حدثت هذا الفجيعة المزدوجة كالآتي، بحسب روايات موثوقة من عبد القادر محمد إبراهيم، محمد طه القدال، وجدي كامل ومحمد الجزولي:
دخل عليه بائع الجرائد صباحاً، كما هي عادته، فوجده لا يرد على ممازحته الصباحية المعتادة. ذهب إلى شقيقه كمال في الغرفة الأخرى وطلب منه أن يأتي ليرى ما بال محمد لا يرد عليه. أُصيب كمال بسكتة قلبية في عين اللحظة وفارق الحياة من هول الصدمة. دُفِنا أول من أمس (الثلاثاء) بحلة خوجلي.
تعازيَّ الحارة لرفيقة درب محمد عوض لسنوات طوال، كوثر إبراهيم، لإبنتيه نازك ومي، ولأبنه مهيار، لصدقي ولبقية أفراد العائلة الصغيرة والكبيرة للفقيدين.
يا محمد خلف: ألم يكن الحديث عن أستاذنا، أستاذ الفلسفة وعلم الجمال، بل العالم الموسوعي، الصديق محمد عوض كبلُّو، أحد موضوعاتنا عبر الهاتف في الأونة الأخيرة؟
فاجعة أخرى: غادرنا محمد عوض كبلَّو وشقيقه كمال في وقت واحد
- عادل القصاص
- مشاركات: 1539
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm
فاجعة أخرى: غادرنا محمد عوض كبلَّو وشقيقه كمال في وقت واحد
آخر تعديل بواسطة عادل القصاص في الاثنين أكتوبر 31, 2016 9:10 am، تم التعديل مرة واحدة.
حار العزاء لآل كبلو
تعازينا الحارة لصدقي و لنازك و للأسرة الممتدة في هذا الفقد الأليم.
كبلو 1984
مع محمد عوض كبلو ظللنا نتلاقى كلما نجحنا في تجاوز عوارض الزمان.
،زرناهم في الحلفايا في صيف 1981 و استأنفنا مناقشة قديمة في طرائق المشاهدة و السماع ،و انقطعت مناقشتنا لنستأنفها في الجامعة في1984
بعدها التقينا في 2004 في ندوة بمركز عبد الكريم ميرغني لنواصل نفس المناقشة . كان محمد عوض كبلو يملك تلك القدرة المدهشة على تمديد خيوط المناقشة في أكثر من إتجاه
مما يجعل من محاورته هدية قيمة للسامعين.
،زرناهم في الحلفايا في صيف 1981 و استأنفنا مناقشة قديمة في طرائق المشاهدة و السماع ،و انقطعت مناقشتنا لنستأنفها في الجامعة في1984
بعدها التقينا في 2004 في ندوة بمركز عبد الكريم ميرغني لنواصل نفس المناقشة . كان محمد عوض كبلو يملك تلك القدرة المدهشة على تمديد خيوط المناقشة في أكثر من إتجاه
مما يجعل من محاورته هدية قيمة للسامعين.
-
- مشاركات: 1514
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm
https://www.alrakoba.net/articles-action ... -71995.htm
محمد عوض كبلو : رحيل النخل المُثمر
*
-
- مشاركات: 1514
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm
محمد عوض كبلو : رحيل النخل المُثمر
جزءٌ من أَحلامِكَ الثقافية ، تتحققْ حين تلتقيه . هو كرةٌ معرفية مُتحركة. تذهب بك إلى عوالم موسوعية مَكنوزة ، بزحام الشَّك والجدل والدراسات المُقارنة ، تلتقيها فجأة بين يديه. تُصيبك الدهّشة ، فتهتز معارفك المُطمئنة . وتكتشف كم أنت كنت تعيش " على نيّاتِك" . إن عِبَر الحياة ودروسها الباطنة ، يُلقيها عليك صاحبنا عفو الخاطر . لن تقوى أنت على التَماسُكْ. يُثير المُفكر " محمد عوض كبلّو " أسئلة تمتدّ إلى قناعاتكْ اليقينية ، فتُحيل ثوابتها هباءً وسط عاصفة هوجاء. هذا الفيلسوف المُخضرم كان يعتاش بالقراءة . تسري في بدنه مسرى الدم في العروق .. تملّكت منهُ القراءة و الكتابة ، فهام بها حُباً ، حتى رحل وفي ذهنه الوثاب بقية من أثرٍ باقٍ على منْ عرفوه ، ومنْ تتلمذ على يديه . لا تقع عَيناه على كتاب له عِلاقة بمشروع حياته ، إلا التقطه ليقرأه قِراءة المُحِب . قراءة نقدية يستدعي بها كل مخزونه التُراثي من المعرفة . يُعقد المُقارنات بصور مُذهِلة وهو يتطلّع إلى الفهارس والمراجِع التي استند عليها كاتِب السِفر. تختلط عليه الأزمنة والأمكنة برهة ، ثم ينتبه أو ينبهه أحد أمناء المكتبة ، فيعود لحظة إلى " طيبة " محبته، حيث واقع الإبداع ويتراجع إلى ضرورات الحياة العادية.
(2)
شغلته قضايا أثارها الفلاسفة منذ تاريخ قديم ، وتوقف كثيراً عند فلاسفة الحضارة اليونانية والرومانية وسبح في التحليلية و الإفلاطونية و السقراطية والبنائية والتفكيكية والحتمية والتاريخية والمادية الجدلية والهيغلية والكانتية والتجريبية والواقعية والعقلانية والبراغماتية والصوفية والفوضوية والوجودية والإنسانية ..الخ .حتى وصل إلى فخ العولمة وتداعيات الانهيارات الكُبرى . وسلطة الإعلام ، التي امتدت إلى المساكن الخاصة ، تدلف للعقول الباطنة ، لتُغيّرها لمصلحة سوق الاستهلاك !.
*
اعتاد " صاحب المقام " على النظرة النقدية والمقارنات بين المناهج والأفكار .أذكر مرة عام 1975 أن دعت جمعية الفلسفة بكلية الآداب الدكتور لويس عوض ( 1915-1990 ) في قاعة امتحانات جامعة الخرطوم ، وأبرز فيها المُحاضر صمدية المناهج ، مما اضطر الأستاذ " محمد عوض كبلو " لوصف جيل المحاضر كله بأنه " الجيلٌ تعس "، الذي لم يرى خروجاً عن المألوف في ظل الانبهار الحضاري لمناهج المستعمرين .
اعتاد الأستاذ " محمد عوض كبلو " النظرة الجدلية ، والدراسات المُقارنة كما أسلفنا . ينتقي مكاناً يُجلِس عليه النظريات ، واحدة إثر أخرى، تشتبك وتأتلف . كان في منتصف سبعينات القرن الماضي له رأي حاد حول التراث الفلسفي للإنسانية . ومشروعه الخاص أكبر من مقدرات الذهن والجسد ، وروحه الطلقة بلا حدود . انعطفت البشرية وتآخت الفنون منذ القرن الماضي مع فلسفة علم الجمال ، وكان سيدنا صاحب هذا الاختصاص الفلسفي.
(3)
أول ما تعرفت عليه كان في سبعينات القرن الماضي . كُنا في مرحلة الطلب وهو أستاذ في شعبة الفلسفة بكلية آداب جامعة الخرطوم . كان شاهداً على لقائنا سِفرٌ مكتوب باللغة الإنكليزية ، أدرج فيه كاتبه فصلاً عن " فلسفة علم الجمال" . دار حوار معه حول علاقة فن العِمارة وكافة أنواع الفنون التشكيلية بفلسفة علم الجمال . وتحاورنا عن صرامة العلم ومرونة الفن ، وقُدرة المُبدعين على القفز من فوق القوانين لعوالم جديدة ، وهي قصة الإبداع المُنفلت من كل قيد...
(4)
لقد كُنتِ سيدي نبيلاً ، خرجتَ على نواميس المجتمع وقناعات العامّة من الناس . لقد اخترتَ السباحة ضد التيّار . أعملتَ سكين الفِكْر لتشريح الغرائب ، ونبش آثار الفلاسفة الذين مضوا لحال سبيلهم .تَركتَ أنت سُبل كسب العَيش المُعتادة ، وتخَيّرتَ طريقك الذي أحببت . لمثلِكَ ينبغي لخدمة إبداعه أطواف من المُحررين والمُدققين ، ليدونوا الأفكار التي لم تزل تصطرع وأنت تُغادرنا في غيبتِك الكبرى !.
(5)
ستبقى الأرض دون شكْ مزرعةً خصبة لجسد عتقته الدروب الصعبة . ها هي روح أخرى ستبدأ رحلتها من جديد ، وتمتد سلالة هذا السلسبيل العذب في ذواكر كثيرين ، تتنضَّر طيباً يتخثر كالجُمان ، يفوق بسنوات ضوئية ، طيوب أهلنا وهي تلف الجثمان المهيب ، قبل أن يُوارى الثرى .
أوفيت سيدي و تركت عبئاً على الآخرين لتجميع تُراثك المُبعثر . في الزمن الظلامي يتبقى القليل من الأهل والصحبة . لعل صديقنا الذي كلما استوطن عاصمة رمته بالحقيبة كما قال محمود درويش : صديقنا الدكتور صدقي كبلو ، أو ابنتُك أو الفنانة التشكيلية " كوثر إبراهيم " يجمعون هذا التُراث.
العزاء لجميع الأهل والصحبة والطلاب والعزاء للوطن خاصة وللإنسانية عامة . اعتادت بلادنا قبر المُفكرين .
فقدٌ جلل ، تزامنت الأرواح صعوداً في ذات الوقت إلى الرحيل عن دُنيانا. محمد عوض كبلو وأخيه كمال .
تمجدتُما .
- إبراهيم جعفر
- مشاركات: 1948
- اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am
قد أدركتُ، الآن فقط، يا عادل، لماذا كان لي كلَّ ذلك الحزن الأخرس الشديد الطغيان والوطأة الاستثنائية الذي أطاح بقدرتي ليس على أيِّ تواؤمٍ ممكنٍ في هذه الدنيا في هذا الصباح وإنما حتى بقدرتي العمليَّة اليومية على فعل حتى ما قد يُسمَّى "الأشياء اليوميَّة العاديَّة" تلكْ! ... لا حديث لي الآن (وربَّما في أيِّ آنْ آخرٍ، كذلكْ) وقد أوفاني المبدعان حسن موسى وعبد الله الشقليني [بيكاسُو] بعضَ حديثَاٍ أُخرَسُ الآنَ عنهُ كان يخصُّني... لصدقي والعائلة وأصدقاء أستاذنا القدير بشعبة الفلسفة بكلية الآداب بجامعة الخرطوم محمد عوض كبلو، صاحب "الاستمتاع بقراءة الإعلانات" (وتلك هي قصة قصيرة له نشرت قديماً بمجلة "الثقافة السودانية"، على ما اذكر الآن)، وأخيه كمال، تعاطفنا العميق ولهم الشجى وطيِّباتِ الذكرىْ...
-
- مشاركات: 1157
- اشترك في: الخميس مارس 27, 2008 1:51 pm
- عادل القصاص
- مشاركات: 1539
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm
للأسف لم أتعرَّف - بعد مساعدة من السُّنَِي دفع الله - في هذه الصورة، التي أُلتقطت أثناء "الندوة الأدبية" التي أسَّسها عبد الله حامد الأمين خلال النصف الأول من خمسينيات القرن المنصرم في أم درمان، سوى (من اليمين) على محمد عوض كبلَّو، فضيلي جمَّاع، سامي سالم، النور عثمان أبَّكر، آسيا أم إيهاب وحسن عباس صُبحي.
فالرجاء ممن يتعرَّف على البقية أن يسمِّيهم لنا.
استعرتُ هذه الصور من صفحة السُّنَِي دفع الله في الفيسبُك، الذي إستعارها من عبد الرحمن نجدي الذي حصل عليها من عمر كبلَّو، شقيق فقيدينا.
وللأصدقاء: حسن، شقليني، إبراهيم وعبيدي أقول:
ما يزال قلبي يئنُّ. وسأعود.
-
- مشاركات: 1745
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:24 pm
- مكان: ألمانيا
- اتصال:
-
- مشاركات: 353
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:31 pm
فقد محمد كبلو وشقيقه في لحظة واحدة بتلك الطريقة الفاجعة مؤلم العزاء لبنتيه وولده ولكوثر والأستاذ صدقي كبلو وآل كبلو. عندما كان محمد عوض مساعداً للتدريس بكلية الآداب ج. الخرطوم درسنا أنا والأخ محمد خلف سمنارات في الفلسفة أتذكر أول سمنار حضرناه له أن طلب منا أن نحضر ال (أنطلوجيكال بروفس اوف بلوتو) قالها بالإنجليزية؛ ونحن بعد طلاب بالسنة الأولى فاسقط في يدي لا أدري ماالذي حدث للأخ خلف. من بعد وجدت الأستاذ محمد عوض كبلو بجامعة موسكو الحكومية يحضر في الفلسفة.وكانت له مشاركة بائنة في الأنشطة الثقافية.آخر مرة رأيته كان عام 2009 ربما بجامعة أم درمان الأهلية وقدم لي صفحة من ورقة بالروسية حول موضوع الندوة التي اقيمت هناك حول تجربتي في الكتابة وشارك فيها معي الراحل الدكتور تاج السر الحسن.كانت الصفحة مواصلة لما كنت اطرحه برؤيته هو ولم نلتق بعدها للمناقشة.وكنت دائم السؤال عنه.إن رحيل محمد عوض كبلو مؤلم وينضم لركب الراحلين المستنيرين في هذه السنوات الكالحة.. هذا الركب المميز من أجمل العقول السودانية. يرحمه الله.
-
- مشاركات: 435
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:56 pm
-
- مشاركات: 839
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:54 pm
- مكان: Berber/Shendi/Amsterdam
شكر وعرفان
شكر وعرفان
آل كبلو وآل الشيخ خوجلي وآل الطريفي وآل شمينة وآل محمد عبدالرحمن وآل عمر الحاج بشارة وآل خليل أحمد علي وآل عوض الشريف سمساعة وآل علي عيسى علي وآل ابوالوفا وأصهارهم ونسابتهم وكل أقربائهم يتقدمون بالشكر الجزيل لكل من واساهم في فقيديهما المرحومين بإذن الله الدكتور محمد عوض كبلو وكمال عوض كبلو اللذين توفيا أثر صدمة سكر لحقت بفقيدهم الأول ونوبة قلبية حادة لحقت بالثاني فور معرفته لوفاة شقيقه صباح الثلاثاء 25 أكتوبر بمنزلهما بأمدرمان.
ويخصون بالشكر تجار سوق أمدرمان والأهل والجيران بحي السوق بامدرمان وكل أحياءأمدرمان وبحلة خوجلي والخوجلاب وحي الصافية وشمبات والثورة والأهل والأصدقاء بمدينة النهود ومدينة الأبيض وبورتسودان والقضارف وودمدني والسودانيين بمدينة بيرمنجهام وكل الأصدقاء ببريطانيا والأهل والأصدقاء بالدوحة ودولة الأمارات وأستراليا والولايات المتحدة وجمهورية مصر العربية والأهل والأصدقاء بالنمسا وهولندا (امستردام).
ويشكرون بشكل خاص طلاب وأصدقاء وزملاء المرحوم الدكتور محمد عوض كبلو الذين خفوا لمواساتنا من كل أنحاء المعمورة والذين كتبوا عن سيرته.
ويشكرون زملاء العمل لكل أفراد العائلة بجامعة الأحفاد وجامعة الخرطوم شركة أم تي أن وشركة زين والنائب العام ووزارة العدل والمعلمين والمعلمات والمحامين والمحاميات والاقتصاديين والمهندسين خاصة زملاء الدكتور مهندس مهيار محمد عوض ابن الفقيد الأول.
ويتقدمون بالشكر قيادة قوى الاجماع الوطني وقيادة حزب الأمة والزملاء في الحزب الشيوعي السوداني في كافة أنحاء السودان وفي الخارج ويخصون بالشكر الزملاء والزميلات أعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي والشيوعيين والشيوعيات ببورتسودان والقضارف والنهود وسنجة وودمدني والأبيض والدبة وكوستي ونيالا وكادوقلي والعاصمة المثلثة وفروع الطلاب بالجامعات والمعاهد العليا وفروع الاتحاد النسائي.
ويسألون الله للفقيدين الرحمة وللجميع الصبر والسلوان.
آل كبلو وآل الشيخ خوجلي وآل الطريفي وآل شمينة وآل محمد عبدالرحمن وآل عمر الحاج بشارة وآل خليل أحمد علي وآل عوض الشريف سمساعة وآل علي عيسى علي وآل ابوالوفا وأصهارهم ونسابتهم وكل أقربائهم يتقدمون بالشكر الجزيل لكل من واساهم في فقيديهما المرحومين بإذن الله الدكتور محمد عوض كبلو وكمال عوض كبلو اللذين توفيا أثر صدمة سكر لحقت بفقيدهم الأول ونوبة قلبية حادة لحقت بالثاني فور معرفته لوفاة شقيقه صباح الثلاثاء 25 أكتوبر بمنزلهما بأمدرمان.
ويخصون بالشكر تجار سوق أمدرمان والأهل والجيران بحي السوق بامدرمان وكل أحياءأمدرمان وبحلة خوجلي والخوجلاب وحي الصافية وشمبات والثورة والأهل والأصدقاء بمدينة النهود ومدينة الأبيض وبورتسودان والقضارف وودمدني والسودانيين بمدينة بيرمنجهام وكل الأصدقاء ببريطانيا والأهل والأصدقاء بالدوحة ودولة الأمارات وأستراليا والولايات المتحدة وجمهورية مصر العربية والأهل والأصدقاء بالنمسا وهولندا (امستردام).
ويشكرون بشكل خاص طلاب وأصدقاء وزملاء المرحوم الدكتور محمد عوض كبلو الذين خفوا لمواساتنا من كل أنحاء المعمورة والذين كتبوا عن سيرته.
ويشكرون زملاء العمل لكل أفراد العائلة بجامعة الأحفاد وجامعة الخرطوم شركة أم تي أن وشركة زين والنائب العام ووزارة العدل والمعلمين والمعلمات والمحامين والمحاميات والاقتصاديين والمهندسين خاصة زملاء الدكتور مهندس مهيار محمد عوض ابن الفقيد الأول.
ويتقدمون بالشكر قيادة قوى الاجماع الوطني وقيادة حزب الأمة والزملاء في الحزب الشيوعي السوداني في كافة أنحاء السودان وفي الخارج ويخصون بالشكر الزملاء والزميلات أعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي والشيوعيين والشيوعيات ببورتسودان والقضارف والنهود وسنجة وودمدني والأبيض والدبة وكوستي ونيالا وكادوقلي والعاصمة المثلثة وفروع الطلاب بالجامعات والمعاهد العليا وفروع الاتحاد النسائي.
ويسألون الله للفقيدين الرحمة وللجميع الصبر والسلوان.
- عادل القصاص
- مشاركات: 1539
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm
الفنان التشكيلي علاء الجزولي يرسم محمد عوض كبلُّو ويكتب عنه:
أى كتابة .. وكل العناوين لا تعبر----- ياله من خبر فاجع صادم ان تسمع خبر موت انسان بمكانة ورجاحة وسماحة وطيبة وتواضع محمد عوض كبلو .. لقد كان م. ع. كبلو استاذا لنا فى سنوات شبابنا الغض، وحين كنا نسعى حبوا نحو المعرفة، فكان خير معين لنا، لنقف على أقدامنا، ورغم ارتجاجات الارض تحتنا، وكان وقوفه مدافعا عن مواقفنا -هو الأستاذ ونحن التلامذة- خير دعم لنا وخير سند، فى سنوات الفصل العنصرى بين أفكار الأساتذة والتلاميذ، وفى أحداث شديدة القسوة، كادت تذهب عقولنا، لقد كانت بصيرته نافذة، وهذا من سعة أفقه، ونظرته التربوية الصائبة، كأستاذ معلم، والحمد لله لم نخيب ظنه فينا، لقد كان معلما بحق، وأستاذا وليس ككل الأساتذة، فبعلمه الفياض، ومعرفته الموسوعية، وبذكائه الوجدانى، إستحق كل احترامنا. وتقديرنا الفائق له .. تراه يحاضر ويناقش مستمعيه، وطلابه، فلا تعرف، من يحاضر من! ومن الطالب والأستاذ! ورغم ما بينهما من فارق كبير فى الخبرة، والعلم، والمعرفة .. كان كبلو أستاذا محاضرا على مدار اليوم، وعلى مدى أربع وعشرين ساعة، وطيلة عمره .. لا ساعة أو ساعتين لمحاضرة يحسب الأساتذة أجرها بدقة متناهية .. كان أستاذا لا يضن بعلمه، ولا يتقاضى علي ذلك أجرا .. لقد كان أستاذنا كبلو فارسا من فرسان المنطق، والفلسفة، والكلام، عرفته كل المنابر والساحات، قوى الصوت، عالى النبرة، واثق النظرات، بليغ البيان، غزير المعرفة، ثمين المحتوى، وككل الفرسان، عاداه من عاداه. قلما تخلف كبلو عن ساحة كلام، وقلما غاب عن منبر حديث، ومما ندر أن جاء حديثه أقل، أو شابه ضعف. لم يكن كبلو مُستلطَفا لدى كثير من المثقفين المهمهمين، فحين يهم بالحديث، كثيرا ما تعلو همهماتهم، وكان محمد فكرا دفاقا كالسيل، لا تحده حدود، أو سدود، يمضى إلى غايته فى التعبير والتنوير، ورغم أنف المهمهمين، وكأنى به يقول (وفى قرارة نفسه): أن أولئك مجرد ناس ينبغى ألا يابه بهم أحد .. فيستمر فى حديثه، بل يطيل الحديث .. وأكثر ما كان يسترعى انتباهى واستغرابى، هو طريقته فى الرد على تطاول (القاصرين)عليه .. كان رده على جهالاتهم، مزيدا من الأفكار النيرة، ومزيدا من المعلومات الموثوقة، والمدعومة ببعض المراجع، وبذكر أرقام صفحاتها وتواريخها، إن دعى الحال، مستعينا فى ذلك بذاكرة خارقة .. وعلى سبيل المثال: فى أوائل الثمانينات، لما كنا طلابا بروسيا، كان محمد يحضر لدرجة الدكتوراة، وتصادف أن أقام الاتحاد العام للطلبة السودانيين بالاتحاد السوفييتى وفى نهاية مؤتمره السنوى العام، أن أقام سمنارا علميا على شرف الذكرى المئوية للثورة المهدية فى السودان، وكالعادة لم تتم دعوة م. ع. كبلو -وكغيرها- للمشاركة فى هذا السمنار، وإلى أن جاء يوم انعقاده، وكان فى خارج مدينة موسكو التى سافر منها بغرض حضور المؤتمر، ففوجئ بموضوع السمنار، أو قل، عرف به فى آخر اللحظات، فركب وسافر خصيصا لحضوره .. وقد كان وشارك محمد (لا بورقة)، بل بمداخلة شفاهية مطولة جدا، تحدث فيها محللا طبيعة الثورة المهدية، وأهميتها الفكرية والتاربخية، باعتبارها ثورة للتحرر الوطنى ... إلخ .. وقد علت همهمات كالعادة واحتجاجات، وكتلك التى كانت تحدث فى السودان، وكلما هم م. ع. كبلو، أو يهم بالحديث، فى ندوة، أو محاضرة، وكأن عدوى (تلك الهمهمات) المحتجة على إعطائه الفرصة، قد انتقل فيروسها من الخرطوم لموسكو! المهم، وكما يحدث دائما كانت مشاركة كبلو (الشفاهية المرتجلة) حافلة بأقيم المعلومات والتحليلات التى ما خطرت على بال أي محتج مهمهم، بل بزت كل (الأوراق المدونة) التى جرى إعدادها فى فترة طويلة سابقة للسمنار وبكثير. مثل هذا المشهد المتكرر، حدث مرارا، وفي أكثر من مكان، وندوة، ومحاضرة، وسمنار ... بالخرطوم .. و فى كل مرة كان استغرابى يزداد، من مثل ذلك السلوك المتطاول، ومن تكراره (الغبى)، وفى ذات الوقت، كان يتضاعف احترامى وتقديرى لأستاذنا م. ع. كبلو .. ألا رحمك الله رحمة واسعة يا محمد، وبقدر علمك الغزير، ومعرفتك الموسوعية، وبقدر عطائك الثر، بلا مَنٍّ، أو أجر، وبقدر ما أفدتنا، وأنرت عقولنا.
علاء الجزولي
(نقلاً - بعد إذنه - عن صفحته في الفيسبُكْ https://www.facebook.com/aladdin.naiem/ ... 5923017584)
أى كتابة .. وكل العناوين لا تعبر----- ياله من خبر فاجع صادم ان تسمع خبر موت انسان بمكانة ورجاحة وسماحة وطيبة وتواضع محمد عوض كبلو .. لقد كان م. ع. كبلو استاذا لنا فى سنوات شبابنا الغض، وحين كنا نسعى حبوا نحو المعرفة، فكان خير معين لنا، لنقف على أقدامنا، ورغم ارتجاجات الارض تحتنا، وكان وقوفه مدافعا عن مواقفنا -هو الأستاذ ونحن التلامذة- خير دعم لنا وخير سند، فى سنوات الفصل العنصرى بين أفكار الأساتذة والتلاميذ، وفى أحداث شديدة القسوة، كادت تذهب عقولنا، لقد كانت بصيرته نافذة، وهذا من سعة أفقه، ونظرته التربوية الصائبة، كأستاذ معلم، والحمد لله لم نخيب ظنه فينا، لقد كان معلما بحق، وأستاذا وليس ككل الأساتذة، فبعلمه الفياض، ومعرفته الموسوعية، وبذكائه الوجدانى، إستحق كل احترامنا. وتقديرنا الفائق له .. تراه يحاضر ويناقش مستمعيه، وطلابه، فلا تعرف، من يحاضر من! ومن الطالب والأستاذ! ورغم ما بينهما من فارق كبير فى الخبرة، والعلم، والمعرفة .. كان كبلو أستاذا محاضرا على مدار اليوم، وعلى مدى أربع وعشرين ساعة، وطيلة عمره .. لا ساعة أو ساعتين لمحاضرة يحسب الأساتذة أجرها بدقة متناهية .. كان أستاذا لا يضن بعلمه، ولا يتقاضى علي ذلك أجرا .. لقد كان أستاذنا كبلو فارسا من فرسان المنطق، والفلسفة، والكلام، عرفته كل المنابر والساحات، قوى الصوت، عالى النبرة، واثق النظرات، بليغ البيان، غزير المعرفة، ثمين المحتوى، وككل الفرسان، عاداه من عاداه. قلما تخلف كبلو عن ساحة كلام، وقلما غاب عن منبر حديث، ومما ندر أن جاء حديثه أقل، أو شابه ضعف. لم يكن كبلو مُستلطَفا لدى كثير من المثقفين المهمهمين، فحين يهم بالحديث، كثيرا ما تعلو همهماتهم، وكان محمد فكرا دفاقا كالسيل، لا تحده حدود، أو سدود، يمضى إلى غايته فى التعبير والتنوير، ورغم أنف المهمهمين، وكأنى به يقول (وفى قرارة نفسه): أن أولئك مجرد ناس ينبغى ألا يابه بهم أحد .. فيستمر فى حديثه، بل يطيل الحديث .. وأكثر ما كان يسترعى انتباهى واستغرابى، هو طريقته فى الرد على تطاول (القاصرين)عليه .. كان رده على جهالاتهم، مزيدا من الأفكار النيرة، ومزيدا من المعلومات الموثوقة، والمدعومة ببعض المراجع، وبذكر أرقام صفحاتها وتواريخها، إن دعى الحال، مستعينا فى ذلك بذاكرة خارقة .. وعلى سبيل المثال: فى أوائل الثمانينات، لما كنا طلابا بروسيا، كان محمد يحضر لدرجة الدكتوراة، وتصادف أن أقام الاتحاد العام للطلبة السودانيين بالاتحاد السوفييتى وفى نهاية مؤتمره السنوى العام، أن أقام سمنارا علميا على شرف الذكرى المئوية للثورة المهدية فى السودان، وكالعادة لم تتم دعوة م. ع. كبلو -وكغيرها- للمشاركة فى هذا السمنار، وإلى أن جاء يوم انعقاده، وكان فى خارج مدينة موسكو التى سافر منها بغرض حضور المؤتمر، ففوجئ بموضوع السمنار، أو قل، عرف به فى آخر اللحظات، فركب وسافر خصيصا لحضوره .. وقد كان وشارك محمد (لا بورقة)، بل بمداخلة شفاهية مطولة جدا، تحدث فيها محللا طبيعة الثورة المهدية، وأهميتها الفكرية والتاربخية، باعتبارها ثورة للتحرر الوطنى ... إلخ .. وقد علت همهمات كالعادة واحتجاجات، وكتلك التى كانت تحدث فى السودان، وكلما هم م. ع. كبلو، أو يهم بالحديث، فى ندوة، أو محاضرة، وكأن عدوى (تلك الهمهمات) المحتجة على إعطائه الفرصة، قد انتقل فيروسها من الخرطوم لموسكو! المهم، وكما يحدث دائما كانت مشاركة كبلو (الشفاهية المرتجلة) حافلة بأقيم المعلومات والتحليلات التى ما خطرت على بال أي محتج مهمهم، بل بزت كل (الأوراق المدونة) التى جرى إعدادها فى فترة طويلة سابقة للسمنار وبكثير. مثل هذا المشهد المتكرر، حدث مرارا، وفي أكثر من مكان، وندوة، ومحاضرة، وسمنار ... بالخرطوم .. و فى كل مرة كان استغرابى يزداد، من مثل ذلك السلوك المتطاول، ومن تكراره (الغبى)، وفى ذات الوقت، كان يتضاعف احترامى وتقديرى لأستاذنا م. ع. كبلو .. ألا رحمك الله رحمة واسعة يا محمد، وبقدر علمك الغزير، ومعرفتك الموسوعية، وبقدر عطائك الثر، بلا مَنٍّ، أو أجر، وبقدر ما أفدتنا، وأنرت عقولنا.
علاء الجزولي
(نقلاً - بعد إذنه - عن صفحته في الفيسبُكْ https://www.facebook.com/aladdin.naiem/ ... 5923017584)
- ÈÇÈßÑ ßäÏíæ
- مشاركات: 87
- اشترك في: الثلاثاء مايو 02, 2006 11:29 pm
- مكان: سواكن
- اتصال: