صورة الخروف..ومشهد عيد الضحية في بلدنا..

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
عبد العزيز عبد الماجد
مشاركات: 111
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:34 pm
مكان: الرياض - السعودية
اتصال:

صورة الخروف..ومشهد عيد الضحية في بلدنا..

مشاركة بواسطة عبد العزيز عبد الماجد »

صورة الخروف..ومشهد عيد الضحية في بلدنا..

عيد الضحّية ..او العيد الكبير..من الأسماء الدارجة لعيد الأضحى المبارك..عالقة بذاكرتي مشاهد وصور الإحتفال به هناك في قريتنا "الكِتواب" بالمحمية شرق بوسط منطقة الجعليين..
والعيد -القادم بعد ايام- فرصة للوقوف عند تلك المشاهد..
وبما أن العيد عيد أضحية ومربوط بالغنم والبهائم ..وبما أن أهلي "الكِتواب" يمكن تصنيفهم بأنهم أهل بهائم أكثر من كونهم أهل زراعة.(حسب تصنيف ما ينشغل به الجعليون في مناطقهم، والذين يمكن تصنيفهم إما اهل زراعة او أهل رعي، وهو تصنيف حسب ظني يمكن الإهتداء به للوقوف على بعض العادات والتقاليد ).فلذلك للعيد خصوصية في المشاهد..سأحاول إستعراضها هنا.
ففي يوم العيد تتحوّل ساحة المسجد الجامع في "قرية المُطمَر" المجاورة لنا، حيث المسجد الكبير وهو من أقدم المساجد في المنطقة، وهو لا يبعد عن قُبة الشيخ عمر أب سبيب، ولا يبعد كذلك عن ضريح الشيخ عمر ود بِلال والد الشيخ حامد أب عصاة العمرابي - ويومها تتحول الساحة القريبة من المسجد الى سوق للغنم ..يسمونه بـ"الجِيلُوبة" ..والجِيلوبة من جَلب / يجلب/ فهو جالب أي بائع..فالجِيلوبة سوق بيع الغنم بكل فوضويته الجميلة كما هو معروف في أسواق المنطقة..
لذلك يطلقون إسم "الجيلوبة" يوم العيد على الساحة القريبة من المسجد العتيق..حيث يبدو في المشهد كثير من الضأن وقليل من الماعز..فالغالبية منهم يذبحون الضأن..وبما أن نوع الضحية ايضاً يشير الى مكانتك الإجتماعية ..فالغالبية العظمى تذبح الضأن..والماعز يكتفي به اليتامى والمساكين (وهم ماكلين في خاطرهم..و"اللكِل في الخاتر" كثيراً ما نمارسه بطبيعتنا السودانية عند فعل ما بحكم قصر اليد والحالة..حتى وإن كان الأمر فعل من شروطه دينياً الإستطاعة..!!!).
أذكر أن كثيراً ما كانت ترد في خطبة العيد تلك العبارة التي اتذكرها جيداً (...أبشر أيها الفقير..فقد ضحّى عنك رسول الله (ص)..حينما ضحّى بكبشين اقرنين أملحين...) ترد في الخطبة إستناداً على الحديث الشريف (أن النبي صلى الله عليه وسلم : ضحّى بكبشين أملحين ،أقرنين ،ذبحهما بيده وسمّى وكبّر..)..فخروف أضحيته ..والآخر أضحية نيابة عن الفقراء والمساكين من أمته..حسب التفسير المعروف..فلذلك يشير إليها الإمام في خطبته..مطمئناً الذين لا يستطيعون الضحية..
كما أذكر أن خطبة العيد هذه وخطب صلاة الجمعة كانت خطب ثابتة في مساجد تلك القُرى ..تقوم بتوزيعها وزارة الشئون الدينية -على ما أظن- ففيها لغة تأخذ طابع التلحين والشعر لغوياً.. ويبدو فيها واضحاً النَفَس الصوفي..ولا أنسى مشهد خروج الإمام من المسجد إلى "القلعة" وهي تلة خلف المسجد حيث ساحة الصلاة ..كان خروجه عبارة عن زفة، وخلفه مشهد بديع داخل حوش الجامع حيث تُرفع فيه رايات (السادة الختمية) بألوانها المعروفة –بحكم ان أهل المسجد هم عمراب ختمية-..وللزفة هذه بعض المديح في شكل أهازيج ..اذكر منها المدحة المعروفة في أدب السادة الختمية الجميل والتي يقول مطلعها:
(صلاةُ ربي الماحي ..
على زينِ المِلاحِِ..
مُحمد السماحِ ..
بالعلمِ والفلاحِ..
عليه صلى ربي ..
والآلِ ثم الصحبِ
ما قيل عند الكربِ
....)..
أو تلك التي تقول:
(يا ربي بِهِم وبآلهِم ..
عجِّل بالنصر وبالفرجِ..
اشتدَّ هواي على المهجِ..
ياربي فعجّل بالفرجِ..
تولَّت نفسي يا سندي..
بدّر بخلاصي من زهجِ..
واشغل اعدائي بانفسهم
وأبليهم يا ربي بالمرجِ..)..
تُغنى بألحان تتماشى مع إيقاع وحركة زفة الإمام الى مكان الصلاة..
كما اذكر ان حتى كلمات الخطبة كانت بذات الطابع ..مواضيعها بسيطة ومهادنة ومسالمة في لغتها..إنه الخطاب الديني الذي عرفناه وعرفه كل السودانيين حسب ظني..!!!
قلت أن الكل يحرص قدر الإمكان على ذبح خروف..أو تيس..ولا أتذكر طيلة وجودي في بلدنا غير ذلك من ما هو مباح من بقية الأنعام مثل البقر..أو الإبل.. التي تكفي للأضحية عن مجموعة كما هو معروف شرعاً..!!!
وعادة بعد إنتهاء الصلاة والخطبة وأثناء التبريكات والتهاني -بين الكل -والدعوات وتبادل العفو لله والرسول..يشرع الإمام في ذبح ضحيته أمام المسجد..حتى يكون بذلك أذِن للناس بالذبح..حيث جرت العادة أن يذبح الناس بعد الإمام وليس قبله ..مع أن الشرع أشار إلى وجوب الذبح بعد الإنتهاء من الصلاة.
ثم أتذكر كيف أن الجميع يحرصون على توزيع من يذبح قبل الآخر..خاصة في حالة الأسر المتعددة داخل البيت الواحد..فمن يذبح ضحيته في اليوم الأول يسمونه ذهباً..واليوم الثاني فضة..واليوم الثالث نحاس..وما بعد غروب شمس اليوم الثالث من ايام التشريق، بالطبع ليس باضحية فهو يحسب كـ"كرامة"..فهكذا يوزعون يوم النحر وأيام التشريق الثلاث بطريقتهم الخاصة.

صورة الخروف ..
وبما أن المناسبة دينية بحتة فأغلب خطواتها مربوطة بالكتاب والسنة..وبعض الأحيان العادة أيضاً، وكثيراً ما يصعب عليّ الفك بينهما..فلخروف الاضحية مواصفاته الخاصة.. وبالطبع المواصفات الأولية هي سلامة الخروف من العيوب ..بأن لا يكون أعوراً أو أعرجاً.. ضالِعاً ، أو مريضاً مرضاً ظاهر..أو حتى ضعيفاً ضعفاً ظاهر..فعندما يوصفون أن هذا "خروف ضحية"..اي سليماً وسميناً صحته جيدة.
والخروف يصلح للذبح في الأضحية عندما يبلغ عمره الستة أشهر مع إعتبار وشرط حسن التربية وسُمنه..فعندما يتم الستة اشهر يقولون هذا خروف (تامِّي الضحية)..أما في حالة الماعز فتمام الضحية عندما يتم عمره سنة.
وبالطبع عند شراء الخروف لا يكتفون بإجابة البائع عن عمر الخروف المعين كما يفعل اهل البندر ..وإنما يكشفون عن ذلك بفحص أسنانه لمعرفة عمره..كيف لا وبخبرتهم الطويلة أصبحوا اشبه بأطباء البيطرة وربما اكثر..فالخروف أسنانه الأمامية فقط في فكه الأدنى (التِحتاني)..أي أن ليس لديه أسنان أمامية في فكه الأعلى..وإنما فقط لديه أضراس في فكه الأعلى ..يشاركه في ذلك الماعز أيضاً-ولله في خلقه شئون-..
فبخلاف أسنان اللبن -وهي أسنان غير دائمة كما عند الإنسان الطفل - فأسنان الخروف الدائمة هي التي تحكم عمره..وهي تزيد بواقع سِنّين كل سنة..ومسميات الخروف تقوم على هذه الفكرة..فالمولود الرضيع يسمونه (حِمِيل) ثم يكبر قليلاً ..فيقولون (قَرَم)-القاف مخففة ومفتوحة كما الراء أيضاً- قرَم أي أصبح يأكل بخلاف لبن أمه..ثم يفطمونه من الرضاعة ..ثم يشتد مضغه ..وهنا أصبح "حَمَل".. (يقابله عند الماعز "السخل" وهو الرضيع ثم " البهم" عندما يأكل بخلاف لبن أمه..ثم "العتود" ثم "التيس".. وطبعاً في حالة الأنثى في الضأن يسمونها (حِميلة) ..ثم (حَمَلة) ..ثم (عَبُور) وهي الفتاة البالغ.. ثم (نعجة)..وهي التي سبق لها ان ولدت..اما انثى الماعز فهي مولودة (سِخيلة) أو سَخلة ..ثم (بَهمَة)..ثم (عَنَاق ) وهي الفتاة البالغ ..ثم (عَز) وهي العنز الوالد –أي الغنماية بلغة اهل البندر..
عليه ..عندما يبلغ الخروف عامه الأول يكون له سنّين إثنتين دائمتين..وهنا يسمونه (التَني)..والذي أكمل عامه الثاني يكون له أربعة أسنان أمامية دائمة وهنا يسمونه (ربَاع) والذي أكمل عامه الثالث عُمراً يكون له ستة أسنان أمامية دائمة وهذا يسمونه (سَدِيس)..وهنا يمكن تسميته بالكبِش بدل الخروف..والذي أكمل عامه الرابع له ثمانية أسنان ..ويصنفونه بانه دخل في سن الكُبر عجوزاً..مع ملاحظة أن كلما تقدم عمر الخروف كلما فقد هشاشة اللحم وأصبح قوياً ..يلاحظه آكله..تسمعهم يقولون (يا زول خروفك دا ظنيتو عجوز ..لحمو قوي مالو؟..)..!!!
ومرحلة الحَمَل في الضأن -أوالعتود في الماعز- يكون لحمه أكثر هشاشة وطيب المذاق وسريع الطهي..لذلك في خروف الضحية يُراعى العمر بحيث ألا يكون كبير السن ..وعادة ما يفضلون ذو العام او العامين يعني (التَنِي) و(الرَبَاع)..بحسب لغة اهل الغنم..ضمان كمال الضحية عمراً ولضمان اللحم الطيب.
هذا فيما يخص سن الخروف وعمره..
أما حجمه ومدى سُمنه وشحمه ..فيتم قياسه بـ"الجَسْ" ..يقولون جسَّا الخروف أي قاس مدى شحمه ..والجَسْ يكون عن طريق تحسسه بمسكه من منطقة اعلى الذيل (الضنب)..او منطقة الظهر وآخره..وهناك من يجِس منطقة ما بين الرجلين الأمامين التي تعرف"سِـن البرِك"..وكل هذه المناطق من جسم الخروف هي من طيبات اللحم فيه..والقياس هذا محاولة لمعرفة مدى وضوح الشحم واللحم من بين العظام..وهي بالتأكيد تحتاج لخبرة خاصة ..يمكن إكتسابها من خلال التجارب لا شك..ويمكن ملاحظة كيفية القياس هذه من خلال سوق الغنم واثناء المساومة حول السعر في اسواق بيع الغنم..!!

صورة الذبح..
في الذبح كما هو معروف و مُتبَع ..أولاً يقوم الذابح بسقي الخروف ماءاً قبل ذبحه..فيقولون لا تذبح الخروف وهو عطشان .. فالذبح هو موت للخروف بلا شك..ففي سقايته قبل موته أجر.. ثم بعد ذلك يتم إلقائه أرضاً وتوجيهه مُستقبِِلاً القِبلة..وبالطبع إتباع السُنة في التكبيرات ..والدعاء المتبع لذبح الضحية..وكل ذلك يكون داخل الحوش واليوم يوم عيد. وفي عملية الذبح يجب ان تكون بسكين حادة ..حتى تضمن قطع الرقبة والودجين معاً قطعاً متواصلاً، مرة واحدة دون رفع اليد..كما أن على الذابح ان يمسك بـ"خرزة الحنجرة" على ان تكون جهة الرأس بعد القطع.. وإلا فيكون الخروف قد تمت "حَرجمته".
و(الحَرجَمة) ذبح الخروف خطأ ..وفي عادة اهلنا ان من يرتكب خطأ حرجمة الخروف عيب كبير جداً..قبل أن يكون الخروف (المحرجَم) محرّم أكله..!!! ولا أدري هل هذه عادة ام أن لهم سند ديني ..كون ان الخروف المذبوح وخرزة حلقومه مع بقية جسده هو محرّم..!!! ولكن ما يجب الإشارة إليه ان الإلمام بمعرفة كيفية الذبح بكل طقوسه ترفع من درجات مكانتك في ذلك المجتمع. بل يعتبرها البعض من أهم ما يجب ان يتعلمه الرجل إجادة الذبح وكل طقوسه.
وكما هو معروف بعد الذبح يتم إستخراج الجلد ..وفي إخراج الجلد سليماً دون خدش ..مقياس على جودة عمل الذابح..كيف لا وفي الجلد فوائد كثيرة عندهم..فمنه (فَروَة ) لصلاتهم وغطاء لهم في ايام الخريف..ومنه إناء لحفظ الماء "قِربة" وما شابهها لحفظ بقية الأدوات..وفيه أيضاً تجليد أدوات طربهم ..وغيرها من فوائد الجلد..كما في جمعه والإستفادة من ثمنه للجمعية او المسجد نشاط تكافلي وتعاوني إعتادوا عليه سنوياً.
ثم يتم تفريع او تقسيم اللحم ..وفي ذلك المشهد كثير من الصور والتفاصيل وخاصة وان العمل يكون جماعياً والايام ايام عيد..حيث مسميات أجزاء الخروف ..من "سِن البرِك" وهي تمثل صدر الخروف..فيقولون (سِن البرِك ..بِدوها الرُجال أبّان كِتالاً عرِك)..وفي المقولة كثير من العظمة لهذا الجزء من الخروف. وهناك (بيت الكلاوي ) ومقولة (أدينا بيت الكلاوي من الكلام ) دلالة واضحة بإعتباره الخلاصة..وهناك الأرجل وغيرها..
ولن أنسى في مشهد التوضيب والتفريع ..صورة (مُفصَل النسيبة) ..وهو المفصل مابين مِرفق ومفصل الرجل الأمامية للخروف ..فيقولون ان إمرأة ما ..قالت ستزوِّج إبنتها الجميلة للذي يقطع ليخرج هذا المفصل من أول مرة ..!! فالمفصل فيه بعض التداخلات يصعب فهمها للمبتديء..ولعل في تلك المقولة بعض التحفيز للمتعلم بأن يجيد الصنعة حتى يظفر بتلك الجميلة.
وغيرها الكثير من الصور في مشهد توضيب اللحم..وطقوس تكسير اللحم أيضاً وفقاً لترتيب محدد ومعروف.

وبالطبع تستمر المشاهد حتى صورة اللحوم و"المرارة" النيَّة والمطهي منها..ثم تنشيف او تجفيف اللحوم المطهية وما تبقى منها لضمان حفظها لعدة أيام ..تتابع الصور حتى نصل الى

صورة "الربيت"..
العملية التي تمثل واحدة من إختصاصات المرأة وإبداعها في مطبخها..ومباصرتها في إستخراج خامات لتجميلها..!!.
فالدهن المستخرج من خروف الضحية السمين، المبروك، والمضمون أكثر من دهن السوق، كيف لا والخروف مذبوح داخل البيت.
بالذات الدهن الذي يكون حول الإمعاء الكبير "الكرشة" او ما يسمونه بـ "السِتارة"..وكذلك الدهن الموجود في ذيل الخروف إن كان شديد الشحم..
يتم إستخراجه نظيفاً وبعناية..فتقوم المرأة لاحقاً بعد تخليصه من بقايا اللحم تماماً، تقوم بغليه على النار، وبعد الغلي على النار تستخرج أو تستخلص منه دهناً مصفى يرجع مرة أخرى متجمّداً ..وهو ما يعرف بـ(الودك).. تستخدمه في دهن شعرها ..ولعلنا نلحظ ذلك عند رجال قبائل البجا في شرق السودان..حيث يهتمون بتطويل شعرهم عبر إستخدام الودك..كما فيه أيضاً بعض العلاج مثل تضميد تشققات الأرجل..وعلاج بعض جروح الحيوانات..
(في السابق كان الودك المغلي هو الذي يضمُّد جروح سوط البُطان..العادة المعروفة في حفلات تلك المناطق حيث يقف الرجل نصف عاري، فيقوم العريس او شخص آخر بجلده بالسوط..حتى تتجلى للحاضرين وللنساء خاصة مدى شجاعته.وقوة تحمله. حسب تفسير عمومي لتلك العادة)..!!!وغيرها من الإستخدامات المتعددة للودك.
والودك نفسه لاحقاً تقوم المرأة بغليه مرة أخرى، وتضيف إليه بعض العطور والقرنفل حتى تغيّر رائحته، ويصبح سائلاً فيعرف بـ (الكركار)المعروف ضمن أدوات تجميل شعر المرأة. فاغلب البيوت السودانية لا تخلو من وجود الكركار.
عليه عملية إستخلاص الودك من دهن الخروف ، هي التي ينتج منها (الربيت) الدهن الاقل دسامة -إن جاز لي وصفه- وهو الذي يبقى أثناء التصفية لإستخلاص الودك..فيتم أكله في الايام التي تعقب العيد..!!!
إنه خروف العيد الذي تمتد بركاته إلى أن يصل زينة المرأة ودك وكركار..والذي قد يصل حتى الى رأس (العريس) لتثبيت (الضريرة) أو المحلب المعطّر على رأسه ..فمسحة من الودك تكفي لتثبيت المحلب المعطر على رأس العريس.!!!
إنه خروف الضحية ..العيد بكل جمالياته هناك في تلك القرى، وفقاً لطقوس وعادات أكثر جمالاً.. كلما نتمعَّن في تفاصيلها، نجد فيها الكثير الكثير من الجمال..!!!!!!
---------
كل عام والسودان بخير..
كل عام وجميعكم بخير..

مع التحايا




----------------
* نشرتُ هذا الموضوع من قبل بموقع التشكيليين السودانيين..
أضف رد جديد