ماذا نفعل مع المسلمين؟

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

شيخ عمر الأمين .....سلام

شيخ دي لو ما عاجباك ممكن تنبهني فربما يكون تقديري بأنها سوف تلقي استحساناً لديكم تقدير غير موفق ؟ وتنبيهكم سوف لن يؤثر علي أحمدية البساط باي حال فالبساط بيننا في الشأن العام ليس فقط احمدياً بل قادرياً ثم برهانياً وأدريسياً وتجانياً أسماعيلياً سمانياً....... وهلمجرياً.

لاحظ أنك بمداخلتك الأخيرة تقود "اللعب " الي مناطق صارمة كان ما تراجيدية ولا اقول جادة لأني لم اركن مطلقاً الي فكرة تعارض الجدية مع فكرة "اللعب" وبنظرة سريعة الي مضمون ما كتبته أستطراداً في هذا الشأن وتجاوباً مع أستفسارك عن الغناء لـ (ليلي ) ومن هو المقصود بذلك التعليق، ستجد أن الأمر برمته عبارة عن استحسان وتحفيز لفكرة اللعب المجيّه علي قول سيد اللعب المجيه ( مؤسس حزب الفن ) المؤسسة التي سوف ترعي مفهوم اللعب وتجيهه او بتسمية أخري أكثر دقة " الحرية " ( أن الفن لعبة جادة توفق بين العالمين المنفصلين ظاهرياً في الواقع وهما عالمي الحرية والضرورة الحتمية. ) كل هذا مرتبطاً بجوهر الموضوع الذي نتحاور فيه ونتحاير حوله هنا المنطلق والمتأسس علي صعيد الأسئلة الوجودية (ماذا نفعل مع ....) ،لكني اراك ذهبت بالموضوع الي مناطق بعيدة كل البعد عن جوهر القضية هنا وكمان بتاعت " ترجمة " صوفية ساكت الترجمة ما بتاعت نقل النصوص الي لغات تانية من لغتها الأصلية لكن تلك الحالة الوجدانية من النشوة التي تصيب مَنْ ظَفْر بِكرامة الوصول الي حالة الطرب المفضي الي عمق السلطنة ثم فضاء الترجمة ففتح له في حلبة الذكر والحضرة فأصبح يترجم ( الهبك اللبك.......) كما عند اهلكم المداحين والدراويش وشئ لله يا شيخ عمر..... الدخل الشيوعيون وفردريك أنجلز والقرد والعكاز والطبقة العاملة هسي هنا شنو ؟.

وكمان أنا ذاتي بحب اللعبه الحلوة والمجيهه وما عارف من وين جاتك فكرة صرامتي دي، يا ربي يكون من الصورة الفي البروفايل تبعي؟ ربماولا عشان شيوعي زي ما خاطبتني بصيغة "أنتو زاااتكم" في مقدمة مداخلتك وبالتالي يصيبني ما يصيب جدية الشيوعيين ؟،وهذا بالطبع حكم مسبق اليس كذلك .
أنا بحب اللعب خالص خالص ..مثلاً احب العب بالجسد "ارقص " واحب العب بالصوت " أغني " وعندنا في مجال الموسيقي عندما نسأل أحد الموسيقييين عن ماهية الآلة الموسيقية التي يعزف عليها يأتي السؤال كالأتي :
بتلعب شنو ؟ فيجيب بالعب جيتار ولا ساكسفون وهكذا دواليبك ..وحتي المسرح ولا بيت العرس الذي نمارس فيه مهنتنا كموسيقيين كان يطلق عليه قديماً في وسط السودان ( بيت اللعبه ) بالمختصر المفيد أنا ما عندي اي مشكلة مع اللعب ولا افتكر أنه يتعارض مع الجدية وأظنك تقصد( الصرامة) بتاعت الشيوعيين ولا غيرهم.

البال والصدر واسعين والزعل مرفوع بس خلينا في موضوعنا وأعمل حسابك الترجمة ما تسرح بينا في وادي ام صفقاً عراض وما نلقي اليرجعنا.

مودتي

وليد يوسف
السايقه واصله
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

صار الفكر حاير..

مشاركة بواسطة حسن موسى »

سلام للجميع و عفوكم على تأخري في العودة لهذا الخيط و عزائي في مثل الفرنسيس الذي يقول ما معناه: الوصول المتأخر خير من الغياب.
و تشابك مواضيع هذا الخيط يضطرني لفرزها حسب المتداخلين هنا و هناك فصبرا.



ما يتحيّر إلا مَغـَيـَّر
مثل سوداني

سلام يا وليد
في مداخلتك بتاعة 5 فبراير قفلتنا بسلامتنا داخل حظيرة "الحيرة" التي استنتجتها من قراءتك لملاحظاتي في موضوعي المعنون " ماذا نفعل مع المسلمين؟ ماذا نصنع مع حماس؟".
فأنت تبتدر تعليقك ناطقا في ضمير جماعة مبهمة بقولك" كلنا" في عبارتك" كلنا واقعا في شراك الحيرة.." ثم تمضي في شرح حيرة مصطفى البطل و تلخص وجهة نظره،كما تراءت لك.ياخي مصطفى البطل القاعد معانا هنا دا، كاتب فصيح ( و" نوعي" كمان) و هو آخر من يحتاج لمن يلخص وجهة نظره. و كونه " فضل الصمت البليغ" ،كما تقول، فصمته لا يعني بالضرورة أنه محتار. و فوق ذلك فأنت تجازف بشرح "قناعته بعدم جدوى الكلام أو التجاوب العاطفي مع شروط الوضع الإنساني الذي عمدت حركة حماس إلى خلقه"..ثم تجد لصمته المزعوم أكثر من سبب بين" شروط الوضع الإنساني" المزري في غزة و الذي تُحمّلا "حماس" مسؤوليته، قبل ان تلوماها ،مع " الأنظمة العربية المتسلطة ،" على " هراء الكلام" إلخ.
هذا ما كان من أمر تأويلك لحيرة البطل. أما حيرتك أنت فأنت حر فيها تشويها او تعمل منها مربّة ،لكنك يا وليد تخرّج على كيفك في ما أسميته حيرتي. و يبدو لي أنك اكتفيت من كلامي بقراءة عنوانه و استنتجت أن حسن موسى حيران و راسو مقطوع و عزمت على أن تبّرني بنصحك في كيفية " إتحاذ نقطة إنطلاق ما " لـ" التفكير من خارج الأزمة".أي و الله " التفكير من خارج الأزمة" ..طيب ياخي أحنا كان قدرنا نقيف "خارج القـَشْرَة "المرجعنا ليها شنو؟ أنحنا يا زول متوكرين "وكرة كلب" داخل الأزمة. و دافعنا الرئيسي للتفكير في المخارج الممكنه من الأزمة هو أننا طرف أصيل فاعل ( و قيل مفعول به) في أزمة حركة التحرر ضمن شروط العولمة التي تجعل الإصلاحيين الإسلاميين يعضون اليد الإمبريالية التي اطعمتهم زمانا.و لو بعد رأيي دا إنت شايفني متحير بطريقتك. و أنا بقول ليك الكلام ده عشان ما يجي زول تاني يقول لينا " ما تعملوا فيها ملكيين أكثر من الملك " أو" ما تبيعوا الموية في حارة السقايين الفلسطينيين".الملك يطير و السقايين وراه لو اعتبروا ان التفكير في شؤون حركة التحرر يخصّهم وحدهم، و لو بكره شمّينا ريحة ما عاجبانا في مملكة الدنمارك زاتها نمشي لحلفائنا في الحركة الديموقراطية الدنماركية نقول ليهم: يا زملا هوي " في حاجة معفـّنة في مملكة الدنمارك" ( هاملت)،أحسن تشوفوا ليها طريقة قبال ما تقوم تعفـّن علينا عيشتنا.
نهايتو،أنا ما موافق على استنتاجك بكون " الحيرة في كل الأحوال هي القاسم المشترك الأعظم بين مختلف الرؤى و المداخل"، لأنك لو قريت كلام المتداخلين التانين ـ بما فيهم البطل ـ لما احتجت لتجملنا جميعا في حيرتك الشخصية. و الحيرة، كما أراها من مشهدي الشخصي، هي حيرة أولاد المسلمين عند مفترق دروب الحداثات.فالقوم مضطرون للبقاء (على دينهم ) تحت شروط غول العولمة الرأسمالية الذي لا يعترف بالأديان إلا كترس من تروس آلة ضبط السوق. و سيظل تحالف الرأسمالية المتعولمة يلاحق أولاد المسلمين في كافة أحوال حركتهم و سكونهم" حتى يغيروا ما بأنفسهم" و يندمجوا في منطق السوق على هدي قوانين منظمة التجارة العالمية(بالتي هي أحسن أو بالتي هي أزرط) ،و لو اقتضى الحال فستتولى آلات الإفتاء المأجورة التابعة لمؤسسات السلطات " المتأسلمة" تسويق إسلام جديد يتماشى مع متطلبات مجتمع اسلامي " معتدل"و ممتثل و مندمج مع واقع النسخة الأمريكية من العولمة الرأسمالية. و ما حسن الترابي (و شركاه)، في فتاويهم "التحديثية" المتأخرة المداهنة لحداثة رأس المال ،ماهم إلا أول الغيث في مسار " الإعتدال" على صف السوق. و الإتجاه الجديد في الإدارة الأمريكية الأوبامية للتفاهم مع " الطالبان المعتدلين"ـ أي و الله قالوا: " الطالبان المعتدلين"ـ ما هو إلا أول خطوة في مسار الإنمساخات الطوعية و القسرية التي تنتظر اولاد المسلمين، على تباين مللهم و مذاهبهم ـ في مشهد السوق.و الحاصل اليوم هو أن أولاد المسلمين انخرطوا في مسار تراجع غير منظم أمام غول العولمة الرأسمالية.و في عز الفرار فهم لا ينسون حزازاتهم و مشاحناتهم المزمنة فيتوفرون على تبادلون اللكمات و الطعنات و هم تحت نار العدو، و أهي عايرة و أدوها سوط.
و يا وليد لو قريت كلامي( بدون عجلة) بتفهم كيف أنا شايف التركيب اللاحق بالأزمة كأزمة داخل حركة التحرر العالمي من هيمنة رأس المال.و لو فهمت شوفي للأزمة بتفهم تركيب المخارج الممكنة منها.

سأعود
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

الغول و العنقاء و الظروف الطبيعية

مشاركة بواسطة حسن موسى »


الغول و العنقاء و " الظروف الطبيعية":
يا وليد كتبت:
"و بعدين كدي النسألك هي خيارات الشعوب دي كيف بتتحدد في ظل شروط الحرب الإستثنائية؟المعروف ان العملية الديموقراطية هي عملية تتم ممارستها في الظروف الطبيعية و الإعتيادية أي في ظل شروط الواقع "السلمي".." و إذا كانت حماس أو غيرها أو حتى الصراع السياسي في الجانب الإسرائيلي نفسه قد جاءوا للسلطة في ظل شروط الحرب و الوضع الإستثنائي فكيف يمكننا الجزم بأن هذا الوضع يمثل خيار الشعب؟"
أها يا زول " ملاحظتك عن كون " المعروف"،(أي و الله " المعروف")،في قولك: " المعروف أن العملية الديموقراطية هي عملية تتم ممارستها في الظروف الطبيعية و الإعتيادية أي في ظل شروط الواقع "السلمي""، هذه الـ " ملاحظة" تفتقر للمنطق( و دا "حكم القيمة" الكنت الخايف منو قبيل) عشان حكاية " الظروف الطبيعية و الإعتيادية " دي لا محل لها من الإعراب في فضاء الصراع الإجتماعي المجدول من كل ما هو خارج على العادي.
و إنتخابات الفلسطينيين الحقيقية ( زي انتخابات الإسرائيليين)، التي تمت في تحت ظروف الحرب، تكذب زعمك بضرورة توفر " الواقع السلمي" لإجراء الإنتخابات. و اشتراطك توفر "الواقع السلمي" لإجراء الإنتخابات غريب لأن الإنتخابات هي ـ في نهاية التحليل ـ الوسيلة التي تتيح للشعب أن يتملك المفاتيح التي تفتح له أبواب السلم و الديموقراطية و التنمية . و لو انتظر الفلسطينيون توفر شرط " الواقع السلمي" فالرماد كال حمّاد، لأنهم لن يتمكنوا من مقاربة الديموقراطية أبدا.و فوق ذلك فأنت يا وليد تستخدم مقولة غياب شرط " الظروف الطبيعية و الإعتيادية" لتطعن في مشروعية الخيار الفلسطيني الذي سوّغ لحماس ان تحتاز على الشرعية السياسية في فلسطين. و حين تتساءل:" كيف يمكننا الجزم بأن هذا الوضع يمثل خيار الشعب ؟" ثم تذيّل تساؤلك
بـ " بمليون علامة استفهام" ، فأنت تقع في جريرة التحامل المجاني على ناس حماس لمجرد ان مشروعهم الآيديولوجي مخالف لمشروعك ( أها دا حكم قيمة تاني و ما خفي ازرط).
يا وليد الممارسة السياسية تحت شروط الصراع الطبقي وجه آخر من وجوه الحرب المستعرة بين الفرقاء الإجتماعيين. و لا أظنك تجهل قولة مولانا " كارل فون كلاوسفيتس"(1780ـ1831) التي تعرف الحرب بكونها" مواصلة للسياسة بوسائل مغايرة" (
Clausewitz,De la Guerre,Editions Rivage, 2006
كلاوسفيتس"عن الحرب").
و في ظل الصراع السياسي الدائر اليوم بين السلطة الصهيونية في إسرائيل و الشعب الفلسطيني، إختار الإسرائيليون الحرب كوسيلة ناجعة في تدبير سياستهم في الشرق الأوسط.و خيار الحرب كوسيلة في التدبير السياسي ليس إسرائيليا فحسب لكنه يتجاوز أسرائيل ليستند على خيار أوروـ أمريكي أصيل تشف عنه مواقف الحكومات الأمريكيات و الأوروبيات من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على مدى نصف القرن .و في هذا المشهد، مشهد خيارات الممارسة السياسية أمام اسرائيل، فالسلطة الإسرائيلية لا ترى غير سبيل الحرب مع أي جهة فلسطينية تخاطر بطرح مبدأ سلام عادل يرعى حقوق الفلسطينيين.و لو ذهب طاقم الإسلاميين الحماسيين غدا و حل محله فلسطينيون علمانيون يعملون من أجل تحررهم الوطني فستواصل إسرائيل حربها عليهم بنفس الشراسة.و قد عبّر" إيهود باراك" عن هذا الموقف قبل العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة بشهور و بطريقة تكشف عن العدوان المبيّت كاستراتيجية مستقرة في الذهن السياسي الإسرائيلي.ففي المقابلة التي أجراها معه ، في 3مارس 2008 ،"كلود لانزمان"، محرر مجلة " الأزمنة الحديثة" الفرنسية
Les Temps Modernes
(رقم 651 ـ 2008).يقول إيهود باراك، المحسوب بين حلفاء اليسار الإسرائيلي ، و الذي يعتبر من أهم شخصيات المشهد السياسي الإسرائيلي( وزير الدفاع الحالي و رئيس وزراء سابق)، يقول أن الإسرائيليين زهدوا في الأحلام الكبيرة من نوع حلم " اسرائيل الكبرى" الذي روج له اليمين الإسرائيلي المتدين أو حلم اليوتوبيا اليسارية الذي يتصور مجتمع شرق أوسطي جديد يتعاون فيه الجميع على صيانة السلام الدائم.و بعد زوال الأوهام يتوصل باراك إلى قناعة أساسية فحواها إن اسرائيل ستبقى بالقوة لاستحالة السلام بينها و جيرانها.و لن يكون هناك سلام ما لم تتوصل إسرائيل لإقناع العرب و بشكل حاسم بإستحالة هزيمة اسرائيل عسكريا و بأن الإرهاب لن يستنزفها و إن إسرائيل لا يمكن استدراجها إلى الفخاخ الدبلوماسية. و يخلص باراك إلى قناعة أن العرب لا يفهمون غير سياسة القوة و يدعم وجهة نظره بجملة من حجج بروباغاندا اليمين الأوروأمريكي الذي يجرّم المسلمين بدون فرز على الإطلاق و يجعل منهم العدو الرئيسي للحضارة الإنسانية ، ثم يتخذ من دعاويه العنصرية الساذجة ذريعة لإعلان " حرب الحضارات" على المجتمعات غير الأوروبية التي تخاطر بمقاومة سياسات النهب و القهر الإمبريالي، فتأمّل..

سأحاول إيراد مقاطع من كلام " باراك" عساها تضيء ما عتم من موقف الأسرائيليين في هذا المشهد.

سأعود
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

شرع الغاب

مشاركة بواسطة حسن موسى »

شرع الغاب..

و لنقرأ مقاطع من حديث إيهود باراك:

" إيهود باراك في مجلة " الأزمنة الحديثة":
..الشيء الأكيد، بعد كل هذه الحوادث " .."هو ان إسرائيل كانت ، و ما زالت ، و ستبقى، في مستقبل قريب البلد الأكثر قوة ضمن مجال ال 1500 كيلومتر من مركز القدس.
كلود لانزمان: 1500 كيلومتر؟
باراك: 1500 لغاية طهران..و بنغازي.
لانزمان: حتى طهران؟
باراك: حتى طهران نفسها.فنحن الأقوى سواء عسكريا او ستراتيجيا.".."إنها جيرة صعبة، بعيدة تماما عما يحدث في اوروبا الغربية أو في امريكا الشمالية.هذه جيرة لا تعرف الرفق بالضعفاء.و ليس هناك فرصة ثانية لمن لا يعرفون كيف يدافعون عن أنفسهم.إذا كنتم لا تعرفون كيف تدافعون عن انفسكم فستختفون.نحن نعرف هذا و نحن على استعداد للقتال.
".."في الحقيقة ، لو وسعنا افق الرؤية قليلا فسترى أن جوهر النزاع الجيوستراتيجي الرئيسي لعالمنا، في فجر القرن الواحد و العشرين،إنما يتمثـّل في ثالوث للمهالك اضلاعه مكونة من:
إرهاب الإسلام الجهادي المتطرف،
إنتشار الأسلحة النووية
و الدول " الصعلوكة" الخارجة على قوانين و أعراف المجتمع الدولي. ".."
و في عالم يمثل فيه هذا الثالوث خطرا حقيقيا ـ كونه يتمدد في الكوكب خلال تنظيم القاعدة و المنظمات المشابهة ، من موسكو لغرب أوروبا لنيويورك لبالي ـ فإن إسرائيل تقف في خط المواجهة الأول.".." و أسرائيل عندها القدرة والإمكانات التقنية لمواجهة هذا النوع من الأعداء و لإتخاذ خيار الحرب عند اللزوم.أن طبيعة إسرائيل و الثقة التي تتمتع بها ذات صلة بنجاحات العالم الحر في هذا الصراع.نحن مركز مواجهة طليعي للعالم الحر في المنطقة، و كما يحدث عادة ، فالمركز الطليعي للجيش هو الذي يتلقى أكثر الهجمات.و أيضا يجب اعتبار ان شرط العولمة مع تسهيلات استخدام التكنولوجيا الحديثة في الإتصالات و وسائل النقل، في هذا العالم الذي اضمحلت حدوده، يسهل من إنتشار المشكلة في العالم بأجمعه. و لن يطول إنتظاركم لأكثر من جيل واحد قبل ان تتساءلوا عما إذا كان في وسعكم التصدي تقنيا لهذه التهديدات.و قد صرنا نشهد بشكل متزايد الإعمال الإرهابية التي تم تدبيرها داخل الخلايا الإرهابية النائمة في أوروبا.و حدودكم ايضا مليئة بالثغرات.و بعض المسلمين كسبوا ثقلا سياسيا يجعلهم يطالبون بتعبير سياسي افضل لحقوقهم، و على اوروبا أن تواجه كل هذه التحولات.إنها نهاية أوروبا بوصفها فردوسا منعزلا، فسيكون عليكم ان تواجهوا نفس الأسئلة.و بوادر هذا الأمر ظهرت من قبل قي كوسوفو و في هولندا و في جنوب فرنسا و في انجلترا.و أظن انكم في دخيلتكم تعرفون كل هذا.
لانزمان: نحن نعرفه.
".."
إ.باراك:2008 تمثل لحظة صحوة من بعض الأوهام.فالإسرائيليون تخلصوا من حلمين كبيرين أحدهما يميني و الآخر يساري.فعند اليمين كان هناك حلم " اسرائيل الكبرى" الذي انبنى على الرؤية الدينية الخلاصية ( لكنهم اقتنعوا بأن هذا الحلم لن يتحقق).في أوساط اليسار كان عندنا حلم طوباوي كبير بملاك يهبط من السماء ليحتضن شرقا أوسطا جديدا.
".." لقد اتضح لنا ، بعد تجربة زوال هذه الأوهام،أننا يجب ان نحيا مع هذا الواقع الذي يتلخص في كون الناس من حولنا لا يحبوننا.و الكثيرين منهم يحلمون بأن نختفي او نرجع إلى من حيث اتينا.لحسن الحظ نحن أقوياء بما يكفي حتى لا نستجيب لمثل هذه التمنيات.يجب علينا ان نبحث عن كل الفرص التي تتيح لنا ان نؤثر، على المدى الطويل،على جهود السلام مع جيراننا و أن نضع في الإعتبار كل المحاولات الممكنة.لكننا يجب ان نحيا و أن نصبح أقويا بما يكفي لنبقى أحياء.الناس في اسرائيل يفهمون اليوم ان إتفاق سلام سياسي مع جيراننا غير ممكن إلا إذا اقتنع هؤلاء الجيران نهائيا بقبول حقيقة أن اسرائيل لا يمكن هزيمتها عسكريا، و أن الإرهاب لن يستنزفنا و أننا لن نسمح بأستدراجنا دبلوماسيا للهلاك بتقديم تنازلات بدون مقابل.
" طبعا أنا مدرك لأن آمال و أحلام خصومنا مختلفة.فهم يتمثلون الوضع الراهن على مرجع الحروب الصليبية.و مع ذلك فنحن نعرف ذواتنا بما يكفي لإدراك الفوارق.ففي حالة الصليبيين كانت هناك نخب تحت إمرتها جموع وافدة من كافة أنحاء أوروبا.و قد استفادت هذه النخب من التفوق التقني للأوروبيين في ذلك العهد لكي تغزو المنطقة.لكن في ظرف جيلين او ثلاثة تمكن الوسط الجديد من امتصاصهم و استيعابهم بشتى الوسائل ابتداءا من المصاهرة لغاية الفساد مرورا بملامح خصوصية أخرى للمنطقة وتم إبتلاعهم و تذويبهم تماما في البيئة الجديدة.و قد بلغ بهم الوهن مبلغه حتى أن صلاح الدين الأيوبي لم يفعل أكثر من منحهم ضربة الرحمة في معركة حطين. و حطين لم تكن معركة مواجهة بين كيانين مختلفين با كانت ضربة رحمة لعملية صليبية فسدت و تحللت حتى النخاع.تم هذا خلال عمر ثلاثة أجيال. هذا العمر نبلغه نحن في خلال جيل واحد.فعمرنا الآن ستون سنة.و في خلال جيل واحد سنبلغ ال85 أو ال90 سنة.و أظن ان عندنا إمكانية أن نصبح مجتمعا في موقع الطليعة من كل مجتمعات هذه المنطقة و أن نواجه تحديات و توقعات و أحلام سكان المنطقة.فإسرائيل قوية جدا.
".."لكن موقفنا غير قابل للمقارنة مع الصليبيين. فمنذ مولدنا في 1948 ضاعفنا عدد سكاننا عشرة مرات."
".." يجب علينا أن نعي خصوصية المجتمع الذي نبنيه.و هو مجتمع ينبغي له أن يكون في طليعة المجتمع العالمي في كافة المجالات، من التربية للعلوم.يجب على مجتمعنا أن يظل نموذجا للحياة الثقافية، نموذجا لنوعية الحياة، نموذجا للحياة من حيث هي.".."
" لكي نبني مثل هذا المجتمع يجب علينا تنسيق حركتنا لتفعيل التيارات المركزية للصهيونية و تمكينها بالمزيد من السلطة و النفوذ لكي تكسب سباق التاريخ الذي تنخرط فيه إسرائيل.و ذلك لأن هناك قوى معارضة قوية تلعب ضدنا: فلدينا نسبة عالية ، 20 في المئة من غير اليهود،أغلبهم عرب،بينهم متعاطفون مع الشعب الفلسطيني، أو يعتبرون أنفسهم فلسطينيين.و من جهة أخرى هناك اليهود الأورثوذوكس المتطرفين و عندهم رؤيتهم المميزة جدا لإسرائيل. طبعا هم مختلفون تماما عن العرب الذين يعيشون هنا.لكن رؤيتهم مخالفة لرؤيتنا.كان علينا أيضا أن نستوعب موجات الهجرة الكبيرة من أمريكا الشمالية و من الشرق الأوسط، من كل البلدان العربية.وظاهرة الهجرة هذه بسبيل أن تكتمل الآن. بن غوريون تنبأ بأن إكتمال استيعاب الهجرات سيدوم على مدى جيلين أو ثلاثة."


إن "إيهود باراك" كعسكري و كسياسي مهم ( محسوب على اليسار الإسرائيلي) في مشهد نزاع الشرق الأوسط ، يعي تماما أبعاد المأزق الأخلاقي الذي ادرك المجتمع الإسرائيلي. ذلك ان إسرائيل في مبتدأ أمرها انطرحت ككيان جغرافي إعتباطي يعتمد على قناعة قومية دينية و عرقية تعيد تعريف هوية المكان المحتل كمكان خاص باليهود.و في هذا الحيز المعرّف وطنا يهوديا تقوم إسرائيل باستبعاد غير اليهود من حق المواطنة حتى و لو تميز وجودهم بكونه سابق على ميلاد الدولة اليهودية، كما هو حال الفلسطينيين الذين يعيشون داخل إسرائيل.و قد ساغ هذا الوضع الإستثنائي، وضع الـ " أبارتايد" الإسرائيلي كـ " أمر واقع" ضمن شروط جيوبوليتيك " الحرب الباردة": المشكلة هي أن صفحة الحرب الباردة انطوت بخيرها(؟) و شرها.و اليوم في شروط عالم رأس المال المعولم تضمحل ثوابت هويولوجيا الجغرافيا و القومية و الدين و العرق و يجد مجتمع اسرائيل ( مثله مثل غيره من المجتمعات المعاصرة) نفسه أمام أسئلة هويولوجيا صراع الطبقات.هذه الوضعية الجيوسياسية الجديدة غير مريحة إطلاقا للجهات التي ألفت التصرف وفق امتيازات عهد الحرب الباردة.و ليس هناك من مثال أكثر بلاغة من أليغوري " الجدار" الذي إنهار في برلين معلنا نهاية عهد الحرب الباردة لكن الإسرائيليين يعيدون تشييده في فلسطين بصلف وعناد عجيبين كما لو كنا نحيا في زمن الحرب الباردة البائدة . هذا الجدار الذي يشيده الإسرائيليون حول امتيازهم الإقتصادي و العسكري المذنب و المفبرك بجاه الهيمنة الكولونيالية هو أيضا ستار يحميهم من رؤية التناقضات الإجتماعية داخل هذا المجتمع الإسرائيلي الذي تأسس على حلم يوتوبيا ( الكيوبتز) لم يبق منها اليوم سوى أضغاث ثقيلة يتبرأ منها الجميع.و لكي يتجنب "إيهود باراك" مقاربة الإشكالية الطبقية لصراع الشرق الأوسط فهو مستعد للغوص في عمق تاريخ الحرب الصليبية ليخرج بـ "نظرية " هانتنغتونية" تؤجج لـ " صراع الحضارات" بين المسلمين و المسيحيين. و "باراك" يتناول المسلمين ككتلة شريرة صماء في مواجهة " العالم الحر"أو في مواجهة" الحضارة اليهودية النصرانية". و في هذا المنظور يقدم إيهود باراك إسرائيل ـ و قيل يقدم كل اليهود بدون فرز ـ كـ " طليعة العالم الحر" في مواجهة المسلمين.بل هو لا يتورّع عن تخويف الأوروبيين من غدر الجاليات الإسلامية في المجتمعات الأوروبية حين يوصف الأقليات المسلمة في المجتمعات الأوروبية بعبارة " الخلايا النائمة" التي تتربص في الظلام..
و إذا رغبنا في عقلنة برباغاندا "إيهود باراك" و إنخراطه المتحمس في الإعتداء على الفلسطينيين في غزة، بعدها بشهور، فمن الضروري النظر إليها في سياق مناورات الإنتخابات الإسرائيلية التي كانت قيد التحضير. فباراك ـ من جهة أولى ـ كان يخاطب الأوروبيين و الأمريكيين بقوله :المسلمون إرهابيون و هم خطر على "العالم الحر" و نحن في خط المواجهة الأول ،و بما لدينا من خبرة و عتاد، يمكننا صدّهم و تلقينهم أقسى الدروس .فقط ننتظر منكم أن تشيحوا بوجوهكم بعيدا عن مسرح الأحداث حين نشرع في ذبحهم. و من جهة ثانية، فالرجل يخاطب الناخبين الإسرائيليين في مزايدة مكشوفة على اليمين الإسرائيلي المتطرف قائلا : الفلسطينيون لا يفهمون غير القوة و إسرائيل قوية بما يكفي لسحقهم و إجبارهم على الإمتثال لإرادة القوة.
التأييد القوي الذي أبداه الرأي العام الإسرائيلي لمجزرة غزة بدا بشكل واضح في نتيجة الإنتخابات الإسرائيلية التي أعطت اليمين المحافظ أغلبية برلمانية مريحة.و يعلق الباحث و الكاتب الإسرائيلي اليساري ، "ميشيل فارشافسكي" على هذه النتيجة بكونها تجسد من جهة أخرى" إنهيارا" تاريخيا لليسار الصهيوني الذي كان ـ لسنوات طويلة ـ يعتبر نفسه و الدولة الإسرائيلية شيئا واحدا. يقول فارشافسكي:
" لغاية أغسطس 2000 كان المجتمع الإسرائيلي منقسما لكتلتين متعارضتين ضمن المناقشة المستعرة في صدد الإعتراف، أو عدم الإعتراف، بحقوق الفلسطينيين و بحركتهم الوطنية،أو حول ضرورة إنهاء الإحتلال أو حول سؤال المساواة في الحقوق بين المواطنين اليهود و العرب.و حين قام "إيهود باراك" بكسر مسار المفاوضات مع الفلسطينيين و التأكيد على أن خلاص إسرائيل لن يكون إلا من خلال حرب عقابية دائمة ضد التهديد العربي، تمثلت عاقبة هذا الموقف في كسر حركة السلام التي انتخبته أنذاك كممثل لـ"اليسار".و يبدو ان الأمر الذي لم يتوصل "إيهود باراك" لإدراكه هو أنه كسر حزبه نفسه.أن أكذوبة " كامب دافيد" قد قتلت حركة السلام و حزب العمال في آن."
و يعلق فارشافسكي على فوز " نتنياهو" المحتمل أنذاك
".. أغلب الظن ان " نتنياهو" سيكون هو رئيس الوزراء القادم".."لكن إنتصار" نتنياهو"،الرجل الذي يعد أحد أهم ستراتيجيي تيار "المحافظة الجديدة"(نيو كون) في إسرائيل،بعد شهرين فقط من سقوط ممثلي "المحافظة الجديدة" في الإنتخابات الإمريكية ،يبشر بتوتر قادم بين تل أببيب و واشنطن.."
Michel Warchawski,Siné Hebdo, 18 fev.2009

من كل هذا نخلص إلى أن عقلنة النزاع الحاصل في الشرق الأوسط لا تكون إلا بمداومة النظر في طبيعة كل خيط من خيوط نسيجه المعقد و بطريقة تليق بالتركيب اللاحق بكافة جوانبه المحلية و الإقليمية و الدولية.و هذه المهمة العسيرة لا تخص الفلسطينيين و الإسرائيليين وحدهم طالما أن هذا النزاع سيظل يطفح عن ماعونه الجغرافي و يطالنا و يؤثر على خياراتنا السياسية بطريقة أو بأخرى.
سأعود
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

لا فض الله فوك

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


أخى استاذ الأساتيذ التشكيليين الدكتور الفنان حسن
لا فض الله فوك ..... وقل حاسدوك
والخطأ اللغوى فى فيك والتى يفترض فيها أن تكون فاك فهو ليس من عندى ولكنه مقبول بحكم السجع.
ليس فى حديثك أى درجة من الإنحياز ضد أو مع حماس، لكنها الموضوعية ـ قاتلها الله ـ تلك التى تلوى أذرعنا فتحملنا على أن ننصف من لا نحب أحياناً أن نراه منصفاً لأنه يقع فى خانة من لا نحب أن ننحاز له. فهل نتباكى من الموضوعية، أم نتباكى على الحقيقة فى تجافينا عن التحقيق؟ ذلك أننا من الذين يكرهون حماس بحسب موقفنا الثابت (الكاره) دائماً (لمؤسلى) السياسة المعاصرة ونقع جراء ذلك فى تناقض يقض مضجعنا، أننا نتخندق مع الصهيونية فى خندق واحد، وهذا مما لا نستسيغ بلعه بسهولة ويسر. ولو بلعناه فإن أشواكه ستجرّح علينا حلاقيمنا. وذلك بالطبع على خلاف ما سنعايشه من سوء الهضم السياسى والفكرى كليهما بعد هذا البلع الموجع. وهذه حالة ينبغى أن تجعلكم تشفقون علينا وتحنون لحالنا. ألا يكفينا ما سببه ويسببه عسر البلع و الهضم فى بلعنا و محاولتنا هضم سبكة الإمبريالية، تلك التى ظللنا لعقود عدة نعتبرها جالبة الشرور والآثام فى عالمنا المعاصر؟ فكيف يجوز لكم أن تثيروا علينا مواجع البلع وحلوقنا ما زالت (مشققة ومجرّحة) جراء بلع (أشواك/ق) هذه الإمبرايالية التى كانت ألعن خلق الله عندنا، فأصبحت بين ليلة وضحاها من أعز أصدقائنا؟ أليست لعينة هى هذه الموضوعية؟ الله يقعطا ويقطع طاريها المنكت علينا عيشتنا خاصة زى ناس عمر اللمين اللا مريحنا مع الجمالية الأوروبية لا مرتاح هو فى ذات نفسه...... يقوم يجى داخل علينا حسن موسى زاتو ـ القاعد ومتحكر معانا فى بيت السياسة ـ عبر نوافذ الموضوعية ؟؟؟
لا أدرى هل أعود أم لا، فقلبى يحدثنى أن لا أعود....... ولو عدت لقلت حديثاً (أشنى) فى حق (مبلوعاتنا). وسيزيد من زعل عقلية الحداثة منى .... الأصلاً ما عاجبا قراية كلام زى كلامى المشاتر دا.
للجميع المعايا والمامعاى محبتى وشوقى أن أراهم ذوى حلاقيم كحلاقيم الجمال، تقضم وتبلع الشوك فلا يضيرها.
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

حسن موسي ....سلام

قريت ملاحظاتكم حول أسئلتي وسأصبر عليك هذه المرة حتي تكمل "رسمك" وأيضاً حذراً وتفادياً للمركبات الشياطنية وبعد ذاك سيأتي تعقيبي علي ملاحظاتكم الأخيرة.

مودتي

وليد يوسف
السايقه واصله
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

الحفـّار يملا

مشاركة بواسطة حسن موسى »


الحفـّار يملا شبكته



سلام يا وليد و شكرا على المهلة..
عفوا يا صحاب على تأخري في العودة لهذا الخيط،أعني خيط الإسلام المقيم تاريخيا "خارج التاريخ". لكنها أمورالدنيا...
الدنيا؟(يا لها من عبارة..) ترى كيف سيكون مآلنا فيما لو كنا اشتغلنا بأمور الـ " العليا" ( ترجم " الآخرة") التي قيل أنها خير و أبقى لأولاد المسلمين؟ وما أدراك ما " الآخرة " التي فتنت خواطر اولاد المسلمين حتى استنكفوا الحياة و ارتضوا الموت بذريعة حياة" آخرة" عامرة بملذات حسية معقلنة على مرجعية مجتمع رأسمالي إستهلاكي و مفارقة لأدب الخلق العظيم الذي هو في اصل الدين (" و إنك لعلى خلق عظيم" القلم4)؟ .
و لطمأنة الصديق الوليد القلق على تاريخانية الدين(مداخلة 22 فبراير2009)، فأنا استخدم عبارة " الدين" في معني الإعتقاد الذاتي الإعتباطي و "البريئ" الذي يمنح الإحياء قناعة و مناعة تمكنهم من قبول الموت كصيرورة وجود أو كمعبر نحو الحياة " الآخرة"، فيما وراء هذه الحياة " الأولى؟". هذا الدين الذاتي الذي يقيم خارج التاريخ و يتعالى عليه ، في ذلك الموضع الغميس الذي سميته " حنايا الأفئدة"،هو دين سابق على عقلنة الإله، بل هو سابق على الكتابة ، دين خارج النـَّص"نص الطبقة" لو جازت العبارة ـ في معنى كونه دين مستعص على الكتابة كممارسة عقلانية غايتها تصنيف المفاهيم و تنظيم تراتبها السياسي.و في هذا المنظور فكل دين يفلت من كِنّ الحنايا لا يعود دينا،لأنه يقع في حرز التاريخ الجمعي و ينمسخ مادة في باب الخلق الأدبي او/ و التنظيم السياسي.
و الدين الذاتي ككائن مفهومي مستعص على التاريخ ليس نسيج وحده ، فالتاريخ ـ كمنهج في فهم ظواهر المجتمع ـ لا يطال الجزء الأ كبر من تلك الكائنات المفهومية الأخري ، التي تشكّل وجودنا الفردي و الجمعي،و التي تشارك الدين في جذر الإعتقاد الإعتباطي كما الحب (و الكره) و الجمال( و القبح) إلخ..(و في "إلخ" زد البطولة و ( و الخيانة) و الشجاعة ( و الخوف) و التنجيم و علم الذوق و علم النفس و علم الشعر..).
طبعا تركيب مسألة تاريخانيةالدين يتأتـّى من كون دوائر هذا الدين الفالت من وعي التاريخ تملك ان تتداخل ـ بطريقة أو بأخرى ـ مع أشكال الوجود التي يتلبسها الدين التاريخي بأشكاله.بما فيها الأشكال العلمانية للإعتقاد الديني.(كالإعتقاد في السودانوية او الإيمان بنادي الهلال)
و حين يبادر نفر من أولاد المسلمين الحداثيين بتنظيم انفسهم ـ داخل المجتمع المسلم ـ ضمن شكل تنظيمي يسمّونه " الأخوان المسلمين" أو " الجماعة الإسلامية" أو " التيار الإسلامي " فهم يفرزون جماعتهم من " أمة محمد" التي لم يساورها الشك يوما في حقيقة هويتها كجماعة على دين آبائها بقوة التقليد. و ضمن موقف الفرز المفهومي ـ الذي هو فرز إجتماعي ـ يصون مفارقو دين الآباء " مسافة نقدية" تمكنهم من إعادة إختراع الدين على مقاس ضروراتهم الطبقية و هم في آمنون في علياء المشروع الإصلاحي..
" هؤلاء الناس" خرجوا من الدين حين خرجوا من ملكوت الإعتقاد لملكوت النقد .
لكن خروج المسلمين الإصلاحيين من ملكوت الخرافة لملكوت التاريخ لا يعني أنهم تخلصوا بالمرة من أحابيل الدين الخرافي.ذلك أن حضور سؤال الموت في أفق الحياة لا يني يردهم ـ بل و يردنا نحن المتعلمنون الزاهدون في الإيمان الجاحدون بنعم الإله و بنقم الشيطان،" نحن" الذين" جدّفنا على الخالق قبل الخلق و التكوين من قبل الخطيئة" نفسها، كما قال شاعرنا العظيم الضليل في ذلك الزمان القديم ـ يردنا ، معهم، بطريقة واعية أو بأخرى لا واعيةـ إلى دائرة الخوف البدائي القديم المقيم في عتمة "حنايا الفؤاد "، و "العاقل ما ببيع سرواله" كما جرت حكمة الشعب. و في هذا المشهد يجوز لتساؤلي: ماذا نفعل مع الدين؟ ان يصبح :ماذا نفعل مع الموت؟ ( و لو شئت قل :ما ذا نفعل مع الحب الذي انتاب الأهالي على حين غرّة؟) شايف؟
في خيط " ماذا نفعل مع الموت؟" محاورة شيقة بين النور حمد و مازن مصطفى.و لو راجعتها للمست منها مقدار التركيب اللاحق بسؤال الدين في منظور التاريخ.
فقد سأل مازن مرة: ..و هل يقبل الدين بالعلمانية؟
فرد النور :" مشروعنا يتلخص في الحفر الذي ينتهي بالدين لكي يقبل بالعلمانية و هو مبسوط و منفرج الأسارير.و أظن ان مازن عاد للتساؤل: و هل يظل الدين هو ذات الدين؟
هذه المحاورة تنبهنا لضرورة تعريف نوع الدين الذي نحن بصدده.فمن اللحظة التي تنبه فيها أولاد المسلمين في بداية القرن التاسع عشر لضرورة " الحفر" في الدين حتى يواكب متغيرات حداثة المجتمع الرأسمالي تفرقت بالمسلمين سبل تحديث الدين حتى لم يعد أحد يعرف أين يبدأ الدين المعلمن و أين تنتهي العلمانية المتديونة، و قد صرنا اليوم في موقف " الحفـّار "يملا شبكته، بيد ان جمهور الحفارين لم يعد يقتصر على أولاد المسلمين وحدهم، لأن أولاد النصارى و بناتهم و أولاد اليهود و أولاد البوذيين وأولاد الهندوس وأولاد بمبا مما جميعو ، كل زول شايل كَدَكّايته و جاي يحفر يطلّع دين ديننا، و كل بأجندته الخاصة " و الموت واحد".
يا " شيخ "عمر لا بد من عودة متأنية للسوح في متاهة هذا الحفر المتكاثرة يوما بعد يوم،(ياخي أنا مافهمت سبب إتفاقك مع أخونا " سليل السادة السنوسية " و معي و مع الأخ مصطفى البطل في بروغرام واحد.اشرح ينوبك ثواب.
يا محمد جميل عفوك على التسويف ، فحديثك عن تأثير جماعة الضغط الموالية للسياسة الإسرائيلية في الولايات المتحدة ( إيباك) يتطلّب وقفة أطول.و قد وقعت مؤخرا على مقاطع مثيرة للتأمل في كتاب " اللوبي الإسرائيلي و السياسة الخارجية الأمريكية" لباحثين امريكيين مهمين هما جون ميرشهايمر و ستيفن والت
J.Mercheimer & S. Walt
و الكتاب أثار ،و ما زال يثير، جدلا مهما حول مستقبل العلاقات الإسرائيلية الأمريكية بالذات في مشهد الإدارة الأمريكية الجديدة.
و لا أعرف ما إذا كان الكتاب قد ترجم للعربية أم لا لكنه فيما يبدو من الكتب التي يحتاجها كل من يخوض في موضوع أمريكا و نزاع الشرق الأوسط.
و هذه فولة آخرى أرجو ان يقيض لها فريقها المستحق من بواسل الكيالين .
لا بد من عود..

مودتي
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

سلام ....حسن موسي

في مداخلتي تبع 5 فبراير لم أقٌم بقفل أي محاور من المحاورين أوالمتداخلين في هذا الشأن داخل حظيرة "الحيرة" و التي هي بدورها لم تأتي فقط كأستنتاج لملاحظتك المبزولة هنا وحقوق( المبزولة) العاجبني جداً محفوظة ليك، المهم يازول كما قلت لم يأتي استنتاجي لمكامن الحيرة في تحولات الزمان او كما سميته أنت مفترق دروب الحداثات فقط من خلال تفاصيل الحوار الدائر هنا حول مجريات أحداث غزة بل الموضوع أكبر من هذه المناسبة بل لربما كان متجاوزاً لها لما هو أشمل وأوسع وأكثر عمقاً حسب منظوري الخاص، لذلك جاء أستخدامي لضمير الجماعة "كلنا" و هذا لا ينفي بالطبع أن واحداً من المعاني الأفتراضية لكلمة " الحيرة" تحديداً او مفهومها المنشود هنا في موضوعنا هذا والذي يتعلق لديَّ علي نحو مباشر بمسألة تباين وتعدد وجهات ومنطلقات تناول أحداث غزة الأخيرة نفسها وقد قمت بشرح هذا المقصد علي نحو كافئ وتوضيحه بدقة معقولة، مثلاً ما قلته من وصف لفكرة( البطل) التي تناول فيها الموضوع من وجهة "الحدث الصحفي" اليومي المتابع لمجريات الأحداث لم يكن كما وصفته أنت ساخراً مجرد تلخيص أو شرح قمت به نيابة عن الكاتب الفصيح والنوعي كمان، بل كان ما قلته يعبر عن وجهة نظري الشخصية حول أتفاقي معه في مضمون كلامه عموماً وهذا شئ لا يحتاج لجهد جهيد ودرس عصر او شرحاً عنقريبياً كما يحلو لك والمقصود منه كان بالتحديد هو تقديم ربط عضوي بأصل الموضوع ومثار بوستك الماثل بيننا و الذي هو أمتداداً للحوار الذي كان قد بدأ في مكان آخر هو بوست ( البطل ) (هُراءٌ.. كالكلام بلا معانى!) لكنك فضلت كب الزوغة من التحاور هناك وقمت بمواصلة الحوار في مكان آخر فارداً له حيزاً في ملعب يخصك نسبياً لشئ ما في نفسك ولربما كما قلت مقترحاً لـ ( البطل) (حقنا للحبر) وتفادياً لـ "العواسة المبطنة" التي تدخرها لغيره كل ذلك بعد عملية التنابذ بالألقاب التي بدأت تلوح في الأفق وتعكر جو الحوار وتزج به في أتون الشخصي ولربما كان تاكتيك لعب "العبيد الكبار" وايضاً بعد الخروج عن نص الموضوع العابر الذي جاء علي كيبورد أحد المشاركين الصفويين علي حد تعبيرك فأنتهرته بترك عادة شرح العناقريب كيما تتاح لك ولنا فرصة مواصلة الموضوع ـ (بالله عليكم أرحمونا من شرح العناقريب و خلونا نرجع لموضوعنا في خصوص ما يدور في غزة مما أثاره مصطفى البطل).قلت خلونا نرجع لموضوعنا لكنك لم ترجع هناك لذلك جاء تلخيص وجهة نظري وليس شرح كلام الكاتب الفصيح ( مصطفي البطل ) الذي هو وعلي حد قولك (و هو آخر من يحتاج لمن يلخص وجهة نظره.) بل القصد كان هو تقديم ربط لما اتفقت فيه مع الكاتب الفصيح.

هذا ما كان من أمر حيرتك في فهم مقصدي من حيرة مصطفي البطل أما حيرتي انا فلن أشويها ولن اعمل منها مربة بل سأسعي الي تقريبها لك ما أمكن ويا أقنعتني... يا اقنعتك... يا ذهب كل منا الي حال حيرتة الأختياري منها كان أو الجبري. وحيرتي التي قصدت لاتعبر عن حالة أختيارية ونظري لها حالة كونها شئ يرقي الي مستوي المعطي الموضوعي المتجاوز لحدود الأختيار وتتمثل في الآتي منذ سقوط طيب الذكر ( الأتحاد السوفيتي السابق ) الداعم الأقوي لحركات التحرر الوطني في الفترة السابقة لزماننا هذا وبروز ( الولايات المتحدة ) كقطب أوحد في العالم يمارس دور شرطي العالم ويضع قدمه حيث ما شأ لا يجد من يعترضه ويقول ليه اقعد في علبك وبعد الفراغ القطبي الذي كان يشكل توازناً أستراتيجياً في عالم ما كان يعرف بالحرب الباردة بسقوط العملاق الأشتراكي طيب الذكر وسعي شرطي العالم ( اليو أس أيه) الي خلق عدواً أفتراضياً يملأ به هذا الفراغ اللازم لضمان بقاء دولة الرأسمالية المتعولمة المهيمنة التي لا تستطيع العيش والبقاء في ظل فراغ قطبي ولابد من التخطيط لنظام عالمي جديد يستوعب تلك التحولات، في ظل تلك الأحداث التأسيسية التأريخية العظيمة كان لابد وأن يحدث بالتالي تحولاً كبيراً في مفهومي "حركات التحرر الوطني" التي كانت فيما مضي تلعب دوراً قوياً وتمثل جزاءً اصيلا ًفي تكوين الصراع القطبي رغم وطنيتها الأفتراضية وهذا الوضع الجديد والتحول الكبير في العالم وضع تأثيراته المباشرة وغير المباشرة في خارطة هذه الحركات وصار من الصعوبة التفريق هنا بين مفهومي "حركات التحرر الوطني" و و"حركة المقاومة " اللذان يبدوان ظاهرياً علي درجة عالية من الأتساق والتناسق الداخلي كأنهما وجهان لنفس العملة في حين انهما لا يمثلان هذا التجانس والأتساق علي هذا النحو الكامل،كيف ؟
حركات التحرر الوطني كتعريف ابتدائي متعسف هي تلك الحركات الوطنية التي نشأت في رحم الدولة المٌسْتَعمرّة الغاصبة و المناهضة لها في سبيل نيل الأستقلال عنها ومن ثم تكوين دولة وطنية قادرة علي الأعتماد علي نفسها في صياغة مستقبلها وصناعة مصيرها وتأريخها مستخدمة في ذلك كل الوسائل المتاحة لها في تحقيق هذه الغاية السامية أن كان ذلك علي مستوي الفعل العسكري المسلح او علي مستوي الفعل السياسي او الحقوقي ودورها أي حركات التحرر الوطني لا ينتهي بأنتها مهمة طرد العدو المستعمر من الحدود الأدارية الجغرافية المصنوعة مسبقاً من قبل الدولة المستعمرة نفسها بل يتجاوز ذلك الفعل الي التخلص من كل العلاقات التي تؤدي الي الأرتباط بهذا العدو المستعمر علي مستوي العلاقات الدولية الأقتصادية منها والسياسية وما الي ذلك بل الي خلق تنظيم مناهض لفكرة الأستعمار بوصفة يمثل مرحلة من مراحل تطور النظام الرأسمالي ولهذا نجد أن لجوء معظم حركات التحرر الوطني الي المنظومة الأشتراكية وربط مصيرها به كان لهذا السبب المحوري المتثل في عملية التحرر من النموذج الرأسمالي المخلف من قبل الدولة المستعمرة وأتخاذ طريق تطور آخر يفضي الي دروب تحررية مستقلة عنه.لذلك يمكن لحركة التحرر أن تكون حركة مقاومة في نفس الوقت وذلك بغرض تحقيق أهدافها السياسية الأستراتيجية عن طريق الفعل المسلح في حين أن حركة المقاومة التي تكتفي بالسعي لطرد العدو المحتل أو المٌستَعمِر فقط من الحدود الأدارية الجغرافية الكائنة لتحل محله عن طريق الفعل المسلح وتحافظ في نفس الوقت علي كل العلاقات الأقتصادية والسياسية والفكرية الرأسمالية التي هي جزءً لا يتجزأ من تكوينه فسيكون من الصعوبة أطلاق صفة "حركة التحرر " عليها وكما ذكرت في معرض تحليلي الذي غضيت عنه الطرف يا حسن موسي ما عارف من قصد أو من غيره ذلك المتعلق بالنقطة المركزية التي تناولت فيها فكرة تقلبات الزمان وعملية تطور شروط الحياة المعقدة لنفسها وبنفسها في مضمار التطور السياسي الأجتماعي الذي سوف يكسب ويورث بعض الأوضاع ويقوم بتغيير قسري في هندسة الأنساق الداخلية ويؤثر علي نحو قوي في عمل السياقات الشئ الذي يجبرنا أؤكد يجبرنا علي الخروج والتركيز في نظم التحكم وأدارة الأزمة وكيفية الأحتواء حرصاً علي البنية البشرية السكانية،فالزمان ليس زمان ( حماس) بل ليس زمان اي من الدول العربية في المنطقة أزاء الزمان الأسرائيلي الباطش بقدراته الأقتصادية الهائلة وآلته العسكرية الفتاكة وهذا الوضع هو وضع حيرة لا اكثر ولا اقل وأقول ..أذا ارادت حركة حماس ان تكتسب صفة" حركة التحرر الوطني" كما أعتقد لما كانت وافقت علي المشاركة في الأنتخابات التشريعية ولا وافقت علي الوصول للسلطة عبر آليات أتفاق( أوسلو) سئ السمعة لأن فيه أعتراف بدولة أسرائيل علي نحو عملي طالما كان أتفاق أوسلو هو الأتفاق الوحيد الذي وقعت عليه المقاومة الفلسطينية يتضمن علي نحو صريح الأعتراف بدولة أسرائيل مقابل قيام سلطة فلسطينية في ( غزة وأريحا) وبذلك تفقد حركة المقاومة الأسلامية (حماس) كل مصداقيتها كحركة تحرر تسعي الي تقديم مشروعاً تحررياً أنسانياً أستراتيجيا نخاف ونخشي عليه من الأنمساخ تحت غوائل مؤسسات الحداثة الرأسمالية؟؟ كما سوف تقوم بذلك بقصر صراع التحرر في حدود صراع "السلطة"الشئ الذي سيؤدي بدوره الي أضعاف البنية الداخلية لحركة التحرر الفلسطينية نفسها وهذا هو ما حدث علي وجه التحديد كما حدث قبلاً في الثورة الجزائرية أما مسالة أطلاق صواريخ القسام علي المدن الأسرائلية فكان الغرض منه ليس أرهاب العدو الأسرائيلي لطرده من الأراضي "المقدسة" الفلسطينية المحتلة بعد أنتهاء الهدنة بوصول الحركة وتمكينها في مدينة غزة المحررة بل كان الغرض منه هو التخلص علي نحو أنتحاري وكمان جماعي للخروج من تلك الورطة التي ساقت حركة حماس نفسها لها من دون أن تشعر في سبيل صراعها حول السلطة الفلسطينية مستدخمة في ذلك تراث الفتوحات الأسلامية والأسلام آنذاك مازال في صدره، وهذا ما حدث عندنا عندما قامت الثورة المهدية بطرد المستعمر التركي وحررتنا من دفع الضرائب وبعد داك جاء ( التعايشي ) ووري الناس الويل والنجوم بالنهار ثم جاء الترابي وجماعته فقلبوا علينا الليل نهارفطردوا الأقباط وأبادوا الجنوبيين والدارفورين وشردوا ممثلي القوي الحديثة في شتي بقاع العالم أذن المقصود من الخروج والتفكير من خارج الأزمة هو هذا الفرز للكيمان وعدم وضع الجميع في قفة واحدة وفي ذلك قلت ايضاً أن الفروقات بيننا ليست كما تبدو غير ان اللغة المعتمة وقيل الشاعرية مضافاً لذلك تعقد الموضوعة وتركيبها وتعدد الرؤي وتباين المحاور والمداخل التي بدت لك بعضها كنصائح وكأننا نتناول موضوعة منجزة واضحة المعالم ويمكن الأمساك بها ومن ثم تقديم النصح والمشورة فيها وبعدين تعال كدي النسعلك تاني يا حسن موسي هو في زول بقدر ينصحك أصلاً؟

بجيك تاني

مودتي

وليد يوسف
السايقه واصله
Ashraf Elshoush
مشاركات: 163
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:23 pm

مشاركة بواسطة Ashraf Elshoush »

سلام...
حسن موسي;

ليس تقليلآ من شأن سؤالك.

و لكن هل نحن فعلآ معنيين بإيجاد "فعل ما" لحل إشكالية Very ذهنية!
تخص "الإحراج" الأخلاقي جدآ, و الذي يجيد المسلمين بمافيهم حماس, وضعنا فيه!!!
" نا" هاته تخص كل مختلف عنهم!
"" الحقيقة تبدو ... ولا تكون ""
سالم موسي.
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

جيتك تاني بي أسئلة.... يا حسن موسي ...فصبرا

أما قولك بأني قد أكتفيت أو ركزت فقط علي قرأة عنوان الموضوع تبعك وتخليت عن مضمونه لذلك خرجت متعجلاً بنتيجة الحيرة،أحب أن أؤكد لك عكس ذلك ولو أني في نفس الوقت لا استبعد العنوان وبطبيعة الحال العنوان يمثل جزءأً مهماً وأصيلاً من مضمون النص ولا أظنني في حوجة لتقديم شرحاً عنقريبياً في هذا الجانب،لكن دعنا نتناول جملتك الأعتراضية الهامة التي تقول " مفترق دروب الحداثات" محدداً بها زاوية نظرك "لحيرة" أولاد المسلمين وأنت نفسك واحد منهم هل يعني هذا أنك من الموافقين في هذا المشهد ضمنياً علي هذا الترتيب المخادع الذي يسعي الي تقسيم العالم في ظل النظام الجديد وتحويل الصراع الطبقي الأجتماعي وتبديله علي أسس ثقافية وقيل حضارية كما عند (صموئيل هينتغتون) تلعب الأديان فيها دوراً محورياً لتمرير وتسهيل حركة رأس المال في الأسواق العالمية عبر صياغة نموذج أسلامي يستوعب هذا التحول الأنمساخي الطوعي كما ذكرت؟. لأنه حقيقة ما قدرت افهم هنا هل أنت معانا ولا مع الخيانة:lol:

أعتقد أن هذا التساؤل لايمكن المرور عبره الأ بتحديد نوع او كيفية التعامل مع "نظم التحكم" الذاتية وهذا ما قصدته في معرض تعقيبي بتحديد نقطة أنطلاق ما لمواجهة التركيب اللاحق بالأزمة داخل حركة التحرر العالمي من هيمنة رأس المال وتركيب المخارج الممكنة منها،ولو أمكن مزيد من التوضيح في هذه النقطة فقد أحترت فيها.

مودتي
وليد يوسف
السايقه واصله
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

الخيانة

مشاركة بواسطة حسن موسى »

سلام يا وليد
أنا مع الخيانة لولا أنها لا تؤدي..
أمنحني مهلة تانية و سأعود لأسئلتك برواقة.
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

جيتك راجع يا حسن

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


أخى سيد شباب وكهول التشكيليين السودانيين الأوحد بعد وفاة رصيفة المرحوم بإذنه تعالى أخى الشيخ الدكتور أحمد عبدالعال، الدكتور حسن موسى،
نفعنا الله بجاهه وبجاه ابواته دهمشية كردفان الكمات.
وبعد,
أنا جاييك يا خوى.. واحد واحدة.
أول حاجة بعد قولة بسم الله أوله وآخره،
وبعد الصلاة والتسليم على من هو على كل أمرنا من الأمر باطنه وظاهره ،
أبدأ بالدخول على حقل المفرزة السياسية لتوضيح ما طلبت شرحه وتوضيحه فى اتفاقى مع ثلاثتكم، شخصكم الكريم والأستاذ مصطفى البطل و الأستاذ سليل السادة السنوسنية نفعنا الله بجاههم، ثم بعدها أشيل (كدكايتى) وأساعد فى الحفر فى المكان الحددت لى الحفر فيه تماماً.
وأحمد لك ذلك، إذ أنك لم تظلمنى بل عدلت كل العدل فى حقى. فقد سبق لى أن أوضحت لك أنى طُلبة ساكت، والحفر دا شغلانة الطلب الزينا راسا عدييييل كدى. لكن يا حسن يا خوى لا يستطيع الحفار أن يملأ شبكتو، لأنو البملا شبكتو دا الحشاش، والحشاشين ديل دائماً أساتذة كبار، أما الحفارين فالبملوها هى (قفّافهم) و بكبوها فى الواطا (الواطية) البتحقن الموية فى الخريف فربما تحرك ساكنها. أما الحفر بتاع ناس أخونا الأستاذ النور محمد حمد، ذلك الذى ينتهى بالدين لكى يقبل العلمانية وهو مبسوط و منفرج الأسارير ـ حسب تعبيركما ـ فذلك حفر والله أنا ما بعرف شكلو كيف، فالبيحفر بيحاول يكشف ما هو مدفون أو مهال عليه التراب فى الأعماق من حقائق ليس فيها حقوق معالجة الأحفورات بقدر ما فيها من تبيين لما لا يبدو فى ظواهرها، وغرض ذلك المعرفة والتعريف لا عقد المصالحات والتى هى أجندة مواءمة، مثلاً بين الدين والعلمانية فتلك يقوم بها مسئولون عن كليهما ومهندسون كبار لهم الحق فى تصميم المشاريع لا الطُلب الحفارين من امثالنا. فحفرنا فقط يمكنه أن يوضح أن الدين والعلمانية بشكليهما الحاليين مختلفان اختلاف الماء والنار فلا يمكن تركيبهما على بعضهما البعض فى عالمنا الأرضى.
وعشان ما ندخل حقل السياسة سدّارى, حقو نميز المداخل عشان نميز المخارج وما نتوه فى جادات متشابهات تتشابه علينا كتشابه البقر على بنى اسرائيل.
اولاً : لغة السياسة هى الآيديولوجيا. وهى كائن غريب متلون كالحرباء احياناً و كود الموية فى احياناً أخرى أو كالثعلب فى أحايين أخرى مختلفة. فالآيديولوجيا ما بتتمسك، لأنها ظاهرة متغيرة تغير الجهات التى تحملها سواء أكانت تجمعات أو أفراد.
والقال بيعمل من الآيديولوجيا علم ـ وهذه صفة اطلقها تجاوزاً وأرجو قراءتها حسب ما أقصد بها وهى معرفة ـ فدا داير يعمل من الفسيخ شربات ليمون . لأنو من الأول الآيديولوجيا السياسية بحر عميق يبدأ من الموجهات التى تحكم المعالجات السياسية اليومية الى المخططات الإستراتيجية طويلة الأجل. والداير يعرف الكلمة النهائية فى الآيديولوجيا ما محتاج يبارى الناس فى اختلاف المرجعيات البتخذوها من أجل صناعة ارائهم السياسي وحسب، بل وفى اختلاف طريقتهم الما ممكن تحديدها إطلاقاً بحسب تغير الظروف الزمانية والمكانية، وتغير ظروف صراع الأجندات السياسية حيث يمكن عدم الإلتوام و مخالفة ذات الآراء التى تم انتاجها فى نفس الظروف وانطلاقاً من نفس المواقف بسبب التحالفات والمعارضات. فالمبدأية السياسية فى الآيديولوجيا السياسية تعتبر من الغشامة التى ما بعدها غشامة.
عليه فيمكن تعريف المبدأية السياسية هكذا: المبدأية السياسية هى عدم المبدأية على إطلاقها بحيث يكون فى امكان السياسى أن يمتلك القدرة على تعديل وتحوير مواقفه وآيديولوجيته حسب الظروف الزمانية والمكانية وطبيعة الفعل ورد الفعل السياسى.
وما ينبغى أن نتكل عليه هنا من معنى ثم نتوكل على الله ، اننا ما ممكن نحاكم أى ايويولوجيا بمنطق واحد، فللكل آيديويوجيته التى تستمد صحتها من قراءته للواقع الذى يود أن يقرأ منه. عشان كدا الآيديويوجيا طبيقية. ومبرر ومفهوم انحيازها الطبقى هذا. وبالنطبق على الآيديولوجيا بينطبق على (العلوم السياسية)!!!!! ـ إقرأ المعارف السياسيةـ واملاها بعلامات التعجب هى الأخرى, لأنو المبدأيتو تعتمد على اللامبدئية فدا لا منتهى له، يعنى مقطّع ساكت لا أول ولا آخر ليهو. وتقاطع الآيديولوجيات فدا درس من دروس سنة أولى ابتدائي سياسية. وعقد التحالفات دى بقى مستوى الدراسات الجامعية ، أما الفوق الجامعية فتبدأ من زى اوسلو ونيفاشا والدوحة الخ الخ لدرجة الدبلوم والماجستير ثم تتصاعد الى الدكتوراه فى دافوس ومزرعة بوش وبعض الحتات الأنا ما عارفا وين.
عشان كدا الصحيح السياسى نسبى ، والإختلاف والإتفاق السياسى ينبغى أن يكون فى الغالب جزئي يحتوى امكانية تعديل المقولات أو تحويرها. أما بالنسبة لينا فى محاوراتنا فلم انحو منحى البراقماتية السياسية بقدر ما حاولت توضيح وتجلية مفارقة أن المواقف الثلاثة كمواقف سياسية لا غبار عليها فى قراءة واقع حركة حماس المعقد، والذى يزيد تعقيده ـ غير العرطنة السياسية ـ مسألة الموضوعى فى القضية زاتها مما يقتضى الركون للمبدأية، مقروناً مع الذاتية المقترنة أصلاً بالواقع السياسى سبب البلاء والعرطنة بلا مبدأيته فى منطقه المستند على الشرعية الدولية. شايف العرطنة كيف. عشان كدى كيفما تنادى بمواقف فستجد لك متكأ من السببية، مبدأية ولا غير مبدأية: عشان كدى فى واحد تانى فى بوست تانى تحدى أن يدّعى أحدهم فهم الحاصل فى الواقع السياسى.
ثانياً : واقع السياسة المعاصرة يا حسن يا خوى فدا موضوع داير ليهو حفر أكبر من كدا بكتير. فهو فى معاصرته فقد أصبح واقعاً بعدياً، أى يجئ (بعد) مقترناً بحقبة الكولينيالية من مطلع القرن التاسع عشر. تلك التى استولت على المعمورة و أوقعتها فى احضان فعاليات التمرد الحضارى الإنسانى الكبير على الثقافة. وموضوع التمرد الحضارى دا زاتو داير ليهو حفر كبير آخر براهو، والتطير عيشتنا غير مأسوف عليها فى الحفر اللاأول لا آخر ليهو دا. هو نحنا أصلا بنمتلك هذه العيشة، اشتريناها من وين عشان ندعى صك ملكيتها؟؟!!! وهو وينو صك الملكية دا زاااااتو، كدى ابرزوهو لينا النشوفو بى عويناتنا ديل صحى ولا كضب ساكت؟؟!
أما دخولى على هذه العرطنة يا حسن يا خوى ـ أذا عنّ لك أن تتساءل مثل هذا التساؤل ـ فهى دخول خادم الفكى. المجبورة على أن تحس أن الإجابة على مثلما القيت من تساؤلات فهى صلاة راسا عدييييل، وصلاة على النبى كمان، من ناحيتى ومن ناحيتك . ودى كقولك (فوله معدوم كيّالا) بايرة ما لا قيا البشتريها، ناكل نحنا منها ساااااااكت بمتعة لا تحدها حدود ، لا ملين لا عشرة، ونتدشى كاااااااااااااااااااع عندما يستبد بنا الشبع والحمد لله.
يبقى موضوع الحفر فى الدين، ان شا الله اقدر أجيهو بكرة السبت.
ÃÈæÈßÑ ÇáÃãíä ãÍãÏ
مشاركات: 47
اشترك في: الأحد أغسطس 14, 2005 11:24 am
مكان: الخرطوم

مشاركة بواسطة ÃÈæÈßÑ ÇáÃãíä ãÍãÏ »

الأعزاء الكرام
هذا خيط عظيم النفع لأنه يرقع المعارف الشحيحة بفيض غزير من الأفكار
اتابع بمتعة وكمان مشينا لكتاب جون ميرشهايمر و ستيفن والت القالو حسن نكمل لوحنا
فقط اطالب بعنقريب صغير من طراز هبابي أو بنبر
الكدكاية دي مش نوع من الفئران ؟ وإذا كان ذلك كذلك فانك لا تحفر بالفأر وانما كمثله
ربما كان المقصود الكدنكة وهي أداة حفر زراعية معروفة منذ العصور المعدنية
ولا شنو يا شيخ عمر
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

المزيد من الحفر

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


بسم الله مجراها ومرساها
وبالمصطفى وبآل بيته مبداها ومنتهاها
أخى الأستاذ ابوبكر الأمين
رغم دخولك على فى بيت أخوى ودّاعمى حسن ، لكنه برضو دخول يمكننى أن أرحب به. أصلو انت عارف إنو أنا واخوى من زمان حالتنا زى الواحدة، خاصة فى شأن استقبال إخوة كرام من امثالك. واكان ما وسعك التحاور يسعك مجرد رحاب التداخل. لأنك مهما حاولت أن تتلمذ أمامنا فلن تستطيع ذلك، لأننا ببساطة عارفنك استاذ كبير كاتلو التواضع ساكت. وانا وانت محينا ليحانّا سوا سوا مرتين. وآخر مرة محينا فيها كانت ختمة فى جامعة السودان . وأظن شرافتك الختمت بيها كانت أكبر وأجمل واكثر استجلاباً للإستحسان من شرافتى الأظنها كانت مهببة ساكت.
فى دخولك تبدو إضافة لا يلحظها إلا المنجضين ادواتم. فقضية الكدكايات دى ما قضيية استخدام أداة فى غير محلها. الما بعرفك يظنها هكذا وهو لا يدرى أنه قال (عدس). رغماً فعلى مستوى الظاهر من الأمر أن الإحتجاج الأدواتى المباشر أنه يحتوى على رؤيتين. أولاهما ملاحظة صحيحة. ف(الكدكاية) يمكن اتهمامها كما قلتها انت تماماً أنها نوع من الفئران. وذلك نزول عند مثل كردفانى استمعت إليه فى برنامج إذاعى يشرحه فيه اورد نصه كالآتى : ( ابزلومبايتى ولا كدكاية زول) وقد كان فحوى الشرح يتجه الى ايراد المثل عن حيوانات. وفى الحقيقة مش ما عارف وبس، أنا والله ضعيف أشد ما يكون الضعف فى فهم الغميس من لغة اهلنا الكردفانيين إلا بعد الشرح والتوضيح. وفى هذا الصدد لا أخاف أن أطلب المعونة ومرات بكورك: النجدة يا اهل المروة العارفين باللغة الكردفانية، افتو لينا فى موضوع الكدكاية دا. وحتى فى المثل الكردفانى الكتبتو فوق دا، فهو اجتهاد سماعى ممكن تكون فيهو كلمات ماياها.
مع ذلك فإحساسى أنه ضعيف الإحتمال أن يكون فى استعمال الكلمة خطأ،. ذلك أن أخونا حسن كردفانى، وكردفانيته لا يؤثر فيها كون قومه من جلاّبة الأبيض حاضرة كردفان، فهو قد نشأ وترعرع في ربوع كردفان ولا شك بيعرف غمايس كلامها، والحال هذه فالظن أنه يندر أن يتشابه عليه بقر التعبير بالكردفانى، ذلك أنه من ملوك التعبير لغة وتشكيلاً، وإن حدث فهى كبوة معلم كبير نتجاوزها مستندين الى كترة ابقاره وصعوبة التدقيق فى فرزها.
أما الأداة المابغالتونى فيها فهى الكدنكة. مع ذلك فأنا ما عارف هل يستعملها أهلنا فى كردفان بنفس اللفظ أم أن هنالك تحوير. لكن عندنا فى عالم (أهل البحر) بالتعبير الكرفانى، فهى آداة تستعمل فى الزراعة. وهى لا يحفر بها لأنها ضعيفة. فهى تستعمل فى (مسك الموية) فى السواقى والحواشات. وتستعمل كذلك فى رفع (التقانت) و (الجداول) و ( أب ستة و أب عشرين) فى المشاريع المروية. أما ما يحفر به فهما آلتان، أولهما (الطورية) وهذه للحفر الخفيف. ولا يعتمد عليها فى عملية حفر حقيقيّة وعميقة إلا فى مناطق الكثبان الرملية. ففى قرية فى سهل ( البطانة) اسمها (العوايدة) لا يستعملون فى حفر القبور سوى الطورية. لأن باطن أرضهم عبارة عن (رملة مدكوكة)، إذ أن القرية تقع على قوز كبير من الرمال الشديدة الإحمرار حمرة عجيبة ومدهشة. أما ما يجفر به الحفر الجد فى التربة الطينية (المدككة) أو تربة الصخور (الرملية الهشة) فهى (الأزمة).
ومن ذلك أن الحفر بالكدنكة أو بالآلة الكردفانية كيفما كان تصحيحها فإنه بالطبع عند ناس البحر ( وأنا بالطبع عند حكمتهم وآخذ بالكثير من مقولاتهم) فإنه حفر سطحى لا يختلف كثيراً عن حفر (القيزان) وهو حفر ناس كردفان، بقارة ولا جلابة، وهو السبب الذى يجعلنى استطيب ملاحظتك حول الأداة هذه والتى وقعت لى فى جرح. إذ أنى فعلاً كنت سأقدم الإحتجاج على المكانة التى حدد لى أخى حسن الحفر فيها. إذ أنها (قوز ساكت) لا يمكن تثبيت (الحفر) البحفروها فيها بل تحتاج لحطب وربما بناء حوافها بالصخور كى للا تنهار. لذلك فهذه عملية حفر ليست عميقة بل حفر سطحي لا تخرج درراً ولا لآلئ، وبالطبع ما بتجيب موية إلا بعد التلتمية ضراع وانت طالع، أو بحساب حفر ناس البحر زى الخمسة وتلاتين راجل، وبتدور ليها (غيابة) كمان زيادة على بناء الجدران. وقد تلاحظ ذلك إذا ما تمعنت فى الحتة الحددا لى أخى حسن للحفر فيها. أنظر اليها هنا:
(في خيط " ماذا نفعل مع الموت؟" محاورة شيقة بين النور حمد و مازن مصطفى.و لو راجعتها للمست منها مقدار التركيب اللاحق بسؤال الدين في منظور التاريخ.
فقد سأل مازن مرة: ..و هل يقبل الدين بالعلمانية؟
فرد النور :" مشروعنا يتلخص في الحفر الذي ينتهي بالدين لكي يقبل بالعلمانية و هو مبسوط و منفرج الأسارير.و أظن ان مازن عاد للتساؤل: و هل يظل الدين هو ذات الدين؟
هذه المحاورة تنبهنا لضرورة تعريف نوع الدين الذي نحن بصدده.فمن اللحظة التي تنبه فيها أولاد المسلمين في بداية القرن التاسع عشر لضرورة " الحفر" في الدين حتى يواكب متغيرات حداثة المجتمع الرأسمالي تفرقت بالمسلمين سبل تحديث الدين حتى لم يعد أحد يعرف أين يبدأ الدين المعلمن و أين تنتهي العلمانية المتديونة، و قد صرنا اليوم في موقف " الحفـّار "يملا شبكته، بيد ان جمهور الحفارين لم يعد يقتصر على أولاد المسلمين وحدهم، لأن أولاد النصارى و بناتهم و أولاد اليهود و أولاد البوذيين وأولاد الهندوس وأولاد بمبا مما جميعو ، كل زول شايل كَدَكّايته و جاي يحفر يطلّع دين ديننا، و كل بأجندته الخاصة " و الموت واحد".
يا " شيخ "عمر لا بد من عودة متأنية للسوح في متاهة هذا الحفر المتكاثرة يوما بعد يوم) أهـ.
فالدين الذى ينظر إليه من ناحية قبوله بالعلمانية فدا دين لا يحتاج ليهو لأى حفر، ده دين قاعد فى السهلة ساكت. ذلك أن الدين ظاهرة سابقة للدولة، يمتلكها المجتمع كمجتمع قبل أن يكون (محشوراً) فى دولة على صيغته الثقافية الأولى. يتجلى هذا النزاع العلمانى الدينى كما هو الصراع المعاصر حول هضبة التبت، هل تظل كما يريدها أهلها وطن (خارج التاريخ) حسب تعبير شيخ حسن موسى ولا يدخلوها فى كستبانة دولة الحداثة، الدولة الصينية.
الشاهد أنو الحفر محتاج ليهو التاريخ (الحايشنو ) داخل إطار الدولة دى لا إيدو لا كراعو. وهو ما يقولونه عنه بكل بجاح ( تاريخ الحضارة) وحضارتم دى المختلف حتى على حضاريتها بحكم أحاديتها ـ ودا موضوع حفر جد جد ـ كل تاريخها لا بزيد على الأربعة آلاف سنة. أما الثقافة فالشواهد المضبوطة فقط ، تلك التى ينظر إليها المؤرخون المعاصرون خجلاً وما دايرين يقولوها عديل، فهى ذات عمر يتجاوز التلاتين ألف سنة. وقد ظلت الثقافة ـ وهى فى ابهى تجلياتها ليست شيئاً آخراً سوى الدين ـ طيلة عمرها تعانى من (سرقات) متلتلة وسطو حضارى بحسب مفهوم (التاريخيين) المعاصرين اللى هم لا يخرجون عن أولاد بمبا بتاعين حسن موسى المطلعين دينو.
وما هو معروف أن هذه الدولة ظلت عاجزة فى شأن اقتلاعها الدين الحقيقى فى موطنه الحقيقى ـ المجتمع) لأنه متجذر فيه تجذراً منع هذه الدولة من ابتلاعه، فهو (شوكة حوت، لا بتنبلع لا بتفوت) أما الدين (التاريخى) فدا ظل فى كل تاريخه ألعوبة فى يد الدولة تعبث به كيفما تشاء، فتجعله يقبل بالعلمانية أحياناً ـ وهو منفرج الأسارير ـ ويرفضها أحياناً أخرى وهى بالطبع تدرى أنها لا تسيطر على الدين الحقيقى (التحت الفى إيد الناس) رغم سعيها المحموم لذلك.
والمسألة دايرا ليها مزيد من الحفر.
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

ولا كدكّاية زول

مشاركة بواسطة حسن موسى »

الأعزاء أشرف و الوليد و عمر و أبوبكر
و الجميع
آسف على التأخير في العودة لهذا الخيط لكنها ظروف مشقات السفر.
حديث الكدكاية خطيىر و متشعب و يهمني منه طرف الأداة،أداة الحفر و منهجه .
هذه تخريمة مستعجلة لزوم قد عين الشيطان و سأعود.
مودتي.
محمد عثمان أبو الريش
مشاركات: 1026
اشترك في: الجمعة مايو 13, 2005 1:36 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد عثمان أبو الريش »

سلام يا حسن،

وين انت يا شيـه؟

أدينى سلك فى أول سانحـة.

13168753688

أنا فى شينزين ومدن أخرى حتى السادس وعشرين حيث أغادر للخليج.
Freedom for us and for all others
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

واليهود شنو؟... ما سودانيين.

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


أخى حسن:
تجدنا فى الإنتظار وقربنا نغنى ليك :
يالطال غيابك طال... سنة وزيادة
قول ليّا ت ت ت ت ت تا ... قول ليّا كييييييف
نلق...........الخ
وما عارفين ليه .. صرفتا النظر من الموضوع ولا شنو؟
مع ذلك تجدنى عشمان انو الموضوع يرسينا على واضح من القول
وفى مواضع معينة نظرنا فيها بعجالة محتاجة عندى لمراجعة ... تحدثت عنها فى مقالتى السابقة وما زال فى النفس من مزيد مهابشتها شيئ من حتى، خاصة قولك فى مبتدأ مداخلتك قبل الأخيرة (الحفار يملأ شبكتو) :
(عفوا يا صحاب على تأخري في العودة لهذا الخيط، أعني خيط الإسلام المقيم تاريخيا "خارج التاريخ)
ورغم أنى هبشت موضوع (الإقامة التاريخية) هذه والتى استدعتك تقديم طلب الحفر فى الدين، وكانت الهبشة تخص(الدين التاريخى) المقيم خارج (الدين الحقيقى) الذى تصفونه باللاتاريخى، ذلك الذى أوضحت كيف أنه غلب هداى المؤسسية وتوابعها من دولة ومن حضارة ومن تاريخهما وتمنع على اختراقاتها كلهما وصمد فى مكان القلب من أصحابه الحقيقيين كبنبة تحتية مع الناس لا شأن له لا بالمؤسسة ولا بدولتها ولا بأى تمظهر لبنيات الحضارة والتمدين وفوقية مؤسساتهما الحقوقية.
إلا أن (حتى) هذا الدين الذى تعتبرونه لاتاريخى تلح على أن أعود لمسألة الحفر الذى أرى أن الذى يحتاجه هو التاريخ بحسب أنه مكتوب وفق منهج أحادى فى النظر والبحث، دأبت على التمسك به المدرسة الأوروبية فى مجالات المعرفة والفلسفة والأكاديميا، وهى تجسد موقفاً يعرف مدى هشاشة عظامه المعرفية أو ضعف بنيته المفهومية فقط الراسخون فى العلم.
وأنا اتحزمتا واتلزمتا عشان أكاتل فى سبيل توضيح هذا الخلل المفاهيمى التاريخى الأوروبى المقيم.
ورغم أنى استعمل المنهج الوصفى التحليلى التاريخى. إلا أننى استعمله على مضض ولا أركن إليه تماماً للضعف البائن فى آليته لتحليل التركيب الذى يعترى مفحوصاته وذلك نتيجة لضعف تحديد ترتيب الأمكنة البحثية للظاهرة قيد البحث وللباحث ولكيفية موضعة الآلية المستخدمة فى البحث والنظر.
وحسبى من المنهج التحليلى الوصفى أو الإستكشافى جفاء مباحثى وضغط مفاهيمى مارسه عليه المفكر الفرنسى (جاك دريدا) الذى عمل على تجليه منهج (دوسوسير) للتفكيك اللغوى. فهو فى فعله ذاك فقد قرّب الكشف عن منهج كمال التحليل والتفكيك ألا وهو المنهج التأويلى. ودى فولة أكملت أمر كيلها تماماً وعبيتها فى أكياس سهلة التداول سأنشرها متى ما سهّل الله أمر نشرها.
والتأويل منهجية تنزيل جاءت كاملة مسلمة لا شية فيها فى التنزيل الحكيم وتحديداً فى سورة الكهف. وتأويلها (سورة العقل) إذ أن الكهف المقصود والمندوب لنا دخوله هو (كهف العقل). انظر لقوله ـ جل وعلا ـ فى تلك السورة المنيفة لفتية الكهف:
(وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا ﴿16﴾ الكهف.
ثم أقرأ أخى حسن وتمعن بقلب صاف مفتوح فى معان كبيرة تنفتح إليها جادات معاني آيات هذه السورة المنيفة.
نعود الى تأويل التاريخ
حركة فهم التاريخ أصلو تقع فى حركة نقد التاريخ. وهى مدرسة لم تتطور فى سياق العملية المعرفية التى تصاحب كتابة التاريخ وتظهر عند فحص فلسفة التاريخ كشبه لما خطه المؤرخ الأندلسى الكبير ابن خلدون، فذلك لم يكن شيئاً مذكوراً فى سياق مدرسة التاريخ الأوربى. وبالمناسبة فظهور المدرسة التاريخية الناقدة قد ارتبط بغياب شمس السيطرة الإيطالية اليونانية على مقاليد الدولة التاريخية الأوروبية ، ثم أيلولة الأمور الى تحالف ذوى الأصول الشمالية (الألمان) والغال (حالياً الفرنسيين). وهؤلاء بلا أى ماض تمدينى ولا حقوقى ولا تنظيم ولا عمارة بل جاءوا من الغابة واستوطنوا رأساً قصور روما الباذخات واستولوا على جواريها الحسان وخدمها وحشمها، فدانت لهم الأمور، لكنهم ظلوا تحت سليط اللسان الحضارى المنهزم الذى لم يعط هؤلاء الفاتحين غير لفظ الهمج أو البرابرة. وهذا واضح فى باكورات الأدب المكتوب فى التاريخ الأوروبى كما هو عند (جيبرتى) و (البرتى) الخ.
لذلك فقد كان النقد الذى تسلل الى مفاصل مدرسة التاريخ الأوربى ليس شبيهاً بما برز كاتجاه قديم عند ابن خلدون. لكنه برز كترياق مضاد للمدرسة التاريخية. ثم نشأت بسبب مدافعته كإتجاه مدرسة مقابلة عند (الغوط) تمت تسميها بالمدرسة الوطنية وهى المدرسة التى تمحورت حولها المدرسة النازية. ولكلا المدرستين مثالبه الكبيرة مما هو غير موات انسانياً مما تستعمله المدرسة الأخرى ضمن ذخيرتها لممارسة الطعن فى أختها.
برنار لويس المؤرخ الأكاديمى البريطانى الضليع المغضوب، فإنه قد حدّث حديثاً مفحماً حول سرقة الأوروبيين لأثينا ذاتها. إذ تعود أصول نشأتها ما قبل الألف سنة للميلاد لاستيطان (النوبة) الممتدين مناطقهم من أثينا الى شمال أفريقيا الى قلب افريقيا. إقرأ : برنار لويس فى إصدارته أثينا السوداء. فالتزييف التاريخى الأوروبى يخفى ما قبل أثينا حيث نفس النقص الحضارى المدنى الذى جاء مع القبائل القوطية من الغابة لاحقاً بعد ذلك بحمس قرون.
اليوم وأوروبا تمسك بحذاقة بكافة فعاليات التزوير التاريخى فإنها لا تعمل على تجاوز هذه المثالب بتوجيه نقد مباشر للمسلك (الجبان علمياً) الذى يصور للعالم أن أثينا فى أصولها الأوروبية هى مرجعية العلوم والتاريخ. فى حين تقف أثينا ممثلة لأكبر انحراف تاريخى منذ ان تم استيلاء القبائل القوقازية الغازية لأثينا من مواطنيها الأفارقة وتبنى علومهم التى تمثل الأرضية التاريخية للعلوم والمعارف الإنسانية قاطبة.
وفوق هذا و ذاك فلا يذكر المؤرخون الأوروبيون الإنحراف المؤسسى الديمقراطى التاريخى الذى جاء بعد أن ساد منطق غاب الأثينيين القوقاز ثم الغوط كلاهما معاً العاطلين تماماً عن أى تمدين فبل العام 800 قبل الميلاد المجيد. فالتأويل سيكون تأويلاً لأصول الحضارة الأوروبية التى كانت انحراف عن انسانية نشأت عليها المجتمعات و ثقافة ليست صالحة فقط لتبادل المنافع، لكن تنعجم ثقافة تبادل المنافع ذاتها لثقافة التوادد والتسامح وحسن الجوار ، تلك التى تغيب فى جماعها غياباً كبيراً عن المشهد الأوروبى التاريخى والآنى.
وعشان نفهم حفرما قبل أثينا فإن لقيام أثينا أسباب ولاستوائها على سوقها اسباب أخرى. و(العسكريتاريا ) التى تنطبق كسمة لاصقة بالمجتمع الأوروبى، فتلك لا تسعفه كثيراً فتساعده للوقوف كتيار كامل التأهيل للحكم والتحضر. لكن فمثل هذا التيار فهو يحتاج لعوائل أخرى تعوله حتى يتدرج فى السلك التمدينى المعرفى فيلحق بالركب ، فكيف تم ذلك؟
إنهم السودانيون النوبة ذاتهم من قام بذلك بكل تأكيد وليس هنالك متمدين حينها غيرهم يمكنه القيام بذلك الدور الخطير لمدينة الأوروبيين.
وأخص بالذكر من النوبة السودانيين اليهود أبناء سيدنا اسرائيل النوبى السودانى القح. فاليهود سودانيون نوبين أفارقة أصلاً تاريخياً وقلباً وغالباً. ما زالوا يحتفظون بسمات مقاربة ثقافية نوبية درجة الإنغلاق المجتمعى.
وبعد .....
فهذه فولة سيكون كيلها فى هذا المنبر المنيف. هو بمثابة التصريح الأول بسودانية الإسرائيليين سودانية كاملة مسلمة لا شية فيها. وإذا كان هنالك حنين من حنين العودة الى ديار وادى النيل، بل وحتى حكمه، فهذا حق سودانى أولاً ثم يهودى ثم تاريخى لا مراء فيه.
وأمسكوا الخشب ، موضوع حماس عمر اللمين لخبطوا وجاطوا وجاب ضقلا يتلولح. قال شنو ... قال اليهود سودانيون!!!!!!!
وانتظرونى لتوضيح هذا الأمر فى مهلة وروية فى لقاءتنا القادم.
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

يا شيخ ديجانقو أفرز

مشاركة بواسطة حسن موسى »

ياشيخ ديجانقو
أفرز
شايفك بهناك وعدتنا بشرح كيف تكون النساء ناقصات عقل و دين و بي هنا قمت على اليهود نوبنتهم و بعد داك عنيت الإسرائيليين سودنتهم بالقاضية الفنية و أنحنا قاعدين نراعي ساكت و أما أصحابنا اليهود الذين يعارضون إحتكار دولة اسرائيل لهوية التهويد فالجماعة ديل كان قروا كلامك دا بيزعلوا بالجد.
غايتو يا زول أنحنا الرجال خلينا لكن في المنبر دا في نسوان (ناقصات دين) كان مرقن عليك بعقولهن( الله لا حضّرنا).و الله يطلعن دينك ضحى :-?


.
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

خلى النسوان ابقى على روحك

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »

يا شيح حسن محمد موسى الخير
السلام جاك تارى تانى. أصلو حالك والله تصعب على العدو.
بقيت حرّاش وقاعد يراعى ساكت كمان ...... اللهم لا اعتراض على حكمك.
ما شغلتنا ..... أنا مسئول عن اوربا وبس .... ابشتنا أشلعا.. أعمل فيها البعجبنى، هى اصلها من يوما هاملة ومطلوقة ساكت ما عندها وليان، وماشية على حل شعرها كما يقول إخوتنا فى الثقافة فى شمال الوادى مصر.
أصلو يا حسن يا خوى الدين هو الثقافة .... كيف؟ سألتنى وهاك الجواب.
أول حاجة نقعد معنى مصطلح ثقافة. ليس لأول مرة فقد سبق لى مهابشتها فى اشكالية الجمالية وفى آل بيت المصطفى ـ عليه وعلى آله أفضل وأزكى الصلاة و أتم وأوجب التسليم ـ. فهى فى ابسط اشكالها تمثل الأداة التى يتوسل بواسطتها الأفراد كى يتخذوا شكل الجماعة. وهذا يعنى أنها معالج للفردانية لأقلمتها كى تكون صالحة للمعايشة الجماعية. , فهى والحال هذه تربيه للفرد وتقويم له. وكما ذكرت فهذا حفر معرفى يملك حقوق تحقيقه كمعنى أستاذنا الشهيد محمود محمد طه . طيب الله ثراه. ولو لم يعمل غيرها لكفته، لأن ذلك تحقيق ينم عن دقيق نظر وحصافة فكرية قل أن يجود الزمان بمثلها. ولى عودة لا بد منها لأجل إكمال شهادتى عن هذا الشهيد الضخم.
هنا فى هذا المصطلح استعمل الشهيد منهج التحقيق التأويلى، أو إن شئت فقل منهج التفكيك اللغوى لاستخراج معنى كلمة ثقافة فجعل من صلها العربى مفسرا مصطلحياً لها وهذا لعمرى مركب التوفيق الذى أوصله لاصطياد دقيق المعانى، رغم انها لا تعانى من كثير اختلاف فى أصلها اللغوى الأوروبى كما هو فى الفرنسية أو الإنجليزية حيث تدور حول الأصل اللغوى culture والتى يتصل جذرها بالنماء أو إعادة التخليق أو الإنبات.
وسأحاول ايراد تبسيط لتقديم هيئة اليونسكو لهذا المصطلج من الذاكرة حيث يقول : ( الثقافة هى ذلك الكم المتكون من العادات و التقاليد والأعراف والمعتقدات والملامح والإنتاج المادى لمجموعة بشرية ما ) أو كما قالت هيئة اليونسكو.
عموما المجال مفتوح لتصحيح أو إعادة تكريب هذا المصطلح الذى اوردته مستلهماً الروح العامة لصياغة ومعانى ما اصدرته هيئة اليونسكو عنه.
ونخلص من ذلك أنه لا مجتمع بلا ثقافة. وحينما يفقدها يفقد المادة اللاصقة لخيوط نسيجه المجتمعى فيتفكك كمجتمع ويصير شيئاً آخراً لا يمكن وصفه بالمجتمع. لذلك فالثقافة يمكن اعتبارها كالبعد الأولى والأساسى لقيام البناء المجتمعى. وهو بناء لا يمكن اعتبار بعدى سطح قاعدته متنوع كالشكل المستطيل أو شبه المنحرف أو المسطحات أكثر من رباعية الشكل. لكنها مسطحات تقوم على مربعات أو دوائر بما يضمن أن الضلع نفسه يتكرر هو نفسه فيمثل الدعامة. لذلك يظل بعدا ضلعى قاعدتيه متساويين يمتلكان نفس الكم من لبنة بنائيته ألا وهى الثقافة.
وفى هذا الطور من نشوء الجماعة المجتمعية لا يسيطر الهم الإنتاجى على نشاط الجماعة إلا فى إطاره الثقافى هو نفسه. فتربية الحيوان كمرحلة خروج من بدائية منشط صيدها هو نشاط بيئوى طبيعى يتكافل فيه الإنسان مع الحيوانات الصديقة التى تألفه أكثر من إلفتها لضوارى الغابة، فيبدو أن ذلك يشكل بيئة تؤمن للعائل والمعيل الغذاء والأمن من الإفتراس النهارى الوحشى، حيث يقوم الإنسان عادة باحترام صداقته بالحيوان فيخفى عن عيونها افتراسه بعضها فى هدوء ودون جلبة وبمكر وخداع عاليين. فى حين أنه يبدو لناظرى حيوناته أنه فقط يأخذ ألبانها التى تعطيها له عن طيب خاطر. والشاهد أن الإنسان وصديقه الحيوان يتحركان فى بيئة طبيعية فصلية بين فصلى الجفاف و الأمطار بتناغم وانسجام.
وبتأويل مستحق لواقع حتمية سيرورة الإنتقال من أحادية الإنتاج ذات الطابع الثقافى حيث يمثل المجتمع فى جمعيته وحدة انتاجية واحدة تنتج ما يكفيها من مستلزمات الحياة، فإن مشاهدتى لإنتاج الملابس الجلدية لهنود امريكا فذلك يضع ذلك النشاط فى طبيعته الثقافية فى نموذج الوحدة القبيلية حيث لم يكونوا يعرفون من كثير صلات لتبادل المنافع كتجارة بينهم بقدر ما كان كل المجتمع هو الذى يتمكن بسهولة من تلبية كافة متطلبات وحدته المجتمعية.
وقد وقفت فى متحف جامعة (أيوا) للتاريخ الطبيعى على حالة استراج لذلك التاريخ الموغل فى سيرورة المجتمع الإنسانى، كان تاريخ مشاهدته قريباً وملموساً تم تسجيلها وتجميع انتاجها المادى من مصادره الطبيعية لا من حفريات لها. وآه آه ثم آه آه من نهم أوربى للذهب والتجارة وتربية الحيوان أضاع على كل البشرية كنوزاً تاريخية متفردة كانت ترقد فى عزلة مجيدة حفظتها الى ما قبل مائتى سنة من حاضرنا . وكان من الممكن الحفاظ عليها الى أكثر من ذلك، لكن قاتل الله التمرد لثقافى وما أهجن بها من فعله لا يمكن وصف من يأتون بها إلا أن نقول لهم ، حيوانات بس.
ومقارنة أقول ما أورده الدكتور المصرى عبدالعظيم رمضان فى كتابة القيم ( تاريخ الموانئ السودانية) من تتبع لروايات مؤرخين إغريق قديمة عن الموانئ البطلمية فى شاطئ البحر الأحمر، تلك التى تم تأسيسها من أجل ضمان مد أثينا بالرقيق الذى بناها ثم بنى روما بعدها. وهذه مشاهدات يقع تاريخها قبل ستمائة عام قبل الميلاد المجيد. أى أن الذى يفصلها عن حاضرنا لا يقل عن الفين وستمائة عام.
لكن تورد حملة الرحالة الإنجليزى الشهير صمويل بيكر نفس المشاهدات التى تثبت وجود ظاهرة سكان الكهوف فى نفس المنطقة من المتوحشين حيث وصفهم بأكلة لحوم البشر. وهو وصف ليس بمستغرب الوقوع فى حياة الإنسان الأول كنا نسمع الى وقت قريب اسطراته فى حجاء الحبوبات عن البعاتى والسحّار الخ الخ. فهؤلاء المتوحشون يقعون فى تاريخ ما قبل التاريخ نفسه.
ومن خلال وصف حملة صمويل بيكر وروايات د. رمضان يظهر انقسام البشر فى هذه المنطقة ما قبل الأربعة ألاف عام الأحيرة هم كاللآتى:
1/ سكان الظهير السودانى وهم يقطنون داخل أراضى السهوب المجاورة لتلال البحر الأحمر ممن اسماهم د. رمضان ـ أجداد البجا الحاليين ـ وهم حسب موصوف الأغاريق من رعاة الشاه، لكنهم المقصودون مباشرة بحملات الإسترقاق. فهم يبدأون فور ظهور سفن البطالمة على الشاطئ فى جمع حاجياتهم والرحيل الى داخل الظهير السودانى، وكثيراً ما ينتظمون فى جماعات تتسلل ليلاً لمهاجمة السفن البطلمية.
2/ مجموعة أخرى من سكان الظهير من سكان الكهوف المتوحشين الذين وصفهم مؤرخو البطالمة وصمويل بيكر. وهؤلاء لا يؤبه لوجودهم بواسطة البطالمة
3/ مجموعة ثالثة لا يأبه لوجودها البطالمة ولا يتعرضون لها ألا وهى مجموعات من العربان تنتقل من شاطئ البحر الأحمر الشرقى الى الغربى. وهم حالما يتجمعون يرتحلون الى داخل الظهير السودانى.
قراءة هذا التصنيف السكانى العجيب يضيف معارف هامة الى تأويل معانيها ثم رؤيتها فى أكثر أشكالها تعقيداًً تركيباً.
فإذا ما بات معروفاً أن حضارة الشهيناب تمتد ال ما يفوق ال30 الف عام قبل الميلاد، فأن ذلك يصدق الخبرالتصنيفى لذلك الوجود الذى يتبادل إمداده لبعضه البعض تواؤماً مع تكيّف مجموعاته البيئة أو مجالدتها للطبيعة.
حركة الهجرة الموسمية للحيوان والإنسان الأول كممارسة بيئوية طبيعية فهذه ممارسة كانت سارية فى هجرة موسمية طبيعية من أهالى نهر الدندر الموسمى الى السهوب التى تقع الى الجنوب من نهر عطبرة والى الشمال من نهر النيل والنيل الأزرق. ولهذه الهجرة الموسمية آثار تاريخية شاهدت منها قدراً معتبراً بأم عينى هاتين أحتفظ منها بابحاث هى من أعز ما أملك حالياً منتظراً يوم يجيئ الإحتياج إليها.
وقد رسمت بيدي الواهنتين هاتين خط سير الرحلة ومحطاتها وأبعد أماكن وصولها ومخلفاتها ومتروكاتها وما تضفيه من تأثير فى مختلف تمظهراتها وحراكها.
والشاهد أن لتلك الرحلات دفق موسمى يصل عبر خيران سهل البطانة التى تمتد الى النيل فى الشمالية مقترح الإقامة لغير القادرين على مواصلة الرحلة ، أو لمن يطيب لهم المقام بوفربة الصيد ومواءمة المناخ والبيئة. وهولاء هم النوبة يا سادتى وأصلهم أجداد البجا أو البدو.
البيئة النيلية الجديدة المضافة هى التى أدت الى ظهور الزراعة. والى صناعة الخزف، وتطوير الآلات الحجرية، وتجريب كل ذلك الى حين دخول عصر حباكة الملابس من النبات، ثم استئناس وظهور صناعة المعادن الخفيفة التى سارت لحين ركب غور صناعة الحديد وذلك قبيل قليل تأسيس حضارة المدن كالشهيماب وكرمة فى أوسط وادى النيل الى أول مملكة مرصودة فى التاريخ فى أسافل حوض وادى النيل فى الجيزة مملكة النوبة الأولى والتى أسماها شامبليون زوراً وبهتاناً بالمملكة المصرية القديمة.
عودة الى تقعيدنا التأويلى نلاحظ مرورنا على دخول مكون الفاعلية كقيمة مصافة الى قيم المجتمع. وهو دخول لم يكن ليتم لولا حالة الإنتقال للمدينة النيلية الأولى. وهذا بعد جديد ؤأسى وليس أفقى كما هى الثقافة. وهو مكون يعمل رفد مجتمع المدينة من حيث تقسيم صنوف الإنتاج ودفعا كنشاط تكاملى ليس داخل جماع المجموعة الثقافية بل بين أفراد المدينة ممن لم يتخذها إلا بسبب مقدرتها إدارة هذا النشاط المجتمعى الجديد ورفده بالمعينات من سوق ونظام وقانون مصنوع خصيصاً لتبادل هذه المنافع.
هذا المكون ليس من الضرورات ذات الطابع الأولى كما هى الثقافة. لكنه مكون ثانوى يمكن أن يعيش المجمع قوياً متكاسكاً حتى ولو بدون تحقيقه، فكأنما هو مكون اختيارى يواجهة حالة صراع ضار بين التمدين وما فيه من انحلال للقيم الثقافية الوضيئة وبين البداوة وما فيها من تخلف ومكوث خارج التاريخ يدفع أهلها بأنه خيار حيوى بالنسبة لهم.
لذلك فالفاعلية المجتمعية خيار ثانوى ولاحق بالمجتمع يدخل به فى مرحلة المدينية والتى هى مدخل الى تعقيد أكثر فى طور التعدد المدينى حيث نتطرح الحضارة بتعقيدلتها وتركيبيتها تجمع كبير فاعلوى قانونى دولى ، استناداً الى ظهور الدولة كتالى للقانون والسلطة.
وعندنا فى السودان مع اختفاء سكان الكهوف من المتوحشين حيث شوهدوا قبل الثلاثمائة علم أو يزيد، لكن فما زال قطاع معتبر من البدو البجا موجودون باشكالهم التى لم تختلف كثيراً فى تكويتها الثقافى، وبين النوبة أهل المدنية والحضارة.
هذه التشكيلة بدو أو بجا ونوبة هى واحدة من الأصول الرئيسية الأم بالغة التأثير فى تكوين راهن المجتمع الإنسانى. منهم من خرج عن مجتمع النوبة كبنى اسرائيل، اليهود الحاليين ومنهم ما لا يزال فى الإنتظار.
وهذا ينبغى أن يشرف بنى اسرائيل أن يكونوا من بناة الإهرام الأذكياء. فقد فروا من مدينة الفرعون رمسيس التى تقع فى منطقة وادى حلفا الحالياً غرقانة.
\
وهذا ما سأفصله المرة القادمة.
للجميع حبى ومودتى.
آخر تعديل بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä في الثلاثاء يونيو 09, 2009 5:58 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

مواصلة لما سبق

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »

بسم الله
وبالصلاه على رسول الله
وبآل بيته ذوى الجاه
هل هذا احتلال بسبب انسحاب تكتيكى أم ماذا؟
فما أحس به أنى تربعت (بسغالة) بالغة فى بيت أخى حسن (ماذا نفعل مع المسلمين ماذا نفعل مع حماس). ورغم أنه تربع مأذون له، إلا أن إحساس بالتمدد غير المضبوط ظل يلازم (مدة كرعينى) على (لحفات) البيت المحددة الطول.
كدى النواصل، ويحلها الشربكا.
هنالك بالتأكيد ما تم ايراده كحقائق تاريخية تحتاج للكثير من التعضيد بالوقائع الظرفية التاريخية الزمانية والمكانية مع الإستفادة بما هو مبذول من شواهد مما سبق توضيحه فى خيط اشكالية الجمالية، فأشرت إليه ب(جدول ترتيب عناصر تتابع وتواصل الظاهرة التاريخية) كما جاء فى منهج البروفسير الجليل جورج كوبلر، كون أن الصيغيتين التكوينيتين (نوبة وبدو) يمثلان أطوار تخليق لمجتمع إنسانى كان لواء قياده قد انعقد تاريخياً وجغرافياً الى انسان حوض وادى النيل، فإن ذلك ليس نوعاً (أنوياً) من النظر الى ظاهرة التكوينات الأولية المجتمعية بقدر ما تظل هذه الحقيقة هى فى واقع أمرها حقيقة مطمورة لم ينكشف عنها النقاب الإ بعد ذيوع أخبار شواهد تاريخية متثبت منها أن حضارة (كرمة) وال(الشهيناب) فتلك تشير أخبار شواهدها الى أن تاريخها يوغل فى الثلاثين الف عام قبل الميلاد المجيد. وذلك لعمرى يضرب فى تخوم حقبة انتقال تاريخية تقع بين العصرين الحجرى الحديث وعصر اكتشاف المعادن والزراعة وتربية الحيوان، أى عصر بدايات التجمعات المدينية فى تاريخ الإنسان والتى تمثله تشكيلة (النوبة) السودانية على كل عرض وطول مصطلح (سودانية) التى يمثل السودان الحالى قلبه النابض فى وسط تشكيلات حوض وادى النيل الثلاث وما يحيط بها من صحون بيئوية تتكامل معها وظيفياً.
حالة الإنتقال من ( البداوة ) الى التمدين تتحكم البيئة الجغرافية فى معظم مسبباتها ، خاصة فصول المحل والجفاف. وهذه كسنة تاريخية لسيرورة تلك الظاهرة التاريخية شاهدناها مؤخراً فى حقبة الثمانينبات إثر موجة الجفاف والتصحر العاتية التى ضربت مناطق السافنا الفقيرة فى السودان وأثيوبيا والصومال وبعض دول غرب افريقيا. ونتذكر معسكر (المويلح) الذى مثل ملجأ (مدينياً) ضم كافة قبائل البدو فى السودان وتشاد وتخوم دولة افريقيا الوسطى. فقد أفرز ذلك المعسكر حالة انتقال من البداوة الى التمدين للكثير ممن لم تعد البيئة البدوية توفر لهم ما وجدوه فى البيئة المدينية.
نفس هذا الذى حدث بحذافيره حدث فى التاريخ الإنسانى الوسيط ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد بالتقريب حينما ضربت المجاعة البدو الذين كانوا يعيشون بالقرب من مركز الدولة ومركز الحضارة فى ذلك التاريخ، مما سهل علينا أمر انسياب معلوماته التاريخية من مصادرها التوثيقية ومن مصادر إضافية مما جاء فى التنزيل الحكيم.
والقصة واردة بتطابق فى كتابى التوراة والقرآن، ذينك الكتابين المجيدين. وهى قصة سيدنا اسرائيل وهو نبى الله يعقوب عليه السلام. والقصة تأتى فى القرآن كقصة لنبى الله سيدنا يوسف عليه السلام، وهى قصة غير كونها تحكى عن حالة الإنتقال التاريخية هذه وتوثق لها من خلال وقائعها، فإنها تحوى على كم هائل من المعلومات التاريخية والجغرافية التى قد لا تحتاج الى جدول دورى لترتيب تتابع وتواصل الظواهر التاريخية، وذلك نتيجة لشده رسوخ تلك الشواهد فى روايات شفاهية ومكتوبة ووقائع يدعمها الواقع الماثل.
وسورة يوسف التى تحمل قصة سيدنا يوسف، فهى سورة تحوى كنوز معارف لا يمكن سبر غورها فى سهولة ويسر. ولو عن لفارس من فوارس الكلمة والمعنى والتفسير والتأويل، وكان من (العاقلين) لما استطاع لسبر غورها من سبيل ولو أفنى فى ذلك الدهر كله. كذلك فحلاوة اللسان التى تطلى القصة، تلك التى تخذى عين أشد ما فى السرديات من امتاع ومؤانسة، ما بلغت من سردية تلك القصة عشر العشر. ولا أجد أمام باهر سرديتها وأمام باهر مخاطبتها للعقل وعاجز قراءتنا لخطابها وتتبيع ذلك العجز بالإستسلام لباهر قراءتها هى لنا، غير دميعات رقيقات أرسلها دليل عجز وتمن أن يمن الله عليّ بما يليق بعجز مقامى للإرتفاق لمقام السماح الجليل لمماحكتى وتنطعى وفرفرتى بظنى أننى شيئاً مذكوراً.
وأرجو أن نستسلم بعض استسلام كى نحسن القراءة، بينما نحن نقلب قصة الإنتقال من (البداوة ) الأولى الى (المدائن) أو (الحواضر) الأولى مهد التمدين والتحضر الإنسانى الأول.
يقول _ جل من قائل ـ : ( الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ )1( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)2( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ)3( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ)
ولو كنت ممن يقابلون مثل هذا الخطاب بمكان صالح لا سوءات فيه تماحك الحق، لانفتح هذا التنصيص عليك بما يقر عينيك وقلبك من جزالة عجيبة فى بنائيته، ومن تركيب بسيط لمعانى فى بسيط حروف وكليمات مبسّطة ومدحاة، لكنها تنوء رغم قلتها بما تخر له الأذقان من جليل المعانى بالغة التركيب. لكنى أتجاوز بنائية التنصيص وتركيبيتها هنا والتزم أحادية التوضيح لقصة انتقال البداوة الأولى.
ونواصل :
( قَالَ قَآئِلٌ مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ)10
وهذا توصيف جغرافى سره باتع. فإذا علمنا أن الدولتين التاريخيتنن فى وادى النيل المذكورة ب(مصر) ـ وتعنى فى اللسان العربى أى لغة القرآن (مدينة) التى تقابل (بادية)ـ هما دولتان العليا حول منطقة وادى حلفا (ابوسمبل) والثانية السفلى فى منطقة الجيزة حيث ضخم الإهرامات وضخم التماثيل كتمثال ابى الهول. دولة منطقة الجيزة يبعدها عن أن تكون مسرحاً لقصة الجب ذى الغيابة أنها مهرب كبير لدولة النوبيين ـ إقرأ المتمدينين ـ عن البدو التى كانت مسرحاً لعيش بنى سيدنا اسرائيل كما جاء فى دعاء سيدنا يوسف فى ختام السورة بقوله :
(( فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ)99( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)100
فالبدو هو مقام بنى سيدنا اسرائيل، وهو مكان كان يمتاز فى ذلك العهد أن به آبارمحفورة لها غيابة. فمن هم الذين يحفرون آباراً بها مثل هذه الغيابة. هم بالتأكيد ليسو سكان المنطقة النيليية التى تقع حول منطقة الجيزة. تلك التى تشتهر بكون النوبة المصريين القدماء ـ وهم سكان المدينة وليس كما نصف (مصر) فى راهننا السياسى ـ كانوا يمدونها بالماء من قنوات كانوا يخرجونها بنظام الرى الإنسيابى من النيل. مع ذلك فكل المنطقة حول (مصر) مدينة النوبة المتقدمة تاريخياً كمركز حضارى مرموق الى المنطقة المقابلة لها لفرعى رشيد ودمياط من البحر الأحمر كانت منطقة تفتقد الماء والآبار تماماً ويصعب بل وتستحيل السكن حولها وهى خالية تماماً من البدو ومن خلافه من اى شكل حتى لحياة الحيوانات المتوحشة الصغيرة. فهى صحراْء جرداء هلك فيها جيش (قمبيز) عطشاً رغم أنه يفترض فيه أن يكون الأكثر استعداداً لعبورها.
والمنطقة التى تحتوى على آبار بها غيابة هى المنطقة التى توصل ما بين منطقة (وادى حلفا) الى منطقة (ميناء عيذاب) على البحر الأجمر وتمثل منطقة ميناء (شلاتين) فى مثلث حلايب المتنازع عليها بين السودان ومصر حالياً، ويها ثلاث آبار مشهورة تاريخياً فى تاريخ الفراعنة وما لحق بهم من تاريخ وسيط وحديث درجة أن ذلك الموضع كان هو المعبر الوحيد لمصر وكل شمال افريقيا الى ساحل البحر الأحمر الشرقى. والى الجنوب منه حيث تتوفر الماء فقد أسس البطالمة ميناء (أدليس) ومديناء ( بطليموس ثيرون ) كما ورد فى دراسة د. عبدالعضيم رمضان عن تاريخ موانئ البحر الأحمر. أما الى الشمال منه فلا مدينة واحدة ولا حتى قرية حتى نهاية امتداد ساحل البحر الأحمر.
من هنا نأتى الى حقيقة نتوصل إليها فى معرض تأويلنا لمنظومتى الحضارة (النوبة) والبداوة والتى هى الأصل اللغوى لقولنا عن ساكنيها البدو أو (البجا).
فأبناء سيدنا اسرائيل ـ عليه السلام ـ كانوا من أبناء البجا ويسكنوب باديتهم من تلال البحر الأحمر. ولهم قوافل تتبادل التبادل التجارى القديم سالكة الطريق الوحيد الصالح للوصول الى منطقة النوبة أى سكان الحواضر ، أى المصريين ، خلال طرق الآبار العتيق. ثم انتهى الأمر الى أن صارأبناء سيدنا اسرائيل انفسهم من النوبة سكان الحواصر المصريين.
ومع رجاء استيضاحى عن المناطق التى تحتاج للمزيد من التوضيح، فأنه من أحب ما لى فى هذا الذى عرضته أعلاه أن أجد الإعتراضات المجيهة فتمكننى من المزيد من التكريب للأطروحة.
يلا يا أهل المعرفة والعلم. قد جاءكم التاريخ. ورونما شطارتكم بقى.
للجميع حبى وتقديرى، وان شا الله الكلام دا ما يزعل زول يا حسن يا خوى.
أضف رد جديد