صدور كتاب (نخلة لا تنبت والابنوس)

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
تاج السر الملك
مشاركات: 823
اشترك في: السبت أغسطس 12, 2006 10:12 pm
مكان: Alexandria , VA, USA
اتصال:

صدور كتاب (نخلة لا تنبت والابنوس)

مشاركة بواسطة تاج السر الملك »

فلنبدأ بالشكر:
شكر وتقدير



أود أن أتقدم بالشكر و التقدير لكل من أسهم في إخراج هذا العمل إلى النور، ،أخص بالشكر السادة المدققين
وعلى رأسهم الصديق الأستاذ الخاتم المهدي، شكري الخاص إلى الأساتذة التشكيليين،
الدكتور حسن موسى
الأستاذ أحمد المرضي
الأستاذ طارق نصر
على رفدهم للعمل بأعمالهم الفنية
الأستاذ الدكتور بشرى الفاضل، له مني التحية على زمنه الذي تفضل بمنحه، لكتابة التقديم،
التحية والشكر لأخي وصديقي الأديب الأستاذ عثمان عابدين، على متابعاته المستمرة بشأن خروج
العمل، إلى مصطفي آدم ونجوي دفع الله، محبتي المستدامة، وإلى روح الفقيد عمر فتيحابي، سلام أبدي.
تاج السر الملك



صورة

للنسخ الموقعة
https://sites.google.com/site/elmeliksite/nakhla

تقديم يؤخر ولا يقدم
بقلم بشرى الفاضل



نخلة لا تنبت والأبنوس مجموعة قصص من نوع جديد ومفارق لجهة إبداعيته والمفارقة تبدأ من العنوان ففي قصة (في حضرة النجمة التي هوت) نقرأ "فضحكنا كلنا وبدا لنا أبونا مثل نبيّ يجوز له ما لا يجوز لغيره من البشر ، كان أبي مثل نخلة لا تنبت والأبنوس في تربة واحدة." وهكذا أخفى الكاتب عن عمد نصف الصورة القلميّة حتى من العنوان؛ وهو يفعل ذلك في نواح كثيرة من سرده الممتع في لغته الجديدة الجذابة التي رأى فيها قارئ مستنير صديق، ما أطلق عليه (خفة روح). وأقول لغته الجديدة لأنها تفاجئ القارئ بتبديلاتها وتنقلاتها لدى أي غفلة. ففي قصة (حضرة النجمة التي هوت ) تاريخ العنف الثالث حين أن المجموعة بها قصتان تحملان تاريخ العنف (1) وتاريخ العنف (2)؛ يحكي الراوي بطريقة محايدة طقوس القتل التي قام بها أبوه بتواطؤ مع الراعي وهي طقوس تختفي تفاصيلها وتبين.
حوت المجموعة سبعة وثلاثين قصة وبذا فهي مجموعة كبيرة وبها أخيلة متشعبة. يختلط الزمان بالمكان في هذه المجموعة اختلاطاً عجيباً جديداً؛ ففي القصة الأولى التي جاءت بعنوان (الجزيرة أبا) ، لا نقف عند حدود هذا الأرخبيل من الجزر بل ننطلق مع الراوي من أبا ونيلها وعبق تاريخها إلى كركوج ولا ننسى الشكينيبة عبر سياحة في كل السودان أما المكان فيتحول فجأة إلى زمان وإلى مستقبل " تلك قرية سعيدة ، ترقد في استرخاء قريباً من النهر الآخر الأزرق ، الذي يلتقي بالشاحب الحسائي في مستقبل مؤكد) أما النيل الأبيض يتم وصفه بصورة بليغة .
في نص (عقدي وعقد الجلاد) يقف القاريء محتاراً هل هذه قصة أم خواطر وذكريات فالشخوص كلها فاعلة في الحياة الثقافية والفنية في عالم اليوم في بلادنا ، لكن الفوارق بين النصوص حالة كونها حكياً إبداعياً وغير إبداعي تتقارب في السرد الحديث ودونكم صنع الله إبراهيم في (بيروت بيروت )؛ وغابرييل غارثيا ماركيز في (حالة اختطاف) والطيب صالح في (منسي). حسب الكاتب تاج السر الملك، أنه سرد لنا قصة بدايات عقد الجلاد وكيف أنه ساهم بقلمه عبر حوار في إضاءة بريق ذلك (العقد) في ذلك (العقد)
" ساعتان والخرطوم تفتح أجفانها على فصل جديد. نقطة تحول أصيلة في الفن السوداني."
تاج السر الملك حكاء مبدع تنتقل أخيلته في هذه المجموعة الباهرة من أرض السودان وسمائه ،ومركزية قصصه هي ودمدني السني، وتنداح الأخيلة والصور إلى الدنيا الجديدة مع سياحات في مختلف بقاع العالم لكنها قد تخرج من شاشة حاسوب ومن وديان ومن غابات ويقول تاج السر قولة الراحل عمر الطيب الدوش الشهيرة (ومني أنا). وهي سياحة في أزمنة مختلفة تمتد لعقود تصحب معها أحياناً (توب الزراق) في لباس نساء السودان ، لكنها لا تغفل رسم الصور البديعة للصبايا الجديدات في دنيانا التي نعرف وفي الدنيا الجديدة وعلاقات الراوي معها.
قبل:
القاص والمبدع في ضروب إبداعية عديدة تاج السر الملك كاتب متمكّن و سينطلق القراء معه في هذا السرد في أزمنة وأمكنة مختلفة وسط غلالة من الواقعية السحرية أصل شجرتها في حكي السودانيين مكين منذ طبقات ود ضيف الله ؛ و من قبل الأدب الشفاهي السوداني الضارب في القدم بشتى لغات أهلينا الشعوب بصيغة المفرد في سيرورتهم ، التي لم تصل إلى منتهاها بعد. ومثل هذا الحكي لبنة جرانيتية صلدة في عمران ثقافتنا من أجل تمتينها وتمتينه.
وبعد :
في السودان ساردون عظام؛ لم يكن الطيب صالح أولهم، وربما كان أبدعهم (حتى إشعار آخر!).وتاج السر الملك أحد هؤلاء الساردين العظام وهو ليس أولهم بداهة ولا أبدعهم لكنه من كبارهم. هذه الحكايات والقصص والصور أمتعتني وآمل أن تمتع القارئ الكريم .
بشرى الفاضل – جدة نوفمبر 2012م
صورة العضو الرمزية
مصطفى آدم
مشاركات: 1691
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 5:47 pm

مشاركة بواسطة مصطفى آدم »

كان سيسعد كثيرا بكتاباتك هذه يا تاج...فقد سبق أن أشار إلى شغفه بما تكتب رغم الداء ... وﻻ ريب في ذلك...فقد كان عمر فتيحابي. ..ساخرا بما يكفي أمة.
مبروك يا صديقنا...ولترقد أرواح من رحلوا من أحبابنا الراحلين( نعيمة الملك وعمر فتيحابي ) في سلام .
آخر تعديل بواسطة مصطفى آدم في الأربعاء نوفمبر 26, 2014 11:22 am، تم التعديل مرة واحدة.
صورة العضو الرمزية
مصطفى آدم
مشاركات: 1691
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 5:47 pm

مشاركة بواسطة مصطفى آدم »

حذف للتكرار
آخر تعديل بواسطة مصطفى آدم في الأربعاء نوفمبر 26, 2014 11:21 am، تم التعديل مرة واحدة.
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

تهانيّ بصدور هذه المجموعة ياتاج. الى مزيد من الخصوبة.
Ahmed Elmardi
مشاركات: 1279
اشترك في: الأحد مايو 08, 2005 8:08 pm

عن الغلاف

مشاركة بواسطة Ahmed Elmardi »

قمت بتصميم هذا الغلاف بطلب من الأخ تاج
أولا له التهنئة بصدور الكتاب

قدمت مقترحين (على غير عادتي) وتاج مال الى هذا فقلت: حسنا.
استخدمت عمل (ثري دي) أنجزته قبل سنوات عديدة ولكنى رأيت أنه مناسب هنا
باعتبار أن قليل من الإصدارات الأدبية من جهة السودان تحصيصا تميل الى هذا النوع من الإستخدام ودا ممكن يدي غلاف الكتاب قدر من التميز



كان علي إجراء تعديل طفيف بالأسباين ولكن سبقني سيف الطابع ولا بأس
صورة العضو الرمزية
تاج السر الملك
مشاركات: 823
اشترك في: السبت أغسطس 12, 2006 10:12 pm
مكان: Alexandria , VA, USA
اتصال:

مشاركة بواسطة تاج السر الملك »

تحياتي يا مصطفي

في البدء كان لابد لي من أن أشكرك وأختي نجوي لدعمكما
الحقيقي لكل ابداعات شباب وشيوخ الابداع من كتابة ورسم
وبيتكما الذي يستضيف دون انقطاع وفود المبدعين من كل حدب وصوب
فيرشوالي كنا معكم وتخاطرياً.
نعيمة الملك وعمر فتيحابي ونجوي ومصطفي.. هذه وشيجة من الدم
وعروة وثقى.. لنا جميعا السلام
صورة العضو الرمزية
تاج السر الملك
مشاركات: 823
اشترك في: السبت أغسطس 12, 2006 10:12 pm
مكان: Alexandria , VA, USA
اتصال:

مشاركة بواسطة تاج السر الملك »

شكرا لك اخي عادل القصاص
صورة العضو الرمزية
تاج السر الملك
مشاركات: 823
اشترك في: السبت أغسطس 12, 2006 10:12 pm
مكان: Alexandria , VA, USA
اتصال:

مشاركة بواسطة تاج السر الملك »

شكرا لأبداعات مرضي التي زينت صدر الكتاب
وللحقيقة فانني وما ان فرغت من الكتاب، تذكرت أعمال مرضي الرقمية
في Sudanese Artists وانتابني احساس بانها اقرب ما تكون لروح الكتاب
وكان ان طلبت منه أن يصمم لي الغلاف وفي عقلي تلك الاعمال
فكان ان اتحفني بغلافين (بدل واحد).. والغلاف الثاني بين ايديكم:


[img]https://www.sudan-forall.org/files/Bookd%20cover[1].jpg[/img]


وقد استخدمه في الطبعة الثانية ... طمع مبرر.
حافظ خير
مشاركات: 545
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:23 pm

مشاركة بواسطة حافظ خير »

طمعك مبرر شديد يا ملك! :)
الغلافين بديعات، ونتطلع لقراءة "نخلة لا تنبت والأبنوس" - (عنوان عجيب كعادتك في "العجابة"! وهي كما تعرف غير العجب..)

لو في فيسبوك كنت قلتني "أعجبني وسرَّ بالي"


see you soon
صورة العضو الرمزية
تاج السر الملك
مشاركات: 823
اشترك في: السبت أغسطس 12, 2006 10:12 pm
مكان: Alexandria , VA, USA
اتصال:

مشاركة بواسطة تاج السر الملك »

يا حافظ الخير
لي حق ولا مالي؟؟

نشوفكم في التدشين في حينه
سلامات
صورة العضو الرمزية
تاج السر الملك
مشاركات: 823
اشترك في: السبت أغسطس 12, 2006 10:12 pm
مكان: Alexandria , VA, USA
اتصال:

مشاركة بواسطة تاج السر الملك »


عقدي و عقد الجلاد


Love is not a feeling

Love is ability


إذا رأيت وجهها الآن غادة حسناء، فأنني سأستدعي ملامح وجهها الطفولي البريء، وسأستدعي وجه أبيها (معتصم الجعيلي)، يتأملها في المونيتور، يفصل ملامحها على الكلمات واللحن، بجرأته التي شهدتها قبل نيف وعشرين عاما، وعلى مكتبي حوار مبثوث في مئة ورقة (جورنال) تأكل بعضها إذا أدركها الجوع الى الحبر، حوار مقلق مع العالم البروفيسور (عاصم مغربي)، تحدث فيه بحماس عن الإجحاف في إتفاقية مياه النيل، وكنت اُدندن في سري

لأنِك عندي كُل الخير

وصورة ابنة صديقي العزيز الجعيلي عالقة بذهني، ووجوه الرجال الذين بايعوا الأمام، والأغنية التي صحبت صمت أكفهم المرفوعة
(ما حزنت اقول لقيتك اقول بكيتك)
ثم وبصوت اشد حسرة وعزما وجهرا
(الوليدات خلو حجرك ريح يفوفي) .....
ثم غابوا (عوض الله وعثمان ومنال وأنور ومجاهد)، وعادوا فوق بساط لحن منمق بسيط، (برش) أغلب الظن، (عثمان)، صورته في ذهني برداء الكاكي في زمان طفولة قصية، معلق على دراجة ذاهب أو آيب من مكان ما، وحين التقينا في حفل الكلية القبطية، كانت إلفة المكان طاغية، غمرني اللحن مثل طيف لنزهة جهة (ود كنان)، أو إنزلاق مفاجيء للدراجة وأنت تهبط دغل بيوت الطين في (العِشير) من المرتفع الذي تقف قبة (مدني السني) في عليائها، فلا تملك إلا أن ترفع يديك عن الميزان في ثقة، مستمتعا بوخز نسمات الحرية، جمالها ورعبها ( أمونة شن بتشوفي)، وأنت مغمض العينين : يا عيوني شن بتشوفي!
صورة إبنة صديقي الجعيلي عالقة في ذهني، وسوسن بنت اُختي ونعمات الأصغر منها سنا، ترقص كلما تعزيت بأغنية ( نورة- نعمه)، و أقسمت بأنها أمي أو أمرأة نعرفها جميعا، وأنها هي، يدفعني (عم محمد) سائق عربة الجريدة دفعا إليها، يؤكد لي بأنه صلى الإستخارة في شأننا، وأنه نام على صفحة جسده اليمنى، وأن قد صدقت الرؤيا، صدقته وصدقت (محمد زين) صاحب حديث الكاميرا، حوار الشيخ (حمد النيل)، وصدقت (التجاني سعيد)، وحتى حين كتب قصته الروسية القصيرة بأبطالها (اليوشا) و(فالنتينا) والسماور والبقسماط الأسود، وكيف أنها جازت على هيئة تحرير جريدة يومية شهيرة، فنشرتها تحت قائمة الأدب المترجم، وحين كتب قصائده البرمائية صدقته، وحين جلسنا في ازدحام شارع الجمهورية والغيم يظلل الخرطوم على غير عهد أبريل داخل (الموسكوفيتش) الخضراء الباستيلي، وحين رأيت الدمع في عينيه، أخفيت عنه علمي بأنه دمع الوجد عند المتصوفة، قبل أن يصرح لي بأنه في حضرة وحي يوحى، مضى الغيم وبقي الدمع حتى أبواب (دار الوثائق)، وفي المساء ذهبت إخواتي يحملن البرتقال وحلوى (الماكنتوش) تتبعهن أمي بمسبحتها، وحين أحنت رأسها بالموافقة، قلت لنفسي:

يا ولد، هل أنت (ماياكوفسكي )، أم غيمة في بنطلون؟

وكان عقدي بعد أسبوع من تلك الليلة.

أجريت حوارا تحت شجرة وقوفا أعرفها الآن لو إلتقيتها من بين كل الشجر، وأجابني (إبراهيم محمد الحسن) بود عميق على كل أسئلتي، ولم تكن عديدة ولا عميقة، ولكنها مقيدة بالدهشة، و(عثمان) رفض حواري واعتذر بأنهم في (عقد الجلاد) ليسوا جاهزين لنجومية بعد. وفي الحافلة (حنان النيل) تشدو بلا انقطاع، كدت اسألها سؤال المرأة التي التقت (إبرهيم عوض)

إِنت يا ابراهيم أصلَك ما بِتنوم؟؟؟

ليلا ونهاراً نذرع الخرطوم طولاً وعرضاً ووتراً، نبني عشها القماري قشة قشة، لا يأت الشريط الى ختام، حتى نستبدله بشريط (إبراهيم) ود المأذون الموسيقي، (جان ميشيل جار) السودان في ذلك الزمان.

Fast Forward

تسلم (حسن أدروب) مرتبه كاملا من مولانا صراف الجريدة، وكنت أقِف وراءه مباشرة، ولكنه رغما عن ذلك، إستدار نحوي، إنحنى ناحيتي وبصوت ميلودرامي خفيض قال لي

(التاج أخوك مفلس، ما معاك مية جنيه سلف لمن أصرف؟)

حسن يا سادتي وفي أعراف أهل (مدني )، يسمي (مُقَرّم)، ولكنه ليس بالتقريم الذي ينطلي على أصغر صبيانهم، إتفقت معه على أن يأخذ عرضه إلى (عبد الرحمن الحلاوي)، وأن يحسن من توضيب الإنتفاخ البائن لعمة (النميري) في جنيهاته، دعا لي بالخير، وما لبثت أن سمعت احتجاج الحلاوي وحلايفه، ثم فردا فردا حتى نهاية الصف، وانتهى الأمر بلعنات ظل أدروب يطلقها حتى اختفى وراء (الفيحاء).

Rewind


فرحت بالإعلان الذي أصر (عوض الكريم العراقي) على نشره في صفحتي الوسط، فقد وفر على مادة كاملة استطيع نشرها في الغد، أخذني معه في سيارته التي دون سقف ودون زجاج أمامي، لبسنا نظارات سوداء عوضاً عن الزجاج تقية السموم والغبار، وحينما عدنا من غزوتنا لدار الإذاعة، تعرف علينا الناس بأحذيتنا، غسلنا وجوهنا وأيادينا إلى المرافق، ومسحنا رقابنا، وأعملنا الخلال في نبش (الأفرو)، استبانت فرحة (محجوب عروة ) وهو يطالعنا من شباك مكتبه فصاح
ماشاء الله، تاج السر وعوض الكريم بيتوضوا للصلاة.
وكان ناقما على حوار أجريناه مع ( محجوب شريف) في بيت السوق.


(فؤاد) الجِمِّيع كان يدخن سيجارة طويلة لا نهائية، ممتدة من الأبد وإلى الأبد، سيجارة لعله تخيرها من (جراب سيدنا اسماعيل)، أذا جئته بعد عام، وجدتها معلقة منغرزة بين شفتيه، لم تصل الى نهايتها بعد، ونصفها الأمامي رماد متماسك يهم بالسقوط ولا يسقط‘ تماما كما يرسمها (عزالدين عثمان) في افواه شخوصه الكاريكاتورية، في صوت فؤاد غلظة آمرة من غير سوء
السر الملك .. وين عمود شيء من الفن؟ الليلة حشَّرت لمنو الليلة؟

حتى أخذني (هاشم صديق) إلى المحكمة، وفي معيتي (وديع خوجلي)، عليه كل مزن الرحمة تهمي حتى لا يتبق فيها قطر.

خالجني شك لازمني طويلا، أن القيامة ستقوم في اليوم الذي يكمل فيه ( فؤاد) سيجارته، مثل خوفي من أن يضطر الشيخ (العليش) للمبيت في مدني (يا حرقة يا غرقة).


جاءت (صفاء) متكدرة، تمسك أعلى ذراعها اليمنى، وقبل أن تجيبنا على تساؤلاتنا، وجدتنا جميعا نقف في صف تطعيم السحائي بعمارة الفيحاء، فعدنا أكثر كدرا، إلا (عوض الكريم) فقد كان في كامل وسامته وبهاءه، يتحدث في الهاتف
(خخخخلاس الساعة سسسسستة)
وكن يعشقن تأتأته البنيات، فكدنا أن نقلده لولا أن تأتأتنا لم تكن في وسامة تأتأته.


Play

إزدحمت صالة الشارقة بالناس، شققت درباً وعراً بينهم، ولكنهم وقفوا سدا بيني وبين (عثمان) والجلاد، حاولت أن أغمض عيني وأرفع يدي عن الميزان، فلم تفلح دراجة الوهم في الإنزلاق، ثم ساد صمت، ثم أصوات عذبة تبادلت غناءا ومدحا، ومشاعر غابرة، وأخرى آسرة، وانزلقت دراجة وهمي حتى غرفة قصية في نهاية المبنى، (عثمان عوض الله مجاهد منال و أنور)

جاهزين للحوار

ورق الجورنال الأصفر القميء تركته يأكل في حواره على سطح مكتبي، ولا قلم، وتذكرت صفحتي الوسط و(فؤاد) لعله في طريقه إلى بيته

قلت للجلاد

وأنا جاهز


كتبته حرفا حرفا في عقلي ونسة ممتدة بين الفواصل

قلت لعم (محمد) أود العودة للجريدة

يا الملعون انت ما خلاص يومك إنتهى


حدثني في طريق العودة عن الإستخارة ولكنني كنت مشغولا عنه بدراجة في خاطري أصعد بها تلة وأنزلق بها في دغلة من بيوت الطين أتجول في أسرار أزقتها.
ساعة وفؤاد قد فرغ من طباعة الحوار، فسقطت من فمه السيجارة ولم تقم القيامة
ساعة أخرى و(الفادني) أتي بالصور من معمله الساخن
ساعة وصفحتي الوسط اللتين اشتراهما عوض الكريم قد سقطتا في قبضة (الجلاد)

ساعتان والخرطوم تفتح أجفانها على فصل جديد
نقطة تحول أصيلة في الفن السوداني

شهر واحد وانا في طائرة تحملني عبر الأطلنطي وفي حقيبتي ترقد (أمونة بت حاج أحمد)
اسبوع في واشنطن وصديقي (محمد عبد العظيم سيد) يسائل الناس
الجاب الشريط ده منو من السودان؟؟


إذا التقيت ووجها الآن غادة حسناء، سأسألها أين ذهب ذلك الوعد الندي الذي اتت به الأنتفاضة؟


صورة
أضف رد جديد