"العودة"
-
- مشاركات: 1027
- اشترك في: الأحد مايو 08, 2005 8:09 pm
"العودة"
رسومات كتاب "العودة"، مجموعة قصصية جديدة لاستيلا قايتانو
راسلني خلال الشهور الأخيرة من السنة الفائتة، صاحب دار رفيقي للطباعة والنشر بجوبا، جمهورية جنوب السودان الأستاذ دينق قوج. وحدثني عن أن الدار بصدد إصدار مجموعة قصصية جديدة للكاتبة استيلا قايتانو، وطبعة ثانية من مجموعتها "زهور ذابلة" التي تم صدور طبعتها الأولى في 2004 عن دار عزة للنشر، بالخرطوم. سألني ما اذا كان بإمكاني ان اقوم بتصميم المجموعتين وعمل رسومات لمجموعة العودة. سعدت أيما سعادة بأن لديها قصص جديدة وأنني سأقوم برسمها. قرأت النصوص مرات عديدة وفي كل مرة ينتابني احساس مختلف، للوهلة الأولى بدت لي عنيفة للغاية، فهي، تصور العنف بلا رحمة، كأنها حرب في كتاب. ثم تبدت لي اشارات الألم والحزن والأسى، ثم الرغبة العارمة في تغيير كل ذلك. استيلا لديها مقدرة مدهشة على فتح منافذ للاحساس بالأمل ومحبة الحياة برغم الآثار الغائرة للعنف والحزن والألم في بلادنا.
**
إلتقيت استيلا قايتانو في الخرطوم في واحدة من زياراتها، تكلمنا عن البلاد والناس والحياة، عن قصصها وعن الرسم والفنون. سألتها عن كيف تتصور الرسومات في كتابها؟ قالت بأنها تتخيل أن تكون رسوماته "بسيطة وخطوطها رفيعة"، وكان تصورها متقارب مع ما كان في ذهني. عندما هممت بالرسم، جالت بخاطري الكثير من الأفكار لعمل رسومات تقارب وتعبر عن العنف والألم والأمل في النصوص بصورة شاعرية، رسومات تلفت الإنتباه وتعطي المتلقي فرصة للخيال في نفس الوقت. فكرت كثيراً، كيف أبدأ؟ ومن أين أبدأ؟ قرأت النصوص مرات ومرات، فبدا لي المدخل المناسب لرسمها، أن ارسم الصور التي علقت بذهني بعد قراءتي لكل قصة، واستكشفت اساليب رسمها بخامات مختلفة، رسمت بعضها بالحبر الأسود فوجدتني أميل أكثر للون البني الغامق عوضاً عن الأسود، فأخترته لكني اعتمدت على الكمبيوتر في رسمها.
ها هي الرسومات أمامكم\ن
إخترت لحظة وقوع البص من على الجسر في قصة "عبق مهن" لم أرسم البص لكني رسمت ركاب البص في الهواء والموج هادئ تحتهم\ن.
قصة "أمي.. أنا خائفة!"، اخترت ان ارسم الرعب في عيون طفلة صغيرة، تمثل اصغر اطفال الأم راوية القصة، حجم الطفلة صغير في مساحة الورقة الفارغة، لتضخيم احساسها بالخوف.
إمرأة (أم) باكية، مشطور جسمها لقسمين ليجاري الرسم قصة "نصف.. جثة كاملة!"
أحسب انها قصة تحكي قصة الأرض، بلادنا هي أمنا بلامنازع، تحكي فيها استيلا قايتانو عن فداحة وهول صنيعنا نحن أبناءها وبناتها!
وفي قصة "اقتل نفسي.. واحتفي!"، كتبت استيلا، على لسان الراوي، "حلق النسر بعيني الواحدة التي رأت كل شيء. كنت أحملق من عليائي على المشهد، فأصبت بالأسى." صورة لا يمكن ان تنمحي عن مخيلة من يقرأها. فرسمت مخلب النسر وهو يحمل عين وعلى الأرض جثث مكومة.
ثم رسم لقصتها "بحيرة بحجم ثمرة الباباي"، التي نشرت في مجموعتها الأولى، "زهور ذابلة".
شجرة (عائدة) رمزت للعودة بأن للشجرة أرجل واقدام، لتعبر عن قصة العودة، الذي اختارته استيلا ليكون إسم المجموعة القصصية، وهو الرسم الذي اخترته لغلاف الكتاب. ففي نهاية القصة يحكي الراوي عن ان ارجله مغروسة في الطين مثل جذور شجرة المانجو، هيأت لي هذه الجملة وجهة الرسم، فرسمت هذه الشجرة.
ولقصة الهروب من الراتب، رسمت نساء يحملن حجارة ضخمة على رؤسهن، رغم الهموم وعنت الحياة لازلن صامدات شامخات في وقفتهن.
القصة الوحيدة في المجموعة التي لم ارسم لها رسم مصاحب، هي القصة الأخيرة في المجموعة واسمها "كوستي". لعلي كنت سأرسمها إن كنت قد زرت جنوب السودان قبل صدور الكتاب، لا أدري!
وللحديث بقية.
إيمان شقاق- ابريل 2015
---------
** استيلا قايتانو وإيمان شقاق في الخرطوم من تصوير استاذ عبد العزيز إبراهيم
- لا اسمح بإعادة نشر هذه المادة إلا بإذن
آخر تعديل بواسطة ايمان شقاق في الجمعة إبريل 03, 2015 12:37 am، تم التعديل مرة واحدة.
-
- مشاركات: 1027
- اشترك في: الأحد مايو 08, 2005 8:09 pm
- عادل القصاص
- مشاركات: 1539
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm
-
- مشاركات: 1027
- اشترك في: الأحد مايو 08, 2005 8:09 pm
شكر وتقدير
شكراً لك عزيزي عادل، استيلا قرأت التهنئة وتشكرك عليها.
تجربة ممتعة، سأحكي عن جوبا ما قبلها ومابعدها.
لك تحياتي وتقديري
تجربة ممتعة، سأحكي عن جوبا ما قبلها ومابعدها.
لك تحياتي وتقديري
- إبراهيم جعفر
- مشاركات: 1948
- اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am
-
- مشاركات: 1027
- اشترك في: الأحد مايو 08, 2005 8:09 pm
-
- مشاركات: 1026
- اشترك في: الجمعة مايو 13, 2005 1:36 pm
- اتصال: