" ثم تستدرك:" (وأنا ذاتي تجاوزت السبعين)،" و هذا الإستدراك بخصوص عمرك يملك أن يلهم خصومك أن يكيلوا لك بنفس مكيال العمر الذي يبدو عندك كبينة على " السطحية والسذاجة والغباء السياسي، الغباء بمعني عدم القدرة على التفكير" [ شكرا على شرح العنقريب].
و من مشهدي، أرى إشفاقك على حزب الشيوعيين من عواقب سوء التدبير السياسي يدفعك لإلغاء المسافة النقدية الضرورية بينك و بين هذا الحزب الشيوعي الذي عبرت عن حرصك على مصيره في أكثر من عبارة، و رغم أننا كلنا مشفقين بالضرورة، على حلفائنا من عواقب اخطاء التدبير السياسي، إلا أن أول الدروس التي وعيناها ، كديموقراطيين متحركين في فضاء التحالف الجبهوي الطويل الذي جمعنا مع الشيوعيين ، يتلخص في أننا لا نعلق شياهنا من عصبة حزب الشيوعيين و لا من عصبات أي مؤسسة حزبية أخرى قد نشاركها، في لحظة ما، هموم الصالح الوطني العام.و أظن ، غير آثم ، أن حرصنا على المسافة النقدية من حزب الشيوعيين السودانيين هو الذي مكننا من التعاون مع الشيوعيين في أكثر من مضمار دون أن نتطفل على الخصوصيات اللينينية للمؤسسة السياسية و دون أن نمتثل لمستلزماتها التنظيمية. و أنا آخذ عليك تعليق شاتك من عصبة حزب الشيوعيين حتى أنك تنزلق لضمير جماعة غميس يجمعك مع هذا الكيان السياسي الهلامي المدعو بـ " شباب الثورة"، و الذي باسمه تطرح مشروع إصلاح سياسي طموح داخل حزب الشيوعيين السودانيين.إصلاح مضمونه نبذ التدبير اللينيني الذي لا يستغني عن مناورات" الغتغتة و الدسديس" و مكائد التنظيم و المركزية الديموقراطية التي مكنت حزب الشيوعيين السودانيين من البقاء في فضاء العمل العام رغم محاولات قوى الرجوع المحلية و الإقليمية و الدولية استئصالهم من مسرح السياسة السودانية.
تقبل يا عشاري أن" للحزب أسبابه في تصرفاته إزاء المعلومات التي كانت بحوزته، لكن أسبابه ليست أسبابا معيارية عليا لنقبل بها هكذا دون نقدها، بل نرفضها من أساسها، من منطلق الأخلاق ولزوم الصدقية القطعية في كل شيء، دون استثناء،" . و رفضك لقبول أسباب الحزب بالنسبة لموقفه من المعلومات التي في حوزته ينبني على مرجعية أخلاقية مغايرة للمرجعية الأخلاقية التي تحكم عمل الشيوعيين. هذه المرجعية الأخلاقية التي توصفها أنت بكونها" مرجعية أخلاقية أعلى من مرجعية الحزب،" لا تلزم هذا الحزب الذي تشفق عليه و أنت في البر.و لا بد أن هناك ، بين الشيوعيين النظاميين من يقيم مرجعيتك الأخلاقية ،التي تزعم لها العلو ،بطريقة مغايرة قد لا توافقك.
و قد بلغ بك الحدب اللصيق على هذا الحزب انك تطالبه بدمج من اسميتهم بـ " أصدقاء الحزب" في مهام الحزب الخاصة بـ "مسألة التعلّم" كونك ترى نفعهم المحتمل في التصدي لـتضاؤل خطاب الحزب "في مجال المعرفة والعلوم إزاء ما لابد هو مظان تعلم متاح الوصول إليها لدى عضوية الحزب المنتشرة في السودان وفي المهجر، ولدى أصدقاء الحزب المقصيين أصلا من أي دور في تعلم الحزب أو خطابه ما لم يكونوا أعضاء فيه! وهو سوء تقدير وضعف فهم وخمول." فكأنك يا عشاري تدعو هذا الحزب الذي يرفع راية اللينينية أن يلغي شروط العضوية و قيودها التي ينهض عليها في عمله الحزبي ، تدعوه أن يتحول إلى جمعية مفتوحة للجميع الذين قد يحقنون جسمه بالمعرفة و العلوم و الأخلاق العليا.
بل أنت تذهب إلى ابعد من حكاية المعارف و العلوم و الأخلاق حين تدعو شباب الحزب لـ " تنحية القادات الذكورية المتقدمة في السن" كما جرت عبارتك: " لهذا اقترحتُ بداية التفكير، بواسطة الشباب، التفكير في تنحية القيادات الذكورية المتقدمة في السن، والتي تجاوزها حاضر السودان وفيه مستقبلُه، مثلما تجاوزها العالم الذي نعيش فيه ومعه، ولم تعد هذي قيادات الحزب قادرة على اللحاق بما فاتها.
ويمكن أن تكون التنحية بالثورة الداخلية على هذه القيادات، إن لم تتنح القيادات طواعية، من ذاتها."
يا عشاري ياخي حزب الشيوعيين السودانيين دا طالما ظل رافعا راية اللينينية ما عنده طريقة يفتح ابوابه للغاشي و الماشي لمجرد أن بعض" اصدقاء الحزب" قد يحملون إليه المعارف و العلوم و الأخلاق و غير ذلك من كلام الشعراء.لأن الحزب اللينيني الذي يعتبر نفسه جسما سياسيا ضالع بالكلية في المنازعة الطبقية يعرف أنه ليس برلمانا أو جمعية ثقافية غايتها خدمة المعارف و العلوم و الأخلاق، إنه منظمة مقاتلة ضد الأعداء الطبقيين، و أول قناعاته هي أن لا تغيير ثوري ممكن بدون حزب ثوري يقود عملية التغيير بإرادة موحدة فكأنه رجل واحد، و أن الحزب بالضرورة فوق الجميع و أن الحزب دائما على حق، و أن رأي الحزب واحد و أن عضوية الحزب تدافع عن خط الحزب.[ ما العمل؟ لينين] يعني الزول العاوز يدخل حزب الشيوعيين عشان يحقنه بالمعارق و العلوم و الأخلاق لازم يقبل بلائحته التنظيمية و يلتزم بمقتضياتها. و غير كدة إلا تقعد تفاوض من بعيدلبعيد، زي حالاتنا، كل ما تلقى ليك حاجة ما راكبة عدلها في شغل الشيوعيين السودانيين تبرّهم بالنصيحة، يشيلوها أو يرموها في البحر هم أحرار، و لو لقيتهم شغالين صاح خليهم يواصلوا وقشّة ما تعتّر ليهم. شايف؟
بعدين كمان طالبينك شرح في حكاية "بحور الدماء" القلتها في عبارتك الموجهة للشيوعيين السودانيين:
"فبيني وبين الذين ضللوا الشباب، بحورُ دماء في ميدان الاعتصام 3 يونيو 2019.
"

سأعود
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



تعقيب أول
مرفق مقال متميز على الرابط:
https://www.noonpost.com/content/29307
سودان ما بعد البشير.. حمدوك في مواجهة تحديات السياسة الخارجية
الكاتب :محمد مصطفى جامع
نشر بتاريخ 09/ 10/ 2019
*
ربما كان مقال دكتور عشاري بالعنوان ( الذباب الإلكتروني وحمدوك) أكثر أهمية، وللمحررين يطلب إليهم السعي لوضع المقال في البصيرة التي تشوش عليها وسائل المنع المعروفة .فإن الشفافية التي تعامل دكتور عشاري فيما يبدو من المقال، هو خيط في الكتابة الحرة التي عودنا عليها في مقالاته منذ الثمانينات ، حتى وصفه إعلام الإخوان المسلمين بأنه السكرتير السري للحزب الشيوعي، بعد اختفاء السكرتير (محمد إبراهيم نقد)، ربما لا تناسب أبجديات التنظيم الحزبي ،لأن الشفافية والتقنيات العلمية صارت في جيوب أجهزة التنظيم الاستخبارية، منذ وقت طويل. وهي ليست لينينية الاختراع كما أشار (حسن موسى في ) مقالته الثرية معقباً عن المقال الأصل، بل لكل حزب طرائقه التنظيمية ، ومناهجه في حجب ما يعرف ، حتى من عامة أعضائه.
*
وهو مفتاح لفض الغلاف عن دور المثقفين الشفافين وابتعادهم عن التنظيم الحزبي وشقوقه الأمنية المعروفة .( ليس كل ما يُعرف يقال ) ، وهي مثل يقف شبه تابو للتنظيمات الحزبية في كل أحزاب الدنيا. وليست للحزب الشيوعي الذي تآمرت عليه قوى إقليمية ودولية في يوليو 1971 لتمحوه ، ولم ينقذ الحزب سوى آلته التنظيمية، رغم فجوات مثل عدم تمكن الحزب من تأمين سكرتيره العام ، حتى أرغمه للجوء إلى أحد أقربائه. وكلنا يتذكر كيف أقامت مدرسة حنتوب الثانوية حفلا لليوبيل (25) ، وكان نميري يلعب كرة القدم وكان نقد حكم المباراة ، وكان نقد وقتها مطلوب القبض عليه . وبعد انتهاء الحفل كان جهاز الأمن في انتظار محمد إبراهيم نقد في طرف المُشرع ، ولكن التنظيم الحزبي تمكن من ايجاد طريق بري ليختفي سكرتير الحزب بالبر.


سنعود إن وجدنا وقتاً
*
آخر تعديل بواسطة عبد الله الشقليني في الخميس نوفمبر 07, 2019 9:27 am، تم التعديل 3 مرات في المجمل.
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


اعترافات الفريق الكباشي بفض الاعتصام

https://www.youtube.com/watch?v=KH0lFplcoC4

فيديو يوم 13 يونيو 2019
وهذا جزء من تفريغ الفيديو:

{ ..وكانت تتفق معنا قوى الحرية والتغيير على فض منطقة كولومبيا ،دون المساس بمنطقة الاعتصام ، ومنطقة الاعتصام لا تشكل لنا مشكلة. وفي الليلة السابقة للتنفيذ دعونا لاجتماع موسع حضره كل أعضاء المجلس العسكري حضره كل قائد الأركان ومجموعته وقائد عام الشرطة و قائد قوات الدعم السريع ورئيس الاستخبارات العسكرية ورئيس جهاز الأمن والمخابرات ونائبه ورئيس النيابة ورئيس القضاء، وأخذنا المشورة القانونية, ووجهنا القيادات العسكرية بفض الاعتصام وحدث ما حدث ، ونجدد أسفنا هنالك انحرافات في الخطة العسكرية وحدث ما حدث. فيما يتعلق بفض الاعتصام، مع أن المقصود هو منطقة كولومبيا فقط. حتى هذه القوات رغم الانحرافات لم تتوغل كثيرا في منطقة الاعتصام . بدليل أنه حتى الساعة العاشرة وبعض الكاميرات والمحطات كانت تنقل ما يدور في منطقة الاعتصام ، وكان هناك عدد مقدر من الإخوة في منطقة الاعتصام يتجولون ويوجدون في مناطقهم، وحتى عندما كنا نتحدث في تلك اللحظات ، كنا نقول أننا لا نمانع للذين خرجوا من العودة إلى منطقة الاعتصام. لأن المنطقة لا زالت تحت سيطرتهم وكذا وكذا، لكن حتى الذين كانوا داخل منطقة الاعتصام أخلوها. بعد إخلائها ، أعلنا بأننا سوف لن نسمح بالعودة إلى منطقة الاعتصام. }

*
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

منطق الناطق الرسمي

مشاركة بواسطة حسن موسى »

سلام يا الشقليني
بالله عليك تأمل في منطق هذا الناطق:
".. وكان هناك عدد مقدر من الإخوة في منطقة الاعتصام يتجولون ويوجدون في مناطقهم، وحتى عندما كنا نتحدث في تلك اللحظات ، كنا نقول أننا لا نمانع للذين خرجوا من العودة إلى منطقة الاعتصام. لأن المنطقة لا زالت تحت سيطرتهم وكذا وكذا، لكن حتى الذين كانوا داخل منطقة الاعتصام أخلوها. بعد إخلائها ، أعلنا بأننا سوف لن نسمح بالعودة إلى منطقة الاعتصام. } "
ستمر مياه كثيرة تحت جسور العاصمة و سيهل علينا زمان آخر يتعجب فيه الناس و يتساءلون: كيف جاز مثل هذا الكلام على الناس؟
غايتو لغة العربان دي الله يكون في عونها.
سأعود
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

شكرا الأكرم حسن موسى لمداخلتك الثرية القصيرة
والمعبرة . تصور من يؤمنون بقضية أيديولوجية الهامش والتهميش ونُصرة أهل الهامش،
كأن الهامش طبقة جديدة من طبقات المجتمع . كيف سيقولون في مواجهة المقولة :
(تصور الكباشي محسوب من مناطق الهامش !!)

*
أضف رد جديد