وقائع وخلاصات ونتائج ندوة لاهاي حول التحول الديمقراطي

Forum Démocratique
- Democratic Forum
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »


كمال الجزولى الوارف ..وأدب الشفاء
فى رزنامته ، أسبوع 5 نوفمبر 2007 بعنوان أَلاعِيبٌ صَغِيرَةْ! فى سودانايل
كدح كمال الى العدالة كدحا يستحلب ضروع "المصالحة الوطنية" علّها تجود حليبا يرضع طفل "الحقيقة والأنصاف والمصالحة" اليتيم فى بلادى .. ليكن البحر مدادا لريشتك ياوسيم و "ما تنشلالك" كما يقول أهلنا الشايقية.
أقتطف من الرزنامة تلك اليومية .
الفاضل الهاشمى
--------------

رزنامة الأسبوع
أَلاعِيبٌ صَغِيرَةْ!
السبت:
اجتماع مؤسَّسة الرئاسة الذي انعقد ليل الجمعة 2/11/07 لمناقشة كيفيَّة تجاوز الأزمة الناشبة بين شريكي اتفاقيَّة السلام، تمخض، وفقاُ للوكا بيونق، وزير رئاسة حكومة جنوب السودان، عن تكوين لجنة فنيَّة مشتركة لحسم القضايا الخلافيَّة في موعد اقصاه الحادي والثلاثين من ديسمبر القادم، كما أمَّن على القرارات التي توصَّلت إليها المفوَّضيَّة السياسيَّة لوقف إطلاق النار وانتشار القوات في اجتماعها بتاريخ 1/11/07. ويُتوقع، حسب بيونق أيضاً، فراغ اللجنة من عملها، ومن ثمَّ إصدار قرارات مهمَّة خلال يومين أو ثلاثة (السوداني، 3/11/07).
قضايا التعداد، والحدود، وأبيي، والمصالحة الوطنيَّة، ونزع السلاح بمواقع النفط، هي جملة القضايا التي شملها اتفاق مؤسَّسة الرئاسة، حسب بيونق. لكنه لم يشر إلى قضيَّة (التحوُّل الديموقراطي) تحديداً، رغم أنها تواترت، خلال الايام السابقة، في تصريحات رسميي الحركة، باعتبارها مطلباً أساسيَّاً من المطالب التي لن تنفرج الازمة بدون تلبيتها.
مع ذلك دعونا نتفاءل بأن الحركة ربما اكتفت بورود (المصالحة الوطنيَّة) في قائمة مطالبها التي استجيب لها، كعنوان عام يندرج تحته، حكماً، مطلب (التحوُّل الديموقراطي)، لا سيَّما أن اتفاق مؤسَّسة الرئاسة على تكوين (لجنة للمصالحة الوطنيَّة) كان مِمَّا صرَّح به الوزير بيونق نصَّاً (الرأي العام، 3/11/07). ما يهمُّنا هو أن هذين المفهومين يقترنان، وجوباً، بمفهوم (العدالة الانتقاليَّة)، مِمَّا يقتضي توضيح هذه الرابطة بتتبُّعها عبر السياق التالي:
(1) الهدف المعلن لـ (اتفاقيَّة نيفاشا) و(الدستور الانتقالي) هو تحقيق (السلام) و(التحوُّل الديموقراطي)، مع ابتدار عمليَّة (مصالحة شاملة)، خلال (فترة انتقاليَّة) محدَّدة بستِّ سنوات وستة أشهر.
(2) لئن كان تصريف العدالة فى الظروف العاديَّة وظيفة أساسيَّة من وظائف الدولة، فإن هذه الوظيفة تتقدَّم، من باب أولى ، في الظروف غير العاديَّة التي تكون فيها الدولة في حالة (انتقال) من نظام حكم (لا ديموقراطى) إلى نظام حكم (ديموقراطى)، وسواء جرى هذا (الانتقال) راديكالياً أم إصلاحياً، لتمثل الأهميَّة الأكثر إلحاحاً بالمقارنة مع الوظائف الأخرى، وذلك بهدف تضميد الجراح الناجمة عن الظلامات السابقة، ولإزاحة كل العقبات التى يمكن أن تعرقل طريق هذا (الانتقال) المنشود.
(3) (العدالة الانتقالية)، إذن، مفهوم استثنائي يشتغل فقط في البلدان التي تروم استدبار الاوضاع (القمعيَّة)، وإنجاز (التحوُّل الديموقراطي) و(المصالحة الوطنيَّة)، من فوق تاريخ مثقل بتركة انقسام اجتماعي عميق، ناجم عن حرب أهليَّة متطاولة، أو قمع وحشي عام، أو تعذيب منهجي للخصوم السياسيين، أو ما إلى ذلك من انتهاكات حقوق الإنسان، أو جرائم الحرب، أو الجرائم ضد الإنسانيَّة.
وهكذا، إن كانت (لجنة المصالحة الوطنيَّة) التي اتفقت عليها مؤسَّسة الرئاسة، تفعيلاً، ولا بُدَّ، لنص المادة/21 من الدستور الانتقالي، هي هيئة لـ (الحقيقة والانصاف والمصالحة)، استهداءً بخبرات شعوب ما يربو على الأربعين بلداً أدناها إلينا جنوب افريقيا والمغرب، فإن لنا أن نستبشر بإمكانيَّة تصحيح المسار باتجاه (التحوُّل الديموقراطي). أما إن كان المراد محض تكرار لتجربة المصالحة المايويَّة الشائهة التي رتب لها نظام النميري عام 1977م مع بعض معارضيه، ولم تدم سوى بضع سنوات قبل أن تنهار كمثل كاتدرائيَّة تتقوَّض، فقل، منذ الآن، على (التحوُّل الديموقراطي) السلام!
-----
انتهى كلام السبت فى الرزنامة.
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »

العزيز محمد جمال الدين
تحايا وتقدير
شكرا ياصديق على الدعوة الكريمة .آسف والله على تأخير الرد. مشغول بتفاصيل شدّ الرحال هذه الأيام الى بلد العصافير الملوّنة الجريحة بعد خُمس قَرْن وهوادة.
نتمنى لكم امسية تقطف زهور شفاء اُخر.
مودتى
هاشمى
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

تشكر يا عزيز يا هاشمي،

لا عليك، الجايات اكتر من الرايحات.

المؤتمر كان ناجحا جدا في تقديري. وكان مرهقا جدا في تقدير الجميع، في تقديري!. كان شيئا ملحميا قويا وصاخبا.

تجد البيان الختامي في بوست مخصص له ليس ببعيد من هذا البوست لا في المكان ولا في الموضوع.


اتمنى لك رحلة طيبة الى ارض الميلاد بعد ربع قرن في دنيا الغياب المادي. وربما نسمع اخبار سعيدة.

ودي

محمد جمال الدين
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »

ابو الحُسْن.. سلام لك وللجميع
عدتُ من بسطامٍ سودانىٍ نحلم/ نعمل/نعلم انه للجميع
عدتُ دفيئاَ وغانماً ومتماسكاً على المستوى الشخصى/الخاص (مستوى الوالد والأخوان والأخوات وأبنائهن والعم والخال والخاله والأصحاب من محمد نوح لغاية أمين الفاضل ويوسف العبيد وأعزاء آخرين) ومتشظيّاً متلظيّاً حاسر الرأس على المستوى العام ازاء الفهلوة المؤسسية والسوق الذى اتى على الأخضر واليابس... والمحصّلة أنت أدرى بجدلها وغماستها.وسأعاود الوصل ...... ومازالت الساقية (الطاحونة) مدوّرة
أتمنى أن يستطيع بولا ونجاة زيارة الأهل والسودان ...

وبعد أعود للأمر الذى أبتدرته انت ولا عجلة فى الأمر رغم أهميته..
وهو أمر الشفاء المرتجى..

وصادفت حديث أحد من يريد الشفاء والأستشفاء وهو رمز عزيز كنت أتابع شقاءه من زمان . وصادف حديثه برنامج و"مانديت" من أولوياتى هو العزيز محمد أحمد الريّح وهو يتحدّث عن "رئيس جهاز الأمن صلاح قوش يكافىء القتلة والمجرمين" وقد خصّ مدير بيوت الأشباح ضابط الأمن محمد الأمين محمد الأمين
والذى عيّن مستشاراً بسفارة دبى والذى يجب أن نزلزل أقامته هناك وسأعمل على ذلك. والمقال منشور بسودانيز اونلاين.
https://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/s ... 1201142957

وسأضمّن ذلك فى خيطى بتاع حقوق الأنسان.

وساقتطف هنا ما أعتقد انه يمت لنقاشنا بصلة وهو منظور معذبين يودّون طرح رؤيتهم للشفاء ، والذى سيحدث ولو طال الزمن ونراه قريبا لأن يوما عند السياسيين المتفكّرين المتفائلين بألفٍ مما يعد الظلَمَة والقتلة بموضوعيّة الآنى الحاصل وليس أضغاث أحلام. وفى البال ما قلت بأنّك لا تودّ تشفيّاً وأنما شفاء....
والمقتطف هنا مشهد درامى سودانى حضرى –حتى لا أقول عربسلامى- يعكس وجيعة من قال لا للمشروع "الحضارى الدموى" من جهة وعرى الطبقة العربسلامية ، والمقتطف نهاية منطقّية لناشطى الوسط الأفذاذ (وناشطاته بالطبع) كونها تنفث صلواتٍ غاضباتٍ لاهبات.
أقتباس:
"إننا على يقين وإيمان بأن الله يملى للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.
إننا وكافة المظلومين سنظل نرفع أيدينا الى العلى القدير راجين أن يقتصّ لنا من مسئولى جهاز الأمن بالسودان ممن عذبوا مواطنيهم وأهانوهم ونهبوهم وشرّدوهم ونالوا المكافآت على ذلك.
”اللهمّ إنّهم قد ظلمونا وما لنا من ناصر الاّ أنت , اللهمّ أحبسهم فى جلّهم وعذّبهم "
"اللهم أهلك الظالمين بالظالمين وأرنا فيهم عجائب قدرتك"
"اللهم إنهم تقووا علينا بقوتهم على ضعفنا ظلماً فأرنا قدرتك فيهم"
"اللهم يارب انتقم من المدعو محمد الأمين محمد الأمين ومن أعانه ومن رفعه ومن سلّطه ,إنتقم لنا منهم فى ليلة لا أخت لها وساعة لاشفاء منها وبنكبة لا انتعاش منها و بعًثرة لا إقالة منها ونغّص نعيمهم وأرهم بطشتك الكبرى ونقمتك المثلى وقدرتك التى هى فوق كل قدرة وسلطانك الذى هو أعزّ من سلطانهم وأغلبهم لنا بقوتك القوية ومحالك الشديد وابتليهم بفقر لا تجبره وبسوء لا تستره وكِلُهم فى أنفسهم فيما يريدون. إنك فعال لما تريد".
"اللهم عليك بمن ظلمنا , اللهم أسقم جسده وأنقص أجله وخيّب أمله وأزل ظلمه واجعل شغله فى بدنه ولا تفكّه من حزنه وصيّر كيْده فى ضلال وأمره الى زوال ونعمته الى انتقال وجدّه فى سفال وسلطانه فى اضمحلال وعافيته الى شرّمآل وأمته بغيظه إذا أمتّه وأبقه لحزنه إن أبقيته وق عبادك شرّه وهمزه ولمزه وسطوته وعداوته فإنّك أشدُّ بأساً وأشدُّ تنكيلاً".

وهناك تفاصيل محدّدة لتعذيب تمّ لود الريّح ولا مجال لتعميمها كما تم فى النماذج الأفريقية والعربية التى اشرتُ اليها من قبل فى مساهمتى فى هذا الخيط. وهذا جانب منها للمثال وليس الحصر:
أقتباس من مذكرة بعث بها العميد محمد احمد الريح الى وزير العدل:

"
8. تعرضت سخصياً للإغتصاب وادخال أجسام صلبة داخل الدبر، وقام بذلك النقيب عاصم كباشى واخرون لا أعرفهم

9. الاخصاء بضغط الخصية بواسطة زردية والجر من العضو التناسلى بنفس الآله وقد قام ذلك النقيب عاصم كباشى عضو لجنة التحقيق.

10. الضرب باللكمات على الوجه والرأس وقام به أيضاً المدعو عاصم كباشى ونقيب آخر يدعى عصام ومرة واحدة رئيس اللجنة والذى التقطت أسمه وهو عبدالمتعال

11. القذف بالألفاظ النابئة والتهديد المستمر بإمكانية إحضار زوجتى وفعل المنكر معها أمام ناظرى بواسطة عاصم كباشى وآخر يحضر من وقت لآخر لمكان التحقيق يدعى صلاح عبدالله وشهرته صلاح قوش

12. وضع عصا بين الارجل وثنى الجسم بعنف الى الخلف والضرب على البطن وقام به المدعو عاصم كباشى والنقيب محمد الامين المسئول عن الحراسات وآخرين لا اعلمهم

13. الصعق بالكهرباء وقام به المدعو حسن والحرق باعقاب السجائر بواسطة المدعو عاصم كباشى.

لقد تسببت هذه الافعال المشينة فى إصابتى بالامراض التالية

1. صداع مستمر مصحوباً بإغماءة كنوبة الصرع

2. فقدان لخصيتى اليسرى التى تم اخصاؤها كاملاً

3. عسر فى التبرز لااستطيع معه قضاء الحاجة الا بإستخدام حقنة بالماء يومياً

4. الإصابة بغضروف فى الظهر بين الفقرة الثانية والثالثة كما أوضحت الفحوضات. علماً بانى قد أجريت عملية ناجحة لازالة الغضروف خارج السودان فى الفقرة الرابعة والخامسة والآن اعانى آلم شديدة وشلل مؤقت فى الرجل اليسرى

5.فقدى لاثنين من اضراسى وخلل فى الغدة اللعابية نتيجة للضرب باللكمات

6. تدهور مريع فى النظر نتيجة للربط المحكم والعنيف طيلة فترة الإعتقال "

انتهى الاقتطاف من ودالريح .

مشهد تعذيب دكتور فاروق محمد ابراهيم كما وصفه قلمه وتصوّره للشفاء:

اقتباس:
"السيد الفريق/ عمر البشير
رئيس الجمهورية-رئيس حزب المؤتمر الوطني
بواسطةالسيد/أحمد عبد الحليم-سفير السودان بالقاهرة
تحية طيبة وبعد
الموضوع:تسوية حالات التعذيب تمهيدا للوفاق
بممبدأ الحقيقة والتعافي علي غرار
جنوب أفريقيا حالة اختبارية
علي الرغم من الإشارات المتعارضة الصادرة عنكم بصدد الوفاق الوطني ودعوتكم المعارضين للعودة وممارسة كافة حقوقهم السياسية من داخل أرض الوطن فإنني أستجيب لتلك الدعوة بمنتهي الجدية وأسعي لإستكمالها بحيث يتاح المناخ الصحي الملائم لي وللألاف من ضحاي التعذيب داخل الوطن وخارجه أن يستجيبوا لها ولن يكون ذلك طبعا إلا علي أساس العدل والحق وحكم القانون.

إنني أرفق صورة الشكوة التي بعثت بها لسيادتكم من داخل السجن العمومي بالخرطوم بحري بتأريخ 29/02/1990 وهي تحوي تفاصيل بعض ما تعرضت له من تعذيب وأسماء بعض من قاموا به, مطالبا بإطلاق سراحي وإجراء التحقيق اللازم ومحكمة من تثبت إدانتهم بممارسة تلك الجريمة المنافية للعرف والأخلاق والدين والقانون.تلك المذكرة التي قمت بتسريبها في نفس الوقت لزملائي أساتذة جامعة الخرطوم,وأبنائي الطلبة,الذين قاموا بدورهم بنشرها في ذات الوقت علي النطاقين الوطني والعالمي,مما أدي لحملة تضامن واسعة أطلق سراحي إثرها,بينما أغفل أمر التحقيق الذي طالبت به تماما,وهكذا ظل مرتكبو تلك الجريمة طليقي السراح وتوالي سقوط ضحاي التعذيب بأيديهم وتحت إمرتهم,منهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر,فلا يعقل والحال علي هذا المنوال أن يطلب مني ومن الألوف الذين أستبيحت أموالهم ودمائهم وأعراضهم وأرواح ذويهم,هكذا ببساطة أن يعودوا لممارسة كافة حقوقهم السياسية وكأن شيئا لم يكن.
إن ما يميز تجربة التعذيب الذي تعرضت له في الفترة من 30 نوفمبر الي 12 ديسمبر 1989 ببيت الأشباح رقم واحد الذي أقيم في المقر السابق للجنة الإنتخابات أن الذين قاموا به ليس فقط أشخاص ملثمين تخفوا بالأقنعة وإنما كان علي رأسهم الواء بكري حسن صالح وزير الدفاع الراهن ورئيس جهاز الأمن حينئذ والدكتور نافع علي نافع الوزير ورئيس جهاز حزب المؤتمر الوطني الحاكم اليوم ومدير جهاز الأمن حينئذ,وكما ذكرت في الشكوة المرفقة التي تقدمت لكم بها بتأريخ 29 يناير 1990 من داخل السجن العمومي وأرفقت نسخة منه لعناية اللواء بكري,فقد جابهني اللواء بكري شخصيا وأخطرني بالأسباب التي تقرر بمقتضاها تعذيبي ومن بينها قيامي بتدريس نظرية التطور في كلية العلوم بجامعة الخرطوم,كما قام حارسه بضربي في وجوده.ولم يتجشم الدكتور نافع تلميذي الذي صار فيما بعد زميلي في هيئة التدريس في جامعة الخرطوم,عناء التخفي وإنما طفق يستجوبني عن الأفكار التي سبق أن طرحتها في الجمعية العمومية للهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم وعن زمان ومكان إنعقاد اللجنة التنفيذية للهيئة,ثم عن مكان تواجد بعض الأشخاص كما ورد في مذكرتي وكل ذلك من خلال الضرب والركل والتهديد الفعلي بالقتل وبأقوال وأفعال أعف عن ذكرها فعل الدكتور نافع ذلك بدرجة من البرود والهدوء وكأنما كنا نتناول قهوة في نادي الأساتذة.علي كل حال المكانة الرفيعة التي يحتلها هذان السيدان في النظام من ناحية وثبات تلك التهم من ناحية ثانية,يجعل حالة التعذيب هذه من الوضوح بحيث تصلح نموذجا يتم علي نسقه العمل لتسوية قضايا التعذيب علي قرار ما فعلته لجنة الحقيقة والوفاق الخاصة بجرائم النظام العنصري في جنوب أفريقية.
قبل الإسترسال فإنني أورد بعض الأدلة التي لا يمكن دحضها تأكيدا لما سلف ذكره:
أولا:تم تسليم صورة من الشكوة التي تقدمت لسيادتكم بها للمسؤولين المذكورة أسماؤهم بها وعلي رأسهم اللواء بكري حسن صالح. وقد أفرج علي بعد أقل من شهر من تأريخ المذكرة.ولو كان هنالك أدني شك في صحة ما ورد فيها-خاصة عن السيد بكري شخصيا- لما حدث ذلك ولكنت أنا موضع الإتهام لا هو.
ثانيا:أحال مدير السجن العمومي مجموعة الثمانية عشر القادمة معي من بيت الأشباح رقم واحد بتاريخ 12 ديسمبر 1989 الي طبيب السجن الذي كتب تقريرا مفصلا عن حالة كل واحد منا,تحصلت عليه وقامت بنشره منظمة العفو الدولية في حينه,وقد أبدي طبيب السجن ومديره وغيرهم من الضباط إستياءهم وإستنكارهم الشديد لذلك المشهد الذي لا يكاد يصدق.وكان من بين أفراد تلك المجموعةكما جاء في الشكوة نائب رئيس إتحاد العمال الأستاذ محجوب الزبير وسكرتير نقابة المحامين الأستاذ/صادق الشامي الموجودان حاليا بالخرطوم ونقيب المهندسين الأستاذ/ هاشم محمد أحمد الموجود حاليا ببرطانيةوالدكتور طارق إسماعيل الأستاذ بكلية الطب بجامعة الخرطوم وغيرهم ممن تعرض لتجارب مماثلة وهم شهود علي كل ما جري بما خبروه وشاهدوه وسمعوه.
ثالثا: إن جميع قادة المعارضة الذين كانوا في السجن حينئذ,السيد محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع الوطني الديموقراطي والسيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة والسيد سيد أحمد الحسين زعيم الحزب الإتحادي والسيدان محمد إبراهيم نقد والتجاني الطيب زعيما الحزب الشيوعي وغيرهم كلهم شهود بنفس القدر. وكما يعلم الجميع فقد تعرض السيدان الصادق المهدي وسيد أحمد الحسين وغيرهم من غادة المعارضة لنفس نمط التعذيب علي أيدي نفس الأشخاص أو بأمرهم وكتبوا شكوي مماثاة.
رابعا: قام بزيارتي في السجن العمومي بالخرطوم بحري بعد إنتقالي إليه مباشرة الفريق إسحق إبراهيم عمر رئيس الأركان وقتها بصحبة نوابه فشاهد أثار التعذيب واستمع لروايتي كاملة.كذلك فعل كثيرون غيره
خامسا: تم إعتقال مراسل الفاينانشيل تايمز السيد بيتر أوزين الذي كان خطابي بحوزته فكتب صفحة كاملة دامغة في صحيفته العالمية المرموقةعما تعرضت له و ماتعرض له غيري من تعذيب,وعن محادثاته الدامغة مع المسئولين عن تلك الإنتهاكات وعن تجربته الشخصية.
إنني أكتفي فيما يخص حالتي بهذا القدر من الأدلة الدامغة. ومع أن الخطاب يقتصر كما يدل عنوانه علي تجربتي كحالة إختبارية إلا أن الواجب يقتضي أن أدرج معها حالة موظف الإسكان السابق المهندس بدر الدين إدريس التي كنت شاهدا عليها وكما جاء في ردي علي دعوة نائب رئيس المجلس الوطني المنحل الأستاذ عبد العزيز شدو للمشاركة في حوار التوالي السياسي بتأريخ 18 أكتوبر 1998 فقد تعرض ذلك الشاب لتعذيب لا أخلاقي شديد البشاعة ولم يطلق سراحه الا بعد أن فقد عقله وقام بذبح زوجته ووالدها وإثنين من أسرته. كان في سبات وصمود ذلك الشاب الهش الباش الوسيم الأسمر الفارع الطول تجسيدا لكرامة وفحولة وعزة أهل السودان.وكان أحد الجنود الأشد قسوة-لا أدري إن كان إسم حماد الذي أطلق عليه حقيقيا-يدير كرباجه علي رقبتينا وجسدينا نحن الإثنين في شبق وفي إحد المرات أخرج بدر الدين من بيننا ثم أعيد لنا بعد ساعة مذهولا أبكم مكتئبا محطما كسير القلب.ولم تتأكد لي المأساة التي حلت ببدر الدين منذ أن رأيته ليلة مقادرتنا لبيت الأشباح منتصف ليل 12 ديسمبر 1989 إلا عند إطلاعي علي إحدي نشرات المجموعة السودانية لضحاية التعذيب هذا الأسبوع ويقتضي الواجب أن أسرد تلك اللحظات من حياته وأنقلها لمن تبقي من أسرته.فكيف بالله نتداول حول الوفاق الوطني بينما تبقي مثل هذه الأحداث معلقة هكذا بلا مساءلة .
أعود لمبدأ تسوية حالات التعذيب علي أساس النموذج الجنوب أفريقي, وأطرح ثلاثة خيارات متاحة للتسوية

الخيار الأول
الحقيقة أولا ثم الإعتذار((والتعافي المتبادل))
بتعبير السيد ((الصادق المهدي))
هذا هو النموذج الذي تم تطبيقه في جنوب أفريقية.إن المفهوم الديني والأخلاقي للعفو هو الأساس الذي تتم بموجبه.ويحتفظ لدي الكثيرين مع مبدأ سريان حكم القانون ومع التعافي المتبادل. فكما ذكرت في خطابي للسيد عبد العزيز شدو فإنني أعفو بالمعني الديني والأخلاقي عن كل من إرتكب جرما في حقي ,بما في ذلك السيدينبكري ونافع,بمعني إني لا أبادلهم الكراهية والحقد,ولا أدعو لهم إلا بالهداية, ولا أسعي للإنتقام والثأر منهم, ولا أطلب لشخصي أو لهم إلا العدل وحكم القانون, وأشهد أن هذا الموقف الذي قلبنا كل جوانبه في لحظات الصدق بين الحياة والموت كان موقف كل الزملاء الذين كانوا معي في بيت الأشباح رقم واحد, تقبلوه وآمنوا به رقم المعاناة, وفي ذروة لحظات التعذيب. إن العدل لا يتحقق بموقف الجلاد ولا بمدي بشاعة الجرم المرتكب,وإنما يتعلق بكرامة وإنسانية من يتسامي ويرفض الإنحدار لمستنقع الجلادين,فيتميز تميزا خلقيا ودينيا تاما عنهم.فإذا ما استيقظ ضمير الجلاد وأبدي ندما حقيقيا علي ما إرتكب من إثم, واعتذر إعتذارا صادقا عن جرمه, فإن الذي يتسامي يكون أقرب الي الإكتفاء بذلك و الي التناذل عن الحق المدني القانوني وعن المطالبة بالتعويض عن الأضرار التي لحقت به. وبهذايتحقق التعافي المتبادل. وهذا هو الأساس الذي تمت بموجبه تسوية معظم حالات التعذيب والجرائم التي إرتكبها عنصريو جنوب أفريقيا ضد مواطنيهم.
إنني إنطلاقا من نفس المفهوم أدعو السيدين بكري ونافع ألا تأخزة بالاثم, أن يعترفا ويعلنا ما إغترفاه بحقي وحق المهندس بدر الدين إدريس في بيت الأشباح رقم واحد, أن يبديا أسفا وندما حقيقيا, وأن يعتذرا إعتذارا بينا معلنا في أجهزة الإعلام وأن يضربا المثل والقدوة لمن قرروا بهم وشاركوهم ممارسة التعذيب وائتمروا بأمرهم.حين ذلك فقط يتحقق التعافي وأتنازل عن كافة حقوقي, ولا يكون هنالك داعيا للجوء للمحاكم المدنية, ويصبح ملف التعذيب المتعلق بشخصي مغلقا تماما. ولنأمل أن يقبل أولياء الدم في حالة المهندس بدر الدين إدريس بالحل علي نفس المنوال. لقد أعلن السيد إبراهيم السنوسي مؤخرا إعترافه بممارسة التعذيب طالبا مغفرة الله. وهذا بالطبع لا يفي ولا يفيد. إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم. ولا يليق أن يصبح أمر التعذيب الذي إنقلب علي من أدخلوه وبرروه أن يكون موضعا للمزايدة والمكايدة الحزبية. إن الصدق مع النفس والأخرين والإعتذار المعلن بكل الصدق لكل من أسئ إليه وامتهنت كرامته, وطلب العفو والغفران, هو الطريق الوحيد للخروج من هذا المأزق بكرامة. فإن المكر السئ لا يحيق إلا بأهله. إن طريق التعافي المتبادل هو الأقرب إلي التقوي. فإذا ما خلصت النيات وسار جناحا المؤتمر الوطني والشعبي لخلاص وإنقاذ أنفسهم من خطيئة ولعنة التعذيب الذي مارسوه فسيكون الطريق ممهدا تماما لوفاق وطني حقيقي صادق وناجز.
الخيار الثاني
إذا ما تعذر التعافي المتبادل بسبب إنكار تهمة التعذيب أو لأي سبب أخر فلا يكون هنالك بديل سوي التقاضي أمام المحاكم, ذلك في حالة جدية المسعي للوفاق الوطني علي غرار ما جري في جنوب أفريقيا. غير أن حكومتهم فيما علمت سنت من التشريعات ما يحمي أعضائها وموظفيها والعاملين في أجهزتها الأمنية من المقاضاة. فالجرائم ضد الإنسانية وحقوق الإنسان كالتعذيب لا تسقط بالتقادم ولا المرض ولا تقدم السن ولا لأي سبب من الأسباب, كما شهدنا في شيلي وأندونيسيا والبلقان وغيرها كما إن الموقف لا يستقيم مع دعوتكم للوفاق وعودة المعارضين الذين تعرضوا لأبشع جرائم التعذيب. وليس هناك كما قال المتنبئ العظيم, ألم أشد مضاضة من تحمل الأذي ورؤية جانيه. وإنني مستعد للحضور للخرطوم لممارسة كامل حقوقي الوطنية بما في ذلك مقاضات من تم تعذيبي بأيديهم, فور إخطاري بالسماح لي بحقي الطبيعي.ذلك إذا ما إقتنعت مجموعة المحامين التي سأوكل إليها هذه المهمة بتوفر الشروط الأساسية لمحاكمة عادلة.
الخيار الثالث
التقاضي أمام المحاكم الدولية لحقوق الإنسان
ولا يكون أمامي في حالة رفض التعافي المتبادل ورفض التقاضي أمام المحاكم الوطنية سو اللجوء للمحاكم في البلدان التي تجيز قوانينها محاكمة أفراد من غير مواطنيها وربما من خارج حدودها,للطبيعة العالمية للجرائم ضد الإنسانية التي يجري الأن إنشاء محكمة عالمية خاصة بها,إنني لا أقبل علي مثل هذا الحل إلا اضطرارا, لأنه أكرم لنا كسودانيين أن نعمل علي حل قضايانا بأنفسنا, وكمل علمتم سيادتكم فقد قمت مضطرا بفتح بلاغ مع أخرين بفتح بلاغ ضد الدكتور نافع في لندن العام الماضي, وشرعت السلطات القضائية البريطانية في إتخاذ إجراءات أمر الإعتقال الذ تنبه له الدكتور نافع واستبقه بمقادرة بريطانيا. وبالطبع تنتفي الحاجة لمثل تلك المقاضاة فيما لو أتيحت لي ولغيري المقاضاة أمام محاكم وطنية عادلة, أو لو تحققت شروت التعافي المتبادل الذي هو أقرب للتقوي. إنني آمل مخلصا أن تسيروا علي طريق الوفاق الوطني بالجدية التي تتيح لكل الذيت تشردوا في أصقاع العالم بسبب القهر السياسي لنظام ((الإنقاذ)) أن يعودوا أحرار يشاركون في بناء وطنهم
وفقنا الله وإياكم لما فيه خير البلاد والعباد...

فاروق محمد إبراهيم النور
الأستاذ بكلية العلوم -جامعة الخرطوم (سابقا)
"
انتهى الأقتباس من الرسالة وهى مأخوذه من نفس الموقع أعلاه.
وربما نعود فيما بعد للتواصل والأستطلاع قدر المستطاع .

مودتى
الهاشمى
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

مرحبا بعودك يا هاشمي

ومعك نعود

يبدو ان زيارتك الاخيرة للسودان لم تغير شي في موقفك من أدب الشفاء... بل زادتك اصرارا على تغليب مبدأ المحاسبة عبر الاجهزة العدلية الناجزة، بدلا من الشفاء اللطيف الشفيف، طويل الاجل.

لا عليك، أنا برضو متأرجح بين هذا وذاك. وكثيرا ما يغالبني التشفي بديلا للشفاء.

وبالمناسبة أنا برضو ضحية تعذيب بمستوى جيد ولو انه اقل فظاظة من ناس زي ود الريح (على سبيل المثال) لكن التعذيب اظنه في كل المستويات يبقى تعذيب!.
ربما ما احكى يوما بالتفصيل عن مشاعري تجاه ما اوده من مصير لمن عذبني ماديا ومعنويا، وأعرفه بالاسم وعندي عدد من الشهود، كانو حضورا، وراوا رأي العين. فالقاضي العادل في دولة عدالة ما عندو طريقة تب غير ادانة المتهم، والزول الراجل تب في دولة غابة، كل الفرص متاحة امامه لحمل عكازه المضبب للنيل من راس وقعر من اهانه، والجاني كوز معروف، وضابط امن، وكان زميلي للتو في نفس الكلية.

بس برضو المسألة بشكلها العام دايرة تفكير بروية ورواقة، فهي قضية معقدة جدا، كونها لا تختص بالصراع السياسي الحالي وحده (مع نظام الانقاذ وبس) اضافة الى تعقيدات اخرى اجتماعية وثقافية ودينية واقليمية و"تاريخ ورقيق" كمان.

(((على كل انا اتابع اجتهادك فيما يتعلق بالموضوع والمقتطفات الكثيرة التي تأتي بها دعما لمشهدك)))) ولنرى!.

ولك في الختام الشكر على عودك بنا مرة اخرى الى حلبة النقاش، في موضوع حساس وشائك...... حتى انه مرات كثيرة يعتريني احساس ذاك ان حسن موسى كان في غاية الشجاعة بطرحة لاراء مفرطة الحساسية، في مثل هذا الوقت. وهذا شي على كل حال يحمد له.


تحياتي

محمد جمال الدين
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »

محمد جمال أخوى
شايف أنحنا "قاعدين راس" فى حضرة أدب الشفاء. والقعاد راس فى لغة الأولاد العربسلاميين هو أننا جوز ثنائى ومانزال ن"جسّ" مطايبه. وجسّ البهيمة هو لمسها باليد للتعرف على سمنتها أو غثّها.
الجهر بالتعذيب أو عدمه من حق وبراح الضحيّة، ثم أنه يكشف الجلّاد العربسلامى الكوز ويعرّى عمايله حتى لا تتكرر سمومه على العباد.
وقد سعدت هذا الصباح وانا أتابع أخبار هذا العالم المكوكب (مُش من سلاح الكوكاب –الحَرْبة المشرشرة) بسماع خبراً طالما أنتظرته. خبراً طيباً من الشرق الأقصى حيث رأى البوست-كولونيالى أن يربط "الدابى" الذى ولده فى "صُلبه" على سبيل حكمة البادية السودانية ، وأنه دابٍ لو تعلمون عظيم السموم الأجتماعية.
سأورد الخبر أدناه
مودتى
الفاضل الهاشمى
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »

شفاء استرالى
أعتذاررسمى من رئيس وزراء أستراليا كفن رود والبرلمان الأسترالى للسكان الأصليين


جلس بوست-كولونيال الممسوخ و"المسخوت" (من قبيلة الضّالين المسخوط عليهم) قُبالة صديقته لبراليا (الديمقراطية اللبرالية الاسترالية) ذات التسع عشرة ربيعاً (عمر زهورالذهن العربسلامى) وعلى طاولة القهوة قارورة شامبانيا Champagne ممشوقة،ملهوفة وشليقة.
هيّأ بوست-كولونيال جوارحه وconstructed his self-appointed mind ورشّ حوش اللبرالية الجديدة وهمّ بفتح الشامبانيا.
قالت لبراليا والشبق بعينيها بلهجة دارفورية:
"أخير نشربو نميّزو ياعيالى"
يحاول بوست-كولونيال دؤؤباً أعادة ترتيب مُسالمة (حاشاه بقايا العنف الذكورى) للعقد الاجتماعى المرتبك حتى ولو اضطرّ الى أعادة تعريف الأنوثة والسوق والتعدد الثقافى ومابعد الحداثة.
رمق بوست-كولونيال لبراليا بنظرة احتفالية أولمبيادية تحت رزاز الشامبانيا القطنى قائلا:
"وجب الأعتذار للسكان الصليين Aborigines وأن نعيد لهم بهذه المناسبة بعضا مما فقدوه من مال وبنون وكلأ و Dignity وخراب ديار بحكم الطبيعة وغضب ناصرها وأسلافنا"
همست لبراليا والنشوة بعينيها بلهجة عربسلامية:
"حكم الطبيعة جعل جور الحبيب مسموح"
مصمص بوست-كولنيال شفتيه معلنا يوم 13 فبراير يوماً عالمياً لأعادة الأعتبار لسكان استراليا الأصليين.
......
......
...
خارج الحوش اللبرالى الجديد تراص آلاف الاستراليين الذين قادوا حملاتا شعواء لمدة عقد من الزمان لأنتزاع ذلك الحق العضوض وعيونهم مسمّرة على شاشات تلفزيزنية معلّقة فوق الحدائق والفرندات والميادين العامة والمدارس أنتظارا وهم يتابعون تصويت البرلمان التاريخى حول الأعتذار للسكان الأصليين وأعلان رئيس الوزراء Kevin Rudd الأعتذار الرسمى صبيحة اليوم.
الأعتذار والتعويضات مطلب سعى حُلماً ووعداً وخطةً أستراتيجيّة بين الناشطين من كل شاكلة ولون منذ عقد من الزمان. عشرات الآلاف (قدروا ب 100,000 ) من مايسمى ب "الأجيال المسروقة" من أطفال الأستراليين الأصليين تم أختطافهم دون علم أسرهم مابين اعوام 1910و 1970
بذريعة أنتشالهم من براثن الموت وبقوانين الحكومة المركزية وحكومات الولايات المحليّة. قليل جدا من المحاكمات نجح ضحاياها فى أثباتها ضد الحكومة منهم بروس تريفر الذى كسب 700,000 دولار من حكومة ولاية استراليا الجنوبية والتى أخطتفته من المستشفى دون علم أبويه قبل خمسين عاماً. ثم حكومة تسمانيا التى عوّضت 84 من هؤلاء الأجيال المسروقين وعوّضت ابناءهم.
التحيّة لنقابة المحامين الأسترالية وجمعيات القانون وناشطيها المتحالفين مع السكان الأصليين(عبثاً يلهينا الأكاديميّون العربسلاميون بأن لا نقاتل مع أهلنا فى جنوب السودان أو أن لا نطلب مؤآزرتهم بأسم حقوق الأنسان بل علينا أن نجأر بظلمنا بعقل عربسلامى مبين ، وقد ركّز ع ع أبراهيم بشدة فى نقد ذلك المسعى منطلقا مرة من نقد الأفروعروبوية ومرة أخرى من نقد المركزية الأوربية)
فقر وعطالة وأميّة السكان الأصليين فى أستراليا والأمريكيتين موثّق ومدروس.
رفض جون هاوارد رئيس وزراء أستراليا السابق الأعتذار والتعويض بذريعة أنه لن يأخذ الأسترالى
"المعاصر بجريرة وتبعات أسلافهم" كما قال صديقنا حسن موسى هنا فى هذا البوست.
أنظر هذه الروابط:
نيويورك تايمز
https://www.nytimes.com/2008/02/13/world ... yt&emc=rss

https://www.medicalnewstoday.com/articles/96068.php

https://www.stuff.co.nz/4399950a6160.html

https://www.news.com.au/story/0,23599,23 ... 77,00.html

https://www.abc.net.au/news/events/apology/

مودتى
الفاضل الهاشمى
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

عالياً الملف
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

الأستاذ عبد الله الشقليني

سلامات

شكرآ لتذكيرنا مرة ثانية بهذه التجربة المفيدة "ندوة د. حسن موسى بلاهاي" وقد كانت بجد صاخبة وأثارت حوارات شتيتة أمتدت لشهور عديدة عندنا في هولندا.

تحياتي لحسن موسى وأجدد له شكري ... ونيابة عن الرفاق في نصون.
أضف رد جديد