كرة القدم ندم ..و خلافه

Forum Démocratique
- Democratic Forum
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

كرة القدم ندم ..و خلافه

مشاركة بواسطة حسن موسى »

كرة القدم ندم و خلافه... 1
ماذا نفعل بجمالية كرة القدم؟
جمالية كرة القدم؟هل قلت" جمالية كرة القدم"؟
بحق النبي نوح،مالي أنا و كرة القدم؟هذه اللعبة العجيبة التي طالما حيرني ولع الناس من حولي بها ،ظلت على هامش دائرة فضولي لسنوات طويلة، على زعم أنها من هموم الناس الذين لا هم لهم، و ذلك على قول الأهالي:" قلـّة الشغلة للبعرفها صنعة".مرة في، في باريس، نهاية السبعينات شهدت مناقشة كروية بين بولا و يونس الأمين، و هي مناقشة لم تتجاوز العشر دقائق في مشوار المترو بين محطتي "أوديون" و" لا سيتي يونيفيرسيتير".لكن هذه الدقائق بدت لي طويلة بشكل مريع كون جهلي بدقائق الشأن الكروي نفاني لملايين من السنين الضوئية بعيدا عن فرص المشاركة في هذه المناقشة الإكزوتية بين صديقين أجلس قبالتهما. و حقيقة فخبرتي العملية باللعبة متواضعة، و لو شئت قل بدائية،أما خبرتي النظرية بقوانين اللعبة و تاريخها و سياستها و أعراف الغاوين الذين ضلـّوا إليها عن دروب الشعراء، فهي معدومة بالمرة.لكن هذا الواقع لم يجعل مني عدوا لكرة القدم و لا للمنشغلين بشواغلها العملية و النظرية .ربما لأني في مكان ما من تلافيف حساسيتي الجمالية حفظت للاعبي كرة القدم هامشا سريا يعرضون فيه ذلك الوجه الغريب من وجوه التعبير الحركي التشكيلي. هذا المقام المعتم ،الذي يهمله المتكلمون في الأدب الكروي عادة، هو الذي أقبل فيه كرة القدم كنوع جمالي و كـ "لعبة" في المعنى الوجودي لدلالة العبارة.و ذلك على زعم مبدئي فحواه أن اللعب ممارسة فردية عفوية و حرة من كل جبر أومكسب مادي أو سياسي.و في هذا المشهد فأنا أحفظ لكرة القدم ميزة الممارسة التي تتيح للاعب الفرد أن يعبر عن ملكة الحركة الجمالية االتي تتحقق ضمن مضمار مادي و نفسي على درجة عالية من التعقيد .و مشهد اللاعب الموهوب " الحريف"، الذي يعبر مضمار اللعب و يجتاز عقباته المتنوعة بنجاح، يستحق منا وقفة مستقلة متأنية في غير هذا الخيط الذي أرمي فيه لعقلنة وجوه الضجر و الحزن و الندم في هذا الفحش الجمعي الذي يسمونه بـ " كرة القدم". هذه الحرب المموّهة في ثياب الرياضة و التي تـُبذ ّر فيها طاقات الشعب المادية و العاطفية لصالح الأنظمة السياسية المستبدة، هذا التغريب الأيديولوجي الذي يعمي بصائر الشعوب عن رؤية مصالحها الحقيقية فتنساق وراء الأهواء المريبة للقابضين على السلطات و المستفيدين من عكر الرؤية السياسية لنفي الجماهير الشعبية عن مقام النقد السياسي و اعتقالها في مضيق الغوغائية الوطنية الرعناء. إن مبدأ كرة القدم كلعبة تقوم على التنافس الشريف بين خصمين متكافئين متضامنين على صيانة العدل في الممارسة الرياضية كـ " فير بلاي "،هذا المبدأ النبيل لم يعد يوجد إلا في أرشيف تاريخ بائد لم يعد يذكره أحد.ذلك أن هذا الشيء المسمى "كرة القدم" و الذي يمثل أمامنا اليوم عند تقاطع البيزنيس و السياسة يحتاج منا لنظر نقـّاد يستبصر في خفاياه المادية و الرمزية و يكشف محتواه الإجتماعي ضمن تناقضات الصراع الطبقي المستعر في مشهد العولمة.

سأعود
صورة العضو الرمزية
ÚÈÏ ÇáÑÍãä ÃÑãæÓí
مشاركات: 64
اشترك في: الخميس يناير 08, 2009 8:25 pm
اتصال:

العزيز .......حسن موسى

مشاركة بواسطة ÚÈÏ ÇáÑÍãä ÃÑãæÓí »

[b]تحيايا

في حوار مع والدي قبل عدد من السنين الطوال و بينما هو يتحدث إلي قائلة " بكرة تكبر و تبقى دكتور " أجبته إن لاعبين كرة القدم أغنى الأغنياء في هذا العالم .

كرة القدم إنحرفت من معيار الممارسة الجماعية إلي شكل أخر شكل لا يعرف الرحمة " أخذوهم لحم و رموهم عظم " أصبحت متاجرة ........ و اللاعب كما العامل الأجير و ربما أكبر منة بدرجة فنتيجة لجهده يجازى .


ــــــــــــــــــــــــــــ

ماشدني إلي مداخلتي هذه .... ما سمعته في إحدى القنوات العربية حيث كان محور الحديث عن " التعصب بين المشجعين " و أتى التفسير الشافي و الكافي على لسان دكتورة في علم النفس " حيث فسرت هذا التعصب و أرجعته إلي فقدان الفرد للهوية أو رابط الجماعة .


ـــــــــــــــــــــــــــ
و الغريب ما قيل إن كرة القدم عبارة عن " إثنين و عشرون رجلاً يركضون خلف شي كروي هذا كله و الغريب في ذاك الرجل الذي يركض خلفهم حاملاً لصفارة " ......." و بيني و بينكم كويس إنو الوقت داك تقريبا لسة المرأة ما دخلت في مجال كرة القدم "


و لي عودة بعد عودتك
يا وطن دي الدنيا ... و ديل إيدينا الغبش
صورة العضو الرمزية
محسن الفكي
مشاركات: 1062
اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 12:54 am
مكان: ميدان الخرطوم

بـطولة العبيد الافارقة لكرة القـدم

مشاركة بواسطة محسن الفكي »


تحياتى وسلامى حسن موسى وعبد الرحمن أرموسي . وكلاكما كتب سيعود
لكن لدى بعضا من المواد الخام ، قد تتقاطع مع جوهر ما تضفران .



وكـأن قدر العبودية حتمية بيولوجية للقارة الافريقية ، تلك الحتمية تجلت فى بطولة الامم الافريقية لكرة القدم عبر تاريخها الممتد منذ اول بطولة عام 1957 -2006 فما هى الا بطولة مهارات بدنية لابناء القارة السمراء يستخدمون فيها اقدامهم للتحاور البدنى ( من المحاورة ) ودفع كرة من الجلد المملؤ بالهواء على بساط اخضر اللون ،كل ذلك حسب قوانين السيد الابيض . ذلك السيد الذى يمتلك كل اللاعبين فى هذه البطولة القارية ، بكل ما يحمله من معانى العبودية عبر تجارة الرقيق ، والتى بدات 1619م عندما تم ارسال اول 20 عبدا افريقيا الى " جيمس تاون " بولاية فرجينيا الامريكية .
تطور شراء العبيد الافارقة من اسرى الحروب ، او من تم بيعهم عقوبة على جريمة ارتكبوها الى اصحاب المهارات الخاصة فى لعبة كرة القدم ، وبعد ان كان تجار الجسد الافريقى يجرمون ،أصبحوا يسمون سماسرة لاعبى كرة القدم .

من اثينا الى القاهرة
عرفت الانسانية الصراع الجسدى فى شكله المشروع المعروف بالتنافس الرياضى منذ 776 ق .م . كما يؤرخ " باوسانياس " بالجرى حول الاستاديوم فى سباق طوله 192 ، 27 م ، وبعد ان كان يجلس السيد الابيض فى المنصة ليتابع صراع عبدين لابد وان ينتهى بموت احدهما ليكون الباقى هو البطل. اصبح السيد الابيض يجلس امام شاشة التلفاز ذات القنوات الفضائية ليشاهد عبيده الذين اشتراهم وهم يلعبون كرة القدم على استاد القاهرة ، وقد من عليهم باجازة دورية كل عامين ليذهبوا الى بيئتهم الطبيعية التى ولدوا فيها ليلهو العبيد فيما بينهم . لعبة علمهم اياها السيد الابيض . فهى بطولة تترجم واقع القارة الافريقية السياسي والاجتماعى قبل ان تترجم اى واقع رياضى آخــر ، تلك القارة التى تتميز بين القارات بانها اطولهم وقوعا تحت الاستعمار الغربى ، بل استعمارا يختلف فى ممارساته عن ممارسات الاستعمار نفسه فى آسـيا ، فلم يتم انتزاع 100 مليون من ابنائهم من موطنهم كما انتزع من افريقيا .

يشير ( جمال حمدان ) فى افريقيته الجديدة ، انه بدات الثورات التحررية من الاستعمار المباشر لافريقيا من عام 1950 حيث رصد 5,4 % فقط من مساحة افريقيا هى المحررة فى دولتين فقط هما اثيوبيا وليبريا . وبين 1950 -- 1959 استقلت 7 دول اخرى ، وفى 1956 استقلت 3 دول .
ثم توالت عمليات التحرير من الاستعمار وبقى الاستعمار الاستراتيجى والاستغلالى .
ورغم حركات مكافحة العنصرية ، الا ان ما لم يرصده ( جمال حمدان ) هو العبودية المختارة التى يقوم بها الافارقة ، بكامل حريتهم ، حيث تبدلت المسميات ، وتغيرت المفاهيم للشئ الواحد وهو العبودية ليصبح الاحتراف فى لعبة كرة القدم ، وتكون تلك العبودية امل شباب القارة السـمراء .
الكوتش مانديلا
انها بطولة تلقى بكل شعارات الحرية ذات التراث الافريقى الى عرض الانهار ، وتلافيف السافنا ، وغياهب الصحراء الكبرى .
وتتحول اشعار الزنوج العبيد الى ذرو رياح جافة صيفا ممطرة شتاء ( او العكس ) لا تجد بذورا تنمو عليها ... واناشيد خاوية على معانيها ، ويصبح الزعيم المتفى به " نيلسون مانديلا " مدربا لفريق العبيد الافارقة على ملاعب السيد الابيض .
حتى رجال الدين اباحوا عبودية ابناء القارة السمراء ، حفاظا على على اللعبة ومهاراتها كما افتى " الشيخ القرضاوى " وايده " الدكتور المطعنى " على اساس فقهى هـو احكام البيوع فى الاسلام (!!) .
بل يرسل السيد الابيض سماسرته ليبحثوا عن ترحيلة جديدة من اللاعبين العبيد الى بلاده ، ولا نستبيح لانفسنا هذه العبودية بادعاء ان الغرب يمارس بيع اللاعبين ، انها ممارسة الاسياد وليس ممارسة العبيد . فهى بطولة تجلت فيها كل ثقافة الرجل الابيض ، دون ان يكون له حضور صريح ، فقد اناب عنه المدرب الاجنبى ، وماركات ملابس اللاعبين ، حتى الجمهور روج لسلعة العبودية باستخدام وسائل السيد الابيض فى التشجيع ، وتحول التمساح رمز الحضارة الافريقية الى مسخ لإرضاء السيد الابيض .
حتى قوانين اللعبة التى نمارسها كما سنها الرجل الابيض ، ما هى الا تجسيد للتراث القديم عندما كانت المباريات يجب ان تنتهى بموت احد العبيد ، فالتعادل بين فرق العبيد مرفوض ، وتحولت الطعنة القاتلة التى تنهى المبارة الى الهدف الذهبى فى كرة القدم ، وما قيمة مباريات المركزين الثالث والرابع ؟. فما هى الا تصنيف للعبيد لمن رغب فى الشراء وتحديد الاسعار على اساس استعراض البطولة .
سوف ياتى يوم فى المستقبل يؤرخ لهذه البطولة بـأنها اكبر امتهان لحرية ابناء القارة السمراء انها بطولة تزعم الدول المنظمة لها بحسن تنظيم بطولة العبيد فى كرة القدم ، وان لم يحدث تحول وتصبح بطولة الاحرار ، ويحرم من اللعب فيها كل عبد سبق ان اشتراه سيد ابيض ، فسنبقى خارج خطوط التماس مع كل معانى الحرية الحقيقية ، ومهددين من السيد الابيض بضربات الجزاء الترجيحية ، ومكائده فى مصائد التسلل الى حضارته
.



________________

*حاشية
هذ المقال نشر بتاريخ 11 يونيو06،موقع سودانيز(اوف) لاين
وهو نتاج حوار مع كاتبه "عمرو علي بركات" والذى كتبه 21 فبراير 2006 ، ليتزامن مع المونديال الافريقى 2006 بالقاهرة .

صورة
ãÃãæä ÃÍãÏ ãÍíí ÇáÏíä
مشاركات: 101
اشترك في: الاثنين ديسمبر 26, 2005 9:15 am
اتصال:

مشاركة بواسطة ãÃãæä ÃÍãÏ ãÍíí ÇáÏíä »

اساتذنا حسن
والاخوة

من المؤكد جدا ان التعصب الجماهيري للاندية يمكن تفسيره
بانه بحث عن الانتماء في ظل غياب الحريات وموات التنظيمات

كثير من دول العالم العربي الشحيحة حريات مواطنيها
والمانعة لقيام او السماح باي من اشكال العمل الحزبي او التنظيمي المدني
يلجأ فيها الناس -بوعي او دون وعي- للتحزب في اندية بعينها
(السيل لابد له من مجرى)

وهذه المسالة لم تعد سرا ، بل ان الحكومات نفسها تساعد في ذلك امتصاصا لطاقات الناس التنظيمية
وصرفهم عن قضاياهم الحقيقية

اظنه نفس مفهوم استغلال الرياضة لتكريس العبودية منذ الاغريق

لكني اعجز عن تفسير نفس الظاهرة بالنسبة لمواطني العالم الاولاني
ولربما كان نفس الشكل العبودي في قالب آخر عميق
صورة العضو الرمزية
ØáÇá ÇáäÇíÑ
مشاركات: 265
اشترك في: الأحد سبتمبر 06, 2009 11:03 am
مكان: Addis Ababa, Ethiopia
اتصال:

مشاركة بواسطة ØáÇá ÇáäÇíÑ »

[font=Georgia]تحية وإحترام للجميع,

أعتقد بان كرة القدم والهوس بها له عدة نواحى منها التعبير عن الطاقة الإنفعالية المكبوتة فى الإنسان سواء بالنسبة للممارس للرياضة أو للمشجع, وكذلك بإعتبارها (هوية).
نشأت فى أسرة رياضية تهتم بكرة القدم بدءً من والدى وأعمامى وإنتهاءً بأخوالى اللذين لعبوا كرة القدم تميزوا فيها فى أندية بالخرطوم والأبيض وأمروابة وفى صغرى لاحظت بأن والدى بدأ يلح على بشدة لممارسة كرة القدم لأنها (إرث عائلى) يجب الحفاظ عليه من الإندثار ولاحقاً أدركت بأن كرة القدم جزء من (هوية) الأسرة التى يجد الحفاظ عليه!!!.

الأندية الرياضية قد تشكل واجهات لبعض الأطروحات السياسية وهى إنعكاس فى نشأتها لتركيبة المجتمع المحلى, فنادى إيه سى ميلان فى بدايته كان نادى العمال الشيوعيين فى ميلانو عام 1898 ولكن لاحقاً ظهرت مجموعة برجوازية داخل النادى إنفصلت عام 1910 وخلقت نادى جديد بإسم إنترناسونالى أو ما يعرف إختصاراً بـ(الأنتر ميلان) وهو أول الأندية فى العالم التى إستعانت بلاعبين أجانب للعب كمحترفين فى صفوفها.
خلال المائة عام الماضية كان ديربى ميلان هو الديربى الأقوى فى العالم وكان التنافس بين الجماهير يصل لأعلى المستويات خصوصاً أثناء اللقاءات الأوروبية بين قطبى ميلان, ولكن هذا الشئ لم يمنع الناديين من اللعب فى إستاد واحد بإسمين (سان سيرو عندما يلعب الميلان فيه ... وجوسيبه مياتزا عندما يلعب الأنتر).نفس هذا الوضع موجود فى مدينة لندن بين نادى تشيلسى (الفريق المفضل لأثرياء لندن) ونادى أرسنال الذى أسسه العمال الأنجليز عام 1886

نشأة الهلال والمريخ تتشابه وبقية الأندية ومازال بعض الهلالاب يطلقون على المريخ إسم فريق (نجمة فكتوريا) نكاية فيه وللإشارة إل أنه كان أحد فرق الإستعمار, والمريخاب أيضاً يقدمون دفوعاتهم ويسترسلون فى لك أعضاء لنادى ودورهم فى الحركة الوطنية السودانية.

الحرب الضروس بين ريال مدريد وبرشلونة تعود لفترة الحرب الأهلية الأسبانية بين القوميين الملكيين والجمهوريين, فكان فريق (مدريد) الذى أنعم عليه الملك الأسبانى بلقلب (ريال) هو فريق الملكية وأحد رموزها فى مواجهة الجمهوريين االشيوعيين فى كتالونيا وطموحهم بالإستقلال فكان برشلونة هو أيقونة التحرر الكتالوني مثله مثل نظيه أتليتكو بلباو فى إقليم الباسك المطالب بالإستقلال.

صورة

العديد من المنافسات الكروية العنيفة تكون آثارها ناتجة من توترات سياسية وحروب قديمة: (ألمانيا وأنجلترا), (الصين واليابان) بسبب الحرب العالمية الثانية, وفى منافسات كأس الأمم الأسيوية جرت أحداث عنف ضد المنتخب اليابانى داخل الملعب بسبب غضب الصينيين من اليابان لبناءها نصب تذكارى للجندى اليابانى المجهول فى الحرب العالمية الثانية, التوتر يكون حاضراً فى مباريات (أنجلترا والأرجنتين) بسبب ذكريات حرب جزر الفوكلاند, مبارايات (المغرب والجزائر) تتسم بالتوتر والعدائية والشخن الزائد بسبب دعم الجزائر لإستقلال الصحراء الغربية وجبهة البوليساريو.


كرة القدم تمثل متنفس للجماهير المحبطة, فمع إستاد يسع عشرات الآف يشعر الإنسان بقيمة الإنتماء ويجد مساندة معنوية كبيرة, فى الإستادات مساحة لتفريغ كل الشحنات العاطفية المكبوتة, بدأت بدخول الإستادات فى عمر التاسعة مع والدى عندما ذهبنا لأستاد القاهرة والأمر مستمر معى منذ ذلك الحين وحتى الآن وآخرها كانت مباراة مصر والجزائر. وحسب ما شاهدت على المدرجات طوال هذا السنين فأننى وجدت عينة من رواد الإستادات (بلا وعى منهم) لا يدخلون لمتابعة الكرة فى الأغلب بل لتفريغ الكبت العاطفى فيبدأ الجميع فى السباب بعنف وهستيرية للاعب إن أجاد اللعب ويزيدون عليه السباب إن هو أخطأ, أما الحكم فحدث ولا حرج.

فى ظل إحبطات الواقع السياسى الكئيب وتردى الوضع الإجتماعى والإقتصادى تعلقت آمال السودانيين بفريق الهلال لتحقيق كأس أفريقيا للأندية, وفى مباراة أمدرمان هُزم الهلال على أرضه بنتيجة ساحقة (2-5) لصالخ فريق مازيمبى الكنغولى, فى اليوم التالى كنت أشاهد جثث ممددة على كراسى الحافلة ورأيت الناس يمشون فى الشوارع بتثاقل غير طبيعى, يتحركون كما الـ(Zombie) فى الأفلام, طوال نصف ساعة فى الحافلة لم يبد بأن هناك من هو على عيد الحياة من الركاب إلا عندما (طقطق الكمسارى لجمع التعريفة), الجميع كان يحدق فى اللاشئ بذهول, رجالاً ونساءً فى حالة مثيرة للرثاء لم أشاهدها من قبل فى حياتى, الجميع كان فى حالة تخشب مخيف. وبعد زوال الصدمة رجع الناس إلى واقعهم الحياتى الذى كانوا يهربون منه ليجدونه أكثر قتامة... أقول لكم بكل إطمئنان ... (الكورة أفيون الشعوب)

كرة القدم مركز تقاطع المتناقضات, الرأسمالية سرقت الأندية التى قامت كتجمعات لمناضتها فأصبح بيرلسكونى مالكاً لنادى ميلان الذى أسسه شيوعيو ميلان, ولعبة الفقراء فى الأزقة والحوارى أصبحت كالبقرة الحلوب التى تتوقف عن إدرار الأرباح لقنوات النقل التلفزيونى, نجوم اللعبة أصبحوا من أثرياء العالم وأضحت ميادين كرة القدم مقار لغسيل الأموال عن طريق الأموال الطائلة التى تدفع فى اللاعبين وإنتقالاتهم حول العالم وسوق المقامرة على نتائج المباريات لا يعرف الكساد إليه سبيلاً.

الموضوع به جوانب كثيرة ومتعددة جديرة بالتطرق لها

صورة[img]
صورة العضو الرمزية
محسن الفكي
مشاركات: 1062
اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 12:54 am
مكان: ميدان الخرطوم

إنطلاق المونديال الأفريقي 10يناير010

مشاركة بواسطة محسن الفكي »

.
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

تعرض منتخب توغو المشارك في نهائيات كأس افريقيا للأمم 2010 الذي تستضيفة (أنغولا) لهجوم مسلح وإطلاق نار في يوم الجمعة الماضي الموافق 08.01.2010 استهدف الحافلة التي تقله عبر الحدود الكنغولية الأنغولية من قبل المتمردين الأنفصاليين الأنغوليين ما ادي لمقتل الملحق الصحافي المرافق للبعثة ومساعد المدرب اضافة الي سائق الحافلة الأنغولي الجنسية واصابة تسعة أشخاص آخرين.

وبمجرد سماع خبر هذه الحادثة قامت بعض الأصوات الغربية في أوساط الأتحاد الدولي لكرة القدم الـ (FIFA) بالتشكيك في قدرات جنوب افريقيا في الجوانب المتعلقة بحفظ الأمن وما الي ذلك والإشارة علي نحو واضح الي احتمال تكرار هذا السيناريو في نهائيات كاس العالم المزمع إقامتها فيها في منتصف العام الجاري 2010 ، فوضع الجنوب أفريقيين المساكين ايآديهم في قلوبهم خوف أن يحدث أي تغيير أو تراجع يصل لدرجة حرمانهم من استضافة النهائيات وتحويلها لدولة أخري بالتأكيد ستكون أوروبية لا لشئ سوي ان حادث أرهابي مسلح وقع في حدود انغولا مع الكونغو برازفيل؟.

وليد يوسف
السايقه واصله
صورة العضو الرمزية
محسن الفكي
مشاركات: 1062
اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 12:54 am
مكان: ميدان الخرطوم

الشورت الشرعي

مشاركة بواسطة محسن الفكي »


بدأنا في الرياضة نرى السجود في الملعب
ونسمع عن "الشورت الشرعي " ونشاهد قراءة الفاتحة
ونسمع عن المدرب الذي يؤكد أنه يختار لاعبيه على أساس الإلتزام الديني والمواظبة على "الصلاة" وليس المواظبة على "التدريب" .
نرجو إحتراما للدين الحنيف ألاّ يخرج علينا أحد هؤلاء المتنطعين المهووسين ويطالب بضرورة وضع "المرمى" في إتجاه القبلة لأن هذا عيب وحرام أيضاً .


الكاتب الساخر جلال عامر
ج.القاهرة 19 يناير010
بشرى الفاضل
مشاركات: 353
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:31 pm

مشاركة بواسطة بشرى الفاضل »

أنت يا حسن موسى يا عزيزي تنطلق دائماً من مركزية التشكيل .التشكيل شمس وبقية الأداء الإنساني كواكبه.ولو شاء شاعر تطرفاً مماثلاً لاعتبر الشعر هو شمس مجموعة أداءاتنا.
مر على كرة القدم تاريخ طويل أثبتت خلاله عن طريق الممارسة أنها تلبي لدى مجموعات وفيرة من البشر حاجتهم للترقب بأكثر من غيرها .في كرة القدم شغف وترقب وبالنسبة لي متعتها تأتي من لا نهائية الكومبنيشنس التي يصنعها المشاركون فيها تماماً كما يفعل لا عبا شطرنج كل مرة وبسبب من هذه اللانهائية تجيء متعتها الفائقة.أنا اتابع كاس العالم والبطولات القارية والدولية المماثلة فقط لكن أتابعها بشغف واسجل كاس العالم .
ثمة لمحات تشكيلية كما قلت أنت وإليك بعضها :
اللاعب العبقري الفلتة لابد أن يكون قصير القامة (بيليه ، مارادونا) كي يتمكن من الأرض.مكناهم في الأرض!
الكرة تطور شكلها وتطورت استدارتها ولونها عبر التاريخ يمكنك قوقلة ذلك وستعود بك القوقلة للتاريخ الوحشي لكرة القدم حين كانت الكرة هي رؤوس الضحايا
التمريرات التي تتم بإتقان وإيقاع فيها تشكيل وموسيقى آسرة المتطرفون شعرياً يذهبون بها لمركزية الشعر والتشكيليون لمركزية التشكيل أما المشجعون الكرويون فيصفون من يقومون بها بالجنون.
مرة شاهدت رونالدو البرازيلي أيام مجده يرسل كرة باص أظنه لهنري حين اشترك معه في منتخب للعالم لتكريم شخصية نسيتها الباص تلوى مثل الثعبان مرتفعاً عن الأرض كان الباص العجيب في الهواء لكنه تلوى إرتفاعاً وهبوطاً.
لو اعطى الله بولا صحة وعافة دعه وجاء غلى هنا فسيحكي لكم عن نجم عطبرة أم هي بربر؟ الذي يعتبره بولا ألعب إنسان في العالم فقد امتعنا بولا بحكايات بديعة تصف شوتات وصولات وجولات ذلك اللاعب وكان وصف بولا في منتهى الروعة وكنا نطرب له لاننا نرى اللقطات مجسمة شعرياً في صور hmages في مخيلاتنا.
صورة العضو الرمزية
محسن الفكي
مشاركات: 1062
اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 12:54 am
مكان: ميدان الخرطوم

سجود اللاعبين بدعة ام ظاهرة تدين شكلي ..؟

مشاركة بواسطة محسن الفكي »

صورة

صورة

صورة

صورة
صورة العضو الرمزية
محسن الفكي
مشاركات: 1062
اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 12:54 am
مكان: ميدان الخرطوم

التفسير النفسي للسحر الكروي

مشاركة بواسطة محسن الفكي »

سلام كتير وسؤال عن الحال والاحوال يا حسن موسى ،خاصة فيما مررتم به من محاصرة الألم والحزن.وبعد ..ها نعود لخيطك لنوسع فيه الرؤى والوجوه المتعددة ،مع خالص التحية والمودة.

تحت عنوان التفسير النفسي للسحر الكروي كتب *فرانسوا باسيلي ما يلى :

ما الذي يجعل لعبة كرة القدم تحظي بذلك الهيام الجنوني من كافة شعوب الارض وبدرجة تجعل هذه الشّعوب تنحى كل شئ جانبا لمتابعة مباريات كاس العالم ، بالإضافة الى مباريات أنديتها المحلية ..؟
لكل ظاهرة طبيعية او إنسانية،إجتماعية أسبابها . فما أسباب القوة السّحرية للظاهرة الكروية ؟ وكيف إستطاعت البشرية التى لم تجتمع على شئ آخر في تاريخها - فهي لم تجمع على دين ولا مذهب سياسي ولا نظام إقتصادي ولا لغة ولا ثقافة ولا مبدا ولا أى شئ آخر واحد وحيد ، أن تُجمع على العشق الجنوني لهذه اللعبة الفريدة ؟
إن لعبة كرة القدم مسألة بالغة الجدية - وهى ليست "لعب عيال" (بالتعبير المصرى) ولذلك تستحق منا أن تقوم بدراستها دراسة مقارنة محللة لا تقل عن دراستنا المقارنة للأديان أو المذاهب السياسية والإقتصادية - أو للظواهر الطبيعية والاعراض النفسية .ان أى أمر يشغل الجماعة الإنسانية بهذا القدر ويأخذ منها كل هذا الوقت والاهتمام والاستثمار والمناقشة والحزن والفرح بل والهوس الجماعى يستحق ان نفهمه ونستوعب اسبابه وخصائصه لكى نفهم - عن طريقه- أنفسنا وطبيعتنا البشرية بشكل أعمق واكمل.
العدل في الأرض
يكمن السر الفلسفي الأساسى في هيام البشر بلعبة كرة القدم أنها تحقق للبشرية حلمها الانساني القديم في تحقيق العدل المطلق على الارض ، فالإنسان بكل عبقرية إنجازاته الحضارية حتى اليوم . لم يستطع ان يحقق العدالة الكاملة المطلقة فى اى مجتمع بشري. فرغم الأديان والمبادئ والقيم والقوانين المختلفة التى تطمح الى تحقيق ،اقصى درجة من العدالة وتمنع ، تحقيق حلمها النبيل ،من سلطة العدالة وتمنع تحقيق حلمها النبيل على الأرض .

حسن موسى كتب: إن مبدأ كرة القدم كلعبة تقوم على التنافس الشريف بين خصمين متكافئين متضامنين على صيانة العدل في الممارسة الرياضية كـ " فير بلاي "،هذا المبدأ النبيل لم يعد يوجد إلا في أرشيف تاريخ بائد لم يعد يذكره أحد

اما في لعبة كرة القدم فيجلس عشرات الألوف من البشر في مدرجات ملعب مكشوف - ويتابع الملايين من الآخرين على شاشات التلفزيون لعبة محكومة بمنظومة علنية من المبادئ والقواعد والقوانين متفق عليها من الجميع ، يخضع لها جميع اللاعبين بنفس الدرجة وبنفس الثواب والعقاب في نفس اللحظة وليس بعده بسنوات وسنوات ، ويكون فيه الفوز للأصلح فقط ، للكفاءة والتفوق والمهارة والاجتهاد فقط،فهنا لاتنفع محسوبية ولا تجدى واسطة،ولا تنفع القربى لأمير أو وزير.فاللاعب الماهر يفوز ولو كان ابن غفير فقير.واللاعب السئ يخسر ولو كان إبن ملك.فهنا تنتفي كل العوامل التي تفرق تفريقا ظالما بين البشر،وتسقط القوة والسلطان والنفوذ وتصبح بلا قيمة ولا جدوى. ونجد أمامنا حالة إنسانية فريدة باهرة تنتصر فيها الكفاءة وحدها،ويتحقق العدل على الارض بشكل مطلق نقي مجرد من الشوائب والمثالب .

الانسانية المثالية
بجانب تحيق لعبة كرة القدم للعدل في الأرض .تُوحّد اللّعبة بين الإنسانية جمعاء في إطار واحد من المثالية التى تلغي كافة العوامل التي تفرق بين البشر.. من أيدلوجيات ومعتقدات ومذاهب وأديان . ففي ساحة الملعب يقف-اويجرى- الجميع على قدم المساواة المطلقة،فالملعب لا يعرف يهودياولانصرانيا ولا مسلما ولا بوذيا ولا ملحدا . الجميع سواسية امام العدالة الكروية المطلقة .
وكرة القدم لعبة لاتتدخل فيها الآلهة ،وقد يصلى اللاعب قبل المباراة عشرات المرات ،ويسجد مئات الرّكعات ويقدم الغالي والثمين من المحرقات والقرابين فتذهب كلها دون جدوى امام الآلهة التى هى أحكم وأعظم من أن تتدخل لصالح هذا اللاعب أوخصمه لمجرد أنه يحاول رشوتها بركعتين هنا اوقرابين هناك .وليرسم اللاعب على وجهه علامة الصليب كما يحلو له فلن يجديه هذا شيئا. فنحن امام نظام كروى صارم العدالة بالغ الكمال ورفيع المثال،لاتجدى معه محاولات الانسان البائسة في رشوة السماء بالصلوات اوالادعية لتتدخل لصالحه فتعفيه من تبعات العمل الشاق والاجتهاد الدائب المتصل الذى هو وحده طريقه للنجاح والفوز.
وهكذا يأتي البشر أفرادا وفرقا وجماعات من دول إسلامية أو عبرية - فارسية او عربية او لاتينية ، ديموقراطية او ديكتاتورية ، علمانية أو دينية ،رأسمالية،أو إشتراكية أو إقطاعية ،فإذا بكل مذاهبهم وأيدلوجياتهم وعقائدهم تتساقط عنهم ليقفوا في النهاية عرايا الا من فانلاتهم الملونة على أرض ملعب لاتجدى فيه مذاهبهم شيئاً.فهنا يقف الانسان انسانا مجردا ،إنسانا مطلقا ،كاملا ،فريدا،وحيدا . فتتحقق له إنسانيته المطلقة الممثلة فيما يقدمه هو كإنسان وكموهبة،وليس كوعاء ديني أو مذهبي أو سياسي. حتى حين يموت الإنسان،يموت مسربلا بإرديته الدينية والإجتماعية والطبقية التى لا تتخلى عنه ولا تعتقه منها حتى في موته.فقط حين يلعب كرة القدم يتجرّد من قبيلته ودرجات طبقته ومراسم ثقافته ويقف إنسانا حرا كاملا متساويا مع كل إنسان آخر مع كل لاعب وكل متفرج آخر في طقس كروى مثير تتجلى فيه كما لاتتجلى في أي طقس آخر إنسانيته المثالية الحُرّة الفريدة .

حسن موسى كتب:.ذلك أن هذا الشيء المسمى "كرة القدم" و الذي يمثل أمامنا اليوم عند تقاطع البيزنيس و السياسة يحتاج منا لنظر نقـّاد يستبصر في خفاياه المادية و الرمزية و يكشف محتواه الإجتماعي ضمن تناقضات الصراع الطبقي المستعر في مشهد العولمة.

العولمة المحبوبة
إختلف البشر حول مفهوم العولمة الإقتصادية والسياسية فدافع عنها البعض وهاجمها الآخر .وتخوف منها آخرون وإتهموا مروجيها بالدوافع الإستعمارية العدوانية وخشوا معها فقدان هويتهم وذواتهم ،إلا في كرة القدم ، فقد حققت الكرة فلسفة العولمة في كامل بعادها ولم يعترض عليها أحد ولم يشكك فيها أحد.وتدافعت دول العالم حكومات وشعوبا ترغب الدخول في العولمة الكروية بكاملها دون تعديل يُلائم طبيعتها المحلية .أقبل الجميع ،مثقفين وأميين، اغنياء وفقراء، أذكياء وبسطاء .. على هذه العولمة الكروية المدهشة فدخلوا فيها أفواجا دون تردد أو تخوف وتشكك . فأثبتوا بذلك وحدة الموهبة البشرية وامكانية النظام الانساني الواحد فلم يقل أحد ان نظام الجزاء الكروي قد يناسب ألمانيا ولا يُناسب أنقولا.
وهاهو النظام الكروي العالمي الجديد يقدم لنا مفهوما متحررا للمواطنة والإنتماء.فإذا بنا نُشاهد الفريق السّويدي يلعب بحارس مرمى من أصل مصري إسمه رامي شعبان .وإذا به يصد كرة خطيرة كانت تهدد مرماه السويدي ، فيهتف له الّجمهور السويدي الحاشد ملوحا بالأعلام السّويدية صارخين رامي ..رامي ..رامي ..!!
وهكذا نجد الفرق العربية والاوربية واللاتينية تستعين بلاعبين ومدربين من دول أخرى تختلف في الدين والشكل واللغة والثقافة ، ولكن تنتمي مثلهم للنظام الكروي العالمي الواحد، للعولمة الكروية التي حطمت الحدود وأذابت الفروق الشوفينية ومحت الإختلافات الجنسية والقطرية وأدخلت الجميع في عولمة إنسانية شاملة .
السلام والجمال
بجانب تحقيق العدالة والمساواة على أرض الملعب الكروى وما يثيره هذا من أشواق الجمهور في رؤية نفس هذا العدل المطلوب والمساواة الكاملة تتحقق في حياتهم على الارض، تحقق لنا كرة القدم أحلام الإنسان الاخرى في السلام والجمال .

حسن موسى كتب:يستحق منا وقفة مستقلة متأنية في غير هذا الخيط الذي أرمي فيه لعقلنة وجوه الضجر و الحزن و الندم في هذا الفحش الجمعي الذي يسمونه بـ " كرة القدم". هذه الحرب المموّهة في ثياب الرياضة و التي تـُبذ ّر فيها طاقات الشعب المادية و العاطفية لصالح الأنظمة السياسية المستبدة، هذا التغريب الأيديولوجي الذي يعمي بصائر الشعوب عن رؤية مصالحها الحقيقية فتنساق وراء الأهواء المريبة للقابضين على السلطات و المستفيدين من عكر الرؤية السياسية لنفي الجماهير الشعبية عن مقام النقد السياسي و اعتقالها في مضيق الغوغائية الوطنية الرعناء

ففي كأس العالم 2006 بألمانيا رأينا فريق ساحل العاج يحقق على ارض الملعب وحدة وطنية لاتعرفها بلاده التى تعانى من حرب أهلية رهيبة تسيطر فيها الحكومة على نصف البلاد ،ويسيطر المتمردون على النصف الآخر ،ولكن أمام سطوة كرة القدم ومثاليتها الشاهقة وتبشيرها بروح إنسانية أجمل وأنبل ، نجد ساحل العاج يتوحد بشطريه المتحاربين في مساندة فريقه الدولى ،فيكف عن القتال لفترة تسمح للفريق بالتجمع من أطراف البلاد للتدريب.وتسمح للجميع بالإستمتاع بمشاهدة الحدث الدولي الأرفع ، فيتحقق السلام المفتقد ، فتتقدم كرة القدم النموذج الاجمل للصراع الحضارى السلمى والمنافسة الشريفة الحرة التى تخلو من أساليب العُنف والبطش والحروب .
حسن موسى كتب: .ربما لأني في مكان ما من تلافيف حساسيتي الجمالية حفظت للاعبي كرة القدم هامشا سريا يعرضون فيه ذلك الوجه الغريب من وجوه التعبير الحركي التشكيلي. هذا المقام المعتم ،الذي يهمله المتكلمون في الأدب الكروي عادة، هو الذي أقبل فيه كرة القدم كنوع جمالي و كـ "لعبة" في المعنى الوجودي لدلالة العبارة.و ذلك على زعم مبدئي فحواه أن اللعب ممارسة فردية عفوية و حرة من كل جبر أومكسب مادي أو سياسي.و في هذا المشهد فأنا أحفظ لكرة القدم ميزة الممارسة التي تتيح للاعب الفرد أن يعبر عن ملكة الحركة الجمالية االتي تتحقق ضمن مضمار مادي و نفسي على درجة عالية من التعقيد .و مشهد اللاعب الموهوب " الحريف"، الذي يعبر مضمار اللعب و يجتاز عقباته المتنوعة بنجاح.

تقدم الكرة لعشاقها جرعة من الجمال البديع الذي يثيره الابداع الفني في لعب كرة القدم ، من خطط الهجوم والدفاع الى القدرات والمهارات الفنية الفردية الى اللعب الجماعي وعمل الفريق الى الجماليات التشكيلية لحركة الفريقين الى فنون المراوغة والترقيص والسبق والتسديد والصدج والرد والتحكم في الكرة وفى الجسد وضبط الإيقاع وتسخير القدرات البشرية للقوانين الطّبيعية للسرعة وللوقت ..عملا بمبادئ علم التوقيت والتحرك.وهكذا نجد الجمال في كل شئ على الأرض ، في العلم وفي الفن وفي كرة القدم ،فإذا كانت العلوم والفنون هى مجالات إشباع الرّغبة في الجمال لدى الخّاصة والمتعلمين ،فإن كرة القدم هى مجال إشباع التوق الى الجمال لدى عامة البشر أجمعين .
إستطاعت كرة القدم أن تُحقق السلام والجمال على الأرض،ففى منظومة الأخلاق الكروية لاتوجد دار حرب ودار سلام ،ولايوجد وطنيون وعملاء خونة ،ولايهبط فرد إلى أرض الملعب ليستحوذ عليها وحده ،ولا يستغل غوغائي الدين في ترهيب البسطاء وترويع الأبرياء،ولا يستغل غنى ماله ولا قوى نفوذه للحصول على ماليس من حقه .
جنة النّصر في عالم كرة القدم لا يدخلها الذين يحاولون رشوة السّماء بالدُّعاء ولا الهاربون من أعباء التدريب الشّاق منفقين أوقاتهم في التّقرب الى آلهة الكرة من أعضاء الفيفا بتقديم إبتهالات المديح أو رشوتهم بالمال كما حاول بعض المسؤولين في مصر فعاقبتهم آلهة الكُرة العادلة بمنحهم صفرا كاملا وطردهم من جنة الحالمين بتنظيم الدّورات العالمية التى لا يدخلها سوى المُجتهدون بالعرق والموهبة .
وكم في كرة القدم من دروس للحكومات والشّعوب والأفراد.


___________
بتصرف نقلا عن تحدياث ثقافية(ص 164،163،162،161،160) دورية فصلية العدد40 ربيع 2010 اسكندرية
[email protected]
__________
*فرانسوا باسيلي*
كاتب من مصر يقيم بنيويورك
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

قلت " سأعود"

مشاركة بواسطة حسن موسى »

الأعزاء عبد الرحمن و مأمون و طلال [ يا طلال أنا مانسيت موضوعنا لكنها ملابسات] و الوليد و بشرى و محسن.
عفوكم على التسويف و " المحركة" لكن "كرة القلم" أشد وطأة من كرة القدم التي هي مجرد ندم و حسرة و غير ذلك..
و حتى اعود اتفاكيركم اصبّركم بكلمة الصديق عبد الرحمن زروق [3مايو] في جيوبوليتيك كرة القدم السودانية و أرجو ان تتصل تفاكيره و ينزل الملعب بثقله كله.

كتب عبد الرحمن :
عزيزنا حسن

لا اعتقد أنني بعيد عن موقفك من كرة القدم أو عدم درايتك بما فيها وحولها، ومع ذلك فهي فعل انساني تموج به ساحات العالم وجهاته الأربع، ومن المؤكد أنه يلقي بتأثيراته على كل شأن..
لي وجهة نظر في اللعبة خاصة فيما يتصل بعلاقاتها المتشابكة بكل شأن من شؤوننا في السودان، فهي ذات صلة بالمال والسياسة والاجتماع..
بعد اتفاقية نيفاشا حدث أن حقق السودان بعض النتائج الاقليمية الطيبة في اللعبة، وقلت يومها لمجموعة من الأصدقاء أن اللاعبين ارتفعت معنوياتهم، خاصة وأن كثيرين منهم ينتمون إلى جنوب السودان وإلى جبال النوبة، وبعد الاتفاقية التي قسمت الثروة والسلطة، شعر اللاعبون بالانتماء، وأن لهم حقوقا مثل الآخرين، تم اقرارها، وهم بالتالي احسوا بقوة الانتماء للوطن،بعد أن كانت حقوقهم في الماضي مبهمة فيه، ولهذا فإنهم بدأوا يبلون بلاءا حسنا..
وقد استهل البشير حملته الانتخابية من استاد المريخ بام درمان، والتقى بجماهير الهلال في استادها بام درمان ايضا. ومن ثم يمكن تعبئة جماهير اللعبة بالطريقة التي تفيد وضعا سياسيا أو اقتصاديا معينا، فرئيس نادي المريخ فاز بدائرة انتخابية في الجزيرة وهو واحد من العناصر المهمة في المؤتمر الوطني ورجل أعمال بارز، يمكنه شراء لاعب ببضعة مليارات من الدولارات..
لكن حاليا وحسب متابعتي البعيدة للشأن الكروي، فإن هناك انتكاسات متوالية لفرقنا على الأقل في محيط قارتنا الأفريقية..
بالطبع ليست المواقف السياسية أو الوقائع السياسية هي كل شيئ، فكما ذكرت آنفا، فإن اللعبة عنصر حيوي في كامل حياتنا، وهي قطعا تتأثر، وتؤثر فيما تموج به ساحتنا من احداث ومواقف.. وهلم جرا..
تحياتي / عبد الرحمن زروق
ياسر زمراوي
مشاركات: 1359
اشترك في: الاثنين فبراير 05, 2007 12:28 pm

مشاركة بواسطة ياسر زمراوي »

الاخوة الاعزاء المعلقين
بدأت بداياتى مع تشجيع كرة القدم مع بداياتى فى الكتابة , وحقيقة لانى كنت اقوم رافضا فى الاسرة, بل رافضا متلفضا , يمزج بين التهكم والسب المتداول حينا (لا الجنسى ) , والرفض , كان ان تنبئ لى بمستقبل فى شأن السياسة ولاننى بيتنا كبير كأن اخوتى يستضيفون غيرهم من اقرباءنا من القرية الوادعة (كرمة ) فى الشمالية , وينزلون عندنا لدراسة الثانوى واداء امتحان الشهادة , وكان ثلاثة ارباع منهم اعضاء فى الحزب الشيوعى , الشئ الذى مهد لابن البيت ان ينضم بمواصفاته الرفضية الى الضيوف الذين لم يحترموا حق الضيافة , هههههههههه , كان الامر فى وجودهم نقاشات متبادلة فى الشعر والغناء والسياسة والكرة , الشئ القليل الذى تناقشوا فيه هو المادة الاكاديمية المدرسة فى المدرسة بك كانوا يتناقشون فيها , كهم , لكون المقرر لم يكن سلسا الا فى حالة توفر الاستاذ السلس , كانت مجموعتى تحب مقرر الاداب والنصوص وكانوا كثيرا مايقراون على النص ويسمعوننى النصوص المغناة منها مثل اراك عصى الدمع , وهذه الكعبة لشاعر الاطلال , ويقرأون على قصص قطرئ ابن ذو الفجاءة , والفرزدق وجرير , اذ الطابع العام , كان طابع المناكده بين ثلث من اليمينين وثلاث اربع من اليسار , بنفس اليات الحوار والنقد , المختلط فيه التهكم والضحك من انفلاتات الضحكات الهاتفة والملتبسة والمتداخله مع الحوار كل عند صاحبها كان النقاش عن الكرة , بالطبع لم يكن فيهم موردابيا , لا فقط لانننننا ههههههه فى الفتيحاب, انما لاننا اتينا عام 79 لا نشجع الموردة ,كل هذه العوامل خلقت فى داخل طفولة جعلتنى كمايقول صديقى بكرى عبدالوهاب , شربوا الشيوعية شراب , الامر ليس عندى فى ذلك انما فى الارتباطات , الكاملة بين الشعر والسياسة وهى للشيوعى النضال والحياة الاجتماعية وهى كانت لى بشكل
غالب المريخ ومشاهدة مبارياته من الاستاذ
اقول ذلك وانا احب ان اتحدث عن مالم يتحدث عنه الكثير من من ردوا فى هذا البوست
وهو جمالية التناسق الخلقى والتكوينى , فى عملية كرة القدم كمباراة تبدا بصافرة الحكم واحب ان اتحدث عنها كشاعر بعد مقدمتى الاولى , واعنى بالجمالية الشكل الجميل فى حال ان المبارة اعد لها بان يكون الفريقين كل حدة
اتى واواصل
ياسر زمراوي
مشاركات: 1359
اشترك في: الاثنين فبراير 05, 2007 12:28 pm

مشاركة بواسطة ياسر زمراوي »

وان يعمل الفريقين على كسب المباراة , كل يعمل على احراز اكبر عدد من الاقوان , واحراز هذه الاهداف يكون بتحريك الكرة الى الامام الى منطقة الخصم وليس ذلك فقك بل تفكيك خطوط ليتباعد لاعبيه من لاعبى الفريق الاول ليسهل للفريق الاول ان يتحرك بالكرة وان بكون بالقرب من الحارس باكبر عدد من من اللاعبين مقابل اقل عدد من لاعبى الفريق المعاكس ويحدث بذلك التمرير الذى يجعل احد اللاعبين من الفريق الاول , فى منطقة جيدة للتصويب اى فيها الزاوية الكبيرة المريحة مع شكل الكرة نفسها وهى تصل للاعبى وينفذها بالطريقة المنسجمة , ابدا بهذه الطريقة المنسجمة لاعود للخلف , كنت احب لو ان احد الكاتبين فى هذا البوست , تحدث عن عملية التمرير والمصاداة فى الكرة نفسها , اى عملية خلق فراغات فى المساحات فى الملعب المقابل للفريق الاول , او الفريق الثانى , واعتقد ان المنطق كما النزعة الغريزية تجعل الفريق المهاجم يحاول يحتفظ بالكرة عندما تكون فى ملعب الخصم ولايجعلها تعود لملعبه , كما انه يحاول ان
يقربها لملعب الفريق الاخر , بالتمريرات والتى تتعدد انواعها وفنياتها وتدريساتها , ومدارسها حاليا على حسب البلاد ذات المدارس الكروية , اقول من الممكن ان نتحدث عن الشعر مقابلا و فلننظر للشعر كمغامرة لغوية , مغامرة الغيب الحاضر , غيب الرؤية , غيب المعاش , حاضر التصور , حاضر الاحلام , حاضر الاحتكامات الى النوازع , الاحتكامات الى قصور عالية من الروح , منازل عالية من الحنين , حينها يكون المؤسس عاطفيا , يتأسس فى عالم اللغة , مفردة تتبعها المفردة , دون ان يكون لجماح العقل الذهنى , واعنى الترابط الذهنى المؤسس للحوارى اليومى , هذا الملجم , ينطلق ليفك اسر المستحث من العاطفة , المرتقب من الحلم , الشعر فى عالمه هو عالم الحضرة كماتحدث عادل الحضرة كما تحدث عادل القصاص فى حوار له مع عاطف خيرى فى منبرنا هذا فى ايكونات اخرى مخصصة , اخذين بقول عادل القصاص وهو شاعر وقاص نجد الشعر منبتا سريعا , للافكار مخلصا لها من شوائب اليومى اليومى المفتدع للتفصيلى الموهط , بذلك الشعرى عندما ينطلق وابدأ من اشعار العاطفة الخفيفة , كالاشعار التى تبدو كالزجل وفيها التصاوير المعادة من العشق ,والسهر , وحتى تلاوين الحب التى اصبحت معادة , بعد الثورة النزار قبانية هذا الرجل الاحسانى , الا يبدو الشعر بذلك مغامرة للغة , تشابه مغامرة الكرة نفسها
فى تناولها من لاعب داخل ذهن متكامل هو ذهن الفريق الكبير , الفريق يعمل فى نسيج متحيز , يسعى برفقة لينة الى احداث تغرات فى جدار المعنى الصلد للاخر , الاخر الذى هو الفريق الخاصم الساعى لنفس الهدف , الذى هو المكسب الكروى , المكسب الكروى الذى هو الاقوال , النتيجة , حسم وجودى لصراع معاد , الصراع المعاد يسجل فى ذاكرة التاريخ , ذاكرة التاريخ تسجل للفريق , الفريق يسجل لذاكرة افراد واجيال واسر وابناء يتربون على الفريق وفقا او لاوفقا لا اباءهم ,نعود للكسب فى الصراع يحدثه
التلاقح , يحدث الارتهان فقط على الممارسة , الممارسة يحدثها الارتهان فقط للابتداء , الابتداء مرتهم بالرغبة , والرغبة مرتهنة بقصد الكسب , والكسب بقصد اعلاء اسم الفريق والمجموع التابع له افراد
ومجموعات , فالفرد يحس بالنفسه ممتلا بنجاح فريقة , كذلك هو والافراد الاخر المشجعين لنفس الفريق
وكل ذلك هو الشعر , الذى يحسس بالامتلاء امام المجتمع , امام الاحداث , امام الواقع , امام الحياة نفسها بتفاصيله , الحياة بتفاصيلها مسجلة فى الشعر , يكون الشعر فيها كالكرة تبدا مرتهنة وتنتهى مرتهنة والارتهان الاكبر فيها ان لا تقف الممارسة , بذلك يمكن عزيزى حسن موسى ان نفهم لماذا لايكون الشعر ديوان فى بلاد مثل فرنسا وامريكا , تكون فيها المنافسات الكروية الجماعية وكذلك الانواع الاخرى من المنافسات الجماعية ككثيرة وكبيرة ولها اعلامها وحياتها العليا والسفلى , بينما الشعراء الكبار فى تلك البلاد معروفين لانهم يكفونهم مغبة تسجيل الحياة المتحركة كقطارات السبواى
احب ان اعود للكرة كتناول , الكرة ككائن مادى تائه ومتوه , كائن محدد ومحدد , بتحديده مولجا يكون التحديد بالفوز , وهو نفسه بان يتحرك ككائن يحدد لمحركه ان كان موفقا ان يكون اقرب او محرزا كاملا , بذلك الكرة ديالكتيك , ومن قال ان الشعر نفسه ليس الدياليكتيك , الم يبدا ماركس بالشعر وارسله لصديقة انجلز, وكان شعرا جيد السباكة وهو فى عمر العشرين حين توقف وبدا فى كتابته التى اسست للماركسية من بعد
الكرة تلك المتقافزة لايعرف احد لمن تتحرك , حتى الذى يمررها لايعرف ان كانت ستصل ام لا , ولكن الامر
فى ان هنالك مجهودات كثيرة تبذل , هى كيانات بحالها , فرق عرمرمة الادارات, لها كشافين ,ومدربين وطاقم طبى ومتابعين وسكرتارية واتحادات , كل ذلك يكون من اجل اعداد اللاعب تحت سياسة وادارة مايعتقد اغلب الناس وهو الاصح "المدرب", والامر فى ذلك كالمدرسة , اذ بين المدرس والطالب ,يكون كل ذلك جديد وقد يتشابك او لا ولكن يجب ان يحل , الكرة التى تتقافز ولا نعرف لمن تصل , بينما نحن
مشجعون او معلقين باحداقنا او مشدودين باعصابنا فى كل ذلك تشابه لى المفردة الشعرية , المتجددة داخل العالم الشعرى كله وهو عالم استجلاب ماهو غائب عن اليومى , ماهو حاضر فى اليومى يمكن ان
يحضر مفرداتيا , او حتى تسجيليا , ربما بنبض الشعر والشعر ,نبض , لانستطيع ان نقول هنالك قصيدة
باوصاف معينة ,ولكن هنالك قصيدة جيدة وهناك قصيدة غير جيدة , والامر فى غير جيدة هو كونها مزعجة
اى انها لم تجد القبول من كانوا يقرأون لشاعرها , ربما غير جيدة لانها ماهلة فى اللاشئ , ربما المفردات فيها فقط مفردات ,
وفى ذلك المستجلب الى عالم الورقة , ذلك العابر للذهن المستدركة , كان عابرا اولا للذهن المدركة , الذهن الخازنة , الذهن الاستقرائية , الذهن التنميطية , بتحديداتها من رفض او قبول لعالم خارجى
الا يبدو ذلك كالكرة التى تتقافز وتكون عابرة لذهن مشجع يكون فى حاضره ان يغلب , بينما الغيب
مستبطن فى ذاكرته , مستبطن فى قرارته , خوف الهزيمة ,ذلك التقافز والتمريرات واحتمالات الهزيمة
تكون عابرة لذهن اللاعب المسرع , المنتج , المتحرك , كشاعر على صفحة ورقته.
ياسر زمراوي
مشاركات: 1359
اشترك في: الاثنين فبراير 05, 2007 12:28 pm

مشاركة بواسطة ياسر زمراوي »

احب الان ابدا ملاحظة ذكرتها عام 97
بعد قراءتى لكثير من الشعر الغربى
وهى ربطى بين نمط الحياة والمسيرة العامة للحركة ,كذلك نمط الشخصية فى كل من الشخصيات فى بعض
البلاد الاوربية والتى قرات لشعرائها
والفكرة انه بقدر نمط الحياة ونمط الشخصية المتوفرة والتى يمكن قراته من واقع الشعر , نفسه , وامتلائه بالحركى ,او عدم امتلائه , وهل الحركى هذا استبطانى , ام استيهامى , او هو حركى عام قد يكون مناقضا
ولكن يسعه وجود فى عالم متوافر الفعل العام فى البلد الاوربى المعين , كل ذلك مع واقع الحركة وتنقلاته داخل النص من سالب الفعل داخل الشاعر الصوت الاول فى القصيدة والذى لايمكن ان يخفى , او موجبه, واقيس ذلك بحركة الكرة وتناولاتها صدا وكرا وفرا فى الفريق الذى يتبع له الشاعر
اذا اخدنا المدرسة الالمانية فى الكرة هى مدرسة تشتهر بالحركة المتداومة اى ان تكون التمريرات بين
الخط الاول فى الدفاع , ومن ثم الخط الثانى فى الوسط , ومن ثم تمريرات سريعة عرضية , فى الهجوم ,من اجل احراز الهدف مفاجئا , وتسمى بذلك الماكينة الالمانية
بشابه الامر كثيرا الشعر الالمانى الذى يصور صورة ساكنة , يبدا بتجميع ملامحها , كبدايات الافلام الامريكية, تكون تجميع لمشاهد , وعلما بان السينما الالمانية , هى من السينمات الاولى فى اوربا, بل تتبادل المواقع مع فرنسا , وبعد الصورة الاولى تتحول للثانية والحركة اكبر
لى امثلة لبعض الشعراء
واتى بعد قليل
ياسر زمراوي
مشاركات: 1359
اشترك في: الاثنين فبراير 05, 2007 12:28 pm

مشاركة بواسطة ياسر زمراوي »

لا تلتفت الى الوراء



لا تــمــضـي إلـى الــغــابــة
فـفـي الـغـابـة .. غــابـــة
و من يـمـضـي إلـى الـغـابــة
بــحــثــاً عـن الأشــجــار
لن يبحث عنه بعدها في الغابة
دع الخوف
الخوف يعبق بخوف
و من يعبق بخوف..... يشم
أبطال من يعبقون برائحة أبطال
لا تــشــرب مـن الـبـحــر
فــمــذاق الـبـحـر , يـصـبـو إلـى الـمـزيــد
و مـن يـشـرب مـن الـبـحـر , سـيـكـون ظـمـاّنـاً
إلـى الـمـحـيـطـات وحـدهــا
لا تــبـنـي لــك َ بـيــتــا ً
و إلاّ صــرتَ بــيــتــا ً
و مـن يــقــبــع ُ فــي الـبـيـت
يــكــون فـي انــتــظــار الــزائــر الـمـتـأخــّــر
لــيــفــتــح َ لـــه .
لا تــكــتــب ْ رســـالــــــة
ســـتـــؤول الــرســالــــة إلــى الأرشــيـــف
و مــن يــكــتــب رســالــــة
يـــُـــوقـــّــع عــلــى بــقــايـــــاه

الا تلوح الكتابة مكملة لقولى عن المدرسة الالمانية فى كرة القدم , اليس هو ايقاع ونبص حياتى , الا صيغة التعبير شعبية , اليست الغابة ملمحا جغرافيا طبيبعيا موجودا فى خارطة التضاريس الجغرافية الالمانية, اليس التنبيه بعدم الولوج اليها استحضار ذاكرة اخرى افريقية ومن ذلك اتت الشاعرية , ومن الخطو نفسه نماثل بذاكرة الشعر المستبصرة هذه , نماثل مماحكات ومداورات
وتمريرات ومخاطرات فى عالم الكرة الالمانية, الا تتحرك المشهدية التى يصنعها غونتر غراس لمستمعه المجهول , والذى هو قارئ غونتر والذى عليه فتح نبضه كما مخيلته لكامل الصورة الشعرية والمجازية , بتصاويرها , بالمهئ الذى اعده غونتر لقارئ الذى جعله منذ الوهلة الاولى مستمعا ومسمتع فى خانة المنصوح ,مستمع تتالى عليه النصائح كما تتالى الكرة فى اقدام اللاعبين
الالمان
ياسر زمراوي
مشاركات: 1359
اشترك في: الاثنين فبراير 05, 2007 12:28 pm

مشاركة بواسطة ياسر زمراوي »

كذلك النموذج الاخر عند راينر كونسة والذى قصائده بدأت شابه مع نهاية الحرب ونهاية النازية وتحمل المانيا لوزرها
تبدو قصائده كهدير عالى متصاعد يريد ان يثبت وجوده كما يريد ان يستبعد مضاداته ومعاديه , كما هو فى ان يصارع لاثبات خواصه
(مختارات من شعر راينركونسه)


اثنان يُجَدّفان

اثنان يجدّفان

في قارب

أحدهما

خبير بالنجوم ،

والآخر

خبير بالعواصف ،

أحدهما سوف

يجتاز عبر النجوم,

والآخر

سوف يجتاز عبر العواصف

وفى النهاية ،

تماماً في النهاية

إذْ بالبحر في الذاكرة

أزرق



القصيدة السابقة , تلوح كحركة كر وفر فى شخص اثنان فى قارب , والنسج العالى من ذات الشاعر , بصوته الذى من المحال ان
يختفى من القصيدة والا ذبنا نحن فيها , بصوته يكون الشاعر ينسج من تلاوين صوره الخاصة , استنباطاته , التى يراها ذاكرة قراء
يمضى عليها المحو , يعيد اليها خواطرها الرائحة وان كانت مهولة الجانب و تبدو لى هذه المفردات , مبعثرة فى فضاء عالم كامل
هو عالم المانيا بواقعها وواقع شبابها بعد الحرب العالم الثانية , نفسها المانيا التى تتحرك الان لاعبيها لاثبات قوة وجود
ولتحديد حدود خلفية لاعدائها من الفرق الاخرى , ولاثبات خواصه الكروية ونتائجها المثبنته لذاتها كفريق ودولة وشباب تابع للدولة
واجهزتها ومجموع كامل يؤمل منه الفعل الحسن كما الطفل الصغير.
ياسر زمراوي
مشاركات: 1359
اشترك في: الاثنين فبراير 05, 2007 12:28 pm

مشاركة بواسطة ياسر زمراوي »

ثم كانت ظلمةٌ شديدة



قيادة الدراجات

ننحرف ،

صوب الغابات

سائقو العربات يبتسمون

كغلمانٍ يافعين



وفى الغابة

على الطريق الفرعية ، تصلصل

العجلات كشُخْشيخة الأطفال



وعندما ننزل

كأنما من غربال هزَاز ، إذْ بالروح

مثل الرمال الناعمة



ومفتونةٌ باللَعِب


هذا النموذج اكثر ديناميكية فى وصف اللعب الالمانى فى كرة القدم , ربما لانه عن لعبة رياضية الان , بحسابات المسابقات الان , وكيفية انه يمكن عمل الحواجز والمسارات للدراجات البخارية ,
الحركات تبدو سلسة وانسيابية ويبدو فيها انتسابيتها لحركة العربات التى حولها وانسابيتها لحركة الطبيعة من خشخشة
الاوراق , القصيدة فيها نسج عالى من روح الطبيعة مع روح الحداثة ومنتجاتها , هذا النسج مفعم ومحاط بالديناميكية التى هى اساس
الحداثة الحاضرة بعد تحول العلم النظرى الى عملى ومنه الى تقنى اداتى صار محركات وناقلات , كل ذلك زخم معيشى اشار اليه
كونسه فى قصيدته
يبدو كونسه نموذجا مماثلا ومناهضا لوالت وايتمان فبينما وايتمان يسعى لخلق الروح الامريكية وتجميع هديرها واصوات اوراقها
من بين جدران المعامل والمزراع والسواقى الحديدية والجرارات وتحايا المزارعين , اغانى واهازيج افراحهم , تاتى الدروب بالمانيا
لتكون معادية لامريكا بنازيتها وعندما تدحر , يبدو كونسة , كاتبا فوق احساسش الذنب وطلب الغفران , يبدأ كاتبا باحساس الانجاز
الرغبة فى الحياة الابتعاث , النبض العائد , المستعاد , الصورة الزخمة التى كونت المشهد الحاضر الان عن المانيا والذى ساهم
النموذج الامريكى الواحد ,مع النماذج الغير مضاهية من العالم الثالث فى ان تجعل من اصوات اخرى للنازية تخرج
ياسر زمراوي
مشاركات: 1359
اشترك في: الاثنين فبراير 05, 2007 12:28 pm

مشاركة بواسطة ياسر زمراوي »

النموذج الاخر الذى احب ان اتحدث عنه هو نموذج واضح وان كان الشيوعيين ناهضونى كثيرا فيه , واقولها , ان فى السودان من الشيوعيين من كان يشاهد فى كاس العالم مباريات لبولندا ورومانيا قبل ان تصير قوة ضاربة , كما هنغاريا كذلك قبل ان تصير قوة ضاربة وكل ذلك بعد سقوط النموذج العسكرى , صادقت من الشيوعيين من يود تقبيل رفيقة والتماهى فيه صداقة حد مشاهدة كرة كاس العالم للفرق السابقة التى ذكرت , الامر الذى اود هو كيف ان الكرة فى تلك الفرق غير محددة نفسها منذ تناول اللاعب للكرة ان كانت مدرسية ام متروك الامر للاعب , تجد التمريرات قصيرة فى فترة طويلة فى ملعب الفريق الاول , بينما الفريق الخصم قريب , ومن ثم يتحرك اللاعب لتمريرها للاعب قريب , فيتحرك بنفسه ,تماما كاللاعب السودانى , يبحث عن زميله , الامر الذى يعطى الاحساس , بان اللاعب الشرق اوربى غير معتمد تماما على ذاكرة مستجمعة عنده فى تدريباته , ذاكرة لاتنتظر الصعود الى كأس العالم , او كأس اوربا , هذه الذاكرة المتناقصة والغير مستجمعة لاتساعده فى تحديد تمريرات تكون متشابهة وخلق او فرض لونية لعب , على الفريق المقابل , بمثل هذا الامر , وبمثل هدوء اللعب فى الكرة الشرق الاوربية , بمثل رغبتهم بالاحتفاظ بالكرة فى وسط الملعب , كان شعرهم , خافتا , تجميع للحظات الحياة , محاولة استدراج واقع قديم , معايشة ورغبة فى عالم قادم, ربما هو خطر , ولكن معايشة الحياة فيها كمغامرة هو ماكان يجب ان يكون عليه اصل الحياة فبذلك تتجمع الخواطر , هكذا الشعر البولندى مثلا مماثلا للكرة البولندية , ذات التمريرات القصيرة , ذات الكرة الغير مغامرة والمحتفظة بالكرة فى ملعبها ومتوقعة للحظة واحدة للهجوم , كل ذلك فى الشعر البولندى يلوح مناثرة لواقع يسعى للتمرد ويكتنفه فى داخله , ولكن ممكناته صعبه .
هات يدك لنهرب بعيدا
هات يدك كي نموت سويا
إقتربي من حافة قلبي
و أدخلي فيه
فكل بداية تبدأ
بالوقوع في القلب
تكون أروع بداية
و أجمل نهاية
......
هات يدك
لنرقص مع الزهور
هات يدك لنسبق الطيور
إقتربي من شفاهي
لأقبل جبينك الموشم
فقبلة الجبين
دليل الحنان يا عمري
هات يدك


شاعر غير معروف
ياسر زمراوي
مشاركات: 1359
اشترك في: الاثنين فبراير 05, 2007 12:28 pm

مشاركة بواسطة ياسر زمراوي »

بينما الامر الاخر هو فى شاننا العربى وثقافتنا ثقافة النفير التى تجعلنا نتناسى امورنا وصراعاتنا ونتنادى حتى تلوح الخلافات
الاساسية وتظهر . بذلك تنكسر الجبال الجليدية الصلدة بعد لحظات قد تطول ويكون الانهيار صاعقا
الا يشابه الامر كثيرا مما ختم به شعراءنا العرب اشعارهم
عندما تغنى الشعراء المقاومين فى فلسطين عن الارضو والبذرة والنماء بعد القنابل , كانت قصائدهم هذه نفسها تنتهى بالوعيد
لتكون القنابل التى ابعدت قنابل من شفاه الشاعر نفسه فى ختام قصيدته , اقول ذلك وفى البال الفرق العربية
وهى تتهاوى فى العشر دقائق الاخيرة فى مراحل متقدمة , من البطولات الكبيرة ككاس العالم , فالجزائر خسرت بارتباك فى دفاع
فى دفاعها عام 86 ومصر خسرت بارتباك فى دفاعها عام 94 وتونس خسرت فى 2006 مرتبكة بعد مباريات كبيرة ادتها فى الصعود , انتجت مذيعين توانسة مشهورين مضافين للشوال , ونذكر ان الجزائر عندما نالت كاس الامم الافريقية بمباريات ضارئة عام 1992 اتت عام 1994 وخسرت كثيرا , وكانها جبل وانهار
يمكن لقارئنا ان يعود لدفاتر الشعر العربى
فاما نضال بالهتاف ويختم بوجود الاحتمالات
واما حبيبة تضمخ بالوصف العسجدى وينتهى الوصف بانه لا يكون شئ من بعده , اى ان الاحتمال موجود ومجلوب للقصيدة
واى احتمال شانه فى ذاته شان نقاش ولاتجلبه اى قصيدة
تحياتى
واسف ان بدأت غريبا فى هذا الخيط عنكم
أضف رد جديد