فيديو نادر.. د. علي المك في الذكرى الأولى للأستاذ محمود 1986

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
ياسر الشريف المليح
مشاركات: 1745
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:24 pm
مكان: ألمانيا
اتصال:

فيديو نادر.. د. علي المك في الذكرى الأولى للأستاذ محمود 1986

مشاركة بواسطة ياسر الشريف المليح »

كان الدكتور علي المك من المنظمين الرئيسيين للذكرى الأولى للأستاذ محمود في نادي أساتذة جامعة الخرطوم والتي امتدت لأسبوع انتهى يوم 18 يناير 1986 وصحب ذلك معرض أقامه الجمهوريون في تلك المناسبة.. كان الأستاذ عبد الله بولا، وهو من المنظمين الرئيسيين للذكرى أيضا، هو الذي يقدم فقرات تلك الليلة..
الشريحة الأولى
https://www.youtube.com/v/YbZnMB-dTO0
ـــ
الشريحة الثانية:
https://www.youtube.com/v/tza14SEqaB8
..


حين أراجع ما أعلم من التاريخ، … بحار دم لا تجف ولا تهدأ ورجال .... دونك بعض صاغية الإمام التالف النميري وأشياعه الناطقين بالفصحى وعامية الحريرة والضريرة البايعوه والقائلين في غرة كل حديث لهم يخاطبونه ويخطبون وده سيدي لك التحية والانحناءة.. أسماء بعض أولئك جعفر المنصور، يشيرون إلى الخليفة الثاني من خلفاء بني العباس، ذاك الذي بنى بغداد.. ثم يذكر التاريخ أن الذين حمدوا له اختيار المكان من منافقي عصره، قالوا: لذلك اعتدلت ألوان أهله وامتدت أجسامهم وسلموا من شقرة الروم والصقالبة ومن سواد الحبشة وسائر أجناس السودان ومن دمامة أهل الصين.. وفرض علينا أيام الطلب أنه قتل أبا مسلم ربما بسبب جفاء طبع أهل خراسان، وأنه وأنه.. ويجعلون ذلك ضربا من مجد المنصور؛ وما أنبأنا أولئك القوم أن هذا الخليفة قد أمر بقتل عبد الله ابن المقفع، ولذلك قصة تستحق أن تروى، هي ذات أطراف، وطرف فيها سفيان بن معاوية أمير البصرة، وكان ابن المقفع يستخف به كثيراً، وفي قلب سفيان عليه حقد ودفين.. وطرف فيها أن عبد الله كان زمانا كاتب عيسى بن علي عم المنصور، فجاءه عيسى يطلب إليه أن يكتب خطاباً لأبي جعفر يريد فيه أمانا لأخيه عبد الله بن علي، الذي شق عصا الطاعة على الخليفة، فكتب ابن المقفع الكتاب، ومما جاء فيه قوله: ومتى غدر أمير المؤمنين بعمه عبد الله بن علي فنساؤه طوالق ودوابه حبتٌ، وعبيده أحرار والمسلمون في حل من بيعته.. وعظم ذلك الكتاب على المنصور حين بلغه فنسي أمر عمه الذي تمرد عليه وحمل السلاح وقاتل جنده، وصار مهموما بأمر منشئ الكتاب؛ أرأيت كيف .... الطغاة ويخشون الكلمة، ويرونها من كل سلاح أمضى وأشد وقعاً؟ ثم أمر الخليفة من حينه سفيان متولي البصرة أن يقتل ابن المقفع.. إذن فقد اتحد العام والخاص، وحين جيء بابن المقفع إلى حيث الوالي قال سفيان: سأقتلك قتلة لم يقتل بها أحد؛ وكان سفيان قبلها يقول: والله لأقطعنه إرباً إرباً وعينه تنظر، قيل فأمر سفيان بتنور فسجي، ثم أمر بابن المقفع فقطّعت أطرافه عضواً عضواً وهو يلقيها في التنور وسفيان ينظر حتى إذا أتى على جميع جسده ثم أطبق عليه التنور.. ثم قال سفيان: ليس علي في المثلة بك حرج لأنك زنديق وقد أفسدت الناس.. ومات ابن المقفع على ست وثلاثين سنة ويعيش "كليلة ودمنة" يتجدد لا يبلى كل العصور؛ ذاك هو أبو جعفر المنصور وهذا هو الإمام التالف.. كان مثل أبي جعفر يؤمن بالمنجمين والسحرة، لا يكفيه حاضره يريد يُعلّم بالغيب، قصر الخرطوم كقصر بغداد، كلما تسومع بساحر أحضروه جاء أجزلوا له العطاء..
وشهيد آخر، دفع جون براون حياته ثمناً للحرية، لحرية السود في بلاده، وكان هو رجلا أبيض اللون ويمكن له أن ينال رغد العيش، والحياة الهينة، ولكن كان جسده ينطوي على ضمير منير، ويبغض العبودية، وهزه أن السود من أهل بلاده يُعذبون وتشنقهم فرق الغوغاء على كل الأشجار في جورجيا وكارولاينا وألاباما وسائر الولايات، فطلب لهم الحرية فقبضوا عليه بالإعدام؛ وصباح يوم كثيف البرد قاده الحراس إلى مكان الإعدام، كان الصباح قد أنزل بالمكان ثلاثة آلاف جندي، وما يساوي ذلك من منعة السلاح، يسيرون كانوا جيئة وذهاباً؛ نصبت مشنقة الصباح في موضع يبعد نحوا من نصف ميل من شارلزتاون.. جلس على الحضور ضرب من الصمت ثقيل؛ خرج الرجل العظيم نصير الحرية في الصباح، قال لحراسه باسماً: هذا وطن جميل، وهو بالحق وطن جميل، حقوله مدى الإبصار أطرافها البعيدة التلال حيث حارب نات تيرنر يدافع عن حلم الحرية الجميل فقتل دونه، ثم قال براون: مودتي خالصة تكون لكل من يودون جيرانهم، ثم إني لا أريد صلوات المنافقين بعد موتي، والذين أحب أن يقيموا تلك الصلاة هم البؤساء والمستضعفون وأبناء السود وبناتهم وليكن إمامهم امرأة من المستعبدات عجوز؛ وداعاً وداعاً ومن ثم سار إلى مصرعه ثابت الجنان .. وعشية إعدامه كتب جون براون يقول: إني على ثقة أكثر من أي وقت مضى أن خطايا هذه الأرض الآثمة لن يمحوها من شئ سوى الدم.. وما كانت ابتسامة الشيخ العالم التقي النقي المؤمن محمود إلا في هذا المعنى تكون.. كأنه يتمثل قول من قال: سموت مستقبلا وجهك الكريم فقالت لي الطبيعة سر في طريقك ما أنبأ شأنك إنه ........ لقد أهدى الشيخ العالم التقي النقي المؤمن ابتسامته الأخيرة المضيئة للوطن، ولكل المنافحين عن الحرية والديمقراطية والسلم في كل الأوطان.. حزمة ضوء كانت في ظلام اليأس، أراد لنا بها أن نغسل خطايا هذه الأرض الآثمة أن نقول بعدها: "تلك الأرض الآثمة"..
سادتي: هذا شرف لي عظيم، وهو تاج فخار وأكليل يقارب أن يكون مجداً، وما قد كتبت قليل وهو قد لا يزيد عن كونه أثمال كلام، ولكم الآن ..... في شعر عوض الكريم موسى والياس فتح الرحمن والمنشدين من الإخوان الجمهوريين، وفي طرف من مأساة الحلاج لصلاح عبد الصبور، ودفء اللحن تؤديه حنجرة الغناء العذب الفنان الضخم الذي صار الوطن كله محمد وردي، والسلام عليكم..
آخر تعديل بواسطة ياسر الشريف المليح في الخميس ديسمبر 20, 2018 11:57 am، تم التعديل مرة واحدة.
ياسر الشريف المليح
مشاركات: 1745
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:24 pm
مكان: ألمانيا
اتصال:

مشاركة بواسطة ياسر الشريف المليح »

فوق
أضف رد جديد