الفيتوري من الدفاع عن الضحايا إلى التماهي مع الجلاد- ش. بزيع
- إبراهيم جعفر
- مشاركات: 1948
- اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am
كيف نقرأ؟
"
..على أنه ليس من العدل بمكان أن نكتفي بقراءة شاعر متميز كمحمد الفيتوري من جانب سقوطه السياسي وحده، أو من الجانب المتعلق باستمرائه لمقتضيات الإنشاد المنبري والتحريضي، بل تجب قراءته أيضاً في تجلياته الروحية العميقة، وفي براعته الأسلوبية العالية. فالخيارات الخاطئة لصاحب «أقوال شاهد إثبات» لا ينبغي بالقطع أن تحجب وهجه الشعري عن الأعين. وما سيظل من الفيتوري ليست منظوماته الحماسية التقريرية، ولا تملقه المتكلف للحكام، بل بعض نصوصه العالية التي تنبثق من مكابدات النفس، ومن أكثر الأماكن صلة بالشغاف، من مثل قوله «شحبتْ روحي\ صارت شفقاً\ كالدرويش المتعلق في قدمي مولاه أنا\ أتوهج في بدني\ غيري أعمى\ مهما أصغى لن يبصرني\ فأنا جسدٌ حجرٌ\ شيءٌ عبَر الشارعْ\ جزُرٌ غرقى في قاع البحر أنا\ وحريقٌ في الجسد الضائعْ».
"
سلام يا إبراهيم
سؤال إنصرافي : و كيف نقرأ ندى القلعة؟
- إبراهيم جعفر
- مشاركات: 1948
- اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am
و حزب الفن؟
سلام يا ابراهيم
لو عندك براح شوف الرابط دا و تعال ادينا وجهة نظر في موضوع حزب الفن السوداني ينوبك ثواب و أجر عظيم
https://www.sudan-forall.org/forum/viewt ... 51500b6cca
لو عندك براح شوف الرابط دا و تعال ادينا وجهة نظر في موضوع حزب الفن السوداني ينوبك ثواب و أجر عظيم
https://www.sudan-forall.org/forum/viewt ... 51500b6cca
-
- مشاركات: 1514
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm
الأكرم إبراهيم
تحياتي
في مقال الكاتب شوقي بزيع
يرى الحكم الجائر ووصف بعض شعره بالتقريرية . إن السياسة هي أس البلاء ، تتغير السياسة وأهلوها وتظل أبيات الشعر متلألئة تحت إبط التاريخ ، صمدية لا تتغير .فقد مدح المتني كافور قبل هجائه له فقال:
ومن مثل كافور إذا الخيل أحجمت .. وكان قليلا من يقول لها أقدمي
شديد ثبات الطرف والنقع واصـل .. إلى لهوات الفارس المتلثم
فلو لم تكن في مصر ماسرتُ نحوها .. بقلب المشوق المستهام المتيم
ومات الشاعر، وبعد أكثر من ألف عام ينهض شعر المديح ، يسخر من الموقف السياسي الذي وقفه المتنبي أمام كافور طمعاً في إمارة صغيرة في مصر.
كنا في صغرنا نُعجب بعبد الناصر وقوميته ونفور طبعه من المستعمر. وتحدث عبد الناصر أن القذافي يذكره شبابه . مات عبد الناصر ، وفي جنازته سقط 13 شخصاً من عمارات مصر الشاهقة أيامها منتحرين انفعالاً برحيل بطلهم .وتغير التاريخ وألقت بالزعامة الناصرية والقذافية إلى المزبلة.
الشاعر محمد الفيتوري ليس سياسياً، رغم أن قصائده تشير إلى ذلك . وللدقة فإنه سياسي فاشل ، مثل كثيرين ملأوا الساحات بالطنين ، وذهبوا مع الريح.
أذكر أن جاري من الشيخ طلحة بسنار، سمى ابنه الكبير ( معمر) . ولما انقلب الدهر والتاريخ ندم على التسمية.
إن السياسة بحر متقلب الأهواء، ولكن الشعراء الكبار ، لم يولدوا كباراً . فهاهو محمود دريش يكتب:
سجِّل! أنا عربي
ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ
وأطفالي ثمانيةٌ
وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ!
فهلْ تغضبْ؟
سجِّلْ!
أنا عربي
وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجرْ
وأطفالي ثمانيةٌ
أسلُّ لهمْ رغيفَ الخبزِ،
والأثوابَ والدفترْ
من الصخرِ
هذا شعر موغل في المباشرة ، ولكننا لن نعيب به الشاعر ، لأن الشاعر يتطور مثل كل شيء ، يقرأ ويكتب ، ويمزق ما يكتبه حتى يصير شاعراً.
تحياتي
في مقال الكاتب شوقي بزيع
يرى الحكم الجائر ووصف بعض شعره بالتقريرية . إن السياسة هي أس البلاء ، تتغير السياسة وأهلوها وتظل أبيات الشعر متلألئة تحت إبط التاريخ ، صمدية لا تتغير .فقد مدح المتني كافور قبل هجائه له فقال:
ومن مثل كافور إذا الخيل أحجمت .. وكان قليلا من يقول لها أقدمي
شديد ثبات الطرف والنقع واصـل .. إلى لهوات الفارس المتلثم
فلو لم تكن في مصر ماسرتُ نحوها .. بقلب المشوق المستهام المتيم
ومات الشاعر، وبعد أكثر من ألف عام ينهض شعر المديح ، يسخر من الموقف السياسي الذي وقفه المتنبي أمام كافور طمعاً في إمارة صغيرة في مصر.
كنا في صغرنا نُعجب بعبد الناصر وقوميته ونفور طبعه من المستعمر. وتحدث عبد الناصر أن القذافي يذكره شبابه . مات عبد الناصر ، وفي جنازته سقط 13 شخصاً من عمارات مصر الشاهقة أيامها منتحرين انفعالاً برحيل بطلهم .وتغير التاريخ وألقت بالزعامة الناصرية والقذافية إلى المزبلة.
الشاعر محمد الفيتوري ليس سياسياً، رغم أن قصائده تشير إلى ذلك . وللدقة فإنه سياسي فاشل ، مثل كثيرين ملأوا الساحات بالطنين ، وذهبوا مع الريح.
أذكر أن جاري من الشيخ طلحة بسنار، سمى ابنه الكبير ( معمر) . ولما انقلب الدهر والتاريخ ندم على التسمية.
إن السياسة بحر متقلب الأهواء، ولكن الشعراء الكبار ، لم يولدوا كباراً . فهاهو محمود دريش يكتب:
سجِّل! أنا عربي
ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ
وأطفالي ثمانيةٌ
وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ!
فهلْ تغضبْ؟
سجِّلْ!
أنا عربي
وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجرْ
وأطفالي ثمانيةٌ
أسلُّ لهمْ رغيفَ الخبزِ،
والأثوابَ والدفترْ
من الصخرِ
هذا شعر موغل في المباشرة ، ولكننا لن نعيب به الشاعر ، لأن الشاعر يتطور مثل كل شيء ، يقرأ ويكتب ، ويمزق ما يكتبه حتى يصير شاعراً.
-
- مشاركات: 1514
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm