مرت 30 يوما على إفتتاح مركز الفاتح النور الثقافى

Forum Démocratique
- Democratic Forum
صورة العضو الرمزية
محسن الفكي
مشاركات: 1062
اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 12:54 am
مكان: ميدان الخرطوم

مملكة المسبعات

مشاركة بواسطة محسن الفكي »

تمهيد
لم تحظ كردفان مثل سنّار،أو دارفور بإنشاء دولة مستقلة أو تطويرها، بل ظلت منذ أخريات القرن الـ18 تسعي تحت زعامة المسبعات لتحقيق تلك الغاية.ومع أنها قاربت ذلك الهدف في عهد السّلطان هاشم المسبعاوي فإن مطامع الفونج والفور التقليدية في ذلك الإقليم لم تترك للمسبعات فرصة للفكاك من اسرهما.
وسنحاول أن نستعرض في هذا الباب المعالم الرئيسية لتاريخ كردفان في إطار محاولة المسبعات لخلق دولة مستقلة من جهة ومساعي الفونج والفور من جهة أخري،ومما يؤسف له ان معلوماتنا عن تاريخ كردفان قليلة جداً،ونجد هذه القليل ضمن ما كتب عن مملكتي الفونج والفور وما جمعه ماكمايكل من روايات محلية. وربما كانت الصفحات التى خلفها دي كالفان ،ودي بروفري، عن تاريخ كردفان نقلا عن كوينق،والتى إعتمد فيها على مخطوطات وطنية،أو روايات شفاهية محلية خير ما سُجّل عن ذلك الإقليم..
طبيعة التسمية كردفان/كردفال
تشير كردفان أو كردفال، في الأصل إلي الإقليم الواقع حول جبل كردفال (جنوب شرق الأُبيَّض) والواقع في شمال جبال النوبا،خاصة منطقة تقلي ويُحد شمالاً بجبلي كاجا وأبوحديد،ولا يتعدي بأي حال من الأحوال خط عرض 14,30 شمالاً بجبلي كاجا وأبوحديد، وبعبارة أخري ستتخصص الدراسة على الجزء الشمالي الأوسط من كردفان الحالية.
أما الجزء الجنوبي والذي تقطنه قبائل النوبا وبعض العرب كالأحامدة والحوازمة والكواهلة،بينما يسكن الجزء الأوسط قبائل كالغديات والبديرية والجوامعة. والشويحات والتُّمام والجِمع.،وهي جميعا وإن كانت تدعي النّسب العربي،وتتمثل الثّقافة العربية تمثلا كاملا ،فإن الأصول العربية التى ترجع إليها قد ذابت في الشعوب الوطنية التى أوتها،وصارت هذه القبائل تمثل مرحلة وسطي بين سكان الجنوب من النوبا أشباه الزنوج،وسكان الشمال من العرب الرّحل ممن يعتمدون على تربية الإبل والذين لم يختلطوا بالوطنيين كثيراً،كالكبابيش وبني جرار ودار حامد والمعاليا والمجانين.
في القرنين الـ15 والـ16 بدأ توافد المجموعات العربية التى وفدت من الشمال الشرقي،قد إستقرت في السهول بعد أن اضطرت كثيرا من السُّكان الأصليين للإحتماء بجبال النوبا،وقد إستقرّت في السهول الوسطي حول جبل كردفان،وفي الرّهد والبركة في بادئ الأمر..
الغديات
استقروا في بادئ الأمر حول جبل كرباج وملبس - حرف الكاف من الأحرف المهمة في لغات نوبا الجبال -ونجحوا بعد ان طردوا النوبا في بسط نفوذهم على البديرية،والجوامعة.

عندما غزو السلطان بادي أبودقن مملكة تقلي كان همه الرئيس إسترقاق النوبا،فترك المنطقة شمالى جبل تقلي تحت إشراف زعيم الغديات،بعد أن عينه مندوبا عنه وخلع عليه لقب مانجل وفرض عليه ضريبة سنوية،ومن ثم ظلت كردفان إسميا تحت سيطرة الفونج.
يكتب De Cadalvene et de Breuvery ان كردفان منذ القدم كانت تقع تحت سيطرة الداجو وأنّ التُّنجر كانوا آخر حكام وثنيين لكردفان ، وان ذكراهم ظلت عالقة في الأذهان.
في سنة 1446م نجح أحمد المعقور العباسي في بسط نفوذه على كل من دارفور وكردفان، ويذكر المؤلفان ،ان حكام دارفور فقدوا السيطرة على كردفان منذ امد بعيد ،وأنها صارت جزءا من الإسلام منذ امد بعيد، قبل غزوها من قبل السلطان أحمد المعقور، بل إنها كانت جزءاً من مملكة العبد اللاّب. وذلك بتعيين أمراء تابعين لهم من ممثلين للقبائل العربية.
وفي احدى الفترات غزا الفونج كردفان عقب الصراع بين العربان سكان السهول مع النوبا سكان الجبال.
عند وفاة عمارة دنقس ،فكر الفور في غزو كردفان، حيث قام السلطان إبراهيم دليل بمعاونة عرب الغديات والتُّمام وإحتل الأُبيِّض عاصمة الإقليم دون مقاومة تُذكر.لكن نصره لم يدم طويلا،إذ سرعان ما دب الخلاف بين الغديات والتُّمام الذين ساعدوا الفور على غزو بلادهم في محالوة كل منهما إحتلال مكان الصدارة في تلك المنطقة، وإنتهز بادي وهو الذي يصفه دي كالفان ودي بروفري بسلطان سنّار، الفرصة وكسب الغديات الى جانبه بعد أن أقنعهم بعدالة حقوق الفونج في كردفان.
سنة 1559م تمكن الغيدات بمساعدة الفونج من ان يصيروا سادة على كردفان. وخلع بادي علي زعيمهم الليسي(الليثي) الذي إتّخذ من كازقيل مقرا له، ولقبّه بشيخ الجبال وأعطاه سلطات واسعه..يثير إسم بادي والتاريخ الذي ذكره دي كالفان ودي بروفري بعض اللبس إذ أن السلطان بادي الذي إقترن اسمه بغزو كردفان ، هو بادي أبودقن وقد حكم بين 1644-1680، اذن عهده يُعتبر متأخرا بالنسبة للاحداث التى نحن بصددها (1559)! ، اذن هذا التاريخ يجعل المؤرخين المحدثين ان يحاولوا الربط بين إمتداد نفوذ الفونج لكردفان بعهد السلطان عبد القادر الذي حكم بين 1551-1558م ومهما يكن من أمر فإن بعض تواريخ دي كادلفان ودي بروفري تعوزها الدقة وتعطي المرء إحساسا بأنها جاءت متقدمة بنحو قرن"يوسف فضل حسن".
وبسبب الانقسام الشديد حول العرش بين الكنجارة والمسبعات(كما يسميها دي كالفان ودي بروفري) من التدخل المباشر في كردفان ، بعد حرب دامية إمتدت نحو 10 سنين، إنتصر فيها إدريس جعل بن صابون على المسبعات في نحو (سنة 1578) ولما فقد المسبعات الأمل في السيطرة على عرش الفور خرجوا الى اقليم كردفان وسيأتي تفصيل ذلك في موضعه،وبدخول المسبعات كردفان صار ذلك الإقليم مسرحا لإصطراع قوي ثلاث هي الفور والفونج والمسبعات.
سبب تسمية المسبعات
يجمع الرواة ان المسبعات وسلاطين الفور ينحدرون من أصل واحد إلا أنهم يختلفون في تفاصيل ذلك او تضرب آراؤهم في تفسير معنى المسبعات، فيروي التونسي أن السلطان سليمان سولونق ، أول سلاطين الفور كان له أخ يُدعي المُسبع،وإتفقا على أن يحكم الأوّل دارفور و أن يحكم الثاني كردفان، وظل الحال هكذا حتي عهد السّلطانين هاشم المسبَّعاوي ومحمّد تيراب.
يقول دي كالفان ودي بروفري،ان السّلطان إبراهيم دليل إبن السّلطان أحمد المعقور خلف إبنين هما بحر زعيم المسبَّعات وصابون رئيس الكنجارة وملكهم. ويتردد إسم إبراهيم الدليل أو"دالي" في الرّوايات التي ذكرها ماكمايكل و ناختيقال، ويقول الأوّل مثلا..بوفاة إبراهيم الدليل ،تعرضت البلاد لحرب أهلية طويلة وذلك من جرّاء الخلاف الذي نشب بين حفيدته تنسام جد المسبَّعات ( يعرف بالتمساح،بحسب شجرة نسبهم) وكورو جد الفور.

ومن اسباب النزاع بين الفور والمسبَّعات ، المنافسة الشديدة القائمة بين إبني السّلطان صابون و (حفيدي دالي) وهما محمد تمساح(تنسام) وأحمد كورو،والتى اضطرت الأول ليهاجر في جماعة من أتباعه الكُنجارة والعرب إلى كردفان،ومن ثم عُرفوا بـ"المصبحات" ،لإتّجاههم في هجرتهم نحو الشرق. وهذا تفسير شعبي ليس له من الحقيقة سند ، كما أن قلب الصاد سينا شئ مألوف في العربية السودانية ،إلاّ ان تغيير الحاء إلي عين ربما كان نادر الحدوث. وعليه كان المُسبَّع هذا ،ايّا كان معنى إسمه هو البطل الشعبي الذي إقترن اسمه بالثورة على أبناء عمومته من الفور.
ويستنتج من هذه الروايات أن المسبَّعات كانت لهم صلة قربي بالكيرا الذين وضعوا أساسا دولة الفور،وفي عهد بناء تلك الدولة وتطورها الذي إقترن بالسلطانين دالي وسليمان سولونق، اضطر بعض الأمراء من أسرة الكيرا ممن كانوا يطمحون في إعتلاء عرش الفور بعد أن فشلوا في الحروب الأهلية التي لمحت الرواية الوطنية لها،ان يُهاجروا إلي المنطقة الواقعة -شرق جبل مرة- أي كردفان. وهناك إلتفّ المُسبَّعات حول زعمائهم محاولين بِناء قوتهم لتحقيق اهدافهم ،وتُمثّل تلك الهِجرة مجموعة من الامراء من أتباعهم ولكن أعدادهم كبرت بإنضمام بعض المؤيدين ،ومن قهروهم أو حالفوهم كالبديرية إلي صفوفهم . ومن حسن حظ المُسبَّعات ان الصراع بين الفور والفونج للسيطرة على كردفان لم يكن قويا وحاسماً وبالتالي فقد كان هناك مجال لتوسعهم. بل أن الفونج أو حلفاؤهم من الغديات لم يكن لهم نفوذ كبير غرب الأُبيِّض وكازقيل،كما أن الفور ركزوا جهودهم الأولي من نشاة مملكتهم في الأقليم الغربية ولم يكن لهم نفوذ واضح شرق جبل مرّة إلاّ في عهد السّلطان عمر بن محمد دورة أو محمّد تيراب على وجه التّحقيق .
ومن ثم فإن تلك المنطقة الممتدة بين كازقيل وجبل مرة كانت خالية من أي كيان سياسي فعّال،فملأ المُسبَّعات هذا الفراغ وأخذوا يُخطّطون لتنفيذ مآربهم ، ويمكن تلخيصها في مأربين:
إسترداد حقّهم في عرش دارفور.
إقامة مملكة على حدود دارفور الشّرقية وفي كردفان لتساعدهم في تحقيق الهدف الأول.

يتبدّد الغموض الذي إكتنف تاريخ المُسبَّعات قليلا، عند محاولة الأمير جنقل المُسبّعاوي إقالة السّلطان موسى بن سليمان سولونق( 1660-1680م) إلا انه هُزم في معركتين
معركة تنـه
معركة كونق
و كلتاهما تقعان غرب جبل مرة ، هزيمة نكراء أدّت الى طرده من دارفور كما اشرنا من قبل.
بمساعدة عرب البديرية الذين كانوا يقطنون حول جبل السّروج ،خرج جنقل وقاد جيشاً نحو الأُبيِّض ،ولكنه هُزم ولاقى حتقه على يد دكين الفونجاوي، الذي خلف الليسي على زعامة الغديات.
ويكتب ود ضيف الله (طبعاُ بطريقته المعروفة في سرد تاريخ الأولياء) قائلا
ان جنقل قدم من الكاب ( ربما هي الكابة الحالية) جنوب الابيض،في 1000 جواد لقتال دكين الفونجاوي، لكن الفقيه محمد جودة الله ، -ولعله كان يسكن في دار الريح- نهاه عن قِتالهم بقوله
" لا تقاتل الفونج في ديارهم أن قاتلتهم ،الله والرسول معهم ،وانا معهم" فإغتاظ "جنقل" وقتل الفقيه وتلاميذه وأهل قريته وسبي اموالهم و"ببركة الفقيه جودة" قتل جنقل نفسه، وخلف جنقل حوالى 50 ولداً يهمنا منهم إثنان هما:
خميس
عيساوي
وهما اللذان ظلا يكافحان لتحقيق مأرب الأسرة .
أمّن مقتل جنقل مصالح الفونج في كردفان التي ظلت تابعة لهم لفترة طويلة دون تدخل خارجي.
حوالى العام 1700م غزاها السّلطان موسى بن سليمان بن سولونق على إثر طرده من عرش آبائه ،وبعد 5 سنوات إسترد السلطان موسى عرش دارفور مرة اخري .
لكن ما ان بعد موسى عن كردفان ،وإلا إسترد كردفان ،مرة أخرى الفونج بمساعدة الغديات .
لكن لا احد يدري ماذا حدث للمُسبَّعات في تلك الفترة،غير انه من الراجح ان بعض أفراد تلك الأُسرة إضطروا - على إثر هزيمة ما- للإلتجاء لِسِنَّار في عهد السُّلطان بادي أبوشلوخ ( 1734-1762م) وممن هربوا الأمير خميس بن جنقل الذي ورد ذكره كشاهد،في كثير من وثائق تمليك الأرض عند الفونج. ويعرف بسلطان فور المُسبَّعات . واللَّقب الأخير يدل على أنه ربما نودي به سُلطاناً على المُسبَّعات قبل هزيمته وهروبه إلى سِنّار،وقد أبلي الأمير خميس بلاءاً حسناً هو وفرسانه في حرب الفُونج مع الحبشة وقتل ملكهم إياسو الثاني في معركة عجيب على نهر الدِّندر سنة 1744م ، ومهما يكن من أمر خميس بن جنقل ومناداته بالسلطان،فإن قِلّة الأخبار التى تؤرّخ للمُسبّعات ربما تفرض علينا أن نقبل ما روي من ان اخاه عيساوي قد نُودي به سُلطانا بعد وفاة والده، ولا شك أن إهتمام عيساوي بقضية آبائه ونشاطه الدّفّاق لتحقيقها يؤهلانه لزعامة المُسبّعات.
وقد سعى السّلطان عيساوي للسيطرة على أواسط كردفان ،ربما بمساعدى بعض أبناء السّلطان أحمد بكر الذين كانوا على خلاف مع السّلطان الحاكم.ويبدو ان ذلك الغزو قد أدّي إلى إرسال جيش فنجاوي كبير إشترك فيه الوزير محمد ولد تومة وبعض قواده ومحمد أبولكيلك الذي كان ضابطاً صغيراً كما أسهم فيه العبدلاّب بقيادة المانْجِل الشيخ عبد الله رأس تيره وأخيه الأرباب شمام ود عجيب. وتعكس أخبار غزوة أواسط كردفان في سِنّار وقرَّي أن الجيش كان مكونا من الفور والمُسبَّعات . فيروي كاتب الشونة أن السّلطان بادي أرسل"حربة" لقتال المُسبَّعات، بينما توضح رواية العبداللاَّب ذلك أكثر فتقول إن خروجهم كان بإيعاز من السّلطان بادي الذي قال في خطاب للشيخ عجيب " "إنّ حدود سلطنتي من غرب دخل بها قايد فور بجيشه وعلى ذلك أسرع بالتوجه لداركردفان وخروج المذكور منها طوعا أو كرهاً .
إلتقي الجيشان في معركتين في كردفان الأولي في قِحيف Gihayf بالقرب من التيارة في شمال شرق كردفان،وقد وقعت في سنة 1747م -1748م أو 1751م في رواية أخرى. ويتفق كل من دي كادلفان ودي بروفري ومخطوطة العبداللاّب في أن جيش الفور والمسبّعات قد تقهقر في أول الأمر ولكنه سُرعان ما إستجمع شتات قواه وهزم الفونج، ثم إلتقى الجّيشان مرة أخرى في شمقتا في المنطقة الغربية من كردفان حيث دُحر الفُونج مرة أخرى. ويبدو أن محمد أبولكيلك تمكن في تلك الحرب من إنقاذ جيش الفونج من هزيمة نكراء، وقد بالغ كاتب الشونة ،أو إختلط عليه الأمر، عندما زعم بان محمد ابولكيلك قد إنتصر على المُسبَّعات في تلك الحرب،ولعله قصد ان يشير إلى الحرب التي خاضها محمد أبولكيلك في سنة 1755م ضد علي الكرار الغاداوي( الغدياتي) عندما إتّصل سِرّا بمصطفي المُسبَّعاوي.
وما أن غادرت فلول الجيش الفونجاوي كُردفان يصحبها إثنان من أبناء زعيم الغديات الثلاثة وهما علي الكرّار والنور شمّة، حيث إنفرد عيساوي بالسّلطة في ذلك الإقليم وإتّخذ من أوريل Ourel مقراً له حيث يعاونه الأمير سليمان بن أحمد بكر، وشجّع الأمير عيساوي الأمير سليمان للتخلص من السُّلطان عمر حتى يضمن لنفسه السّيطرة التّامة على كردفان. ولكن محاولات عيساوي التدخل في شؤون دارفور باءت بالفشل الذريع بهزيمة الأمير سليمان ومقتله في سنة 1751م .
وردودت أحلام النّجاح عيساوي مرة اخري عندما علم بمقتل السّلطان عمر محمد دورة في حربه ضد سلطنة ودّاي،وظنّ أن الفوضى التي أعقبت مقتله وإشتداد الصّراع بين أبناء السّلطان أحمد بكر هيأت له فرصة جديدة للتدخل.
لكن فرحته لم تتم إذ أن السّلطان الجّديد نأبا القاسم احمد بكر لما علم بتحركاته خرج لملاقاته وهزمه فإحتمى عيساوي بسلطان دار بيقو الذي أمدّه ببعض الإبل لِيُساعده على الهُروب إلى كردفان.وفي طريقه،وربما بالقرب من جِبال كاجا وكاتول الوقعه في الشمال الغربي من بارا، قتل السّلطان عيساوي غدراً بإيعاز من عمه مصطفى الذي كان قد أنابه عنه في حكم كردفان، لم يتمتّع مصطفى بثمار جريمته النّكراء طويلاً.ففي سنة 1755م أرسل الكرار الغاداوي مع مصطفي المُسبَّعاوي ضد مصالح الفور في كردفان ولِيتحرّر في ترحيبهم بالجّيش الفُنجاوي الذي دخل الأبيض دون معارضة تُذكر، ولما تخلي أعوان مصطفى عنه هرب إلى سودري.
الشيخ اشقم ممدوك
وجاء في رواية لمحمد عبد الرّحيم ان الشيخ أشقم ممدوك،وهو من حمر العساكرة سُكّان شنقا،تولى رئاسة المُسبّعات،وبعث سِرّاً إلى هاشم وهو واحد من ابناء السُّلطان العديدين والذي كان يتلقي العِلم سِرّاً في دارفور لكي يعود فلما وصل هاشم نودي به سُلطانا.
ومنذ البداية ترسم هاشم سياسة آبائه التقليدية .وهي محاولة إنشاء مملكة المُسبَّعات في كردفان اولاً :: والسيطرة على دارفور ثانياً. وإبتدأ بتأمين نفسه في منطقة إستراتيجية آمنة وهي منطقة"جبل بشارة طيب" المعروف بكاب بلول .
وبلول هو زعيم البِديرية الذي غدر به السُّلطان هاشم هو واهله وطردهم عن ذلك الموقع، ثم ضمّ إليه منطقة سودري وجِبال كاجا وكاتو،وحفر الآبار. ومن ذلك الموقع إتّجه نحو الأُبيِّض لِيتخلّص من نِفُوذ الغِديات وسادتهم الفونج،وتقول بعض الروايات أن الغديات اخذوت يتحرشون بِقيادة زعيمهم عبد الله جدي بلولة بالمُسبَّعات،ولكنهم هُزموا في موقعة كب، ثم سار هاشم المسبَّعاوي في جيش كبير مكون من قبائل كاجا وكاتول والشّويحات والجوامعة (وربما) المسيرية والحوازمة ،وهزم الغديات وقتل زعيمهم عبد الله جدي بن بلولة في منطقة ملبس الواقعة جنوب الأبيض.ويبدو ان الفونج لم يحركوا ساكنا في ذلك ولكن خروج الشيخ رجب بن محمد في سنة 1780م لكردفان قد يُفسّر بأنه محاولة جادة للتّخلص من المُسبّعات.ولكن السّلطان هاشم تجنب مقابلة الشيخ رجب وتقهقر إلى أبي صلعة في المنطقة الشمالية الغربية من كردفان، وإستاء المسبعات من سلوك زعيمهم المشين وقرر أخوه عبد الله دسكو إظهاراً لشجاعته وجدارته لقيادة المسبعات ،ان يُقابل الشيخ رجب الذي كان يتعقبهم، فلما هزم لحق باخيه هاشم في جبل كاجا. وظل رجب يُسيطر على الجّزء الشرقي من كردفان حتى سنة 1786م عندما قرر العودة الى سنار لِمُواجهة بعض الأحداث السياسية الهامة فيها. ومن ثم لم يعد في مقدرو الفُونج ان يتدخلوا تدخلا سافرا في مجريات الأحوال في كردفان، وخرج هاشم المسبَّعاوي من عزلته في منطقتي كاجا وكاتول وإحتل الأبيض مرة ثانية .
قصة الإحتلال الدارفوري لكردفان وحتي وصول الغزاة الأتراك
في خلال الـ15 عاما ما بين 1772-1786م قارب هاشم المُسبَّعاوي النجاح إذ إستطاع أن يُنشئ لنفسه قاعدة حصينة يمكنه التّقهقر إليها بعد حملاته المتكررة ضد النفوذ الفونجاوي في الأبيض ، كما اخذ في تكوين جيش يغزو به بلاد التروج (جبال النوبا) للحصول على الرقيق . كما كان يغير على عرب البادية ربما بقصد السبي منهم،حتى صار ذا مال وفير.
يقول التونسي "وصار عنده من العبيد ما ينوف عن 10000 غير حاملي السّلاح، وإجتمعت عليه أوباش الناس من الشايقية والدناقلة والكبابيش وعرب الرزيقات حتى صار في جند كثيف" .
وإزاء هذه القورة طمعت نفسه في دارفور واخذ يتحرّش بها،من جهة حدودها الشّرقية .ويبدو أن السّلطان هاشم قد بالغ في تقدير إمكاناته المادية والبشرية ،وتجاهل أن سبب نجاحه وقتي ويعتمد الى درجة كبيرة على إنشغال الفونج بمسائل داخلية من جهة وإيثار السلطان محمد تيراب للسلم من جهة أخرى. وكتب السّلطان محمد تيراب الى السّلطان هاشم المُسبَّعاوي يرجوه أن يكفّ إرسال سراياه وأخذ أموال المسلمين، وخاطبه بــ"ـإبن" عمي، ولكن هاشم لم يرعوـ وقرر السلطان محمد تيراب أن يستأصل شأفته ، خاصة بعد أن تعددت دوافعه منها للتخلص من إخوته أبناء السلطان أحمد بكر الذين كانوا ينافسون إبنه إسحق الخليفة في ولاية العهد،وكان يرغب في تأمين حدوده الشرقية وأن يقضى على أى نظام يحاول ان يخرج من نطاق الوضع القبلي التقليدي،وهو ما سعي المُسبَّعات لتحقيقه لأسباب إقتصادية بحتة تضمن له السيطرة على مصدر تجارة الرقيق في بلاد التروج وما جاورها .
وما أن إطمان السلطان تيراب بإنشغال الفونج بمسائل داخلية حتى قرر الخروج بنفسه،ولما علم السّلطان هاشم المُسبَّعاوي بقدوم ذلك الجيش الجّرار، أحس بفداحة خطئه وعدم قدرته على الصمود، امام جحافل الفور،وعساكرهم المدرعينن وتبين له ضعف تحصيناته في كاجا وكاتول، فآثر الإنسحاب.وقيل انه قد مُني بهزيمة على يد الإداري الكفء "أبوشيخ محمّد كُرَّا" الذي كان يقود جيشاً ضغيراً قوامه 200فارس مدججين بدروع وخوذات من الحديد بالقرب من مقره في كاجا وكاتول، وبعد مشقة كبيرة تمكن هاشم من الإنسحاب هو وعائلته في نفر من أتباعه إلى دنقلا .
كان الغزو الفوراوي أكثر من مجرد غارة عابرة أو حملة تأديبية، فقد سعي السلطان تيراب واعوانه أن يوطدوا حكم الفور في كردفان لفترة بلغت 35 عاما، وقد اوكل إرساء حكم الفور إلى ابي الشيخ محمّد كُرَّا ومالك إبراهيم ود رماد وتمت لهما السيطرة على الأبيّض.
ومن مملكة الفونج أخذ السّلطان هاشم يعد الخطط ويحيك المؤامرات بغية إسترداد ما كاد يُصبح نواة لمملكة المُسبَّعات. وحتى يحقق مأربه إتصل بالملك صِبير ملك الشايقية ، الذي أحسن وفادته وزوّجه من بنته . ولكن إقامته لم تطل في "حَنَّك" إذ لجـأ الى ملك السعداب بشندي محاولا أن يوسع من دائرة أصدقائه وأعوانه حتى بلغ بلاط الفونج في سنَّار. وفي نحو عام 1896م رجع الى كردفان مرة أخرى فأمر السّلطان عبد الرحمن الرّشيد حاكم بارا، المقدوم مسلم ليتعقبه ويقبض عليه حتى لو أدّي ذلك غلى اللّحاق به في مصر،ولكن هروب السّلطان هاشم إلى مملكة الفونج جعل المقدوم مسلم ، يُحجم عن تعقبه حفاظا على الود السّائد بين الدولتين، ويكفي القول إن السّلطان هاشم ظل ينتقل من مكان إلى آخر آملاً في تحقيق بعض أمانيه، حتى لقى حتفه فى زمن لا يُمكن تحديده ، لكن من الرّاجح انه مات في العقد الأول من القرن التّاسع عشر، ويُقال انّ معظم اتباعه من المُسبَّعات ساروا إلى سِنَّار حيث نصحهم ملكها بالإستقار عاى الحُدود الحبشية فإختاروا منطقة القلابات.
بعد قرن من المحاولات المُضنية، التى إستنفذت جهود ودهاء 3 من أشجع الرجال وأقدرهم ، وأضاعت امل 3 اجيال من المُسبَّعات التي آمنت بِشرعية حقها في عرش الفور،وبِصِدق رِسالتها لإرساء قواعد مملكة في أواسط كردفان، إنهار النّفُوذ السياسي الذي حققه جنقل وعيساوي وهاشم المُسبَّعاوي لذويهم ن ويبدو ان طموح المُسبَّعات كان يفتقد أي دعم قبلي أو سند محلي يرتكز على حكم موروث أو تجارة واسعة، بل إعتمدوا على براعتهم القيادية ومقدرتهم السِّياسية. وقد قارب السّلطان هاشم المُسبَّعاوي النَّجاح عندما إتّخذ من منطقة كاجا وكاتول قاعدة له.
ولكن تلك القاعدة الحصينة كانت تفتقد التَّأييد الجماهيري العريض، كما كان ينقصها ولاء زُعماء القبائل وجيش نظامي. فقد كان من الضروري وجود جيش مُدرّب وذي فعالية ليصُد مطامع الفُونج والفور في كُردفان . وقد أثبتت الدّراسات الحديثة ان من أهم العوامل التي ساعدات الفونج والفور والبرنو في السيطرة على مساحات واسعة وعلى قبائل مختلفة في كردفان ،إعتمادهم على جيش من المُدرّعين، وقد تمكّن حاكم بارا المقدوم مسلم من السيطرة على كردفان بقوة من المُدرّعين لا تزيد عن المائتين او الثلثمائة فارسن ومن ثم لم يجرؤ شيوخ القبائل في كردفان على التّصدِي لمثل تلك القوة الفعّالة. وربما لا نعدو من الصّواب إذا قلنا إن فشل المُسبَّعات كانت مُجرّد فكرة أو امل في رؤوس من آمنوا بها ، وقد وئد هذا الأمل قبل أن يحقق تقليد حكم أو هيكل إدراي، أو نظام سياسي أو بلاط ملكي أيّاً كان شكله ومضمونه .
صورة العضو الرمزية
íÇÓíä ÌæÏÉ
مشاركات: 73
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 10:28 pm

مشاركة بواسطة íÇÓíä ÌæÏÉ »

سلام محسن دعني أحيك علي هذا التوثيق الجيد الوافي لمدينة الثقافة المنسية عروس الرمال
وبتوثيقك للتاريخ الثقافي لمدينة الأبيض وللأستاذ الفاتح النور مربي الأجيال . سعدت كثيرا للكوكبة التي تولت أمر هذا المشروع فهم من أكثر أبناء مدينة الأبيض عطاء في كافة المجالات الثقافية والأجتماعية فلهم جزيل الشكر منا علي تحملهم تلك المسؤلية .
كما ارجو منك أن تتناول دور فرقة الشباب الموسيقية التي كانت لها دورها في دفع عجلة الموسيقي والغناء في مدينة الأبيض.
واصل محسن وكل حواسي في أستمتاع تام بهذا التوثيق الجيد .
صورة العضو الرمزية
íÇÓíä ÌæÏÉ
مشاركات: 73
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 10:28 pm

مشاركة بواسطة íÇÓíä ÌæÏÉ »

من الشباب الذين شقوا طريقهم
المذعيين
عبد اللة محمد الحسن-ناجي حسن-الطاهر المرضي حمدتي-ميرفت حسين الصادق-إخلاص النوراني
المسيقيين
وليد الجاك-عادل الجاك-معاز الجاك-خالد الجاك- عمار الشريف-هاشم علي زووم-مصطفي محمد الحسن-عبداللة بدوي-خليفة شرباك -خالد الفحيل
الفنانيين-
نميري حسين-إبراهيم إبنعوف-إبراهيم الأنصاري-شريف خالدالفحيل
صورة العضو الرمزية
محسن الفكي
مشاركات: 1062
اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 12:54 am
مكان: ميدان الخرطوم

دور الإستاذ الفاتح النور في تشكيل الوعي

مشاركة بواسطة محسن الفكي »

سلام وتحية أستاذ الشيخ محمد الشيخ
سأبتدر من حيث إشارتك الى هذه ليست دعوة للإقليمية، والدليل بالإضافة لما تفضلتم به أن مؤسس صحيفة كردفان الراحل المقيم الإستاذ الفاتح النور،جعلها تتجاوز هذا المفهوم. وسأعيد هذا الإقتباس:


مبتكراً نهجاً صحفياً مميزاً يعدّ الأول من نوعه، بإصداره لأعداد تعريفية، خاصة بأقاليم السودان المختلفة، وفي كل عدد خاص بإقليم معين تسعى الصحيفة لربط قاعدة قرائها بمعرفة أخبار الإقليم، وثقافاته، وموروثاته، وتاريخه. مستخدمة لذلك باحثين في جمع المعلومات، وآثر رئيس التحرير القيام بجولة صحفية جاب خلالها الأقاليم لمعرفة الناس، وطبائعهم، وعرض مشاكلهم، ومدى استعدادهم للمعرفة، وقد لاقت الأعداد الخاصة اهتماما متزايداً من المؤسسات التعليمية، والهيئات الرسمية، والمدارس الصحفية التي أشادت به، وأصبحت تلك الأعداد مرجعية للاستعانة بها في الدراسات الجامعية، فعدد كردفان مثلاً تعددت موضوعاته ما بين الاقتصاد في كردفان، والمرأة، والجاليات الأجنبية في الإقليم، ومؤتمر الخريجين، والتقاليد، وصور من حياة الكبابيش، والرياضة، ودور كردفان في الثورة المهدية.
وتوالت الإصدارات فخصص عدداً للجنوب في فبراير 1952م، محدثاً أثراً لم يحدثه أي عدد سبقه لأن أحداث الجنوب كانت في بداياتها، ومعظم المثقفين لا يعرفون عن جنوب السودان الكثير، ليكون العدد مادة لأطروحتين لنيل درجة الماجستير، إحداهما باللغة العربية، والثانية بالإنجليزية.
وقد بعث السيد علي الميرغني والسيد الصديق المهدي بتاريخ 23 مارس 1952م رسالتين للأستاذ الفاتح النور يهنئانه فيها على النجاح الصحفي الممتاز، هذا الى جانب إشادة صحيفة (الطليعة السودانية) ومجلة (السودان الجديد) وجريدة (الصراحة), ورسالة أخرى من الأستاذ حافظ محمود رئيس تحرير جريدة القاهرة، ونائب نقيب الصحفيين المصريين آنذاك يشيد فيها بهذا التوثيق المهم.
ولعل العدد الذي صدر عن (السودان والعالم العربي) كان وثيقة مهمة تدلل على همة الفاتح النور، وبعد نظرته حيث ضمنه الزيارات المطولة التي قام بها الى الدول العربية ليقابل ملوكها ورؤساءها، والشخصيات المؤثرة بها مما جعل العدد توثيقا مهما سجل فيه كلمة الرئيس جمال عبد الناصر التي بعثها للشعب السوداني، وحديث الملك حسين بن طلال عاهل المملكة الأردنية، والرئيس شكري القوتلي رئيس الجمهورية السورية.
وهو الذي جعل الكاتب الكبير محمد زكي عبد القادر محرر جريدة الأهرام القاهرية يطلق على الفاتح النور لقب (رائد الصحافة الإقليمية).
وقد استحق اللقب من خلال ما حققه عبر صحيفته من تبني عدّة قضايا أبرزها مناداته بالحكم الإقليمي بمقال (نحو ولايات سودانيات أربع) الذي نشر في يناير 1956 وقد صدر بالفعل قانون الحكم الإقليمي في عهد الرئيس نميري في عام 1980م.
كما تبنى عبر الصحيفة قضية ظلم مزارعي جبال النوبة منذ العام 1946م الى ان تكون اتحاد مزارعي جبال النوبة في عام 1952م، وقد نشر الفاتح خمسة عشر مقالاً متتابعاً بعنوان (مزارع جبال النوبة المغبون) أذيعت كلها في ركن السودان بالقاهرة مع التعليق عليها من قبل الصحفية المصرية عصمت عبد الجواد المتخصصة في قضايا السودان، ونجحت الصحيفة في تدعيم موقف المزارعين وتكوين اتحادهم. ودعواته لإنشاء متحف شيكان، وفكرة عيد الشجرة، وإنشاء جامعة كردفان, هذا غير مناهضته للاستعمار، ومعظم المشاريع تحولت الى أرض الواقع، وظلت تمشي بين الناس كأعمال جليلة خلد بها الفاتح النور تاريخه.


يقولون الأم هي التي تربي وليست التي تلد.
فإذا كانت مدينة الأبيض هي والدتي،فالفاتح النور هو المربي.. كنت دون السادسة العام 1972 عندما أمسكت بيدي صحيفة كردفان لأول مرة،حيث كنت قد قدمت للأُبيض من بخت الرضا.والتي تركتها بعد ولادتي فيها مباشرة.وواصلت من بعدها تعلقي بالصحف والصحافة حتى يومنا هذا.

وإعادة مرة أخري لمقتبس من حديث الاستاذ حسن موسى.

.و أظنني بدأت فك الخط في منتصف الخمسينات و أنا أتهجى سطور صفحة " يوميات التحرّي" في جريدة" كردفان" التي كان يصدرها الصحافي الرائد" الفاتح النور".كانت جريدة" كردفان" تصدر صباح الجمعة و مساء الإثنين تعتبر مادة مقروءة متوفرة باستمرارفي كل مكان. كان الكبار يشترونها لمعرفة تطورات بورصة المحاصيل أو أخبار و تحليلات الكورة التي كان يتابعها مراسلو الجريدة بين الرهد و بارا و كادوقلي و النهود و أمروابة إلخ. و كانت الجريدة تحتوي أيضا على ترويسة مهمة هي ترويسة " الإجتماعيات" التي كان الناس يعرفون فيها أخبار الزيجات و الوفيات وغيرها في نواحي كردفان و دارفور(كان للجريدة مكتب في نيالامنذ نهاية الخمسينات). بالنسبة لي كانت ترويسة " يوميات التحري" عامرة بما لذ ّ و طاب من الحوادث المثيرة التي كانت تكسر ملل الحياة اليومية العادية لمدينة مستقرة على عاداتها و مكتفية بذاتها و مستغنية عن ما يدور في خرطوم بعيدة ولا مبالية.و " الحوادث" التي كانت توقـّع حيوات الناس العاديين كانت تتشكل من قصص قصيرة متتابعة متجددة كل يوم.أظن أن " يومية التحري" في جريدة كردفان كانت بالنسبة لي عالما أدبيا قائما بذاته.عالم ؛حوادثه" كلها مشوقة و ذات مضمون أدبي غاية في الثراء.
ترى هل تكفي مثل هذه الإجابة لتوضيح أمر المؤثرات التي ساهمت بتشكيل وعيي بالكتابة؟من دري، لكنها كما قلت لك محاولة لقد عين الشيطان .(عينو اليمين بس)و من بعد سنعود لبقية أطرافه الأخرى.


كتب الأستاذ الشيخ محمد الشيخ

الأشادة بالدور الرائد للراحل المقيم الأستاذ الفاتح النور ولما قدمته لي أيضاً جريدة كردفان من شهي المعرفة حيث تشكل الذاكرة وتفتح الوعي. أنا أيضاً مدين لمدينة الأبيض فهي مسقط رأسي، بيد أن الأسرة انتقلت لمدينة النهود بعيد ولادتي حيث نشأت وترعرعت. ابان العطلات الصيفية خلال المرحلة الثانوية( الفاشر الثانوية) كنت أذهب لإبن أختي في الأبيض الزين بانقا وهو يصغرني بسنتين وكنا وما زلنا أصدقاء، كنا نقضي كل العطلة في مكتبة البلدية ، كان ذلك حوالي منتصف الستينيات. إن الجذور الروائية للزين بانقا علاوة على جذوري المعرفية في الفاعلية - ضمن أسباب أخرى - تعود إلى تلك الفترة.


لك مني جزيل التحية والشكر،فهذا يا استاذي الشيخ محمد الشيخ أقل ما يستحقه مُعلِّمنا ومَعْلَمنا الكبيرالفاتح النور.
صورة العضو الرمزية
محسن الفكي
مشاركات: 1062
اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 12:54 am
مكان: ميدان الخرطوم

لكردفان ريادة إعلامية

مشاركة بواسطة محسن الفكي »

سلام كتير استاذ يسن جودة، كما أشرت توجد ريادة إعلامية لاتخطئها العين خرجت بالقرب من جبل العين*. ولو حاولت رصد أسماء على سبيل المثال من مدينتي النهود والأبيض،لضاقت الرقعة،كما أخشي ان يسقط سهوا بعضها،لأن منهم من يعمل بالأبيض نفسها.
وأرجو ان يرفد الخيط من يجيد المسك بتلابيب فرقة الشباب الموسيقية، جيدا.

لكني أعدك مستقبلا بالإبحار في سفر جميل عن المناطق المنسية خاصة في جبال النوبا و سلاسلها الجنوبية والشرقية والغربية.ألفه عبد العزيز خالد وأسماه جبال النوبا إثنيات وتراث، لفت نظري ما كتبه بالذات عن قبيلة "الطروج".
سافتتح به قادم مداخلاتي. بعد انجاز التاريخ الحديث للمنطقة رغم قلة المصادر.لا يعقل حتى الآن " أن تكون مراجعنا المخطوطة بالعربية هي" كاتب الشونة - طبقات ودضيف الله - التونسي" وهي ككل المخطوطات ،مراجع مكتوبة/محققة بطريقة تثير الضيق لمن إعتاد قراءة كتبنا المعاصرة. فضلا عن سلبيات أخري ليس هنا مجال نقدها. فـدولة كمالي مثلا تتوافر لديها مئات المخطوطات ...! ومعروف ان قراءة هذا النوع من الكتب تحتاج لمختصين في قراءتها.

تقبل خالص سلامي وشكري مرة أخري استاذ يسن جودة.



*جبل العين : يقع عند مدخل مدينة الابيض من الناحية الجنوبية الشرقية.
صورة العضو الرمزية
محسن الفكي
مشاركات: 1062
اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 12:54 am
مكان: ميدان الخرطوم

صورة الفاتح النور

مشاركة بواسطة محسن الفكي »



صورة
صورة العضو الرمزية
محسن الفكي
مشاركات: 1062
اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 12:54 am
مكان: ميدان الخرطوم

الأبيض ومئوية السينما السودانية

مشاركة بواسطة محسن الفكي »

ما يزيد قليلا عن 30 يوما تبقت لنحتفل بمئوية السينما السودانية
حيث شهد مساء ثلاثاء يوم 27 فبراير 1912 اول عرض سينمائي في تاريخ السودان بمدينة الأبيض.
حيث دشن الحاكم العام للسودان "سير" هربرت كتشنر اول خط للسكك الحديدية بين الأبيض والخرطوم.






________________________

المصدر

https://www.sudan-forall.org/forum/viewt ... 5b14c2ede7
محسن الفكي كتب:
صورة
أول فلم عرض في السودان[تسجيلي] يعود للعام 1912 عن خط سكة حديد الأبيض الخرطوم ،وهنا صورة الخط اثناء إنشاء كبري النيل الأزرق 1910

صورة العضو الرمزية
محسن الفكي
مشاركات: 1062
اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 12:54 am
مكان: ميدان الخرطوم

صورة المهندس ابراهيم الطيب في مدينة الابيض

مشاركة بواسطة محسن الفكي »

صورة
صورة لملجأ بمدينة الابيض.
ونبدأ من اليوم فصاعدا عداً تنازليا; للإحتفال بمؤية السينما السودانية
وفي الايام القليلة المتبقية، يرجي-ولوجه الله- من يستطيع ان يرسم/يصور ما يفيد لهذه المناسبة
واعتقد ان قبة الشيخ اسماعيل الولى والتبلدي وغيرها ستحمل دلالات مع رقم 100 وبالتأكيد السكة الحديد.
فهل من مجيب...؟ أأمل ذلك.

ويمكن فعل نفس الشئ في هذه الوصلة الاشمل والأكثر تخصصية

https://www.sudan-forall.org/forum/viewt ... b9f4247c34
مع التحية والشكر مقدما
صورة العضو الرمزية
محسن الفكي
مشاركات: 1062
اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 12:54 am
مكان: ميدان الخرطوم

مواصلة العد التنازلي 3

مشاركة بواسطة محسن الفكي »



مواصلة للعد التنازلي وحتي 27 فبراير

نتعرف في عجالة على القائد الغازي "كتشنر"، فهو ايرلندي المولد في 24 يونيو 1850 وفي نفس الشهر توفي يوم 5 العام 1916 ،وإزدادت نظرية المؤامرة إشتعالاً ،حول وفاته بدايات الحرب العالمية الاولى،وعدم العثور على جثتة.
وعقب وفاته تم تغيير بلدة برلين اونتاريو الى مونت كتشنر في كندا.عرفانا له.صورة

صورة
صورة
صورة

1- صورة هربرت كتشنر بالزي التشريفي.
2- رمزية سقوط الخرطوم،مجسم.
3- طابع تذكاري
4- منزله بالريف الانقليزي.للمزيد
أضف رد جديد