في أنتظار أن يصعد الشيخ صديق حمدون المنصة (عن العلامة)!!

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
ÚÈÏ ÇáÛäí ßÑã Çááå
مشاركات: 269
اشترك في: السبت فبراير 03, 2007 10:38 am

في أنتظار أن يصعد الشيخ صديق حمدون المنصة (عن العلامة)!!

مشاركة بواسطة ÚÈÏ ÇáÛäí ßÑã Çááå »

...

(كرتوم ده، أكبر دار مسنين في آآلم كلووو)..
مع العلامة، عبدالله الطيب!!
(وفي أنتظار أن يصعد الشيخ صديق أحمد حمدون المنصة)
16/6/2013
قاعة الشارقة
(1-2)
بقلم: عبدالغني كرم الله

(الخرطوم ده واللاااهي أكبر دار للمسنين في العالم كلووو)!!
هكذا قالت جريزلدا، زوج العلامة، ولكن لم قالتها؟، ولم صفقت القاعة كلها؟، فلها حكاية وقصة طويلة، مطوية في متن هدا المقال المتواضع، الوصفي، فلنستغفر الله، ونرفع الكف، كي نعان في صلاة الوصف، وما أصعبه، (مثل نطق الكرتوم)، وكم يرهق نطق حرفي (الحاء، والخاء) العجم، فقد حكت رحالة انجليزية زارت القدس في القرن التاسع عشر (مهما هصرت لساني تحت حنكي، غلبني أن أنطق الهااا)، وهي تقصد الحاء. قالت بأنها هرست لسانها، تحت حنكها، وحين لم تستطيع نطقه، هرسته بأصبعها أيضا، (أي لسانها)، ثم من جوف حلقها أخرجت الهواء قويا، عسى ولعلى تصنع ايقاع حرف الحاء،، فخاطبها السماع ب"هااااااء بينة.

يقال بأن نطق كلمة (الحصاحيصا)، كان له شأن عظيم، في كشف أهل القرن الافريقي الكرام، حين تشابهت الملامح، بيننا، وبينهم، حد وقع الحافر للحافر، (فتأملوا سني أكسوم الغابرة، حتى النقعة وسوبا القديمة؟ ولكنه الجور نحو الأيام الخوالي، ولكن "الضل ما بندفن"، كما قل ود الرضي، فلندفن تشابه المحيا والفم والأسارير، بيننا، وبينهم، أن كنا بقادرين) ولم يبقى سوى حد الحاء، فاصلا بيننا، وبينهم، حين كان نميري ثم من بعده هؤلاء، يحرمون شعبهم، وزوارهم من أكل خشاش الأرض السمراء الواسعة، فغضب الله عليهم، واغلق مصنع نسيج "الهسهيسا"، ليوم الناس هذا، لم يطعمونهم ولم يتركونهم يأكلون من خشاش الأرض، "ولكم في القصاص حياة، يأ اولى الألباب" فقد حبس أهل القرن في معسكرات، وحبس أهل البلاد، في بيوتهم، بلا وظائف، أو داخل البلاد، بلا تأشيرة خروج، فقط للحروب والصفير والصراخ في مواكب النصر المزيف داخل البلاد...

ويا هسهيسا، حفظك الله من شر غاسق إدا وقب... وما أكثر الظلام حتى في كبد الظهيرة، في بطنك أيتها المدينة النيلية الطيبة، فقد كسى عرقك أجسادنا بالدمور والدبلان، وتعرقت صدور فلاحيك، في عرض البلاد، وطولها، بما نسجته أكف رجالك، وأنامل نسائك، فشكرا لأهلك العطالة اليوم، في استراحة محاربين، لفجر أبلج، عادل، حنون، وطيب، سيشرق لا محال، "وعلى نطقها جنت الحصاحيصا، على أهلها، وزوارها الكرام، البررة...

في انتظار أن يصعد الشيخ صديق أحمد حمدون إلى المنصة:

قدم عريف الحفل، وهو ضليع في اللغة، برنامج الجلسة الأولى، أي كلمة كانت تأخد تشكليها، رفعا، وضمة، وسكون، وشعرت بأنها، أي اللغة، لها الحق، أن تفن الشعراء في البدء (التلاعب اللفظي، لأكثرهم، حتى يرتعوا بعد حين في لغة المعنى الكامنة)، مثل تلاعب ألفاظ، (فقست بيضة الدجاجة الحمراء، كاميرا ملونة، بها ثلاث صور لدودة، وكلب جائع، وطوة في قلبها زيت يغلي، من علم البيض الحلم والخوف؟)!!..

والعود أحمد، أخرجني عريف الحفل، كعادة من يسرح، وعدت له، دون أن تفوتني كلمة، أظن البرق يعطي سرعته لومض السرحان، وكانت الدراسة الأولى، كما قل، وهي إضاءة في سيرة عبدالله الطيب، وزواجة الميمون، "من شرق يحن للغرب"، السيدة جريزلدا، يقدمها البروفيسور عبدالقادر محمود، وتعقبها مداخلات، ثم ورقة "سيرة عبدالله الطيب من منظور أدبي، يقدمها الإستاد مصطفى الصاوي، وفي البدء آيات من القرآن الحكيم يتلوها عليكم الشيخ صديق أحمد حمدون..

خلفي تجلس شابات، صغار، أطنهن من جامعة الخرطوم، والظن إثم، وهن خير دليل للأنقطاع المعرفي بين الأجيال، كانت أحداهن، تتلفت يمنة ويسرى، في أنتظار أن يصعد الشيخ أحمد حمدون المنصة، كانت تراقب رجل عجوز، بجلباب أبيض، كان يبحث عن كرسي، في مؤخرة القاعة، وحسبته المقرئ المبارك، وأظنها امتعضت لتأخره في الصعود، "قد تكون على موعد، أو موطنها ببعيد عن الجامعة "بعد تصفية سكن الجامعة القريب كي لا يعود هناك تجمع، ووقت فراغ للفكر والتأمل والمعارضة، بل يبدد الوقت في الطريق من/إلى الجامعة"، حتى علا صوته الحنون، القروي، وهو يتلو آي الذكر الحكيم، من تسجيل قديم له، رحل بنا صوته المحب لما يتلوه، للتفسير البسيط، الذي طال قلوب وعقول وعقود، من عمر بلادي، تفسير العلامة مع تلاوة الشيخ، ثنائي نغم روحي، للفلاح والتربال والأمي في اصقاع بلادي الكبيرة مآلا "الصغيرة حالا" بكيدهم..

جرى الحدث، لنكتة، طريفة، وقد تكون واقعة جرت، فما أعجب حال بلادي، عن زيارة بعض طالبات البلاد، لمتحف (بيت الشيخ عبدالله التعايشي)، في أمدر، وبعد أن تجولن في البيت الكبير، همست طالبة في الطابق الثاني (لبيت الطين)، وسألت أختها "الشيخ التعايشي نائم ياربي" لأنها لم تجد الشيخ التعايشي، في قصره، كي يكرمهن، ويجيب على اسئلتهم، وللحق كلاهما حي، الشيخ صديق حمدون، والتعايشي، وكل بطريقة حي في خواطر العباد، وارشيف التاريخ، ومختبرات الدرس والفحص في كليات العلوم والتاريخ والأدب.

أين الزهد في بيت عبدالله التعايشي؟ وأين الشجاعة؟ فهناك دولايب، وأسرة، وممتلكات، وغرف، حتى بلغة اليوم باذخة؟ أما الدرع الحديدي، المنسوج لحماية الأمام، فقد قال عنه المفكر السوداني، أستاذ محمود محمد طه حين زاره (مهدي وخواف)، لأن المهدي يرى الله، في كل شئ، ويطالعه يقينا اسم الله "الحافط"، وهو من يحفطه، بل يرى العالم سلاما، كله، فهو رسول محبة، وجمال وليس دروع، وسيوف وكلاب (من قال لو لا الكلب لدخل اللص فقد أشرك)، خرجت الفتاة السعيدة من القصر الطيني، دون أن ترى الشيخ عبدالله التعايشي..

أظنها قطعية مقصودة، ولو بمكر العقل الباطني لحكامنا، وسلاطين الثقافة، أي وزرائها الكرام، ما بعد الاستقلال، صرنا (منبتين)، فلا أحد يعرف جماع، ولا التجاني، ولا أستاذ محمود محمد طه، ولا نقد، ومن هم أبطال التاريخ الحديث، ورجالاته، وقعت وصاية ما، على كاهل الشباب، في ألا يعرف تاريخه كما هو، وليس كما يسطر المؤرخ الملتوي، أتركوهم والتاريخ، فلهم عقول، مثل ما لكم، أن لم تكن أعمق وأعقل، كي لا نفتن كل يوم في تصور للهوية، أو توزيع للثورة، والسلطة، كما يجري الآن، لاعلاقة لها بالواقع المعاش...

بل صار العسكر الجدد، يمنعون تأمل ما جرى في زمان العسكر الأقدم منهم، (أياك أعني، فأسمعي ياجارة، والجرح لا يزال يندلق من زمن عبود، ومايو، كما الآن، فليس التاريخ سوى لحظات تمسك ببعضها، وأي لحظة ولو حدثت قبل عاد، تؤذي، وتورث أكاذيبها، أن لم تفند، وتراجع وتنفد، وقيل ( أي خطأ يقع، ولا يورث حكمة في النفس، يتكرر، ويعيد نفسه) وها نحن، كأننا "يا سعد لا رحنا، ولا جئنا)، محلك سر، فأتركوا الشباب وتاريخهم، يفحصوه، ويدرسونه، بمهل، وصدق، بعيدا عن الوصاية، والأكاذيب الكبيرة والصغيرة، والتي وقع فيها أغلب المؤرخين، فصارت لنا هويات بلا هوى وعشق، بلا ليلى، ومات شاب نضر، بحروب سنها الأجداد، وهم لا ناقة لهم فيها ولا بعير، تسن القبور السكاكين، وتشعل الحرب، وتدفع الأرحام أطفال يشتد عدوهم في أتون البغض والكراهية، وفي شبابهم، تدفعهم تلكم القبور، للموت، وكأن الماضي هو السيد، فلنضع الحصان أمام العرقة، ويقود المستقبل الحياة، وليس ماضيها، فالخيال أمير الغد، وليس الداكرة المهترئة، وهو لاشك، سيقطف حتى من الماضي، من يصلح للغد، أن لم يكن غد، هاجر للماضئ، كبعض العبقريات الإنسانية

ليت الشيخ صديق حمدون أعتلى المنصة، فهو حي في طريحه المعمور، وليت التعايشي استقبل البنات هاشا باشا، رغم وعورة تاريخه، وملابساته، فاتركوهم وشخصه، فلو عاتبوه فلهم الحق، ولو قالوا أن كان منك بلا خطيئة، فليرمه بحجر، فأهل مكة، أدرى بشعابها، ولكن أياكم أن تنصبوا لهم موازين الكره، والحب بأيديكم، فما حك جلدك مثل ظفرك..

العود أحمد، نرجع لظلال العلامة:
كنت خمسة سويعات في حضرة العلامة، كانت في قاعة الشارقة، زوجته السودانية الانجليزية، كانت هناك، وكانت خير برهان، لجمال وتنوع هدا الرجل الفريد، وصفية قريبته، جاءت من التميراب، ورجال من بلاد نجيريا، وأصحاب من سلطنة عمان، فقد كان العلامة حرا، يصلح أن يكون نموذجا للشخصية السودانية، النظيفة، المتواضعة، السمحة، التي طمستها في أخر العقود السنوات العجاف، إسلام الأفاق، وليس النفوس، وحتى في الأفاق مظهرها، حين كان الدين في وطني يعنى بالداخل، بالباطن (نفسي يا متعالي، تبقى تحت نعالي، مدعنة وطايعالي)، أو في حكمة العبيد (الدقة صدرو شيطانو قدرو)، ولكن أنحرف الدين من بواكير العباسين، وقبل الامويين، حتى صار دين فقه، وليس دين تربية وسلوك، وغرف من أغوار النفس، وما أغناها، ولكن، ولكن، في تلكم النفوس كان الله حاضرا، حتى في الاختلاف، فلا أنزعاج من تجلياته في الشر والفضيلة (أقام العباد فيما أراد)، ولكن، جاء أقزام الدين، وأبطال الدنيا، فسرقوا الدين باسم الدين، فشحموا، وكنزوا، وسافروا سياحة " للنفس، لا لله)، في بلاد العالم، والشعب جائع، ويدرس ابنائهم في أعتى جامعات الكوب، ولكن الله هو المعلم يا هؤلاء، خلق الانسان، علمه البيان، سيتعلم انباء الشعب، ولو في الفقر والأمية، (عمق احساسك بي حريتك، يبقى ملامح في دريتك)، وتلقى مرادك والفي نتك، ونية الشعب حياة حرة كريمة، عادلة، جميلة،....

لله در الحديث عنه، يأبى إلا أن يجر النفس، لحديث هنا، وهناك، فقد كان هو يفكر بطريقة دائرة، كما عهدنا، حين يحكى في المدياع والتلفاز، حديثه ممتع، يحلق ويشرق ويغرب، دون ملل، كم كنت أحب مجرد نقطه للأحرف، للكلمات، للجمل، أحسه بين لسانه كحلوى، يتدوق الكلمات العربية كأنها بلحة بركاوي (قيل بأنه يحبه)، لأنه يعرف فصلها، وأصلها، ومشتقاتها، وبناتها، وقدراتها اللفظية، وجرسها، ورمزيتها، ومن أي صوت أو طبيعة استقت (مثل زقزقة العصافير)، قال، وقيل بأنها استلت من صوت التغريد زالزقزقة، فصارت نعت، وكلم، وصفة معا، فما أسعدها، أقصد العصافير، صارت تتلكم لغة عربية فصيحة (زقزقة)، وكم شدني في كتابه الفريد (أظن اسمه قد ينفر غير الأكاديمي)، المرشد في فهم أشعار العرب، ولكنه أعظم كشكول للشعر العالمي والجاهلي والافرنجي والشعبي، وأعظم تداعيات في شأن اللغة، وأجمل خواطر شخصية، أحسه كتبه بحروف العبقري الذي يكره حتى أصنام المناهج، فيخرقها بعلم وتأويل، للأعمق، أسمعه يتحدث عن "الضمة، والسكون، والكسرة"، في شأن التنوين، والتشكيل، فيقول أنها أصوات كي تعبر عن حالتنا، في القوة، والبأس والإنكسار، واللطف، بل يقول بأن الكسرة وليدة الأنوثة، وتعابير الحياة الهشة، والضمة وليد شئون الحرب، الصغيرة، والكبيرة، كتاب ممتع بحق، وجرئ في مادة صارمة..

ما أوسع بحره، والشئ بالشئ يذكر:
:
كان العلامة، رجل متدين، تزوج أفرنجية، ويصادق السكارى، والدروايش، ويدخل بارات لندن مع صحبة دون استياء، وتزوج ببريطانية، أسكنها الدامر ثلاثة أشهر كرام، وهي أعجبت بالبلاد والعباد، ورسمت بلون ريشتها جمال سمرتنا، وتراثنا، وأساريرنا، كان هناك معرض لها، خارج القاعة، وصور له، له تشع من عينيه النجابة والدهاء الطيب.

في المعرض، المواز لحلقات الدرس، للفنانة جريزلدا، تعجبت من سر العادة، فينا، فكم رسمت أشياء وزوايا، في حياتنا، نمر بها مرور الكرام، لعمى العادة، وصمم التعبير، ولكنها هي فتنت بها، فتنة قيس وليلى، فرسمت كل شئ بدهشة، البروش، الصلاة، قعدة البن، وجبر الخاطر في العرس والمرض، نساء حول مريض، أو عريس، كأنها مثل قيس، حين أصر، بأن زيارة قبر ليلى، نسك من مناسك الحج، والعمرة، وقد صدق...

معبار؟ أم مقاس؟..

حكى ساعي البريد، العامل مع العلامة، حكايات لطيفة، وجميلة، تظهر بأن الدكتور والعلامة لم يتأثر بأفرنجية الغرب، وكبريائهم كما رأينا في بعض مثقيفنا، أو حتى بنمط تعاملها "البارد"، في حرارة تعالمنا اليومي، الشعبي، بل حوى علمهم، ولم تزل نفسه نقية، وابية، كعادة أهله في الدامر، وبقية سرب المدن، في بلادي..

حكى بأن العلامة أحضر له قماش، وقال له مستعجل، كي يفصله، ويمضي به للخياط، وأحضر العلامة معه "معبار"، أي جلابية كي يخيط القماش بحجمها، وقال للساعي:
شيل معاك المعبار دي،عشان يخطيها بحجمها
فقال له الساعي: ده مقاس، ما معبار
قال العلامة: لا، معبار..
فرددت، لا مقاس
معبار..
لا مقاس، هكدا حاججه.
فقال له العلامة: (خلاص أمشي وديها الخياط، وتعال علمني اللغة العربية)..
فضجت القاعة بالضحك، كما حكى عن (شاي لي سيادتو)، فقل في بدء أمري، في أول يوم حضرت للعمل، قال العلامة لعاملة القديم اعمل شاي لي، ولي سيادتو، فلم أحضر الشاي، ظلتت جالسا، وخاطبني العلامة، لم لم تشرب الشاي، قلت له منتظر "سيادتو"، فقال لي : أنت سيادتو، كما حكى عن نفر كريم يأتي لمكتبه، ويلطب من الدكتور شاي، لبساطة ملبسه، وظنوه مجرد عامل، وكان يصنع لهم الشاي بكل أريحية وسعادة...

يتبع..

عبدالغني كرم الله
صورة العضو الرمزية
ÚÈÏ ÇáÛäí ßÑã Çááå
مشاركات: 269
اشترك في: السبت فبراير 03, 2007 10:38 am

مشاركة بواسطة ÚÈÏ ÇáÛäí ßÑã Çááå »

الأحبة، اعتدار.. بعمل ليهو أرسال، وبجيني رد أنو فشل، أكرر الإرسال، ألقى أنو أدرج أكثر من مرة..
فمحبتي، أظن الشيخ أحمد حمدون غاضب وعاتب من عدم معرفته، وكم كان والدي العزيز، حاج كرم الله يحب ترتليه، فأرتبط في خيالي بالقرية، مش القرية، كمان بموقع معين من البيت، جنوب البرندة، حيث كان يجلس أبي، والجيران في رمضان، لسماعه..


محبتي الكبيرة..
أضف رد جديد