"في السفالة" فالح مهدي,تقديم ح.فضل الله

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

"في السفالة" فالح مهدي,تقديم ح.فضل الله

مشاركة بواسطة حسن موسى »




مقالة في السفالة1

فالح مهدي2

تقديم وعرض حامد فضل الله / برلين


صدر عن دار سطور في عام 2019 كتاب للأستاذ فالح مهدي، بعنوان "مقالة في السفالة، نقد الحاضر العراقي". الكتاب من الحجم المتوسط ويقع في 302 صفحة ويحتوي بجانب المقدمة على ثلاثة فصول، بجانب عنوان كل فصل، عناوين فرعية كثيرة.
كلمة " السفالة "في عنوان الكتاب تصدم القارئ في البداية وتوقظ فضوله في عين الوقت. يقول الكاتب في المقدمة، بأنه استخدم في السابق مصطلح "تافه"، ولكنه وجد ان مصطلح "سافل" يعبر أفضل تعبير عما يعنيه بالتفاهة. وتتبع مفهوم السفالة في عدة لغات، بجانب العربية، والفرنسية والانجليزية، وتعني إجمالا، الوغد والمنحط وعديم الشرف، والتعبير لا ينطبق فحسب على الفرد، بل يشمل الجماعة أو الحكومة أو الدولة، وللمصطلح مفهوم سياسي وأخلاقي وأيد لوجي.
يبدأ الكتاب بفصل نظري بعنوان "قراءة في العنف"، يمثل ثلث صفحات الكتاب.
يكتب فالح "ليس من اليسير تعريف العنف، بالرغم من وجود اتفاق ضمني من أن العنف يعني القتل، التعذيب، العدوان، الاِبادة الجماعية، الحروب، الارهاب... الخ. ومع هذا الفهم البديهي والمسبق، إنما يبقى السؤال قائم، ماذا نعني بالعنف"؟ لذلك لجأ الى القواميس العربية، الإنجليزية والفرنسية للتعرف عن كثب على ذلك المصطلح. كما أشار الى الفرق بين العنف والعدوان، ففي حالة العنف، بالرغم مما يحمله من طابع التدمير، انما يجيزه التشريع مادام يتم في إطار الدفاع الشرعي عن الذات، اما العدوان، فهو فعل ومبادرة للقيام بعمل يراد منه الحد من وجود الأخر أو نشاطه، وهنا تبرز طاقته التدميرية. ويعدد بعض أنواع العنف: العنف الرمزي، العنف الاقتصادي، العنف المرضي، العنف الطبيعي (مثل الفيضانات ، العواصف)، العنف المقدس المرتبط بالمؤسسة الدينية والعنف كوسيلة للحكم (صدام حسين في العراق، الأسد الأب والأبن في سوريا، القذافي في ليبيا والأنظمة النفطية في الخليج، المؤسسة العسكرية في الجزائر كنماذج) والعنف في المنظور الماركسي، فالمقولة الجوهرية في الفكر الماركسي تعتبر الصراع الطبقي محرك التاريخ، فليس اللجوء الى العنف يولد التحولات الاجتماعية بل إن التحولات الاجتماعية لا تتم دون عنف ... إلخ. وعن تاريخ العنف والإبادات الجماعية، يذكر ما قام به الجيش التركي من ابادة ما يقرب من مليون أرمني. الاِبادة الرواندية. الفترة الاِرهابية الستالينية والثورة الثقافية في فترة ماوتسي تونغ وفي اندونيسيا في فترة سوهارتو...الخ، ويقول "يقف خلف معظم الاِبادات الجماعية الأنظمة الأيديولوجية كالنازية والفاشية. الدول التي تتحكم بها ايديولوجيات متطرفة، تهيئ وتتسامح في قيام المذابح الجماعية في داخل حدود تلك الدولة او خارجها". ويختم بمقولة " عملية إبادة الأخر لا علاقة لها بتدني وعي الاِنسان وجهله، فقد قام بها قوم هم رواد الفلسفة في القرن التاسع عشر ورواد الموسيقى الكلاسيكية، وقام بها من يدعي من أنه "شعب الله المختار" لقتل الأطفال والنساء والشيوخ العزل من الفلسطينيين، ولا زالت القائمة طويلة.
الفصل الثاني بعنوان "العراق المعلول".
يقول فالح، لقد كتب الكثير عن العراق المعاصر، معظمها تناولت الجانب السياسي، ولذلك ليس في نيته إضافة مؤلف أخر عن التاريخ السياسي، لكنه يعتمد على ما كتبه هؤلاء الباحثون، مع قدر من الادعاء، بإتيان عوامل واسباب لم يتم التركيز عليها. يبدأ اولا بالجغرافية، سارداً تنوع مناطق العراق ودور الصحراء في تكوين المجتمع، وتنوع سكانه منذ الاقوام الرحل في العالم القديم والهجرات البدوية... ثم يقوم بتقسيم المراحل التي طبعت العراق المعاصر على النحو التالي:
"العثمنة". بعد سقوط بغداد في عام 1258 دخل العراق وكل البلاد الناطقة باللغة العربية (عدا المغرب)، تحت الحكم المغولي التركي. ويقول "ان الرحلة الممتدة من 1258 والى 1914 مثلت الموت السريري لهذا البلد والذي كان في القرون الوسطى وعبر مدينة بغداد يمثل أرقى ما توصل إليه الاِنسان من رقي، تحولت الى أرض خربة".
"الملكية والدخول في التاريخ (1921 ــ1958)"
"لقد مرَّ العراق بعد سقوط بغداد في عام 1258 بسلسلة لا تعد ولا تحصى من المآسي التي اخرجته كلياً من التاريخ، لذا يُعد الاحتلال البريطاني للعراق في تقديره بداية دخول هذا البلد في حركة التاريخ وحيويته. الاحتلال البريطاني يمثل موضوعياً إعادة ولادة هذا البلد!". هكذا يكتب فالح ويعدد الاصلاحات التي قام بها المستعمر البريطاني في فترة الاحتلال (1918 ــ 1932)، بما لم تقم به الإمبراطورية العثمانية خلال أربعة قرون. ويشيد بالملك فيصل الأول وبذكائه وحصافته وسعيه لأنشاء امة عراقية ودولة معاصرة وشعب متحضر. ويواصل، بأن نوري السعيد الذي كان يدين بسلطته إلى المستعمر البريطاني، قد أفاد العراق كثيراً، بإنجاز الكثير من المشاريع العمرانية، إضافة إلى تطور الثقافة والعلم. ويشير الى فترة الخمسينيات من القرن الماضي والصراع بين المعسكر الغربي والمعسكر الشرقي والحرب الباردة، التي اجهضت تلك الفترة الفريدة في تاريخ العراق المعاصر، فسقط ذلك النظام في الانقلاب العسكري في 14 تموز في عام 1958.
"العصر الجمهوري وحكم الأقلية" (1958 ــ 2003). يعتبره الكاتب البداية الفعلية لدمار العراق ولا تزال آثاره فاعلة. ويقسم هذا العصر الى مراحل.
"المرحلة الأولى" (1958 ــ 1963) وهي مرحلة رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم وتمثل أعظم ما انجز في هذا العصر، من تخطيط وعمل ومشاريع عمرانية وثقافية إلخ...
"مرحلة الأخوين عارف" (1963 ــ 1968)، عبد السلام عارف ودوره مع البعثيين في انقلاب 1963، مشيرا ايضا الى جهله ونزقه وطائفيته وإقليميته مقارنة بفترة اخيه عبد الرحمن عارف، التي كانت فترة من السلام الأهلي وانتعاش للأدب والفن.
"مرحلة البعثنة أو التوحش البعثي" (1968 ــ 2003) تمثل مرحلة البداية الفعلية لدمار العراق في العصر الراهن، انها مرحلة التصفيات البربرية وقيام نظام مافيوي بقيادة صدام حسين، شخص عدواني وعنيف ومضطرب نفسياً ومجرم وقاتل وتحويل حزب البعث الى مافيا عائلية.
"مرحلة الاحتلال الامريكي وسقوط العراق". (2003 ــ ولم تنته لحد الآن).
يمثل سقوط البعث في عام 2003 ، نهاية الدولة القومية التي جلبها البريطانيون في بداية القرن العشرين وبداية دمار جديد. ويمثل ايضاً الاِنتقال من رثاثة البعثنة الى رثاثة النرجسية الثقافية الإسلامية بشقيها الشيعي والسني، القائمة على مخيلة ماضوية.
يأتي الفصل الأخير بعنوان:
"لماذا وصلنا إلى هنا؟ ملاحظات وانطباعات".
يناقش فالح هنا طبيعة السلطة السياسية التي حكمت العراق بدءاً من عام 2003 ومن قبل رجال بعيدين عن أي حس وطني، بل محكومين بمفاهيم بالية تعود إلى فترة قبل الحداثة، فتجاوز الحكام الجدد صدام حسين. ويشير اولا الى قانون الجنسية رقم 42 لسنة 1924 الصادر من السلطات الملكية وكذلك رقم 43 الصادر مع انقلاب 1963، الذي زاد مشكلة الجنسية تعقيداً وأكثر عنصرية. ويقصد الكاتب هنا التمييز في الجنسية العراقية بين (أ) و (ب)، إذ اعتبر الدستور إن العراقيين هم من يحمل الجنسية (أ) عثمانية، ومن يحمل الجنسية (ب) هم من التبعية الإيرانية. وكل الذين حملوا الجنسية (ب) هم من العرب الشيعة في حين أن من حمل الجنسية (أ) هم من العرب السُنة. وفي هذا تمييز طائفي جائر أغاظ الشيعة.
ويقول، لقد ساد في العراق منذ سقوط الدولة العثمانية، وحتى الآن ثلاث ايديولوجيات: الجماعات الدينية (سنية وشيعية) والاحزاب القومية والحزب الشيوعي العراقي. ويشرح بالتفصيل التوجهات الثلاثة، التي لا يجمعها جامع.
ثم يتعرض فالح لبعض المفاهيم والمصطلحات ويشرحها مثل: الدولة الريعية، الطفيلية، الأخصاء، نمط الاِنتاج الأسيوي والاستبداد، الثقافة العميقة والمثقف العاهر، القضية الكردية، الهوية والذاكرة مرة أخرى، الماضوية والفاشية، داعش الوجه الاخر للتوحش البعثي والأوهام الثلاثة، ويقصد بهم، الوهم القومي والوهم الشيوعي وأخيراً الوهم الاِسلامي.
يختتم فالح كتابه " ومع مرور ما يقارب القرن على تنصيب فيصل الاول ملكاً على العراق من قبل البريطانيين في عام 1921، سيحتاج العراق إلى مؤسسة وقيادة فيها شيئا من حكمة ذلك الرجل وحكمته، أي معاملة العراقي على ضوء كفاءاته وقدراته، توطيد مفهوم المواطنة، الخروج من الدولة الريعية، القضاء على كل مصادر الطفيلية سياسية، دينية، مالية، ايجاد قوانين تسمح للمرأة في المساهمة الفعالة في بناء المجتمع، الأخذ باقتصاد السوق، تطوير التعليم باعتباره أكبر رأس مال".
هذا عرض مكثف جداً لكتاب فالح، عكس فيه افكاره ورؤياه واستنتاجاته، يدعمها باستخدام التاريخ والفلسفة وعلم النفس وعلم اللسانيات، مما يتيح للقُراء والقارئات مطالعة متنوعة. وكتاب فالح مثل كل الكتب الجادة، بقدر ما تدفع الى تحفيز التفكير والتمعن، تثير في عين الوقت الكثير من الاسئلة والشكوك.
أقدم هنا بعض الملاحظات، وقد سعدت واستفدت كثيراً بقراءة هذا الكتاب القيم، الذي وصلني هدية من باريس حيث يقيم الكاتب، والذي التقيت به عرضاً قبل فترة طويلة في برلين، وكان قد أرسل لي من قبل، مشكورا، كتابه الهام الأخر "الخضوع السني والاِحباط الشيعي، نقد العقل الدائري"، وهكذا تُبنى العلاقات الفكرية.
ــ تعرض الكاتب لموضوع الهُوية في بداية ونهاية الكتاب، مما يعكس اهتمامه بهذه القضية وخاصة في المجتمعات المتعددة ثقافيا ودينيا وأثنيا وطائفيا وقبليا، مثل العراق. أن فشل القيادات السياسية في إدارة هذا التنوع كما حدث في السودان كمثال، يقود الى تمزق وتفكك الدولة.. فالمجتمع السوداني الذي تميز تاريخيا بالتسامح، وتقبل الديانة المسيحية بنفس السماحة التي تقبل بها الاسلام. حدثت أزمة الهوية وتمزيق المجتمع عندما تم فرض الشريعة الاسلامية في العهد المايوي، وطرح المشروع الحضاري من قبل الحركة الاِسلامية بعد انقلابها العسكري في عام 1989 وفرض الهُوية العربية الاِسلامية.
ــ يقول فالح ، ما يحتاجه العراق " توطين المواطنة والخروج من الدولة الريعية وتطوير التعليم والأخذ باقتصاد السوق..." ، وفي فقرة أخرى يضيف الى اقتصاد السوق، سيادة المفاهيم الرأسمالية.
فهل هذا هو أخر الدواء بالنسبة لوجهة نظر فالح مهدي؟
ــ يستغرب القارئ هجوم الكاتب على الرئيس جمال عبد الناصر بقوله " لعب هذا الرجل دوراً غير مشرف في دعمه للتيار القومي المراهق في العراق. وساهم عبد الناصر بقتل عبد الكريم قاسم أهم شخصية وطنية في تلك اللحظات ولم يزل، وإجهاض مشروع بناء العراق". من غير التعرض لهذه التهمة الغليظة " تهمة قتل عبد الكريم قاسم"، وانما أشير فقط الى ما كتبه فالح في فقرة أخرى " ولقد أصبح من اليقين ومنذ زمن من أن المخابرات المركزية الامريكية، كانت تقف خلف ذلك الانقلاب (انقلاب شباط في عام 1963 الذي قتل فيه عبد الكريم قاسم) الدموي والفاشي. وكذلك أود التذكير بهذا البطل القومي الفذ، الذي قاوم حلف بغداد وقام بتحديد الملكية والاصلاح الزراعي وتوزيع الأرض على فقراء الفلاحين (العدالة الاجتماعية) في مصر وتأميم قناة السويس عام 1956 ومناهضة الاستعمار والانضمام الى حلف باندونج والتحرير من التبعية للغرب. صحيح أن حلمه من أجل الوحدة العربية لم يتحقق، وبالطبع دون إغفال أخطائه المتعلقة بالحرية والديمقراطية.
يكتب فالح في فقرة "اللامبالاة":
ــ"لعبت ظاهرة اللامبالاة وما تزال دورا في تجذير السفالة، حيث سمحت بتعملق الانظمة القاتلة! وهنا أعني الجانب السلبي المتمثل بالصمت، والقبول بالخضوع وعدم الاعتراض على الفعل السياسي". ولكن يتساءل المرء ــ بالرغم من أن الكاتب يقول بأن روح اللامبالاة تلك ليست خصيصة شرقية ــ لماذا تقبل الشعوب العربية هذه المهانة والذل والخضوع على مدى ثلاثين سنة أو أكثر، من حكام وصفهم الكاتب بأولاد الشوارع وقتلة ومعتوهين؟ وهل يصدقُ القول "الفاجر"، بأن العربي يدافع عن شرف أبنته ولا يدافع عن شرف وطنه؟
ــ قدم فالح في كتابه نقداً لاذعاً للحزب الشيوعي العراقي، بالرغم من أنني غريب ومراقب من الخارج ، ولا يعرف بالطبع الكثير من التفاصيل الداخلية، الا أنني اشعر بأن الكثير من نقده يتصف بالمبالغة.
مثل قوله عن حزب يتكئ على تجربة ثمانين عاما من النضال والتضحية والعمل السياسي المتواصل ، " لم يبذل أي جهد لفهم الواقع العراقي". أو مثل قوله "كانت قيادة الحزب مصابة بذلك العمى الايديولوجي عندما اعتبرت ان مهمتها الاولى تمجيد الاتحاد السوفيتي، والتسبيح بعظمة الرفيق ستالين!" وكأن الحزب ليس الا إمعة وذيل للاتحاد السوفيتي، بالرغم من أنه أشار الى ظروف الحرب الباردة والصراع بين الغرب والشرق. والاتحاد السوفيتي، الذي هاجمه ايضا بقسوة، هو الذي وقف ودعم حركات التحرر الوطني في العالم العربي وإفريقيا وقام ببناء السد العالي في مصر... إلخ. أو مثل قوله "بأن عزيز محمد لا يتمتع بآية موهبة تسمح له بقيادة الحزب ثلاثين عاماً" ويستشهد بقول أحدهم، "بأنه لم يره عزيز أبدا بصحبة كتاب". قيادي لمدة ثلاثين عاما لحزب في قامة الحزب الشيوعي العراقي وغالبية أعضائه من الصفوة والمثقفين، "لا يقرأ". كان يستوجب على فالح الحذر من مثل هذه الشهادة، والتي ربما تكون لها خلفية تصفية حسابات وعدم نشرها في كتاب يتوخى التوثيق الدقيق.
ــ يختتم فالح كتابه " انما والحقيقة تقال لن يقوم للعراق قائمة دون المساهمة الفاعلة لليساريين العراقيين غير المنتمين الى أحزاب ضيعت أجمل سنوات وجودها بين مطارق الأوهام ومناجل الانتهازية المقيتة".
لم يقل لنا فالح من هم هؤلاء اليساريين العراقيين، بعد أن أخرج الحزب الشيوعي العراقي من المعادلة.
ــ يحفل الكتاب ببعض الأخطاء الطباعية والنحوية، لا تخطئها العين وكان من الممكن تحاشيها بسهولة لو تم تدقيق النص قبل دفعه للنشر.
ملاحظة أخيرة:
نشر أستاذ الاقتصاد السابق والكاتب العراقي المعروف الدكتور كاظم حبيب في الحوار المتمدن، مراجعة لكتاب فالح مهدي، تجاوز فيها الطريقة المعتادة في مراجعة الكتب، التي تقتصر عادة على بضع صفحات، تعرض الخطوط الأساسية للكتاب، مع تعليق هنا أو هناك، بهدف التنويه بالكتاب وايقاظ فضول القارئ. تقتصر ملاحظتي هنا على طريقة عرض الكتاب، أي أنها ملاحظة إجرائية فقط ولا تتعرض لمضمون تعليقه أو نقده. جاءت المراجعة في 148 صفحة ، وحتي تقديمه للسيرة الذاتية لفالح، والتي جاءت بعنوان " لمحات مكثفة عن البروفيسور فالح مهدي" ، جاءت في 6 صفحات كاملة ويتقدم حرف الدال، أسم الكاتب فالح عشرات المرات. كما أن وضع الهوامش والمصادر الكثيرة في المتن يربك القارئ ويقطع تسلسل أفكاره، وكان من الأفضل تثبيتها في نهاية النص. كما أن نشر المادة على حلقات "22 حلقة"، يصعب تجنب التكرار. ما قدمه الصديق كاظم، ليس عرضا أو تعليقاً كما يقول وانما دراسة جديدة تماماً، صحيح انها تعتمد على خلفية كتاب فالح وايضا على خلفية كتب أخرى عديدة. أن تنويه كاظم بأنه سوف ينشر دراسته العميقة التي اشتبك فيها مع أفكار وأطروحات الكاتب ناقداً ومضيفاً، في كتاب، هو قرار سليم وبذلك نكون كسبنا كتاباً جديداً لكاظم يضاف إلى كتبه العديدة القيمة في مجال الاقتصاد والفكر السياسي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ــ فالح مهدي. مقالة في السفالة، نقد الحاضر العراقي، دار سطور للنشر والتوزيع ـ بغداد \ العراق، الطبعة الأولى ــ سنة 2019.
2 ــ فالح مهدي، باحث وكاتب وروائي وقاص عراقي، حاصل على دكتوراه "دولة في القانون"، من جامعة باريس 10. وأستاذ سابق في نفس الجامعة.
أضف رد جديد