ثــرثــرة حـمـيـمــة ....

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

ولمن ستقرع أجراس كنائس الخرطوم ؟! ...


كان يا ما كان .. في قديم الزمان .. وسالف العصر والأوان .. وطن اسمه السودان .. كان اكبر الأوطان .. وكان أحلى الأوطان .. كان حنوناً ومضيئاً .. شماله بنكهة النيل والنخيل والصحراء .. وجنوبه جنات من عسل اسود بنكهة زهور خط الاستواء ..شرقه بنكهة القهوة والقاش والجبال .. وغربه بنكهة المردوم وعصيدة الدخن .. كان وطن سمته التنوع والتعدد .. وميزته تمازج كل النكهات وتعايشها بجانب بعضها البعض .. كان وطن فكرته الأساسية أن لا غنى عن أي نكهة وإلا اختلت ( تتبيله ) هذا الحيز المكاني واختلف طعمه الفريد .. كانت أجراس كنائسه تصدح متجاورة مع أصوات المآذن .. وكان حامل الصليب يسير ويجلس ويأكل ويشرب مع حامل القرآن .. وكانت كل الفروقات تذوب أمام قيمة الإنسان كانسان .. بعيداً عن اختلاف السحنات والأعراق والأديان .. ثم أتت قبيلة الغربان .. غزت البلاد وأخضعت العباد بالبارود البمبان .. أشعلت النعرات .. غرست فسائل الفساد .. وأغرقت الأرض بفيضان من الدماء والأحقاد .. كانت قبيلة الغربان تنعق بالخراب كل صبح ومساء .. تبشّر بالدمار .. تكرّم الأشرار وتقتل الأخيار ..

وتداعى الوطن .. من شماله لجنوبه .. ومن شرقه لغربه .. أصبح كتلة من لهب وحفرة من نار .. تباعدت النفوس .. تباغضت القلوب .. ووصل الحال إلى حافة الانفصال .. لم تعد ميري تجالس عشة .. ولم يعد اوهاج يصادق اسحق .. واختلف محمد احمد مع عثمان .. لم يعد الوطن وطناً .. وقريباً قد يفقد صفة الأكبر بين أوطان الأفارقة والعربان ..

يا ترى كيف حيكون شكل خريطة السودان من غير الجنوب ؟! .. كيف حيكون طعمه بعد ما يفقد واحدة من احلى نكهاته ؟! .. كيف حتبدو الشوارع من غير جون وانجلينا وجيمس واشوال ودينق ؟! هل حتبكيهم البيوت السكنوها ؟! .. ولا حيبكوهم الجيران الفارقوهم بلا عودة ؟! .. هل حتفتقدهم أماكن تجمعاتهم في الاسواق والحواري والازقة ؟! .. هل حتسال عنهم البصات الركبوها .. والشوارع المشوا فيها ؟! .. ولمن ستقرع أجراس كنائسهم بعد رحيلهم ؟! ..

خلوني احكي ليكم حكاية .. في نص حلتنا كان في بيت ساكنين فيه جماعة من أهل الشام الاستقروا في السودان من زمن بعيد وبقوا حاملين جنسيته .. كانوا مستأجرين البيت من أسرة معروفة في الخرطوم .. بعد فترة اشتروا قطعة ارض في منطقة جديدة .. بنوها .. ورحلوا من جنبنا مخلفين وراهم فراغ عريض .. وسيرة بيت مسكون بالجن والعفاريت من كترت ما قعد فاضي سنين طويلة .. ما كان في زول من الحلة بتجرأ يدخل البيت البدت حيطانه تغطس جوة الارض .. وبقت شجرة التمر هندي الكبيرة الرامية فروعها في الشارع ضل مهجور حتى الكلاب ما بستظل بيه ..
وفي يوم من الأيام أصبحت الحلة ولقت باب البيت المسكون مفتوح .. وخشم بابه مقشوش ومرشوش .. وقدامه عيال صغار .. أتخلعت الحلة .. ومن كل بيت ظهر نفر عاوز يشوف منو الناس الطالعين من البيت المسكون .. بالأول خافو منهم .. قالو ديل أكيد جن أتشكل بصورة ناس .. لأنه مستحيل بني آدم عادي يقدر يسكن في مكان ما فيه نور ولا موية وكمان سقفه قرب يطبق على أرضه .. ومع تزايد اللمة طلع من البيت المسكون راجل طويل نحيل .. لونه زي الليل .. وجبهته مدقوقة برصة بديعة من الدوائر المتشابهة .. ابتسم لناس الحلة الفضوليين .. سلم عليهم .. وقال أنا اسمي ( قرويش ) ودي مرتي ( سارة ) وديل عيالي .. واحنا حنسكن في البيت دة .. واتملت الوشوش بمشاعر شتى .. خوف ..دهشة .. استهجان .. رفض .. قبول .. ارتياح ..

ساق قرويش عياله ودخل البيت وخلى ناس الحلة واقفين يتشاوروا في الأمر الجلل .. كيف يعني جنوبي يجي يسكن وسط الحلة ؟! .. دة أكيد حيجيب كل بلاوي الدنيا معاه .. اكيد حيبيع العرقي ويدس الحرامية ويوسخ الشارع .. نعمل شنو ؟! .. نبلغ البوليس ؟! .. نحاول نتصل بأسياد البيت ( أسياد البيت ما كان في زول عارف ليهم طريق ولا ظهر منهم زول من سنين ) .. نعمل شنو ؟! ... نطردهم بالقوة ؟! .. نكلم اللجنة الشعبية ؟! .. واستمر الأمر بين اخذ ورد .. وفي النهاية قرروا ناس الحلة انهم ينتظرو شوية لغاية ما يشوفوا آخر الزول دة شنو ..

في أول إجازة مشيتا السودان بعد ما قرويش احتل في البيت المسكون لقيت بته الصغيرة ( توج ) قاعدة جوة بيتنا وبتلعب مع أولاد اختى الصغار .. ولقيت انه ( سارة ) ولدت وجابت بت سمتا ( سلمي ) تيمناً بأختي الكبيرة لأنها بقت صحبتهم وبتمشي ليهم وبجوها .. ولقيت أولاده كل يوم قبل ما يمشوا الدكان الصباح بجوا يسالوا أمي ( حبوبه ما عاوزة حاجة من الدكان ؟! ) .. لقيت قرويش كل يوم بجي يخت موبايله في الشاحن عندنا لأنه ما عندهم كهرباء .. ولمن يكونو أهله جايين من الجنوب وعندهم لمة بجو العيال يشيلو مننا كراسي الحديد .. اكتشفت انه كل الحاجات الزايدة في بيتنا بقت مخزنة في بيت قرويش .. ولقيت انه كل الحلة أتعودت عليهم وبقوا مبسوطين بقعدتهم وبقوا يستشهدو بنضافتهم واحترامهم لجيرانهم .. وبقولو انه الحلة بقت أمان اكتر من يوم ما قرويش جا فيها .. ولقيت انه البيت المسكون بقى اسمه بيت قرويش ..
هسة يا ربي كيف حيبقى شكل حلتنا من غير قرويش وسارة وتوج وسلمى ؟! ..

أتعودت كل ما امشي إجازة السودان .. لازم ازور المكان الاشتغلت فيه قبل الرحيل لأني كونت فيه صداقات صمدت في وجه البعد والغربة والتواصل المتقطع .. ولأنه عندي فيه ذكريات جميلة مع ناس حلوين ..أول ما أتعينت في شركة عبد المنعم الصناعية والهندسية أتعرفت ( بجميس لولو ) الفراش ومسئول الكافتريا .. كان حجمه ضئيل لكن قلبه كبير .. بعمل أحلى شاي كركدي واطعم قهوة فيها وش معتبر .. بقابلني بابتسامة جميلة .. وكان الصباح ما بكتمل إذا ما سمعت نقنقته بالعربي المكسر .. شلنا معاه هموم البقر الناقص لمن كان عاوز يعرس .. وشاركناه النقاش في محاولات زوجته للإنجاب .. وكنا بنشفق عليه من المشاوير البعيدة لأنه ( ضعيف وكملان من لحم الدنيا ) ..
ومع لولو كان في ( بولين ) ود قبيلة الزاندي بلونه الفاتح وملامحه المصمتة وباله الماهل وطويل زي السلبة .. كان طول الوقت بهرول ما بين الشركة والبنك وهو يحمل مئات آلاف من المبالغ النقدية التي تودع أو تسحب حسب الاحتياج .. وكان هناك أيضاً ( جون داقي ) بقامته الفارعة ولونه الفحمي وابتسامته الناصعة .. كان المندوب السامي للشركة في حملات توزيع الشمع وجمع ( الغلة ) .. كانت ثقة صاحب الشركة فيه مضرب مثل ... ثم أخيراً ( تولبرت ) المحاسب الشاطر خريج الجامعة المثقف الذي يملك أراء واضحة في مشاكل الشمال والجنوب .. كان يبجل الدكتور جون قرنق ويؤيد الوحدة ولا يرغب بالانفصال ..
هسة كيف تاني امشي ازور شركة عبد المنعم وما الاقي جميس لولو ولا بولين ولا داقي ولا تولبرت ؟! .. كيف حيكون شكل المكان ونكهته من غير الناس ديل ؟! ..

مرات بفكر انه محاولتنا للتأقلم مع فكرة انفصال الجنوب عاملة زي محاولة مريض السكري التأقلم مع فكرة بتر احد أعضاؤه بالرغم من انه بيكون هو السبب في الوصول لقرار البتر لأنه أهمل العضو وأتعامل معاه بمبدأ حتمية البقاء مهما كانت درجة إهماله وسؤ المعاملة البيمارسا ضده .. ولمن بقى قرار البتر لا رجعة فيه شعر بالندم وبدا يسعى لبقاء العضو وهو ما عارف انه ما حيقدر يتفادى البتر إلا بمعجزة .. وبعد قرار البتر بقى نافذ بدأ يحس بقيمة الجزء الهو حيفقده .. بدا يحس بأهميته .. وبضرورة بقاؤه ..

جواي أحاسيس متناقضة من فكرة انفصال الجنوب .. حزن في القلب مشوب بفرح طفيف .. حسرة وندم .. هزيمة وانتصار .. الحزن لي لأني حافقد ناس كتار بعرفهم وعاشرتهم .. وكانت بتجمعنا حاجات كتيرة غير الجنسية المشتركة .. حنبقى أغراب رسمياً ... وكل واحد فينا حيشيل هوية مختلفة عن التاني ..
الفرح ليهم لأنهم حققوا أمنية كانت بتداعب خيالهم من سنين .. لأنهم أخيراً حيتحرروا من تبعية وطن حاربهم لكن ما حارب عشان يتمسك بيهم .. ولانهم اخيراً حيتجمعوا كلهم في حيز مكاني واحد .. ولانهم حيصبحوا سواسية كأسنان المشط لا فرق بين اسود واسود إلا بالطول أوالحجم أم الملامح .. ولانهم ما حيحسوا بالدونية .. ولا بالتهميش .. ومافي زول حيقول للتاني ( يا عبد ) .. حيبقى ليهم كينونة .. حيبقى عندهم وطن حقهم براهم .. حيبقوا اسياد روحهم ..

الندم والحسرة لي لأني ما فكرت ولو للحظة إني امشي ازور الجنوب لمن كان متاح وبدون تأشيرة دخول ولا ختم على جواز السفر .. ما فكرت أزوره وهو جزء من وطني .. جزء مني .. وإحساس الهزيمة لي لو جاتني فكرة امشي هناك بعد ما بقيت غريبة .. وأعامل معاملة الأجنبي ..
لكن في نفس الوقت حأهنيهم بانتصارهم على كل العوائق .. وقدرتهم على إنشاء دولة ..

المؤسف في الموضوع انه العالم الأول العنده المقدرة المالية والخبرة السياسية مال لفكرة التكتلات والاتحادات بعد ما عرف فوائد الوحدة الاقتصادية والسياسية .. ألغى الحدود بين بعضه .. حرر التجارة .. وحد العملة .. وبقى قوة لا يستهان بها .. وإحنا المعولقين المسجمين المرمدين جاريين بخطوات واسعة نحو الانفصال عن جزء لا يتجزأ مننا .. وكمان في ناس فرحانة للتخلص من الجنوب بكل ما فيه ومن فيه باعتبار انه عبء حيرفع عن كاهل الوطن .. واظن دة تفكير غبي واصحابه ما بشوفوا ابعد من أرنبة أنوفهم ..

وما زلت انتظر معجزة تلغي قرار الانفصال .. ما زلت أتمنى أن يظل الجنوب جزءا من جسد الوطن نتعهده بالرعاية والاهتمام ونعلن له حبنا وعدم قدرتنا على الاستغناء عنه ..



للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

نــقــة أول الأسبــوع


بسرعة جداً انتهى الويك اند .. ورجعنا تاني لبداية الاسبوع بكل كراهتا وتقل دمها .. يوم الاحد .. او يوم العذاب زي ما انا مسمياه .. بجي الصباح وانا متململة وبفكر في كمية الشغل المؤجل من يوم الخميس لانه الزمن ما كفى .. والشغل بتاع الاحد الاتشكل معظمه يومي الجمعة والسبت في راس مديرتي البتحب تكون مشغولة طوالي .. وبتحب تشغلني معاها بمشغولياتا الممكن تكون ما محتاجة لكل الانشغال دة .. لكن من باب انا مشغول اذا انا ابدع بتحب فكرة الانشغال باي شئ ..
انا ما عندي مشكلة انها تنشغل باللاشئ .. مشكلتي انها تشغلني انا باللاشئ دة.. يعني انا بجي من الصباح راسي جايط وملان ببقايا احلامي الملونة الشفتها بالليل ولسة بحاول اطرد فيها بفنجان القهوة العربية المرّ .. تقوم تجيني من بداية الممر تسبقا ريحتا الباريسية المعتقة .. والمكياج المتقن .. والعباية المهفهفة .. تتابط اللاشياء وتبدأ ترصها لي قدامي ..
وبراحة كدة اقوم انا اتني صفحة الكتاب الكنت بقراه مع فنجان القهوة .. اقفله وارجعه مع حزمة الكتب القاعدة في طرف مكتبي .. وانشغل معاها بلااشياءها .. وبدون ما احتج .. لانو بيني وبين نفسي مقتنعة انه وقت الشغل للشغل حتى لو كان لاشئ .. بس ما قادرة اتخلى عن عادة القراية الصباح بدري اول ما اجي المكتب لانه بكون فاضي وما أي زول غيري وصل .. بنكون انا والفراش وفنجان القهوة والصمت رابعنا ..
اجمل ما في مكتبي انه فيه شباك عريض بمساحة الحيطة وبيطل على الشارع الرئيسي.. بفتح الستارة .. الف الكرسي وادي ضهري لكل الحاجات الوراي .. اشيل كتابي واقبل على الفضاء الفسيح القدامي .. واجمل شئ انك تقرأ وانت بتراقب لحظة الضوء وهو بطارد العتمة باصرار .. وانوار العواميد في الشارع بتتنافس مع ضو الفجر الزاحف .... في مستوى نظري بيقع مباشرة خط المترو .. ودائما بخطف انتباه عيوني مهما كانت مستغرقة في القراية لمن يجي منطلق زي السهم الازرق .. وطوالي بتجه تفكيري للاسئلة البليدة المليانة مقارنات غير منطقية .. يا ربي متين حنشوف مترو في السودان يربط بين العاصمة واطرافا ؟! .. وبرجع اقول لنفسي مترو شنو في السودان ؟! .. هي حكومة السجم دي معقولة تصرف قروش قدر دة عشان تعمل شئ لمصلحة الشعب التعبان وتريحه بيه ؟! .. مستحيل طبعاً .. يعني حتى لو .. بقول لو وفرضاً انه فيهم انسان رشيد قال نسوي مترو .. اكيد القروش حتتسرق قبل ما الفكرة تتحول من الورق للواقع .. حتتهرب برة السودان .. حتتخت في بنوك سويسرا ولا جزر كايمن ولا السما الاحمر ..
يا ربي هي حكومة الافساد دي فيها زول رشيد ؟! .. ما اظن .. والا كانوا اتعظوا من مصير زين العابدين بن علي .. وخافوا من غضبة زي غضبة الشعب التونسي .. يا سلام على التوانسة وثورتهم على الحاكم الظالم الخلتو يهرب بجلده ويفتس عن جحر ياويه .. متين .. متين .. متين شعب السودان حيحس بغضب زي دة ؟! .. متين حيثور ثورة زي دي ؟! .. يا ربي احنا بقينا باردين .. متبلدين .. مستسلمين .. انهزاميين ؟! خلاص ما بقت فارقة معانا ؟! وليه ما تنطبق علينا نظرية الضغط بيولد الانفجار ؟! .. وحات الله احنا انضغطنا لمن قلنا الروووب .. ومفروض انفجارنا يفوق قنابل هيروشيما وناجازاكي ..
ولا يمكن السودانيين ديل يكونوا قاعدين ليهم فوق رأي ؟! .. اكيد سكوت اهلي على الوضع الحاصل ما هو علامة رضا .. ما عاوزة انظّر ساكت وانا بعيدة .. برغم انه ما ممكن اقول يدي في الموية الباردة لانه اهلي .. ام واخوات وخالات وعمات واعمام واصحاب وجيران .. كلهم قاعدين جوة السودان ومكويين بالنار .. وانا مكوية معاهم ويمكن اشد منهم لانه الغربة بتخلي كل شئ ياخد حجم اكبر مما هو .. خصوصا لمن تتعلق الحاجات بالوطن والاهل .. غايتو شايفة في ارهاصات مبشرة عن مظاهرات متفرقة اتمنى انها تتجمع وتكبر وتعم القرى والحضر ..
ناس تونس والجزائر صح بفوتونا في الكورة .. لكن احنا ممكن نفوتهم بغضبتنا على الحاكم الظالم وبطانته .. المسكوا البلد وهي حتة واحدة مساحتا مليون ميل مربع .. وهسة تقريباً اتقسمت وبقت بلدين .. مسكوها وهي بتتمتع بمنظومة قيم دينية واجتماعية وثقافية واقتصادية كويسة .. وهسة تقريباً بقت بلد ماشة برحمة رب العباد وبدون أي منظومة ..
حولتن !! .. النقة دي كلها عشان الليلة الأحد وبداية الأسبوع ؟! .. والله أنا بالغت .. وانتو زاتكم البتقروا النقة الكتيرة دي بالغتو .. خلونا نقوم إلى أعمالنا يرحمنا الله وإياكم .. خلاص ماشة اشغل اللاشياء الكتيرة العندي .. وكتاب بركة ساكن ( ثلاثية البلاد الكبيرة ) قاعد يعاين لي ويغريني بمتابعة القراءة .. بس حقاوم الاغراء بكل ما اوتيت من ارادة .. خلاص الشمس فقعت .. وحي على الفلاح ..



للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]ينصر دينك يا هاشم صديق ..

لا فض فوك ..


صالح عام ...

هديمك يا وليد مقدود
و صابحنا الفقر و الجوع
صبح باب التكل مسدود
كمل حتي الملح في البيت
وشن همّ الملح في البيت
وكت ملح الدموع موجود؟!
دحين يا وليد هو ديل
موُ قالوا ناس إنجاز ؟!!
وشن سّولنا مما جونا
غير حرقو الفضل بالجاز ؟
كّل شيتا صعب في السوق
من الكبريتة للطايوق
و كان جانا البخت تموين
رطيل سكر و صابونتين
نجيب من وين ؟
و اخوك مرفود
و عدمان الشهر ملين ؟
أمس زازيت اكوس الدين
مشيت لسمية بت مامون
لقيت جابولها تلفزيون سمح بالحيل
تشوف الصورة بى كم لون
وكت في نشرة ألأخبار
ظهر مك البلد يضحك
جضومو كبار
مزرر الكرش بزرار
لا مهموم لا مغموم لا زعلان
و شيهو يراري بالألوان..
وقّد في حشايا تباق نار
طريت رفد الوليد و الجوع
و سال دمع الغبينة الحار
اريتك يا ملك فد يوم
يخلى الجوع عينيك ما تنوم
أريتك يا ملك فد يوم
تحس بي غصة المظلوم
دحين يا وليد
هو ديل ما لهم و مال الدين
وكت قولهم كلام الله
و فعالهم ما فعال صالحين
كتير فيهم عديل حقار
و بالقرآن كمان تجار و كضابين
أكان بنزين عدم .. أو جاز
وتعبوُ الناس و ضاقو خلاص
صفوف واقفين يقولولك : إرادة الله
وكان عدم الرخيص و الغالى في التموين
يقولولك : ده غضب الله
و كان الموية صبحت طين
يقولولك : ده من امريكا والعملا
حمونا الشب ولاد الكلب

عشان الشعب يحرن تب
يقبّل من صراط الدين
دحين يا وليد
هو ديل ما لهم و مال الدين
أكان كنزو الدهب و المال
بلايينهم تسوى جبال
وعرباتهم تخطف العين
و بناياتم قصور في قصور
وحاة الله و كتاب الله
أكان ادونا طوب فد سور
كان سوينا الف أويضة لي مسكين
فترنا من الخطب يا وليد
و من طيش العقيد و عميد
و من قل القرش في الايد
و من تعب الوقوف في الصف
ومن غبن الرصع بالكف
و من حفر الدروب و اللف
و من خت الحلم في الرف
كل يوماَ نقيحنا يزيد
دحين يا وليد هو كم دغشاَ عشان نلقاهو دافرنا
و تعبنا شديد؟
و كم حولا صيامنا صبر
عشان يشرق هلال العيد ؟!
اح ح يا وليد لا حتى الخبيز إنضاق
و لا هدما كسانا جديد
و شوف المغسة يا وليد
سموُ شقانا صالح عام
و كل دمعاَ نزل من عين
و كل جوعاَ سكت بالدين
و كل زيناَ محاهو الشين
ختو وقعيتو في الإسلام
حرامهم يا وليدي حلال
وا نحنا حلالنا كلو حرام
يقلبو الدين نصّل سكين
و ناسين الحساب قدام
اخر زمن يا وليد
نشوف كل البشاتن لون
يفوت هولاكو دوب نرتاح
ينط في الكرسي نابليون
اريتك يا أمير حالي
جعيص في الكرسي
في الخرتوم
و ساويلك الف والي
نبايعك للظلم و الجوع
نبايعك وكل ضيم مشروع
نبايعك و جيتنا جيش و دروع
نبايعك و الحكم مقلوع
نبايعك و القسم مخدوع
نبايعك من سجن عالى
أخر زمن يا وليد
حصيف العين يلاقى و يشوف
زمان ظلم السلف بالسيف
و حسه السيف كلاشينكوف
غير زمن الهوان و الجوع
كمان طالع زمان الخوف
ديل ما برتو لى إنسان
كم ولداَ وقع نشفان
وكم زهراَ كِتل و اتحت في رمضان
لا شهراَ حرام إتصان
لا كفنا ستر صبيان
لا شاهد قبر معروف
لا اماَ برد نارها
سكت و إرتاح نزيف الجوف
دحين يا وليد أ كان حسع
ده ديش مصعب و أكان بيرق علي الكرار
منو الكفار ؟!!!
منو القاصدينو بالتكبير و بالتهليل و ضرب النار؟
اخاف نحنا و أكان نحنا أخير نضحك
كتير سبب الضحك بخته
شوف المغسة يا وليدي
ديل ما حسه ناس حُقار؟
ده ذى دق الطبول للموت
وذي وقد البلد بالنار
* *
إلا نشوف أ كان ساهرين معاك يا جوع
و أ كان ضيقنا إتحفر في ضلوع
و أكان صابرين علي الفجار
وحاة الله و كتاب الله
وكت نغلي و نكوس التار
لا سوراَ بقيف في وش
و لا لهب الغبن بترش
و لا صفاَ يميل بالقش
كل ظالماَ يقع و يندش
و سيل دمع البلد ينقش
لا بحبس حلقنا الخوف
و لا بترجع اكان لعلع كلاشينكوف
هديمك يا وليد مقدود
و صابحنا الفقر و الجوع
صبح جلد البطن مشدود
شن بتسو و أخيك
من شهر مرفود
قالو صالح عام
عشان قال العوج في العود
* *
نان ما يقول أريت يقول عديل يا زول
هديك البغلة في الابريق
ما هامينا -صالح عام-
وديش مصعب و لا الحجاج
و لا بكتل قلبنا الجوع
و موت منقذنا ولا الضاج
خلي الضيق يزيد يا وليد
بكرة الضيق يخلى الناس
تبقى عُصّار علي الحقار
و تبقي حريق
* *
قريب يا وليد صيامنا يتم
و يهل و يشرق هلال العيد
نحس طعم الخبيز
و يتبدل هدمنا جديد


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]
منـاوشـات فكـريـة داخـل جمجمـة مـزحـومـة بالفـراغ

* طمأنينة الخوف ..


هل من المنطق أن نستكين إلى وضع يؤلمنا .. يؤرقنا ..ويقلقنا بسبب الخوف من تغييره ؟! ..هل نتآلف مع الخوف من المجهول الذي قد يحمله التغيير في طياته إلى درجة تجعلنا نتمسك بأسباب منغصاتنا ؟! .. هل من الممكن أن نجد طمأنينة في الخوف ؟! ..
دارت هذه التساؤلات في راسي صباحاً وأنا استمع إلى المطربة المصرية شيرين عبد الوهاب وهي تشدو بأغنية ناعمة يصاحبها لحن حزين يعمق معنى الكلمات التي تقول :
في حد ممكن يبقى مش قادر يعيش من غير الم ؟! ..
في حد لو سابو اللي ظلمو يبقى حيموت من الندم ؟! ..
خليتني أخاف على حبي ليك اكتر ما أخاف على نفسي منك..
خليتني ارتاح للعذاب وأنا بين أيديك علشان بخاف من عذاب البعد عنك ..

يا له من تفكير غريب يدور في عقل أنثى دجنّها الحب وجعلها ترضى بالبقاء أسيرة الخوف بإرادتها تهيباً من حرية تظن إنها لن تجد فيها راحتها أو سعادتها !! ..

ثم أجريت مقارنة بسيطة بين الطريق الذي تؤدي إليه كلماتها وما حدث مؤخراً في بلادها من ثورة عارمة ضد وضع مخيف استسلم له الشعب المصري لمدة ثلاثون عاماً دون أن يحرك ساكناً في مواجهة غول الفساد والرشوة والمحسوبية والعطالة وشظف العيش الذي كان يطحنهم بين أنيابه كل يوم .. ما الذي جعل الشعب المصري يخضع لسطوة هذا الغول طوال هذه الفترة ؟! .. هل هو التعود على الوضع ؟! .. هل هو الخوف من التغيير ؟! هل هي طمأنينة الخوف مرة أخرى ؟! .. فلربما ظنوا أن من سيخلف حسني مبارك في الحكم قد يكون اشد منه ظلماً وقسوة على شعبه .. إذن هم ركنوا إلى طمأنينة وهمية بان الموجود أفضل من المجهول .. أو عملوا بالأمثال الدارجة التي تكرس لفكرة الرضى بالمتاح خوفاً من سوء القادم المحتمل من شاكلة ( اصبر على مجنونك ليجيك الاجن منه ) .. فما الذي حدث وجعل الأغلبية من شعب يبلغ تعداده 85 مليون يخرج من طمأنينة الخوف ويواجه الغول وهو أعزّل إلا من غضب طال كبته .. وحفنة آمال .. وزكيبة أمنيات بغد أفضل لهم ولأبنائهم ؟! .. هل لم تعد تلك الطمأنينة الوهمية مجدية .. أم انزوى الخوف خلف وطأة الاحتياج إلى ابسط مقومات الإنسانية .. إلى الحرية والعدالة .. إلى تكافوء الفرص .. إلى حياة كريمة في ظل حاكم عادل ؟! ..

ثم تساءلت .. ما الذي يمنع الشعب السوداني من الثورة ضد الحاكم الظالم وأتباعه ؟! .. هل هي طمأنينة الخوف أيضاً ؟! .. هل ركن مجمل الشعب إلى هذا المصطلح المتناقض عن قناعة بعد أن اثبت لهم التاريخ أن كل من أتى لم يكن بأفضل من سابقه ؟! ..
يبقى السؤال هو : هل من سيأتي مهما كان سيئاً يمكنه أن يفعل أسوأ مما فعلته الإنقاذ ؟! .. يكفي أننا في عهدها فقدنا خيرة شباب الوطن في حرب ضلالية مضللة شتت شمل الأسر وحرقت قلوب الأمهات والإباء .. ثكلت ورملت ويتمت .. أشعلت الفتن والنعرات .. التهمت موارد البلاد .. وفي نهاية الأمر .. انفصل الجنوب بأغلبية ساحقة في استفتاء كانت نتيجته معروفة مسبقاً ..
ويكفي أننا في عهدها تهاوينا في كل شئ ومن كل ناحية .. الا تكفي هذه الأسباب لينتفض الشعب ضد طمأنينة الخوف ويعلن ثورته ؟! ..
أتساءل .. وما زلت ابحث عن الإجابة ...


حاشية الكلام ..(3) مباركات ..
مبروك أول : للشعب التونسي الملهم الذي أشعل الشرارة وطرد الطاغية ..
مبروك ثاني : للشعب المصري الذي استلهم تجربة تونس وغضب وثار وحدد مطالبه .. حتى وان لم تتحقق .. فقد عبرّ عن نفسه بشجاعة مدهشة وإصرار ومثابرة تدعو للإعجاب ..
مبروك ثالث : للإخوة الجنوبيين .. الأهل الذين أصبحوا جيران .. أبارك لكم إجماعكم على فصل كيانكم وإصراركم على دولتكم الوليدة .. وأتمنى أن تصبح كما تريدونها .. وان تحكموها بأحسن مما حكمكم ساسة الشمال .. وان تجعلوا منها دولة عظيمة ومزدهرة ..



للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

فالنتاين يا مسكين .. راحت عليك ..


كل سنة .. ومن يوم واحد فبراير .. كان البعض بنتظر اليوم الاربعتاشر منه بفارغ الصبر .. بجهز مشاعره وجيبه عشان يستقبل ( الفالنتياين داي ) .. وهنا .. في البلاد المسورة بصفرة الصحراء وزرقة الخليج .. ومزينة بخضرة النخيل والنجيل .. بتتحول واجهات اغلبية المحلات للون الاحمر .. احمر قاني زي الدم .. قلوب حمراء .. زهور حمراء .. دببة حمراء .. شوكلاتة على شكل قلوب ومكسية بورق احمر لامع .. بالونات حمراء .. وفي اليوم دة حتى الهدوم اللابسنها الناس بيطغي عليها اللون الاحمر .. وبتتطاير في الجو عبارات الحب حتى بين الناس القلوبهم بها شئ من حتى لبعض .. وكأنه عيد الحب مناسبة للتظاهر بفناء الكراهية وكل المشاعر السلبية ولو لمدة يوم واحد ..
ولو صدف ودخلت ( محمصة ) او محل هدايا وزهور .. او مركز تسوق .. بتلقى ابناء آدم وحداناً وزرافات جايين بجرأة وعلى استحياء ومعاهم لستة طلبات بتتكرر كل سنة حتى لو ما اتكررت الشخصية البتُهدى ليها الطلبات .. بوكيه ورد احمر مفتح زي قلوب العذارى .. عليه كرت احمر جريء زي قلوب الغانيات .. ودمية لحيوان بريء يليق بالاطفال وفي صدره كلمات موحية تثير الكبار .. عطور وبخور وقوالب كيك .. قلادات ذهب والماس .. شموع مرصعة .. وحتى دلايات المفاتيح بتتحول لاعلانات حب .. في البداية كنت بندهش من مشهد راجل على اعتاب الشيخوخة يجي داخل المحل ويطلب حاجات الفالنتاين .. وبقول يا سلام ... شوف الناس هنا كويسين كيف !! راجل شبه عجوز وجاي يشتري لزوجته هدية في عيد الحب .. مش زي آدمنا السوداني المصاب بانيميا الرومانسية وجفاف المشاعر .. بعد فترة من البقاء والمعايشة فهمت انه العجوز الجاي يشتري الهدايا دة احتمال كبير يكاد يقترب من مية في المية ما للعجوزة القاعدة في البيت .. وانها حتمشي لصبية صغيرة وجميلة حتقدر الهدايا دي وبالتاكيد حتدفع مقابلا اشياء واشياء .. ومن وقتها عرفت انه الفالنتاين دة مفروض يتغير اسمه من ( Valantine Day ) الى ( Pretending Day ) لانه الاغلبية العظمى من الناس ما بتتعامل مع معناه على اساس احساس الحب الفعلي .. ولكن على اساس التظاهر بالحب للحصول على منفعة معينة .. او تقمص شخصية معينة للظهور بها امام شخص معين لسبب معين ...

لكن .. السنة دي الامور بدت لي مختلفة شوية .. المد الاحمر كان منخفض وخجلان .. البنات ما لبسن احمر .. والمحلات زينت بيه الواجهات على استحياء .. واغلبية الناس ما اتذكرت تهني بعض بعيد الحب المفترض ..
الحصل شنو ؟! .. بقى مافي حب ولا شنو ؟! .. ليه الناس السنة دي ما محتفلة برغم انها كانت مصرة على الاحتفال غصباً عن الفتاوي والتحريمات البتطلع كل سنة وتمنع الاحتفاء بعيد وثني مبتدع ؟! ..

اظن انه الحصل حالة من ترتيب الاولويات بين القطاع الاكثر اهتماما بالحدث دة .. قطاع الشباب .. واشباه الشباب ... اظن انه الحصل نوع من الخجل الجمعي الخلى الناس تستحي تحتفل بعيد الحب بينما اغلبية العالم العربي بيغلي من الثورات المطالبة بالتحرر من القمع والاستبداد .. وتسعى للعدالة والحرية .. ثورات اتزينت باللون الاحمر الحقيقي .. بلون الدم .. وكان فيها شهداء حقيقين ماتوا او قتلوا وهم بدافعوا عن مبادئ وحقوق .. وفيها ناس في السجون والمعتقلات وبتعرضوا للتعذيب ..

وما بين ثورة الياسمين وثورة اللوتس وبقية الثورات المرتقبة .. تلاشت سطوة القديس فالنتاين .. وما بين صرخات شباب اليمن وليبيا والجزائر وسوريا .. تراجع الاهتمام بالمعنى الوهمي لعيد الحب ليحل محله معنى حقيقي لحب الاوطان ..

يبقى يا فالنتاين يا مسكين .. راحت عليك في عالمنا العربي .. معليش ياخي .. احنا ما فاضيين ليك حالياً .. ومشغولين بهموم كبيرة .. واحلام كبيرة .. واهداف كبيرة .. يمكن لمن نتخلص من همومنا الرابضة في صدورنا .. ونحقق احلامنا في اوطانا .. نرجع نهتم بيك تاني .. ولمن يطل يوم عيدك .. نلون حياتنا بالاحمر .. ونقول لبعض ( هابي فانتاين دي ) ... نقولا بصدق للناس البستحقوها ولاننا بنعنيها .. مش تظاهراً بمشاعر ما موجودة .. ولا سعياً وراء منفعة ..

آسفين يا فالنتاين .. على قولة اخوانا المصريين .. احنا مشغولين .. فوت علينا بكرة ...


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

رجعت من الاجازة .. رجعت من السودان .. المرة دي بدون حكايات .. بدون انطباعات .. بدون قصص ..
وبرغم اني عملت كل الحاجات المتعودة اعملا .. ومشيت اغلبية الاماكن المتعودة امشيها .. وقابلت اغلبية الناس المتعودة الاقيهم ..
ركبت المواصلات بكل انواعا .. ركشة وامجاد وتاكسي وحافلة .. شربت شاي عند حليوة في مكانا المعهود خلف النادي الالماني ..
مشيت سوق ( العُشرّة ) اشتريت حرجل ومحريب .. وسوق الجمعة اشتريت مباخر ومقاشيش وكزبرة وشمار ..
مشيت صاج السمك في شارع 41 وعوضية في الموردة .. مشيت سولتير في الرياض ودودي في العمارات ..
زرت ناس في بيتوهم .. وجوا ناس زاروني في البيت ..
شربت قهوة في شارع النيل .. حضرت ندوة نادي الكتاب السوداني في مامون حميدة .. ومشيت لدكتور الاسنان ...
لكن رجعت مسكونة باحساس غريب .. وذاكرة خاوية .. ما علقت فيها اي حاجة من حاجات الاجازة ..
غايتو انتو الكسبانين .. حترتاحوا من نقتي الكتيرة البتحصل بعد كل اجازة ..
لكن المشكلة بقت في الحصول على اجابة لسؤالي الملح لنفسي .. ليه رجعت بذاكرة بيضاء من غير سؤ ؟! ..
ليه المرة دي فقدت الرغبة في التقاط التفاصيل الصغيرة عن كل الامكنة الزرتها والاحداث العشتها والناس القابلتهم ؟! ..
يكون بداية زهايمر ؟! ..
جايز ..
او يمكن اصبت بعدوى البرود والاحباط الشفتهم في الشارع السوداني ؟!
برضو جايز ..
او اكون تعبت من الكتابة في حد زاتا ودي نذر الانسحاب من عالما ؟!
احتمال وارد ..
ننتظر .. ونشوف الايام الجاية حتعاودني حمى النقة .. ولا حاستسلم للصمت ..

للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]لمن ما زالوا يمتلكون قدرة على القراءة المطولة ..
مقال اعجبني .. وأوجعني ..
وجدته في صندوق بريدي ( الجنك ) برغم عدم معرفتي بهوية مرسله ..
يحكي عن واقع المبدعين العرب في زمن اصبح فيه الابداع لا يسمن ولا يغني من جوع .. لا يقيم أود ولا يستر عرى .. لا يعالج ولا يعلم ولا يساهم في فتح البيوت .. الا من رحم ربه ..

هاكم اقرءوا المقال المنقول من مجهول ..



"واقع المُثقف والثقافة لايسرّ ولا يبشرُ فى عالمِنا العَرَبى" بهذا استهلّ الكاتب المِصْري الدّكتور نادر عبد الخالق حديثه قبل أن يُكمل: " البُعد الإنساني الاجتماعي الذي يُغلّف هذا السؤال يقودنا لاكتشاف أمور أخرى كثيرة جدًا تكمُن خلفه، أعتقد أن إثارتها قد يزيد الأمر وضوحًا، بدايةً لا بدّ من إلقاء الضّوء على حالة البُعد الفِكْرى والثقافى والتنموى فى مُجتمعنا العربى، وبعدها يجدر بنا الحديث عن حال المثقف ومدى قدرته على التعبير فى ظل هذه الأجواء الموجّهة، وهُناك أسئلة كثيرة نحتاج الإجابة عليها جميعا فى صراحة وفى تخلى عن شىء من شرقيّتنا، منها وأهمها لماذا أنشئت الاتحادات الأهليّة، وكيف تدار، وكيف تسير فيها عملية الإنفاق؟، وما موقف المُثقف الحقيقى منها وما دَوْره؟، وما صِلة ذلك بالثقافة؟، وكيف تصان المواهب؟، وكيف يُعبّر المُبدِع فى حُريّة تجعله شخصًا مُستقلا لايُدارى ولايُحابي؟؟ وأسئلة أخرى تثيرها الوقائع والتجارب الثقافيّة. وهى أسئلة غالبا لا أجد لها إجابة عند المثقفين الذين تضج بهم السّاحات، وربّما كان لها إجابة عند غيرهم لكنهم لايُجيبون عنها ويكتفون بإشارات وإيماءات لاتعليل لها ولاتعليق عليها".

ويُكمل:" في واقع الأمر إن هذا الموضوع له وجوه كثيرة سياسية واقتصادية واجتماعية، منها ما يعود على المثقفين أنفسهم واختلاف المفهوم الثقافى لديهم، ومنها ما يعود على تردّي الواقع الثقافي في المُتخيّل العربى واقترانه دائما بالأشياء التى تضيع الوقت ولاتجدى فى ظل سيطرة رأس المال وفى ظل هيمنة المذاهب المادية الإلحاديّة على كثير من العقول العربية فى أوقات كثيرة، خاصّة فى مُنتصف ونهاية القرن الماضى مع وجود بيئات صالحة لانتشار ذلك منها الفقر والأميّة والجهل المعرفي الموروثي عند الأجيال الجديدة.إن العمل الثقافي يحتاج إلى جهود كبيرة تدعمه ويحتاج أن يتحوّل إلى واقع استثماري فى العقول والمواهب الإبداعيّة دون أن تستغل أو توجه ودون أن يرتبط هذا بثقافة أكل العيش أو تحقيق المكاسب أوالشهرة وما يترتب على ذلك من إسفاف أو تراجع عن المشروع الثقافي الإبداعي الفكري، كل هذه الأمور قد تجعل المواهِب تندثر أو تختفى تحت وطأة التهميش أو التجاهُل واللامُبالاة" .

وحين سؤاله عن الحل الأمثل للخروج من هذه الدائرة الضيقة التى انحصر فيها الإبداع والمُبدِعُ وانعكس أثرها على الثقافة كان ردّه: " الإجابة لن تقوم على الأفكار المثالية أو الأحْلام والأمنيات بقدر ما تحتاج إلى تضافر الجُهود المُجتمعية المدنيّة، الرّسمية والأهلية، ومُحاولة خلق جيل جديد لايعتمد على الثقافة كمصدر من مصادر الدخل، وإنما تكون الكلمة لديه رسالة والتعبير رؤية يتخطى به حاجز النفس الإنسانية المادية، وتصبح الاحتياجات الخاصة بمنأى عن دوافع الإبداع ولن يكون ذلك إلا بالنهوض بداية بالتعليم مقرونا بالمبادىء، لابالحشو والتكرار وبلوغ المناصب والمقاعد كأفق يسعى له الجميع، عندئذ سيكون للمثقف أهميته ودوره وستصبح كلمته ذات هدف ومغزى، ولن يوجه فكره أو يُدار بواسطة أخرين، وأعتقد أن ذلك سينعكس أثره اجتماعيًا وماديًا وأخلاقيًا على الحياة العامّة للمُثقف وعلى الثقافة وأهميتها في بناء المجتمعات وتطور المفاهيم العامّة والخاصّة. وفي النهاية فإن من المُهم الارتقاء بالمَواهِب وبمُسْتوى مَعيشة المَواهب، كما تفعل بعض الدّول في منح التفرغ بمعنى تفرغ المُبدِع للإبداع، وهذه لا ترشحها الدّولة فقط بل المؤسسات الأهلية الثقافية بحيث لا نصنع آلهة من جديد بتلك الأقلام، ولانصنع حزبًا ثقافيا فِكْريا يستولي على مقاليد الثقافة ويُصبح من ليس معه عدوّا يجب القضاء عليه" .

أمّة تُعاني الجهل والأميّة

القاص والرّوائي المصري أحمد طوسون أكّد على حقيقة تفشّي تلك الظّاهرة بقوله:"في أمّة تعاني الجهل والأمية والتخلف والتعصّب للأفكار البالية وتغيب فيها حريات الرّأي والتعبير وينسحِقُ فيها الفرد وتغيب فيها الديمُقراطية، من الطبيعي أن تصبح فيها قدم لاعب الكرة أغلى قيمة من عقول أدبائها ومُثقفيها وعُلمائها. وأن يعيش أدباؤها ومثقفوها مهمومين بتوفير احتياجاتهم المادّية التي تكفل حدًا أدنى من الحياة.. ولعلنا نتابع كل فترة استغاثة هنا وأخرى هناك بحثا عن علاج أديب أو مثقف لم تكفل له كتاباته ما يجعله قادرًا على أبسط حقوقه كالحق في العلاج. أما الصّورة بالنسبة لشباب الكُتاب فتبدو أكثر قتامة.. فمقاهي وسط القاهرة تحتشد بعشرات الأدباء الشباب الذين بلا عمل أو دخل". وعند سؤاله عن تصوّره للحلول المُمكنة أجاب طوسون:"الحلول للمشكلة تبدو صعبة في ظل عدم وجود حماية حقيقية للمؤلفين في مواجهة دور النشر الخاصة للحصول على مقابل مناسب لطباعة كتبهم، وبخاصة للأسماء غير التجارية.. أيضا في ظل المقابل الزهيد الذي يحصل عليه المؤلف كمكافأة مقابل نشر كتبه بمؤسسات النشر الحكومي".

و كشف طوسون أنّ" المثقف في بلادنا يحتاج إلى مؤسسات كُبرى متخصصة في التسويق والرعاية والإعلان- نفتقد وجودها- تقف خلف الكتاب، كما يحتاج إلى تفعيل دور منظمات المجتمع المدني في دعم الثقافة والمثقفين وإيمانها بهذا الدور وأهميته في تفعيل دور الثقافة بالمجتمعات العربية لإحداث نهضة ثقافية وعلمية أشد ما تحتاجها بلادنا. كما يجب أن يأخذ المؤلف نسبة ما على تداول كتبه وقراءتها بالمكتبات العامة، ونسبة ملزمة للمؤلف تدفعها مكتبات وزارة التربية والتعليم حين تتعاقد على شراء الكتب من الناشرين. وهنا تبرز أهمية كيانات خاصة كاتحاد الكتاب في الوقوف وراء مثل هذه المطالب وتفعيلها.. كما يبرز دور اتحاد الكتاب في توفير الرّعايَة الصّحيّة المُناسبة لأعضائه وأن تمتد لأكبر قطاع ممكن من المثقفين، والوقوف معه ضد جَور الناشرين وتفعيل حقوق الملكية الفكرية وأهمية أن يدعم رجال الأعمال الكيانات الخاصة التي تهتم برعاية الأدباء والفنانين".

ويستدرك:"لكن كل هذه الاقتراحات لا تؤدي إلى حلول حقيقية للمشكلة.. الحل الحقيقي يتمثل في سياسات تعظم من دور الثقافة والعلم في المُجتمعات، وعدم تهميشهما لصالح الأنماط الاستهلاكية والدّعائية، وتعيد للمثقف مكانته التي يستحقها"

أزمات اقتصاديّة مُستفحِلة

ومن مصر إلى البحرين؛ حيث أفصح القاص والرّوائي البحريني أحمد المؤذن عن رؤيته لواقع تلك القضيّة بقوله:"الواقع المعيش اليوم يطرح جملة من التحدّيات أمام المُجتمعات وكون الكاتب فرد من نسيج المُجتمع الإنساني ( العربي تحديدًا ) فهو ابن بيئته ويتأثر بكلّ ما يمر على هذا المُجتمع من مشاكل وتأزّمات .. فالمواطن العربي تغلِب عليه صفة مَحْدودِيّة الدّخل وتطحن جيبه أزمات اقتصادية مُستفحلة، لا تستثنيه إن كان كاتبًا أو شاعرًا يشغر مقاعد الصف الأول في الساحة !
ففي أغلب الأحْوال، الكاتب مُرتبط بدوّامَة الرّوتين ضِمْنَ جريدة يومية أو في مجلة هنا أو هُناك، أو حتى مجال آخر بعيد عن كواليس الكتابة و الحِبر، يتقاضى معاشا شهريًا هزيلا لا يكاد يفي بمتطلباته الحياتيّة والأسرية. لكن أرق الكتابة يستمر في الإلحاح ولا بد من مخرج لتنفيس هذه الطاقة، حيث أن قدر الكاتب أن يستمر في رفد ساحته الثقافيّة، النتيجة أن الكاتب في سعيه من أجل طباعة مشروعة الأدبي يلجأ للمراكز الثقافية من أجل الحُصُول على رعاية لمشروعه وغالبًا ما يُصاب بالإحباط وتصل جهوده لِطريق مَسدود، فيُحمّل نفسه عناء التمويل الذاتي ويبادِر بالتوفير من رَاتِبه الشهري أو لنقل بمعنى أدق .. الرّجل يسلخ من جلده كيْما يظهر مشروعَهُ الكِتابي للنور، فالناشر لا يقدم نفسه كدار خيرية تقدم خدماتها الثقافية لوجه الله ! "
وأضاف المؤذن مُسلطًا الضّوء على المزيد من الحقائق بقوله: "نعم يكثر الحديث والضّجيجُ الإعلامي عن دُور نشر تدّعي دَعْم مَسِيرة الثقافة العَرَبية وتشجيع حركة التأليف لكن الواقع أن هناك فرق شاسع مابين الشعار وإشكالية مأزقنا الحضاري الرّاهن ، فنحن أمة لا تقرأ وأي ورقة مطبوعة في كتاب أو مجلة تتحول لشيء هامشي عند الرصيف تلعب بها الريح أو تصبح كأيّ وَرَقة عاديّة تلف بها شطائر الفلافل في العواصِم العربية! هنا تتعمق مشاكل الكاتب أكثر .. فالكتاب لا يُعتبر سِلعة ثقافيّة قابلة للتداول بالنسْبة للسّواد الأعْظم من الجَمَاهير العربية .. من المُمكن أن يكون ديكورا مُكملاً لأناقة البيت أو حتى وَجَاهَه شكلانية تصلُح لتكون تباهيًا فارغا في واجهة صالون البيت تعطي الزوار انطباعًا خادِعًا عن صاحِبِه أنه إنسان مثقف بإمتلاكه لمكتبة"

وعن الحلول الكفيلة بالتّغيير فيرى المؤذّن أنّ:" الجهات المعنيّة بالثقافة – وزارت الثقافة ، الأندية والجمعيات الثقافية - يقع عليها عِبْء وضع الخطط المُمَنهجة لإنصاف الكاتب ومُسَاعدته في طِباعة و ترويج منجزه الأدبي حتى لا يُتاجر أحد بتعبه أو يَسْلب منه حقوقه باسم دعم الثقافة ! أيضا .. من المهم أن تكون هناك تجمعات ثقافية من داخل المجتمع العربي ، مهمّتها التشجيع على القراءة وترويج الكتاب من أجل تغيير الصورة النمطية السائدة في أن القراءة مجرد ترف فكري ، هذه المبادرة ولا شك سوف تسهم في خلق حراك ثقافي يدفع بالكاتب إلى المزيد من الإنجاز. كذلك بالإمكان إنشاء مراكز ثقافية تخلد عطاءات المبدعين الكبار، تقوم بدعم نشاط التأليف ومُساندة الكاتب العربي وتقديم التسهيلات اللازمة إليه كجزء من تحريك السّاحة الثقافية العربية ومدها بأكسجين الأفكار و الرؤى الحضارية التي تسهم في رقيّنا. كما أنه يقع على الدولة القيام بدور أكبر من خِلال إنشاء مَحَافِظ استثمارية يُخصص ريعها لدعم المثقف في إبداعه و حراكه المجتمعي و العناية به في مَرَضِهِ ، هكذا نكون قد أنصفنا المثقف و منحناه المكانة التي يستحقها ليقوم بدوره كسفير حضاري يَسْمو برِسَالته ويُمثل بلده و أمّته، فليسَ وحْدهُ الرّياضي من يحتكرُ هذا الدّور!!"

حلمٌ بحَصَادِ الثّمر

بينما أفصحت الكاتبة العراقيّة صبيحة شًبّر عن رأيها قائلة: "في بلداننا العربية يتزايد حِرمان المواطن وتتضخم مُعاناته، لا حلول مُنصفة لما يرجو ويتمنى، يظل يحلم بتحسن الحال، فإذا الأيّام تمضي وحالته تسوء، ويشعر بمرارة شديدة، و يكون الشعور بخيبة الآمال عند المُبدع اشد من غيره، بسبب شعوره المُرهف و لأنّ إبداعه يُكلّفه الكثير من المَال والجُهد والوقت، ويظهر له المنافسون بكثرة، يضعون في طريقه العقبات، لا يتورّعون عن سلب الوقت وعدم إتاحته للمُبدع، كي يُطوّر نفسه ويصقل أدواته الفنية. الوظيفة ومتاعبها ورغبات كثيرة للنفس والغير بتوفير المسكن المناسب والغذاء الصّحي واللباس الأنيق المُحْترم، والعناية بالصّحة وإيجاد ساعات للترفيه والرّاحة من عناء العَمَل، والتخلص من التوتر الذي يفرضه الفشل في الوصول إلى الغايات، كل هذه الأمور تحد من انطلاقة المُبدع. لهذا يهجُر المُبدعون مضطرين إبداعهم بحكم العمل البعيد عن اهتمام العامل وكفاءته ورغبته، فتصْبح الحياة قاسية لأن المرء لم يستطع فيها التعبير عن نفسه المكلومة"
وأوضحت صبيحة قائلة: "تتعدد أسباب التخلف في العالم العربي وأوّل هذه الأسباب ضياع حقوق المواطن وشعوره أنه عاجز عن تحقيق أحلام بسيطة يصل اليها الإنسان في العالم المتمدين بسهولة، ومن حقنا أن نتساءل عن مسؤولية وضعنا المزري هذا؟ لماذا نجد الأُمم تفخر بمُبدعيها، ونحن يكثر بيننا السّارقون والسّالبون جهود المُكافحين من أجل حياة أفضل، ولماذا نجد سَارقي الفكر وتعب القلب والعاطفة بدون عقاب؟ ولمَ تفتح أبواب النجاح للمدّعين وتغلق أمام الموهوبين الصادقين، ولماذا يفقد الموهوب عندنا القدرة على المواصلة، ويُرغم على الصّمت؟ ولماذا يظل المُبدعون محرومين من رفاه العيش، لا يملكون من أمور حياتهم إلا النزر اليسير، فيُضطر أكثرهم إلى تحمّل أوجاع الاستدانة، أو الصّبر على المرض، لأن الضنك الذي يئنون مِنه لا يُفارق حيواتهم، ولمصلحة من يستمر هذا الوضع المأساوي، الذي لا يمكن أن نحلم أنه سوف يوصلنا إلى طريق النجاح؟ ألا يحق لنا أن نأمل أن تأخذ الدولة بيد المبدعين فتقوم بطبع أعمالهم وتوزيعها ومنحهم المكافآت التي تتلاءم مع جهودهم، وأن يتمتع المُبدع بالتفرغ كي يقوم بإجادة الإبداع وتطويره؟

وتُنهي حديثها بالتساؤل: "كيف يُمكن أن تتحقق أحلامنا وكل شيء بعيد المنال، لا سكن صحي ولا قدرة على السّفر والتجول في أرض الله الواسعة، يمضي العمر شقاءً وتعبًا وحرمان من أبسط الحُقوق، ونحن نحلم باستمرار أن أيّام العمر الآفلة سوف تزهر، وأن ما غرسناه بسواعدنا نحصِد مِنه أحْلى الثمر"

دور المؤسسات الثقافيّة

في حين يجد السّيناريست والمُخرج العراقي سعدي صالح البريفكاني أنّ للمؤسسات الثقافيّة والإعلاميّة دورًا لا يُستهان به في نمو تلك المُشكلة، وعن هذا قال: " إن اللوم أولاً يقع على المؤسسات الثقافية والإعلامية، وثم على المُجتمعات التي لا تولي لهؤلاء المُبدعين والمثقفين أي تقدير .. إن ظهور وتفشي هذه الحالة في مجتمعاتنا امتداد طبيعي وتلقائي لعدم تقدير أو احترام دور المُعلم .. فكما أن التعليم والمعلم لم يعد لهما تقدير واحترام من قبل الأجيال التي يعلمها ويدرسها ويُربيها فإن المجتمع أيضا استلهم هذه النّظرة وأصبح لا يولي أي أهمية أو احترام للمثقفين والمُبدعين الذين هم مُعلّمو المُجْتمعات والشعوب".. أمّا الحل فيرى سعدي أنّه:" إن لم تبادر الدّولة إلى إعادة هؤلاء إلى موضعهم المنطقي وتقديرهم المفترض فلن تكون هناك حُلول قريبة أو جادّة .. فإن كان القائمون على الدّولة يريدون أن يُخططوا لمستقبل مُشرق لِمُجْتمعاتهم فلا بد أن يُخططوا لذلك بالمشاركة مع أصحاب الرّؤية من المُبدِعين والمثقفين المَنسيين منذ عقود على مقاعد المقاهي أو ضِمن أُطُر وظائف ومِهن أُجبروا على العمل فيها من أجل العيش .. في حين تُمنح امتيازاتهم لآخرين لا يفقهون من هذا العالم شيئا غير بعض المصطلحات والكثير من الدّهاء والمؤامرات للبقاء أطول وقت ممكن تحت أضواء برّاقة لم تخلق لهم .. لأن الأمل في أن يُدرك المُجتمع هذه الأهمية من تلقاء نفسه أملٌ ضعيفٌ جدًا إن لم يكُن معدومًا نهائيا"

مأساة المُبدع العربي

أصاب الكاتب المصري ورئيس مؤسسة الكلمة نغم للنشر محمد محفوظ كبد المأساة حين أكّد: "لا يشعر بمأساة المُبدع العربي الحقيقي في الوقت الرّاهن إلا هو ومن على شاكلته.." قبل أن يُكمِل: "حيث أنّه موضوع بين حجري الرّحى، فالحجر العلوي يتمثّل في البناء الفوقي للمُجتمع، والمتمثّل في قوانين الدّولة، والثّقافة السائدة والموروثة، والبناء التّحتي المتمثّل في الشّعوب التّابعة وما هو مسموح به لها. فالحجر الأوّل، أو البناء الفوقي، لم يُنظّم قوانين للمُبدع الحقيقي تضمن له حياة كريمة، أو تجعله يقتات كما يقتات المُتوسّطون في الدّخل. حتّى قوانين المُلكيّة الفكريّة؛ موضوعة في أدراج التّعليق دون أدنى تطبيق، دون أن يُلتفت إلى أنّهم أمان لاستمرار بقاء الأمّة في الاتّجاه الصّحيح، لأنّهُم مُراقبو وموجّهو حركة سير المُجتمع. أمّا طبقة الشّعوب فإنّها تنظر إليهم باعتبارهم أهل استهلاك لا إنتاج، وأهل ترفيه وتسلية لا رِسَالة ومُعاناة. ويظلّ المُبدِع الحقيقي بين الحَجَرَيْن في العصْرِ الحالي. وأنا أقصد بالمُبدع الحقيقي من هُم بعيدًا عن مُهرّجي أرباب المناصب، أو بائعي المُتعة على أنّها إبداع. تلك النّظرة للمُبدع الحقيقي هي ما تجعله لا يستطيع التكيّف مع المُجتمع، فأميّة التّلقي، وجور الرّقيب، جعلا المُبدع كثيرًا ما يجلس على الرّصيف، مُفكّرًا في ثمن الرّغيف، تاركًا ساحة الإبداع للمُترفين أو المُزيّفين، وكلاهُما يُقدّمان الجهل مُعتّقًا، والكذب مُنمّقًا، فجاءت النّتيجة زيادة الأميّة، وانكسار جميع طبقات الشّعب العربي، حيث أنّ المُبدع هو الوحيد المُستخدم للحِسّ والفؤاد والعقل، وَهُوَ الْمُبَرِزُ لِصِحَّةِ الْقَضَايَا، وَزَيْفِها.. وَهُوَ الْمُفْلسِفَ لِلأُمُور، وَالْحَالِمُ بِالْمُسْتَقْبَلِ".

مُنحدرٌ يُفضي إلى المجهول

استهلّ الكاتب والشاعر الفلسطيني المقيم في الأردن محمد خالد النبالي حديثه قائلاً:"الثقافة والمثقفين في أيامنا هذه ومن عشر سنين أو أكثر قليلاً يتجهون الي منحدر سحيق يكاد يُفضي بهم إلى المجهول.."ثمّ استطرد موضّحًا:"كثير من المثقّفين والمُبدعين الأصلاء أصبحوا لا يكتبون إلا نادرًا، وإن كتبوا فلا تتجاوز كتاباتهم صفحات العالم الرّقمي بسبب ظروف الحياة القاسية، والتي أصبح على الإنسان أن يعمل لأجلها بجد حتى يستطيع إعالة نفسه وأسرته، وهكذا أصبح الأديب لا يجد الوقت الكافي للكتابة بسبب عمله البعيد عن موهبته، و انشغال أفكاره بحياته الشخصية وخاصة المادية، فأصبح مُضطرًا لاستهلاك وقته في أي عمل لكي يستطيع العيش وتدبّر أمر مُتطلبات الأسرة.. وكيف لهذا الأديب أن يكتب ويبدع وهو غير مستقر في حياته العَمَلية والأسرية؟ وهنا نرى أن الثقافة تتجه إلى مُنحدر سحيق بسرعة هائلة وبذالك خسِرَت الشعوب العربية المَعْرِفة والتعلم وفي كل يوم تخسر أكثر وكل ذالك من جرّاء فقدان الأدباء والمُبدعين الممتازين في مُختلف مجالات الإبْداع "

وبحُكم علاقته الشخصيّة مع أدباء وكتّاب وصحفيين جالس مُعظمهم عن قُرب ودخل بيوت معظمهم بحكم الصّداقة؛ اختار أن يحكي لنا بعض ما شاهده من ظروفهم قائلاً:"أعرف شاعرًا عروضيًا وقاصًا فائق الثّقافة، يعمل مُدرّسًا براتبٍ لا يُقدّم لأفراد أسرته الثّمانية غير الخبز والضّروريّات، وأمام إعجابي الشّديد بنصوصه الأدبيّة سألته مرّةً عن الذي يمنعه عن إعلان أشعاره وجمعها في كتاب؟ فأجابني: "ليس معي ثمن طباعة ديوان شعري. وإذا طبعته من سيقرأ؟ وماذا سوف أجني منه؟" .. كما أعرف رجُلاً آخر يتمتّع بثقافةٍ شديدة غزيرة يعمل خيّاط ملابس لانعدام المال والاستقرار. و ثالث يكتب أشعار مُحترمة لا يكاد يملك مصروف بيته اليوميّ في أحيان كثيرة لأنّ راتبه التّقاعُدي -كموظف سابق في الدّولة- أقلّ من الحد المعقول أمام صعوبة الظّروف الاقتصاديّة، ورابع كاتب وأديب ومُتخصص في شأن اللغة العربيّة يعمل في مجال التّدريس صباحًا، ثمّ يعمل بعده في "سوبر ماركت" كي يتمكّن من تسيير شؤون حياته بسلام!.. كما وجدتُ كُتّابًا يُضطرّون لبيع أقلامهم وأخلاقهم من أجل المال لشدّة حاجتهم إليه.. والقصّة الواقعيّة الأكثر إيلامًا من بين جميع ما شاهدت كانت قصّة شاعرٍ أعرفه جيّدًا؛ كان يطبع ديوانه بواسطة حاسوبه الخاص، ثمّ يضم أوراقه بين قطعتي كرتون كي تصير غلافًا للكتاب، ليدور بعدها بكتابه على المحلات التجاريّة ومخازن البيع كي يبيع لهم كتابه، أو بالأصح؛ على أمل أن يقبل أحدهم بالتصدّق عليه!" وأفصح عن مدى اهتمامه بإيجاد حلٍ جذري لتلك المشكلة قائلاً: "أرى أننا يجب أن نجد حلول حقيقيّة ونبحث عن بارقة أمل فعليّة حتى لا تنهار أمّتنا لضياع الثقافة في بلداننا العربية بسبب تلك المُشكلة التي صارت قضيّةً واقعة وتحصيل حاصل، بل علينا الا نفكر في المشكلة بقدر ما نفكر في الحلول، وعليه أطالب كُل مُبدع ومُثقّف في وطننا العربي بوضع تصوّره، و أن يصرخ لأجْل ذلك عَاليًا وألا يبقى صامتا" .

أمّا الحلول – من وُجهة نظره- فهي بيد أكثر من جهةٍ فاعلة:"على كُلّ دولةٍ عربيّة دعم الثقافة و المُبدعين والاهتمام بهم، كما يقع على النّقابات المهنيّة والمؤسسات والشّركات التّجاريّة دورٌ كبيرُ في التضافُر لتقديم الدّعم الماديّ المعقول. كما يجب تفعيل دور "رابطة الكُتّاب" في كُلّ دولة عربيّة بالتعاون مع "اتّحاد الكُتّاب العرب" للعمل على تحقيق ضمان اجتماعي للمُبدع بما يكفل له ولأسرته الطمأنينة – على أقلّ تقدير- في حالات الشيخوخة أو المرض أو الوفاة لا سمح الله".
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]فقه السترة


فقه السترة


فقه السترة


فقه السترة


مصطلح جديد لنج يا ناس الانقاذ .. وفضفاااااااااض ... ( فري سايز ) .. وذو استخدامات متعددة ..وممكن اي زول يلبسه .. وفي كل المناسبات ..

فقه السترة

فقه السترة

يا مرارتي اجمدي .. لسة اوان انفقاعك ما حان ...

يا مرارتي اتستري .. ولا ما سمعتي بفقه السترة دة ؟! ..



للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]انه يراودني عن نفسي


انه فعلا يراودني عن نفسي .. هذا الوقح الذي لا يرعوي .. يغازلني في غدوي ورواحي بسفور وصفاقة .. يحاول أن يجتذبني لأدخل إلى عالمه الغريب .. فارفض بإباء أن أكون من زمرة أتباعه الذين يتزايدون يوماً بعد يوم .. برغم أن كل ما يحيط بي يدفعني نحوه دفعاً .. كلهم يشجعونني على الارتماء في أحضانه .. كلهم .. بما فيهم أقاربي وأصدقائي .. زملائي في العمل .. جيراني في سجن الزجاج والاسمنت الذي اقطنه .. الظروف السياسية والاقتصادية في محيطي الصغير والكبير .. حتى كدت أؤمن بنظرية المؤامرة التي يحيكها الجميع ضدي بتحفيز منه كي أقع في براثنه ..

انه يراودني عن نفسي مع تنفس الصباح وقبل أن انهض من سريري .. يهمس في أذني بان أبقى أسيرة الفراش .. وان لا حاجة لي بتكبد عناء مغادرة مرقدي الوثير .. يغريني بالراحة والسكون والدعّة التي سوف أجدها إن ارتميت في أحضانه واعتزلت ضجيج العالم الخارجي الذي يستهلك أعصابي .. ويقتات على طاقتي التي شارفت على النفاذ .. ولا يفتأ يذكرني بكل المنغصات التي سوف أواجهها منذ أن تطأ قدمي خارج مسكني الصغير .. وبرغم رغبتي القوية في الإذعان لوسوسته الخبيثة .. إلا أنني استجمع كل إرادتي .. وانتفض بتصميم تاركة إياه خلفي وهو يبتسم بسخرية من يدرك إني لا محالة آتية إليه في يوم ما .. صاغرة .. مستسلمة ..

انه يراودني عن نفسي عندما ينتصف النهار .. فيغزو أفكاري أثناء جلوسي الطويل خلف مكتبي المشحون بكل التقنيات العصرية التي يفترض بها أن تلهيني عنه .. فإذا بها تحفّز أسباب وجوده المرفوض .. فاهرب منه بالخروج من حيز المكان الضيق الذي صمم ليتماشى مع استراتيجيات الإدارة الحديثة التي تدعو إلى الشفافية والاستغلال الأمثل للمساحات بوضع فواصل رقيقة بين الموظفين .. ولا عزاء للخصوصية .. ازور صديقاتي في الادارات الاخرى التي تتمتع بعدم الخصوصية ايضاً .. نثرثر عن المحسوبية التي تحكم ترقيات الموظفين .. وعن ظلم الادارة .. وعدم زيادة الرواتب .. وكلما حاولت ان اهرب منه بهذه الثرثرة المتواصلة .. اجدني اقرب اليه من ما ارغب .. فاعود الى مكتبي لامارس الهمس مع صديقة اخرى خشية نشر إسرارنا أمام الآذان المتعطشة لسماع ما لايجب سماعه .. فيطل من مفاصل الحروف ويسألني بإلحاح مسرف .. الم يكن من الأفضل لي لو إستمعت الى نصيحته وبقيت في فراشي معه وحده كي استمتع بخصوصيتي بعيداً عن اختراقات الاخرين وتلصصهم ؟! ..

انه يراودني عن نفسي ساعة عسعسة الليل بعد احتضار الضوء وسيطرة العتمة .. انه وقته المفضل لمغازلتي وإغرائي في محاولة دءوبة لإقناعي بالولوج إلى عالمه أو تركه يلج إلى داخلي حتى امتلئ به .. في تلك اللحظات تحديداً يحيطني بذراعيه .. ويغرقني في حضنه فلا استطيع منه فكاكاً .. يتآمر عليّ مع وحدتي والهدوء الذي يحتل كل المساحات حولي .. يناجيني .. يناديني .. ويفتح لي أبوابه على مصراعيها .. فأقف على حافتها مسكونة بالتردد .. كل ما حولي يحفزني على اجتياز العتبة والدخول والانصهار في حممه المتأججة .. وتمنعني بقية من تأمل فيما يمكن أن يحدث لي إذا ما اتبعت رغباتي وتجاهلت كل النتائج المتوقعة لاندماجي معه ..

انه يراودني عن نفسي إذا ما الليل جنّ .. وهجعت المخلوقات إلى مراقدها .. يأتيني متأبطأ أوراده الممزوجة بقصص الغربة والحنين إلى عوالم أصبحت بعيدة .. ومواويله المنسوجة بخيبات الأمل والخذلان في كثير من البشر .. يأتيني مصطحباً في إحدى يديه زكيبة من الأحزان على أعزاء رحلوا قبل أن تكتمل حكاياتي معهم .. وفي اليد الأخرى حزمة من الأحلام المجهضة .. والأمنيات المبتورة .. ومعها اعتذار باهت من القدر على الحياة التي لم أعشها كما كنت أتمنى .. وعلى الأمراض التي ابتلاني بها كما تمنى هو .. على الدعوات التي تاهت في مكان ما بين الأرض والسماء .. وعلى ملح الدموع الذي يحرق جروح روحي كلما عنّ له ذلك ..

أحياناً اتعب من صده والوقوف بوجهه .. أحياناً تعتريني رغبة عارمة في قبول ما يراودني عليه والاستسلام له .. استسلام كلي وغير مشروط .. لكن في آخر لحظة .. وقبل السقوط ... يتملكني الخوف لما قد يؤول إليه حالي إن فعلت .. والمصير الذي ينتظرني إن أذعنت .. والظلمة التي سوف تبتلعني إن استجبت .. فأتراجع واتركه يلهث خلفي بغيظ .. معلناً لي باني قد انتصرت في معركة .. لكن الحرب بيننا ما زالت قائمة .. والعبرة بالنهايات ..

فكرت كثيراً في الوسائل التي تمكنني من مقاومة رغبة الارتماء في أحضانه ..
هل أغير أسلوب حياتي ومكان وجودي كي أتخلص من مراودته لي عن نفسي ؟! ..
هل تفيدني مقابلة وجوه جديدة والعيش في أجواء مختلفة في إنهاء رغبتي في قبوله فقط للتخلص من ملاحقته التي باتت ترهقني ؟! ..
أم ربما احتاج إلى عون خارجي حتى استطيع التخلص من سطوته على حواسي ..
هل الجأ إلى طبيب نفسي ؟! .. هل سيفيدني الاستلقاء على ظهري وإغماض عيني والاستغراق في نبش حكايات وإسرار الماضي والحاضر أمام شخص غريب للتخلص من رغبة الارتماء في أحضان الاكتئاب الذي يراودني عن نفسي كل يوم ؟! ..

بالتأكيد سوف ينصحني الطبيب بتفادي مسبباته .. لكن كيف يمكنني أن أتفادى مسبباته وهي تحيط بي من كل جانب ؟! .. تحيط بي في نشرات الأخبار المتخمة بمشاهد الحروب والحرائق والفيضانات والثورات وطعم الموت ورائحة الدم .. تحيط بي في مجال العمل المتخم بالدسائس والاشاعات .. تحيط بي في علاقات تتهاوى .. وود يذوى .. وسعادة مخادعة تبدو كالسراب .. وقد يصف لي الطبيب جرعة من مضادات الاكتئاب .. مما يجعلني اتساءل .. هل استطيع ان ارهن حياتي ومشاعري وافكاري الى حبة تتحكم فيهم صعوداً وهبوطاً ؟! ..

حتى الان ما زلت اصارع بقوة هذا الذي يراودني عن نفسي .. ما زلت صامدة .. ما زلت اتمسك بحبل الامل في غد افضل .. وظروف افضل .. واحلام افضل .. وحياة افضل .. ما زلت اكسب كل معاركي ضده .. ما زلت اناضل رغبة الاستسلام له .. وبداخلي دعوات اتمنى ان لا تضل طريقها بان لا اخسر معركتي معه ابداً ...




للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

الجنية التي تسكن في راسي ...


منذ طفولتي المبكرة .. وبعد أن بدأ وعيي بالأشياء التي يحيط بي يزيد ويتركز .. كنت مقتنعة تماماً بفكرة وجود جنية صغيرة تقطن في راسي .. جنية شقية .. مشاغبة .. ومصابة بفرط النشاط .. فهي لا تستقر في مكان واحد أبداً .. كنت أحسها تقفز من خلية لأخرى جاعلة من كتلة عقلي مسرحاً لألعابها العابثة .. لم يكن لها اسم ثابت .. بعكس ملامحها التي ظلت ثابتة حتى هذه اللحظة .. كانت بحجم نملة السكر الحمراء .. شفافة لدرجة أن وجودها لا يخفي ما خلفها .. بجناحين رقيقين وابتسامة دائمة .. وعصا سحرية تنبعث منها شرارات ملونة عندما تصطدم بجدران عقلي .. كانت فضولية .. وثرثارة .. ومغامرة .. فاشتكت أمي من فضولي وأسئلتي لغريبة التي لا تتناسب مع عمري .. ومن تصرفاتي الجريئة التي تجافي خوف الأطفال .. ومن ثرثرتي التي لا تنقطع إلا بالنوم .. فكانت تهدهدني بترانيم أحفظها أنا بسرعة لاغنيها لجنيتي الصغيرة ..

النوم النوم بكريك بالدم .. النوم تعال سكّت الجُهّال ..
هودنا يا هودنا .. كان تعبت يا جنى ..
كان للترنيمات تأثير سحري على جنيتي وتجعلها تغرق في النوم بسرعة .. فاغرق أنا معها فيه بنفس السرعة ..

كانت جنيتي الصغيرة تحكي لي آلاف القصص عن العوالم الأخرى التي عاشت فيها .. فعشقت الأطلس بحجمه الكبير وألوانه الزاهية .. وبت اقضي جل وقتي في محاولة لاستكشاف أسماء الأمكنة التي قطنتها قبل أن تنتقل إلى راسي .. وأصبحت أهوى دروس الجغرافيا .. وارسم الخرائط بإتقان احسد عليه .. وكنت أول من حفظ أسماء مدن الرحلة الروسية ( وتبدأ الرحلة من فلادفستك الى شيتا ومنها إلى اوركستك مارة ببحيرة اورال ومن اوركستك إلى ... الخ ) ..
حكت لي جنيتي الصغيرة عن تاريخ سابق لميلادي بآلاف السنين .. فبت أتوق إلى حصص التاريخ التي تشبع نهمي إلى الماضي الذي عاشت فيه .. وبهذا تحددت توجهاتي الدراسية فاخترت المجال الأدبي وخذلت طموحات أمي وأبي بأن أصبح أول طبيبة في الأسرة ..

كانت جنيتي جميلة وأنيقة برغم شقاوتها ومكرها .. فأخذت أنا منها الشقاوة والمكر دون الجمال والأناقة .. فكنت أدور في سطح منزلنا والمنازل المجاورة حافية .. متسخة .. بشعر كالعهن المنفوش .. ولا آبه للصرخات التي تحثني على النزول من عليائي خصوصا عند مغيب الشمس ..
( يا بت يا قشار انزلي من رأس البيت .. بعد دة الشياطين بطلعوا وأنتي أصلك ما ناقصة شيطنة) ..
فاضحك بإشفاق على تهديدي بالجن الذي سيتلبسني إن واصلت البقاء في سطح المنزل عند الغروب لأنني محمية بجنيتي الصغيرة التي تدافع عني ضد أي اعتداء انسي أو جني .. فمعها اعتزلت المسكنة والطيبة التي كانت تحفز الأطفال الآخرين للاعتداء عليّ ... وكنت استخدم أظافرها الطويلة لاخمش بها وجه كل من تسول له نفسه بالتنمّر على هذه الطفلة الصغيرة التي يظنون أن لا حول لها ولا قوة .. ثم يفاجئون بقوتي وشراستي وجرأتي في مواجهة الكل .. حتى لو كانوا يكبرونني سناً وحجماً .. ونتيجة لذلك امتلأ جسدي بعلامات محاولاتي لإثبات قوتي .. وأصبحت الخدوش بكل الإحجام والمقاسات زينة دائمة في كل منطقة ظاهرة ويمكن أن يطالها الإيذاء ..

ثم أتت مرحلة معينة من عمري أصبت فيها بداء الغيرة من جنيتي الصغيرة .. فقد كانت جميلة ومرتبة بشعر ناعم مجدول .. بينما أنا ( شينة شناة مرّة ) ولا أكاد أتخلص من التصاق التراب بقدمي من بدايتها حتى منتصف ساقها .. حتى يعود فيزينهما مرة أخرى .. وما إن تجدل أمي أو إحدى شقيقاتي خصلات شعري الاجعد المتمرد في ضفيرتين قصيرتين وتربط نهايتهما بالشرائط أو( البلابل ) الملونة .. حتى اتخلص منهما لتصبح ضفائري طائرة بإطراف تشبه المكنسة القديمة .. وكنت افرح واتباهي لأنني لحظتها أشبه ( لوزة ) صغيرة المغامرين الخمسة بضفيرتيها المقاومتين للجاذبية دوماً وأبدا ..

دفعتني غيرتي إلى محاولة تقليد جنيتي الجميلة .. واندهش الجميع بالتطورات المفاجئة في تصرفاتي .. تخلصت من العداوة اللدودة التي كانت قائمة بيني وبين الاستحمام اليومي .. وصادقت الليفة والصابون .. وزادت دهشتهم من مخاصمة باطن قدمي العاريتين للأرض واستخدامي لوسائط جلدية وبلاستيكية لأحول بين تلامسهما .. كما أصبحت فرشاة الشعر توأم سيامي لكفي الصغير .. واشتكت أمي من تناقص ( دهن الكركار ) الخاص بها بشكل غامض .. وهكذا تسببت جنيتي في تحويلي من طفلة شقية قذرة .. إلى مراهقة نظيفة وأنيقة .. وتخلصت من صفة ( الشناة المرّة ) التي لازمتني طفولتئذ بعد أن اتضح للجميع أن هناك بعض ملاحة كانت مختبئة تحت طبقات الغبار والشعر المنكوش ..

تدرجت على عتبات العمر وأنا أخاف وأحاذر من اختفاء جنيتي الصغيرة مع تقدمي بالسن .. فهي صديقتي وأنيستي وكاتمة أسراري .. هي التي تضحكني بقصصها الآسرة .. وهي التي تستمتع إلى شكواي .. في الصغر وكي امنح نفسي رخصـة التسامـر معها علنـاً .. صنعـت لروحي عروسة ( بت لعاب ) من بقايا قصاصات ثياب أمي وتنانير أخواتي القديمة .. حشوتها بقطن وسادتي بعد أن مزقت طرفها عمداً وبسرية تامة كي لا أتعرض للتأنيب .. وبخبرتي الضئيلة في الخياطة صنعت لها عينان مستديرتان بالخيط الأسود .. وفم عريض بالخيط الأحمر .. قصصت قليلاً من شعري .. واستعنت بصبر أيوب كي أخيطه في تلكم المساحة المدببة الأطراف .. ولم تعد أمي تزجرني كلما وجدتني اضحك في وحدتي بكلماتها المعتادة ( الضحك بلا سبب قلة أدب ) .. فانا الآن املك عروسة صغيرة أناجيها وأهدهدها .. واضحك معها .. ولم تعد ضحكاتي مصنفة في خانة قلة الأدب ..

عندما أصبح العمر لا يسمح باللعب بعروستي القماشية .. كان لابد لي من إيجاد وسيلة أخرى أتخاطب بها مع جنيتي الصغيرة .. ووقتها اكتشفت متعة الكتابة .. كنت اكتب لها كل ما يدور في راسي وتعرفه هي بحكم الجوار الدائم .. وكانت تكتب عن طريقي كل قصصها وحكاياتها والأسرار التي صادفتها أثناء رحلتها الطويلة التي انتهت داخل راسي .. فبدأت اكتب .. واكتب .. واكتب .. بات دمي حبرها وباتت يدي قلمها الذي ينشر ثرثرتها على الملا .. كانت تمليني ما اكتب حسب مزاجها .. حيناً يسيطر عليها مزاج الشعر الذي لا تتقنه ... فاكتبه أنا بنفس الركاكة التي املتنيه بها .. وحيناً يسيطر عليها مزاج الحكايات .. فاكتب أنا اغـرب القصص .. ويسألني الجميع ( انتي يا سناء بتجيبي الأفكار دي من وين ؟! .. عندك خيال واسع شديد ) .. فابتسم بصمت كتوم .. واشكر الجنية التي تقطن راسي على ما حبتني به من سعة خيال .. برغم تضارب مشاعري تجاه ذلك الخيال .. فأحياناً تفرحني بنعومة كتاباتها .. وأحياناً تغضبني بحدتها وكآبتها .. وأحياناً تخجلني بجرأتها وشقاوتها ..

في يوم ما كنت أبحر في الشبكة العنكبوتية ابحث عن بعض كتاباتي القديمة التي ضاعت بعد إغلاق احد المنتديات التي كنت اكتب فيها .. وجدت اسمي متداولاً في العديد من المواقع .. ودفعني الفضول لأقرا التعليقات المدونة في إحداها .. فتبسمت ضاحكة عندما تعثرت بانتقادات لاذعة تطالني بوصفي كاتبة جريئة تنشر ما لا يصلح للقراءة في المنتدى الذي يؤمه عدد مقدر من الشيب والشباب .. ثم انفجرت قهقهاتي عندما وجدت البعض يشكك في وجودي نفسه .. ويتهم اسمي بأنه منتحل لشخصية وهمية تدّعي انتسابها لجنس النساء .. وكانت حجته الداحضة بأنه لا يمكن لفتاة سودانية أن تكتب بهذه الجرأة والسفور في مواضيع حساسة تحفها خطوط حمراء حتى على جنس الرجال أنفسهم .. فما بالك بالنساء .. وقامت قيامة ذلك المنتدى .. وطالب بعض الأعضاء بحذف الرواية مثار النقاش حفاظاً على حياء القراء الناعم من الخدوش التي تسببها لغتي الخشنة .. وتمّ الحذف وسط شجب وإدانة قلة قليلة .. وتصفيق واستحسان عدد مقدر يبدو أن له الكلمة العليا في ذلك المكان ... تابعت كل ما حدث من على البعد بخليط من المتعة والغيظ والاندهاش ..

شعرت بالمتعة لان جنيتي الصغيرة استطاعت كعادتها أن تشعل حرباً اسفيرية كنت طرفاً خفياً فيها ..
وشعرت بالغيظ من الازدواج الفكري الذي يعاني منه بعض من يصفون أنفسهم بالصفوة المثقفة .. فهم يطالبون بالحرية المطلقة في التعبير عن الاراء والأفكار ثم يجتمعون على مصادرة وحجر رواية تحكي عن واقع معاش قد تجد جزء منه خلف جدار كل بيت .. وبداخل كل امرأة أو رجل تصادفه على قارعة الطريق ..
واقع موجود بقوة حتى لو أنكروا وجوده حفاظاً على صورة الكمال الوهمية لمجتمع ابعد ما يكون عن الكمال ..
وشعرت بالاندهاش لإصرار البعض على إلغاء وجودي تماماً .. أو تجريدي من أنوثتي كي امنح بركة الكتابة في مواضيع لا يجب على امرأة أن تتطرق إليها ..

بعدها قررت ان اجري حواراً جاداً مع جنيتي الصغيرة التي ما زالت تحتفظ بطفولة فارقتها أنا منذ عقود .. أخبرتها بما تسببه لي أفكارها من حرج .. وما يواجهني من عنت وانتقاد بسبب جرأتها في قصصها التي تكتبها من خلالي .. عنفتني بهدوء .. وأخبرتني بان خطيئتي الكبرى الأولى قد تكون الخوف .. الخوف من آخرين يختلفون معي في الرؤى .. ويرغبون بان أصبح نسخة كربونية عنهم .. اكتب الأفكار التي تروقهم .. واحكي القصص التي تناسبهم .. واقرض الشعر الذي يعجبهم .. أخبرتني بان لا أتهيب من أفكاري .. وان احكي قصصي بالأسلوب الذي يناسبني .. وان اكتب الشعر الردئ الذي أستطيعه طالما كان يعبر عني وعن مشاعري ساعة كتابته .. أخبرتني بان الاختلاف ميزة وليس عيباً ..
فالعيب هو أن أصبح كائن مستنسخ يحمل نفس الملامح والمشاعر والأفكار والأحلام التي يحملها الآخرون فقط للحصول على رضاهم عنه ..

سألتها ما هي خطيئتي الكبرى الثانية .. أجابتني بأنني ارتكبتها يوم تخليت عن الطفلة التي كانت بداخلي .. يوم أن جافيت شقاوة ومكر وبراءة الصغار وتصنعت نضج وتعقل وحكمة الكبار .. أخبرتني بأنني قد فقدت أجمل ملكاتي وممتلكاتي عندما تخلصت من الطفلة التي كانت تجاورها بداخلي .. لأنها كانت شجاعة وفضولية وجريئة ولا تهاب شيئاً .. أمرتني جنيتي الصغيرة بان أعيد الطفلة التي كنتها إلى جوارها .. فهي اقدر مني على مواجهة عنت وتصلب الحياة ببساطة ويسر..

وقبل أن ينتهي حوارنا .. طالبتني جنيتي الصغيرة بان اغني لها إحدى أغاني أمي القديمة حتى تنام ..
وبدأت اغني بهمس .. النوم النوم بكريك بالدوم .. النوم تعال سكّت الجُهّال ..

غمزت لي بإحدى عينيها الجميلتين وأخبرتني بنفس درجة همسي بأنها قريباً جداً سوف تبدأ في تمليتي حكاية جديدة مليئة بالأسرار والمزالق التي قد يرى الآخرون بأنه لا يجب نشرها .. وسألتني بإلحاح .. هل املك الشجاعة لكتابتها ونشرها ؟! وقبل أن تسمع إجابتي .. كانت جنيتي الصغيرة قد خلدت النوم .. وتبعتها على الفور وأنا أتمتم .. نعم .. نعم املك الشجاعة لنشرها .. فقط قصيها عليّ ..

للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]
عينـي بتــرّف

أسبوع تمام .. وأنا وعيني الشمال في حالة تفاوض لحل الوضع الراهن المتأزم بيننا .. أنا أجندتي بسيطة .. ومطالبي محدودة ومختزلة في عبارة سهلة ( وقفي الرفيف ) .. لكن هي متعنتة ومصرّة على إبقاء الحال على ما هو عليه إلى اجل غير مسمى .. بترّف بإلحاح وتتابع غريب .. ما بتتخير الأوقات ولا اللحظات البتعمل فيها حركتا المزعجة دي .. أحياناً بكون مستغرقة في شغل محتاج هدوء وروقان بال .. فجأة تبدأ ترّف بصورة تلهيني وتنرفزني وتفقدني تركيزي في الشغل القدامي ..

أحاول أتعامل معاها برقة واربت عليها بطرف اصغر صباع عشان ما أتسبب ليها في أي أذية حتى ولو غير مقصودة .. لكن هي بتمعن في العناد .. وبتزيد الرفيف .. أقوم أتغاظ منها .. وادعكا بخشونة متعمدة لمن أحس بحرقتا لاني بالغت في رد الفعل تجاه حركتا .. اسكت أخليها .. أحاول أتناساها والتمس ليها الأعذار وأقول لروحي .. والله عيني دي مسكينة .. أنا متعباها معاي شديد .. أرهقتها بالقراية الكتيرة من ما كنت شافعة صغيرة لمن أعصابها أُرهقت وبقت رهيفة وما متحملة الضوء الشديد ولا الحر الشديد ولا البرد الشديد .. عذبتها بالتحديق في مخلوقات الله الحواليني .. وضغطت عليها بتدريبات شاقة عشان تقدر تلتقط كل التفاصيل الصغيرة البتمر بيها لدرجة إنها بقت بتقوم بالمهمة دي بدون أي توجيهات مني .. براها كدة تلقاها بتلف وتدور حوالين أي محيط تكون موجودة فيه وتبدأ تلقط وتصور وتختزن وكمان تقوم بعمل الناقل الأمين وتودي الصور لعقلي التعبان معاي بس ما قادر يعبر عن تعبه دة زي ما عيني بتعمل ..

عيني المسكينة دي شاركتني كل مشاعري سواء أن فرح أو حزن وكانت بتعبر عني خصوصاً في حالة الحزن بابلغ أسلوب .. بالبكا المتواصل .. لغاية ما أصيبت بالجفاف ونضبت مجاري الدموع فيها .. قمت حنيت عليها ووديتا للدكتور .. قال لي ما في حل غير إننا نعالجا بقطرات تقوم بمهمة التروية ومحاربة الجفاف ..يعني لازم نعمل ليها ( ارتيفيشال تيرز ) .. سبحان الله .. زمن غريب .. حتى الدموع فيه بقت صناعية وبنشتريها من الصيدلية !! ..

في النهاية بقيت كل ما احزن وما ألقى جوة عيوني دموع تعبر عن حزني دة بواسيها واغني ليها اغاني ترباس :
خلاص ما تبكي يا عيوني .. كفاك يا عيوني ما تبكي .. و ما تتالمي و تشكي ..
ولا اغني ليها :
ما تبكي .. ما تبكي .. عِينَيَّ ما تبكي ..
دة أذاكي يا عيوني .. دة الأصلو ما شُفْتِي ..أظلم علي نوري .. يوم فات وخلاني ..

هسة البكا بقى مقدور عليه بعد الاستعانة بمعين خارجي .. لكن الرفيف دة اعمل ليه شنو ؟! .. اوقفه كيف ؟! .. بقيت متوجسة منه عديل كدة .. أصلاً من زمان أمي الله يديها العافية كانت بتقول لي لو عينك اليمين رفّت من فوق حتشوفي زول كان غايب عنك زمن .. ولو عينك الشمال رفّت من تحت معناها حتحصل حاجة تخليك تزعلي وتبكي .. في البداية ما كنت بخت بالي للكلام دة .. وبعتبره جزء من الخزعبلات السودانية المتأصلة جوة عقولنا رغم إنها بتجافي المنطق والعقل .. اعتقادات أتعاملنا معاها كحقائق وصدقناها .. وبقت مسلمات بتجمع حولها عدد مقدّر من الناس بغض النظر عن تفاوت مستواهم الفكري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي والعقائدي ..

في ناس بتتفادى تحلق شعرها يوم الأحد .. لأنه حسب الاعتقاد السائد انه البحلق رأسه في اليوم دة بموت مقطوع الرأس !! .. قالوا لينا حكة اليد معناها قروش جاية في الطريق .. وعلمونا لو لقينا ( شبشب ) مقلوب لازم نعدله عشان ما تحصل مشكلة أو تزيد مشكلة حاصلة .. وأنا شخصياً بقيت مقتنعة بأنه أول ما شباشبي تتقاطع فوق بعض معناها حاسافر قريب حتى لو ما كنت مخططة للسفر في الوقت داك .
اغلبنا لو لقى مقص مفتوح طوالي بقفله على حسب اليقين المزروع في عقولنا انه بيخلق مشكلة أو بدخل النحس في البيت .. بنتطير من صوت البومة البتنعق في الليل .. وبنحب صوت القمرية لمن تقوقي وتبشر بجيه الضيوف .. وعلى هوانا كده فسرنا صوتها بعبارة ( قشوا بيتكم ) ..

اها أنا هسة رفّة عيني دي عاملة لي قلق .. لدرجة أثرت على تصرفاتي وخلتني أغير كتير من عاداتي اليومية .. أول شئ خاصمت القيادة السريعة برغم إني بمشي شغلي في شارع سريع .. بطلت امسك أقصى اليسار وبقيت امشي في النص زي الترتيب ومرات كمان في أقصى اليمين .. وبرضو على مهلتي لدرجة بتغيظ أي سائق ماشي وراي .. باقي العالم الهنا ديل السرعة هي ديدنهم لا فرق بين الأقصيين يمين أو يسار .. وتبدأ البواري تتعالى .. وأنا برضو ماشة على مهلي .. مش عيني بترّف ؟! .. يبقى لازم اعمل حسابي والمستعجل يتخطاني .. اها لحظة التخطي دي بشوف العجب .. ناس بتحدر لي .. وناس بتبرطم .. والمتغاظين شديد بيرفعوا يدهم باحتجاج بائن بينونة كبرى .. رفعة اليد كلها ما فيها مشكلة .. لكن في ناس برفعو لي صباعهم الوسطاني بس .. في اشارة واضحة لخير الصباع ما قل ودلّ .. في اللحظة ديك دمي الكان بارد من قبيل بفور ويغلي .. وابدا اسرع عشان الحق ابو ولا ام صباع واتشاكل معاههم على قلة ادبهم .. تقوم عيني ترف شديد .. طوالي ارفع رجلي من البترول وادوس الفرامل وانا بغني لروحي ... سوق على مهلك سوق .. بكرة الدنيا تروق ..

في الشغل بقعد في مكتبي وما بقوم الا للشديد القوي .. بمشي وانا بعاين حواليني وتحت رجليني تحسباً للصدمات والكدمات والوقوع بسبب الكراتين المالية الممرات .. اصلاً هيئتنا دي ما تقول جهة حكومية .. بقت عاملة زي ابن بطوطة كل يوم راحلة من مكان للتاني .. وخلال السنتين الفاتو .. دة المبنى التالت نرحل ليه .. هسة انا فكرت انه عيني بترف كتحذير من الرحيل للمبنى الجديد البعيد عن بيتي بمسافة 28 كيلو متر ذهاباً واياباً .. وقربت اقول لناس الشغل ما ترحلوا عشان انا عيني بترف .. ودي معناها ( حسب كلام امي ) في مصيبة حتحصل ..

في البيت بقيت حذرة جداً مع السخان والبوتوجاز والمكوة خوف الحريق .. وحذرة مع الابواب والشبابيك خوف الخبطات المؤلمة .. بنط لو جرس الباب دق بدون توقع لزوار ... وقلبي بطير لو التلفون رن بدري شديد أو متأخر شديد .. خصوصا إذا كان الرقم الظاهر في الشاشة بدايته ( 00249 ) .. باقي تلفونات السودان المبكرة جداً او المتاخرة شديد دي ما بكون وراها خير ابداً ..

غايتو رفة عيني اتلومت معاي .. حولتني من كائن جسور مقدام .. لمخلوق متوجس .. متطير .. بحسب الخطوات والحركات والسكنات .. زمان قالو لي لمن عينك ترف وتابى تقيف .. اكسري ليك حتة من طرف مقشاشة جديدة وختيها محل الرفة بالجنبة وطوالي بتقيف .. ما عرفت شنو سر القشة البجنبة دي .. وما عرفت اشمعنى مقشاشة جديدة .. هسة انا اجيب مقشاشة جديدة من وين ؟! .. عندي هنا مقشاشة جايباها من السودان لكن قدمت لمن بقت ( دقلة ) وطولا شبر ونص .. يا ربي ما بتنفع اشيل منها قشة ؟! ..

قررت استمر في التفاوض مع عيني دي يومين تلاتة كدة .. لو استعدلت ووقفت الرفيف خير وبركة .. لو عاندت وابت .. ذنبها على جنبها .. طوالي بوديها الدكتور واخليه يتصرف معاها بطريقته .. يعمل ليها تمارين عضلات ويخليها تباري الفار الصغير الجوة الجهاز داك وهو ماشي وجاي .. يصغر ويكبر وينقسم ويندمج .. ولا يلبسا النضارة الهزازة البتقرب تعمل للزول ارتجاج في المخ .. ولا كمان يغرقا بالدموع الصناعية لمن تقول كفى عشان تآمن وتبطل تعمل حركات سخيفة ..

وما زلت حتى الآن امثل حالة حية لأغنية ليلى مراد ونجيب الريحاني
عيني بترف .. وراسي بتلف .. وعقلي فاضلو دقيقة ويخف ..


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]هرولة الايام تجاه الحزن ...

بينما كنت أمر بأحد محال الحلويات التي يفترض أن لا أزورها أبداً امتثالاً لأوامر طبيبي المتذمر دائما وأبداً من تذبذب نسبة السكر في دمي وهو يلوح لي بحقن الأنسولين التي قد تصبح علاجي الإجباري إذا ما عجزت الحبوب عن تنظيم حركة عدوي المزعج الذي باغتني ذات حزن واستوطن عروقي وشراييني .. رأيت خلف الزجاج طاولة ينوء سطحها بلوحات جميلة رسمت على حلويات بيضاوية عملاقة وغلفت بورق شفاف يجذب النظر ولا يخفي .. وربط أعلاها بأشرطة حريرية ملونة تدلت بلولبية متقنة .. استوقفتني دلالة البيض الملون .. انه ( الايستر ) عيد الفصح عند المسحيين !!!
هل حقاً مر عام كامل منذ أن كتبت مقال ( شم النسيم .. فسيخ نئ وبصل .. وبيض ملون) المنشور في الصفحة الخامسة من هذه الثرثرة ؟! ..
كيف مر هذا العام دون أن اشعر به ؟! ..
عدت إلي المقال كي اتاكد فعلا من مرور ثلاثمائة وخمس وستون يوماً بتمامها وكمالها .. فزال شكي .. كان التاريخ في أعلاه يشير إلى يوم الاثنين الموافق 5 ابريل من العام 2010م ..
ثم داهمني حزن غامر .. فبعد المقال مباشرة صفعتني هذه المداخلة المزيلة بتوقيع مميز وثابت كتميز وثبات صاحبه " جعلوني ناطورة الكروم .. وكرمي لم أنطره "

كود: تحديد الكل

العزيزة سناء 
سلام
تلك الفترة يا سناء ، فترة التسامح الديني الفطري ، والتعايش الإجتماعي المعافي ، هي من معالم الزمن الجميل الذي ولي ، وآمل أن يعود .
كانت تربطنا في مدني علاقة صداقة بأسرة قبطية تجسدت فيها معاني المحبة والتسامي ، تخطت حواجز الدين والعرق ، والوضع الطبقي ، (بلغة إخواننا اليساريين ). كنت في بداية مراحل الطلب بالثانوي العالي ، وقتها ، وكانت لديهم فتاة في مثل سني ، نديدة وصديقة حميمة لإحدي خالاتي .
كانت تلك الأسرة نموذجاً في التفاني في خدمة الآخرين بالحي ، من دروس لمحو الأمية ، وفن الخياطة وغيرها . وكانت إبنتهم تلك تشع صفاء ونقاء ، ويضئ وجهها كشجرة عيد الميلاد عندما يلتقيها الأطفال بالشارع أو عند الباب . من خلال تلك الفتاة ، بدأت التفكير بصورة رومانسية في عبارة السيد المسيح " الله محبة " ، وتدلياتها العملية في السلوك اليومي . ولكن خالتي ، بغريزة المرأة التي قل ما تخطئ ، نصحتني بالهدوء والتحكم في فورة المحبة التي إنتابتني .
اليوم ، هنا ، عيد الفصح الأصغر ، كما يسميه الطليان ، وقد كان العيد بالأمس ، الأحد ، وهو عادة ما يكون ممطراً ، الأمر الذي يضيق به الكثيرون لرغبتهم في الأكل خارج المنازل .
وما أدراك ما الأكل هنا في عيد الفصح ! إنه بمثابة كابوس ، بالنسبة لي ، عندما أكون مدعواً من طرف أحد الأصدقاء . يمتد الأكل لساعات طوال علي موائد تحوي مالذ وطاب من الأكل والشراب . اللحوم الحمراء مع النبيذ الأحمر ، والسمك مع النبيذ الأبيض ، وأنواع لا تحصي من الخضر والفواكه والحلوي ، خاصة الشكولاتة والكيك الإيطالي الخاص بهذه المناسبة .
يصرف الإيطاليون علي الأكل في هذا العيد مئات الملايين من اليورو ، إضافة لما يصرفه الغربيون بصفة عامة في هذا العيد وأعياد الكريسماس ، وهي مبالغ تعادل موازنات بعض دول العالم الثالث الفقيرة .
مش أحسن الفسيخ بالشطة والليمون ، وبعض البيض المسلوق ؟
وكل سنة وأنت طيبة .
سيف


يا الله يا سيف الدين إبراهيم محمود يا صديقي .. في ذاك اليوم لم يدر بخلدي أبداً انك سترحل ..
ظننت انه ما زال لدينا متسعاً من الوقت لنكمل حواراتنا .. كنت حسنة الظن بالقدر .. وكان غدره بعيداً عن خاطري .. لذلك أجلت بعض الحكي لوقت آخر ..
أجلت بعض حكايات مدني .. وفلسفة الأستاذ محمود ورؤيته في الدين والحياة .. حكايات روما وجسورها ومتاحفها ..
حكايات الغربة التي امتدت .. والوطن الذي تحول إلى غربة .. حكايات .. وحكايات .. وحكايات ..

الآن يا صديقي .. وأنت في عليائك المجيدة .. أرجو أن تقبل اعتذاري على كل النقاشات التي لم نجرها .. على كل الحكايات التي لم نقصها .. على كل الذكريات التي لم تجمعنا ..

الآن يا صديقي .. وأنت في عليائك المجيدة .. أود أن أخبرك بأنني ما زلت اندهش من هرولة الأيام .. ومن مرور اللحظات الرتيبة .. من موت الدهشة .. ومن تعنت الفرح .. ومن سيادة الحزن ..

الآن يا صديقي .. وأنت في عليائك المجيدة .. أود أن أخبرك بأنني لا زلت افتقد حضورك البهي .. رصانتك .. هدؤوك .. حكمتك .. صدقك وصداقتك ..

الآن يا صديقي .. وأنت في عليائك المجيدة .. أود أن أخبرك بأنني لا زلت أذكرك .. وأدعو لك بالرحمة والمغفرة وسكنى الجنان ..

أما أنت يا عيد شم النسيم .. اليوم لا املك لك أية ذكريات مفرحة .. فاليوم أنت قد أتيتني بحزن عظيم ..

للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

معــاهــدة العــلاقــات الإنسـانيــة

منذ قديم الزمان .. اتسمت العلاقات الانسانية بالتعقيد .. فما بين العفوية في التلاقي والتواصل .. والتخطيط في الاستمرارية والانقطاع .. تعارف البشر لاسباب متعددة .. قد تكون اسباب لا يمكنهم دفعها او تفاديها كعلاقات القرابة و الجيرة او الزمالة في الدراسة والعمل .. وقد يتعارفون صدفة في رحلة قطار .. في الشوارع .. أواثناء الانتظار في قاعة استقبال احد المستشفيات .. في المساجد .. في الاحتفالات .. الخ ... احيانا يمر لقاء الصدفة مرور الكرام دون ان يترك اثراً في الذاكرة .. واحيانا تتحول الصدفة الى بداية طريق يقرر ( المتصادفون ) السير فيه لمدة قد تطول او تقصر حسب الظروف والرغبات والتوقعات .. فتنشأ العلاقات الانسانية الاختيارية ..

كثيرون منا يتعاملون مع هذه العلاقات الانسانية سواء ان كانت مفروضة او مختارة .. بما تحتاجه من اهتمام .. ويمنحونها ما تستحقه من تقدير .. وكثيرون يتعاملون معها بفوضى ولا مبالاة .. ويكون ديدنهم فظاظة القول والفعل .. دون ان يفطنوا لحساسية هذه العلاقات وسرعة تاثرها بالعوامل الخارجية التي تحيط بها وتصبح عامل فعال في تشكيل كيانها وبنيتها .. وتحدد بقاءها او زوالها ..

قرات في احد الامكنة ان انسان الغرب المتهم بالبرود ظلماً واجحافاً مقابل حرارة اهل الشرق المشكوك فيها .. قد ابتدع دستوراً من عشر نقاط اسماه بـ ( Human touch ) أو ( اللمسة الانسانية ) والذي اعتمد على دلالة الحرف الاول من كل كلمة لارساء احدى قيم العلاقات الانسانية بين فرد وآخر حسب الصيغة التالية :

1. استمع اليه Hear him
2. تفهم شعوره Understand his feeling
3. حفّز رغبته Motivate his desire
4. قدر جهوده Appreciate his efforts
5. مده بالاخبار New him
6. دربه Train him
7. ارشده Open his eyes
8. تفهم تفرده Understand his uniqueness
9. اتصل به Contact him
10.كرمه Honor him

وهو حقاً دستور مميز ويكرّس لارساء قيم جميلة تهدف الى اعلاء شان العلاقات الانسانية المتدهورة لو تمّ الالتزام بكل ما جاء فيه .. وبما اننا كشرقيين نمتلك رفض طبيعي لكلمة الدستور بعد ان اثبتت كل دساتيرنا فشلها في اصلاح احوالنا .. اقترح ان نحول كلمة دستور الى معاهدة نبرمها بين بعضنا البعض لتنظيم العلاقات الانسانية .. نمهد لها بدليل اجرائي يساعد على فهم بنودها من حقوق وواجبات يجب مراعاتها حتى لا يجور طرف على الآخر .. و حتى تستعيد العلاقات الانسانية مكانتها وقدرتها على ترميم تصدعات الحياة التي تصبينا اثناء المعايشة .. ويترتب على انضمام الفرد الى تلك المعاهدة التزامه بتنفيذ كل شروطها ... ولن تعتبر ملزمة الا اذا عّبر اطرافها عن رضاهم النهائي بكل ما ورد فيها ..

اقتراحي لهذه المعاهدة اتى بعد شك في قدرة العفوية والتلقائية في تسيير أمر العلاقات الانسانية .. فقد سيطرت ( الانا ) على البعض بتمكن غريب .. وصارت عبارة ( ومن بعدي الطوفان ) لازمة تتبع تلك الانا التي تنضح انانية .. وباتت مراعاة الآخرين ضرب من ضروب ( العبط ) والغفلة .. وهكذا تحولت العلاقات لدى البعض من صفة الانسانية الى محض مصلحة مشتركة تعتمد على تبادل المنافع دون تبادل المشاعر ..

نحن اليوم نعيش في عالم يعج بالصراعات والنزاعات والحروب والمآسي .. عالم يبدو كغابة تقطنها الوحوش .. ياكل فيها القوي الضعيف .. ثم يستاثر بكل الطيبات والغنائم تاركاً فضلاته للاخرين دون اية مراعاة لمشاعرهم واحتياجاتهم .. نعيش في عالم ميكافيللي يسير بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة .. لكن ما يجب ان يفرقنا عن وحوش الغابة وعن ابطال كتاب الامير هي العلاقات الانسانية التي ترتكز على فضائل الاخلاق وما اكتسبناه من قيم ومثل ومبادئ مستمدة من التعاليم الدينية والاعراف الجتماعية والحقائق الحياتية التي تؤكد لنا اننا كائنات اجتماعية تكره الانعزال وتميل الى البقاء ضمن جماعة سواء ان كانت صغيرة او كبيرة ..

بطبيعتنا كبشر مجبولين على الغرور .. نعشق احياناً لعب دور الالهة .. فنعمد الى خلق روابط انسانية فقط كي نمجّد قدرتنا على خلق شئ ما .. شئ يخصنا وحدنا واوجدناه من العدم .. نخلق الروابط .. ثم نضعها في احد الارفف البعيدة .. ونغض النظر عن الاتربة التي تتراكم عليها .. وخيوط العنكبوت التي تلتف حولها حتى تكاد تخفيها .. ثم ذات صحوة نكتشف انه قد بعدت علينا الشقة بيننا وبين مخلوقنا الجميل .. وان ما يربطنا به بات اوهن من خيوط العنكبوت التي تغطيه .. فيعترينا الندم لاننا لم نوليه عنايتنا ورعايتنا واهتمامنا .. ويعترينا القنوط لاننا فشلنا في ادارة اموره وتركناه عرضة للاهمال القاتل .. ثم نبدأ بالتحسر على ما آل اليه حال علاقاتنا الانسانية من ضعف وتدهور .. بل وانقطاع أحياناً حتى مع اقرب الاقربين .. وننسب العلة الى الزمن الذي تغير ولم يعد كما كان سابقاً .. واصبحت عبارة ( الزمن بقى كعب ) متداولة في كل المواقف التي تفضح هزال علاقة انسانية كان من المفترض ان تتسم بالقوة .. ننسى او نتناسى ان الزمن هو حساب حركة الاشياء حولنا .. وإنه لايتغير بل تتغير الاشياء التي تدور حوله .. فمنذ ان عرفنا كيف نحسب الوقت كانت الساعة ستون دقيقة لا تزيد ولا تنقص .. وظل اليوم على حاله بساعاته الاربع والعشرون .. بينما زاد الشهر او نقص يوماً بقدر معلوم .. كما هو الحال مع العام بايامه وشهوره وساعاته ودقائقه وثوانيه .. وبالتالي لا يجب ان نحمّل الزمن وزر تدهور علاقاتنا الانسانية بسبب تغيره .. نحن من نتغير .. نحن البشر الذين لا تثبت احوالنا واطوارنا وافكارنا على نسق واحد .. نحن نعيب الزمان والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا ..

لذلك يجب ان يبدأ كل منا بنفسه .. لنقم بعملية عرض سريع لعلاقاتنا الانسانية بمن حولنا من اهل واصدقاء واقرباء وجيران وزملاء .. فلنجتهد للحفاظ على ما نملكه من روابط ما زالت صامدة .. وننعش ما شارف منها على الاحتضار .. فلنتفقد كل الموجودين في محيط حياتنا تفقد البخيل لممتلكاته ...فلنحسن معاملتهم .. ونشعرهم باهتمامنا بهم .. وباهميتهم في حياتنا .. ونجعل الكلمة الطيبة رسولنا اليهم ..
دعونا نعيد للعلاقات الانسانية بريقها في حياتنا ...


ــــــــــــــــــــــ
** رسالة اعتذار الى صديقة بعيدة اعلم انها تقراني من حين لآخر ..
صديقتي البعيدة .. يؤسفني انني لم اسمع بخبر وفاة والدتك الا بعد شهرين كاملين من حدوثه ..
ادرك بان كلمات العزاء التي سقتها اليك لم تساهم في مواساتك بعد هذه المدة الطويلة ..
اعذريني لانني لم انتبه لتراكمات الغبار التي غطت على رباطنا الذي كان ساطعاً ..
اعذريني لانقطاعنا عن بعضنا البعض .. وللضعف الذي اعترى علاقتنا الانسانية ..
لن الوم الظروف او الزمن .. لن الوم الا انا وانت على دورنا المشترك الذي اوصلنا الى هذا المكان ..
لك العتبى حتى ترضى ..
والبركة فيكم من جوة القلب .. رحم الله والدتك واسكنها فسيح الجنان ..


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
هاني أحمد علي قوي
مشاركات: 65
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 29, 2008 4:07 pm
مكان: المملكه المتحده
اتصال:

مشاركة بواسطة هاني أحمد علي قوي »


الاستاذه سناء .. لك التحيه
موضوعك اثار في شجونا لم اكتمها يوما وظللت اتحدث بها لمن استطيع ..
فقد عانيت ماعانيت في مسألة المحافظه على العلاقات الانسانيه التي لا تشوبها شبهة المصلحه ..
ولكنك تجد نفسك وحيدا في احايين كثيره وكأنك خلقت من طينة مختلفه عن الآخرين ..
أحيانا اسائل نفسي ، هل ما اقوم به وأسميه تواصلا قد يعتبره البعض (فرض وجود) ، يعني بالعربي كده ثقاله وتقل دم ؟؟
فقد ظللت على اتصال بكثيرين كانوا لا يعاملونني بالمثل ورغم ذلك لم امل ، يعني الواحد تضرب ليهو تسأل منو ومن احواله يرد ليك بكل ترحاب ويتونس معاك ويلوم نفسو إنو مقصر معاك وكده .. طيب .. المتوقع شنو ؟ إنو بعد فتره يتصل هو ويؤكد ماقاله .. أبدا .. تاني بعد فتره اتصل بيه ويدور بيناتنا نفس الكلام والعتاب وهكذا ....

تفتكري الناس بقت مشغوله لدرجة انك تحصر نفسك في دائرة ضيقة جدا من الاصحاب ولا تأبه للباقين ؟

ولا نحن جايين من زمن آخر ؟
يعني حتى في زمن التكنولوجيا( التي لاتكلف سوى رساله من 70 حرف  يفهم منها الطرف الآخر انك تتذكره ) تجد الناس يضنون بذلك ..
العجيب هو انو الناس ديل ماكعبين والله .. ناس طيبين وظريفين وحبوبين (بس وكت يلاقوك او تضرب ليهم) ..
فكيف السبيل الى هؤلاء ؟
ولك تقديري
لأن الحب مثل الشعـر
ميلاد بلا حسبان ..
لأن الحب مثل الشعـر
ماباحت به الشفتان
بغير أوان ..
لأن الحب قهار كمثل الشعر
يرفرف في فضاء الكون
لاتعنو له جبهه
وتعنو جبهة الإنسان ..
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

الاخ الكريم هاني ..
ازمة العلاقات الانسانية اصبحت سمة تميز اغلبية المجتمعات .. البعض اعتاد علي عدم وجودها .. وتاقلم مع قلتها او انعدامها ..
والبعض الآخر ما زال متمسكاً بحبلها باعتباره طوق النجاة من نكسات الحيا ة وتقلبات الزمن .. لان اهميتها في حياتنا لاتقل عن اهمية طعامنا وشرابنا وملابسنا التي تستر عرينا ..واظن ان مجتمعنا السوداني ( او بعضه ) ما زال حتى الان يتمتع بخصوصية ودفء في علاقاته الانسانية .. ما زال الاهل والاقارب يتواصلون .. والجيران يتزاورون .. ما زالت بعض الاسر الممتدة موجودة وتتعايش اجيال منها في مكان واحد .. وما زالت ثقافة ( النفاج ) موجودة ايضاً في بعض المناطق ..

اؤمن بان العلاقة الانسانية تحتاج الى تعاون طرفين او اكثر حتى تنجح .. هي كالتصفيق لا يمكن ان يؤدى بيد واحدة ..
ولكنني احييك على مثابرتك التي تنقصني .. وعلى صبرك الذي فارقني منذ امد بعيد ..
للاسف لم يعد لي جلد على مواصلة من لا يواصلني .. وفقدت القدرة على الاهتمام بمن لا يهتم ..
علمني الزمن باكثر الطرق صعوبة ان الاحتفاظ بعلاقة انسانية جيدة مع من يستحقون هو انتصار جميل اتذوق طعمه كلما يوم ..
وان التخلي عمن لا يستحقون هي هزيمة مؤقتة تنتهي مرارتها بعد فترة قصيرة لتحل محلها راحة مؤكدة ..

لك تحيات طيبات زاكيات ..


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]
نقة في ساعة زهج ... وبري مقنن ...

نقة رقم واحد : العناية الملكية للمواطن السوداني ...


قرأت من ضمن ما قرأت خبر افتتاح مستشفى رويال كير العالمية بالخرطوم .. وتمعنت في الاسم المختار ليشابه أسماء المستشفيات ذات ( الرنين ) والجذب المغنطيسي .. مستشفى العناية الملكية العالمية .. الترجمة كدة صح يا مصطفى آدم ؟! .. بجهة فرحت لانه السودان أخيراً بقت فيه مستشفى ممكن تقدم عناية ملكية لمحمد احمد التعبان .. وبعد شوية استدركت انه اسم محمد احمد التعبان ما لافق مع عبارة عناية ملكية .. لانه المسكين دة يا حليله حظه في العناية العادية بتاعت مستشفيات الحكومة المتهالكة بقت محل تساؤل .. فما بالك بالملكي ؟! ..

وبعدين قلت لنفسي يا سناء انتي بتبالغي .. إذا رئيس الجمهورية ذات نفسه وصف المستشفى دي بأنها ( استثمار ناجح لرجل أعمال ناجح ) .. كيفن يعني تخلي العبارة دي وتمشي تفكري في حاجات غريبة وعجيبة .. زجرت نفسي الأمّارة بالسوء وقلت ليها بطلي حقد .. انتي بس بتكوني عاوزة تلقي ليك موضوع تنقي فيه والسلام .. طالما رئيس جمهوريتنا المفدى قال انو : السودانيين يعانون كثيرا في البحث عن العلاج خارج السودان ، وانو : الكوادر الطبية السودانية من أميز الكوادر الطبية في العالم .. وما حدد ياتو نوع من السودانيين يعني غبش ولا مرطبين .. يبقى أكيد المستشفى حيكون متاح للجميع .. وعشان اثبت صحة افتراضاتي دي لنفسي بس على الأقل حاولت استرجع محاضرات الجامعة عن مصطلحات الاقتصاد النسيتا زمان .. وعملت معادلة بسيطة طرفها الأول استثمار والتاني رجل أعمال .. للأسف لقيت انه النتيجة أبداً ما فيها فايدة تحسب للغبش ناس محمد احمد التعبان وإخوانه المساكين .. قمت تاني قلت لروحي انتي أصلك بقيتي كعبة وما بتشوفي إلا النصف الفارغ من الكوب .. كدي عايني للنصف الممتلئ .. ياخي الرئيس ذات نفسه قال بعضمة لسانه دي فرصة لعودة الكوادر الطبية للسودان .. لأنهم بالتأكيد حيرجعوا إذا وجدوا المؤسسات الطبية الممكن تستوعب قدراتهم دون النظر للعائد المادي ... اها في اللحظة دي تحديداً أتذكرت الحوار الدار بعد زيارة اجتماعية قصيرة قمت بيها لبيت الدكتور عمر النجيب الأسبوع الفات .. واندهشت لمن عرفت من خلال الونسة انه الزول دة خلى بريطانيا ومنصب رفيع في مستشفى جيد ورجع السودان مخصوص عشان يعمل مستشفى متخصص في جراحة العظام .. حكوا لي عن الملاحقة والاعتقال والبهدلة الحصلت ليه بسبب انتمائه السياسي المعلن .. قام خلاها ليكم و طلع من السودان وشال معاه خبرته وعلمه وأدبه وأخلاقه واستقر في الإمارات معززاً مكرماً في واحدة من اكبر المؤسسات الاقتصادية .. اها الزول دة لمن رجع السودان ما كان بفكر في مستشفى استثماري ولا عائد مادي .. كان بفكر انه عنده خبرة جيدة في مجال ما متوفر في السودان كتير وكان عاوز بلده تستفيد منها ..

يعني يا جناب الرئيس مشكلة الكوادر السودانية المهاجرة ما بتحلها مؤسسات طبية على شاكلة العناية الملكية .. ولا استثمارات رجال أعمال على شاكلة الدكتور معتز البرير .. ولا العائد المادي .. عودة الكوادر الطبية ( وغير الطبية ) الى السودان مرتبطة بوطن لم يعد وطناً .. مرتبطة بعودة الإنسانية والنزاهة والديمقراطية لبلد كان اسمه السودان وهسة بقى السجمان الرمدان البطفش ناسه الكويسين .. وبعدين انتو الدكاترة الجوة السودان عملتو ليهم شنو عشان عاوزين البرة يرجعوا ليكم ؟! .. يا حليلهم مساكين وتعبانين وروحهم طالعة .. يعملو اضراب عشان يحسنوا اوضاعهم الما بتشبه اوضاع الاطباء في أي بلد تاني ... تعتقلوهم كانهم مجرمين وتفصلوهم وتبهدلوهم .. كدة حسنوا اوضاع الجوة بالاول وبعدين نتكلم في عودة البرة ..

غايتو سيد المستشفى دكتور البرير رمى كلمى خير في قفة محمد احمد التعبان وقال انه العلاج في المستشفى ما حيكون للصفوة .. وأنهم بصدد إنشاء صندوق خيري لدعم غير القادرين على تحمل تكاليف العلاج بمستشفى رويال كير .. ان شاء الله .. ونتمنى ..


********************************************************************



نقة رقم اتنين : محاكمة الكلمة ...


قبل يومين قريت من ضمن ما قريت برضو انه جهاز الأمن بجلالة قدره حيقيف خصم قدام الدكتور عمر القراي بسبب مقال كتبه يتعلق باتهامات إغتصاب الناشطة صفية إسحاق ..
ومع دكتور عمر في خندق واحد واقف الأستاذ فيصل محمد صالح لذات التهمة ..
شئ غريب والله .. انه إنسان يحاكم لانه بمارس ( مهنته الشريفة ) البياكل منها عيش .. هم الصحفيين ديل موش الكتابة هي حرفتهم ؟! .. موش كل يوم الصباح بقوموا وبطلعوا من بيوتهم ويمشوا مقر عملهم بس عشان يكتبوا ؟! .. اظن جهاز الامن زاتو عارف المعلومة البسيطة دي .. انه الناس ديل اتوجدوا عشان يكتبوا .. تبقى المشكلة ما في الكتابة .. المشكلة هم مفروض يكتبوا شنو ..

غايتو يا دكتور عمر ويا استاذ فيصل بالغتوا .. يا جماعة الخبرة بتاعتكم دي كلها ما ورتكم لغاية هسة انتوا مفروض تكتبوا شنو وتتفادوا شنو ؟!
مالكم ومال صفية ؟! .. وكيف واتتكم الجراة والبقاحة تكتبوا انه رجال الامن هم الاغتصبوها .. الحق يقال لقد اتيتم بفرية عظيمة وقفت في زور الجماعة ديل وما قدروا يبلعوها الا بجرعة محاكمة علنية للتهمة الشنيعة التي لا تتفق مع مهمة وواجب رجال الامن حماة العرض والشرف والفضيلة في دولة السودان ..
اظن انه حتوقع بكم اقصى العقوبات .. واحتمال كبير قاضي الحكومة الرشيدة ما حيلقى عقاب يتناسب مع غلطتكم دي الا لو اعاد عقوبة الاعدام عن طريق الخوازيق عشان تكونوا عبرة لكل صحفي تسول له نفسه المساس بحرمة جهاز الامن الشريف العفيف ذو السمعة الناصعة ..

انا هسة عاوزة اسالكم سؤال : شنو الخلاكم تتهوروا وتخشوا في الامور الحساسة دي ؟! .. مالا المواضيع التانية عيبوها لي .. والله المواضيع الما حساسة راقدة بالكوم .. اكتبوا عن التقدم الحصل في عهد الحكومة الرشيدة ورئيسها المفدى .. اكتبوا عن النهضة العمرانية والشوارع والجسور والسدود .. اكتبوا عن نهضة التعليم وتميز المدارس الحكومية .. اكتبوا عن رحلات الفنانين ومشاكلهم وفضايحهم .. وكمان موضوع الزيوت الصحية البتخلي البامية ياها .. والعدس المميز الفيه بروتين بديل .. ياخي في مليون موضوع ما حساس ممكن تكتبوا فيه .. كان لازم تبعدوا بعيد من اي شئ فيه كلمة امن حتى لو بقى الامن الغذائي .. واصلا ما مفروض تجيبو سيرة دارفور .. واحذفوا من القاموس كلمات زي تطهير عرقي وابادة جماعية .. وفساد ورشوة ومحسوبية وما يشابهها من كلمات عصية على هضم الجماعة .. هسة لو سجنوكم ولا نفوكم بسبب كتابتكم دي احنا كشعب سوداني حيكون موقفنا شنو ؟! نبلع لساننا ونسكت ولا نعمل مظاهرات ولا نقاطع قراية الجرايد ولا نبطل نقرا المواضيع الحساسة عشان جهاز الامن ما يحاكمنا انا زاتنا بتهمة القراءة ؟! .. ولا نطالب باغلاق كل الصحف السودانية ونكتفي باننا نقرا اخبار بلدنا في جرايد الدول التانية ونشوفا في قنوات التلفزيون الفضائية ؟! ..

غايتو يا دكتور عمر وفيصل دخلتونا في حتة ضيقة خلاص ..كدة نلوك الصبر ونشوف ما سوف تتمخض عنه المحاكمة .. وبعد داك نحدد موقفنا وقرآتنا الجاية ونوعية الصحف الحنتعامل معاها .. ويمكن نبطل القراية زاتو عشان نرتاح وجهاز الامن يرتاح ..


***************************************************************************



نقة رقم تلاتة : كلام غير متسق مع ما كتب اعلاه .. لكن برضو بسبب الزهج ..

إليك ...



ياعزيز يا غالي .. في كل مرة ألاقيك بكون حيرانة .. وما بعرف اعتب عليك ولا أشكرك !! ..
ولو سألتني ليه العتب ؟! حقول ليك لأنك اتاخرت عليّ شديد وما جيتني في المواعيد ..
لأنك خليتني فترة طويلة قاعدة تحت لافتة انتظار لحضورك الما مؤكد .. ولأنه خلال فترة الانتظار دي كانت عيوني معلقة بالأفق وهي بتتارجح بين الشك واليقين .. بين الأمل واليأس ..
تعليقة الافق دي ( عسّمتني ) وحولتني لكائن ذو نظرة أحادية الاتجاه .. أحادية التفكير والخيارات ..
هل يا ترى عندك فكرة عن مدى صعوبة الحياة في ظل الأحادية دي ؟! ..
ما أظن .. لأنك لو عرفت .. ما كنت اتاخرت قدر دة ..
أنت جيتني بمهلتك كأنك عرفت وعدي القطعته ليك في سري وعاهدتك فيه اني حاستناك من يوم داك .. لغاية ما الزمن يخلص ..
المهم يا عزيز اني استنيتك مع سبق الإصرار والترصد .. فرشت حلمي بيك وقعدت فيه .. اتضاريت بطيفك من وجعي الفات والجاي .. استنيتك .. واتغطيت بضلك من هجير انتظارك ..

اغرب شئ في قصتنا اني ما كنت بعرفك لغاية ما أتلاقينا .. لقاء الصدفة الخلى حنينك ينبت جواي شجرة كبيرة ملانة فروع وفيها ثمار وتحتها ضل .. وفوقا طيور .. وشايلة زهور بكل لون ..
ولمن شفتك أول مرة استغربت ... وقلت لروحي ياها دي ملامح الزول الانا عاوزاهو وبحلم بيه وبتمناهو .. ما حسيت بغربة معاك .. بدينا كلام كانه تمامة وباقي حديث .. وونسة قديمة بين أصحاب .. هبشنا همومنا الما معروفة لباقي الناس .. ضحكنا ... بكينا .. وبدمعاتنا اتوضينا .. وصلينا صلاة الشوق ..
نجي للشكر بعد العتاب .. ياخي أنا كتير كتير بشكرك على جيتك .. انت صحي اتاخرت شديد .. لما القلب نخّ وهمد وقال خلاص فات الأوان لريد جديد .. واتغلف الحس بالجليد .. بس طلتك غيرت مناخ الروح ... وفي غمضة عين اتحولت حياتي من واقع حار جاف مدبب الأطراف .. إلى حلم دافئ ممطر .. مطر ناعم حنين .. وواعد بهمبريب يطفي اللهيب الجوة .. ويروي عطش العضام ..
لمن هليت عليّ .. اخترقت عصبي بعنف زي وجع الضرس .. بس كان وجع لذيذ على حدته .. مطمئن على قوته .. حنون على شدته .. ومن يوما وانا بدندن مع البلابل لمن يغنوا :
يا الهليت فرحت قلوبنا
اطريتنا الليلة وجيتنا
نور بيتنا .. شارع بيتنا


ولا العجب لمن اسمع ابو عركي يغني :
معاك يبقى الزمن حاضر ..
يجي العالم قريب مني ويكون أجمل ..
بعيد منك بيموت صوتي ..
ويغيب فرح الزمن يكمل ..
هواك مدّ الأفق جواي ..
رسم قامة الشمس أطول ..
وخلاك آخر المرسى ..
كأنك نجمي من أول ..
إحساس غريب لمن تسمع ولا تقرا كلام كتبه زول غيرك لكن بعبر عن الجواك كأنك انت الكتبته !!
وإحساس غريب لمن يبقى وجود إنسان في حياتك سبب فرح ما ليه حدود ..
لانو بالجد :
معاك رجع الصفا الصداح من الهجرة
واتكتبت على الأبواب معاني النظرة لبكرة
همد موج الحزن في الروح
وغابت حرقة الذكرى
وأصبح يقيني معاك
هوى والفة .. وجمال فكرة ..
يا عزيز يا غالي يا الجيتني متأخر شديد .. بركة الجيت .. بركة الجيت .. عشان :
هواك لاقى الوطن جواي
رجع صوت الحواري يحوم
بقى الزمن الجديد اخضر
ورنت ضحكة الخرطوم
نعس جرحي القديم وارتاح
عرف رمش الليالي النوم
غسل نبعك ملح دمعي
وانزاح الظلام مهزوم
يا عزيز يا غالي .. يا الجيتني متأخر شديد .. شكراً لأنك جيت .. وعفواً سمح مبهول لأنك جيت .. وعاجزة أقول كلام موزون يعبر عن حنيني إليك .. وليل الغربة الاضناني بعيد عنك .. ياخي تعال .. كفاية بعاد .. كفاية فراق .. تعال نطالب بحقنا المشروع في وحدة جاذبة .. ونرفض الانفصال .. خلينا نبقى وطن لبعض .. نعوض بيه روحنا عن الوطن البعيد ..



للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

تُمامة نقة الزهج
السودانيين .. في البلاك ليست ..



لي فترة كدة هافة لي امشي البنك وأشيل سلفية .. والتفكير المدمر دة ما جاني من تلقاء نفسه .. بل بتحريض متواصل من موظفة البنك اللحوحة اللجوجة المتلّحاني بتلفون مكرر المضمون وممل مرتين كل شهر تقريباً بتشرح لي فيه مزايا ( الكريدت كارد ) وتسهيلات الدفع وحجم التمويل المتاح .. وكل مرة أقول ليها ما عاوزة .. يا حجة ما عاوزة .. والله العظيم ما عاوزة .. لكن البت دي عاملة زي سكان القبور .. بتسمع بدون استجابة .. كل مرة ازهج منها وأقرر اتصل بالبنك وأقول ليهم النبي فيكم امسكوا موظفتكم دي ياخي عملت لي وجع أضان .. إضافة لأنه وسوستا الكتيرة قربت تخليني أتراجع عن قراري الاخدته من أول ما جيت البلد دي إني أبداً ما اعمل ( كريدت كارد ) مهما كانت المغريات .. لأني من البداية عرفت انه استخدامه ممكن يدخلني في متاهات إذا اتاخرت في الدفع أو استخدمته بتهور .. وكمان ممكن ذاكرتي الخربانة المتآمرة مع حالة الفلس الدائم تلعب دور في خلق المشاكل لمن توهمني باني دفعت وأنوم على كدة لغاية ما الفأس تقع في الرأس .. المهم كنت صامدة ومتمسكة بقراري لمدة عقد وزيادة شوية من الزمان لغاية ما وسوسة البت الزنانة دخلت مخي وقلت ليه لا ؟! .. موش قالوا الزن في الاضان أمرّ من السحر ؟! .. يبقى الزن جاب نتيجة .. وقلت لروحي إذا الناس ديل وفي عز الأزمة الاقتصادية دي مصرين وملحين يدوني قروش .. أنا ارفض وأقول لا ؟! .. أبقى عويرة .. قمت شاورت عقلي وقلت خلاص اعمل الكريدت وزي ما تجي تجي .. موت موت .. حياة حياة ..

اها يا مؤمنين ومصدقين قررت وأنا بكامل قواي العقلية الدخول في دوامة القروض البنكية التي تتسع وتتمدد بدلاً من أن تضيق وتقل .. وفي النهاية بتبلع جزء كبير من دخل المغامرين الخاضوا غمارها .. بعدين قلت لروحي كدة النشاور أهل الخبرة والرأي يمكن يشجعوني أو ينهوني عن القرار الرهيب دة .. سالت وشاورت وقالوا لي : كان ليك يا شاطرة .. و أدوني الخبر العجيب .. خبر بجهة فرحني وأثلج صدري الكان متحرحر وجاري للقرض .. وبجهة زعلني وزهجني .. وفي الحقيقة .. وعشان أكون دقيقة .. لغاية الآن ما قدرت اعرف الخبر دة مؤكد ولا مجرد إشاعة .. ومضمونه انه السودانيين ( ومن ضمن جنسيات أخرى محددة ) اتختوا في القائمة السوداء التي لا يسمح للبنوك في دولة الإمارات بمنحها قروض طويلة أو قصيرة الأجل وبما فيها الكريدت كارد !! ..

في اللحظة ديك جاني إحساس الراجل المشى المسجد عشان يصلي ولقاه مقفول قام قال ( بركة الجات منك يا بيت الله ) .. وقلت الحمد لله الجات منهم وحمونا القروض عشان نقعد في علبنا ونمشّي أحوالنا على قدر رواتبنا البقت ممحوقة مع الغلاء الحاصل دة .. لكن وبنظرة من زاوية مختلفة فكرت ليه ختونا بلاك لست ؟! .. هل إحنا بقينا كعبين للدرجة دي ؟! .. وقبل ما أقوم أهيج وأثور ثورتي المعتادة في أي موضوع بيمس السودانيين .. قعدت في الواطة وسالت روحي .. يا بت يا سناء .. خليك صادقة وأمينة مع روحك .. كدة عدّي براكي .. كم نفر من الناس الانتي بتعرفيهم شال قرض من البنك و(كتّ) بيه على السودان ؟! .. خليك من القصص والحكاوي البتسمعي بيها برة برة .. الناس الانتي عارفة ومتأكدة إنهم عملوا كدة .. كم ؟! .. فرضاً إنهم أربعة .. رقم بسيط مش كدة ؟! .. لكن لو كل سوداني بعرف برضو أربعة أنفار عملوا كدة .. المجموع حيكون كم ؟! .. بالتأكيد رقم كبير مع تفاوت حجم القروض بين شخص وآخر .. والمحصلة النهائية ممكن تكون مبالغ لا يستهان بها بتتضرر منها البنوك المقرضة .. لانه في الغالب الأعم حقوق نهاية الخدمة للهاربين ديل ما بتغطي إلا النذر اليسير من المبالغ المسروقة .. واحتمال التامين على القرض زاتو ما يغطي للبنك خسايره ..

إذا صحت الإشاعة دي .. ومعاها إشاعة تانية بتقول انه السودانيين برضو من ضمن عدة جنسيات أخرى حيتختوا في القائمة السوداء لدخول الدولة والحصول على تأشيرات الزيارة والعمل .. وقد يطال الأمر حتى تجديد الاقامات بالنسبة للناس الموجودين جوة الدولة .. بقول إذا صحت الإشاعات دي معناها فعلا في خلل كبير حاصل خلى نظرة العالم الهنا تتغير عننا من ناس محبوبين مرغوبين في سوق العمل لأمانتنا وإخلاصنا وطيب معشرنا وقبل كل دة تأهيلنا الأكاديمي ومرونتنا في التعامل وسرعتنا في التعلم .. لناس مرفوضين بعد انعدام كل الصفات المذكور آنفاً دي .. زمان كنا بنقول إحنا أحسن شعوب الأرض ومافي أي زول زينا .. وكنا مصدقين الوهم دة .. لغاية ما بدت القشور تتساقط واكتشفنا إننا زي باقي خلق الله ديل فينا الزين وفينا الشين .. بس كنا بنحاول نغطي الشين بالزين .. ونجحنا إلى حد ما ولغاية وقت قريب إننا نعكس صورة كويسة عننا .. لكن لو صحت إشاعات منع القروض ورفض منح التأشيرات .. يبقى معناها إننا فشلنا حتى في ستر عورة الشين عندنا .. وإنها أصبحت ظاهرة للعيان وملفتة .. شئ محزن والله إننا نوصل للدرك الأسفل من قائمة الممنوعين وغير مرغوبين ..

أما بالنسبة لموضوع التأشيرات .. لو بيدي أنا كنت أصدرت قرار المنع بدلاً عن السلطات الإماراتية لفئات بعينها .. انا مسمياها ( الناس البفقعوا المرارة ) ..
أحياناً بكون ماشة في الشارع وبتقرب تجيني جلطة لمن ألقى لي سوداني/ة ماشيين كاشيين ومبهدلين كأنهم حايمين في حيشان بيوتهم .. الراجل لابس جلابية وسخانة وخفيفة زي الشاشة وطاقية مشرطة وشبشب مقطوع .. والحريم من نساء بلادي ماشات في الأسواق ( بالجلابية أم طرحة ) وللما عارفين مسمياتها الأخرى يطلق عليها تارةً ( النسوان جنوا ) وتارة أخرى ( الما عندها وليّ ) وأظن المسميات دي بتدي فكرة واضحة عنها ..
طبعا أول ايامات من ظهور موضة حوامة السودانيات بالجلابية دي في الشوارع كنت مخلوعة .. بقول لروحي يا ربي الناس ديل جنوا ولا انا المحبكاها زيادة عن اللزوم ؟! .. بقوم اعاين لكل الجنسيات الحايمة في الشارع .. ما بلقى اي جنسية لابسة الحاجة دي غير السودانيات .. اقرّب اموت من الغيظ .. واقرّب امسك كل الماشات بيها في الشارع واقول ليهم يا جماعة دي جلابية تتلبس جوة البيت .. وما مفروض اي واحدة تطلع بيها الشارع .. اها كنت بتناقش مع واحدة صديقتي حوالين موضوع مظهر ( بعض ) السودانيين البجو زيارات .. كانت بتحاول تلاقي لاهلنا العذر في هيتئهم المبهدلة دي .. قالت لي يا اختي يمكن ما عندهم امكانية مادية لزي احسن من كدة .. وكمان أغلبية الرجال والنسوان البتلقيهم بالمظهر دة ما بكون عندهم اهتمام بشكلهم لانهم غالبا بكونوا تجار شنطة وما بهتموا بمسالة اللبس والهيئة لانهم جاريين عاوزين يلحقوا حاجات كتيرة .. وأنهم بكونوا ساكين الرزق وما فاضيين للتمعن في أفكاري الطالعة من زول مستقر هنا ومرتاح .. رديت عليها بأنه النضافة هنا أو في أي مكان ما بتكلف كتير .. والقدرهم يقطعوا تذكرة ويركبوا طيارة ممكن يقدرهم يشتروا زي رخيص وبسيط لكن جميل ونضيف .. وطلوع الشارع بمظهر لائق جزء من احترام وتقييم الإنسان لنفسه .. قلت لصحبتي طيب عرفنا الرجال ممكن عادي عندهم ما يهتموا بمسالة المظهر العام ( نو اوفنس ) .. اها النسوان مالن؟! معروف انه المراة في اي مكان وزمان بتهتم بمظهرا وما بتحب الناس يشوفوها مبهدلة .. برضوا صاحبتي التمست ليهن عذر وقالت لي انه التوب ممكن يكون مقيد وما بديهن حرية في الحركة وهن مستعجلات ومشي الأسواق عاوز سرعة .. قلت ليها يختي بلا مستعجلات بلا سجم .. لو التوب مقيد ما يلبسنه .. خلاص يلبسن العبايات السودا دي .. اهي ساترة وما مقيدة .. وبتخليهم ياخدوا حريتهم في الحركة .. إضافة لأنها بتخلي مظهرهم محترم وما ملفت ولا شاذ وسط الناس الماشة .. وكلنا هنا بنلبسا احيانا وما جبر ولا فرض .. لكن عن قناعة بانها الزي الافضل في البلد دي .. المرة دي صحبتي ما قدرت تبرر وتلقى أعذار لأنه فعلا منظر الحريم الحايمات في السوق بالجلابية دي بفقع المرارة ..
كلنا طلعنا من السودان كايسين الرزق وجاريين وراهو .. وكلنا محكومين بمهام كتيرة في زمن ضيق .. لكن سك الرزق ما بمنع اننا نكون بمظهر لائق وسط مجتمع انطباعي ممكن يتعامل معاك على أساس مظهرك .. إلا إذا هم/ن بفكروا بطريقة ( بلداً ما بلدك امشي فيها مبهدل ) ..

انا طبعا سرحت في الكلام وطلعت برة الموضوع كالمعتاد ..
اها نرجع لمرجوعنا .. الكريدت كارد الممنوع ..
غايتو يا ناس البنك تاني كان الموظفة بتاعتكم اللايوقة دي اتصلت بي لاي سبب من الاسباب .. بجي بالدرب اخنقا .. وبركة الجات منكم .. انا زاتي ما عاوزة كرديت .. كانت عكلتة مني ساكت ..( بِس) عليكم وعلى قروضكم .. انتو زاتكم مغاليين في نسبة الفايدة وعاملين زي المنشار طالعين تأكلوا ونازلين تأكلوا .. ودة ما نظام الكديسة الما لقت اللبن وقال عليه عفن .. دة نظام أنا مقتنعة إنكم فعلا منشار .. وما عاوزة معاكم ..




*******************************************************************



تُمامة الونسة مع العزيز الغالي ..
عيونك ديل ..


يا عزيز يا غالي .. لمن تغيب عني اكتر حاجة بتوحشني هي عيونك .. بتوحشني لأنها بقت مرايتي البشوفك بيها .. والترمومتر البقيس بيه مزاحك .. وبقيت لمن أكون عاوزة اعرف لون روحك .. جوووة في عيونك بعاين .. ومن شكلها بقدر احدد كيف أتعامل معاك .. لمن تكون روحك بيضا عيونك الدقاق بتكبر ولونا ببقى افتح وأصفى .. لمن تكون روحك رمادية عيونك بتصغر لدرجة مرات بفتشني فيها ما بلقاني .. ومعناها انك زهجان شديد .. لمن تكون روحك مبسوطة عيونك بتبقى ضاحكة زي طفلة صباح العيد .. حتى التجاعيد البتترسم جنبها بتدي شكل ضاحك ومضحك ..
في عيونك ديل .. بتزوزي بي حنيتك لما تتجمع مطر محتار بين يهطل ويمسك .. وبشرقني حنينك لي البظهر في لمعة عابثة بتعبر زي غيمة في خاطر الخيال وانت سريع بتغطيها بجفونك .. كأنك خايف عليّ حتى من عبث الحنين جواك ..
عيونك ديل بحس بيهم زي آلة رافعة ( هيفي ديوتي ) ما بتتعب وهي بتشيلني مع كل نظرة منك ترفعني في سابع سما لحدت ما أوصل مواقع النجوم ذات القسم العظيم .. وبعدها بتنزلني برفق شديد وتختني جواك في حتة غميسة .. حتة بتمنى إنها تبقى عنواني الرسمي الغير قابل للتغيير ..

يا عزيز يا غالي .. عيونك ديل برغم انها صغار شديد .. لكن أنا بشوف فيهم الدنيا كلها .. موش قلت ليك مرات بتلقى كلام كتبه زول غيرك لكن بعبر عنك ؟! ..
اها كل ما اسمع أبو عركي بغني :
في عينيك دنيا غريبة ..
دنيا ملانه محنه وطيبه ..
مره تقطع .. ومره تجمع ..
مره تاخد كل أعماقنا تابا تجيبا ..

بقول يا ربي الكلمات دي كتبتا عفاف الصادق ولا أنا ؟! ..
اليومين دي أنا مندهشة وبفكر .. ليه كل ما ألاقي غنوة حلوة تكون بتنطبق عليك ؟! .. وليه تحديداً أغاني أبو عركي مع إني ما بحب اسمعه كتير ؟!
أنا وانت وأبو عركي بقى في بينا رابط غريب .. برغم انه الأغاني البحب اسمعا عند أبو عركي قليلة ومحدودة شديد .. لكن المدهش في الموضوع أنها كلها بتشبهك .. يعني لمن أتلاقينا أول مرة وبدا قلبي يدق بطريقة مزعجة أنذرتني انه ناوي على تصرف خسيس معاي قلت ليه :
يا قلب...أنا كنت قايلك تبت من تعب السفر.....
ومن مخاواة القماري ومن شراب موية المطر
تاريك كامن لي بشيتا كتر
ما زمان أنا وانت لفينا الموانئ
بالقطارات والمطارات والسفن
دقينا أجراس الجديد...
وعدنا ترتيب المعاني
الليله راجع لي تبق بق
بتنتل الاهه و ترقرق...
زي تقول ياداب عرفت الاندهاش
ياقليب ما لك علي ...
ما أنت عارف نقطة الضعف القديمة
وزي ضايق الارتعاش...
يا قليب يا ما سرحنا
مره جينا وألف رحنا
ومره شاي عصريه في طرف الغمامة
ومره دوبيت للمحنه...
ومره حاجاتا جميله
وانحناءات للحمامة...
جاي تسألني الدباره
ياقليب مافيش دباره...
لا المراكب قادرة تكسح في النزيف
ولا نحنا شايفين الفناره ...
اها شوفة عيونك قلبت موازين الاتفاق المبرم البيني وبين قلبي انه تاني ابداً ما يبقبق لأي كان .. وانه يركز لباقي العمر الفضل وما يعذبني بتصرفات مفاجأة .. وانه يبطل السفر لانه تعب ولازم يرتاح .. وانه مباراة القماري مرهقة .. وشراب موية المطر ما كويس وممكن عواقبه تكون وخيمة ..
قامت عيونك بقت احلى من شاي عصرية في طرف الغمامة .. بقت دوبيت المحنة وكل حاجاتي الجميلة .. عيونك بقت الفنارة البتوجه مراكبي لمرساك ..

يا عزيز يا غالي هل يا ترى عندك فكرة قدر شنو عيونك الدقاقة دي ليها تأثير سحري على حواسي ؟! .. مرات لمن نتلاقى باتفاق مسبق انه لقاء قصير بسبب ارتباطات سابقة ولاحقة .. أنا بكون مستعجلة وجارية .. وانت بتكون عارف إني لازم امشي أخليك .. ما بتتكلم .. لكن عيونك بتقول كل الكلام الما قادر تقوله .. أنت بتلتزم الصمت التام .. وعيونك بتنطق باستجداء فصيح .. وانا احتار بين صمت لسانك وكلام عيونك .. وتبدا خطواتي تمشي وتقيف .. تتقدم وترجع ليك .. ياخي حيرة الخطوات دي صعبة خلاص ..
وانا اتحيرت شلت الخطوه ..
حتى الخطوه لما نشوف جمال عينيك ..
تبقا ترجع وهي بتتطلع ..

يا عزيز يا غالي .. تعرف انه عيونك ديل هن اجمل مراية انا اقتنيتا ؟! .. بحب أشوف نفسي فيهم .. مراية عيونك بتوريني خصلات شعري العاملة فوضى لكن برضو بتطلع حلوة ومرتبة جواهن .. وبتوريني لاي مدى كحل عيوني أتجاوز حدوده .. وسبحان الله لمن اظبطه في مراية عيونك بطلع احلى من اول !! ..
بتوريني تعبي وفرحي وكل احوالي .. عشان كدة من يوم ما عرفتك .. رميت مراياتي البحبها وبعيونك اكتفيت ..

تصدق لمن اشوفني جوة عيونك بحبني ؟! .. وانا في العادة ما بحبني شديد .. بزهج مني وكتير بكون ما عاوزة اتكلم معاي .. لكن لمن تنعكس صورتي في عيونك .. بالجد بحبني .. وبكون مبسوطة لانه عيونك الدقاق دي شايلاني كليّ بحجمي الكبير دة .. ومرات بقرّب اقتنع بانو عيونك فعلا كبيرة لانها ما شايلاني انا بس .. شايلة معاي سماحة الدنيا وحلاوة الريد ... واحلام يانعة ببيت صغير وبت حليوة .. ويابا انت ابو البنية .. ويمة تملاني بسرور .. عيونك شايلة قصتنا .. وبتحكيها بفصاحة بليغة لكل الناس ..
قصة صوره في عينيك حروفا رهيبه
فصولا بتحكي للأيام عيد ميلاد حبيب وحبيبه
وبتروي كلام مطابق ليك
نابع وحيو من عينيك
و سماح عينيك عاد يا منيه
زيا ليها ما شفنا
فيها حديث جميل ورقيق
وبدي الناس جمال احساس اصيل وعريق ..

يا عزيز يا غالي .. عيونك ديل بالنسبة لي بقن وطن وملاذ .. بعيد عنها بحس بالغربة تملاني وتفيض مني .. عيونك ديل بقن الغطا وسبب الدفا ..
بقن الامان وزاد المشاوير الطويلة اللسة جاية .. بقن الدوا من وجعة الشوق العنيد ..
وعيونك ديل فرح ذكرى ...
بقت بصمة .. نقشتها بالحديد والنار ...
وشوقي لحلم بكرة ...
أمل ممدود ... وتر مشدود ...
صبر بيكسر بقايا قيود ..
ويتخطى بقايا حدود ...
معاك ببقى نسر فارد جناحاته ...
يجاري الريح ...
يصادق الغيمة والقمرة ...
يفضح سره للنجمات ...
ويسرح منتظر بكرة ...
عشان يلقاك ...
ويبقى معاك ما واحدين ...
بس واحد ..

يا ابو عيون دقاق .. وحات الشوق .. عيونك غيرت اتجاهات الرؤية وزوايا الشوف ..
ويا عزيز يا غالي ...
اهلاً بيك , مرحب بيك
خطوة عزيزة اهلاً بيك
يا النوٌرت الدنيا و جيت
الايام شغلتنا عليك
دابنا فرحنا يوم طلٌيت
واهلا بيك .. تاني وتالت .. والى ما لا نهاية ...




للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

اسالوا صانعي حلة ( البريستو ) إن كنتم لا تعلمون ...
او في معرض الرد على الاستاذ حسين خوجلي ومحمد عثمان ابراهيم ..



أظن أصعب شئ ممكن يعمله الإنسان انه يتمسك بالأمل والتفاؤل في عالم أي شئ فيه بيدفع لليأس والتشاؤم .. وفكرة انه ( بكرة حيكون أحلى ) بقت ما لافقة بالنسبة لينا كسودانيين مع الوضع الراهن جوة وبرة السودان ..
وكان بدينا بالجوة المغصة بتكتلنا .. وما بنملك إلا ( نتحسبن) و( نتحوقل ) ونسال الله السلامة واللطف والنظر بعين العطف والرحمة على شعب روحه طلعت ونزلت .. وطلعت ونزلت .. والخوف يوم تطلع طلوع جماعي وما ترجع .. ويقوم العالم يقيم سرداق عزاء كبير على الشعب المسكين الذي تعرض للإبادة بواسطة داء المغصة الجماعية ..

كل يوم بسال نفسي .. السودان دة مشكلته شنو ؟! .. والعولاق الحاصل فيه دة حينتهي متين ؟! .. والسجم الجاثمين على صدورنا ديل حدهم لمتين ؟! .. والحاصل لينا دة هل هو نتيجة غضب الهي ولا نتيجة سؤ تصرف إنساني ؟! .. لو غضب الهي .. يبقى ما بنملك غير الدعاء ( اللهم ارفع غضبك وسخطك عنا ) .. ( اللهم لا تحاسبنا بما فعل السفهاء منا ) .. بس برجع أقول ربنا سبحانه وتعالى صفته العدل .. وما ممكن يظلم شعل كامل بعمايل بعض السفهاء .. يبقى المشكلة كلها بسبب سؤ تصرف الساسة السودانيين من بداية الاستقلال ولغاية الآن .. دخلونا في حتة ضيقة لدرجة بعض الناس بدت تتساءل شنو الأفضل لينا كشعب ؟! .. إننا نحكم روحنا بروحنا ولا بواسطة مستعمر أجنبي ؟! .. والمذهل في الموضوع انه نسبة كبيرة اختارت المستعمر الأجنبي !! .. انا زاتي كتير بتساءل لو كانوا الانجليز لسة حاكمين السودان يا ربي وضعنا كان حيكون كيف ؟! .. شوارعنا وبيوتنا .. مدننا وقرانا .. مواصلاتنا ومجارينا .. كهربتنا ومويتنا .. صحتنا وتعليمنا .. انسانا وطريقة تفكيره وتصرفاته .. لو الانجليز لسة في السودان أو على الأقل ما كانوا طلعوا منها بدري وحكمونا لفترة أطول موش كان حالنا حيكون مختلف ؟! ..

تفكير غريب جداً .. لكن سؤ المآل ومشقة الحال خلتنا نلجأ ليه .. الفقر والجوع والحرب والموت المدور فينا ليه سنين ودنين خلانا نتطرف في أفكارنا بشكل مغاير لطبيعة الإنسان البرفض الاحتلال وبتوق للحرية .. اها اتحررنا .. وحكمونا ناسنا المننا وفينا .. لون جلدهم ما ابيض ناصع .. ولون عيونهم ما ازرق ولا اخضر ولا رمادي .. ياهم زيهم زينا بياكلو الكسرة والملاح والقراصة والعصيدة والويكة .. بشربوا الحلومر والبقنية والمريسة والعرقي .. بلبسوا العراريق والجلاليب والسراويل .. قروا في الابتدائي مقرر زيدان الكسلان ومريم الشجاعة وبائع السمن .. طيب مالهم الناس ديل ؟! .. ليه بقوا كعبين كدة ؟! .. ليه كرهّونا في البلد ؟! .. ليه كرهّونا في الدين ؟! .. ليه عاوزين يقسموا البلد ؟! .. ليه في عهدهم زاد الفقير فقراً والغني غنىً ؟! .. ليه مرمطونا وشردونا ونشرونا في المنافي ودول المهجر القريبة والبعيدة ؟! .. ليه غيروا حال السودان وإنسان السودان ؟! ..

الغريبة وبعد دة كلو يجينا حسين خوجلي يقول :
" إن الإسلاميين الذين أعرفهم وعاصرتهم وعملت معهم لم يحكموا السودان بعد!"
يعني يا استأذنا الفات دة كلو كان المناظر ولسة الفلم ما ابتدأ ؟! .. كان كدي وحات الله الفلم دة ما لازمنا دخوله حتى لو بدلوا البشير بتوم كروز .. وبدلو وداد وفاطمة بانجلينا جولي وجوليا روبرتس ..دة فلم رعب عديل وعمل لينا خمة نفس وقرب يجننا .. ولو دخلناهو حنقول عليه العوض ومنه العوض في شعب السودان .. ونبدا من هسة نحجز ليهم كل الصواني الفي العالم عشان تكفيهم يمارسو جنونهم فيها ...

يا استأذنا المناظر طممت بطنا بالدموم الكتيرة الاريقت بلا وجه حق في الجنوب الطار من خريطتنا بكل سهولة .. وطممت بطنا بمشاهد العنف المتوحش في دارفور .. الموت بالجملة .. والنزوح بالجملة .. ودخول القوات الاممية بالجملة .. وهسة داخلانا خلعة العدو من الحاصل في كردفان الكانت مدينة غرا وخيرا جوة وبرة .. تخيل يا أستاذنا انا هسة قربت اصدق نظرية المؤامرة على السودان وانه مخطط تقسيمه دة مرسوم من زمان .. وانه الماسونية العالمية ليها دور كبير في البحصل جوة بلدنا دة .. وانه الاسلاميين الهسة حاكمين وانت بتنكر انهم ناسك وبتقول ما بتعرفهم .. هم الأداة المنفذة للمؤامرة دي !! .. والا اديني تفسير واحد مقنع للبحصل دة .. قول لي سبب منطقي .. ناقشني بالحجة .. ولا اقول ليك .. احلف لي ودة حيكون اضعف الايمان .. انه الناس ديل ما قاصدين يعملوا كدة فينا .. وانه الحاصل دة مجرد مصادفات غريبة اجتمعت في بلد واحد وقادته للنتيجة دي ..

غايتو يا حسين خوجلي بالغت .. ياخي ديل بحاكموا الناس على الكلمة !! .. تفتكر في سؤ اكتر من كدة ؟! .. يعني انت صحفي وبتكتب من زمان بغض النظر عن اتجاه كتابتك وميولا .. لكن في ذمتك .. حصل في أي بلد في الدنيا شفت ليك جهاز امن وقف خصم قدام صحفي لأنه كتب كلام ضده ؟! .. ولا يمكن تكون من أنصار كلام الأخ محمد عثمان إبراهيم ( الكاتب الغير محترف ) بأنه ( التقاضي أمام الأجهزة العدلية سلوك متحضر وراقٍ ) ؟! .. ودي مغالطة غريبة لانه التحضر والرقي مقترنين بحرية التعبير .. وكان المفروض حسب الوصف دة انهم يخلوا الناس تكتب .. ياخي الكتابة دي غير إنها تنوير ومحاولة تصويب .. برضها تنفيس عن الغليان الحاصل جوة الناس اللسة نضيفة .. ولسة بتقدر تقول ( انظروا ملكنا العريان ) .. ما قلنا ليكم من البداية إحنا شعب ممغوص ومغبون ومضغوط .. يعني الكتابة دي بالنسبة للناس البكتبا .. والناس البتقراها .. .. عاملة زي الخرمة البتكون في غطا حلة البريستو .. ناسك ديل كانوا يتعلموا من الزول الصنع حلة البريستو كيفية اسلوب التنفيس عن الضغط كيلا يحصل الانفجار ..

غايتو حسب ظني الخالي من بعض الإثم انه مسرحية المحاكمة دي ماشة بنظرية اضرب المربوط يخاف السايب .. أو ( الجافلات خلهن .. اقرع الواقفات ) .. بمعنى انها تحذير واضح لأي زول/ة قاعد جوة السودان وتسول له نفسه الكتابة عن مساوئ الحكومة الرشيدة أو نتائج حكمها لشعب السودان ..
الكل عارف انه مهمة الصحفي هي كشف الحقائق المستورة والمحجوبة عن الأخطاء .. والعيوب التي يراها في أي مجال بنية التصحيح والتصويب .. كمثال ..هسة لو ما كان الأستاذ علاء الدين دفع الله الدفينة والد الطفلة تاليا الماتت بسبب عطب جهاز الأوكسجين ( رحمها الله ومنح والديها الصبر والسلوان ) صحفي وعارف واجباته تجاه القضايا المهمة كنا نحنا كقراء عاديين من أفراد الشعب التعبان دة عرفنا انه في فساد مالي وإداري حاصل في مستشفى رفاعة ؟! كنا عرفنا انه في ستة أطفال زيها ماتوا عشان قطعة غيار مطلوبة للجهاز تمنا 250 جنيه سوداني .. يعني 75 دولار ؟! .. عليكم الله دي موش مبالغة ؟! أطفال بتموت عشان 75 دولار ؟! .. ومليارات بتصرف على قصور وعربات وبدلات ( ودي ممكن تتقري حسب الهوى .. يعني بدلات - فل سوت .. جكت وبنطلون وكرافتة وقميص وكدة يعني - وبدلات عن اللبس وغلاء المعيشة والمواصلات للوزراء وأتباعهم وأشياعهم ومريديهم ) .. بتصرف على الأسلحة ومؤن الحرب وعتاده .. واريتا كان حرب على عدو غاشم استهدف البلد .. المشكلة انها حرب بتستهدف جزء من ناس البلد زاتم .. حرب كان ممكن تفاديها بوسائل شتى .. لكن يبدو انه العصبة أولي القوة مصرين على استعراض العضلات وإبادة العباد وتقسيم الأرض وتكريس الشتات ..

لو جينا لموضوع الحروب الحاصلة في السودان بنحس انه في تضليل متعمد .. وتعمية عن سبق إصرار وترصد لما يدور حالياً في كردفان ودارفور وابيي .. مافي شفافية عن الوضع ولا تمليك حقايق .. يعني لمن تشوف تلفزيون السودان وتقرا ( بعض ) جرايده .. اصلا ما بتتخيل انه في رحى حرب دايرة في بعض اجزاء البلاد .. تفتح القنوات يجنك بنات حلوات ملونات ولابسات البيور سلك والهامر والشيفون .. بتكلمن بايديهن اكتر مما بتكلمن بلسانن .. بتونسن مع الضيوف ببساط احمدي وبقاطعوهم كمان .. وهاك يا ضحك بسبب وبدون سبب .. وبرامج غنا وتنظير وكورة واعراس .. كانه المحارق القايمة دي برة السودان .. كانه مافي ناس بتموت .. وقرى بتتحرق وتنهب .. ونساء بتغتصب .. اعلامنا المرئي خلانا متخبطين بين حقيقة غايبة ومغيبة .. واشاعات مخيفة عن نية الحكومة استخدام اسلحة كيماوية وبيولوجية وارد ايران على سكان جبال النوبة .. هسة لو الحكومة بتسمح للصحفيين بالتواجد جوة المعمعة وتصوير الحاصل بحذافيره وعكسه لافراد الشعب المغيب دة موش يكون احسن ؟! ..

لو سالتوني انا الليلة مالي بنقنق قدر دة والدنيا خميس وآخر اسبوع .. حقول ليكم انا زيي وزي ناس السودان ممغوسة وكاتمة .. اها التّور وجعي هو خبر محاكمة الاستاذ سعد الدين ابراهيم كاتب اغنيتي المفضلة ( العزيزة ) قامت كل المغسه الجواي انفجرت مرة واحدة .. قبيل شنو قلنا ؟! .. التنفيس ضروري .. واسألوا صانعي غطا حلة البريستو ..


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

في ذكرى ميلاد من شكّل وجداني ذات مراهقــة ..

اليوم 21 يونيو 2011م هو ذكرى ميلاد الفنان عبد الحليم حافظ الذي ولد في هذا التاريخ عام 1929م .. وعاش حياة مرت بتحولات دراماتيكية من حضيض الفقر واليتم إلى قمة المجد والشهرة والثراء .. فبعد ولادته بأسبوع توفيت أمه .. وبعدها بعام لحقها الأب ليقضي الطفل المسكين جزء من طفولته في ميتم قبل أن يتولى خاله رعايته .. نشا في القرية وتعلم في كتّابها ولعب في ترعتها التي التقط منها داء البلهارسيا .. ظهر ولعه بالموسيقى والغناء مبكراً فأصبح رئيسا لفرقة الأناشيد في مدرسته .. التحق بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين وبعد التخرج عمل مدرساً لفترة قصيرة ثم قدم استقالته من التدريس والتحق بفرقه الإذاعة الموسيقية ..

تمّ اكتشاف موهبته الغنائية على يد الإذاعي المشهور آنذاك حافظ عبد الوهاب الذي منحه اسمه ليتحول عبد الحليم علي شبانه إلى عبد الحليم حافظ .. الذي لُقب بالعندليب الأسمر .. ذاك الفتى النحيل ذو العينين الحزينتين والصوت المصبوغ بالشجن .. معبود الفتيات وحلمهن .. الإنسان الذي حمل بداخله طفلاً يتيماً طيلة مشواره القصير نسبياً والذي انتهى قبل أن يبلغ عقده الخامس بعامين .. الإنسان الذي كان يقاوم الألم بالغناء .. فكان يغني للحب والفرح والأمل وهو يعاني من تليف الكبد نتيجة لإصابته المبكرة بالبلهارسيا .. كان يسعد جمهوره بصوته وأدائه بين عملية جراحية وأخرى يخضع لها .. وكان يغني لهم ( أي دمعة حزن لا ) وهو مبتلى بوجع مستمر وقاتم ..

أطربنا بأغاني من شاكلة ( زي الهوى ) و( فاتت جنبنا ) و ( سوّاح ) و ( على قد الشوق اللي في عيونك يا جميل سلّم ) .. وتمايلت أعطافنا مع ( اسمر يا اسمراني ) و ( فرحتنا يا هنانا ) ثم أنصتنا برهبة لقصيدة نزار قباني ( قارئة الفنجان ) ونحن نتخيل السماء الممطرة والطريق المسدود أمام العاشق الولهان .. وأحسسنا بأننا نغرق .. نغرق .. نغرق ونحن نستمع إلى ( رسالة من تحت الماء ) ... وشعرنا بالحزن مع ( موعود معايا بالعذاب يا قلبي ) و ( أهواك ) .. و ( توبة ) ..

لم يتزوج أبداً .. برغم تفاقم الإشاعات عن علاقات متعددة مع كثيرات من داخل وخارج الوسط الفني .. وكانت أقواها إشاعة ارتباطه بامرأة غامضة لم يرها أو يعرف بوجودها إلا اقرب الأقربين إليه في علاقة استمرت خمس سنوات وانتهت بوفاة الحبيبة الغامضة والتي قادت عبد الحليم إلى حزن مضاعف لم يفارقه حتى لحق بها بعد معاناة طويلة مع مرضه انتهت بوفاته في 30 مارس 1977م .. رحل ( عب حليم ) كما إعتاد أن يناديه محبوه .. تاركاً لنا ( 230 ) أغنية تقريباً .. و ( 16 ) فلم سينمائي .. ومسلسل إذاعي واحد .. وقصة كفاح مؤثرة ..

احتفي بحليم في ذكرى ميلاده .. فالاحتفاء بذكرى ميلاد من رحلوا عنا يمنحنا العزاء بما أن ذكرى رحيلهم تورثنا الحزن على فقدانهم ..
اسأل الله له الرحمة والمغفرة بقدر ما أمتعني .. وبقدر ما لون أيامي بأغانيه .. وبقدر ما طرز أحلامي بحزن عينيه .. وبقدر ما شكّل وجداني المراهق آنذاك ..


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
النذير حجازي
مشاركات: 535
اشترك في: الجمعة يناير 11, 2008 7:27 pm

مشاركة بواسطة النذير حجازي »

الأستاذة سناء جعفر، شكراً جزيلاً على إمتاعنا ببوستك هذا، ودي أول مرة لي أدخل بوستك دا، وشكلي كدا ح أدمنو، بصراحة بوست متعة ويفوق الوصف، مداخلتي دي لإلقاء التحية وحجز طوبة في هذا البوست، وتسجيل متابعة.

تحياتي
give me liberty or give me death
أضف رد جديد