سياحة في حقل ألغام محجوب شريف

Forum Démocratique
- Democratic Forum
محمد عبد الجليل الشفيع
مشاركات: 155
اشترك في: الجمعة إبريل 01, 2011 11:11 am

مشاركة بواسطة محمد عبد الجليل الشفيع »

كتب الوليد يوسف:

هو في شعر ما غنائي؟

سئمت هشاشة الترميز
مابعد الزبى ياسيل من شئ
لمن ياطبل والخرطوم غائبة وأمدرمان والنيلان يختلفان
والأطفال في الخيران
والحرب الدمار الجوع
كيف الحال ؟ لاتسأل عن الكيف
حبيبي أنت ياوطن النجوم الزهر .. سلهم كيف
عبد القادر الكتيابي

وكتب الدكتور مبارك بشير:

أواصر - إلى محجوب شريف


أبوي بشير
وصاني قبال ما يموت

لا تمدح الحكام مصيرم
تنحرف بيهم غشاوات البيوت
يطيب مقامم في الدهاليز الشراك
والمنافقين حولهم ما بستحوا
ياكلوا راسم بالكلام الهبهاني

أصلو مما هذه الدنيا ابتدت
قصة السلطة ابتدت
حجوة الزول الفلاني
كيف يشوف وسط البهارج
والسرايات البوارج
والطبول الخاوية في هرج الحشود
دمعة صغير !

أبوي بشير
وصاني قبال ما يموت
لا تمدح الدهب المجمر
الخزاين
لا تضوق طعم الثمار المرة في تلك الجناين
ما تعاين في الوجوه الناديه
ما عطشانه أو رويانه
في الآخر شرابم سلسبيل
من علقم الناس المساكين في الضهاري
من حنضل الغبش المنازل في المجاري
الدم عرق سال في الهدوم .. الما هدوم
العضام مرقت على لحم الجلود قبل الفطام
غضبانة من غفوة ضمير!!

طول عمري حافظ للوصيه
لا ينكسر قلم الكتابة على مخدات البنوك
ضهبان دوام عمداً من الناس البليه
واقفين على باب السلاطين الهلوك
مع أنو ما فضل على وش البلد
درهم حرير

وبغني لمحجوب شريف
رضيان ومرتاح الضمير
لا خيل بيسرجه لي هديه
ولا دنانير!
لا راجي منو عشم وظيفه
في المجال السندسي

محجوب شريف
إنسان نضيف

جانا من عرب المدينة
بالنهار (عنوانو مدرسة الأساس)
في المساء يكتب أغاني
شاعر الشعب المفضل
والأثير

وهكذا اشتقت مرة أغني ليك
زي ما بتغني .. لينا كلنا .. للجميع

بصراحة يا محجوب شريف
والله لا يائس ولا خايب رجا
حكمة قصايدك بعرفه
كل الحبيبات (الجميلات مستحيلات)
هذا الوطن سر أغنياتك من زمان

من إيدي لايدك نغازك
في البلاد الملهمة

هذا الوطن حدادي أو مدادي
قد أوشك يضيع بين الأعادي

كيف ترضى يا سمح الأناشيد والغنا
وانت الذي صارعت كل الأنظمة
وسرجت خيل كل القضايا في الوطن
نسجت من وتر الشهادات القصايد
كل المشاعر مستعدات للشجن
نحنا انتصرنا بيك في كل الظروف المؤلمة
محجوب زغاريد النساوين التعابى
محجوب أغاريد الوليدات والبنيات
الشقيات والغلابه
محجوب تباشير الصباحات البترجع
بعد الليالي المدلهمات والوجع
محجوب حنان طفلا كبير
لاكنو دايما مفتري
على كل ظالم ومدعي

كيف ينحني هذا المغني المستحيل
هذا الذي صدع الطواغيت الصغار
قدام زيادة سكري
حافظ خير
مشاركات: 545
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:23 pm

مشاركة بواسطة حافظ خير »

مرت الأشجار
كالخيال أحلام
ناس لطاف وظراف
ما بين غزال وزراف
ما بين ظلال وغمام
مرت الأشجار
طابق طبق طابقين
في ضلهن كرتون
حر والسقط أولاد
تحت المطر يا جون
لا عندكم عداد
ولابوهيتك كم لون
ما احتجت لي حداد
يوما ولا نجار
وكنت ألطف جار
ومرت الاشجار
الباقي تحت العين
حيث الرماد أحجار
من يوما داك فاقداك
كل الدروب فوق راي
ياخيت وهيت ياكيت
حس المقص بكاي
سكسك سنون براق
نار الفراق جواي
أمونه ست الشاي
صمت الكبابي عويل
برادا ساكت ساي
ياحليل تريزا قريب
كانونا كان بي جاي
ياحليل جناها جناي
هم يسألون وعيون
تحزن تقول باي باي
يا منتهي الأشواق
اتمحن الكنتين
والنيمه ذات الساق
القدره كم تشتاق
كم كمشه مويه فول
سمسم عمل زقزاق
وين الملامح ديك
يازحمه البصات واللفه والدقداق

ليل القهاوي حزين

عدد الكراسي فراق
جفت عروق السوق

ريق الطريق العام

واتحتت الأوراق

---------

وين ياسواد العين

مشهد علي صعبان

شبان وهم حبان

تحت النجوم الفوق

في عتمة الميدان

الشوق بلا بيبان

من وين ذهاب واياب
وكلاهما تعبان

ابنوسة اللاوو

ياحليلا غصن البان

جمر الحصي الوقاد

علا الكتف أركان

ميري الفراق بي طال

وسال سيل الدمع هطال
لكنو مهما كان

لو بالوسم سكان

لو بالرسم جيران

متين بقيت يانيل

عددا من الخيران

نتدفي بس أو قول

نعزم بعض يوم داك

بنولع النيران

محمد عبد الجليل الشفيع
مشاركات: 155
اشترك في: الجمعة إبريل 01, 2011 11:11 am

مشاركة بواسطة محمد عبد الجليل الشفيع »

محمد عبد الجليل الشفيع كتب:كتب الوليد يوسف:

هو في شعر ما غنائي؟

سئمت هشاشة الترميز
مابعد الزبى ياسيل من شئ
لمن ياطبل والخرطوم غائبة وأمدرمان والنيلان يختلفان
والأطفال في الخيران
والحرب الدمار الجوع
كيف الحال ؟ لاتسأل عن الكيف
حبيبي أنت ياوطن النجوم الزهر .. سلهم كيف
عبد القادر الكتيابي

وكتب الدكتور مبارك بشير:

أواصر - إلى محجوب شريف


أبوي بشير
وصاني قبال ما يموت

لا تمدح الحكام مصيرم
تنحرف بيهم غشاوات البيوت
يطيب مقامم في الدهاليز الشراك
والمنافقين حولهم ما بستحوا
ياكلوا راسم بالكلام الهبهاني

أصلو مما هذه الدنيا ابتدت
قصة السلطة ابتدت
حجوة الزول الفلاني
كيف يشوف وسط البهارج
والسرايات البوارج
والطبول الخاوية في هرج الحشود
دمعة صغير !

أبوي بشير
وصاني قبال ما يموت
لا تمدح الدهب المجمر
الخزاين
لا تضوق طعم الثمار المرة في تلك الجناين
ما تعاين في الوجوه الناديه
ما عطشانه أو رويانه
في الآخر شرابم سلسبيل
من علقم الناس المساكين في الضهاري
من حنضل الغبش المنازل في المجاري
الدم عرق سال في الهدوم .. الما هدوم
العضام مرقت على لحم الجلود قبل الفطام
غضبانة من غفوة ضمير!!

طول عمري حافظ للوصيه
لا ينكسر قلم الكتابة على مخدات البنوك
ضهبان دوام عمداً من الناس البليه
واقفين على باب السلاطين الهلوك
مع أنو ما فضل على وش البلد
درهم حرير

وبغني لمحجوب شريف
رضيان ومرتاح الضمير
لا خيل بيسرجه لي هديه
ولا دنانير!
لا راجي منو عشم وظيفه
في المجال السندسي

محجوب شريف
إنسان نضيف

جانا من عرب المدينة
بالنهار (عنوانو مدرسة الأساس)
في المساء يكتب أغاني
شاعر الشعب المفضل
والأثير

وهكذا اشتقت مرة أغني ليك
زي ما بتغني .. لينا كلنا .. للجميع

بصراحة يا محجوب شريف
والله لا يائس ولا خايب رجا
حكمة قصايدك بعرفه
كل الحبيبات (الجميلات مستحيلات)
هذا الوطن سر أغنياتك من زمان

من إيدي لايدك نغازل
في البلاد الملهمة

هذا الوطن حدادي أو مدادي
قد أوشك يضيع بين الأعادي

كيف ترضى يا سمح الأناشيد والغنا
وانت الذي صارعت كل الأنظمة
وسرجت خيل كل القضايا في الوطن
نسجت من وتر الشهادات القصايد
كل المشاعر مستعدات للشجن
نحنا انتصرنا بيك في كل الظروف المؤلمة
محجوب زغاريد النساوين التعابى
محجوب أغاريد الوليدات والبنيات
الشقيات والغلابه
محجوب تباشير الصباحات البترجع
بعد الليالي المدلهمات والوجع
محجوب حنان طفلا كبير
لاكنو دايما مفتري
على كل ظالم ومدعي

كيف ينحني هذا المغني المستحيل
هذا الذي صدع الطواغيت الصغار
قدام زيادة سكري
صورة العضو الرمزية
ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ
مشاركات: 236
اشترك في: الاثنين يوليو 28, 2008 11:15 am

مشاركة بواسطة ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ »

أوعَك تخاف

محجوب شريف

يا من تموت بالجوع وقدامك ضفاف
والأرضِ باطنها ظلَّ مطمورة سواك
عطشان وقد نزلت عليك
أحزان مطيره
مُزَن سماك
الدنيا أوسع من تضيق
قوم أصحى فِك الريق هتاف
إن الذين أحبوا روحهم ضيَّعوك
وبيَّعوك أعز ما ملكت يداك
أوعَك تخاف
الخوف محطه محطه ما سكَّة وصولك للطريق
إن الأيادي الحُرَّه ما بْتشعِل حريق
تبْ ما بْتقيف تستنَّى قدامها بْتشوف
يَحْتِل غريق تلو الغريق
ما تنسى إنك كنت صاحب راي وبيت
أهلا حباب لو دقَّ باب
عندك مخدَّه وعنقريب هبَّابي،
لمَّه وقهقهات
تصحى وتنوم وتقوم معطَّر بالنشاط
تنعس وقع في لحظه من إيدك كتاب
وقلم كما برق السحاب
يتهادى ما بين السطور
كان سرجو كرسي الخيزران
عند المغيرب رادي
بغ بِنْ المزاج
يدخل من النفَّاج عليك عثمان حسين
يا عُشرة الأيام تمام
أهو دا الكلام
يا سلوى جك المويه
أعملوا لينا شاي
الأسره ممتده وحِداك جيران لطاف بي جاي وجاي
جار المسيحي سكن إمام
إلفه ومودَّه وقرقراب
والناس قُراب
ناس من نيالا وآخرين
من وين ووين
هسَّع جهنم في الحقيقه معسكرات
من أين جاءكَ هؤلاء
ما جونا من قيف السراب
أو جونا من خلف الحدود
بل جونا من جوّانا هم حُترب
هنالك باقي في حلق الكلام
تلك البذور الراكده في قاع الجُراب
ما اتنفَّست فلق الصباح
نفس الأزقة الفيها
سكَّتنا الكلاب..
ولكم وكم غلب الغُنا السمح النباح
كم نحن أحياناً شربنا المويه
من كاس الجراح
من بين أصابعنا المخدَّره بالسُكات
من بين مسامات العيوب..
يا الله مين جلَد البنات
جلداً موثق في القلوب
وسكتنا ساي
جُوّانا منْ فصل الجنوب
هم عَسَّموك وقسَّموك خلُّوك مشتت في الدروب
حدَّادي مدَّادي الوطن قد كان
حليل الأغنيات
يا أيها الأسف الشديد
أكتب نشيد من تاني أجمل أمنيات
لا للشهيد تلو الشهيد
إلا إذا خطأً وصدفه تِحِتْ هدير التنميه
موت الله ساي حتماً أكيد
أو جانا من خلف الحدود
وطن الجدود وطن الجدود
نفديك بالأرواح نذود
من بعد ذلك يا جميل
أحلم بما لك من حقوق
كشك الجرايد في الصباح،
كيس الفواكه والملابس والكراريس والحليب
نكهة خبيز والدنيا عيد إنسان عزيز
وطن سعيد والشعبِ حر
وطن التعدد والتنوع والتقدم والسلام
حيث الفضا الواسع حمام
والموجه خلف الموجه والسكه الحديد
حرية التعبير عبير
تفتح شهيتك للكلام
النهر ما بِستأذن الصخره المرور
جهراً بِمُرْ نحو المصب
أمواجو تلهث من بعيد
أكتب نشيد راسخ جديد
الشمسِ تشهد وبرضو أستار الظلام

السبت 7 سبتمبر ألمانيا
أرض الله ما كبْوتة
ãÈÑ ãÍãæÏ
مشاركات: 131
اشترك في: الجمعة إبريل 01, 2011 1:53 pm

مشاركة بواسطة ãÈÑ ãÍãæÏ »

غايتو مع إني شايف كلام هشام آدم دا "ونسة" ساي، إلا إنو معظم الردود عليه بعاليه لا علاقة لها بموضوع البوست البتة!
يا أخوانا، بدل التعتيل الغير موضوعي لأشعار محجوب شريف وجلبها للبوست، شوفوا الزول دا قال شنو وردوا عليه، أو أعملوا زينا وما تردوا!
حافظ خير
مشاركات: 545
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:23 pm

مشاركة بواسطة حافظ خير »

يا مبر
قلنا نستفيد من كلام هشام آدم الـ "ونسة ساي" دا
نقوم نتونس ونآنس بي أشعار محجوب شريف التي نحب... :)

"كل الجروح بتروح
إلا التي في الروح "
....
محمد عبد الجليل الشفيع
مشاركات: 155
اشترك في: الجمعة إبريل 01, 2011 11:11 am

مشاركة بواسطة محمد عبد الجليل الشفيع »

(1)
غطى الجبال الليل
لكن هدير السيل
لكن صهيل الخيل
نار الغضب والجوع
تحت الجبل مسموع
يضووا عز الليل

( 2 )

والموج شديد الظلام
غطى الشهيد الهمام
لكن دماهو بتقيد
لكن طريقو المجيد
ابداً شديد الزحام
رايات ترفرف غمام
ينزل رزاز النشيد
والنجمة تلمع هناك
رغم المكان البعيد

( 3 )

والنهر عبر السنين
يزحف بعنف وبلين
في الليل بيلمع يبين
فارس بسيفو السنين
يحمينا حضنو الامين
نطلع بكتفوا الشمال
ننزل بكتفوا اليمين
لكنو مين يقدر يقول
أنا سيدو مين

( 4 )

في منحنى الدرب الطويل
الحبة تفلت من جراب
عابر سبيل مسكين هزيل
عطشان يموت في السكة
ما يتم الرحيل
تكبر تشيل تلبس جميل
تصبح مقيل عابر سبيل

( 5 )

عصفورة من أخر بلاد
في رحلة لي أخر بلاد
تعرف مواعيد الحصاد
وكل دورات الفصول
وأنضر ايام الحقول
وتعادي أسراب الجراد
وتنادي لوكركب زناد
صياد على العش والولاد

( 6 )

أنسانة ابسط ما يقال
لو صاح
اعز من النساوين الرجال
أنثى ولا دستة رجال
تمشي وما بتطأطي
ما بين بير وشاطي
تطلع عالي واطي
نهارها مع السواقي
وليلها مع الطواقي
وعمرها للجهال

( 7 )

والنملة في الصف العجيب
وعلى انفراد
نفس النشاط والأنضباط
نفس الحماس
تسعى وتجيب ولا من رقيب
ولا حتي في الأمر التباس
ولا في اختلاس
أحسن كتير من بعض ناس
ولا في اختلاس
وهيلا .. وهيلا هيلا .. هيلا
تلقى تفسها في سفينة
وهيلا .. وهيلا هيلا .. هيلا
تاني في شارع مدينة
والحكمة بنفس الحماس
تلقاها في الصف العجيب
كم مرة تهرب من مداس
من طفل عابث ومن لهيب
بالحبة تمسك في عناد
الحبة ملك الاتحاد

( 8 )

والحكمة في مر السحاب
والعلاقة البينو ما بين الجذور
واللسة في الباطن بذور
وغنا الطيور
والمعركة الدارت تصلصل
بسيوفها وبالحراب
والعلاقة البينو بين الغابة والهبابة
والربابة والمنديل
ومجرى النيل وضلفة باب
وبكية طفلة في الكتّاب
تفتش عن قلم رصاص
وقع في الباص
وحس رصاص هدر في ناحية
فيها العيش حكر للجيش
بتاكل من زمن مافيش
وتشرب من زمن مافيش
وكان اضراب

( 9 )

والشمس تطلع يبين
ادق ما في الجبال
تبدأ الموانئ العظيمة الهدور
وتصحى المصانه بيهمة وتدور
ووتملأ الشوارع وكل الجسور
وتشفى الصدور
جموع الشغيله خطاها ثقيلة
تخلى القصور تحس بالفتور
وحمى الزوال

( 10 )

تصحى المدينة
تقوم تستحم وتولع سيجارة
تدخن تسخن بشاى الصباح
وحق الملاح وسيد الجزارة
وتقعد تدندن تخيط زرارة
ترتق هدوما وتفتق هموما
وتسب الحكومة وتفن الريال
وتنفض سريعاً غبار النعال
وتنزل تواجه مشاكل عويصه
تشرّط قميصا وتدق العيال
ليه العيال يعيش النضال
يخلى الحكومة تدخن تسخن
بنار الكفاح
وتقعد تطنطن لحدي الصباح
بتطلع بتطلع حزينة وكتومة
تشرّط هدوما وتخش المصحة
يعيش الأصح يعيش النضال
وضروري النضال
صورة العضو الرمزية
ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ
مشاركات: 236
اشترك في: الاثنين يوليو 28, 2008 11:15 am

مشاركة بواسطة ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ »


يا مبر ياخي انحنا عتلنا بعض قصائد محجوب شريف للبوست عشان نساعد اخونا هشام آدم. دا عمل خير ياخي. محجوب بكتب الشعر من ستينات القرن الماضي و حتى قبل ساعات من رحيله. و اخونا هشام ادم من كل هذا البحر الشعري العريض اخد ليهو سبعة نماذج، عبارة قصائد كاملة او اجزاء من قصائد و يود لو يعمم ما حصل عليه منهن على كل تجربة محجوب شريف الشعرية. اهو انحنا بننوره بما غاب عنه من الصور و الخيال و ربما الافلام فى شعر محجوب شريف، و غرضنا شريف.




ربما أعود فى عتالة جديدة
أرض الله ما كبْوتة
ياسر زمراوي
مشاركات: 1359
اشترك في: الاثنين فبراير 05, 2007 12:28 pm

مشاركة بواسطة ياسر زمراوي »

[font=Arial]يامبر يااخوى

فى حاجة اسمها كلام ساااااى , بعدين كلام هشام ادم ده ماكلام ساااى , الزول ده مقعد لى كلام
بالمداخل النقدية والتماهيد النظرية التى اراها ممجوجة بالتأملات الواهية لتنميط الشعرى من الغنائى


هشام ادم
اتساءل كالنابش دوما الوليد يوسف هو فى حاجة اسمها غنائى وحاجة اسمها ماغنائى, الشعر كلو تغنى باللحظة
المسروقة من اقدارنا المعيشية افرادا وجماعات سواء كان بفعل مؤسسى او بفعل فردى داخل تصاريف حياتية
واى نص يكتب عما وراءه من خيالات وصور وجماليات , محجوب ابان عن حيوات كاملة مضاعة بضربات سريعة وبمفردات مصاغة
من الواقع اليومى كما من المفردة الشعبية بتداخلاتها اللغوية بين لغة الوسط ولغة الاطراف وكذلك لغة الرندوك والمهمشين
ولغة الاعمال والوظايف والمهنيين والحرفيين والعمال مصطلحات حية واحلام تعيش فى تناقض مدهش بين الحلم والواقع موجع فى محتواه
لكن حى بلغة الامال والاحلام وهكذا كان الراحل المقيم بيننا , فلنحافظ على ماتبقى لتحمل ويلات القيامة الارضية
ãÈÑ ãÍãæÏ
مشاركات: 131
اشترك في: الجمعة إبريل 01, 2011 1:53 pm

وما الغناء؟!

مشاركة بواسطة ãÈÑ ãÍãæÏ »

أعزّائي، حافظ،أبوبكر، وياسر، عليكم السلام ولكم الإحترام.
يبدو لي أن "ونسة" هشام آدم التي لم يأتي بها أحداً من قبله، بوجود شعر وشعر غنائي، قد أنطلت عليكم. ليس هذا وحسب، بل أتضح أنكم تشاركونه ذات الرؤية حيال الشعر بدليل إجتهادكم في تخليص شعر محجوب شريف من (تهمة؟!) الشعر الغنائي! [هل هنالك تهمة أفدح من ألا يتحول الشعر لغناء؟!]

أسمعوا يا أخوانا، لا أعتقد أن هشام آدم جاهلاً بشعر محجوب شريف حتى تذكروه به، كما أن هذا البوست لا يفيد بأن هشام جاهلاً بالشعر وضروبة بقدر ما أنه يفيد بأن صاحبنا هشام آدم وصاحبه الآخر "كريس روبلي" يجهلان كل الجهل بمعنى الغناء وضروبه! وبناءً على ذلك دعوني أقول لحبيبنا هشام آدم: إنت للأسف بتقرأ في الجريدة بالقلبة، فبالله عليك قبل ما تنضم لينا في قصة تصانيف الشعر دي تعال أنضم لينا في قصةالغناء وتصانيفو عشان بالمرة تعرف فداحة "هرطقاتك"!

آخر تعديل بواسطة ãÈÑ ãÍãæÏ في الخميس نوفمبر 27, 2014 7:37 pm، تم التعديل مرتين في المجمل.
ãÈÑ ãÍãæÏ
مشاركات: 131
اشترك في: الجمعة إبريل 01, 2011 1:53 pm

Re: سياحة في حقل ألغام محجوب شريف

مشاركة بواسطة ãÈÑ ãÍãæÏ »

هشام آدم كتب: فالغالبية لا تتقبل النقد أو المساس برموز بعينها تراها أو تعتبرها أيقونات لها ثقلها التاريخي والثقافي. وحيث أنني ضد مفهوم القداسة التي تعني –ضمن ما تعنيه- تعطيل النقد، وأرى أنه لا شيء فوق النقد على الإطلاق، فإنني قررت خوض معركتي الخاصة في نقد تجربة الشاعر محجوب شريف بصورة موضوعية للغاية.

بقدر ما أن هرطقات هشام آدم في البوست كله لا تنبي بمعرفة بمعنى الغناء وتصانيفه، فهي أيضاً، ومن خلال هذا المقتبس، تنبي بأن هشام آدم لا يعرف شيئاَ عن معنى النقد ومراميه، وهو مثله مثل سائر العوام يعتقد أن النقد يعني تعداد المساوي فقط دون المحاسن!
صورة العضو الرمزية
ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ
مشاركات: 236
اشترك في: الاثنين يوليو 28, 2008 11:15 am

مشاركة بواسطة ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ »

سلام يا هشام آدم
ياخي و الله انا كان عندي اٍعتراض من البداية على عنوانك الذى أخترته لهذا المقال. و مصدر اٍعتراضي هو حكاية حقل ألغام محجوب شريف دي. و شرحك للمقصود منها لم يقنعي. حتى اذا سلمنا به جدلا، فهو بالتالي ليس حقل الغام محجوب شريف، ربما حقل الغام جمهوره و معجبيه. لكن من قرائتي للمقال للمرة التانية أكتشفت ان حقل الالغام الحقيقي هو مضمون المقال نفسه. يا هشام أنت كتبت مقال عبارة حقل الغام فى ضمونه و صرت تقفز من نقطة الى أخرى حتى تتفادي كل لغم زرعته فى طريق نفسك و الامثلة سوف توضح ما أريد قوله.

نقطة أولي حكاية شاعري غنائي:
من الواضح جدا ان مسألة تصنيفك للشعراء الى شاعر غنائي و شاعر هو تصنيف ينطوى على حكم قيمة. هذا شاعر و هذا شاعر غنائي ساي كما جاء فى قولك ان محجوب شريف “لم يكن سوي شاعر غنائي و لم يكن شاعر!”. حكم القيمة هذا هو أول الالغام التى زرعتها فى طريق نفسك و من ثم صرت تتقافز فى بقية المقال لتتفادي انفجاره تحت قدميك. رغم انك فى بطن المقال عدت تكرر انه التصنيف ليس بغرض المفاضلة، لكن بقية التفاصيل لا تعينك فى هذا الاتجاه. بل حتى العنوان اتخذته يوحى بانك تعلم بالبداية بمحتوى هذا الفرز التقليل من فكرة الشاعر الغنائي لذلك توقعت ان هذه المسألة خطرة و اشبه بالسير فى حقل الالغام.

من عجائب الامور هو ان الشعر العربي فى أصله هو شعر غنائي. حسب التعريف الكلاسيكي للشعر فى اللغة العربية، اذ يُعرّف الشعر على انه هو الكلام المقفّى و الموزن. مقفى و موزن، بالتالي بالضرورة هو غنائي، اي يحتوى فى بنائه الذاتى على جرس موسيقي او اٍيقاعي سابق لاي محاولة تلحين. و وجود هذه الاجراس الايقاعية هو ما مكن الخليل ابن أحمد من اٍستنباط الاوزان المحتملة التى يجرى عليها الشعر و أسماها بحور الشعر. و عليه، فمن يكتب الشعر الغنائي يحقق شروط الشعر العربي و هو أولى من غيره بصفة الشاعر. كان ما أخاف الكضب، الشعر العربي غير الغنائي ظهراً و ذاع حديثاً فى العربية. بالكتير فى الفترة من منتصف القرن الماضي. و هنالك شبه اٍجماع على هذه الموجه الشعرية الجديدة فى العربية هى حالة تاثر و اٍنفعال بالتجربة الشعرية للخواجة الامريكي تي اٍس اليوت (1888- 1963) و بخاصة قصيدة الارض الخراب او اليباب. و هذا ما دعي عبد الله الطيب الى كتابة عدة مقالات فى هذا الشأن بمجلة الدوحة القطرية تحت عن عنوان الفتنة باليوت خطر على الادب العربي (عجب الفيا SOL, 2003). و هى المقالات التى صدرت لاحقا فى كتاب بعنوان: حتام نحن مع الفتنة باليوت. أذكر انني أطلعت على الكتاب فى زمن قديم قبل ادخل عام الانترنت لكنني لم أفهم منه الكثير فى ذلك الحين. المهم، بالطريقة دي يبقى من يكتب الشعر الغنائي هو الشاعر و ما دون ذلك محل نظر.

من الواضح ان التقسيم اٍعلاه يصنف الشعر الى العربي الحالي الى نوعين عامين. اول: شعر مقفى و موزن، باختلاف درجاته القافية و الوزن و اٍستعامل الفصحي او العامية و هذا يمكن ان تدرج فيه نماذج شعرية مختلفة، مثلا: التجاني يوسف بشير و المجذوب و عبد الطيب (كنماذج للشعر الفصيح) الى حميد و القدال و محجوب شريف كنماذج لشعر مقفي احياناً او ذو جرس و ايقاع بدرجة ما، لكنه يستخدم العامية. و نوع تاني: هو التجارب الشعريه الاليوتية ان جاز التعبير، اي الشعر الحديث الذى لا يعنى بتفاصيل القافية و الوزن و الموسيقي و هذا أجده عند محمد عبد الحى، عاطف خيري، الصادق الرضى، محمد الصادق الحاج و غيرهم. (غياتو دا كلو تقحّم مني ساكت، لو فى زول عندو شورة اخرى، نسمع و نتعلم).

المشكلة الاساسية فى تحليل هشام هى انه يقسم المجموعة الاولى هذى الى مجموعتين أخريين. مجموعة شعر و مجموعة شعر غنائي. هذا ما فهمته من كلامه. التقسيم الجديد يعتمد على عنصري الموسيقي و الايقاع. شعر ذوي موسيقي داخليه و هذا شعر غنائي و شعر ذو اٍيقاع و هذا ما يصنفه كشعر. لكن فى الحقيقية من الصعب ان لم يكن المستحيل ان تفصل بين هذيين الشيئين. لانه لا يوجد فى الشعر أكثر من الايقاع. ربما الوليد يوسف يمكن ان يفتينا أكثر، هل تجد موسيقي -أكثر من الايقاع- فى الشعر؟ بكلمات اخرى، هل يمكن ان تحمل الكلمات الشعرية محتوي موسيقي أزيد من الايقاع حتى تصبح كنوتة موسيقية كما ذكر هشام آدم؟

نقطة تانية النماذج selective
ما عندي فكرة على الضوابط المتبعة فى ميدان الدراسات النقدية، لكن من العام الذى أعرفه فى مجال الكتابة البحثية من غير اللائق ان تختار نماذج اٍنقائية من عينة عريضة و تترك الشواهد الاخرى، خاصة اٍذا كانت تعارض ما تقول به. يا هشام النماذج التى عرضتها من أعمال محجوب لا تأتى و لا مقدار قطرة فى بحر شعره العريض. و دا برضو لغم كبير جداً لم توعى به. اٍنتاج مجحوب شريف الشعري شئ كتير خالص لان محجوب كان يتنفس الشعر، يعنى حتى الونسة العادية معه لا تخلو من الكلام المنظوم المقفى. كل ما اوردته هنا هو عبارة عن سبعة نماذج، سبعة نماذج من تجربة شعرية عمرها يقارب نصف قرن من الزمان من الابداع المتصل. و بالتالى فأن اختيارتك هذه لا تمثل شئ و بالتالي من المستحيل ان تتعمم اي نتائج تحصل عليها من تحليلها على شاعرية محجوب شريف.

نقطة تالتة حميد و القدال
ذكرت فى النقطة السابقة ان نماذجك من شعر محجوب شريف اٍنقائية. اي لا تغطى ولا حتى النذر اليسير من أعمال الشعريه. كذلك النماذج التى اخذتها للمقارنة بين محجوب شريف من جهة و القدال و حميد من جهة اخرى ايضا اٍنتقائية. بمعنى انها لا تغطى اي شئ من شعر الاثنين. فالغنائية التى تذكرها هذه ايضا تجدها لدى حميد و القدال. مثلا حميد كتب:

من حقى اغنى لشعبي
و من حق الشعب عليا
ولا بيدك تمنع قلبي
ولا قلبي كمان بايديا
علمنى اغنى الطين
المخرطة و الطورية
الناس الصابرة سنين
بالحالة الما دغرية
----

كتب:
خوفي من تلحق رفيقك
يا بريق نجم الحيارى
وإنت لا نّور طريقك
لا شرق فجر السهارى
من زمن يا صحوة طلعك
غصة في حلق الصحارى
حتى شال النمة فرعك
دودى زي وهج البشارة
قلنا يا سعد المواسم
عودك المليان جسارة
عودك الفجري المصادم
بالبصيرات والبصارى
مستحيل يرضخ يساوم
مهما كان الريح حصارا
يفضل النخل البقاوم
في السقوط نخل الفقارى

النموذجين من شعر حميد لحنهما و تغنى بهما مصطفى سيد أحمد. لا اظن ان حميد او محجوب عندما يكتبون القصائد يكتبونها بهدف ان تلحن او تغنى، هذا شئ يأتى لاحقا و فى الغالب عفو الخاطر. أما القدال فهو حالة غنائية كاملة فى أغلب الاحوال. حسب تصنيفك لشعر القدال انه متأثر بادب البطانة. و أهل البطانة فى الاصل يسمون الشعر غناء او نم بفتح النون و الميم و تاتى بكسر النون فى حالة الفعل، يقول ليكم نِم. و لدي مفاجئة اتمنى ان تكون سارة و هى تسجيل للقدال وهو يغنى شعره بنفسه. اللنك اسفل المداخلة يوصلك الى فيديو فى اليوتيوب و هو يحتوى على تسجيل للقدال و هو يقدم مزيج من الالقاء و الغناء لقصيدته أناشيد الزنادقة، يغنى نشيد المُدّاح بصوت بديع.

الكلمات الاجنبية فى الشعر العربي
دي مسألة قديمة. أشار لها عبد الله الطيب فى أكثر من موضع و جوّزها. تجدها حتى فى القرآن الكريم، هنالك كلمات ذات أصول غير عربية وردت فى بعض أى القرآن، مثلا: قنطار فى قول الله تعالي: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ. كذلك كلمة اٍستبرق التى تعنى نوع من الديباج و اصلها فارسي. فى الشعر ظهرت كلمات فارسية فى شعر الفرزدق مثل قوله:

و كنا اذا الجبار صعّر خده ضربناه فوق الانثيين على الكرد
فالكرد كلمة اصلها فارسية و تعنى العنق. كذلك وردت الكلمات الفارسية بكثرة عند الاعشى، نسبة لاختلاطه بالفرس كما يروي عن حياته و شعره.

نقطة عن الشاعرية
هل هنالك قصائد سيئة لمحجوب شريف؟ اي قصائد ضعيفة شعرياً؟ لا أستبعد ذلك. نحن نعرف ان الابداع لا يتأتى دائما بنفس المستوى. كل الكتاب و المبدعين من مختلف الضروب لا يكتبوا او يبتدعون أعمال جيدة كل يوم. فى الغالب يقوم المبدع بعملية فلترة لاعماله التى ينشرها. هنالك الاعمال التى ترى النور و تنشر للعامة و هى الاعمال المرضى عنها و هنالك أعمال كثيرة تقبر فى سلة النفايات و الاضابير المنزلية ولا ترى النور ابداً. دي تدابير موفورة عند جماعة المبدعين لان الواحد منهم يرغب فى ان يحافظ على تقديم مستوى معين من الاداء و الصورة العامة عن نفسه و أعماله. لكن محجوب اٍسثناء من هذا. فالرجل عرف عنه الزهد الشديد فى كثير من زخزف هذه الدنيا لذا لم يكن فى مجابدة من اي نوع للمحافظة على صورة زاهية عن شاعريته و اٍبداعه. كان شعره مشاع فى الغالب يتبرع اخرين بنشره و ترويجه. لذا فالاعمال المنشورة تتفاوت فى مستوى شاعريتها تفاوت كبير.

——————————
https://www.youtube.com/watch?v=qNIq6TZIx6o


أرض الله ما كبْوتة
ياسر زمراوي
مشاركات: 1359
اشترك في: الاثنين فبراير 05, 2007 12:28 pm

مشاركة بواسطة ياسر زمراوي »

[font=Arial]

مبر محمود


حكاية شعر غنائى دى نحن اتحركنا منها زمان , وهشام لو مافاهما تبقى مسالة صعبة , الشعر كلو غنائى
نحن قاعدين نتكلم عن حاجة تانية والهى غنائية محجوب الجمالية المتخذ من الانساق الاجتماعية والمظاهر الحياتية
لفئات المجتمع والمهمشين فيهم تحديدا , يعنى المسالة حساب , ماالفى الغناء , قايل لى انت لو انسقت فى انو تشرح لى هشام ادم
الغناء شنو بتكون اتخدعت بالبوست بتاعو , نحن بالنسبة لينا محجوب ماالزول البقوموا يشرح بيهو اصناف الشعر عشان يتخت فى رف معين
ممكن كدة المسالة تكون وضحت ليك
صورة العضو الرمزية
åÔÇã ÂÏã
مشاركات: 89
اشترك في: الاثنين فبراير 22, 2010 12:23 am
اتصال:

مشاركة بواسطة åÔÇã ÂÏã »

الأخوة الكرام
تحيِّاتي

تغيِّبتُ عن هذا الخيط لأسباب تقنية (أشعر أن قولي "أسباب تقنية" فيه اتهام للتكنولوجيا، والحقيقة أنني أُريد اتهام نفسي بجهلها بالتكنولوجيا) وعلى أي حال، من قام بتزويدي بأشعار محجوب شريف (التي أعرفها جيدًا) فهو مشكور، ومن رأى أنَّ ما سطَّرته هنا ما هو إلَّا مُجرد "ونسة"(*) فهو مشكورٌ كذلك، ولكن دعوني "أتونس" معكم قليلًا علَّ كلامي يكون مفيدًا ومتجاوزًا لمفهوم "الونسة" إلى ما هو أعمق "قليلًا" (للبعض طبعًا)

هل كل الشعر غنائي؟
الإجابة على هذا السؤال تتطلب أولًا معرفة المقصود به، فهل المقصود (هل كل الشعر قابل للتلحين والتغني به؟) فالإجابة هي نعم؛ بل كل "الكلام" غناء لو نظرنا إليه من هذه الزاوية، فليس هناك كلام لا يُمكن أن يُدوزن ويُلحَّن ويُتغنى به، ولقد ضربتُ بعض الأمثلة في المقال، لقصائد ليست غنائية ولكنها "مُغناة" وكان الهدف من ذلك ألا أجعل لهذا السؤال حيزًا من الطرح والمناقشة، ولكن يبدو أنني لم أفلح. أنا هنا في "ونستي" يا سادة يا كرام، تناولتُ الشعر من حيث هو "بناء تركيبي" وليس من حيث هو "كلام" يُمكن أن يتم تلحينه وغناؤه، وهذا هو الفارق، ولهذا أجد أن "ونستنا" مفصولة ومنقطعة، كاثنين يتبادلان "الكلام" بينما كل منهما يقف على "قيف" منفصل عن قيف أخيه، والكلام "بيشيلو الهوا"

دعوني أتمادى قليلًا، ولاشك أنَّ "البعض" على وجه التحديد سوف يفهمني على نحو تقريبي: الرسم "فن" من الفنون، ولكن الفن "مدارس" وهذا تصنيف تمايز وليس تصنيف تمييز، والفارق بين "التمييز" و "التمايز" نوعي وأصيل جدًا، ففن البورترية "مثلًا" متمايز عن الفن التكعيبي "مثلًا"، ولكن لا يمكننا أن نقول إن أحدهما متميِّز عن الآخر؛ إلا أن يكون حكمًا معتمدًا على "الذائقة الشخصية" لا أكثر ولا أقل. فنان البورتريهات "يبدع" في عمله، وكلما كان رسمه أكثر دقة وأقرب إلى الحقيقة، كلما أقترب من الإبداع أكثر فأكثر، تمامًا كبورتريهات الفنان الإيراني "إيمان المالكي" ولكن في الواقع إنه كلما اقترب فنان البورترية من الحقيقة كلما ابتعد عن "الخيال" لأن فن البورترية يستلزم الاقتراب أكثر من الحقيقة وهكذا يكون قد ابتعد أكثر عن الخيال، وعندها يُمكننا القول: إن فن البورترية لا يعتمد على الخيال، فأين الخيال في نقل الواقع "كما هو"؟ انعدام صفة الخيال في فن البورترية هو في الحقيقة ميزة تُحسب لصالح "فن البورترية" نفسه، بينما الخيال جزء أساسي في التكعيبية كما عند بيكاسو مثلًا، ولكن كلاهما قائم على الإبداع، ومعتمد عليه.

المراوحة الإبداعية هنا قائمة على "البناء" لأن البنية الفنية هي التي تجعل الفنان ملتزمًا تجاه فنه، وهذا أمر طبيعي للغاية، وقد ضربتُ مثالًا هو أوضح من هذا المثال في المقال، فأُسامة أنور عكاشة (صاحب الإبداعات الدرامية) لا يُمكن اعتباره روائيًا، رغم أن إبداعه هو في الحقيقة إبداع سردي، ولكن هنالك فارق "بنائي" أو "تركيبي" بين (الرواية) وبين (السيناريو) وهو ما يجعل أُسامة أنور عكاشة سيناريستًا، وليس روائيًا، ونزع صفة الروائية عنه ليس تقليلًا من شأنه؛ بل تصنيفًا تمايزيًا لا أكثر ولا أقل، ولهذا فإنه لن يكون له ذكر في قائمة الروائيين المصريين، ولكن لا يُمكن الكلام عن الدراما المصرية دون أن نأتي على ذكر أسامة أنور عكاشة أو لينين الرملي. فالأمر ببساطة قائم على البنائية، وليس مجرد مزاج ثقافي خاضع للرأي الشخصي الذاتي.

شعر محجوب شريف شعر غنائي من حيث بنائيه وتركيبه، وليس من حيث أن كثيرًا من الفنانين تغنوا به أو ببعضه، وشعر الصادق الرضي ليس شعرًا غنائيًا، وحتى قصيدته (غناء العزلة ضد العزلة) ليست شعرًا غنائيًا، وليس لها أن تكون كذلك .. ومن أراد أن يهرب من هذا الأمر إلى الحديث عن الغناء فله ذلك(!)



بورترية للفنان الإيراني إيمان المالكي
صورة


لوحة تكعيبية لبيكاسو
صورة



---------------------------

(*) بطريقة أو بأخرى أشعر أن الوسط الثقافي السوداني يحتوي على "صعاليك ثقافة" أو "شفوت ثقافة" فيما يُشبه ظاهرة القانقز (عصابات الزنوج في أمريكا) يُمارسون نوعًا من القمع على من يتجرأ ويدخل حيزهم، والرد على "المتجاوز" يجب أن يكون rude حتى يكونوا عبرة لغيره، وأقول بأنهم قانقز لأن الوسط الثقافي السوداني قائم على الشلليات بشكل أساسي، ولكل شلة ثقافية أيقونة أو طوطم يمثل تعويذة فكرية لهم. في الأوساط الثقافية (غالبًا) تكون المفاكرة قائمة بشكل أساسي على تجهيل الآخر والتقليل من شأنه والحط من قدره ومن قدر فكرته أو عمله، فلا عجب أن تكون مقالتي هنا مجرَّد "ونسة" فارغة لا تستحق حتى الرد، ولم يكن بإمكان البعض الإضافة إلى هذا المقال دون تثبيت هذه المعلومة كركن يماني أولي قبل انتقاد الآخرين حتى لا يُظن به السوء هو الآخر. فيا أيها الأخوة، يا معشر المثقفين السودانيين "روقو" و "ختوا الكورة واطة" الموضوع ما "شفتنة"
ãÈÑ ãÍãæÏ
مشاركات: 131
اشترك في: الجمعة إبريل 01, 2011 1:53 pm

مشاركة بواسطة ãÈÑ ãÍãæÏ »

كالعادة، يتحدث هشام آدم كثيراً ولكنه لا يقول شيئاً!

يا هشام، لو توصيفي لمقالك بالونسة زعّلك، أعفي لي، وشاهد الله ما قصدت زعلك أو التقليل من شأنك. كل القصة انني لاحظت أنك تبذل الكثير من رؤاك بصمدية مزعجة ودون أدنى حساسية نقدية. هسع في ذمّتك، في تسويف وعدم إنضباط نقدي أكتر من جملتك دي "... ومن أراد أن يهرب من هذا الأمر إلى الحديث عن الغناء فله ذلك(!)" ياتو أمر يا هشام؟! أليس موضوعك عن الشعر "الغنائي"؟ الغنائئئي يا هشام! يا أخوي الغناء دا من صميم موضوعك فكيف يكون حديثنا عنه هروب؟!

خذها كلمة مني يا عزيزي، لو أنك تحليت بقليل من الحصافة لأكتشفت أنني، ومن خلال ملاحظاتي أعلاه، لا أدافع عن محجوب ولا عن شعره بقدر ما أدافع عن الغناء وتصانيفه التي وضح أنك جاهلاً كل الجهل بها. نعم، وضح يا هشام،أنك لا تملك المعرفة الكافية بالغناء وضروبه مثلما وضح أنك جاهلاً كل الجهل بالنقد ومعانيه. طبعاً شايفك قفزت على ملاحظتي حول مفهومك لمعني النقد ومشيت لقصة "الوسط الثقافي السوداني"! يا أخوي دي حجة العاجر فبطل تباكي!

قال وسط ثقافي سوداني قال!
ãÈÑ ãÍãæÏ
مشاركات: 131
اشترك في: الجمعة إبريل 01, 2011 1:53 pm

مشاركة بواسطة ãÈÑ ãÍãæÏ »

زمان يا هشام آدم، فرجينيا وولف قالت عن جيمس جويس: "عوليس" عمل مثير للغثيان، كتبه طالب جامعي مراهق وهو يعبث بحب الشباب في وجهه!

رايك شنو في "الوسط الثقافي السوداني" دا؟
صورة العضو الرمزية
åÔÇã ÂÏã
مشاركات: 89
اشترك في: الاثنين فبراير 22, 2010 12:23 am
اتصال:

مشاركة بواسطة åÔÇã ÂÏã »

الأخ مبر محمود
تحيِّاتي

فقط لتعلم موطئ قدميك في هذا "الهرج" الذي تقوم به .. أنا عندما أتكلم عن الشعر "الغنائئئئئي" فأنا لا أتكلم عن "الغناااااء" ببساطة لأنّ الشعر قد يكون غنائيًا حتى ولو لم يتم تلحينه أو التغنِّي به (أي دون أن يدخل عالم الفن الغنائي من أصله) ولكنه رغم ذلك سيظل شعرًا غنائيًا من بنيته التركيبية (الغريب أن هذا الكلام مذكور في متن المقال نصًا) الأمر ذاته عندما تقول إنني لم أقدِّم نقدًا في المقال، فأنتَ لم تذع سرًا، ولو قرأتَ المقال بعينيك للاحظتَ أنني ذكرتُ نصًا ما يلي:

وحتى نتمكن من نقد وتقييم تجربة محجوب شريف الشعرية، يجب أن يتم تقييمها في فئتها الغنائية، جنبًا إلى جنب مع أشعار حسين بازرعة، هاشم صديق، محمد بشير عتيق، محجوب سراج، سيف الدسوقي وغيرهم من نخبة شعراء الأغنية السودانية، فبين هؤلاء يمكن تقييم تجربة محجوب شريف الشعرية، لنستطيع أن نحكم عليها بشكل موضوعي، بعيدًا عن حبنا الشخصي له ولمواقفه الإنسانية التي لا يكاد يختلف عليه أحد. هذه الخطوة تهتم فقط بإعادة تصنيف تجربة محجوب شريف باعتبارها تجربة غنائية وليست شعرية أدبية، وإلى هذا الحد فإنني أدعو النقاد الجادين إلى تقييم ونقد محجوب شريف داخل هذا الإطار الغنائي

فالمقال ذو وظيفة "تصنيفية" وليس له أيُّ وظيفة "نقدية"، رغم بعض الملاحظات النقدية الواردة فيه، والتي لا تعتبر نقدًا بالمفهوم العريض والواسع للنقد، وإنما يمكن تصنيفه على أنه استعراض لبعض المآخذ لبيان وجهة نظر متعلقة بالبناء التركيبي لبعض قصائد محجوب والتي ساعد الأثر الغنائي في توليدها


أمَّا عمَّا قالته فيرجينيا وولف عن جيمس جويس، فلا أنتَ هي، ولا أنا هو
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

سياسة الأدب

مشاركة بواسطة حسن موسى »





سلام للجميع و الله متابعين و متجملين من على البعد، بس "شهرين سجن مافاضين" اليومين دي بيكوظ اوف "نحنعلىسفروعدةمنأيامأخر "و كدا.شايف البتاع دا نزل تحت وقلنا نرفعه لفوق عشان " الصياغ" بتاع الشعراالمعاصرين يستحق المزيد من النظر.
حتى أعود هاكم:







تآكل درويش

درويش في أخدوعات (التناص)!؟


محمد العباس


July 9, 2014



أثناء حياته، وحتى بعد سنوات على وفاته ما زال محمود درويش يقيم في مرتبة الأسطورة الشعرية. إذ لا يبدو ممكناً إلى اليوم الاقتراب منه إلا كحالة إلهامية. فجماهيره تريده هكذا محنطاً في معبدها، محفوفاً بهالة من التمجيد. وهو مقام يستحقه بدون شك باعتباره قيمة حياتية متعددة الأبعاد تتجاوز الأدبي والسياسي. إلا أن الملاحظات التي تتناول منجزه الشعري لا يبدو أنها مقبولة ما لم تهدف إلى رفع من رصيده لدى القراء، وتصعّد حضوره الأسطوري.
وكل محاولة لمطالعة شعره خارج هذا السياق لن تجد لها أي صدى وستموت في مكانها. وستحل اللعنة على كل من يحاول أن ينظر إلى رمزيته من زاوية مغايرة. وعلى أقل تقدير سيتهم بالانتماء إلى الجيش الحاقد من الشعراء المغمورين، المنذورين لقتل الأب الشعري الكبير، كما حدث لنصر جميل شعث الذي بدأ الحفر مبكراً في تناصات درويش فتم إسكاته، أو ربما آثر الابتعاد عن هذه البؤرة الوعرة. وهذه هي طبيعة المجتمعات التي تنتخب من رموزها الثقافية والسياسية والإجتماعية فصيلاً لا يطاله النقد.
لم يبدأ الحفر الواعي المجرد من العواطف في منجز درويش الشعري بعد. لأن مساءلته شعرياً تعني في الوعي الفلسطيني، والعربي إلى حد كبير، الطعن في الذات الوطنية الفلسطينية، والمسّ بضمير فلسطين بغض النظر عن مشروعية المجادلة الإبداعية المراد طرحها. وهذا الأمر ليس وليد اليوم بل منذ بروز درويش كشاعر فلسطيني كبير يطمس حضوره ما عداه من شعراء الأرض المحتلة. فقد أخذ عليه غالب هلسا مثلاً انئساره للعرفاتية وتقديم صورة مضللة لفلسطين مختصرة في البرتقال الحزين. وهي رؤية ناقدة في الصميم لاحظت منتجه في بداياته ولا تنطبق على ما آل إليه كشاعر.
ولأنه شاعر الشعب الفلسطيني، من الطبيعي أن يتحول إلى مشروع مقروئية ومساءلة على الدوام، حيث استمرت الضغوط عليه ليضع قصيدته في قفص يتناسب مع مزاج القارىء ومرادات النقاد ومستوجبات اللحظة السياسية. فعندما يسترسل في الكتابة عن وطنه يُتهم بالفلسطنة الزائدة والمتاجرة بالقضية. وعندما ينصرف عن المقاومة إلى حميمياته يُتهم بالتخلي عن أرضه وناسه.
وقد كان يرد على كل تلك المساءلات خارج وداخل قصيدته. إذ يخاطب النقاد في (أثر الفراشة) مثلاً بقوله (يغتالني النقاد أحياناً .. يريدون القصيدة ذاتها .. والاستعارة ذاتها .. فإذا مشيت على طريق جانبي شارداً .. قالوا: لقد خان الطريق .. وإذا عثرت على بلاغة عشبة .. قالوا تخلى عن عناد السنديان .. وإذا رأيت الورد أصفر في الربيع .. تساءلوا أين الدم الوطني في أوراقه).
ومن يقرأ درويش سيجد في منجزه الشعري حوارات مباشرة ضد الاحتلال وإجابات صريحة للقراء الذي يناغيه كهدف مباشر له، خصوصاً على مستوى ما يقال عن غنائيته الفارطة. بالإضافة إلى منظومة من الردود المذابة في النصوص على مجمل ما يتعرض له كشاعر من اتهامات ومناقدات. فهو يحب منازلة الخصوم والأعداء داخل القصيدة كما يلاحظ ذلك حتى في حروبه مع كتاب قصيدة النثر. حيث أبان عن موقفه بتصريحات كثيرة ومثيرة إعلاميا. حيث عبّر عن موقفه الفني منها في نص (كقصيدة نثر) حين قال بالتباسها المربك (صيف خريفي على التلال كقصيدة نثرية).
أما تهمة اقتطاعه لجُمل وعبارات كثيرة من شعراء آخرين فقد كانت مسألة خارج مساجلاته وردوده وكأنه لم يسمع بها، إذ لم يرد على أحد ممن اتهموه بالسطو والسرقة في حياته. وهذا لا يعني بالتأكيد أن الحوار معه هنا قد انقطع بعد رحيله. فهو حوار ممكن ومستحق. فما تركه من منجز كفيل بجدل لا ينتهي. ولكن يبدو أن محبيه لا يريدون لهالته الأدبية أن تتآكل في هذا المفصل بالذات، وهو الذي كان يتحاشى الجدالات حتى لا تتضاءل قيمته وتضيع شاعريته في المهاترات، إلا أن ما يتكشّف يوماً بعد يوم من الخطفات والغارات الدرويشية المتطابقة نصاً ومعنى مع قولات شعراء آخرين يضع جزءاً من منجزه تحت طائلة الشك. فيما يضع مريدوه كل ذلك تحت بند (التناص)، وكأنهم بذلك قد أنهوا الجدل وأخرسوا من يصفونهم بقتلة درويش ومعظمهم من الشعراء الفلسطينيين.
ويبدو أن درويش قد احتسب مبكراً لمثل هذا المساءلات المستحقة فلجأ إلى حيلة التناص لدرجة التباهي بقدرته على إحداث ذلك التمازج الغامض مع أي نص قديم أو حديث. حيث كتب في (المختلف والحقيقي) بأن (التناص أو التداخل النصي – كما يسميه البعض – لا يقلل من أهمية النص الذي ينهض على تخوم نصوص أخرى، فهو لا يلغي خصوصيته الإبداعية بل على العكس يؤكد سماته المتميزة بوصفه نصاً قائماً بذاته تجاوز غيره أو تخطاه).
وهذا التقعيد الفني حول فكرة التناص لا خلاف عليه فهو في صميم بنوّة النص الأدبي القائمة على قاعدة الترافد المتأتية من قلق التأثر. إلا أن المربك يكمن في الطريقة التي يؤدي بها درويش فعل التناص. الذي يشكل جزءاً هاماً من مشروعه الشعري، حيث يعتبر (أن الكتابة الآن هي كتابة على ما كُتب). وهذه قاعدة أدبية معروفة وليست من عندياته. أما كثرة تطابق قولاته الشعرية مع آخرين فتعني إما أنه لا يفهم التناص كما يجب أو أنه أعطى لنفسه حق اجتزاء مقاطع حيوية من قولات الآخرين ونسبها إلى نفسه.
كثيرة هي تناصات درويش، فهو قارىء نهم. ويجيد اقتناص ما يبني عليه من المقروء. كقوله في مجموعته (لا تعتذر عما فعلت) بشيء من الذكاء (وإني وإن كنت الأخير زمانه .. وجدت ما يكفي من الكلمات) ليحدث تناصه الفطن مع بيت أبي العلاء المعري (وإني وإن كنت الأخير زمانه .. لآتٍ بما لم تستطعه الأوائل) في إشارة إلى إعادة إنتاج الكلمات والأفكار التي يستهلكها البشر على مر الزمان. وهذه مجرد عينة من تداخلات نصية باهرة تُسجل له، خصوصاً أن بيت المعري مؤسس أصلاً على كلام علي ابن أبي طالب (لولا أن الكلام يُعاد لنفذ). إلا أن ما سُجل على درويش من تجاوزات وتطابقات نصّية لا يبدو أنها مقبولة في حقل التناص بأي شكل من الأشكال.
لا أحد من الذين تعرضوا لغزوات درويش النصية يكرهه أو يغار منه، بل العكس، فهم يجلونه ويقدرونه. إلا أنهم يجادلون منجزه بوعي ومسؤولية. وفي هذا الصدد لا بد من استعادة بعض ما رصده الشاعر موسى حوامدة للوقوف على طبيعة ما يصفه المدافعون عن درويش بالتداخل النصي. ففي نص (جدارية) مثلاً، الذي كان أحد منعطفات درويش الشعرية يقول (للولادة وَقْتٌ .. وللموت وقتٌ .. وللصمت وَقْتٌ .. وللنُّطق وقْتٌ .. وللحرب وقْتٌ .. وللصُّلحِ وقْتٌ .. وللوقتِ وقْتٌ .. ولا شيءَ يبقى على حالِهِ).
وهو نص وقع تحت مظلة نص التوراة الكثيف الثقيل لكي لا نقول انه تطابق معه تماماً بدون أي إحالات. حيث جاء في التوراة ( لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ: لِلْوِلاَدَةِ وَقْتٌ وَلِلْمَوْتِ وَقْتٌ . لِلْغَرْسِ وَقْتٌ وَلِقَلْعِ الْمَغْرُوسِ وَقْتٌ . لِلْقَتْلِ وَقْتٌ وَلِلشِّفَاءِ وَقْتٌ . لْهَدْمِ وَقْتٌ وَلِلْبِنَاءِ وَقْتٌ . لِلْبُكَاءِ وَقْتٌ وَلِلضَّحْكِ وَقْتٌ . لِلنَّوْحِ وَقْتٌ وَلِلرَّقْصِ وَقْتٌ . لِتَفْرِيقِ الْحِجَارَةِ وَقْتٌ وَلِجَمْعِ الْحِجَارَةِ وَقْتٌ . لِلْمُعَانَقَةِ وَقْتٌ وَلِلانْفِصَالِ عَنِ الْمُعَانَقَةِ وَقْتٌ . لِلْكَسْبِ وَقْتٌ وَلِلْخَسَارَةِ وَقْتٌ . لِلصِّيَانَةِ وَقْتٌ وَلِلطَّرْحِ وَقْتٌ).
وقد يكون أحمد الأشقر مبالغاً ومؤولاً بإفراط في تتبع أثر (التوراتيات في شعر محمود درويش – من المقاومة إلى التسوية). وقد لا نسلّم بكل ما قاله حوامدة عن اختطاف درويش عنوان (مديح الظل) من الياباني جونيشيرو تانيزاكي أو من بورخيس، إذ يمكن أن يكون الأمر مجرد توارد خواطر. كما ينطبق الأمر على (حالة حصار) وهو اسم فيلم لكوستا غافراس. وكذلك (أثر الفراشة) الذي يتقاطع مع نظرية إدوارد لورينتز. وكذلك (الشاعر في الشارع) المأخوذ عن ديوان رفائيل البرتي.
وقد نتخفف من حسّ الرصد والترصُّد فننفي كل تقاطعات درويش مع عبارات صريحة مثبّتة في مجموعات شعرية تم اكتشافها بالصدفة وليس نتيجة حفر نقدي. كقصيدة محمد ضمرة (أحد عشر كوكباً) وديوان محمد القيسي (راية في الريح) التي صارت عنده قصيدة بعد إضافة (لا). كما يمكن أن نقول بأنه ما فعله مع علي فودة مجرد تنويع على مفردة وحركة (الظل).
وربما لا نتوقف كثيراً قبالة ما قاله الشاعر محمود حامد بأن لافتة (في حضرة الغياب) هي عنوان لإحدى قصائده، وكذلك عبارة (سلام أيها العابرون) التي ردّدها درويش. فكل هؤلاء في نهاية المطاف من شعراء فلسطين ويشعرون بالتهميش والضآلة مقابل قامة درويش – من منظور المدافعين عن درويش.
لنتناسى كل أولئك ونسأل عن العبارة التي صارت لصيقة بدرويش. العبارة الثقيلة وجودياً، المنقوشة على شاهدة قبره (على هذه الأرض ما يستحق الحياة) وهي عبارة مستنسخة حرفياً عن نيتشه القائل في أغنية للشرب (على هذه الأرض ما يستحق الحياة: يوم واحد قضيته مع زرادشت علمني أن أحب الأرض). فأي تناص في هذا التطابق!؟ وهل ستظل شخصية محمود درويش تتآكل في ظل ما يتم اكتشافه من انتحالات فيما يصر محبوه على أنها مجرد تناصات!؟

٭ ناقد من السعودية
[email protected]

محمد العباس
صورة العضو الرمزية
إبراهيم جعفر
مشاركات: 1948
اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am

مشاركة بواسطة إبراهيم جعفر »

مقال محمد العباس كنت قد سبق لي وأن "أنزلته" هنا. يمكن العثور عليه- وعلى وصلته بصحيفة "القدس العربي"- على الوصلة أدناه. هنالك تعاليق عليه من محمد جميل أحمد ومصطفى آدم وأنت، يا حسن موسى، عليه هناك.




https://sudan-forall.org/forum/viewtopic ... c89b#68953
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

ميرسي يا بيه

مشاركة بواسطة حسن موسى »

ميرسي و ثانكيو يا ابراهيم. و الله البتاع دا فتشت ليهو يوم كامل و ما لقيتو ، طبعا أنا مشيت لخشم البقرة البعيدة بينما هو قاعد هنا تحت بقرة اليتامى التي اسمها منبر الحوار الديموقراطي في سودان الجميع[ طبعا الكبر دخل] و في النهاية قوقلته فجاء طائعا مختارا. غايتو البركة في سيدنا قوقل الذي يكفي المؤمنين شرور القتال. جاييك راجع لنص العباس.
أضف رد جديد