سيرة البصل

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

سيرة البصل

مشاركة بواسطة حسن موسى »



تحذير !
ممنوع منعا باتا نقل أي كاريكاتير من هنا و نشره في أي من المنابر الإسفيرية أو الورقية الأخرى.
و كل من يقوم بنسخ تصاويري بالموقع التجاري المسمى بسودانيزهوتدوغدوتكوم،أو في أي موقع آخر
يعرض نفسه للمساءلة القانونية
و الحاضر يكلم الغايب

سأعود
]
صلاح النصري
مشاركات: 607
اشترك في: السبت يوليو 01, 2006 12:32 pm

مشاركة بواسطة صلاح النصري »

ياحسن سلام
تم تعديل المداخلة لاسباب متعلقة بسيرة البصل وسودانيزهوتدوغ دتكوم
ولكن كما قال احد ساستنا لا تساوي قيمة (البصل ) الحبر الذي كتب
به , اما الدعاء بصالح (القاوورمة ) فنتحفظ عليه لحين اشعار أخر
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

سيرة البصل2

مشاركة بواسطة حسن موسى »



سيرة البصل2


شكرا يا صلاح على العناية بسيرة البصل، و أناأتأمل في وثائق البصل كلما سنحت سانحة و في خاطري فلفلة هذه السيرة الأدبية النباتية على مهل.
هذا الصباح نظرت في صفحات ويكيبيديا فوجدت أن البصل طلع توم ساكت فسبحان مغير الأحوال:



البصل

التصنيف العلمي
النطاق: حقيقيات النوى
المملكة: النباتات
الشعبة: البذريات
الشعيبة: مستورات البذور
الصف: أحاديات الفلقة
الرتبة: هليونيات Asparagales
الفصيلة: ثومية Alliaceae
القبيلة: Allieae
العمارة: Allioideae
الجنس: الثوم Allium
النوع: الشائع cepa
الاسم العلمي
Allium cepa
كارولوس لينيوس

البصل نبات من الفصيلة الثومية، ذو رائحة نفاذة مهيجة لاحتوائه على مواد كبريتية طيارة، والبصل مفيد جدا للصحة وعصيره يقتل الميكروبات السبحية، ووجد أن له تأثيراً إيجابياً لتعويض إنتاج البنكرياس الضعيف من مادة الأنسولين.

من النباتات ثنائية الحول، ويوجد منه نوعان هما البصل الأبيض والبصل الأحمر، ولا فرق بين النوعين من الوجهة الطبية ولكنهما يختلفان في المذاق .

شايف ؟
صلاح النصري
مشاركات: 607
اشترك في: السبت يوليو 01, 2006 12:32 pm

مشاركة بواسطة صلاح النصري »

حسن
يعني البصل سيد الأسم , ومثل العزابة الشهير في القطر قام ( الحلة بصل ) , طلع أي كلام بنسبة سيد الأسم الي بصل المكادة , والتي أختلف حولها الرواة فمنهم من ينسبها الي مصر وبعضهم للحبشة وضم بعضهم اليها الحمار المكادي , بالأضافة للبصل الابيض والاحمر في بصل برتقالي يميل للاصفراروجائز يكون من مشتقات البصل الاحمر , رغم أنه في الطعم أقرب للبصل الأبيض , ومانسميه بالبصل الأخضر هل هو بصل أبيض يقلع قبل أوانه ؟ أم فصيلة محورة من فصائل البصل , وبيع البصل بما حصل وقال ليك بصلة واحدة بايظة بتبوظ الشوال كله .
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »

سيرة البصل والتوم :

جاء فى الحكوة التي يحب ابي ان يحكيها لى مراراً وهى ان تاجر مدينة الفاشر المشرئب الى نعمة البرجوازي الكبير كان حين يأتي الي الاسواق الكبري فى وسط السودان يذهب الى البوستة التي كانت تؤول الى حكومة السودان (قطاع عام) حيث التلفونات متاحة وبها مراسل يذهب الى فلان ويقول ليهو فلان الفلاني قال ليك تعال البوستة عشان نتفاهم .. وكلو بتمنو القليل ... كانت الدولة الوليدة تعرف قيمة المواصلات والتواصل ...

وفى ذات البوستة (والعهدة عند الراوي وهو ابي مد الله فى عمره) دارت الحكوة التالية فى التلفون:

قال ولي النعمة التاجر يأمر مخدمه ابكر :

أبكر : بيئي (بيعي) بصل بما هصل (حصل)
بيعي ابوعماري بالسعر الجاري
بيئي توم بسعر مفهوم
راسمالي لا تنخنخي لا تخلخلي
بالبوصتة الجايي "شيلي ست كي جيبي لي" ( اي ارسله لي جميعه)




كانت البوستة فى ذلك الزمكان الانتقالي الداخل على الراسمالية تقوم مقام البنك فى الراسمالية ،،، واذكر ان ابي كان يرسل لي مصاريفي المدرسية حين كنت فى الثانوي العام عبر البوستة وكان حينها عاملاً بمشروع السوكي الزراعي ... ياحليل ايام مقابل الراسمالية التي عشناها ونحن نستمتع بحليبي الراسمالية ومقابلها ضمن سياق قيمة المواد الخام القطنية التي على أكتافها نشأت النخبة السودانية التي ترعرعت علي منطق وأخلاق :اكل وقش خشمك ا!!!


بعدين فى مقولة : ياخى خوتك خوة بصل ... بمعنى انها لا تسوى شيئ !!!


الأخوة فى مصر والسودان بقولو : بيع البصل بما حصل . ذلك انه قابل للفساد السريع ..(بيريشبل) . ونحن القوم الذين عاشوا زمن "المشلعيب" لم نسمع بان البصل يوضع فى المشلعيب ... وحين عشنا زمن الثلاجة لا يجوز وضع البصل داخل التلاجة كونه يبوصل برائحته الكريهة كل شيئ فى التلاجة !!

غايتو انا شخصياً أحب البصل (والشطة الجامايكية والتي اسمهاHabanero ) والثوم (التوم) وقيل ان بها جميعاً مناعة ضد كل الشرور المادية وغير المادية وشيئ كثير لا يقال فى الاسافير !!!


ثم جرت العبارة العزابية ان 'الحلة بصل" قبل ان نسمع عبارة "الحلة بلة" (وجه باسم بخبث) !!!!

اها يا ابا الحسن سيرة البصل (نياً ام نجيضاً ) دايرة تدبير ... عشان التحذير الكاريكاتيري الجاد والقانوني والذي ربما يجرجر (على الأقل نظرياً ) للمحاكم يكون براكتيكل ، خاصة لجماعة تسمع كلام البصل كل يوم من البشير ونافع والاخوال الرئاسيين وغير الرئاسيين الذين ياكلون لحم الخروف ويستثمرون فى عظامه وجلده وظفره وبعره السمادي !!!

The struggle over geography is complex and interesting because it is not only about soldiers and cannons but also about ideas, about forms, about images and imaginings
ادوارد سعيد "الثقافة والامبريالية 2004"
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

سيرة البصل2

مشاركة بواسطة حسن موسى »


الأعزاء صلاح و الفاضل
شكرا على إثراء الخيط بالتفاكير النيرة في إقتصاد البصل.




سيرة البصل النرجسي

كتب حبيبنا مصطفى عبد العزيز البطل الكاتب المأجور[ يا جماعة المأجور هنا مقصود بيها إنو الزول دا ما بيكتب حرف بالمجان و الفن من أجل الحياة و المعايش جبارة والأجر على الله!] :
"
دخل الشريف الماركسي حسن موسى الميدان بأن فتح ملفاً في موقع بني ثقيف الشهير، كعبة مثقفي الأسافير، بعنوان (في سيرة البصل)، صحّف فيه اسمي وحرّفه كما ترى. ولم تكن تلك بدايةٌ موفقة، إذ ليس من الشرف ان تحرّف أسماء الناس وتتعابث بها بغية النيل منهم تنابزاً بالألقاب "
و يهمني أن أزف للصديق البطل ، أعزه الله ، بأن هذا الخيط لا علاقة له بشخصه الكريم و أن إسمه الكريم لا يحتاج مني لأي تصحيف لأني لن أجد أفضل من " البطل " إسما يليق ببسالته الأدبية المدفوعة الأجر. يعني يا حبيبنا" و شرفي الماركسي"! هذا الخيط هو خيط علمي و تشكيلي غايته شرح الظاهرة البصلية في الشبكة العنكبوتية لا غير. و ليطمئن قلب البطل، فليس هناك أي تصحيف لإسمه و خيطي يختص بالبصل فعلا. [ لكن البقنع الديك شنو؟].
المهم يا زول،و أثناء بحثي في سيرة البصل استرعى انتباهي مؤخرا استشراء نوع بصل يعرف بالنرجس له وردة جميلة لكنه يخون العشرة و يقتل أي نبات ينمو قربه. و قد بسطت موسوعة ويكيبصل سيرته الغريبة كالآتي:
النرجس جنس نباتي ينمو من بصلة شتوية مبكرة معمّرة.موطنه الأصلي أواسط آسيا و حوض البحر الأبيض و وادي النيل . لكنه انتقل مؤخرا إلى أمريكا و استقر بها . هذا البصل النرجسي معروف بأنه يقتل أي نبات ينمو بجواره وتروي الأساطير القديمة ان زهرة النرجس كانت فتى معجب بنفسه كثيرا وبينما كان ينظر لانعكاس صورته في الماء تحولت الصورة إلى زهرة النرجس، وصفة النرجسية تطلق على الشخص المعجب بنفسه إلى حد الغرور .
شايف؟
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

Albassal Story3

مشاركة بواسطة حسن موسى »

Bassal Story 3




صورة
صلاح النصري
مشاركات: 607
اشترك في: السبت يوليو 01, 2006 12:32 pm

مشاركة بواسطة صلاح النصري »

ياحسن
كمان في أنوع بصل نرجسي غريبة , منها الأجرب والكاذب والكاذب ثنائي الالوان والمنتفخ والجيري ويالها من أسماء وأجارنا واجارك الله من النرجس الكاذب ثنائي الالوان والمجير (والمجير بضم الميم وكسر الجيم وسكون الياء آخر الحروف وبعدها راء مهملة.) والنازل في خلق الله وهو يجمع كل الانواع والصفات البصلية النرجسية المذكورة
النرجس الأجرب (باللاتينية: Narcissus scaberulus)
النرجس الجيري (باللاتينية: Narcissus calcicola)
النرجس الكاذب (باللاتينية: Narcissus pseudonarcissus)
النرجس الكاذب ثنائي اللون (باللاتينية: Narcissus pseudonarcissus subsp. bicolor)
النرجس المنتفخ (باللاتينية: Narcissus obesus)
النرجس النازل (باللاتينية: Narcissus cernuus)

وهذا بفضل قوقل أيضا .
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

و النرجس الكاذب ثنائي الألوان..

مشاركة بواسطة حسن موسى »

صلاح النصري كتب:
وأجارنا واجارك الله من النرجس الكاذب ثنائي الالوان ..






و النرجس الكاذب ثنائي الألوان دا مستكتب و لا ما مستكتب؟ و بكم؟ عشان أنحنا ناوين ندفع ليه و نستكتبه للمعارضة و نرتاح من الغلبة..شايف؟





صورة
صورة العضو الرمزية
عبد العزيز عبد الماجد
مشاركات: 111
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:34 pm
مكان: الرياض - السعودية
اتصال:

مشاركة بواسطة عبد العزيز عبد الماجد »

حسن موسى وكل المتداخلين..سلامات وتحايا..
ياخي البصل دا أنا عندي معاهو حكايات وحكايات..اسمحوا لي بالحديث عنها..
في بلدنا (المحمية) حيث يُعد البصل من أهم المحاصيل الزراعية. لذلك تربطني بهذه النبتة كثير من الذكريات والحكاوي والمشاهد الجميلة. بل شكلت جزء من حياتي هناك. كاد البصل (شـتِل) و(قــلِــع)، كاد أن يتسبب في عدم مواصلتي للتعليم.!! فمواسم شتل البصل كانت تصادف أيام الدراسة التي لا تحتمل الغياب بدون عذر. خاصة عندما تم قبولي بداخلية مدرسة العالياب المتوسطة.!!!.
لن أنسى عندما عدت ذات خميس من الداخلية، وقابلني إبن عمي الذي كان قد ترك المدرسة مثل كثيرين في بلدنا. وإختار العمل بالزراعة. إلتقاني ومعه مجموعة عند الدكان الذي نجتمع حوله عند المساء في حلتنا. قال لي (يا زول والله الأيام دي الشتِل فاتح..والله نفطُر بي خمسطاشر وعشرين حوض..قِراية شنو؟. ألحق الموسم ما يفوتك.).!!!.
قلّبت حديثه وأحاديث الآخرين، كثيراً في ذهني، ولكني لم أمتلك الشجاعة حينها لترك المدرسة حتى لا أتلقي علقة ساخنة بلا شك من أهلي. حقيقة لم أمتلك الشجاعة فإخترت الرجوع للداخلية، وإكتفيت فقط بيومي الخميس والجمعة وما بصادف من إجازات لأكون ضمن جوغة (الشُــتِّال) الجميلة. شُتًّال البصل، بكل أحاديثهم وقصصهم، وأغانيهم. ومغالطاتهم، وتباريهم ما بين الأحواض. والشُتِّال من يشتلون نبتات البصل الصغيرة في أحواض، تتراوح أبعاد الحوض الواحد منها في الغالب، مساحة من مترين إلى ثلاثة أمتار مربعة تقريباً.
(نفطُر بي خمسطاشر وعشرين حوض..)..العبارة كانت تسيطر على تفكيري عند كل موسم زراعة للبصل، وهي تعني أنهم منذ الصباح الباكر وحتى مواعيد الفطور يكون الواحد منهم قد أنهى شتل 15 او 20 حوض من البصل.وهذا يعني دخلاً جيداً. لصبيٍ صغير.

البصل زراعته تتم على مراحل، فمنذ تحضير بذوره أو (تيرابه)، وتيراب البصل حبة سوداء صغيرة، تشبه الكمون الأسود، في شكلها وفي حجمها. وتبدأ عملية زراعته، بتشتيت هذا التيراب الناعم بغزارة، في أحواض صغيرة، مستوية ونظيفة. ثم حرثها حرثاً خفيفاً، بأعواد او حتى بأصابع اليد. حتى تختفي تلك الحبات الصغيرة، فتكون قد اندفنت دفناً خفيفاً.
فيتم سقايتها أو ريِّها بشكل منتظم، على أن لا يتعدى الزمن بين كل (شربة) وأخرى ألا يتعدى الخمسة أيام او الإسبوع تقريباً. وبحسب كل أرض ونوعيتها. لأن المطلوب هو إنتاج بصيلات صغيرة خضراء هي بمثابة شتلات. يسمونها (المَسْمَسْ). تنمو هذه الشتلات حتى تصل طول الواحد منها (شِبِر) تقريباً. وعندها يتم إقتلاع هذه الشتول "المسمس"، بطريقة خاصة، عندما تكون الارض لينة، بحيث يُضمن إقتلاع الشتلة مع جذورها الصغيرة الناعمة. فيتم تربيط هذه الشتلات في شكل حزم صغيرة. وهكذا تكون جاهزة للشتل، أو المرحة الثانية من زراعة البصل.
توزع هذه الحزمات على الشُتال، وكل شاتل، يكون جالساً، لذلك هذه العملية يُفضل ان يقوم بها الصغار، حتى تسهل حركتهم. الشاتل يمسك بجزء من الحزمة الواحدة في يده اليمنى، والتي تمسك في نفس الوقت، (شتًّالة) أو سكيناً (ويفضل السكين (سكين الضُراع) الخُوسة. وعموماً الشتَّالة في شكلها تشبه سكين الألوان عند التشكيليين.!!. (ومن قال أن الزراعة ليست فن؟).
هذه الأداة بمثابة ان ترفع التراب قليلاً فيتم وضع الشتلة، ثم إرجاع التراب مرة أخرى، فتكون الجذور قد اندفنت. وهذه العملية تتم في سرعة فائقة. وفي هذه المرحلة تتراوح المسافة مابين كل شتلة وأخرى مسافة (شِبِر) إلى شِبر ونص، تقريباً. لا زلت أتذكر احد المزارعين وهو يتبعنا بسقاية حيضان البصل، أتذكره حينما كان يصيح فينا (هوي يا جنُّوي..أحرصُوا..أحرصُوا ..لا تـ غزِّروا ولا تفرقُوا فرقاً بالحيل..). كُنا نستقبل هذه الوصية، بمعنى ان تكون المسافة ما بين البصلة ولاأخرى مسافة معقولة. الغزارة تعني تقارب الشتلات وبالتالي تنتج بصلاً صغيراً، بينما الفرق الشاسع يعني تبذير المساحة. لذلك مطلوبة المسافة المناسبة.
(أتذكر ان البعض كانوا يشتلون البصل في الايام المقمرة. شتل البصل على ضو القمر.!!!.).

بعد الإنتهاء من شتل الحوض، تلحقه الماء في أسرع وقت، ليستقبل البصل أول (شربة) له في حوضه الجديد. تنكمش ريشات الشتلة في أيامها الاولى قليلاً، ثم تواصل النمو مرة أخرى، ويستمر يتلقى الشربات في فترات منتظمة تتراوح في فترته الأولى مابين أسبوع الى عشرة ايام تقريباً. ثم بعد أن يكبر يمكن ان تكون شرباته كل أسبوعين.
تواصل البصلة النمو، وتكبر ريشاتها، ثم تخرج زهرتها البيضاء، والتي يتم قطعها من بين الريشات، وزهرة البصل يسمونها (البَنْـبُونة). يتم قطع البنبونة قبل ان تكبر، لأنها لو كبرت ستجعل من البصلة بصلة (فخَـة)، وبالتالي غير نافعة.!!

طبعاً في حالة البصل المخصص للتيراب، ويسمونه (الكـاوْ) او (الفحَــلْ). أو(التيراب). وهنا يكون الوضع مختلف، بحيث يتم دفن البصلة كاملة، البصلة العادية الناشفة.يتم دفنها، فتخضر وتنمو ريشاتها ثم تخرج (البنبونة)، التي تكبر حتى تصل مسافة نصف متر تقريباً، فتزهر، وتلد، فيتم قطفها وهي لينة نوعاً ما، (مِلودحَة) أي ما بين يابسة ولينة. ويتم نشرها على فرش ما، حتى تيبس، ثم يتم إستخلاص البذور منها، بدق خفيف، او حتى بفركها باليدين، ثم تضريتها وتنظيفها لتخرج الحبات السوداء الصغيرة. هذا في حالة البصل المخصص للتيراب. فالمطلوب هنا هو البنبونة الزهرة، وليس البصلة.

ولكن في حالة البصل العادي قلنا ان البنبونة تُقطع أول بأول. حتى لا تؤثر في بناء البصلة. وفي موسم قطع البنبون، قد يستنجد المزارع بالآخرين، لقطع البنبونة، فهي تعتبر عليفة جيدة ومفيدة وصحية للبهائم. لا زلت اتذكر طعم الشاي في قريتنا حينما يحين موسم قطع البنبون، فحتى طعم الشاي باللبن تجد فيه طعم البصل. لأن البهائم معلوفة بالبنبون. .!!!.
بعد قطع البنبونة، تستمر البصلة في النمو، وبالطبع حوض البصل يحتاج للنظافة بإستمرار من الحشائش المتطفلة. ونظافة البصل بخلاف الرش بالمبيدات، أيضاً تحتاج لدقة وخبرة، بإستخدام (النجَّـامة) وهي آلة صغيرة تقوم مقام (الملود) عند اهل زراعة عيش الذرة. لتقتلع الحشائش من حول البصلة. لتنمو وهي متعافية.
البصل فترة زراعته تقريباً أربعة شهور (لو ما اكون غلطان). ثم تتوقف عنه الماء، فيترك في حوضه، ما يقارب الشهر او الشهر ونصف تقريباً. مدة تجعل ريشاته تتيبس وتنشف، بحسب الارض وبحسب موسم الصيف، مع مراعاة ألا يتعرض للرمضاء فتضر به.

وهكذا تكون البصلة قد أخذت شكلها داخل الارض، في انها كبرت وتدورت، وقويت.وهنا يأتي موسم حصادها. ويعرف بموسم (القلِع). بحيث يتم حش الريش الناشف من حدود سطح الارض. وريش البصل ايضاً هو علف للبهائم. لذلك يقوم به الناس مجاناً اي بمقابل اخذ الريش كعلف. بعد حش الريش. يقوم (القلاَّعي) والجمع (قُلاَّع)، ويفضل هنا أيضاً الصبية الصغار. يقوم بإقتلاع البصلة بإستخدام طورية صغيرة، مخصصة لقلع البصل. وهناك من يستخدم المحراث الذي تجره الثيران. ولكن في الغالب يفضل القلع بالطورية لانه الأكثر سلامة في الحصاد. بن أنسى صديقي (العوض الترجمي – من منطقة التراجمة وهم اهل زراعة وبارعين في زراعة البصل)، لا زلت اتذكر صوت العوض ينادي فينا، نحن مجموعة من (القُلاَّع) حينما نتسارع في القلِع، وفي بالنا قلع أكبر عدد من الحيضان، كان يقول لنا: (هوي يا عيال..أحَرْصُو. البصل دا ما تقطعوهو، الحبة دي أمرقُوها سالمة). وكان يزيد عليها متندراً –فالموسم موسم حصاد وهل هناك ما يُفرح اكثر من الحصاد؟- كان يتندر ويقول (بصلي دا راجياتنو نسوان البندر السمحات. دحين احرصو.).!!.
نعم الحِرص واجب لتخرج بصلة سليمة من ضربة الطورية. يتم جمع البصل في طرف الحوض. ثم يأتي المزارع ورفاقه (العُباي). لتعبيئة البصل في شوالات الخيش الكبيرة، بشكلها المعروف. شوال البصل يُملأ ويُعبأ الى أعلى من الحد، واتذكر جيداً أن في ثقافة التعبيئة كانوا يفضلون تغطية الشوال بحبات كبيرة. يسمونها (الفُوامة). يقولون حتى (يكون وشي الشوال سِمِح). فيجد حظه في المنافسة في السوق. ثم يتم تغطية الشوال بـ (قش) خفيف، البعض يستخدم نبات (التَبَــسْ) وهو نبات خلوي يقوم في الوديان. يسخدمه اهلنا في سقف البيوت. والبعض يستخدم القصب اللين، أو (الرَبُل)وهو الريحان. وغيره من النباتات الأخرى، التي تصلح لتغطية جوال البصل قبل خياطته بالحبل. وفي ثقافة سوق البصل، تسمعهم يتبايعون فيه، (لابس) و(عِريان). لابس اي معبأ جولاته وجاهز. اما عِريان فإن المشتري يأتي ومعه جوالاته وعماله ليعبيء. والبصل يباع بـ(الأردب). والأردب يعني جوالين. مثله مثل باقي أغلب المحاصيل.

والبصل في مقياسه ووزنه و (مِعبارِه) القانوني، يقاس بالكيلة. الكيلة عند أهل البندر. اما عندنا فنستخدم الرُبُع. والرُبُع هو نصف الكيلة قياساً. وهو يساوي أيضاً اي الرُبع يساوي اربعة ملاوي والمفرد (ملْوَة). وفي ثقافة وحدات الأوزان والمقاييس شعبياً، الكيلة أيضاً بمعنى الكيل إلى اعلى الحد. بمعنى ان كيلة البصل تعني ان البصل يجب ان يزيد الى أعلى من المقياس. يقولون ( البصل كيلة)، و(الحبوب مسحة)،أي ان كيلة الحبوب مثل الذرة والقمح والفول المصري وغيرها، تكون ممسوحة مع حدود ماعون الكيلة. بينما البصل يكون (مردوماً) الى أعلى الحد. وهذا متعارف عليه بنص الأعراف والقانون، وبنص الدِين والإلتزام به، والخوف من نقص الميزان.

قلت أن البصل بعد تعبئته، يكون جاهزاً للسفر للبيع في المدن. او جاهزاً للتخزين. بحسب ما يقتضيه موقف سوق البصل. وفي تلك الايام كثيراً ما كانت اللواري تسافر ببصل المحمية، الى الخرطوم والقضارف وكسلا، او الى الاسواق القريبة في شندي وكبوشية. وكلها مناطق منتجة للبصل. واسواقها عامرة بسوق البصل وأخباره. بحيث كانت الاخبار عن سعر البصل في القضارف لا يتم معرفته غلا بعودة احد اللواري من هناك. ولكن الآن في زمن تكنولوجيا الإتصالات اصبح التاجر بل المزارع يعرف أسعار البصل في هذه الساعة وفي اي مدينة.!!. وهل في الخرطوم (السوق كاشِف) أم (مليان؟). وأخبار البصل واسعاره والحديث عنه كثيراً ما بكون حاضراً وبشدة في تلك الاسواق. واعني أسواق مناطق شندي وما جاورها.
لابد لنا من الإشارة بأن في سنين الإنقاذ، كان طبيعي ان يتأثر سوق البصل بالتجّارة الجديدة والتجّار الجدد، اللاهثين وراء الربح السريع، تأثر سوق البصل بموضة الشيكات الطايرة وبدون رصيد، فكثير من الأسماء المعروفة من تلك المناطق في سوق البصل، سقطت في مستنقع الشيكات الطايرة وتبادل "الطواقي". بل ذهب بعضهم الى السجن.
كان في السابق لسوق البصل أخلاق وتبادلات تقوم على أعراف متبعة. ولكن موجة السوق الجديد قلبت الموازين رأساً على عقب.

بحسب السوق كثيراً ما يتم تخزين البصل، ليباع لاحقاً. وتخزين البصل يتم، إما بنشره وشرِّه في ظل دائم ومفتوح مع تهوية. وهنا يتم عمل (راكوبة) مخصصة له. كما يتم تخزينه وهو معبأ في جوالاته، فتوضع واقفة او مقلوبة على رأسها، في ظل الاشجار الكبيرة ظل بنفس المواصفات. ثم لاحقاً يتم أعادة تعبيته. وتنظيفه بعزل (الحبة الخربانة) المريضة منه، التي معروف انها تعادي الحبة الأخرى السليمة. والبصل يمرضه الحر، والشمس وعدم التهوية. كما بفضل إبتعاده عن الماء حتى لا يعاود إنبات ريشاته. بخلاف ذلك يمكن للبصلة ان تصبر زمناً يمتد الى شهرين وربما ثلاثة.!!.


وفي البصل عند أهلي، بخلاف كونه أساسياً في المطبخ العادي، فهو ايضاً مفيد للإنسان ولبهيمة أنعامهم ايضاً. فعندهم مثلاً وانت تعمل، (فكة الريَقة) عند الصباح ببصلة، عافية وصحة. لن انسى عندما نكون قُلاع للبصل، ويحين موعد الفطور وتسأل عنه، يجيئك الرد من صاحب الشغل (الفطور بعيد، أُكلَّك بصلة. وابقى شغّال.). معروف لديهم ان البصلة (تنفع الكوفار). والزول المِكوفر، هو من تخر قواه متأثراً من الجوع الناجم من تأخير الأكل. فالبصلة هي خير سند له. وأتذكر ان هذا الأمر أيضاً يخص البهائم. كان أهلي عندما يسافرون للزراعة في وادي الهواد او اي منطقة من مناطق الزراعة المطرية في خلاء الطرف الشمالي الغربي من سهل البطانة. كانوا اهم ما يأخذونه لهم ولدوابهم هو البصل. فالحمار او الجمل، إن وجد (عليقة) من البصل فذلك سند له وضمان صحي، قد يفوق عليقة عيش الذرة ربما. وأتذكر انني كثيراً ما أشاهد ناقة او جملاً مريضاً، بطنه مقبوضة، فياكل البصل ليطيب.


هذه تفاصيل البصل الذي اعرفه، والذي كما قلت شكل ولا زال يشكل جزء من حياة كثيرين من أهلي هناك. فلا زال البصل وسيرته تأخذ حيزها في ونساتنا وإتصالاتنا مع أهلنا هناك.
قبل ايام في إتصال هاتفي مع احد اقربائي، سالته عن حال الناس، فقال لي (يا زول البصل السنة دي طار السما. محظوظين الناس الخزَّنُو. والله ناس فلان وفلان، باعُوا بي مليون ومية. عِريان. في راكوبتو.).   .


خالص تحياتي ..وعذراً إن أطلت فالحديث عن البصل حديث قد أجد فيه هروب الى تلك التفاصيل التي اشتاقها..تفاصيل البصل وعوالمه وذكرياته..هروباً أتمناه من واقع تحول فيه البصل الى كلمة أجدها في لستة على ورقة صغيرة في جيبي بخط (اماني)..جيب معاك كدة وكدة ومارتديلا ..و..بصل..!!!!!!!


خالص التحايا..
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

تفاصيل البصل

مشاركة بواسطة حسن موسى »

[quote="عبد العزيز عبد الماجد"]حسن موسى وكل المتداخلين..سلامات وتحايا..
ياخي البصل دا أنا عندي معاهو حكايات وحكايات..اسمحوا لي بالحديث عنها..
في بلدنا (المحمية) حيث يُعد البصل من أهم المحاصيل الزراعية. لذلك تربطني بهذه النبتة كثير من الذكريات والحكاوي والمشاهد الجميلة. بل شكلت جزء من حياتي هناك.




كان يقول لنا: (هوي يا عيال..أحَرْصُو. البصل دا ما تقطعوهو، الحبة دي أمرقُوها سالمة). وكان يزيد عليها متندراً –فالموسم موسم حصاد وهل هناك ما يُفرح اكثر من الحصاد؟- كان يتندر ويقول (بصلي دا راجياتنو نسوان البندر السمحات. دحين احرصو.).!!.







كان في السابق لسوق البصل أخلاق وتبادلات تقوم على أعراف متبعة. ولكن موجة السوق الجديد قلبت الموازين رأساً على عقب.







وفي البصل عند أهلي، بخلاف كونه أساسياً في المطبخ العادي، فهو ايضاً مفيد للإنسان ولبهيمة أنعامهم ايضاً. فعندهم مثلاً وانت تعمل، (فكة الريَقة) عند الصباح ببصلة، عافية وصحة. لن انسى عندما نكون قُلاع للبصل، ويحين موعد الفطور وتسأل عنه، يجيئك الرد من صاحب الشغل (الفطور بعيد، أُكلَّك بصلة. وابقى شغّال.). معروف لديهم ان البصلة (تنفع الكوفار). والزول المِكوفر، هو من تخر قواه متأثراً من الجوع الناجم من تأخير الأكل. فالبصلة هي خير سند له. وأتذكر ان هذا الأمر أيضاً يخص البهائم. كان أهلي عندما يسافرون للزراعة في وادي الهواد او اي منطقة من مناطق الزراعة المطرية في خلاء الطرف الشمالي الغربي من سهل البطانة. كانوا اهم ما يأخذونه لهم ولدوابهم هو البصل. فالحمار او الجمل، إن وجد (عليقة) من البصل فذلك سند له وضمان صحي، قد يفوق عليقة عيش الذرة ربما. وأتذكر انني كثيراً ما أشاهد ناقة او جملاً مريضاً، بطنه مقبوضة، فياكل البصل ليطيب.




هذه تفاصيل البصل الذي اعرفه، والذي كما قلت شكل ولا زال يشكل جزء من حياة كثيرين من أهلي هناك. فلا زال البصل وسيرته تأخذ حيزها في ونساتنا وإتصالاتنا مع أهلنا هناك.
قبل ايام في إتصال هاتفي مع احد اقربائي، سالته عن حال الناس، فقال لي (يا زول البصل السنة دي طار السما. محظوظين الناس الخزَّنُو. والله ناس فلان وفلان، باعُوا بي مليون ومية. عِريان. في راكوبتو.).   .




خالص تحياتي ..وعذراً إن أطلت فالحديث عن البصل حديث قد أجد فيه هروب الى تلك التفاصيل التي اشتاقها..تفاصيل البصل وعوالمه وذكرياته..هروباً أتمناه من واقع تحول فيه البصل الى كلمة أجدها في لستة على ورقة صغيرة في جيبي بخط (اماني)..جيب معاك كدة وكدة ومارتديلا ..و..بصل..!!!!!!!





سلام ياالعزيز الماجد
و شكرا لك على هذه الكتابة الممتعة التي تتذرّع بـ "تفاصيل البصل " لتمنحنا صورة الحياة في المجتمع الريفي الذي يصون كرامة أهله داخل النسيج البسيط المعقد لعلاقة الناس بالأرض ، يبذرون و يعتنون بزرعهم و يحصدون و يبيعون و يشترون و هكذا دواليك.
أنا من النفر الحضري الذي لم يكن يعرف أن للبصل زهرة حتى جاء يوم في صيف 1969 نبهتني فيه أمي إلى أن معتصم[ شقيقي] ترك "البلد" و غادر إلى أوروبا و أنه ليس هناك أحد غيري لحضور موسم البصل في البلد.
" البلد"؟
و ما "البلد"؟
كانت "البلد"[ البسابير] في خاطري حزمة مبهمة من ذكريات الآخرين، إخوتي الأكبر سنا و أبي و أبناء عمومتي الوافدين من " البحر"[ " البحّارة " كما كنا نسميهم تندرا، نحن الجلابةالكردفانيون بوضع اليد].و هكذا يا صاح ، وجدتني بين ليلة و ضحاها بين أهلي الذين لم أرهم و لا يعرفون عني اكثر من كوني ابن أبي الذي هو ابنهم، فقبلوني بينهم كما لو كانوا ينتظرونني منذ آلاف السنين و وضعوا حقيبتي تحت عنقريب مفروش في واحدة من تلك البيوت الطينية المكعبة الشكل المتناثرة بين النيل و الصحراء الكبرى.،كانوا يقلعون البصل و يعبئون جوالاتهم و يشحنونها على اللوري في يوم عمل مستمر يبدأ من الصباح و ينتهي عند المغارب، بعدها يتناولون عشاءا فقيرا و يأوون لعناقريبهم فيأخذهم النوم من الإعياء حتى يوقظهم آذان الفجر." يللا قوم نلحق السوق!".و في الخامسة صباحا كنا ثلاثة أو أربعة بجانب السائق الذي كان لا ينسى البسملة و الحوقلة كلما وصل بنا اللوري للجيلي حيث يبدأ الطريق المسفلت.كانت حجته تتلخص في كون الطريق المسفلت خطر لأن السائق معرض للنعاس و بالتالي للحوادث.و لكي لا يأخذه النوم كان سائقنا يحرص على اسماعنا آيات من فنون الدوبيت بتصاويت خرقاء ما أنزل الله بها من سلطان لكننا كنا نحتملها كما يحتمل المريض مرارة الدواء.
في السوق العربي كان سوق البصل ينعقد و ينفض في أقل من ساعتين. و أحيانا كنا نبيع محصولنا بعد عشرة دقائق من وصولنا. بعدها نتناول فطورنا أثناء تفريغ اللوري و نعود أدراجنا نحو حصاد جديد.
بعد نهاية ذلك الموسم لم أرجع ابدا للبسابير فقد أخذني بصل الفنون في الكلية و ما تلاها ثم ألقت بي الظروف في شمال فرنسا في نهاية السبعينات فعملت في حصاد الفراولة و التوت موسما باردا تتجمد فيه اصابع العاملين بينما صاحب العمل يذكرهم ، بلا جدوى ،بأنهم هنا للعمل لا لأكل الفراولة.في التاسعة صباحا كان يوم عملنا ،الذي يبدأ في السابعة، ينتهي و نشحن اللوري الصغير و نعود أدراجنا و نحن نتندر على لازمة صاحب العمل " أنتم هنا للعمل لا لأكل الفراولة ".

سأعود
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

بعد الكفر

مشاركة بواسطة حسن موسى »

" ليـس بـعــد الـكــفــر ذنـب"! محمد عثمان ابراهيم في صحيفة " السوداني"






صورة
أضف رد جديد