عـنــقاء المديح المُنمق؛ رواية لمازن مصطفى

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

سلامات يا صحاب

لو أنني كنت أعلم "سلفآ" أن سؤالي العابر عن فحوى "الكتابة" سيفعل كل هذا الحوار الشيق عندي والمفيد بالنسبة لي لكنت قلت كل ما عندي من الأسئلة دفعة واحدة بدلآ عن سؤال وحيد ... في الحقيقة لم أكن لأتوقع كل هذا!. وأقر بأنني تعلمت من سؤالي الذي سألت الكثير وأطمح إلى المزيد!.

قليلآ وأدلي من جديد برأيي المتواضع حول "فحوى السؤال".

تحياتي

محمد جمال
صورة العضو الرمزية
Taha Jaafar
مشاركات: 224
اشترك في: الأحد نوفمبر 05, 2006 6:53 pm

مشاركة بواسطة Taha Jaafar »

أخي العزيز طه جعفر:
تحياتي:

أنتَ شكلك سمعتَ مزونة دي اتكتبت كيف!!؟ عشان كدة معلق فيها بالطريقة الساذجة والتأكيدية دي، ولا ياربي تكون اتخيلتها بنفس الخيال الكتبّتَ بيهو رواية فركة؟ فتأمل. ما قريتها ولا دايرة فالكتب كثيرة والوقت ضئيل زي ماقالوا في بوست العطاء، لكن قادرة اتخيل تماماً القاعد في رحم الرواية، من كتاباتك السطحية هنا وفي سودانيزاونلاين.

يا طه جعفر ياخ الإيحاءات حبابا، والتآويل بنعشقها، لكن السذاجة وبرضو للمرة التانية الترهيب (لكن المرة دي ممكن يخُش في الباب إجتماعي) القبلتَ بيهو علي والمتمثل هنا في شيلك وختك للكلمة (مزونة) مرفوض. وبعدين اقول مازن اقول مزونة دا ماشيء ليك علاقة بيهو، عشان تجيب خنجرك وتطعن بيهو في ظلال المعنى، والمعنى لا يكتمل إلا بأكتمال الرؤى، وإلا حيكون معنى مشوه زي مقاصدك دي، صاحبنا طلع رواية متابعنها معاهو من قولة تيت، وزيتنا اتشحم زي شحم اللحم المشوي ونحنا كل يوم بنشوف اضافات هنا واختفاءات هناك في اراضي عنقاء المديح المنمق، يوم الكتاب دا طلع، كان احساسنا مخنوق بالفرح والسعادة، مالك أنتَ ومال اناديهو منو؟؟
قدر ما الشباب من البداية حاولوا يفهموك براحة وبالذوق إنو دا ما مكان مناسب لإفراغ غبينتك، ما داير تفهم، جيتك أنا برضو بالذوق وناهية ليك رسالتي بإحترام مبنى على حسن النية عشان توقف، شلت مهاترتك وجيت وصلتني!!؟؟ أنا ما النوع الممكن يهاتر معاك، لإسباب كتيرة شديد، داير تتكلم معاي عِدِل بالحجة والمقارعة حبابك والمنطق، داير تجيب كلام مدجن وتختو لي طاخ طاخ، برضو حبابك، داير تلف وتدور وتعمل لي فيها إله خيال وتآويل مفخخة ومقرفة وبغيضة تقيف مكانك وتشوف ليك زول تاني

عموماً، ردك لي مافيهو حاجة مفيدة ولا حاجة مفهومة حتى، وكلو مليتو لي مزونة، مزونة، مزونة (تقول واقفة ليك حاجة داير تقولا وماقادر) المهم يا زول (وزول هنا تعويدة لسان لمنادة الأخر، من غير معنى الكلمة الأصلي لأنو لا يتلبسك معناها بتصرفاتك العوجاء دي) لي قدام لو داير ترهبني بمفهوم كسر العين الواحد دا، تعال لي بدروب الكلام عديل، فللإيحاء والتأويل دور اسمى من توريطهما في هكذا مهاترة.

داير تواصل شوف ليك مكان غير البوست دا، وبجي ارد ليك فيهو مكان ما يتكتب. لأنو بصراحة كدة كلامك كلو أنا قنعتَ من أنو يكون فيهو حاجة جديدة مفيدة للبوست دا، ياهو أما طلاسم أو مهاترات، وبصراحة تانية إحنا فرحانين بالكُتب ومداخلات البعض القيمة. وما دايرين نعوج البوست.
__
زمان كنتَ بقول الضجر شوق، شويتين كدة اتحول مفهوم الضجر عندي لرغبات مُلجَمة، وفي النهاية بعد ما صرعتني الوحشة بأنيابها وعجنتني داخل مصارينها، انتهيت لإنو الضجر وحشة. فهتفت وكلي ينهش كلي، ككلب تفترسه البراغيث:
الضجر وحشة..
الضجر وحشة...
أدركت أن اللعنة ستمتد إلى أجلٍ ماجلٍ مُؤَجَّل.

ولكن في حالة إشتثنائية عرفتها للتو واللحظة أنو الضجر جهل.
جهل بي نفسك وبمحيطك الحولي.

معليش يا شباب للوصل ليهو البوست.


اولا :ما قريتها ولا دايرة فالكتب كثيرة والوقت ضئيل زي ماقالوا في بوست العطاء، لكن قادرة اتخيل تماماً القاعد في رحم الرواية، من كتاباتك السطحية هنا وفي سودانيزاونلاين "

الاقتباسات الملونة من كتابة ثروت همت ..

كتب العضو ثروت همت ما هو اعلي السطر : طبعا فركة كرواية تم تكريمها بجائزة قومية عن طريق لجان مستقلة و ليس خاضعة لقوانين صاحبي و صاحبك السائدة في المنابر كالمنبر الذي يجمعك بصديقك "مزونة" و كما يقال دلاكتا شكارتا .. يعني لا تملك المسيكنة من الزينة و الجمال الا ما يعجب من قامت بتزينها. طبيعي ان تشترك/ي مع مزونة في تقنية النقد المعجز!! لان ما يجمعكما هو ليس الاجتماعي انما هو تقنية تبادل المديح. و تقنية الحكم علي الاعمال دون قراءتها
المقصود " يا ساذج/ة" انك تكيل/ين بمكيالين هذا يعطوه العين الحمرا و ذلك يعطوه الابتسامات و ليس المقصود ما ذهبت من تاويل لكنه حكم العقل يتقاصر عما يعجزه... مبروك عليك كتابة مزونة و ان شاء الله تربي في عز تحيزاتك المريضة. فركة الان نفدت من المكتبات و ستصدر منها طبعة اخري، الرواية مكتفية تماما من ناحية القراء( و هي بالطبع لا تحتاج لعيونك او عيون مزونة) و انا سعيد جدا بمساندة القراء لي و تعبيرهم عن احترامهم للنص و هذا زاد الكاتب الذي يكتب للناس و يحترمهم فهو يستجدي احترامهم لانتاجه.

داير تواصل شوف ليك مكان غير البوست دا، وبجي ارد ليك فيهو مكان ما يتكتب. لأنو بصراحة كدة كلامك كلو أنا قنعتَ من أنو يكون فيهو حاجة جديدة مفيدة للبوست دا، ياهو أما طلاسم أو مهاترات، وبصراحة تانية إحنا فرحانين بالكُتب ومداخلات البعض القيمة. وما دايرين نعوج البوست.

كتب العضو ثروت همت ما هو ملون في الاعلي
و ردي عليه كما يلي ، سأكتب هنا و هنا فقط و اذا لم يعجبك هذا البوست فعليك تركه . لان كل مساهماتك في هذا البوست لم تكن اكثر من سذاجات ممجوجة و مضحكة فارجو ان توجهي هذا النصح الثمين لشخصك المسكون بالاعجاب لمزونة .
و ارجو ان يتذكر العضو المحترم ثروت همت انني لم ابادره بتوجيه اي كلام له ، بل هو من شرع/ت بابتدار المحاورة التي ستكون خشنة الي النهاية من جانبي. كلما تبادر/ين بالكلام الجارح سينالك مني التجريح بنفس المقاس.
انا لا ابحث عن ردودك و لا ردود امثالك انت من بادرت بالكلام فعليك تحمل النتائج
و كما قيل " كان وقع الصقر كترت البتابت عيب"
و لا كيف ... يا حاملة مجامر الشكرة .. لمن ليس له محمدة غير غباوته


و لا يفوتني ان اشكرك شكرا جزيلا جدا و كبيرا علي وصفك لما اكتبه هنا او في سودانيزاولاين بالسذاجة و اليك النصيحة التالية
لا تقرأ/ين ما اكتب حتي لا يزدحم وقتك الثمين او عقلك الكبير بالتفاهات .

اغني لشعبي و مين يمنعني
اغني الناس الما بتسمعني
المني بعيدة
و المبعدة عني

طه جعفر
صورة العضو الرمزية
محسن الفكي
مشاركات: 1062
اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 12:54 am
مكان: ميدان الخرطوم

بدل مبروك واحدة;بقو مبروكين

مشاركة بواسطة محسن الفكي »

العزيز حاتم الياس والمحتفي به مازن مصطفى.
بدل مبروك واحدة او 1000 بقو اتنين.


محمد جمال الدين كتب:سلامات يا صحاب
لو أنني كنت أعلم "سلفآ" أن سؤالي العابر عن فحوى "الكتابة" سيفعل كل هذا الحوار الشيق عندي والمفيد بالنسبة لي لكنت قلت كل ما عندي من الأسئلة دفعة واحدة بدلآ عن سؤال وحيد ...
محمد جمال


مبارك هذا الحوار المثمر من حيث هوكحوار في حد ذاته.
ليت محمد جمال الدين صاحب الحجر اقصد الذي رمي بالسؤال في بركتنا التي تركد"للغتغتة" قد اكتفي ، ولم يستطرد قائلاُ[في الحقيقة لم أكن لأتوقع كل هذا!.] لماذا لاتتوقع .. إلى متي نتردد عن طرح السؤال ..الاسئلة ..؟
هذا توقع لا يصدر عن شخص بوزن محمد جمال الدين.
تحية مرة أخري لودالياس ..وتحية لمن يسأل ايضا .لكن اجابة السؤال لا تكون بسؤال.
صورة العضو الرمزية
Taha Jaafar
مشاركات: 224
اشترك في: الأحد نوفمبر 05, 2006 6:53 pm

مشاركة بواسطة Taha Jaafar »

قدر ما الشباب من البداية حاولوا يفهموك براحة وبالذوق إنو دا ما مكان مناسب لإفراغ غبينتك، ما داير تفهم، جيتك أنا برضو بالذوق وناهية ليك رسالتي بإحترام مبنى على حسن النية عشان توقف، شلت مهاترتك وجيت وصلتني!!؟؟ أنا ما النوع الممكن يهاتر معاك، لإسباب كتيرة شديد، داير تتكلم معاي عِدِل بالحجة والمقارعة حبابك والمنطق، داير تجيب كلام مدجن وتختو لي طاخ طاخ، برضو حبابك، داير تلف وتدور وتعمل لي فيها إله خيال وتآويل مفخخة ومقرفة وبغيضة تقيف مكانك وتشوف ليك زول تاني

كتب العضو ثروت همت ما هو مقتبس و ملون بالاحمر
ارجو شاكرا ان تسمي لي المكان المناسب لافراغ الغباين و ارجو شاكرا ايراد قائمة باسماء من حاول معي لايقافي عن افراغ الغباين عشان لو الواحد جاتو غبينة ما يموت بيها يعرف يفضيها
و عموما ليست عندي غبينة مع احد
( الروائي السوداني مازن مصطفي) قام بالتعامل السخيف مع كتابتي دون سابق معرفة بالنص " فركة" لم يقرأه و حكم عليه و تعداه الي جهات اخري و هذا عين المشكلة.
و حاتم الياس مارس ما يمكن تسميته " بإهدار كرامة الكاتب ، تحريف مضامين النص و اخضاعها لاهوائه الخاصة و شكك في نزاهة لجنة الجائزة، لجنة المحكمين و مركز عبد الكريم ميرغني كله" لذا توجب علي الرد .. لانني لا احاور النقاد و لكني اتصدي لكل من يتهجم علي و يعتدي علي او علي اعمالي من الدخلاء علي مجال النقد امثال حاتم الياس و مازن مصطفي. رددت عليهما لانهما قراء متحيزون .

الكاتب المحترم لا يرد علي النقاد... الشابين مازن مصطفي و حاتم الياس ليسو نقادا هم قراء متحيزون ضد رواية "فركة" و لهم اجندتهم الخاصة

نشر هشام آدم الروائي السوداني قراءة حول فركة في سودانيزاونلاين و سودانفورال و في اجراس الحرية و لم اكتب شيئا غير ان شكرته علي جهده و وقته و يعود ذلك لان كتابته كانت مهنية و مفيدة لكنني رددت و سأظل اذكر الناس بالمهالك التي وردتهما اقلام حاتم الياس و مازن مصطفي، حتي يتعلم الناس من تلك المهالك ما يفيدهم

طه جعفر
صورة العضو الرمزية
ËÑæÊ åãÊ
مشاركات: 192
اشترك في: الخميس أغسطس 27, 2009 1:37 pm
اتصال:

so pathetic

مشاركة بواسطة ËÑæÊ åãÊ »

طه جعفر.
للأسف لسه بتمارس في مهاتراتك. وبعدين ماخد الموضوع tick4tack، من غير ادنى تفكير في ما تكتب، الكتابة مسؤلية، وأنت للأسف لاتعى لهذه المسؤلية ولا تعي للوعي ذاته، وزي ما قالو الوعي قويم ونبيل باصله، ترمز لإيحاءات بغيضة ومقززة، بمفهوم كسر العين وغلبناهم بالصوت العالي، تدعى تجاهل الأمر/الشيء وأنت تحترق داخل دائرة نارية من الإهتمام، دا كلو مايعنيني في شيء. حتى الذكاء الخبيث، والحيلة المقرفة العملتها بهناك لا تعنيني، لأنى معاك أنت بالذات، يعنيني الوضوح، لا مجازات لا ذكاء خبيث لا طلاسم لا مهاترات.
بالمناسبة، أنا عيوني ما بتنكسر بطريقتك الخبيثة هناك، شيل لي بنية وعيك المُهشمة والسحيقة والمريضة والمتعفنة دي من الردود والإيحاءات عشان ارد ليك بأحترام.
تعال لي بفهم وحجج ومنطق وكلام سليم ومفهوم عشان ارد عليك.
لأنو بطريقتك دي، ما حاقدر ارد عليك بإحترام، اكيد مايهمك ردودي ليك تكون محترمة ولا لأ،لكن أنا يهمني، إبحث عن اي مداخلة ملتصقة باسم ثرَّوت هِمَّت في اي مكان تجد الأسم فيه ، ما حتلقى كلمة ولا نص ولا رد خارج مضارب وقواعد الأحترام، سواء ان كان اختلاف ولا اتفاق.
رد تاني ليك مافي لحدي ما تتخلص من الأربعة اشياء المذكورة اعلاه والمسبوقة بلا والمكتوبة بالخط الأحمر.
رد تاني مافي، مهاما كتبتَ لحدي ما تحترم الآخر المتحاور معاك.
رد تاني مافي، فخليك بتهاتر كدة براك، زي ثعلب خبيث تبلبل بالهواجس فتخبط غرقاً، أو ديناصور احرق ذيله وتشنج بملاحقته لذيله المحترق.

so pathetic

انتهى
[font=Times New Roman]
التجويد، البحث والتملك، التمرد على النمطيه المُهلكة، التفرد اللغوي، التريث و تَهَنِّيد سيوف الدهشة كلها أنْقُس وأنْقاس كتابة.
الخوف بابُ يَقحِم للتقليد؛ والتقليد هلاكك البطيء ياخ.
[/font]
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

من هو "المبدع"؟. سؤال جديد "عام" أطرحه على سبيل المناسبة.


عندما بدأت متسائلآ في هذا البوست عند قولي "لمن نكتب حين نكتب" لم أكن لأعني "مازن مصطفي" ولا عمله الروائي "عنقاء المديح المنمق" حصريآ لا بل كانت تلك مجرد مناسبة لأعبر عن مشاعر قديمة كثيرآ ما تنتابني "تتاورني" من حين إلى آخر حول "معنى الكتابة الإبداعية أو قل الكتابة مطلقآ" وقلت في ختام مداخلتي تلك: (ذاك هو السؤال!. أو أنا محتار!. ليس إلا).

وكان في إعتقادي أن الأمور قد تمر بكل هدوء وسيبقى "السؤال" كما هو مكرورآ ومملآ لو لا غضبة مازن المضرية والتي تحتمل عدة تفسيرات بعضها ربما كان غير حميد مما أثار ردود أفعال عديدة كما نرى هنا. وهو أمر جيد في حسباني ويدل على حيوية كامنة تستطيع أن تتفجر في أي لحظة حين المحكات الصارمة. لقد سعدت جدآ "شخصيآ" بعديد الآراء التي جاءت مرتئية معقولية السؤال ومشروعيته والأخرى القادحة الأمر عندي سيان ما كانت هناك مبررات.

وفي الحقيقة ما كنت أود العود إلى مثل هذا النقاش برغم يقيني في فائدته لإعتقاد مني بأن هذا البوست مخصص للتهنئة بمولود جديد وبغض النظر عن رأينا أو قل توقعاتنا لمستقبله فكل من يخرج للوجود من نوعه يستحق العناية والتهنئة مع كامل ثقتي أن مازن يستطيع كما أنه ما يزال بعد في بدايات الطريق. وأنا أحد الناس أعلم كم هي صعبة "الكتابة" وخطرة كون لي بدوري محاولات كتابية مختلفة ومتواضعة من ضمنها ثلاثة روايات (رجل من بورجوازا في أمستردام) و (وقائع خاصة جدآ) و (أنا وسلفيا الهولندية) والأولى كتبتها عام 2003 ولم أعمل على نشرها بعد والثانية فكرة والثالثة عبارة عن مخطوطة قمت بنشر أجزاء منها بطريقة إرتجالية في سودانيزأونلاين قبل شهرين. أقول ذلك لأعلن أنني أعتبر نفسي معني بالسؤال الصعب "لمن نكتب" ثم سؤال "الهدف" هدف الكتابة؟. ولم تكن تلك الأسئلة تشغلني حين أكتب لكنها تبقى هاجسي بعد الفراغ من الكتابة "المحددة" مباشرة.

إذ أنني "برغم قلة خبرتي وتجربتي" لا أضع القاريء في خاطري كسوق لكنه لا يبارح خيالي كمعنى "تلاقح ولقاء" لأنني أعلم أنني أكتب لوجدان ومخيال جماعي مشترك أنا منه مهما أدعيت غير ذلك ولو أنني أرتأيت في ذاتي كائنآ متمردآ وأحيانآ لا منتمي فإن ذاك المخيال الجماعي بدوره غير ثابت ولا جامد فهو متحول ويعتمل مقدرة أن يكونني في تمرده عليه أو في حاله ظني لا منتمي له. نحن كائنات تأخذ معناها من "واقعها" وقل من الجماعة وعندما نتمرد على الجماعة حقآ أو مجازآ فأن معنى تمردنا يأخذ معناه مرة ثانية من "الجماعة" وتلك الجماعة قد تكون كتلة قيمية أو رؤيوية تقوم في الزمكان وعندها جذور وقواعد في التاريخ مختزنة في شفرات "غميسة" تفعل فعلها في الغالب دون وعينا فنظن بنا نفعل حين نفعل وكثيرآ ما تفعلنا هي أو نفعل نحن ما تريده بنا هي.

حاجات ربما أكثر عملية:

للكتابة قواعد؟. طبعآ للكتابة قواعد!. قواعد وقوالب فنية وأخرى معنوية على أساسها نتعرف على أنواع وصنوف المكتوب. وعلى أساسه تعرف مازن على أن ما كتبه يقع في صنف الرواية ولم يقل مازن طوال هذا البوست ولا الآخرون على أن ما فعله هو شيء آخر لا رواية" إنها رواية. كيف تعرف مازن على ذلك؟. طبعآ بالقياس على السائد والتقليد والمعروف من الصنف الأدبي.
وما دام للرواية قواعد فنية ومعنوية جاز أن نتسائل: من وضع هذه الواعد؟. والإجابة: الناس ، الناس الآخرون أو قل الناس السابقون. أليس كذلك؟. وعندما أكتب أنا يحكم على كتابتي الناس الحاضرون في الزمكان (وربما الناس القادمون من المستقبل) وفق القيم والقواعد التي عرفوها من السابقين. إذ أن العملية كلها ناس في ناس، أناس آخرون تستطيع أن تسميهم القراء. وعندي ظن أن الكتابة تأخد نصف معناها من القاريء. ولا يهم إن كنت تكب له حين تكب أم لا. أنت حر في نصفك والقاريء حر في نصفه. والكاتب بدون قاريء لايصبح كاتبآ لأن البدهي يقول أنك ستكون لا شيء (غير معلوم) حينما لا تقرأ كما أن القاريء لا يكون إلا حينما يقرأ كتابة يكتبها كاتب. غير ذلك لا تستقيم الأمور. (تلك مسألة "القواعد" ضرورية للتواصل بين الكاتب والقاريء والعكس صحيح).

أنت حر ككاتب؟. نعم هو ظني!. أنت حر تكتب ما تشاء. لكنك لست حرآ في التعدي على حرية الآخرين في أن يكونوا ما يشاءون. أن يكونوا بسطاء الذي تقوله "رعاع". بدهي. وبالتالي لم يكن إعتراضي على أي مسلك يأخذه أيآ منا في كيف ولماذا يكتب بالرغم من أن لدي رأي يخصني بأن الكتابة وجب أن تكون ذات فاعلية ومعنى يهم القاريء وذاك المعنى قد يكون البقاء أوالمعاش أوالأمن أو الرفاهية "محض المتعة" وليس بالضرورة أن الكاتب دائمآ على وعي بمعنى كتابته لكن القاريء دائمآ على أمل في هدف ما من المقروء وإلا لن يقرأ!. أمر بدهي.
وعليه سؤال هدف الكتابة سؤال جائز كما أنه ليس سؤالآ يخص الكاتب وحده بل الجميع "القاريء والكاتب".

ثم أن أحد همومي الجوهرية هنا هي "اللغة" ما نفعله بها وما تفعله بنا. اللغة منطقة حرجة هي أداة التواصل لكنها أداة غالبآ ما تكون متسخة عطنة نزقة ومشحونة بقدر هائل من الشوائب ومترعة بجراحات الماضي السحيق وزيفه ومعاركه الحقيقية والمتوهمة. التنقية!. تنقية اللغة قبل إستعمالها تلك هي المعضلة!. معضلة أن تقول شيء جديد بلغة قديمة في لغة جديدة هي لغتك وحدك، لكنها لغتك التي تصنعها من أجل قارئك!. بل قارئك وحده هو المعيار. ذاك هو الإبداع. عندي أن الكاتب المبدع إستحق هذا الوصف "مبدع" لمقدرته على تنقية اللغة إلى أقصى حد ممكن قبل إستخدامها. ذاك رأي يأتى مني على وجه العموم.

وشيء أخير عن لماذا أبديت تحسسي من كلمة "رعاع"؟ . لأنه أمر لا يتعلق بالأدب والإبداع واللغة إنما مسألة أخلاقية وربما قانونية عندها علاقة مباشرة بإهانة الآخرين من الناس لمجرد كون أنهم بسطاء أو غير مدركين!. هي لفظ قيمة مثلها ومثل "حلبي" و "عب" وإن كان هذان اللفظان الأخيران يذمان الناس على أساس الجسد فإن كلمة مثل "رعاع" تذم الناس على أساس العقل "الفهم". وتلك الكلمات لا تأتي من الفراغ بل تسقط من وعي سائد يحتقر فيه الناس بعضهم البعض عمليآ على أسس عرقية ودينية وطبقية وأكاديمية إلخ مع أنهم جميعهم أو معظمهم يعانون ذات ظروف القهر والجوع والتخلف التكنولوجي. وذاك كان مصدر إعتراضي على إستخدام تلك الكلمة في السياق الذي وردت به. وأنا على ثقة بأن مازن قد إستخدم تلك الكلمة "رعاع" في لحظة غضب كما حاول أن يقول أحدهم أظنه كمال عمر، أو قل أتمنى!.

شكرآ لكم على القراءة وإن تشاكل أمر مني عليكم فأنا على أستعداد لمحاولة الإبانة مجددآ.

وسؤالي الجديد "معليش" على الطمع!. هو: من هو المبدع؟. مثلآ هل هو : الرسام، الشاعر، الراوي، المطرب، لاعب الكرة، النجار، الحداد، ست البيت التي تفلح في إدارة بيتها في أسوأ الظروف، ست الشاي، رعاة الإبل المهرة، الطبيب البارع، السماك الماهر)؟. من؟. وكيف؟. وما هي المقاييس والمعايير؟.

مع أسمى معاني الحب والمودة

محمد جمال
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

رأي كلود سيمون في النقاد والمتعلمين سيء جدآ لكنه على النقيض يعول على الرعاع "القراء العاديين"!. كانت جدتي التي حدثتكم عنها "إمرأة عادية تشبه كل جداتنا" كانت تكرر عبارة (قلبي محدثني) كثيرآ!. وعندما يحدث جدتي قلبها يكون الأمر هو "الحق"!. ما علاقة هذا بحوارنا هنا؟. سأعود إليه لاحقآ بعد أن نقرأ حوارآ قديمآ مع الكاتب الشهير "كلود سيمون":


س: متى بدأت الكتابة
ج: لست متاكدا. ربما اثناء الخدمة العسكرية.
س: ما الذي دفعك لكتابة روايتك الأولى؟
ج: الطموح لكتابة رواية.

س: سبق ان قلت : ان رؤيتنا للعالم منحرفة وناقصة، وذاكرتنا انتقائية. والكتابة عملية تحويل. هل هذه التحويلية عملية علاجية بطريقة ما؟ هل ترى ان الكتابة عملية علاجية؟
ج: لا. فانا اكتب لمجرد المتعة، من اجل انتاج شيء على امل ان يقرأه احد. من الواضح ان هذه الأمنية لم تخب طالما ان لدي آلاف من القراء في اماكن متفرقة من العالم.

س: هل لكتابات سارتر وكامو تأثير كبير على اعمالك ؟

ج: انا اعتبر كتابات سارتر وكامو لاقيمة لها أطلاقا. واعمال سارتر بالتحديد غير امينة وحاقدة. واذا اقريت بأي تاثير فانه تاثير ديستوفسكي وتشكوف وجويس وبروست وفوكنر. كل اعمالي جاءت من تجارب شخصية.
س: وصف البطل في روايتك الاولى بانه قريب جدا من مارسيل في رواية الغريب.
ج: انتهيت من كتابة Le tricheur، في ربيع 1941 تقريبا. قبل الغريب لكامو. فقد التقيت محرري الاول ادموند بومسل خلال الحرب. كان يهوديا. وكان الالمان قد صادورا دار النشر (سيجتاروس)التي كان يملكها. كان لاجئا في الجنوب وطلب مني ان انتظر حتى نهاية الحرب لنشر روياة Le tricheur ووافقت على ذلك. لذلك لايوجد ابدا اي علاقة او تأثير لكامو.

س: ذكرت تأثير فوكنر وجويس وبروس على كتاباتك هل يسؤوك ان ينظر بعض النقاد الى اعمالك على انها تقليد؟

ج: هؤلاء الذين يكتبون نقدا غبيا او حاقدا يجعلوني غير مبالي فلو التفت اليهم لما كتبت العمل الذي اهلني لجائزة نوبل.
س: البعض يقول : بعد ان كتبت رواية Le sacre du printemps في الخمسينات أصبحت روائيا جديدا.
ج: طالما أن أغلبية النقاد المحترفين لا يقرؤون الكتب التي يتكلمون عنها. جبال من السخف قيلت حول الرواية الجديدة. ذلك الاسم الذي يصف مجموعة من الكتاب الفرنسيين. هؤلاء الكتاب الذين اكتشفوا أن الشكل التقليدي والأكاديمي للرواية لايعين. بالضبط كما حدث لبروست وجويس قبلهم بزمن طويل.
بعيدا عن هذا الرفض المشترك، كل منا عمل بصوته الخاص. أصوات مختلفة ولكن هذا لا يمنع من أن نجتمع على قيم مشتركة وفي نفس الوقت هناك فروق بين الواحد و الآخر

س: ما الذي يميز صوتك عن أصوات الروائيين الجدد؟

ج: بدأ من الزرع فان رواياتي تعتمد أكثر وأكثر على حياتي وتتطلب القليل جدا من الخيال. في النهاية لا خيال على الإطلاق.

س: لو طلب اليك ان تسم نوع رواياتك ماذا ستكون أذا لم تكن الرواية الجديدة؟

ج: التحديد دائما خطر. أنت تجبرني على تكرار أقوالي : اذا كان هناك شئ جديد في الرواية بعد أن هجرت الحكاية، فانه قد بدأ في هذا القرن مع جويس وبروست.
س : قلت مرة انك مللت من واقعية القرن التاسع عشر. هل اخترت أسلوبك في الكتابة كرد فعل لهذا. أن تكتب رواية تعبر بشكل صادق عن الواقع؟

ج: لا يوجد شيء اسمه واقعي يعكس الواقع. فيما عدا،ربما، في معادلات الجبر. كل المدارس الأدبية تدعي بأنها أكثر واقعية من سابقتها. من يعرف ما هو الواقع. الانطباعيون كفوا عن التظاهر بتقديم العالم المرئي وقدموا للجمهور الانطباعات »ما استقبلوه منه«...... إذا كان صحيحا اننا نستقبل الواقع بشكل مجزئ فأن لوحات الفترة التكيعبيين »التركيبية« واقعية. بل ان تجميعية سكوتر، روسنبرغ ونفيلسون أكثر واقعية.

س: ما الذي دفعك إلى اختيار هذا الأسلوب الذي تكتب به؟
ج:لم اختره. فانا اكتب بكل ما استطيع.

لقد كنت محظوظا بناشر فذ (جيروم ليندون) يملك اصغر دار نشر في باريس Les Editions de minuit لا يوجد بها سوى ثمانية موظفين. تعرفت عليه من الان روب جرييه الذي التقيته في الاجازة. طلب مني ان يقرأ مخطوطة الريح التي انتهيت منها حينذاك. وقد اعجب بها وشجعني على نشرها عند Les Editions de minuitفوافقت على ذلك لأنهم نشروا لكتاب أقدرهم كثيرا مثل بيكت_ بوتور بيجيه وروب جرييه نفسه. وفي السنوات الأخيرة فان هذه الدار أصبح لديها اثنان ممن حصلوا على جائزة نوبل. بيكيت وانأ.
س: هل تكتب بسرعة ؟

ج: لا. ببطء شديد.

س: هل تسجل ملاحظات. تحتفظ بسجل ؟

ج: اسجل ملاحظات قليلة جدا ولم احتفظ بسجل أبدا فذاكرتي تصورية فوق كل شئ.
س: ما الذي تريد ان يتتعلمه القارئ من رواياتك ؟
ج: لا شيء. ليس لدي رسالة لتبليغها. أتمنى أن يحصلوا على المتعة. طبيعة هذه المتعة يصعب تحديدها جزئيا ما سماه رولاند بارت التمييز ــ تمييز عواطف أو إحساسات مر بها المرء. والشيء الآخر هو اكتشاف شيء لا يعرفه المرء عن نفسه. لقد عرّف جوهان سباستيان باخ هذا النوع من المتعة بقوله:توقع غير المتوقع

س: كيف تعمل ؟
ج: اكتب بقلم ذو سنة كروية stabilo-stylist 188 ) بعد أن كنت استخدم الآلة الكاتبة. اكتب بصعوبة بالغة. جملي تبني نفسها بنفسها بعد شطب الكثير الأمر الذي يمنع استخدام الآلة الكاتبة.
س: هل تتبع نظام معين؟ تخصص وقتا معينا للكتابة يوميا؟
ج: أبدأ كل مساء حوالي الساعة الثالثة والنصف واعمل حتى السابعة والنصف أو الثامنة.
س: قلت مرة »في اللحظة التي ابدأ فيها بالتعارك مع الكلمات شيء ما يأتي «
ج: بالضبط. في كل مرة يكون في ذهني مشروع غامض يبدأ في تعديل ذاته نحو الافضل أثناء العمل.
س: هل صحيح انك تلون مخطوطاتك بألوان رصاصية لكي تتابع كل خط سردي فيها؟

ج: تركيبه كتبي تخلق لي صعوبات كبيرة. عندما كنت اعمل على رواية طريق فلاندرز اعطيت لونا لكل ثيمة وشخصية. بهذا استطيع ان اتصور الكل. اعدله اُطور البديات 127موقع. تعديلات المشاهد والتجارب. في إحدى المرات قال لي الموسيقار بيريه بولز إن اكبر مشاكلي،حتما، تكمن في التتابعية والتي تمثل في الموسيقى التردد المتتابع لثيمة واحدةـــ اللازمة في التعبير،دائما خاضعة للتنوع أو التغير في التون. كان بولز محقا تماما. لم يجد في كتبي الكثير من التكرار ولكنه عرف ان واحدة من مشاكلي هي ترتيب هذه التكرارت.

س: اذا كنت تواجه مشكلة لتذكر ترتيب هذه الخطوط كيف تتوقع من القارئ ان يتذكرها؟
ج: اذا كان غير قادر على متابعة سياق الكتاب الامر الذي يسبب له الملل لماذا لا يرميه. بكل بساطة. هذا ما افعله عندما أحس أن الكتاب لا يمتعني. نحن نعيش في بلد ديموقراطي نستطيع أن نقرأ ما يمتعنا.
س: في رواياتك الأولى مثل العشب وطريق فلاندرز كنت تستخدم جملا طويلة ومعقدة. وفي الفترة الأخيرة أصبحت جملك ابسط. وقد هجرت الفقرة تماما. ما الذي دفعك إلى تغيير أسلوبك ؟

ج: مشروعي مختلف في كل مرة. تكرار نفس الشيء ممل.

س: هل تقرر زاوية الرؤيا مقدما في رواياتك أو أن هذا ينمو أثناء الكتابة ؟
ج: عندما ابدأ في كتابة رواية أراها كمشروع غامض يعدل ذاته إلى الأفضل أثناء العمل وبالطبع ليس لان شخصياتي يفرضون علي طريقتهم كما يدعي بعض الكتاب البلهاء. ولكن لان اللغة لا تكف عن تقديم مزيدا من المشاهد الجديدة. قبل سنوات قلت في مقابلة: »ان الرواية تصنع نفسها. انا اصنعها وهي تصنعني«.
س: يقول النقاد بأن لديك نوعين من الأبطال الأول يناضل ضد النظام والآخر يقبل النظام. والصراع بين هذين النوعين يمثل المركز في كتبك ؟
ج: مثل هذا السؤال يوجه للفلاسفة. أنا روائي. للمرة الأخيرة : ما يهمني هو كيف وليس لماذا.
س: أذا أنت لا تعتبر نفسك فيلسوفا؟

ج: بالتأكيد لا. بل لم ادرس الفلسفة في المرحلة الثانوية. درست الرياضيات. بشكل عام انا لا اثق في الفلسفة. بلاتو اقترح طرد الشعراء من المدينة. هايدجر »العظيم« نازي. لوكاش كان شيوعيا. وقال سارتر كل من هو ضد الشيوعية كـلــب.

س: هل تعتقد انه من الممكن او من البله بالنسبة للانسان ان يبحث عن السعادة في حياته؟
ج:لا، الأمر ليس غباء انه إنساني من قال ذلك هل هو فلوبير : فكرة السعادة سفحت دموعا كثيرة لملاحقتها.
س: متى تكون أسعد في حياتك؟

ج: بطرق متعددة. في الحب، او في العلاقة الجنسية، قراءة كتاب جيد. بروست يقذف بي في حالة من النشوة. تأمل الصور، الاستمتاع بهندسة البناء، الإصغاء إلى الموسيقى... سوف تستغرق وقتا طويلا لتعدادها. ربما كانت اسعد لحظة في حياتي في ذلك الخريف عندما هربت من معسكر الاعتقال.... العيش خارج القانون

س: الجنس بالنسبة لشخصياتك دائما خالي من العاطفة أو تدميري بينما تصوريك للجنس عمل شهواني ؟

ج: الضعف العظيم الذي ينتاب أغلبية روايات الإثارة يكمن في أنها تصور شخصيات تقليدية. الدمي الرخوة التي لا عمق لها. النبلاء والنبيلات، اللوردات الانجليز الأثرياء جدا، والخدم والحراس الذين تقع عليهم هذه الأحداث الجنسية. ولهذا السبب تبدو مفرغة من الروح. لتصف مشاهد مثيرة ضمن مشاهد أخرى غير مثيرة (كما يحدث في الحياة) هو ما يهمني. حاولت ذلك عدة مرات ولكن من المحزن أن هناك الكثير من المحرمات مرتبطة بالجنس، الأمر الذي يجعل من الصعوبة التحدث عنه. فمن الضروري أن تجد طريقة أو بُعد. أشياء مثل العاطفة أو التهكم أو الغنائية التي تأخذ الكتابة إلى مواضع أخرى تصبح غير محتملة في الكتابة المثيرة. ذلك الشيء الشخصي الذي يندمج في شيء سخيف كما في قصة اوو... تذكر المقطع في قصة ديستوفسكي الشيطان، بعد ان تذكر ستافروجين حادثة الاغتصاب المثيرة جدا والميتافيزيقية والرغبة في الانتحار التي انتابت الفتاة عندما سأله تيخون ببساطة عما اذا كان لا يؤمن بالسخف.
س: رواياتك تتعامل بشكل متكرر مع حتمية الموت مع ذوبان كل الأشياء مع عبث الحياة. أذا كانت الحياة لا معنى لها وفارغة فلماذا الكتابة عنها؟
ج:قال اندريه ملور والذي لا احترمه كثيرا : الإنسان هو الوحيد الذي يعرف أن الموت مقدر عليه والحياة ليست عبثا بسبب من ذلك بل بالعكس فأن قيمتها تكمن هنا. لماذا نكتب ؟ عندما تكتب فأنت تصنع شيئا. أن أفضل استجابة لهذا جاءت من صوموئيل بيكت »هذا كل ما انا جيد فيه « أذا كانت الحياة في بعض الأحيان صعبة ومليئة بسوء الحظ والمعاناة لقد مررت بشيء من هذا: لقد حاربت وسجنت وحكم على بالأشغال الشاقة ومؤخر المرض. ولكني اعلم أن الحياة تحمل الكثير من المتعة والرضا

س: حسنا أذا ما هو دور الكاتب في المجتمع ؟
ج: أن يغير العالم. في كل مرة يقول فيها الكاتب أو الفنان فان العالم يصبح بشكل طفيف في زي جديد. يتغير. الطبيعة تقلد الفن كما قال اوسكار وايلد. وهذه ليست طرفة. الإنسان يعرف العالم من خلال انعكاساته من خلال الرسم،الأدب، المعادلات الجبرية الخ..

س: إلى ماذا تنسب نفسك سياسيا مع الوطنية أم مع العالمية؟
ج: اهتم بالسياسة. ولكن دون عاطفة. السياسة اليوم تتحكم فيها الأزمات الإقتصادية وقد تضاءل فيها السياسيون إلى مجرد مدراء. غورباتشوف يريد ان يقيم بناء سياسيا مختلفا عن أسلافه ليس لأسباب سياسية ولكن لأنه يواجه كارثة اقتصادية في الاتحاد السوفييتي. عندما تتجاوز الأحداث عتبة التسامح (على سبيل المثال القمع والحرب التي قادتها فرنسا في الجزائر) اعبر عن اعتراضي.
س: دخلت في سباق جائزة نوبل مرتين. كان هناك احتجاج شعبي عندما فشلت في المرة الأولى. ماذا كان شعورك عندما نلت الجائزة عام 1985؟

ج: في غاية السرور. وللأمانة فقد كان هناك من عبروا عن عدم رضاهم ولم يستطيعوا إخفاءه،في فرنسا في الأوساط الأدبية، كأنما أحدا ألقمهم قنفد بالكامل بكل اشواكه. زميل »صديق« قال للنيويرك تايمز انه جعلني اعدل كل فصل من فصول رواياتي. اشكره لأنها أصبحت أكثر قابلية للقراءة. لكن تظل. جائزة نوبل ضربة حظ كبرى. دعني أقول لك. أنت محظوظ أن يحدث لك مثل هذا عندما تكون بلغت الثانية والسبعين من العمر وعندما يكون رأسك محفور بعنف. المجد والمال فجأة يصلان اليك. عدد كبير من الدعوات من أنحاء العالم. هذا يمكن أن يكون مرهقا. ويدير الرؤوس. بعضهم بعد أن حصل على جائزة باريس الأدبية وهي اقل بكثير أصبحوا غير قادرين ما بقي من حياتهم.
قال لي لارز جيلنستن سكرتير الاكادميمة السويدية : الان اكتب اكتب. بعد ذلك كتبت رواية ضخمة (الاكاسيا) نشرت الخريف الماضي والتي عدها النقاد من الشيوعيين وحتى اليمينين المتطرفين وأيضا الكاثوليك أفضل كتبي.

س: كثيرا ما وصفت نفسك بالكاتب الهاوي. بعد أن كتبت أربعة عشر كتابا أما زلت تعد نفسك هاويا؟

ج: كتابة الرواية ليست مهنة. فالكاتب لا يأخذ اجر شهريا أو سنويا من رئيس. المحترف هو الشخص الذي يمتلك عددا من المهارات حيث يستطيع ان يحدد كم يكون دخله منها. الجزار تعلم كيف يقطع اللحم، والدكتور تعلم كيف يشخص المرض، والبناء تعلم كيف يبني الحائط. كل حسب قوانين متنوعة. وبالمقابل فالكتابة غالبا تعتمد على تحطيم القوانين مع عدم وجود ضمانة لذا فانا دائما هاوي. المال يتدفق إلي بشكل إعجازي من وقت إلى آخر.
س: ما هو تعريفك للكاتب المحترف إذا ؟
ج : الصحفي. الناقد المفوض بمهام مستمرة في مطبوعة وبمرتب محدد. وكذلك كتّاب أفضل المبيعات الذين يكتبون لتسلية القطاع العريض من الناس ويحصلون على عائدات منتظمة.

س: عدد من المقاطع في رواية طريق فلاندرز تصف الكلمات بالخلو من المعنى. هل تؤمن بذلك ؟

ج: من الضروري أن تضع هذا في سياقه. فالشخصية في طريق فلاندرز التي قالت هذا القول هو سجين في معسكر؛ مرهق،جائع،مغطي بالقمل. في ظل هذه الظروف فالكلمات لا يبدو أنها تحمل قيمة كبيرة. هذا ليس جديدا. يقول مثل فرنسي قديم: البطن الجائع لا آذان له. من حسن الحظ فانا الآن لا أعيش في معسكر اعتقال وإنما في مكان متحضر بعض الشيء. ولكنني مازلت أفكر في الأشياء البغيضة التي تميز هذا القرن. اوسشوز الجالاج اكشفوا أن الحياة الإنسانية لا قيمة لها إطلاقا. وان الخطاب الإنساني لم يعد مقبولا. من هذا جاء ولعي بالوصف وعدم ثقتي في النعوت القيمية او كذلك بالتعليق والتحليل سواء كان سيكولوجيا أو اجتماعيا أو إذا جرؤت واستخدمت هذه الأشياء أؤهلها بكثير من »ربما« »دون شك« »لوا انه «.

س: سبق أن قلت أن أي إنسان يستطيع ينجز ما أنجزته طالما أنه راغب في العمل بجدية، هل هذا يعني انه لا يوجد موهبة داخلية عند الكاتب وإنما المثابرة والعمل الدءوب هما الشيئان المطلوبان؟

ج: بعيدا عن مستوى متوسط من المعلومات الأولية اعتقد بان كل أمريء يستطيع عبر العمل الجاد وهذا ما فعلته. بالتأكيد هناك ميول،وقابلية... بعضها للرياضيات للتجارة للطب للرسم وحتى للكسل.
س: هل يسألك الكتاب الشباب النصيحة... كيف تصبح كاتبا؟
ج: ليس كثيرا من حسن الحظ.

س: لو سألك بماذا ستجيبه؟

ج : أن يخرج إلى الشارع وان يمشي مائتين متر ثم يعود إلى المنزل ويحاول أن يكتب (يصف) كل ما رآه (أو وفكر فيه وحلم به وتذكره وتخيله) خلال هذا المشوار.

س: نشرت في عام1970 الجوزاء العمياء والذي عد بيانك (manifesto)الأدبي.

ج: ليس صحيحا. كتبت،بطلب من الناشر، مقدمة صغيرة وضعت فيها بعض أفكاري عن الكتابة. ولكنها كانت مختصرة جدا بالكاد ثمانية صفحات.

س: ما مغزى ذلك العنوان ؟
ج: قلت في استوكهولم أن الكاتب صورة الجوزاء العمياء التي تتجمع خلال غابة من الإشارات وتتجه نحو ضوء الشمس الصاعد. من المهم أن تلاحظ أن الجوزاء هي كتلة من النجوم. وفي اللحظة التي تشرق فيها الشمس سوف تختتفي. موضوع لوحة لنيكولس بوسين.

س: يبدو أن الرمزية مهمة في كتاباتك. ففي العشب على سبيل المثال. ضلال على شكل حرف (T)ينمو ثم ينكمش كلما مضى عابرا الغرفة التي تحتضر فيها ماريا. تمثل مرور الوقت وحتمية الموت. كيف تقرر مثل هذه الصور؟
ج: أنا لست رمزيا. رأيت الضوء يرسم شكل حرف T ويتحرك ببطء على أرضية وأثاث الغرفة. فحرف T يوحي لي بكلمة ( temps)_ وسير الزمن. يبدو أنها صورة جيدة.
س: تظهر القطارات كثيرا في اعمالك الى ماذا ترمز؟
ج: لا شيء، قطارات فقط
س: صناديق أغطيتها موشاة ـــ رمز صندوق السيجار في رواية
. Lacorde raide
على سبيل المثال. وكذلك علبة الكعك في رواية العشب ما المغزي فيها؟

ج: لاشيء آخر. . يستهويني وصف الأشياء كما أن الآخرين يستهويهم الرسم. . كتب شكسبير:»الحياة هي حكاية قيلت على لسان معتوه مليئة بالصخب والعنف ترمز إلى لاشيء«. هذه هي طريقتي في التفكير. ماعدا انه بالنسبة لي فان الحياة ليست فقط مليئة بالصخب والعنف وإنما بها فراشات وورود وفن....
س: هل تقرأ روايتاك بعد نشرها ؟
ج : لا.
س: ما هي خططك للمستقبل؟
ج:لاشي. فانا أصمم خطط قصيرة. عمري الآن سبعة وسبعون سنة قد أموت غدا. أتمنى فقط إن أكون قادرا على الكتابة.
أجرى الحوار الكسندرا ايلي عدد 122
نشرت هذه الرواية في منصف الثمانينات من القرن الماضي



نشر هذا الحوار في مجلة باريس ريفو

ترجمة عبدالله بن بخيت

https://www.tawtheegonline.com/vb/archiv ... 14259.html
صورة العضو الرمزية
Taha Jaafar
مشاركات: 224
اشترك في: الأحد نوفمبر 05, 2006 6:53 pm

مشاركة بواسطة Taha Jaafar »

طه جعفر.
للأسف لسه بتمارس في مهاتراتك. وبعدين ماخد الموضوع tick4tack، من غير ادنى تفكير في ما تكتب، الكتابة مسؤلية، وأنت للأسف لاتعى لهذه المسؤلية ولا تعي للوعي ذاته، وزي ما قالو الوعي قويم ونبيل باصله، ترمز لإيحاءات بغيضة ومقززة، بمفهوم كسر العين وغلبناهم بالصوت العالي، تدعى تجاهل الأمر/الشيء وأنت تحترق داخل دائرة نارية من الإهتمام، دا كلو مايعنيني في شيء. حتى الذكاء الخبيث، والحيلة المقرفة العملتها بهناك لا تعنيني، لأنى معاك أنت بالذات، يعنيني الوضوح، لا مجازات لا ذكاء خبيث لا طلاسم لا مهاترات.
بالمناسبة، أنا عيوني ما بتنكسر بطريقتك الخبيثة هناك، شيل لي بنية وعيك المُهشمة والسحيقة والمريضة والمتعفنة دي من الردود والإيحاءات عشان ارد ليك بأحترام.
تعال لي بفهم وحجج ومنطق وكلام سليم ومفهوم عشان ارد عليك.
لأنو بطريقتك دي، ما حاقدر ارد عليك بإحترام، اكيد مايهمك ردودي ليك تكون محترمة ولا لأ،لكن أنا يهمني، إبحث عن اي مداخلة ملتصقة باسم ثرَّوت هِمَّت في اي مكان تجد الأسم فيه ، ما حتلقى كلمة ولا نص ولا رد خارج مضارب وقواعد الأحترام، سواء ان كان اختلاف ولا اتفاق.
رد تاني ليك مافي لحدي ما تتخلص من الأربعة اشياء المذكورة اعلاه والمسبوقة بلا والمكتوبة بالخط الأحمر.
رد تاني مافي، مهاما كتبتَ لحدي ما تحترم الآخر المتحاور معاك.
رد تاني مافي، فخليك بتهاتر كدة براك، زي ثعلب خبيث تبلبل بالهواجس فتخبط غرقاً، أو ديناصور احرق ذيله وتشنج بملاحقته لذيله المحترق.
so pathetic

ثروت همت الطريق القصير هو عدم ايراد اسمي بتاتا في كتاباتك
تنسي زول اسمه طه جعفر


طه جعفر
صورة العضو الرمزية
ËÑæÊ åãÊ
مشاركات: 192
اشترك في: الخميس أغسطس 27, 2009 1:37 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة ËÑæÊ åãÊ »

ثروت همت الطريق القصير هو عدم ايراد اسمي بتاتا في كتاباتك
تنسي زول اسمه طه جعفر.
طه جعفر


موافقة..
مع أني ما طلبتَ طريق قصير، طلبتَ ردود محترمة ومعتدلة وخالية من الإيحاءات المقززة، ولكن موافقة، ولكن (تانية) في البوست دا فقط، خوفاً من افساده أكثر.
أما بوست القصص الخرافية بتاعك الهناك دا، فقاعدة ادفع ليك فيهو تمن بدايتي(زي ما قلت انت).
سلام
[font=Times New Roman]
التجويد، البحث والتملك، التمرد على النمطيه المُهلكة، التفرد اللغوي، التريث و تَهَنِّيد سيوف الدهشة كلها أنْقُس وأنْقاس كتابة.
الخوف بابُ يَقحِم للتقليد؛ والتقليد هلاكك البطيء ياخ.
[/font]
مأمون التلب
مشاركات: 866
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:48 pm
مكان: السودان/ الخرطوم

مشاركة بواسطة مأمون التلب »

كَتَب مزُّونة الوجيه، في الصفحة 69 من روايته، مَسحاً أدبيّاً حول "الرعاع"، من الممكن أن توضّح نظريته حول الأمر، واستخدامه للمفردة في بداية البوست يا عزيزنا محمد جمال الدين:

الرعاع باب عريض في تصانيف البشر لأنهم كثرة. الرعاع تصنيف يرتبط بتعقيد الذائقة، وإنْ تفحصته وجدته بلا سند من الخصائص، غير أنك متى قابلته تعرفه. الرعاع ليسوا بالضرورة دون سند معرفي: يوجد منهم حملة وثائق تعليم مرفّهة بلغات عدة. سند طبقي؟، يوجد منهم بكل نقاط المكان الاجتماعي. يتوفرون بكل عرق وطائفة وجنس وفصيل وتصنيف. ليس للرعاع من صفة مشتركة سوى حجاب الحساسية مسدلاً كبَلادة في القلب. هم في آخر الأمر ينجون، كما أسلفت، من الألم العظيم الذي حُقنت به الحياة؛ ذلك لأن الرعاع دون حياة؛ ذلك لأن الخيال لا يعمل: حياة مسطّحة باهتة، دون آلام عظيمة، ودون تجربة. الرعاع يحبون ببلاهة، إذ لا يفطنون لغياب التواصل الشنيع، يفكِّرون ببلاهة حين يحصرون مطالب البشري، مثلاً، في الرفاه الممتنع، وكأن امتلاء البطون يبطل الحيرة، يتناسلون دون أن يخطر ببال أحدهم أنّ إنجاب الأطفال جريمة في عالم كهذا، يلحدون دون أن يتجاوز إلحادهم حدود إنكار النصوص الدينية والخالق والثلّة المعروفة من ملائكته ورسله، يصنعون كلّ شيء كيفما اتفق، أو كيفما اتفقوا، يُمضون حيواتهم دون أن يتساءلوا لماذا؟، كيف؟، ما؟. الرعاع: تعرفهم طبعاً؛ لهم الأعين الخاملة للأبقار، واهبة الحليب، المفيدة، تلك التي تُساق إلى الذبح طيلة قرون دون أن تتململ أو تندهش. الرعاع؟. لا تكرههم، أنت احتمالهم، وهم احتمالك، فهذه الحياة تتحرَّك بالفوضى العظيمة لرميات النرد؛ كلّ شيء ممكنٌ وأنتَ جسد.

وأعترضني: لكن، وإنْ لَم يَمُت الرعاع حباً، ألا يحبون؟، وأجيب: أيخلو بشري من خيال؟، إلا أنَّ ضيقاً بلا خيال لا يبلغ قطّ درجة الانتحار يأساً. دعنا لا ننسَى، الرعاع لغة واصطلاحاً: ذائقة بليدة. ألاحظ: لا أتحدّث عن الحب فقط، أيضاً، عن كلّ تجربة البشري. إلا أن الشفقة ترغب في تطفيف العذاب بحجّةٍ خَجول؛ مردّها وجود الإشارة في العالم، لا في أدمغتنا. عليه، يغدو الخيال مجرد خميرة لـ»وقائع» هي الإشارات: إيماءات الحبيب، نظراته، كلماته، سلوكه القصدي والعفوي. الردّ الأول لتلك الحجّة، والذي سنتجاوزه سريعاً لتكرُّره المريع هنا، أي في العالم، ينصّ على لا أصالة تلك العلامات كلها، وأنها معرضة للتغيير والفساد، وأنها بنت تراكم اللحظة لا أكثر. أعني، دعنا لا نلوِّح في أوجه بعضنا البعض بعصا الصيرورة ونفي الماهيات، وإنْ طَقَشَتْنَا صحوحيّتها كلّ وهلة، فهي حجّة تعمل في الداخل، كما في افتراض الخارج بذات الكفاءة؛ ولننتقل إلى التالي: الإشارة سين تعمل مع المستقبِل صاد دون غيره؛ والبديهي أنك، ضمن الكم اللانهائي من الإشارات التي تصدر مِن وعن الآخر في الوهلة عينها، تقوم بعمليات فرز وانتقاء وتصنيف وتَبَنٍّ لعددٍ محدودٍ جداً من الإشارات، هو في الأخير ما يؤثر بك، سواءٌ أبصورةٍ واعيةٍ أم لا. الإشارات متناثرة اعتباطاً، أو قل متناثرة في سديم غير قصدي؛ وفقط نحن، نحن المبتلَوْن بآفة ونعمة الالتقاط، نحن مُرسِلون ومستقبِلون، مَن نمنحها المعنى. دي سوسير مرة أخرى؛ ولنقل إننا لم نتأمل مردود اعتباطية العلامة على علاماتنا العاطفية: خيال المرسِل وخيال المستقبِل، قل اتفاقهما وسوء تفاهمهما، هو أساسُ ما يؤدِّي من علامات وما لايؤدِّي. دي سوسير هيّن؛ في حوار قرأته مع دريدا، ترجمة محمد سعد أمين، وما متذكر نشرو وين، لكن بسألو وبجي لتغيير الحتة دي، أذكر أن ما أثار دهشتي لم يكن تصريحه بأن قضية الحب لم تُثِر اهتمامه نظرياً، فالمرء حرّ في المناطق، ولكن أثار دهشتي تساؤله عن مشكلة الذات والصفات (هل نحبّ المحبوب لذاته، أم لصفاتٍ غيابها يغيِّب الحب) بالتحديد كمعضلة شغلت باله، دون أن يذهب إلى أنها محلولة بداهةً بالنسبة لتفكيكي ضليع: ورطة الثنائيات!، أَلْحَقْ!، دريدا في ورطة تليق بديكارت!، كلّنا نعبد الجوهر ما إن نبلغ العاطفة!، هذه النتيجة نفسها؛ هذه الكتابة نفسها، ما إن يمضي عليها الليل حتى تنسيني لها الورطة العاطفية؛ هل يذكر دولوز «بروست والإشارات»؟، هل يذكر تمسو «مادة أنا»؟، شافَهَنِي: ستنسى؛ والحال تلك: «لا أتعلّم مطلقاً؟» (محمد الصادق). قُبلة المحبوب ليست سوى ملامسة أخرى لشفتيك مثل كلّ ملامسة، لئلا نشتطّ، قل شفاه المحبوب ليست سوى شفاه، مثل شفاهي وشفاه جارتنا وجدتك وأمك، إلا أن مذاقها يصنعه خيالك، خيالك الراغب في تلك النشوة، في تلك اللذة، في تلك الرغبة بآخر يُحَامِمُه، ينتقيه. لن تتمتّع بقُبلة لا يريدها خيالُك ممتعة؛ يجب عليك الإقرار صاغراً.


عندما صرخت
لم أشأ أن أزعج الموتى
ولكن السياج عليَّ ضاق
ولم أجد أحداً يسميني سياجا
صورة العضو الرمزية
Taha Jaafar
مشاركات: 224
اشترك في: الأحد نوفمبر 05, 2006 6:53 pm

مشاركة بواسطة Taha Jaafar »

يا ثروت همت ... صاحبة كلمة "مزونة" المثيرة للاستغراب الاسفيري
معاك سلامة
نصار الحاج
مشاركات: 120
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:59 pm

مشاركة بواسطة نصار الحاج »

مجتزأ من الحوار، الذي أدرجه الأخ محمد جمال
واعتقد ان إجابات كلود سيمون على هاذين السؤالين.
فيهما تبيان لعلاقة الكاتب بالقارئ من وجهة نظره
وكذلك اختيار اسلوب الكتابة من جهة الكاتب.

وهذه الإجابات تخدم المسار الذي أفاد به مازن.


س: ما الذي دفعك إلى اختيار هذا الأسلوب الذي تكتب به؟
ج:لم اختره. فانا اكتب بكل ما استطيع.

س: اذا كنت تواجه مشكلة لتذكر ترتيب هذه الخطوط كيف تتوقع من القارئ ان يتذكرها؟
ج: اذا كان غير قادر على متابعة سياق الكتاب الامر الذي يسبب له الملل لماذا لا يرميه.
بكل بساطة. هذا ما افعله عندما أحس أن الكتاب لا يمتعني. نحن نعيش في بلد ديموقراطي نستطيع أن نقرأ ما يمتعنا.
صورة العضو الرمزية
ÓíÝ ÇáäÕÑ ãÍí ÇáÏíä
مشاركات: 150
اشترك في: الأربعاء مايو 27, 2009 3:20 am

مشاركة بواسطة ÓíÝ ÇáäÕÑ ãÍí ÇáÏíä »

اذا كان غير قادر على متابعة سياق الكتاب الامر الذي يسبب له الملل لماذا لا يرميه.
بكل بساطة. هذا ما افعله عندما أحس أن الكتاب لا يمتعني. نحن نعيش في بلد ديموقراطي نستطيع أن نقرأ ما يمتعنا.

Personally,this is exactly what I do. It is very simple recipe
When you find that you are on the side of the majority, it is time to pause and reflect."
Mark Twain
صورة العضو الرمزية
ÓíÝ ÇáäÕÑ ãÍí ÇáÏíä
مشاركات: 150
اشترك في: الأربعاء مايو 27, 2009 3:20 am

مشاركة بواسطة ÓíÝ ÇáäÕÑ ãÍí ÇáÏíä »

I have to add here that the only difference between my case and Claud Simon's is that; I am not living in democratic country.
When you find that you are on the side of the majority, it is time to pause and reflect."
Mark Twain
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

سلامات يا نصار الحاج،

كيف أحوالك؟.

أما بعد... عندي إعتقاد أن السؤال البسيط "الممل والمكرور" والمهم عندي جدآ تم سوء فهمه في سياقاتنا هاذي الشيء الذي ربما ألزمني مزيدآ من التوضيح.

1- أنا لم أقل أبدآ أن على الكاتب مراعاة القاريء "مطلقآ" حين يكتب، لم يحدث أبدآ. فلقاريء كما نعلم قد يكون أعظم وعيآ "فنيآ على الأقل" من الكاتب كأن يكتب "أنا" رواية ويقرأني الطيب صالح أو ماركيز.

2- لم أقل أن لغة مازن معقدة وعليه تبسيطها من أجل عيون قارئه كما لم أقل أنها رفيعة أو وضيعة إلخ... لم يحدث... بل قلت في أول مداخلة لي أن تلك مهمتي أنا "أنا هنا كمجاز" ترجمة كلام مازن للسودانية (لغة حبوبتي = العامية = ترميز للإنفصام الإجتماعي في الواقع)... لم أقل تلك مهمة مازن ككاتب.

3- هناك فرق بين مستويات الخطابات الممكنة، مثلآ وبلغتي: 1- الخطاب القيمي من ضمنه الأدبي 2- الخطاب الرؤيوي ومن ضمنه الآيدولوجي. في المستوي الأول "القيمي" انت حر وحدك تكون "تكون ما تشاء" وفي المستوى الثاني يكون الآخر وأنا وانت .. ففي خطاب الرؤية لا أقبل منك مثلآ أن تصفني بأني حلبي أو عب أو رعاع بينما في المستوى الأول "القيمي" تستطيع أن تفعل وهو ما فعله "الفيلسوف نيتشة" وجاء هتلر فأمتثله في المستوى الثاني "الأيدولوجي" فقتل ملايين الناس. (نيتشة قال: أن الذين لا فائدة ترجى منهم للحياة وجب إخراجهم منها إخراجآ) أي قتلهم، ويعني العجزة جسديآ والرعاع بلغة مازن الأدبية التي جاء بها العزيز مامون التلب. ((مقولة نيتشة أضعها من الذاكرة، وشبه واثق من أنه قالها)).

مثلآ، يستطيع مازن أو أي منا أن يكون الود حامد في قصيدة محمد بادي "أنا أخو البت اللكعت" عند هذا اللنك من يوتوب:
https://www.youtube.com/watch?v=UR4s6DqoWLs
((
تلب حامد فوق مخلوفة أب زور واتربع
طلق الرسن أب زمة وسوا خبيبا بدع
هود في رقاب الصي
لا قوه ثلاثة زبيدية
خالفين سيقانن فوق السنكيت ورقاب ألبل بيناتن مرخيه
محجوبات بالخرز الفصلو السوميت
كل واحد درقة وسيف وطبنجيه وباقي جرابن مليان دلميت
الجنيات اتقبلو وضاقو الحاره وضاقو المره
وكان حجازن صقر الجو
حامد كان عارفين ضاقوه رجال قبالكن
شوفو أرزاقكم أخير من ضو
حامد عوج الطندب آ وليدات
عوج الطندب نار القصب الهبلت ما بتعدلو
شوفو شلوخو تلاتة مطارق رقدن
وكل تلاتة يمين سياف اتقبلو
حبوب القارح ... ما دله
ولدا ما ختالن زلة
شن قولك فيهو عليك الله
بالحيل آ جني اي والله )).

وذاك هو المستوى القيمي الذي أعني... وفي قصيدة محمد بادي "رجالة" قهر وتطهير عرقي حدث لقبيلة الزبيدية في سياق رمزي. (واضح جدآ أن حامد قتل الزبيدية الثلاثة) أليس كذلك؟.

وطبعآ كل مستويات الخطاب عرضة للمسائلة القيمية والرؤيوية والقانونية!.

وتساؤلاتي لا علاقة لها بما رأيته يدور هنا من صراعات بل تجي على وجه العموم.

للأسف لا أستطيع أن أكمل الآن بسبب ظروف طارئة وأتمنى أن أستطيع لاحقآ. كما اتمنى أن يكون ما قلت على عجالته مفهومآ وإلا سأوضج أكثر لاحقآ.

محمد جمال



آخر تعديل بواسطة محمد جمال الدين في الأحد يوليو 24, 2011 12:18 am، تم التعديل مرة واحدة.
ãÈÑ ãÍãæÏ
مشاركات: 131
اشترك في: الجمعة إبريل 01, 2011 1:53 pm

مشاركة بواسطة ãÈÑ ãÍãæÏ »

حسناً..
كانت كلمة "كلب" تدل على ذلك الحيوان النابح الذي يمشي على أربع ويتبوّل بطريقة لطيفة؛ لكنها لم تعد كذلك الأن، فثمة متخيل ما خالها كلمة تعني "وردة" ويريدنا أن نحتكم ونرضخ جميعاً لتخيله هذا..! فيا لها من ورطه وجودية عصيّه حتى على الخيال .. ورطة تحمل عناوين متعددة، جميعها جاذب و"منمّق"، ولكنها تضمر في أضابيرها شراً مستطيراً.. هذا الشر يتلخص ببساطة في "تدمير اللغة من داخل اللغة" وأعني هنا اللغة الكونية المرصودة في شتّى مناحى الحياة.. ويا ويلنا!

بالتأكيد الخيال كائن جميل، مريح، مفيد، جامح ومنفلت، ومساهم دائم في صراعات تطوّر الوجود ولكن رغماً عن كل هذا لا يمكن لنا بأي حال من الأحوال أن نرهن حياتنا له.. الحياة رهن للمنطق ولا شئ غيره، وأعظم هِبات المنطق لنا تتجلى في إنه يعمل دائماً على ترويض هذا الخيال.. تشذيب و"تهذيب" وضبط تخيّلات البني أدم هي جوهر عمل المنطق. يموضعها في حقول الحياة والمعرفة الإنسانية كيف شاء، يصدها عن هذا الحقل، ينظم حركتها في حقل أخر، ويطلق لها العنان في حقول أخرى.. وهكذا. وعلى الكافرين به السلام، إذ لا يسعنا معهم إلا أن نتلو على مسامعهم: قل يا أيها الكافرون لكم تخيلاتكم ولنا منطقنا.. وهنيئاً لكل جمل بما حمل.


ثمّ هنالك ثمة إقتراح:
أقترح على "القذافي" أن يستغل مداخلة "مأمون" الأخيرة كمرافعة عظيمة له قد تعينه في مواجهة محكمة الدهر الأبدية. وليس عليه فعل الكثير فيها.. فقط يلزمه إستبدال كلمة "رعاع" بكلمة "جرذان"
مأمون التلب
مشاركات: 866
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:48 pm
مكان: السودان/ الخرطوم

مشاركة بواسطة مأمون التلب »



كتب مبر:

هذا الشر يتلخص ببساطة في "تدمير اللغة من داخل اللغة" وأعني هنا اللغة الكونية المرصودة في شتّى مناحى الحياة.. ويا ويلنا!
جميلة الجُملة دي لأنها بتوصّف حاجة حقيقيّة، بل إنني أتفق معك هندريد بيرسينت. إذ أن ذلك الشر الخلاَّق، بالنسبة لي، فعلٌ نبيلٌ وخلاقٌ من أفاعيل الفن، ذلك ما أسعى إليه عندما أكتب، وإن لم أنجز ذلك لما كتبت أصلاً.
أنظر إلى التاريخ المُغيَّر لكلمة "كلب" هنا، فيما كتَبَه محمد الصادق من نصّه [في مصحف النظرة]:



كلبٌ حيٌّ. كلبٌ حيٌّ في المراسلاتِ الدائمةِ بين عقلي ولحمي، يجري مع دمي وأنفاسي وينبش في ترابِ خيالي. ومنذ ولادتي لم يتوقَّف نباحُهُ الذي تسمعه حواسِّي ويسمعه جِلْدِي وتسمعه كبدي وتموتُ فيه عيني ويموتُ لساني والكلبُ يبقَى.
ما يَطْفُرُ من عيني حين أرى أو أبكي هو الكلبُ لا النَّظْرَةُ لا الدَّمْعَة.
وحين أقولُ شيئاً، يطيرُ الكلبُ من لساني كأنَّهُ الكلماتُ تَسْتَمْنِي.
ولا أتنفَّسُ ولا أُفكِّرُ ولا أحسّ.
ألكلبُ يَفْعَل.
ولا أحيا.
حياتي الكلب.
والكلبُ يَبْقَى.



وكذلك كَتَب محمد إبراهيم عمر [فطيرة] في دراسته حول كتاب [جناين الهندسة] لمحمد الصادق الحاج:




في أشعاره ينطق بان الوعي بالذات هو أن تعي بجميع حواسك وخطاباتها وان تشتبك أصابع اللغة ضاغطة ورافعة لأجزاء الكلام ومفردات الطبيعة بالبحث اللانهائي عن العاطفة في شعرية الأحلام وسردية اليقظة الفالتة, فالتالف بالتكرار الأسلوبي والمتعفن بالبقاء في الأشكال الباهتة كقبر القافية يحييه محمد الصادق وينسف بذلك تصاوير التأكد الذهني ويبعث الألوان المتخفية للصور حين يهدم الحدود باللا حدود حيث لا حدود أبداً للغة.


ويا ويلكم :evil:



عندما صرخت
لم أشأ أن أزعج الموتى
ولكن السياج عليَّ ضاق
ولم أجد أحداً يسميني سياجا
مأمون التلب
مشاركات: 866
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:48 pm
مكان: السودان/ الخرطوم

مشاركة بواسطة مأمون التلب »


وجاء في صفحة 19-20 من "عنقاء المديح المُنمق"، من كتاب مزونة العسل الظريف، حول الغرور ومدح الذات:

جاء في صحيفة المواضعات:

عبارة يوم شكرك صادقة تماماً يا تَمْسُو. وبلاغَتُها، ككلِّ مَجَاز، تتجاوز دلالتها المباشرة لتخدمَ تأمُّلاً لاحِقاً. رَبْطٌ عبقريٌّ بين الشُّكْر والموت؛ وإنْ كُنَّا نَعْلَم مراميه المباشرة، والمرتبطة بذِكْر محاسن موتانا، إلا أنَّ الدلالات ليست رهينةً دائماً بفخاخ النوايا، إذا تجاوزْنَا، بتعمُّد مفرط، محاولات التعامُل الأداتيّ الدائمة مع اللغة. يوم الشكر يوم موت، ودَعْكَ مِن أنَّ مديحَ العالم كله لا يتَّسع لكفايةٍ أو لعزاء، ومَنْ لا يُبْصِر نفسَه جديراً بما هو أكثر؟. أجسادُنا، وإنْ قَسَوْنَا عليها، رحيمةٌ بذاتها، غفورةٌ لذاتها، راعيةٌ لبقائِها ما دُمْنَا لَمْ نَنْتَحِر.

يوم الشكر يوم موت، بل قِيلَ إنَّ الشَّاكرَ لنفسه إبليس ، في مقولةٍ أجدُها صحيحةً في ما سأبسط من حجج؛ إذْ في الوهلةِ التي يصيبُ فيها المرءُ نفسَهُ بطمأنينةِ الشاكر، والطمأنينةُ سكونٌ يَبْتَرِدُ له القلب، فهو موت؛ قطرةُ طمأنينةٍ تُذِيْبُنِي إذْ تَبْلُغُنِي، وأحتاجُ إلى إعادتي، من الأوَّل تاني، بذات المجهود يا تَمْسُو، بذات المجهود؛ وهذا مؤلِمٌ حَدَّ أنشج باكياً كلَّما أصابني، البِكَا العديل أبْ مَخَاخِيْتْ دَاكْ يا تَمْسُو.

إلا أنَّ التوقُّفَ عن الغرور مفسَدةٌ وموتٌ آخَر. وما الغرور؟ سوى توهُّمِكَ ما ليس فيك؟. وما دامَ لا وصول، أيْ لا وجودَ لآخِر محطَّة، فما الضَّيْر؟. وما الذي يعطِّلُه الغرورُ حقَّاً في القلبِ، والحال تلك؟. بل ما الذي يدفع إلى الحركة أكثر من غرورِ حَمْلِ العالَم على كَتِفِكَ الصغيرةِ المُدَمَّاة؟. إلا أنَّ الغرورَ تُفْسِدُه البلاهة، أيْ تلك التبجُّحَات اللانهائية، والتي تُنْسَب ظُلْماً إلى الغرور، بينما تنتمِي إلى التَّعَالي السخيف كبهيمةٍ نافقة. احتكارُ الغرورِ ما يخلق فسادَه؛ أي السالب، والغرور بالسَّلْب يَبْنِي نفسَه على الآخر، يكتسبُ قيمتَهُ من الاضْطِغَانِ والحقدِ والرغبةِ الاجتماعيةِ في التفوُّق. ولَكُمْ في هيجل وهيجليُّوه درسٌ في كيف يكون الفكرُ فَاشِيَّاً ومُغرماً بالسَّلب. ولَكُمْ في الأديانِ المَسْمُوَّةِ وغيرها، ولَكُمْ ولَكُمْ؛ كُلُّ غرورٍ مهتمٍّ بالآخر، بإثبات ذاتِهِ للآخَر في الجوهر، غُرورٌ نافقٌ، وموت جديد. إنَّ الغرورَ، المظلومَ لكوننا ارتكاسيِّين، طلاقةٌ راقصةٌ؛ إلى متى سنحتقر أوهامنا البارقة؟.

يوم الشكر يوم موت؛ لأنَّ الشكرَ آلةُ الطمأنينة. لأنَّ الشكرَ فَهْم.
عندما صرخت
لم أشأ أن أزعج الموتى
ولكن السياج عليَّ ضاق
ولم أجد أحداً يسميني سياجا
مأمون التلب
مشاركات: 866
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:48 pm
مكان: السودان/ الخرطوم

مشاركة بواسطة مأمون التلب »

يا مبر، انت الزمن ده كلو ما حاسب الكتاب والفنانين مع الأشرار :D
بالغتَ
عندما صرخت
لم أشأ أن أزعج الموتى
ولكن السياج عليَّ ضاق
ولم أجد أحداً يسميني سياجا
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

ما جاء في حوار سيمون فأقتطعه نصار الحاج وعلق عليه سيف النصر محي الدين، عنده مغزى كبير في تقديري وهو:

(اذا كان "القاريء" غير قادر على متابعة سياق الكتاب الامر الذي يسبب له الملل لماذا لا يرميه.
بكل بساطة. هذا ما افعله عندما أحس أن الكتاب لا يمتعني. نحن نعيش في بلد ديموقراطي نستطيع أن نقرأ ما يمتعنا).

نعم أتفق مع سيف النصر. الفرق أننا لا خيارات كثيرة لنا مقارنة بالآخرين في الغرب وبعض تقاسيم العالم الأخرى. نحن لا نعيش ديمقراطية. نحن نعيش التخلف المادي كما المعنوي. نحن متخلفون تكنلوجيآ وثقافيآ وفكريآ في حيز زمكاننا "دولتنا" مقارنة بالآخرين. فرق شاسع. هذا التخلف يصبح خلفية أفعالنا وأقوالنا خيرها وشرها... هو قدرنا مهما حاولنا التملص منه، قدرنا وإلى حين إشعار آخر.

هذا القدر ذاته هو الذي دعاني أردد في حيرتي مع الكثيرين الأسئلة الأزلية من شاكلة لمن نكتب؟. و... هدف الكتابة؟. أعني طبعآ الكتابة الإبداعية.

لمن نكتب ونحن من شعب ثلاثة أرباعه أميين حرفيآ وأشباه أميين والبقية يعانون أمراض الواقع البائس.
بل أكثر من ذلك أن اللغة التي نكتب بها هي في الأصل ليست اللغة الأم لجماعات واسعة الإنتشار فيما تبقى من بلاد المليون ميل. هي ليست لغة البجا ولا النوبة ولا النوبيين ولا الفور ولا الزغاوة ولا المساليت ولا الفونج ولا الفولاني ولا الهوسا.

إن كنت تكتب لهولاء الناس يلزمك أن تتساءل أولآ "كيف أكتب"؟. وإن كنت تكتب لفئة محددة من الناس يلزم أن تتساءل أولآ "لماذا أكتب"؟. وإن كنت تكتب لنفسك يلزمك أن تتساءل أولآ "لماذا أنشر"؟.

طبعآ لا أقول لا يجب أن نكتب لا بل نكتب!. الكتابة أمر حتمي!. لكن علينا أن لا نتهرب من الأسئلة الحرجة إذ أن لدي إعتقاد أن حال وضعنا شاكلة تلك الأسئلة نصب أعيننا هناك شيء سيتغير في طريقة كتابتنا وفي طريقة تفكيرنا!.

محمد جمال

أضف رد جديد