وقائع وخلاصات ونتائج ندوة لاهاي حول التحول الديمقراطي

Forum Démocratique
- Democratic Forum
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

كتب حسن موسى معلقا على عمايل عيسى:

الأخ عيسى
شكرا لك على الإشارة و إيراد أعمال الأصدقاء الفنانين عمر دفع الله و عروة زايد ، و لا شك أن إسهامهم التشكيلي يقعد الندوة في مقام التضامن الكبير بين كل هؤلاء الناس مختلفي المشارب الذين التقوا على هم العمل العام و كل يحمل قدحه العامر.و التحية من على البعد للأخ مصطفى السني( بدون قرص) و الأخ المليجي بما قدما من تصاويت حبيبة تجمّلنا بها في تلك الأمسية الملهمة.
ملهم أيضا ذلك الفطور الرمضاني الذي تفننت في تحضيره و اخراجه ايادي فنانة خبيرة بقيت في الكواليس ضمن طبقات الجهد غير المنظور، و الذي لا تقوم لعمل عام قائمة بدونه.
يا محمد جمال الناس النظّموا الفطور ديل عندهم أسماء أم نضيفهم لحساب " الجندي المجهول
مودتي


ضحكتني من القلب.

بس انت اظنك نسيت (انا وريتك مقدما) انو الفطور حا يكون حميم. يعني بكل فخر بالنسبة لينا ما كانت مفاجئة!. بس انت ما صدقتني، حتى اصبح قولى من سورة "الفطور" اللطيفة في سفر "قالوا" والتي تبدأ ب: ح م ي م، بينما تستهل سور التور الفظة ب: اتركونا في شأننا يا ناس الازهر انا تاركوكم في شأنكم ما تركتمونا والا سنولعها. والان، لقد شهدت بعين قلبك فآمنت فغفرنا لك ذنبك. فكنت افضل من الازهري والسامري والقرون.

المهم الزولة الحريفة الامينة الأشرفت على الفطور الذي ادهش الجميع هي الاستاذة "المحاسبة" سعاد عثمان شريكة الصديق العزيز الحارث مهدي.
والذي رسم الثلاث لوحات الجملية اعلاه هو الفنان عمر دفع الله والذي نحت التمثالين الرائعين القائمين ادني لوحات عمر مباشرة هو الفنان عروة زايد. وهناك المزيد من الرسم والنحت والابداع.

نحن كنا جايين على دا كلو بس انت ما بتريح....... قليلا ونحكي المزيد.......... بس انا متأكد مهما قلنا، لسه حا يكون في جنود مجهولين........... وحا يظل في ناس ولو شوية، حاسدين......... مثلا واحدة من الحضور (مشهورة بانها طباخة جدا، لا احد يعلو عليها كما أشيع في ضواحي لاهاي) وهي انسانة مثقفة ولا يشق لها غبار. في لحظة الفطور والناس مندمجة خالص (تصادف ان وجدتها مندمجة بدورها وبقربي) قلت ليها بسعادة ظاهرة: الناس مجمعة بأن كل شي على ما يرام، حتى الفطور (الأكل) طلع حاجة استثنائية. ردت على بعين السخط: كان بالك على حسن موسى ورؤوف مسعد، ديل بكونو نسوانهم أوربيات ساكت!.

عشان تعرف.

نواصل.........................
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

المحافظة و التديّن

مشاركة بواسطة حسن موسى »

ت لاهاي 2
في المحافظة و التدين
الفاضل الفاضل.
سلام جاك و قعد معاك في أرض أهلك الكُنود،( و هي في الحقيقة،" حقيقة الهنود"، أرض أهلك الهنود، لكن "حقيقة الهنود" لم تؤدِّ بهم إلاّ إلى الإستبعاد في حظيرة"الرزيرف"لأنها حقيقة ثقافة بادت تحت نار رأس المال النصراني . نفس نار رأس المال النصراني التي رمت بأهلك الأنصار في حديقة الفولكلور ينتظرون " إشارة " الخلاص التي لن تجيء من طرف الزعيم المشغول بالبيزنيس و حال السوق).المهم يا زول ، اندهشت حين عرفت أنك اطلعت على نصي في " سودانيزأونلاين" ،فمشيت نقرت على" المنبر العام" ولقيت نصّي و قد عاث فيه برنامج السنسرة الإلكترونية الأخرق تقطيعا : يعني كل ما يلاقي كلمة " موروث" يشطب منها نصفها( " روث") و يستبدل أحرفها بشطبات على قدر من البذاءة البصرية يفوق كل أدب البذاءة الطافح يوميا على صفحات سودانيز أونلاين، و الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.طبعا صاحبنا الركّب برنامج السنسرة دا بفتكر إنو البذاءة في الكلمات، يعني
البر نامج دا لو لقى طريقة في المعجم الإلكتروني ما يخلي فيهو نفـّاخ النار، و حتى الكلمات التانية الممكن جزء منها يكون فيهو مشكلة من نوع "نيكوراغوا" و " مصطفى لطفي المنفلوطي" و" لطفي الخولي" و الزبد والزبرجد و الكُسكس و كل الكُسور و البواقي ، كلها معرضة للشطب. وقد جاء في مثل شعبي: إنما البذاءات في النيّات و لكل امرء ما نوى. لكن السنسرة الإلكترونية تجهل الأمثال الشعبية .
ياخي و الله أنا متأسف غاية الأسف كون دعوتي "لجبهة عريضة للإنقاذ"، بذريعة " أدب الشفاء"، قد خذلت توقعاتك و لم توافق ما توسمته فيّ من روح ثوري طليق. فالورقة أزعجتك بمسحتها المحافظة المتدينة كما قلت:
"أزعجتني المسحة المحافظة التي طغت على العقيدة الطوباوية" ، و "باقي الكلام مليان بالمحافظة و التديّن".
فما أدراك ما المحافظة ( التدين خليهو لقدام).
ما المحافظة؟ و ما غايتها؟ و من المستفيد منها؟
تعرف يا الفاضل قبل سنوات كنا، باتريسيا و أنا نتناقش، و قيل نتفاوض ، مع بنتنا "التينيدجر"، لإقناعها بوجهة نظرنا في أعتراضنا على حضورها حفلة عامة في القرية، على زعم لنا فحواه أن هذا النوع من الحفلات مفتوح للغاشي و الماشي، و أنها لم تبلغ بعد مستوى النضج الذي يمكنها من ارتياد هذا النوع من المحافل إلخ . و هي، كما ترى مخاوف الآباء التقليدية. فثارت ثائرتها وقالت من علياء أعوامها الأربعة عشر: " أنتم آباء محافظون"، قالتها كمن ينطق بإدانة نهائية لا تقبل الإستئناف. وخطر لي أنها على حق، و أمّنت أنا على قولها و زدت عليه "طبعا أنحنا محافظين و كتر خيرنا القدرنا نحافظ عليكي لمن كبرتي و وعيتي و كمان قدرتي تشوفينا محافظين". وكما ترى فإن قيمة المحافظة ترتهن بموضوعها. والآباء يحافظون على " فلذات أكبادهم" كما تقول بلاغة العربان ( و يعزّ أهلنا الفرنسيس عيالهم و يحرصون عليهم كما " بؤبؤ العين")، وفي السنوات الماضية تعلـّم سدنة النيوليبرالية في أوروبا أن يستخدموا صفة المحافظة كسُبّة شنيعة في حق الحركة العمالية التي تحاول المحافظة على مكتسباتها التاريخية في وجه تغوّلات رأس المال المتعولم. طبعا كلامي بتاع "أدب الشفاء" مش فيهو " مسحة محافظة" و بس، دا يا زول المحافظة ذات نفسها. لكن بعد دا خلينا نجي نشوف محافظتنا دي "شن نفرها؟" و أنحنا دايرين نحافظ على شنو؟
المحافظة تعني صيانة ما هو موجود و و ما يهمّنا حفظه. و في هذا المشهد ، مشهد ما هو موجود ، فنحن في حضرة هذا الوطن الماثل كما حقل واسع من الألغام المادية والرمزية التي زرعها الأخوة الأعداء أبان عقود الحرب الأهلية ( و فيهم من يواصل زراعتها اليوم من وراء ظهر اتفاق السلام البالغ الهشاشة). ولا أحد بيننا يملك أن يجزم ما إذا كانت الحرب قد انتهت أم أننا بصدد هدنة إجبارية فرضها بيزنيس البترول، أم أننا نحضر لحرب أخرى أشد هولا من سابقتها. حرب تتمدد في مجمل أنحاء الوطن المتلاف المترامي الأطراف و تصبح هي القاعدة في اسلوب حياة السودانيين. و بمناسبة العبارة : "أسلوب حياة السودانيين"، فنحن يا صديقي في حضرة جيل كامل من السودانيين الذين ولدوا في عز الحرب ، جيل عمره من عمر الحرب، و أفق تجربته الوجودية تحدّه الحرب من كل جانب، هذا الجيل سيجد صعوبة كبيرة في أن يتكيف مع الحياة العادية للناس العاديين الذين يستيقظون في الصباحات العادية ليذهبوا لمشاغلهم العادية و يربوا عيالهم و يعلموهم في المدارس و يحلمون بتفوقهم و بنجاحهم و يزوجونهم ويرعون ذريتهم حتى يدركهم هادم اللذات وهازم المسرات العادية فيموتون موتا عاديا ويقام عليهم الحداد العادي ثم تستأنف الحياة مساراتها العادية . هذا الجيل غير العادي سيواجه كل الصعوبات الجمالية و السياسية و النفسية و المادية التي يفرضها عليه نمط الحياة في شرط السلم، و هي صعوبات لا يفهمها ولا يراها من خبروا الحياة العادية في شروط السلم.
و ضمن" مشهد ما هو موجود"، فنحن ، من جهة أخرى ، لحسن الحظ ، في حضرة زخم واسع من الآمال والنوايا الطيبة التي تنتظم جسم مجتمع سوداني معاصر ينتظر التنمية و الديموقراطية ليفتّح من طاقاته الخلاقة و يحقق يوتوبيا التعدد الثقافي و الديموقراطية.و لو تأملت في صور استقبال جون قرنق في الخرطوم للمست أن جموع الناس الذين هبّوا لإستقباله لا يمكن تصنيفها على أساس إنتماء عرقي أو جغرافي تقليدي.هذا التفاؤل الكبير هو جزء أصيل في" مشهد ما هو موجود" ، بل هو الدينامو الرئيسي لتعبيرات النسخة السودانية من أدب الشفاء .و يهمنا أن نحافظ عليه و نوظفه لصالح قضايا السلام و الديموقراطية و التنمية.
و حين أراك تلومني على التغاضي " عن واقع القمع و العنف الذي وثقته القراءات و عشناه بواقع أدب الشفاء.." ثم تلومني مرة ثانية على مصادرة الأوجه السلبية للواقع السوداني لأنك تراني أنساق ببراءة وراء إغراء " السماحة و الحس السليم و المحبة و الغفران النصراني اليهودي " التي تقبض " على خناق أدب الشفاء"و تحرمه " من رؤية بقية الآفاق الواقعية الكالحة "، أتساءل : لماذا ينتظر مني الفاضل أن أجتر الحزازات القديمة و أنا بصدد دعوة الناس لتجاوز تركة الماضي المظلم ؟ أنا يا صاحبي لم أنس حزازات التاريخ أبدا، و لا ينبغي لي أن أشيح عن إرث المظالم الذي أطّر وجودنا المادي و الرمزي، بل أن الحزازات و المظالم ما زالت ماثلة ، في لحم الناس و في دمهم قبل أن تثبتها الوثائق و القراءات المتنازع عليها.لكني يا صاحبي بصدد مشروع متفائل للخروج من حلقة العنف الشريرة التي تخيّم على الأفق السوداني.و حين أتساءل : ما العمل؟و كيف نرد الإعتبار لضحايا التجاوزات ؟أو كيف نرد حقوق الناس المهضومة و نصفي حساب الغبائن القديمة دون أن نجعل السودانيين شعبا من العور؟ أو كيف نقتص ممن ظلموا دون أن نحمّل الأبناء وزر الآباء؟ فتساؤلي يستشرف افق ما بعد تصفية الحساب و ينفتح على مشروع آخر هو كيف نتعايش معا ضمن وحدة ترعى التعدد الثقافي و العرقي و تحترم حقوق الناس بصرف النظر عن وزنهم العددي.
أنا يا صاح بصدد أدب للشفاء من تركة الماضي المظلم و من إنتكاسات المستقبل الهش، و هذا الأدب ، في شكله السياسي ، مشروع عمل عام جبهوي ،و لو شئت قل:" جبهة عريضة للإنقاذ" ، أيوه " الإنقاذ"، و لو شئت قل " الإنقاذ من هذا" الإنقاذ" الإسلامجي الـ " يونيك" في تاريخ السودان.و العمل العام الجبهوي الذي أنا بصدده ، و أنت أدرى ، هو عمل محافظة ( و لو شئت قل " صيانة")،كوننا مطالبين أولا بالمحافظة على الأمل في نجاح المشروع ، و هنا يمكنني أن أشرح تفاؤلي الطوباوي الذي ربما بدا لك ساذجا، مثلما نحن مطالبون بالمحافظة على الماعون البدائي الذي يمكن أن يسع عملا عاما فيه خانة للخصوم العربسلاميين الناطقين في لغة القرآن، من الذين يحلّون ، أو قل : يُحيلون ، مشاكل الحياة الدنيا في الآخرة وقد يحلمون بغزو الكفار من ساكني " أرض الحرب"، على تخوم " أرض الإسلام" و الأجر على الله..
و كونك " توجست من برنامج الجبهة العريضة، جبهة أدب الشفاء للإنقاذ"، لأنك تخشى أن يتسلل إليها" من كان اليد اليمنى لنميري و الترابي/البشير، حتى منصور خالد الذي توعّد الجنوبيين" بالتعريب بالحسنى" في مقدمة كتابه، جنوب السودان في المخيلة العربية" فتوجسك مشروع، لكن التوجس المشروع من المثبّطين و الإنتهازيين و المتشائمين و المخبرين و الجواسيس، لا ينبغي له أن يدفع بنا للإنكفاء على حلفائنا الآيديولوجيين الخلـّص في خندق ضيق،فنحن لسنا بصدد تنظيم مؤامرة إنقلابية ، و إنما غرضنا بناء مشروع ديموقراطي لأهلنا بوسيلة الديموقراطية. والتوجس من العملاء و المخربين و الإنتهازيين إن منعنا من ركوب المخاطرة نحو المشروع الديموقراطي فمعنى ذلك أننا لسنا أهلا لمثل هذا الحلم الطوباوي الجليل . و الأمر في نهاية التحليل أمر صراع ( طبقي طبعا) و كل حسّاس يملا شبكتو ضمن شروط العمل العام وسط أهلنا الذين تزعم شركات الإحصاء ( سوفريس و غالوب)أنهم متدينين بنسبة 99 في المية في غرب أفريقيا، يالنبي نوح..يا الفاضل يا خوي ، إنت إقتصادي/ سياسي نجيض و عارف ناس شركات الإحصاء العالمية ديل شغالين مع منو و دينهم شنو و مصلحتهم وين، بالذات لمن يقعدوا يحسبوا لينا المتدينين في أفريقيا و عينهم على " حرب الحضارات" بتاعة مقطوع الطاري الخواجة هنتينغتون .زمان مولاتنا "سوزان فوغل"،( في مقدمة كتالوغ معرض " آفريكا إكسبلورز") ، و هي من أخبر خبراء الفنأفريقانية الأمريكية، تحسّرت على ثقافة الأفارقة لتعاظم تأثيرات المسيحية و الإسلام على الثقافة الإفريقية. طبعا الحاجة" سوزان فوغل" ما خطر ليها ابدا إنو المسيحية و الإسلام ديل ديانات أفريقية افرقتها لا تقل عن أي ديانة افريقية أخرى سابقة لظهور الإسلام و المسيحية في القارة الإفريقية.و كان نبشت شوية يمكن تلقى الماركسية ذاتها بقت ديانة إفريقية عند بعض اولاد المسلمين البواسل في السودان. و الأفارقة يا صديقي، في السودان أو في غيره ، أذكياء ، يعرفون مصلحتهم، و هم قمينون باختراع" سورة" للديموقراطية عند مقتضى الحال.فبالله عليك أعفيني من حكاية " لا عقلانية المتدينين". و بعدين يا صاح: القال ليك منو إنو أنحنا القاعدين نحلل و نتفاصح في تدين الأهالي الغبش، القال ليك منو إنو أنحنا فالتين من طائلة الدين؟و الله هسع كان قعدنا فلفلنا كلام المثقفين السودانيين القالوا "لادينيين" ديل نلقاهم كل واحد منهم صاري ليهو دين في طرف توبو و راقد عليهو. و زي ما قال مولانا ابن المقفع: " لا أبيت ليلتي على غير دين" ، و ترجمتها عند الأهالي: " العاقل ما ببيع سروالو".و للدين في خاطر اولاد المسلمين منافع غميسة و حكاية زولك الأنصاري الذي أبكته خطبة السيد عبد الرحمن المطلسمة دون أن يفهمها، حكاية بليغة تستحق اكثر من مجرد الضحك. فمتعة "كلام سيدي" بالنسبة لهذا الرجل الأمي ليست في تماسك المضامين الدينية للخطاب، وإنما هي في شكل الخطاب كتصاويت صادرة من فم هذا الشخص الذي يجسد مفهوم القداسة في خاطر الرعية.خطبة سيدي في مشهد هذا الأنصاري هي نوع من حدث مشهدي " هابيننغ" مكثـّف تتضافر على تخليقه جملة من المؤثرات المسرحية البصرية و الصوتية و المكانية.و ربما لو قام شخص من العامة بالقاء نفس خطبة السيد عبد الرحمن على هؤلاء الأنصار الأماجد لما بكى فيهم أحد.ذلك أن سحر كلام سيدي هو في حضور سيدي نفسه.و في فرنسا اليوم هناك الكثير من الكاثوليك الأصوليين ـ و غير الأصوليين ـ الذين يجهلون اللغة اللاتينية تماما ، يؤمون الكنيسة يوم الأحد لسماع القداس في اللغة اللاتينية.ذلك أنهم بستشعرون سحر القداسة في هذه اللغة التي لا يفهمونها أكثر مما يستشعرونه في لغتهم اليومية العادية.و الدين في هذا المشهد يستعيد منفعة السحر التي افرغتها الإصلاحات الدينية العقلانية من مضمونها البدائي.و الزعيم الروحي الذي يخاطب أعضاء الطائفة ليس مجرد إمام يرشد أهله وفق تعاليم الدين، إنه ايضا ساحر يمارس شيئا من صلاحيات الكجور، و لغته العربية الفصيحة إنما تدخل مسامع الرجال الأميين المشدوهين كتصاويت مُطلـْسَمَة شفرتها تفك في مقام السحر( الأفريقي؟) البدائي قبل أن تفك في مقام الشرع الإسلامي.ترى هل يمكن أن نفهم شعبية الإسلام بين أهل أفريقيا على أساس هذا النوع من الرباط غير المنظور بين إمام حل محل الكجور و رعية من الأهالي المتعطشين للغذاء السحري القديم؟ مندري، لكن الفرضية تستحق التأني.
.لكن طالما اولاد المسلمين شايلين معانا هم صيانة الديموقراطية في منطقة العمل العام الجبهوي فما عندنا مصلحة نزرزرهم في أمور دينهم إذا يوم هفـّت ليهم يمشوا يحجوا لبيت الله أو يتصوّفوا و يلبسوا سبح و جبب مرقعة( شوف بالله أناقة الجبة الخضرا بتاعة الشاب الموسيقي العمل القرص بتاع مصطفى السني.أهو دا الفن ذاتو) ،و خليهم يمشوا يحجّوا أو يعتمروا و يجونا راجعين عشان قضية الديموقراطية دي في السودان ما بتتمسك بيد واحدة . و مولانا محمد ابراهيم نقد عارف حزبه كويس لمن قال : مافي ملحدين في الحزب الشيوعي( شايف؟).طبعا اولاد المسلمين القاعدين يقروا في كلامنا دا ما يفتكروا إنهم فلتوا من الزرزرة في أمور دينهم عشان خاطر الهم الديموقراطي الشايلنو معانا، لا ، الزرزرة محمّداهم طالما هم موجودين يكتبوا و يتكلموا في فضاء العمل العام، لكن الزرزرة في الأمورالروحية ، أو في أمور علم الجمال،أو علم الحب ، ليس محلها فضاء العمل الجبهوي الذي غايته تحقيق الديموقراطية.ديل ناس " أعدقاء" أعزاء تقوم تختـّم ليهم بي ورا و تلقاهم ( في " جهنم " مثلا) بعيد من محل اللـّمات الديموقراطية ، و تقوم توريهم دينك و تطلـّع ليهم دينهم و تفلفلو ليهم لمن حمار الوادي يكورك.
نهايتو،
يا فاضل في كلامك:
"و لأن قوام أدب الشفاء هو قوام واحد لمسلمين عاربة كما فهمت من الخطاب الموجه إليهم/ن، من دون البقية الباقية في السودان، فانه استدعى له من خاطر القبلة " حلف فضول" جاهلي مكي من القرن الميلادي السادس، كرمز لمناصرة المظلومين و تقعيد التسامح ـ و كأن تاريخ دفع المظالم لم يتطور منذها"
شايفك مستغرب من إستدعائي " حلف الفضول" الجاهلي المكي " كرمز لمناصرة المظلومين و تقعيد التسامح ـ و كأن تاريخ دفع المظالم لم لم يتطوّر منذها" فكأنك تملّك عربان الحجاز تراث أسلافهم و تحظره على بقية بني الإنسان.يا خي حكاية " حلف الفضول " دي غنيمة حرب ناخدها من العربان إذا نفعت معانا و ننتفع بيها، و بكرة ناخد غيرها من الهنود أو من الدينكا أو من أهلكم الإنويت، و ما في زول طالبنا قرش. و لا يعني هذا أن مشروع " أدب الشفاء" هو وقف إثني خاص بالعربسلاميين السودانيين. و إن تم حديثي( و كتابتي) بالعربية "قول يا لطيف"(؟)ـ و هي كما تعرف اللغة المشتركة بيننا في ذلك المنتدى ـ فهذه مشكلة تقنية و ليست " ورطة " كما جرت عبارتك. و يوما ما ،إذا تمكّنت من تجويد لغات أهل "بابل/ السودان" فسألقي عليهم تفاكيري في ألسنة شتـّى ، والزعل مرفوع..
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

[img][img]https://www.9m.com/upload/3-10-2007/0.7145101191354657.jpg[/img] [/img]

جانب من الحضور الكريم ومن خلفه تتراءى بعض لوحات الفنان عمر دفع الله، وبالجانب الاخر (غير ظاهر في هذه الصورة) معرض نحت للفنان عروة زايد، نختار منه النماذج التالية:


صورة

صورة

[img][img]https://www.9m.com/upload/3-10-2007/0.76901191356912.JPG[/img] [/img]

صورة

[img][img]https://www.9m.com/upload/3-10-2007/0.95357011913594.jpg[/img] [/img]

[
آخر تعديل بواسطة محمد جمال الدين في الأربعاء أكتوبر 03, 2007 8:55 pm، تم التعديل مرة واحدة.
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

صورة

النحات عروة زايد، كابتن طيران (على الشمال) في رفقة الشاعر حافظ خير (القادم الينا من لندن)

صورة
بعض الجنود غير المجهولين مع بعض الضيوف الظاهرين
(من اليمين الى الشمال: رؤوف مسعد، أمل شكت، براكة الصغير، عوض سكر، حافظ خير، نانسي عجاج، الطيب سعيد، محمد عبد الحميد، هويدا عبد القادر، حسن موسى، منعم شوف، محمد جمال، واخيرا الجاثم على المائدة هو عمر دفع الله)





صورة
رؤوف مسعد، محمد عبد الحميد، كمال بلال، محمد على المنان ومحمد جمال في التحضير للندوة قبل بدايتها بقليل

صورة

الصديق الجميل عوض سكر بين البراكتين المسرحيين الكوميديين (براكة وبراكة) ومن خلفهم رهط من المبدعين ومن ضمنهم زول ساكت


صورة

المبدعان: مليجي ومصطفى السني

صورة

إليازا عمر دفع الله

صورة

آمنة براكا ونانسي

]صورة
الصحافية أمل شكت

صورة[/img

الأميرة إليازا فان عمر دفع الله فان در هويدا عبد القادر


صورة
المبدع الاستاذ نقد من انجلترا (شرفنا في هذا اللقاء وساهم معنا بتلقائية واريحية مع الفاعلية) شكرا له

صورة
عماد براكة في بروفة مسرحية والشبل من ذاك الاسد

صورة

والفنان المبدع مصطفى السني (كان ألقا تلك اللحظة وكعادته) والمسيقار مليجي كان مبدعا وانسانا وسيبقى كوعده


صورة

وهنا عمر دفع الله في لحظة وداع : شكرا لك حسن موسى على هذا اليوم المثمر الثر والى لقاء



ملاحظة: الصور كتيرة وجملية جدا (ومعبرة) بس نحنا أخرناها عشان ما تربك القراءة ومتابعة النقاش، بحسب تقديرنا،
الشي نفسه الذي دعانا الى سحب ووقف بث مقاطع عديدة مبعثرة من التسجيل السمعي والبصري للندوة.

بعد، سنتيح الفرصة للفعل وردة الفعل تجاه موضوع النقاش: دور المثقف في التغيير والاصلاح السياسي والتحول الديمقراطي. و أدب الشفاء.

والتحية للعزيزين عيسى يوسف والفاضل الهاشمي على ابتدارهما للنقاش الجاد، هنا. وتحية ايضا لمن يتابعون في صمت او من على البعد، الى حين فرصة للتداخل، للحوار الثر والبناء.

تحياتي

محمد جمال الدين
آخر تعديل بواسطة محمد جمال الدين في الأربعاء أكتوبر 03, 2007 9:02 pm، تم التعديل مرة واحدة.
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

يلى، نبدأ من جديد مادام عندنا الجديد

(ولم أر في عيوب الناس عيبا - كعيب القادرين على التمام)
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »

يا أبا الحسن،
قرأت مفاكراتك الأخيرة ومازلت أوضّب فى مفاكرات تنشد أعادة النظر فى تجربة لجان الصلح عندنا وتجربتى لجان تقصى الحقائق والمصالحة "لحم" فى المغرب وسيراليون حتى نستبين موقع الغفران النصرانى اليهودى من مفهوم "لحم" ، ذلك المفهوم الذى أطرب له رقصاً أيما رقص ضمن "مشهد ماهو موجود" البراغماتى الذى أشرت اليه أنت فى مداخلتك الأخيرة. بعدها سأعلّق على مفاكرتك الأخيرة فصبراً آل موسى.

مودتى
الفاضل الهاشمى
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

مرحب بيك يا الفاضل الهاشمي

لا أخفي سعادتي بمشاركتك هنا معنا.

ونرجو منك المزيد من الاضواء حول الامر (وبقدر ما اتاحت لك الاقدار).

تحياتي

محمد جمال الدين
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »

خلفيات سياسية وأجتماعية لمطلب الأعتذار والتعويض
لمشهد أدب الشفاء

سأحاول رسم أطارعام للأجتماعى/السياسى فى مطلب الأعتذار والتعويض والديّات فى لجان الصلح "لص" وشيئا من تجربة هيئة الأنصاف والمصالحة ونسميها "هانم" فى المغرب .
وسأزعم أن حكمة ومنطق وثقافة "لص" فى عمقها الأجتماعى والنفسى تؤدى الى انجاز "أعادة التأهيل الرمزى للضحايا" وأكثر كمان.
تمثّلات التقليد اليهودى النصرانى فى الشمالية والتى أوردها صديقى حسن موسى وأشار اليها لفيف من الكتاب ربما تصلح سنداً ما لثقافة الأعتذارات النصرانيّة كونها استقرّت أوتادا ولحين من الدهر فى تقاليد الجماعة ولم تنفك. وترانى لا أعترض على كل ما أتيته يا حسن حول أفرقة النصرانية/اليهودية (والماركسية كمان) وهى تندغم فى أفريقيا فتتأفرق بالسحر والكجور(الذى مازال بعضنا يصر على تسميتها بكريم المعتقدات كما قال أستاذنا الجليل محجوب شريف فى بوست الأخ طارق أبوعبيدة وأعتبرها زلّة لسان لأن محجوب تفتيحه كما يقول أولاد العرب الحضريين عندنا)، نعم تتأفرق ولا تتغبّر به فقط.
أقول فى الأعتذار (كما فى الديّات) وحكم "لص" و"لحم" و"هانم" منافع للناس ماديّة ورمزيّة سياسية واجتماعيّة وماليّة تقنع الضحيّة (والنظارة الذين هم ضحايا/جلادون محتملون بلغة المنطق) بأن الآخرمستعد لدفع مستحقّات السلام والوفاق الأجتماعيين ولا أرى فيها كثير أثقال دينية أكثر من باقى العوامل.
الجزء الأكبر من تصدّيك ياصديق لنسف"لحم" والتشكيك فى أهليتها كتقليد نافع لدينا ان الأعتذار" يبدو جليّا مسعى توريث الأبناء وزر الآباء" ولكنى أتحاجج بأن من الممكن أبعاد تلك الصيغة والسمة تماما من عملية الأعتذار و"لحم" و"لص" و"هانم" وفى حالة لجان الصلح تعتذر القبيلة للقبيلة الأخرى الماثلة أمامها –وجهالوجه- ولم يمر عام بعد أو أثنين على دماء المقتولين/ات وما زال الجلّاد حيّا ، حتى ولو مات، فبحكم الرباط العشائرى الجمعى فى السرّاء والضرّاء فى الماء والكلأ والمال والأنفس والثمرات. ومفهوم الثأرأحد أوجه تلك الروابط التى لا تعرف عنها الثقافة الأوروبية المركزيه كثير شئ . والمسألة وفق هذا المنطق الأنثربولوجى ليست مجرد أعتذار الشمالى كشخص للجنوبى كشخص. وتوريث الأبناء وزر الآباء يكون فى حالات أسثنائية اذا أثبتت تحقيقات لص ولحم وهانم (ويبدو أن ال آكرونيم acronyms دى حتطول) .
أن ممتلكات الضحيّة هى السبب المباشرفى الثراء الماثل لأبناء الجلّاد وعشيرته. طبعا لا أرى ضرورة لأعتذار الأبناء نيابة عن أسلافهم. ولا شنو ياناس القانون الأخلاقى.
الأعتذارالذى أتصوّره يكون مؤسسيّا يصدر من حزب ، جيش، شرطه، برلمان ،مجلس سيادة وربما قبيلة أو ممثلين رمزيين آخرين. ودا بتم بعد جرد وتقصّى وفلفلة حجج المظالم والغبائن بواسطة قانونيين وأطباء وسوشيولوجيين ونسّابة لوعايز.
والقبائل السودانية فى تناحرها وسلمها وحِلّها ونشوقها طوّرت نسختها المحلية لحسم الأقتتال من لدن حكمتها المادية التى تلامس العبادات (والله العبادات دى ماعارف الجابا شنو أساسا وهى موتّرانى عديل، مش يكفينا نتحدث عن الدين؟) أو لا تلامسها، ويجب الأ نخشى العبادات اذا (خِتتْ) وتجاوزت الأسلام السياسى ولا شنو؟
فى الأعتذارعبر لص ولحم وهانم مآرب أخرى فهى تمرين ديمقراطى للضحيّة والجلاد وبقيّة المجتمع. ويرسّخ الأعتذار ثقافة الأختلاف وليس كما قال أحد أهلك الكردفانيين – البرامكة الحُرَفا القُلات بجيب الجفا. وفى الأغتذار تربية وطنيّة شعبويه تمهّد لأحترام القانون ودولتة ولا يستبعد أن يطال الأعتذارمؤسسات جنوبية أو شماليّة من حزب جوزيف لاقو لغاية حزب على الحاج. لم لا لأن الأحزاب التى حكمت السودان مازالت بين ظهرانينا، وهذا واحد من مكائد ومكايدات شفرات البرجوازية العربسلامية التى تردد "عفا الله عما سلف" لأن العفو لايأتى من ثقافة كادحين وأنما من العفو عند المقدرة المادية والرمزية، مقدرة النادى الحاكم، ومن ياترى من لعيبة ذلك النادى يجرؤ على محاسبة شركاءه تاريخيا فى الجريمة ، بل تقول لهم العصبة الحاكمة أذهبوا فأنتم الطلقاء ، هم طلقاء نميرى ونائبه عمرمحمد الطيب (البقرة الضاحكة فى الدعاية كما دأب السودانيين التندّر عليه حينها) الذى صُدّر للخارج. وهل يقبل الصادق المهدى اذا آلت اليه السلطة بفتح ملف مذابح النظم السابقة منذ الأستقلال كما فى المغرب اذا شملت مذبحة الضعين؟؟ (الغريب فى الأمر أن الأعتذارات الرمزية المؤسسية عندنا تسبقها صفقات مادية وتعويضات قبل أن تتمكن المؤسسات الديمقراطية الوليدة من جرّ أنفاسها فقد استردّت أملاك وأموال بيوتات النادى الحاكم فى الغرف المغلقة قبل أن تبدأ مراحل انتقال السلطة الديمقراطية، لا لجان صلح ولا حقيقة ولا يحزنون، فهى مصالحة الكبار أسياد القلم) واذا لزم الأعتذار/العقاب/القصاص الشخصى فانه يتم لأن الجلاد ماثل وكذا الضحيّة.
أن حكمة وتقليد لجان الصلح فى الجنوب والشمال والغرب تستلهم كل شيئ من التقاليد المحليّة المعجونة فى الأقتصاد المعيشى والتقاليد والكجور(وفى حالة الكجورتنجدل خيوط الدين فى تشبيك الأقتصادى والسلطوى والأمتيازات) ثم أن الصفح و"رسالة الغفران" و"سورة التوبة" و"الحب موجود فى الدنيا" - الأغنيه- موجود فى وعبرجميع أنماط الأنتاج والعصوروالأديان وكذا العنف والبطش والقمع فمرة يكون أستبداد ُومرات أمبرياليه ولكل ديدنه وخصائصه وكلٌ قدرناه تقديرا ... وهكذا دواليبك كما تقول.
وفى مناسبة غيربعيدة عن موضوع الحديث، اقول بأنى شخصيا أقبل أعتذار حزبى الأمة والأتحادى عن حل الحزب الشيوعى ليس بأعتباره مناورة سياسية خالصة لأنه تم على رؤوس الأشهاد وتمّ بذلك تمليكه لجماهير تلك الأحزاب وأصبح تمرينا سياسيا نافعا والله أعلم .
دروس من أدب الحقيقة والمصالحة/الصلح والأنصاف:
وما أدراك ما هيئة الأنصاف والمصالحة (هانم) المغربية؟ Justice and Reconciliation Commission
هانم مبادرة لخدمة مرحلة انتقالية عدلية أنبعثت من الحكومة المغربية والتقطتها منظمات المجتمع المدنى (المجتمع المدنى !! يالها من عبارة ملتبسة ومداهنة سأظل أبحث عن بديل لها لا يداهن) المغربى التى أشتد عودها، من قانونيين ونشطاء حقوق أنسان - ولم تنسى المملكة أن تساهم بأذرع تضمن بقائها - تؤآزرهم محكمة الجنايات الدولية (مركزية اوربية نصرانية عنصرية وذكورية كمان وهل من صفاء بلورى ثورى شرقى يطالبنا به الأغيار؟ والكلام ما ليك يا أبا الحسن) The International Criminal Court
تنشد هانم معالجة مسالة انتهاكات حقوق الأنسان المغربى منذ 1956 من أموات ومختفين وتدجين ثقافة الحصانة والأستبداد الشرقى Oriental despotism
وصياغة توصيات وبرامج ومشاريع وقوانين تمهّد لديقراطية عادله فى المغرب التى لم تصدّق ولم توقّع على مواثيق المحكمة الدولية وميثاقها حتى بزغ فجر2000 .
ويكون من المفيد اعلان الحرب على ثقافة الحصانة والتى نطلق عليها دلعاً "ثقافة عفا الله عما سلف" .
ثقافة الحصانة (أو الأفلات من العقوبة) ثقافة كونية ، اقصد يونيفيرسال أو عابرة للثقافات، وتشيّد دوائر البرجوازية العربسلامية قلاع استراتيجيات وتكتيكات من طين السحر المحلى والخطابات المستوردة انتقائيا للتحوّط من عواقبها والتمترس تحت خرصانتها العباداتية (مش الدينية وبس) ، لأن المحلية ترياق يتحصّن ويتمترس به الجناة عندنا (عربسلاميون كانوا أم دعاة مأكلة خطاب/أيدولوجية الهامش المتاح لناس أركو مناوى أو جوزيف لاقو) من سموم ثعابين العولمة الكافرة (نحن نسمى عواهنها بالنيولبرالية والأمبريالية والمركزية الأوربية الانجلوساكسونية البيضاء الذكورية الخارجة من عباءة الطبقة الوسطى وانت طالع) ومن قوانين الامم المتّحدات التى يصدقون على مواثيقها ذات مأكلة .
حمانى قيد الأستطراد ومنعنى - المدحه- من القول أن وكلاء وشركاء الراسمالية العربسلامية المنتفعين بثقافة الحصانة impunity هم معماريو ومخترعو ثقافة "عفا الله عما سلف" ومحكمة الجنايات الدولية النصرانية اليهودية هى المحكمة التى ذات صلاحيات تحاكم مستبديّن وقتلة جلادين ارتكبوا جرائم الحرب وجرائم ضد الأنسانية (دفع ثمنها السوق أو وكلاؤه او دفاع شعبى أو متمردين) محكمة الجنايات الدولية لا تحاكم الأبناء بذريعة الأسلاف الجلادين ولا تتدخّل الا حين تكبّل أيادى الحكومات المحلية ويذهب الريح بسطوتها ونفوذها. وقذ تمت حملات شعواء من القراس رووتس Grass roots فى أفريقيا والدول العربية لزعزعة الظلم العربى والأفريقى –وغيره- لمقابلة قطط الأمتياز وهى تواظب على مشاهد "سهر الجداد ولا نومو".
استهدفت هانم معالجة سنوات القهر والفتك الدكتاتورى المغربى الشبيه بقمع شيلى والأرجنتين والتى سماها المغاربة السنوات الكالحة السوداء منذ الأستغلال وحتى 1999
[1]
عيّن الملك محمد السادس فى 2004 الشيوعى المعروف دريس بن زكرى ( والذى قضى 17 ربيعا من عمره داخل السجون) ليترأس هانم التى تضم 16 عضوا تنفيذيا كان معظمهم سجناء سياسيين وضحايا تعذيب، ثمانية منهم من المجلس الأستشارى المغربى لحقوق الأنسان وثمانية خبراء قانونيين وأطباء وخبيرات حقوق انسان.
استهدفت هانم، حسب تفويضها ولائحتها، المفروضة من أعلى وضغط من أسفل، التحقيق فى كل قضايا الأنتهاكات منذ 1956 الى 1999 وهو تاريخ أنشاء هيئة اخرى تسمى بهيئة العفو/التعويض (؟) “Indemnity Commission” والتى سبقت هانم
[2]
وكلا الهيئتان أصدرتا عفوا شاملاً على الجلّادين وضحايا الأغتصاب والسجون والتعذيب فى المعتقلات السرية والتعذيب الجماعى والأختفاء والمقتولين (عبر أبنائهم وذويهم). جُزّ ريش هانم القانونى بأن خُلقت فى هيئة النعام حتى لا تطير فسُلبت صلاحياتها حتى تقصّر عن نشدان "الأنصاف"... ليس أسمٌ على مسمّى. حُدد لها تسجيل وتوثيق وأرشفة وتصنيف التعذيب وحقائق الأعتقالات والأغتصاب.
أتى المعذبون المغاربة زرافات ووحدانا ورُصدت 22000 حالة تعذيب على لسان الضحايا حتى أخريوم لأستلام الشهادات، وماأنفكت الوفود والمظروفات تطرق باب هانم.
من تحفظات النقابيين والسياسيين والنشطاء المغاربة على هانم ان اجراءات انشائها تمت بتفويض فوقى لطىّ صفحة الغبائن والانتهاكات دون صلاحيات وجاءت مسلوبة الأرادة القانونية فى استهتار بهيبة القانون ونظام العدالة المغربى لتُخرج سبيبة الحكومة من عجينة التورّط فى الأرهاب.
عقدت جلسات عامة مؤثرة وعاطفيّة للأستماع لشهادات الضحايا على رؤوس الأشهاد مذاعة ومتلفزة بالدارجى ولغة البربررغم عدم السماح بذكر أسماء الجلّادين وفجّرت ذكريات أغتصاب مؤلمة تكلّب شعرة الجلد خاصة من سكان الحضر أما أغتصابات الأرياف لم تتعرّى تماما لعدّة أسباب ثقافية أوتقنية تتعلّق بالأميّة ،حيث يقوم بكتابة المعلومات "كتّاب عموميين" يتخاطبون مع بربر لا يتحدّثون العربية أو مع أميين ضحايا ، فضاعت تفاصيل التغذيب من أسماء جلادين وتواريخ التعذيب وسرقة الجنود الحكوميين لممتلكات الأهالى واستطاع التحقيق مؤخرا أكتشاف لجوء الجنود لأستخدام الأغتصاب كتكتيك عسكرى ضد الأهالى.
هدفت هانم نشر ثقافة حوارعدلية وتكريب مرحلة انتقالية ديمقراطية تعزّز حكم القانون وترسّخ قيم وثقافة مواطنة وحقوق أنسان فى مفارقة واضحة ل"لحم" جنوب افريقيا ، حيث لا مجال للجلاد وفق هانم الأدلاء بمحكيّته لعدم ضمانات قانونيّة تضمن العفو عنه، يعنى مصالحة من طرف واحد حتى تهيئ هانم طقس تفاوض سياسى مَرْخى وحل وسطى مبدؤه الأخلاقى يطال الضحايا دون الجلاد.
على قارعة طريق"المصالحة" التى لاتتقاطع من "الأنصاف" يقول لسان حال الضحية: مع من تريدنى أن أتصالح؟ وعلى تلك القارعة (وما أدراك ما القارعة) المحروسة بصولجان توازن سياسى محلى/عالمى (الحكومة حارسة حمى الحرم اللبرالى الجديد) تبدو وحشة بل يُتْم خطاب "ثقافة حقوق الأنسان" و"حكم القانون" الأوروبى المركزى ازاء أنين الضحايا وبكائهم المبثوث علنا يبثّه صهد الصحراء الى رطوبة الأطلسى.
ورويدا رويدا مسخت صناعة هانم عمليّة تحويل زخم تمارين عدلية ديمقراطية نبيلة ساخنة بأبلج الحق فى الميادين العامة والأذاعة والتلفزيون والأندية والشوارع الى الى جثة وجسمان رطب لا حراك فيه داخل أقبية دواوين هانم حيث تنام مظاريف الشكاوى الجهنميّة المحبّرة بالدم والغبائن مودعة فايلات وأراشيف عجفاء كلِحة ومنها نحو داتا بيز Data base مبوّبة ومصنّفة تاريخيّا وحسب الحالة ( سجون ، معتقلات سرية ، شهداء، انتفاضات المدن والهامش الصحراوى الخ) قدُر ماتتيح ذاكرة الضحايا المكلومة (المردّخة المزعوطة) المرضوضة وتسجيلات على أشرطة فيديو واوديو تم نسخها وتحبيرها transcribed درس الدروس/أدب الشفاء:
وبعد، لم تزل هانم حبلى بما تجود من توصيات براغماتية وسياسات، رغم ذلك. وحتى ذلك الحين ، والكلام لسوزان سليموفتش، يجب دفع تعويضات مالية للضحايا(عديل! أها دا بنى آدم الغلب الهدّاى أم النيولبرالية أم قدود أم جميعا معاً!؟)
تعويضات يُقِمن صلب الضحايا بحسب الأرانيك التى عبؤوها/عبأنها وبها سيتقنون من جدّية ووثوقيّة الحكومة المغربية.
هناك أقتراحات أخرى ودروس يمكن أن تطرحها هانم وهى:
اولا: أعادة تأهيل البنية التحتية من طرق فى أقاليم بعينها تعرّضت للقمع والأهمال ، مناطق مهمّشه بعينها تمت فيها الأنتهاكات وتحويل مراكز الأعتقالات فيها (بيوت الأشباح عندنا) الى مراكزأنشطة أحتماعية ثقافية للأهالى حسب أهتماماتهم وأولوياتهم.
ثانيا: تنجز هانم تقرير يجمع كل شهادات المظالم التى لا جدال فى أحقيّتها وممكن أثباتها فى بورتفوليو portfolio منظّم بمهنيه عاليه ينشر على الملأ ليتم التعويض فورا وهذا يكون أهم أرث لهانم. هذا الأقتراح الوصفى اللاتاريخى البسيط صدر من عبقرية المحامى هوزى زالاكيت Jose Zalaquett أحد أعضاء لجنة الحقيقة الشيلية وجوهر أقتراحه الذكى هو"اهمية الفصل بين كشف حقيقة الجرائم السرية كواقعة ليس لوقعتها كاذبة وبين تفسيرالعمليات والحيثيات السياسية التى انتجت تلك الجرائم. والأخيرة يمكن الاختلاف حولها. وهذا لعمرى أهم دروس لجان الصلح والحقائق وهو الفرز بين الحقيقة (باردة ومجردة ومثبته) وبين تفسيرات حدوثها وملابساتها التاريخية التى ربما وقف المحلفون حيارى أزاءها وأختلفوا. وعلى تقرير الهيئه أن يوصّى بالأشارة لسياق التجاوز والأنتهاك المباشر الملموس وليس للسياق التاريخى البعيد المحتمل الذى يمكن الأختلاف حوله ويبرر مولانا هوزى النجيض موقفه الفكرى بأن هذا المقام ، مقام الحقائق الملموسة والمثبتة، ليس ميدانا لتحليل تاريخى لصراعات طبقية والتى لها أهلها وأهميتها خارج مكاتب هانم. أننى أقف ممتنا لهذا الرجل فقد اضاف لمعرفتى قيراطا من النضوج بمنظوره الوضعى القانونى
Positivist approach
الذى ينتج شهادات مدعومة ب بينات عملية لا غلاط فيها. أن أعادة بناء (وليس تفكيك) حيوات الضحايا والجلادين ، بحسب هوزى ، تمرعبرصيرورة التحقيقات الدقيقة والمفصّلة وثم يعقبها أعتراف من مؤسسات ثم تعويض ثم عفو.
وضمن هذا المنطق لا يجب على لحم/هانم الخ أن تحرّك لسانها وتعجل بأستحواذ العقاب بل تهيئ بحقائقها الدامغة لمحاكمات ودعاوى مدنية أو مقاضاة جنائية حسب الظرف المحدد وكل شاه معلقة من عصبتها one-on-one
أن الحجة التى تزعم أن تجربة المصالحة والأنصاف المغربية لم تعبّرعن تغييرحقيقى ولم تنجزمرحلة الأنتقال الديمقراطى (والتى أكّدتها لجان حقيقة ومصالحه أخرى) مردودة ذلك أن عمليات وتمارين والزخم السوشيوسياسى المصاحب لعمليات انتاج أرشيف الأنتهاكات المغربى هى فى حد ذاتها مساهمة فى تخليق جنينى يؤسّس لمجتمع شايف عوجة رقبتو وشمّر سواعده لأصلاحها عبر بورتفوليو portfolio حقائق شهادات الضحايا الدامغات، أن رحلة طولها ألف ميل تبدأ بخطوة واحدة (وهنا يحق أن نقول بلغة العبادة ، طوبى للضحايا الأحياء منهم والشهداء)
واضح لكل ناشط بأن شهادة الضحية وتوثيقها هو الأداة الأساسية للجان المصالحة والحقيقه والأنصاف لأنتاج محكيّه مهذّبه ومسئولة ورائدة لأنتهاكات حقوق الأنسان قمينة بطرح محكيّات التغيير والأنصاف.
لا أدرى بعد أين وصلت المساعى المغربية لوضع مُدماق فى بنية الشفافية والمحاسبة التى تشير للمسؤول عن الغبينة واحد واحد أو جماعيا و تمد "صُباعها السبّابى وتقول للغافى يازول هوى"
وعلى كل حال فأن هويّات الضحايا والجلادين المغاربة (وحلفائهم الأمبرياليين) ماعادت مضمضمه ومدسوسة (كما تتحكّم العتمة والظلام الدامس على محكية الأنتهاكات السودانية) فهى تنعم بدفء الأرشيف كنافذة مادية ورمزية يطلون بها من كهوف التروما والأمراض النفسية والعقلية نحوآفاق (الشفاء) الماهلة ، والأرشيف أيضا بمثابة شرفات ومنصّات وثب Spring board للباحثين وعلم التاريخ وربما العلم الطبيعى وال DNA لأفق بديل.
وبعد فان شغل حقوق الأنسان المنضبط فى خضم السوق النيولبرالى شغل تطوّعى عقلانى نبيل وليس عباطة وخبل وخفّة عقل أوروبى مركزى والتحدّى ماثل أمام كل ناشط معلق من عصبتو بأن يقعّده فى علب جدل المحلى والعالمى والباطل بيّن والحق بيّن (ولكن هيهات) . رغم أن المؤسسات الأوروبية المركزية قد فتحت ملفات تعويض اليهود فى ألمانيا ألا أن الكثير المثيرالخطر ينتظرها(وينتظرنا جميعا) فى فيتنام وأفريقيا والعراق والأمريكتين (زاتم) وفى بسطامنا فى جنوب السودان ووغربه وشرقه وشماله ووسطه.
ليت لى ازميل فدياس وبراحا زمنيا عبقريّا لأرصد تلك التجربة واخريات نستلهمها قبل وصول الأسلاف حتى لا يتحقق المشهد الذى يخشاه الصديق النبيه حسن موسى.
سأعود حتما لتجربة سيراليون وربما زيارة أخرى للمغاربة وربما ألخص أطروحة عبدالله النعيم حول التعويض فى الثقافه(ات) الأسلامية 1992.
مراجع:
[1]
Justice and reconciliation Commission or
Equity & Reconciliation Commission
ولا جدال حيث تعنى كلمتى
Justice & equity
الأنصاف أوالعداله
[2]
Susan Slyomovics “Morocco’s Justice and Reconciliation Commission” 2005.
سوزان سليومومفتش تدرس الأنثربولوجى فى ام أى تى
MIT
ومؤلفة
The Performance of Human Rights in Morocco
University of Pennsylvania Press 2005.
She also has a related report titled” A Truth Commission for Morocco” Middle East Report 218, 2001.
المصدر
https://www.merip.org/mero/mero040405.html

مودتى
الفاضل الهاشمى
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »

شكرا الأخ محمد جمال الدين على الكلام المعسول اللذيذ
سعادتى قائمة بأفعالكم المفيدة
مودتى
هاشمى
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

العزيز الفاضل الهاشمي،

كل الكلام المعسول اللذيد دا (لو كان هو كذلك) إنت بتستاهل أكتر منو، لسبب بسيط، لأنك مجتهد وبتتعب عشان تقول فكرتك في الشأن العام في حدود تستحق الاحترام مهما اختلف معها الناس، ودا طبعا بحسب متابعتي لما تكتب وبحسب ذوقي وتقديراتي الخاصة.

دا ما كلام معسول جديد

وحتى لو

دا كلام يجيء مع سبق الاصرار والترصد


التحيات يا مان

محمد جمال الدين
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

Hi every body

استهل ضيفنا في لاهاي حسن موسى حديثه (الشي الذي ورد في ورقته) بالتالي:

سورة التور؟

لقد استهل الأخ محمد جمال الندوة بمحاولة تعريف المثقف وسعى بالميكروفون وسط الحاضرين يسألهم إن كانوا يعتبرون أنفسهم مثقفين أم لا. وتعددت الإجابات بين من اعتبر نفسه مثقفا ومن أنكر عن نفسه صفة المثقف، وسعى بعض المتحدثين لمعارضة المتعلم بالمثقف مثل الدكتور عبد المنعم مختار الذي أعلن بأنه "مثقف بنسبة 17 في المية" كما سعى بعضهم لتصنيف المثقفين بقدر قربهم أوبعدهم من السلطات السياسية، مثل الروائي المصري رؤوف مسعد الذي استبعد المثقفين المتواطئين مع السلطات من دائرة المثقفين. وأظن أن أفضل تعريف للمثقف هوتعريف جان بول سارتر الذي قال مرة" المثقف شخص ينشغل بما لا يعنيه" يعني "مُتلقّي حجج". وأظنه تعريف يناسبنا جميعا في الموقف الذي نقفه هنا في هذا المقام الجمعي الجليل، وقد وفدنا من أنحاء جغرافية عديدة ومن خلفيات ثقافية وسياسية متباينة لنتلقى حجج هذا الشأن العام، شأن الممارسة الديموقراطية الذي رغما عن كوننا لم ندرسه في الجامعات ولم نتخصص فيه إلا أنه يهمّنا ويهجس أحوال حركتنا وسكوننا، فنتقحّم مقاماته ونتطفل على النفر الذي استبدّ واحتكر حق الحديث فيه ولا يهمنا إن أفسدنا عليهم بهجة نادي المتخصصين.
نعم، في مقام مناقشة قضية الديموقراطية فكلنا مثقفون على صورة ذلك الإمام المزارع في حكاية "سورة التور".


انتهى استهلال حسن أم فيه بقية ، مندري.
بس أنا حا أبدأ استهلال جديد من منطلق ليس جديدا جدا.
حا أحكي قصة خاصة جدا بمناسبة تعريف جان بول سارتر للمثقف واضافة حسن له
(" المثقف شخص ينشغل بما لا يعنيه" يعني "مُتلقّي حجج". وأظنه تعريف يناسبنا جميعا في الموقف الذي نقفه هنا في هذا المقام الجمعي الجليل).


اول أنا ما جيت هولندا، وزارة العدل (الهولندية طبعا) عملت معاي لقاء كما هو معتاد حول اسباب قدومي الى بلادهم تاركا بلاد بمساحة هولندا حوالي 80 مرة. اجبت بشكل موفق وليس فيه مبالغة كبيرة كما اظن. قلت في خلاصته انني ضيف عندكم لبعض الوقت بحسب قوانين الامم المتحدة. وكنت اعرف ان لا امم متحدة ولا يحزنون فقط وددت الاحتفاظ ببعض ماء وجهي، وانا حزين وبائس . أذ كيف تكون أمم متحدة مكونة من USA وايران وكوبا والصومال وافغانستان طالبان والصين وكوريا الشمالية وروسيا والهند وباكستان والسودان واليمن و إسرائيل والسعودية والجزائر؟. كيف يكون مجتمع دولي فاعل مكون من كل هذا التناقض (لن يكون ابدا فهو حلم طوباوي مطلق) ترفضه طبيعة المصالح المتناقضة.

كنت اعرف انني أراوغ، بحكم الضرورة.

قلت لتلك المرأة الذكية المحترفة التي حاورتني (من وزارة العدل الهولندية) انني جئت الى بلادكم لكي استريح من عناء الدنيا (واعني رهق بلادي) وانني لم آتي لممارسة نشاط سياسي من داخل البلاد الهولندية!. وكنت قد ظننت ان ذلك ربما ساعدني في الحصول على اقامة سريعة لكي استطيع بعد ذلك السفر الى شرق السودان عبر الحدود الاريترية لمشاركة قوات التحالف السودانية حربها التي اعرف سلفا انها ستبدأ من جهة الشرق، كان ذلك في فبراير عام 1996. وكنت صبيا غرير في حدود العشرين من عمري.
فما كان من تلك السيدة والا كأن جاءها الوحي، فرددت علي: لن تستطع (بمعنى اننى لن أهدأ بهذه السهولة ). وذاك ما حدث. اذ بعد 15 يوم من قدومي الى هولندا شرعت في تأسيس المجموعة السودانية لضحايا التعذيب (فرع هولندا) بمشاركة العزيزين جمال يوسف وعماد آدم وآخرين ثم عملت مع زملائي هؤلاء على انشاء منظمة اخرى اسميناها لجنة طالبي اللجوء السودانيين في غضون الاسبوع الثالث. وقد نسيت ما ذكرته في انترفيو وزارة العدل الهولندية مع تلك المرأة التي لن انساها ابدا.

فقد بدأ لي الان انني مجرد واحد متلقي حجج!. فهل أنا مثقف؟.
ذاك غير مهم، من وجهة نظري...... المهم انني أنا واحد (فرد) من الناس المهمومة بمشاكل بلادها واهلها (أو كما اتمنى). وعندي وعد مع نفسي أن اعمل مع العاملين من أجل السلام والتنمية في بلادي وحتى لو كلفني ذلك النفيس (لا ادرى ما هو) ، اذ لا ارجو مقابل مادي (ولا تهمني الطبقة). هل تلك درجة طوباوية؟.

ومن المؤكد انا هنا لا اتحدث عن نفسي بالضرورة كإنموذج. تلك تجربة الكثير منا. فقط وددت مواصلة النقاش المفتوح اصلا حول دورنا (ناس المهاجر) في الاصلاح والتحول الديمقراطي في السودان. دورنا عمليا وبوضوح دون تغبيش ودون فانتازيا (قد نقع فيهما بوعي أو بلا وعي) : ما هي مساهمتنا وما هو دورنا وكيف؟.

ونتابع أدب الشفاء.


محمد جمال الدين
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »

من التجربة المغربية:
رفض كثير من ضحايا المغرب تعويضات هانم التى لم تشكّل لديهم ضمانة مستقبلية وعزاء بسيادة ديمقراطيّة مستدامة ووسمتها مسألة حصانة الجلاد بعدا عبثيّا غير قانونى وأخلاقى حيث عجزت السلطات الحكومية المغربية عن الأفصاح عن المفقودين والمختفين وأماكن تواجد الأحياء منهم/ن وأماطة اللثام عن الأموات منهم. من ياترى يقبل أخلاقيا أستلام تعويض نيابة عن ضحايا أقارب؟؟ وكانت مطالب الضحايا واضحة بالأعتراف ثم المطالبة بأطلاق سراح الأحياء وأسباب الأختفاء وملابساته. أعلن بعض الضحايا الأحياء رفض التعويضات واعلنوا أستعدادهم الصفح فى حالة ضمان عدم تكرارالأنتهاكات مستقبليا.
زاد طين مهازل هيئة تعويض هانم "بلّه" أن موظفى الهيئة هم موظفوالحكومة المغربية ، الخصم والحكم مع غياب الرقابة القانونية. وهكذا لم ترتبط هانم وخطط تعويضها بالقضاء على الدكتاتورية.
تعويضات هانم مطعّمة بالثقافة الدينية والمحليّة:
طعّمت الحكومة المغربية ممارسات هانم وتعويضاتها بمسحة أسلامية حيث بدا خطاب الهيئة فى هيئة حيوان برأس ثقافة حقوق الأنسان العالمية من مفاهيم "اعتقالات عشوائية" و"أختفاء أجبارى" وذيل ثقافة محلية اسلامية تقوم على مفهوم "لا ضرر ولا ضرار" من صلب مبدأ مدرسة القانون المالكى. وقد أشار د. عبدالله النعيم الى أهميّة استلهام كامن الثقافة المحلية والأسلامية كمصدر للنظم القانونية مع عدم استوحاء الجوانب التى تنتقص من العدل حينما يتعلّق الأمر بالتنكّر لحقوق المرأة والأقليات. وضرب مثلا بالديّة والتى تؤكد وتشدّد على عواقب انتهاكات حقوق الأنسان .(النعيم أمستردام 1992 ) [1]
تشير سوزان سليوموفيتش الى أن الديّة ، روحا وليس نصّاً، تؤمّن على دور مركزى فى قبول الضحية الكامل بنتائج مفاوضات الديّة وتحكيمها، وفى حالة الموت تقوم أسرة الضحيّة بتحديد شروط التعويض. وفى أعتقادى أن فى طرف هذا الأمتياز الجمعى لأهل الضحيّة تحدد الجماعة شروط الأنصاف وفق انثربولوجيا محلية (غير أوروبية مركزيّة) يغرس فيها الأسلاف حضورهم الذى لم يغب أصلا فى الضراء حيث تتحمّل الجماعة وزرعمايل أفرادها فى مفارقة واضحة لروح الشريعة ونصّها الذى لا يقر المفهوم الجمعى (السن بالسن والعين بالعين ، وكل شاة معلّقها من عصبتها) وهنا يختلط حابل العبادات بنابل الثقافات و"الأجتماعى". وتبدو الحكمة المحلية واضحة وكأنها تقول أن الأسلاف ليسو أسلاف بقرينة عمق حضورهم الأجتماعى المادى والمعنوى الكثيف.
وعلى سبيل تسهيلات الأمتيازات وفقه المصلحة تقبل البرجوازيات العربسلامية وغيرها دخول المفاهيم النصرانية الأوربية المركزية اليهودية والجاهلية على المحلية والاسلامية بطيب خاطر. وقد يتجلّى هذا الفهم فى دفق اليومى ففى 2000 انتهز الملك المفدّى زيارة ميرى روبنسون رئيسة مفوضيّة الأمم المتحدة العليا لحقوق الأنسان الى المغرب وقام بالتكرّم بدفع مليون درهم حتة واحدة (لمْ صمْ) lump sum للضحايا!! وقد قلنا من قبل أن الملك قد قام فى 2002 وفى اليوم العالمى لحقوق الأنسان (شوف ليك جنس لولوة) بتقليد عضو حزب "الى الأمام" الماركسى اللينينى والسجين السابق دريس بنزكرى القانونى واللغوى والأديب سكرتيرا عاما على المجلس الأستشارى لحقوق الأنسان. ومايزال الملك الهمام ينشد طى صفحة الماضى الدامى بدون محاكمات.
وبين غموض الدية وحاتميّة التعويض يسعى الملك الهمام الى أضاعة حقوق ضحاياانتهاكاته. وهكذا يبقى الحديث عن مواصفات هيئة ناجعة(مستقلة، موثوق بها، شفافة، محايدة وموقّرة) فى المغرب تحصيل حاصل حتى الآن.
دوزنت المركزية الأوربية والكولونيالية ثقافة أنتظار جنة الخلاص الهابطة من سماء المراكزالبعيدة والقريبة والحلول الخارجية ومفاهيمها ثم تقوم الدنيا المحلية وتقعد على سبيل اعادة انتاج المحلى وتكييفه حتى يتساوق مع المعطى العالمى،من فوق لتحت، وعلى تربة هذا الخطاب النصرانى اليهودى انزرعت توقعات لحم وهانم. والأخيرة طلعت من أكمام الملك المفدى وحلفت فصائل المجتمع المدنى أن تلحق حدّها. قصة هذا الملك المفدّى ،هى حجوة أم ضبيبينة الأوليغاركية المعروفة المبذولة للجميع كونه كتب بيده فى المادة 23 فى الدستور المغربى أن الملك هو "القدّوس المنيع" المهيمنُ ، الملك أخذ والملك أعطى هانم. وتوصيات هانم تنتظر الملك أن يتكرّم بتطبيقها حسبما تجرى السفن السياسية ورياحها وعلى الغرب أن يدفع دريهمات لأرشفة هانم فى داتا بيز مكرّبة من لدن بيل قيتس ومتحفتها مع الشهداء والصديقين ومومياء الجندى المجهول والنُصُب التذكارية وتسمى التاريخ. وضمن ذلك التاريخ الملوكى انجازات جندرية من نوع تعيين خمسين واعظة مغربية فى مايو 2006 وكذلك تعيين 35 برلمانية فى البرلمان المعيّن وقانون أحزاب كمان.
نهايتو أن بث شكاوى الضحايا التلفزيونية قد أوقفت بعد يومينمن بثها وكما توقّع النقاد أن هانم مسرحية لتهدئة الخاطر الشعبى العايش فى برَجوبة الفقر (20% من الشعب المغربى يرزح تحت فقرِ مدقع) والأمية والفساد الحكومى وأزمة الصحراء الغربية وشبح الأسلام السياسى المتطرّف القادم من كل فج وجب كما فى السعودية وأفغانستان وباكستان .
ونهايتو أن هانم ولدت بريمى premature كما يقول الخواجات ويتيمة من دون تغيير سياسى كما فى جنوب أفريقيا فى ثقافة (حصانة وعفا الله عما سلف) كؤودة وزاد الطين بلّة أنها جاءت ترفل فى ثياب نيولبرالية وبين يديها ومن خلفها أتفاقات تجارية حرّة وقعتها المغرب مع الولايات المتحدة وأوروبا وهى (هانم) بذلك غير قابلة للتصدير لدول الجوار وغير الجوار العربية المسلمة.
يغلب العامل السياسى (قبضة نظام ملكى مطلق وغياب نظام برلمانى وقضاء مستقل) على نشوء هانم وتطوّرها وفعاليّتها ثم يليه الثقافى الدينى. وعبثا تحاول توصياتها من الملك أعتذاراً رسمياً (!!) وعلى رؤوس الأشهاد ليؤكد ويثبت أن الأنتهاكات صدرت من لدن سلطة ونظام قائم. وبين هذا وذاك أعلنت مؤسسات اللبرالية الجديدة أستعدادها لدعم الأصلاح القضائى والبوليس ورعاية مبادرات لتوضيب أزمة الصحراء الغربية القديمة المتجدّدة.
وكما قال تيم كلسال ، فى مبحث سيراليون، أن المفارقة هى أن الحقيقة قلّما تقال فى لجان الحقيقة والمصالحة بسبب أشكاليات عديدة فى علاقة لحم بالقضاء أو النقائص التنظيمية لهيئات لحم أو لأن ثقافة الجهر بالحقيقة على المكشوف (تفتّو قرض) public truth-telling غير مغروسة بعمق فى تربة الثقافات المحلية كما فى تجربة سيراليون وهذا طرف مما حاول الصديق حسن موسى أبرازه فى نظرى.
ويذهب تيم كلسال ، عكس المقصود من لحم السيراليونية، أن طقس وشعائر التوبة والغفران المكشوفة طبطب على مشاعر الضحايا و عزف على أوتار حسّاسة لديهم ساعد على صياغة لحظة رضى ووفاق على طريقة "من عفا وأصلح". وبحسب كلسال فان الطقوس المصاحبة لشغل لحم تصبح أهم من الحقيقة والمصالحة ذات نفسها فى بعض الأحوال. [2]
مراجع:
[1]
Abdullahi An-Naim, “The right to Reparation for Human Rights Violations and Islamic Culture(s), “in Netherlands Institute of Human Rights, Seminar on the right to Restitution, Compensation and Rehabilitation for Victims of Gross Violations of Human Rights and Fundamental Freedoms (Amsterdam: SIM Special, 1992), pp. 174-181.
من المصدر السابق.
[2]
Kelsall, Tim 1970- “Truth, Lies, Ritual: Preliminary Reflections on the Truth and
Reconciliation Commission in Sierra Leone”. Human Rights Quarterly - Volume 27, Number 2, May 2005, pp. 361-391.
https://muse.jhu.edu/journals/human_righ ... q27.2.html
هاشمى
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »

الشفاء والتعافى:
سيراليون نموذجا يوليو 2002- 2004
لجان الحقائق والمصالحة (لحم) فى سيراليون واحدة من آليات العدالة الأنتقالية أو مايسمى بحزمة الأسعافات الأولية بعد احدى عشرعاما من حرب أهلية صاحبها تمثيل بالعباد وعنف جنسى واستهداف الأطفال. تذهب الباحثة روزاليند شو [1] أن لحم السيراليونية لم تحظ بتأييد شعبى حيث فضّل الناس العاديين نهج الصفح والغفران ولكن الواضح من بعض الوقائع التى أوردتها أن مخاوف عديدة دامغة أدت الى تخوّف الضحايا للأ ستكانة للصفح والغفران منها تاريخ العنف الطويل ووجود الجلّاد فى مراكز الدولة من الجنود حتىالوزراء.
ممارسات الذاكرة: تذكّر العنف شفهيا
عموما تستند لحم على زعم وجود فوائد لتذكّر العنف شفهياً غير أن روزاليند شو لا تعتقد أن ذلك صحيح فى حالة سيراليون وبحسب روزاليند فأن ممارسات الذاكرة (هذه الخاصية العامة لبنى آدم الذى تريحه الفضفضة وأعادة مكتوم اللأوعى لطبقة الوعى وهو شغل مجرّب على أرائك العلاج النفسى) تنتمى لثقافة غربية تعوّل على شفاء الضحيّة عند تذكّر العنف شفهياعلى المستوى الشخصى. تعوّل روزاليند على النسيان الأجتماعى كوسيلة أقرب للذاكرة الأفريقية لأعادة اندماج وتأهيل الأطفال المقاتلين بدلا عن تحريك المشاعر(أود تذكير القارئ بأن جلسات الأفادات فى المغرب قد أوقف بثها تلفزيونيا بعد يومين من التذكّر الشفهى)
على كل حال تقترح الباحثة، محقّةً، ضرورة التحقق من وجود تأييد شعبى لعمليّة أستدعاء ذاكرة الضحايا والناجين لأن ذلك فى نظرى يحمى ويؤمن ظهرالضحايا من خوف الثأر خاصة حين لايصاحب عملية لحم تغيير سياسى كما حدث فى جنوب أفريقيا. وعند غياب ذلك التأييد الشعبى يجب البحث عن أطر محوريّة لنقاش واسع بين الجماهير حول ملابسات وأسباب وآثار العنف والقمع لضمان تنشئة وتطوير مؤسسات ديمقراطية وطنية. بالاضافة الى هذا الدرس يجب استلهام وأستصحاب الممارسات المحليّة لمداواة الجراح والشفاء والتعايش الأجتماعى.
كُتبت ملصّقات وشعارات لحم بلغة الكريو حاثّة المواطنين على أطلاق الأفكار والمشاعر وقول"النصيحة أو قول قول الحقيقة –الأغنيتان). ترأس لحم الأسقف جوزيف هامبروطرحت لحم خمسة استهدافات:
أولا:أعداد سجل تاريخى غيرمتحيّز للأنتهاكات والأعتداءات.
ثانيا: التعامل مع مسألة الأفلات من العقاب (هذا ما أغمضت عنه تجربة المغرب عينيها)
ثالثا:الستجابة لأحتياجات الضحايا
رابعا: تشجيع مداواة الجراح والمصالحة و
خامسا: منع تكرار الأنتهاكات والأعتداءات التى حدثت.
هل يجدى سرد الذكريات فى حالة الأبادة الجماعية فى رواندا ودارفور؟
بما أن سرد الذكريات المؤلمة هو عملية تعويضية سايكولوجية لاتعتقد روزاليند فى مغزى استدعاء الذاكرة فى حالة عنف الدولة ومليشياتها لأن الجلّاد بّين حيث لم تبذل الدولة أية محاولة لأخفاء عمليّات القتل أصلا والحرائق والأغتصابات التى سمعها العالم على أجنحة التكنولوجيا والسايبر واليوتيوب. (قالت خديجة الدارفورية فى أحد الأفلام الوثائقيّة: أىّ مره تمرق برّه الحله دا بستعملوها-أى يغتصبوها- توّالى)
وفى هذه الحالة تتولّى المحكمة الجنائية العالميّة مهمّة القسط وتتولّى الدولة وحكمة الجماهير طرائق الشفاء.
تقول روزاليند فى حالة الأبادة الجماعية انه "يمكن لقول الحقيقة أن يعيد ضبط الجدل حول العنف،وذلك على سبيل المثال من خلال تقديم براهين على أن كل جانب أرتكب فظائع أو من خلال التأكيد على وقوع أبادة جماعية. ولكن هذا يحول لجان تقصّى الحقائق الى ساحات للتنازع حول الحقيقة وليس كمواقع لتعويض ماهدر. وابتعدت قدرة قول الحقيقة كثيرا عن خطّها المعهود للتأسيس للمحاسبة والتشجيع على المصالحة وبالتالى توفير "اسعافات أولية" لمرحلة مابعد النزاع" ص 3.
من الأسئلة التى تبذلها تجربة سيراليون هى أهمية البحث عن خصوصيّة الذاكرة الأجتماعية بما يمكن ربطها بالجهر بالظلم أو بتجربة الغفران فى لحم.وماهى آليات العدالة الأنتقالية الأخرى التى تساعد فى تضميد الجراح مع ضمان قناعة الضحيّة بسيادة العدل الدنيوى اللهم الا اذا أصر البعض على انتظار العدالة السماوية اذا ضمن "تلت المال ولا كتلتو". على كل حال فان روزاليند تراهن على نهج النسيان الأجتماعى للعنف ( نهج عفا الله عما سلف العربسلامى) فى سيراليون فهل تبحث عن ذلك فى تلافيف غفران نصرانى يهودى أفريقانى؟ سنرى؟
خلفية عاجلة للنزاع السيراليونى:
الحرب الأهلية السيراليونية نموذج أفريقى معتاد من حرب مليشيات ضد مليشيات وعنف عرقى واغتصاب واختطاف أطفال وتجنيدهم. قام مكتب المفوضية السامية (ياللترجمة الصوفية) لحقوق الانسان التابع لللأمم المتحدة يتنسيق عمل لحم ورعاه وجُمعت الأفادات وعُقدت الجلسات العلنية ابريل – أغسطس 2003.
تذهب روزاليند شو الى غياب التأييد الشعبى لأان معظم الناس فضّلوا اتباع نهج الصفح والنسيان ، دون أن تشير الى كيفيّة توصّلهم لهذه القناعة الداخلية(وهل هى فعلا قناعة أم خوف). هل آمنتهم من خوف الفتك بهم/ن حتى أسرّوا لها بذلك أم على طريقة "السّكات رضاء" . أعتقد أن ما أوردته من وقائع يشير الى تعقيد المسألة ، مثلا تقول أن أحد مسئولى لحم قال لها بملء فيه وبغطرسة أفندوية "أن الناس فى سيراليون لم يهتموا أصلا بما حدث وبما لم يحدث. أرادوا السلام وحسب. ولكن كانت هناك أقلية قوية مسموعة الكلمة آمنت بحاجة الناس للتحدّث عما حصل" أى عينة من البشر تلك التى لا تهتم " أصلا بما حدث وبما لم يحدث" والحديث عن "الأقلية" فى مثل هذه الأمورالشخصية والتى لا يجب أن تخضع لمعايير أقلية/أغلبية.
وحسنا فعلت روزاليند حين رجّحت أسباب الصفح والغفران الى:
أولا: هشاشة الوضع الأمنى والخوف من أنتقام المقاتلين السابقيين الذين أعيد تجنيد بعضهم فى الجيش.
ثانيا:القلق من أنتقام الحكومة لأن العوامل التى ادّت الى الحرب من فقر وفساد وغياب حقوق الأنسان مازالت ماثلة مما زاد من مشاعر التخوّف من فضفضة الغبن علنا.
ثالثا: تزامن لحم مع المحكمة الخاصة والتى تسرّبت معلومات اليها(أى أن هناك أكثر من آلية للعدالة الأنتقالية مما أدى للتخوف بتسريب ما يقال هنا الى هناك بحكم توظيف أفندية من لحم لدى المحكمة الخاصة)
رابعا:عدم استقلاليّة لحم التى لها صلة وثيقة بالحزب الحاكم.وتستدل بأن رئيس لحم ساند الرئيس السيراليونى حين رفض الأعتذار عن الحرب نيابة عن الدولة.
خامسا: وجود تركة تاريخية وعميقة الجذور من العنف وأرتباطها بتطوّر مفهوم القاعدة الشعبية لممارسات التعافى الأجتماعى وهذا ماسنعود اليه.
مهما يكن من أمر فأن هناك ضرورة لدراسة الأستراتيجيات المعتمدة للتعافى واعادة الأندماج وأنجاز دراسة الجغرافيا الأثنية للبحث عن أنجع السبل لممارسة آليات العدالة الأنتقالية فى المجتمع المحدّد وهل النسيان الأجتماعى المرتبط بالصفح والنسيان واحد منها؟ فيما يخص السودان هل من سبيل الى هذه المعرفة؟ وهل الأنثروبولوجى والسوشيولوجى السودانى وفّر مثل هذه المعرفة؟ هذا هو التحدّى الذى أمامنا والتعقيد بالطبع أكبر من هذين المجالين لأن الأنسان كائن بايوفسيوسايكوسوشيوثقافى ونسيتُ هنا الأقتصادى والسياسى.
الجغرافيا الأثنية فى سيراليون وعلاقتها بالممارسات المحليّة للشفاء:
قامت روزاليند بدراسة أثنية-جغرافية لأربع مناطق عقدت فيها جلسات لحم من أصل 12 منطقة عقدت فيها جلسات لحم وشاركت فى بحث فى كنيسة حول تضميد الجراح فى صفوف الشباب شمل الممارسات المحليّة التى أعيد فيها أندماج المقاتلين السابقين من الأطفال. عماد بحث روزاليند اذن هو منهج اثنى جغرافى توسّلت اليه بأستخدام تقنيات البحث الكيفى Qualitative research تجمع عبره معلومات من مقابلات غير رسمية ومتابعة حالات تعافى الضحايا منذ لقائها معهن/م مرورا بساعات ممارسة الذاكرة وبعدها بفترة طويلة لتسجيل ملاحظاتها كباحثة حول مآل الضحايا المشاركين وتسجيل آرائهم/ن مقرونا ببحث يقيّم لحم من الداخل وآخر من خارجها فى المناطق التى لم تشملها معالجات لحم.
سرد الذكريات فى جنوب أفريقيا- ألم نشرح لك صدرك؟:
جاء فى ختام تقرير لحم جنوب أفريقيا"مهما كانت التجربة موجعة، فلا ينبغى أن ندع جراح الماضى تتقيّح بل يجب فتحها وتطهيرها. وعلينا أن نضع عليها البلسم الشافى لتندمل. هذا لا يعنى أن نخضع للماضى، بل الحرص علي التعامل معه بصورة ملائمة من اجل المستقبل" – من تقرير روزاليند ص 6. والاشارة العباداتية الغفرانية النصرانية اليهودية لا تخفى على أحد كما أومأ الصديق حسن الى ذلك. بالنسبة لى فان هذه الفقرة قد جسّدت لى لوحة سورة الشرح بما لا مزيد عليه "ألم نشرح لك صدرك *ووضعنا عنك وِزرك * الذى أنقض ظهرك * ورفعنا لك ذكرك * فان مع العُسر يُسراً * أن مع العُسر يُسراً*فاذا فرغت فأنصب*والى ربّك فأرغب" ومع فارق أسباب فتح صدر سيدنا محمد من ذات الهية ولأسباب مختلفة لأزالة الوزر والعبء الذى أنقض ظهره والتأكيد على مصاحبة العُسر باليُسر ولله وحده صوّب كل أمانيك وتوكّلاتك واليه فأرغب. أن صورة "ألم نشرح لك صدرك *ووضعنا عنك وِزرك * الذى أنقض ظهرك" تشبه الى حد ما بالنسبة لى شفاء عباداتى يطهّر المسلم/ة من وِزرٍ ما المّ به/ا من غبائن ومن الفجوة فى الذاكرة والماضى الذى لا يرقد بهدوء كما قال تقرير ديسموند توتو. هذه مجرد لوحة مرّت بخاطرى العربسلامى الأفريقى المتربّى أسلاميا على نحو ما. لكن لا أستطيع الجزم بأن ذاك الوزر يشبه وزر الضحايا وبالتالى لا انفى أو أؤكد علاقة ذلك بتجربة تضميد جراح أسلامية تشرح صدر ضحايا دارفور المسلمين مثلا ولا ينبغى. هل غبّشتُ وغمّمت على أحد؟ يجوز لأن جرح الضحية ليس وزرا بالمعنى هنا لأن الوزر الشخصى أصبح وزر أمة ، وزرا وطنيا وأمميا وهنا مصدر الغباش.
مداواة الجراح على الصعيد الوطنى هو اليقين (الهيهاتى) والقناعة الشخصية ببزوغ شمس ديمقراطيات هذا أحد تمارينها الباسلة الشاقة والأحساس بالعدل الملموس بالتعويض العينى وتمرين الآخر المشاهِد والمؤآزِر المتضامِن مثلنا ضد الظلم الذى لا يود أحد مشاهدته يمشى على رجلين من على كبدة رطبة اللهم الا اذا كان مريضا. لست مقتنعا بأن الأدلاء بالشهادة تجربة لا تطهّر وتداوى الجراح ، بحسب روزاليند التى أستدلّت بما ذكرته "صحيفة نيويورك تايمز فى 1997 أن مركز الصدمات لضحايا العنف والتعذيب فى كيب تاون خلص الى أن 60% ممن أدلوا بشهاداتهم أمام لحم ساءت حالتهم بعدها" لأنها جمّدت كل العوامل الأخرى المحتملة وهذا نموذج واحد فقط وعلى عواهنه وكأنها تنفى أداب ثرّة من طرائق العلاج النفسى و تجربة الغفران والتوبة التى يمارسها النصارى واليهود والتى تطوّرت على يدى فرويد عن "قمع الذاكرة والبناء النفسى للمفهوم السائد عن الأضطراب الناتج عن الكبت مابعد الصدمات وعلاجه عن طريق عملية شفهية، ويتخذ مكان محرقة اليهود مثالا للتذكير بعمل وحشى فى العصر الحديث ولمنع تكراره" روزاليند ص 7.
أعتقد بأن تجربة الظار، كآلية جهرية علاجية محلية لعلاج القمع الذكورى فى السودان تؤيّد فكرة تضميد الجراح امام جمع بطقس فنى سحرى يتجاوز المألوف ويبنى عليه فى آن.
تشكك روزاليند فى جدوى ممارسات الذاكرة الغربية وقد أوردت "فى أنحاء من موزمبيق مثلا ، استوعبت المجتمعات الريفية المقاتلين السابقين وداوت جراح اولئك الذين تأثروا بالحرب من خلال وساطة الأرواح التى تطرد عنف الماضى من النفس عن طريق طقوس معيّنة" ص 7 ، على كل حال، فان الظارعندنا وان كان لايسمّى جهرا أسباب القهرالذكورى على مسرح الطقوس فان توصياته ومطالبه تنبئ بفكرة تضميد الجراح والحرمان الذكورى والله أعلم. ربما يكتفى معذبو السودان العربسلامى صانعى الأنتفاضات المسروقة محاكم علنية على شاكلة محكمة نائب النميرى عمر محمد الطيب ويكتفى أبناء الثقافات المترامية الأطراف بطقوس بعد مشاورات واسعة تستوعب حكمة الكبار والشباب المحلية المعولمة ، المهم هو بحث الوسائل حتى بلوغ التأييد الشعبى مضمونا ومبرشما.
بالنسبة لى أذا حققت لحم الخمسة اهداف التى وضعتها على عاتقها بوجود تأييد شعبى واستلهام الممارسات المحلية لمداواة الجراح أو شفهيا لمن أراد ذلك بعد تقليب الأمربشفافية فى ورشات عمل فان ذلك هو الفوز العظيم.
تقول رزاليند ضمن منهج الجغرافيا الأثنية أن جميع المواطنين تقريبا قالوا "انهم يريدون أن ينسوا حتى لو لم يتمكّنوا من النسيان" وغالبا ماكانوا ينشدون الصفح والنسيان. ولكنها لمست رفضا ل لحم حتى لا يضروا اولاد المقاتلين السابقين أو بجيرانهم من عواقب محتملة لأجترار ذكرى العنف علنا والذى تخشى أن يشجّع على عودة العنف. وكأن الأرواح الشريرة تتربّص سماع العنف وتسعى لتحقيقه.
اود ذكر تفصيلى لما أوردته روزاليند من أن عائلات مواطنى شمال سيراليون "أنشأوا طقوسا لتلطيف مشاعر الطفل. ويعتبر "تلطيف المشاعر" نقيض عمل جماعات المقاتلين التى حوّلت الطفل الى مقاتل، وهو يعيد علاقة الطفل بالله والأسلاف – ومن ثم بالعائلة والمجتمع- عن طريق الصلوات وتطبيق طقوس المياه المقدّسة وتقديم بعض القرابين البسيطة." ص9. وتقول روزاليند بأن "الأهم بالنسبة للحضور فى هذه الأعتذارات هو دلالات الأسف الحقيقى ، مثلا من خلال الركوع والسجود واختلاج الصوت من شدّة الأنفعال" ص11.
من أم توصيات لحم هو أهمية أن تصبح اللجان وسيلة مهمّة لتحديد مسئوليات الدولة فى حالة عنف الدولة فى الأبادة الجماعية (دارفور ورواندا) وترى أيضا ان تساهم تقارير لحم فى تشكيل اطار معنوى وتاريخى حول العنف وقمع الدولة "يساهم فى انشاء مؤسسات وطنية مستقرّة" ص12. وفى الختام تحذّر من"تطبيق ممارسات توفيقيّة "للقانون العرفى" ، ومن أرساء "تقليد" متحجّر واحادى النمط" وتذهب الى أهمية الاّ نعتبر أن أنشاء لحم على نمط سيراليون أو جنوب افريقيا الخ هو"أمر مسلّم به ، بل يتعيّن علينا أن نطوّر صور الأستجابة لممارسات القاعدة الشعبية وأن نؤسس عليها"
ومن هذا المنظور الأخيرٍومن وحى تجربتى المغرب وسيراليون يمكن أعادة قراءة الواقع السودانى مستصحبين حذر روزاليند. وقبل ذلك ساقلّب حديث الصديق حسن موسى الأخير على صدى ماقبله علّنى أعثر على قبس من نور لأن النور فى جميع المداخلات أعلاه من دون فرز.
مودّتى
الفاضل الهاشمى
مرجع:
[1]
رزاليند شو تقريرخاص من معهد السلام الأمريكى
Rosalind Shaw “Rethinking Truth & Reconciliation Commissions:
Lessons from Sierra Leone” Special Report No 130, February 2005
https://www.usip.org/pubs/specialreports/sr130.pdf
التقرير بالعربى:
https://www.usip.org/pubs/specialreports ... arabic.pdf
أعادة النظر فى لجان تقصّى الحقائق والمصالحة: دروس من سيراليون، رزاليند شو.
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

متابعون يا فاضلي

ولتكن بخير



محمد جمال
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »

محمد جمال أخوى
شكرا وانا ما ناسى أدب الشفا وكيف ينبغى لى؟
خايف من دفن الليل .. أدب الشفا "ما طق حنك" انه همٌ عظيمٌ وحلم انا شخصيا داقى ليهو حجر دقش. شيتن أدب وشيتن فلسفة وشيتن سياسة وسوشولوجيا لكن نهايتو فى الكد وحلة الملاح .. فيه وعد بقدر أشكالياته .
بعافر فى ايجاد Optimum optimora نقاط نموذجية للتوازن حتى لا يصبح حظ الضحية (والجلاد برضو فى منظور ما) كحظ ذكر النحل الذى يهلك حال تخصيب ملكة النحل فى السماوات (فى الحقيقة لا يمكث جثمانه فى الأعالى وانما تفعل فيه الجاذبية الأرضية فعلها المعروف) . لا أريد للضحية مصير مثل شهادة ذكر النحل التعيس حيث لا تُجدِ معه لجان جودية و أجاويد (لحم) أو عطف الملكة (هانم) ..
سأعود حالاً ياصديق
الفاضل الهاشمى
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

العزيز فاضل الهاشمي،

شكرا لك على كل هذا.

أنا اتابعك حرف حرف. وكنت اتمنى لو شاركك أناس كثر هنا يعلم معظمنا بمقدرتهم على التحليل و(التفكير) والتقدير.


أدب الشفاء جهد يستحق العناية، في حسباني.


لكن. لا عليهم. مفترض نقدر الظروف، مهما كان............... مع انو الظروف شنو؟. الواحد ما عارف بالظبط.

انت على كل حال ما قصرت . ولو عندك من مزيد ، ما بطال.


هل أدعوك (اصالة عن نفسي) الى ان تشرفنا في لاهاي ايام اللقاء المأمول عن التحول الديمقراطي في 17 و18 نوفمبر:

https://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/s ... 1190793360

دا بوست فتحناه هناك وتواصل فيه الحوار حول الامر. (((((ارجو من ادارة الموقع ان تسمح باللنك)))))

شوف الحاصل يا هاشمي. لو زمنك يسمح.

وقول لينا لو قادر تشرف. اتمنى وأرجو.

والدعوة مقدمة لكل من يود المشاركة

تحياتي

محمد جمال الدين
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »

المحافظ والثائر الطليق:
ابوالحُسْن ، لك مودةٌ لا يضل ركبانها. عارف أنى تأخرت على التواصل ولحسن الحظ بدأت أعافر وأخنق ذلك اللّهيج السايبرى العجول و"ألزِمو حدّو" كونى أتصبّروأقلّب الأمروأقول صبرا ومرات أسكت ولا ألوى على شئ.
بدايتو.. لم اتوقع فيك ثوريا مطلقا أو طليقا ولا ينبغى، والحارى ليهو ثوري مطلق فليبحث فى الموضع أياه من البقرة أو سورتها كما تقول، وعاش انشتاين.
أنىّ لنا بمطلق يا صاح فى ها دا الكون الواقع-الأسطورة –تأمله هنا :
https://static.scribd.com/docs/d2mpuh1cx ... _VIEW=page
ويجوز فى نفس اللحظة التنبؤ ب لاتناهيه ولامحدوديته.
وليت لأحد ما حظ من طرف أطلاق حيث لا حيث وعند لا عند كما عند المتصوّفة. وكأنى بك تقول وماذا فعلت المحافظة لنخشاها؟ حسنا، أن كانت تعنى فن الممكن "البراغماتى" وعلى طريقة الحكمة التى تقضى على الأعرج الاّ يكسر عكازه على رأس عدوه. ليت لنا وسطا حسابيا بين المحافظة المطلقة والثورة المطلقة. أنّ ليت مسقيّة بماء التمنّى وملح"حبّذا" كما يقولون.
المحافظة معقولة بالنسبة لى فى حدود الأطر التى طرحتها أنت، لكنّى خشيت محافظات شفناها بعيوننا وعشناها وما قالوها لينا قول، محافظة "جُد عليهم ب بوصة ينتزعون ياردة ، وأعطهم ياردة ينتزعون ميلاً" أو كما قال المغنى الثائر النبيل، ودون ذلك فكل شئ فى الحياة جائزكما تطيب لك العبارة.
هذه هى خشيتى من المحافظة وحين ننظر الى درس "لحم" السيراليونية ،فى نظرى الضعيف، تتعدّد الوصفات والروشتات بتعدّد زمَكانات العباد وتنتشر دالّات الغبائن (بلغة الرياضيات) والقصاص داير مادار التعدد الأثنوثقافى والسوشيواقتصادى بين (صِفر) الطقوس وأستدعاء الأرواح والزار وعفوها الى (مالانهاية) القصاص أو طلب الأعتذار الرسمى. وبين هذين المطلقيْن(الصفر ومالانهايه) توجد محطّات التوازن أوسنْداته - بلغة السكّة حديد. (لحظة التوازن دى تشبه زى ماتقول يوم كانت النار بردا وسلاما على ابراهيم كما فى الأ سطورة) . ومحطّات التوازن الزمكانى المحدّد مكتّفة بمتغيرات لا حصر لها. التوازن عندى هو ال Win-win balance/equilibrium
بين الضحية والجلاد وهذا الوضع الهيهاتى هو ما يجب نشدانه فى فكر واستراتيجية التفاوض ولحظات التوازن معطوفة على محصّلات الثروة والهجمنة والأمتياز وحلّة الملاح وهلاويس الضحايا والجلاد فى آن وبؤسهما والنفَس الطالع ونازل وهلمّ جرّا وشدّا.
غبينة النفس اللّوامة بعد السلام:
حالة من رواندا:
وحول دالّات الغبائن وحيرتها نسمع وجهة النظر التالية من تجربة رواندا ومن زول واطى الجمرة:
يقول لويز موشيكيوابو ، رئيس مشروع "تذكر رواندا"
"العدل مفهوم مخادع للغاية فى حالة الأبادة الجماعية ، والأبادة الجماعية الرواندية بالتحديد، لأن الطريقة التى نفهم بها العدل فى الولايات المتحدة والطريقة التى يجب أقامة العدل بها مستحيلة بالنسبة لرواندا. لأن الأمر لا يمس الذين قتلوا فقط ولكن أيضا هؤلاء الذين شهدوا، وهؤلاء الذين لم يوفّروا الحماية ، وهؤلاء الذين وشوا بالأماكن التى يختبئ بها جيرانهم—وهو ماسيكون عددا كبيرا جدا من الأشخاص يعجزأى نظام قضائى عن التعامل معه. لذا فاننى أعتقد أن العدل بهذا المعنى من المقاضاة مفهوم محدود جدا للروانديين.
وأنا شخصيا لا اعتقد بأنه سيكون أنصاف لى ولخسارتى ، ويجب على بطريقة ما ايجاد طرق للتعامل مع نقص العدالة هذا ، ولذا فاننى اشتركت فى أشياء عديدة. لقد اشتركت فى الدفاع والتعليم حول الأبادة الجماعية الرواندية ، وهذه طريقتى فى التعامل معها." [1]
هذه هى طريقة هذا الشيخ ، بى طريقتو ويجب أن تُهيّأ لها امكانية الحدوث. هذه حالة دراسية كاملة بكل تعقيداتها والنفّاجات التى تقود لفهمها.
حالة من كوسوفو:
نضال غاندوى بتاع "شباب لُطاف":
هذه حالة تعبّر عن آخر مرحلة فى تحقيق السلام فى كوسوفو يقول فيها ميلان ساماردزيتش (ناشط فى حركة أوتبور) [2]
"كانت الأستراتيجية الأساسية التى قادتنا الى أن نكون فعّالين فى مواجهة ميلوسوفتش هى الصراع غير العنيف ضدّه لأنه بادئ ذى بدء عندما يكون شخص ما ممسكا بزمام القوة فى الدولة بينما أنت لست كذلك ، فانك لا تذهب لتقاتله لأنه يكون قويا. واذا فعلت ذلك فانك تخسر. لذا فان كل ما فعلناه هو أننا حاولنا فقط ضربهم حيثما كانوا اضعف. ركزنا على الشباب أى المستقبل. أعلنا هذه الرسالة الأيجابية وأعتقد أن هذا النضال غير العنيف ، وأن شئت القول ، الأشبه بنضال غاندى وطريقة العمل هذه كانا ميزتنا الأستراتيجية الرئيسية ضد ميلوسوفتش لأن ما قام به فقط هو أنه لم يستطع أقناع الناس – لم يستطع أن يجعلنا نخطئ . كنا فقط هناك نعبر عن وجهة نظرنا باسلوب ديمقراطى مشروع ولم يكن لديه فعلا أى شئ ضدنا. كنا جميعا طلبة فى المرحلة الجامعبة، شبابا لطافا ، وأعتقد أن ذلك هو ماوضعه الى حد ما بالفعل فى موقف يعرف منه أنه اذا أراد ضربنا فسيكلفه ذلك ثمنا باهظا" [3]
حرصت هنا على المقتطف كونه يوفّر أحد وجهات النظر المتعدّدة للآخر وأعطاء فرصة لجميع الضحايا.

مراجع:
[1]
https://www.usip.org/training/online/ara ... _28_06.pdf
ص 22 ، صندوق وجهات نظر.
[2]
أوتبور منظمة طلابية فى صربيا كانت مسؤولة جزئيا عن عزل سلوبودان ميلوسوفيتش.
[3]
السابق صندوق وجهات نظر ص 38
مودتى
هاشمى
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »

فى تشريح الحزازات: ومن الكىّ قد يجيئ الشفاء
أبوالحُسن:
عارف ان هذا الجانب لا يخصّك فانت تقول "لماذا ينتظر منى الفاضل أن أجتر الحزازات القديمة وأنا بصدد دعوة الناس لتجاوز تركة الماضى المظلم؟" وكأن تلك دعوة لكتابة تاريخ سعيد ، ثم كأن قراءة التاريخ لا تنتج استيعابه لدرس الحاضر والمستقبل!! الحكمة فى تصوير الحزازات والماضى المظلم ليس لصقع الجِرّة بل هو تحسّب مشروع حتى لا يأتى من تفجأه أحداث الحاضر الماثل.
انت تقول انك "بصدد أدب للشفاء من تركة الماضى المظلم ومن انتكاسات المستقبل الهش" وفى نظرى لا سبيل للشفاء من تركة الماضى المظلم بدون جراحة علّته ومكامن ظلاماته والّا فنحن موعودون بمستقبل هش . أتخوّف أن تكون تلك دعوة لاتاريخانية ، ثم أقول مرّة أخرى: حاشاك.
وانت حسب قولك تستشرف "أفق ما بعد تصفية الحساب" وعندى أن أفق "مابعد" مجدول بخيوط ماقبل. وصيرورة تصفية الحساب بشفافية ومسئوليّة وتراضى وبدون تشفّى تقتضى هذا التمرين-المستشفى. وهنا يكمن ثراء ادب الشفاء واحتمالات استدامته sustainability ورحبها.

الذكرى بتنفع المؤمن: أكثر من قرنين من عنف السلطة وتنكيلها
سماوات المصدر الفكرى الدينى (العباداتى عديل عند المهدية) لتقاليد العقاب فى السودان ملبّدة بغيوم شربت من ماء الأرض (عبيد ونحاس وذهب اصفر وأبيض الخ) وتلوّثت بمنافعه وامتيازاته ورَوَثه ثم تنزّلت على الأرض برَوَثها ولوثتها وعطنها ولما نشرب بعد من سلسبيلها. يجب أن نستصحب هذا العنف الدهرى ودائرته الشريرة التى تضخنا الآن بالويل والخزى ونحن نتدبّرأمر الصلح والأنصاف والمصالحة.
وبعد هذا النظر العام نرجع لتاريخ العنف الطويل فى السودان منذ عنف الأسترقاق فى غابر الأزمان والتصفيات والابادات الجماعية والأعدامات ومرورا ببداية القرن التاسع عشر وحتى نهايته واستلهام الحركة الأسلامية السياسية الآنية لعنف الدولة التركية و"الثورة" المهدية. ومآل العربسلاميين المتسلّطين على الرقاب ودائرتهم الشريرة التى أكلت وشربت من فعايل السوق العالمى ومكر حرّاسه. أن بدأنا بسقفٍ محافظٍ واطٍ ف الى اين ننتهى؟

السؤال التحدّى هو: ماهى علاقة ظلم السلطة الطويل بروشتة الصلح والأنصاف والحقيقة؟
دعنى أسرد سريعا هذا الظلم:
أعدامات وتصفيات الحكم التركى: [1]
أرهاب وحشى انتقامى على بلد بأكملها وابادة قادها الدفترداروحملات قاسية لجمع الضرائب وهجرات واسعة للسكان وهروب. فى عهد عثمان بك جركس الذى قتل أعداد كبيرة من سكان الجزيرة قال نعوم شقير "كانت مدة عثمان بلاء ذهب فيه نحو نصف السكان من المرض والقحط والقتل والظلم".
مذابح تركية فى ديار الشلك سنة 1830 مثل مذابح المك بادى ابورباط بالشلك [2]
وشهد أقليم التاكا فتك على يد أبوودان باشا(الجزار) وعاش السودان اعدامات بالشُبهة وأغتيالات وقائية حيث يصدر الأمر بالأعدام وينفّذ فى الحال دون مراجعة ودون محاكمة.
النيْل من أقارب الخارجين على السلطة التركية (وقد نفّذته الحكومة الحالية فى بداية التسعينات ضد معارضيها) وأخذ الأب بجريرة الأبن. الجدير بالذكر أن جيوش التركية قوامها من تم "اصطيادهم فى حملات جلب الرقيق" أو"تم شراءهم أو دفعوا بدلا عن الضرائب" ولكن هؤلاء كانوا وقود ثورات الجهادية السود فى كسلا 1865 والذين كانوا خليطا من دينكا وفور ونوبة ومولدين. وتمت اعدامات وسط الشيوخ وفقهاء الطرق الصوفية الذين ثاروا ضد مظالم الضرائب وأجراءاتها التعسفية.
أسوق نموذج المَثَلة (وهو التمثيل بجسد الميت) التى تمّت قبل أكثر من قرن فى السودان ليس عاشما فى مصالحة أو انصاف مع الأتراك (ربما طلبا للحقيقة) ولكن لأن أرث العنف والمثلة تلك مازالت بين ظهرانينا فى أحد وجوهها. فقد أعلن اسماعيل باشا بعد أنتهاء معركة كورتى مع الشايقية عن مكافأة قدرها 50 جنيها لكل من يحضر له أذنين لأى شايقى قتل فى الحرب حتى يرسل ماجمعه من الآذان الى والده محمد على باشا شاهدا على نجاحه. فجمع له الأتراك 3000 أذن بشرية نزعت من الأموات والأحياء على السواء [3] .
يقول كايو الفرنسى المكلّف بالبحث عن مناجم الذهب والذى صحب حملة الفتح التركية "قد سمعت رجلا يونانيا كان طبيب الباشا يفتخر بانه اهدى الى أحد الجنود أذنى فتاة كان قد وجدها مختبئة فى حقل من الذرة ويعلن أنه ابقى على حياتها لانه شعر نحوها لانه شعر نحوها بعاطفة وأنه ما كان يشعر بهذه العاطفة ازاء النساء الأخر اللائى يكبرنها سنا ولذلك كان يذبحهن دون تردّد" [4]
وقد لخّص الأستاذ محمد عبدالخالق بكرى فى سِفره القيّم وسائل الأعدامات ومنها مافعله يوسف باشا الشلالى الذى قام باعدام 4 من الأنصار ببتر أعضاء اجسامهم عضوا عضوا أمام جنوده بعد طرحهم على جذع شجرة.
لقد تعدّدت وسائل الأعدام فى التركية وشملت: الحد بالسيف والأعدام رفعا بالخازوق (وهو شرف لا يناله جميع المعدومين ، فحين أعدم الشيخ رجب ودبشير الغول أحد شيوخ الحمدة من عرب رفاعة عن طريق الخازوق لم يحظ (!) كاتبه القبطى بنفس القتلة المشرّفة فقد شنق لأنه قبطى لا يستحق شرف الموت بالخازوق !!)
وهناك المشنقة والقتل بقذيفة المدفع والأعدام رميا بالرصاص والقتل حرقا والأغراق الخ. واذا كانت تلك دولة جابية قادها جلّادون مدجّجون بالسلاح ولها قاموس عقابى متوحّش كما قال محمد عبدالخالق فان الطبقة الوسطى العربسلامية الآنية قد ضاقت ويلات ذلك البطش فى التسعينات القريبة وما بعيدة.
الطبقة الحاكمة عندنا (المؤتمرالوطنى) لم يذهب بعيدا للحكم لأستصحاب آليات الفتك التركى والأعدامات وانما أستقى ذلك من صلب مبادئ المهدية وأقصائها وأعداماتها حيث لافكاك لفلسفة العنف والعقاب من المصدر الألهى. نظرة سريعة لثلاثة من منشورات المهدى تبيّن ما أريد:

أولا:
عدم الأيمان بالمهديّة هو كفر صريح بالله ورسوله. يذكر المهدى فى منشور الدعوة وحيث الأمر لله والمهدية المنتظرة أرادها الله واختارها للعبد الفقير محمد أحمد بن السيد عبدالله فيجب التسليم والأنقياد لأمر الله ورسوله وبعد هذا البيان فالمؤمن يؤمن ويصدّق لأن المؤمنين هم الذين يؤمنون بالغيب ولا ينتظرون لأخبار احد فمن انتظر بعد ذلك فقد أستوجب العقوبة لأنه صلى الله عليه وسلم قال: من شكّ فى مهديته فقد كفر بالله ورسوله ثلاثا" [5]

ثانيا:
أصدر المهدى أثناء حصار الخرطوم منشورا قال فيه: "أما بعد فمن بعد قتل الكفرة وفتوح المديريات نرجع على كل من خالف أمرنا نقتله وننفّذ أشارته صلى الله عليه وسلّم ونحى دين الله" [6]
كان العقاب/القصاص مبرّر لأنه عند محمد أحمد المهدى لأنه يطهّرصاحبه. يقال أنه وحينما سجن المهدى المك ادم عمرقال له أن السجن رحمة به "ولأنه رحمة بك أظهر الله عليك هذا ليزيل عنك ما يشقيك" ... فأفرح بما كان لك كفارة من الحبس والسجن فان ذلك خيرا لك فان الجنة محفوفة بالمكاره والنار بالشهوات والعبد المؤمن يؤجر رغم أنفه" [7]
هل تجوزهذه الحيله لعقاب الجلادين حتى نضع وِزرهم عنهم رحمة بهم ضمن وصايا الصلح السودانى ونكون قد طبقنا شريعة الضحايا؟؟ طبعا ان هنا أمزح لأن هناك فئات من الجلادين الصغار(الأطفال الذين جنّدوا للحرب) تجب العناية بهم أيضا وعلاجهم وأعادة اندماجهم.
وحينما تم أعدام الفكى المنه اسماعيل قال المهدى "ان الفكى المنه طهّره القتل" [8]
وفى هذا السقف -الذى لا ننشده- فان القتل والعقاب والأبادات تصبح تطهيرا فى حد ذاتها وتنسف تماما مفهوم ومصطلح المصالحة والأنصاف والحقيقة .
وضمن تلك المشاهد المهدوية تتنزّل الحاكمية الالهية الى الخليفة عبدالله . ألم يقل المهدى حوله: "واعلموا ان قضاءه فيكم قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلّم.. وأعلموا أن جميع افعاله وأحكامه محموله على الصواب لأنه أوتى الحكمة وفصل الخطاب . ولو كان حكمه على قتل نفس منكم أو سلب أموالكم" [9] -الخط من عندى- والأمر هنا دخل حوش الأجتماعى (وسلب الأموال) العامر بتبرير القتل والسلب.
و(بى وشّو) يتحدث الخليفة عن كراماته وهواتفه وحضراته النبوية ونصرة الجن له ، ألم يقل أنْ قد بايعته "جموع من قبائل الجن يقال لهم الشمسيون وهجروا أوطانهم وأستقروا بجبال أم درمان وأختاروا الأنضمام للراية الزرقاء رايته سابقا وراية شقيقه يعقوب" [10]
ثم يقول فى حضرة نبوية اخرى مبررا اعداماته الجماعية " أنه قد حصلت لى حضرة نبوية مبشّرة ، حضر لى سيد الوجود صلعم ومعه المهدى والخضر عليهما السلام ."ثم أخبرنى صلى الله عليه وسلّم أن كافة الأجراءات التى حصلت منى كقتل صالح الكباشى وولد أبوروف ودارفور ومافعلته بالشكرية والبطاحين بالبقعة وغيرها فهو الصواب" [11] وهكذا يتدثّر عنف الدولة الدينية بثوبٍ ايدولوجى الهى مهيبٍ ومخيفٍ، فهل ياترى تتدثّر المصالحة والحقيقة والأنصاف بنفس الثوب أم تلبس ثوبا دنيويا شفافا وشفيفا. لعبت الرواسب القبلية والميثولوجيا الدينية دورا بارزا فى طبع الصراع بطابعها ودثرته بغلالة كثيفة تكاد أن تحجب جذوره الحقيقية بحسب الأستاذ محمد عبدالخالق (ص 58 و59) فى حقبة المهدية وبعنف الدولة الآنية تضافر الأثنوثقافى مع شح الموارد وسوء توزيع الثروة والسلطة ودعم المركز للجنجويد لاعادة عنف الدولة الى سيرته الأولى.
عنف البوادى وعنف الحضر عندنا لاحدود له ودوننا ثقافة العنف والفروسية وفلكلوره على قفا من يشيل من غناء "الهدّاى" لغاية "الحكّامة". ماذا نفعل بأرث العنف اذا كنا على أعتاب المصالحة والحقيقة؟ وماذا نفعل بعرض الرؤوس المقطوعة على الجوامع وفى الأسواق عبرة وعظة وبالموت صبرا(جوعا وعطشا) وعقوبة الأعدام ضربا بالعصى والحد بالسيف والمشنقة مع الصلب (والصلب ياترى من عقوبة الحرابة فى الشريعة الأسلامية أم من النصرانية؟) .
أعتقد أن الأنصاف كفيل بتذكير عنف البادية والحضر بمغبة ردة أخرى وأن الديمقراطية هى الحل وتحت تحكيمها فليتنافس المتنافسون وضمن هذا الأطار يكون البحث عن ارث الجودية (الصلح السودانى) وكيف نستصحبه أو نقرعوا (نمد اصبعنا السبابى ونقول ليهو انقرع) وقديما غنى المغنى "مافى صيده فاتت تبيعها"
تلك صفحات فادحة فى سجل غير مشرّف من جانب السلطة مقطوعة الطارى وانت أتيت فى محاضرتك المُحْكمة بخلاصة ل "سجل مشرف وراءه تاريخ طويل ومركب لذلك الميل الطبيعى للسودانيين نحو الحياة المسالمة المبدعة القائمة على أعلاء قيم العدل والمساواة وحب الخير.

مراجع:
[1] سأتشهد فى هذا الجانب بكثافة من كتاب الأستاذ محمد عبدالخالق بكرى "سيرة الأعدام السياسى فى السودان 1821-1898،
الشركة العالمية للطباعة والنشر الطبعة الاولى.
[2] كاتب الشونة ص 111 فى محمد عبالخالق السابق ص 15 .
[3] الان مورهيد النيل الأزرق تعريب د.ابراهيم عباس ابو الريش ص 293-294 ورد فى سيرة الأعدام السياسى ص 41.
[4] الشايقية ودكولز ترجمة عبدالمجيد عابدين ص 51-52 فى سيرة الأعدام السساسى.
[5] منشورات المهدية / تحقيق أبو سليم ص 27 فى سيرة الأعدام السياسى السابق ص 53.
[6] الأثار الكاملة للأمام المهدى، المجلّد الرابع ص 189 فى سيرة الأعدام السياسى ص 54.
[7] الآثار الكاملة للأمام المهدى ص 238.
[8] جهاد فى سبيل الله، على المهدى ص 49 .
[9] منشورات المهديه تحقيق أبوسليم ص 66.
[10] منشورالشعرة ، السابق ص 95 وما بعدها.
[11] السابق ص 105.

مودتى
الفاضل لهاشمى
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »

[/spoil]
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »

سيناريو للشفاء:

الصديق أبو الحسن: حين تحدثت عن اللغة العربية والأمثلة التى نسوغها ليس لدى حلم طليق فى لغة بابل/السودان وانما هو اشكالية شفرة ثقافتنا ورموز ودلالات لغتنا وفى شحناتها التاريخية وفى علاقاتها التاريخية كما نبّه الى ذلك عبدالله على ابراهيم فى ورقة القاها فى الخليج وفتحت عليه أبواب الهوريكين. واحدة من السخرية أننا دائما نتحدّث بهذه الشفرة الثقافية لوطن كامل ونحاور أنفسنا بغياب شركاء أساسيين نفترض سماعهم/ن (بل حوارهم معنا) لاننا دقّة "وسط" !! لماذا يحاسب مثلا مثقفونا نماذج ياسر عرمان؟
ما زلنا نحتاج لفلفلة الماضى بين حيشان السودان الرابضة التى لن تنفك تخرج أثقالها وعنف بواديها وربوعها التى حاصرت و خاصرت الحضر.
حين ندرس حزازات الرؤوس المخوزقة من أجل السلطة والعبيد والذهب والزمرّد (كفاحا فى سبيل الله) فى القرنين الماضيين لا نفاجأ بكل الحاضر البائس ومن أين اتانا ولن يفجؤنا البشير-النذير (سيد شباب حزازات الحاضر) الذى نصّب نفسه فوق دبابة ويتشدق بسيادة الدولة ، بقوله –وهو يطالع المعارضة- من أراد أن تثكله أمه فليتبعنى خلف وادى العنف. لأنه حين جنح للسلم كان كاذبا وحنث بجماعتو.
شياطين "العنف والفرقة" على قفا من يشيل ونحتاج لكل من دفع تلك الشياطين بما فيهم/ن الودّاعات والسحرة ...بالمناسبة أبوى أنصارى أمام جامع وسأحكى ليهو عن أدب الشفاء لأنى ماشى السودان وقطع شك "سيبارك" المشروع التحررى بتاع الشفاء دا.
فكيف لنا الشفاء من هذا الصراع المادى والرمزى كما تقول؟
أدب الشفاء يحتاج الجميع وأنا لا أدعو" للأنكفاء على حلفئنا الآيدولوجيين الخلّص فى خندق ضيق" لكنى أحذر طعن حركة أدب الشفاء من الخلف (بالمناسبة أنا عضو قديم فى حركة ادب الشفا دى، راجع مسألة حلّة ارض الشفا فى الجزيرة ابا ، لو اتجهت جنوبا من جامع الكون فى داون تاون بتاعة الجزيرة أبا ستصل ارض الشفا)

لقد شنّفت مسمعى حين قلتَ "وربما كان لتاريخ التعدّد الثقافى والعرقى الذى طبع تداخل العلاقات بين أهل السودان الأثر الأكبر فى تحفيز السودانيين على صيانة أدب للشفاء من عواقب الصراع المادى والرمزى الذى يواجهونه ضمن مسارات التطور التاريخى للمجتمع"

الراهن الماثل الدامى فى دارفور وغيرها قد أتى من "تالانا" فلنتأدّب بأدب شفاء شفّاف وحسّاس لندرى علام المرض؟
من يدرى فقد يكسب أدب الشفاء من الميل المعاند لمملكة تقلى وممالك دارفور للأستقلال والضيق بالمركزية وكدوس المك المقذوف فى وجه الدخيل واولاد اب جويلى الكمبلو وعرضوا؟ عرضوا فى شان شنو؟ ود.على سكنجه فى بحثه الشيّق الشافى "من أرقاء الى عمال" From Slaves to Workers عمال شنو؟ وليه؟

أرانى "مكنكش" فى مقولات ومفاهيم وخلفية مهمه بدأت بها المحاضرة كون " السلام ينبنى على قاعدة العدل والديمقراطية. واول خطوة لأحلال مبادئ العدل هى رد الحقوق المهضومة لاهلها والاقتصاص ممن ظلموا واعتدوا وجاروا على الناس بغير وجه حق. واول خطوة لأحلال مبادئ الممارسة الديموقراطية هى ضمان سلطات الدولة لأستمرارية العدالة من خلال مؤسسات مستقرة مستقلة عن السلطة السياسية"
كل القيم والمدارس الكونية واحلافها (بما فيها حلف الفضول) تكون مبذولة للجميع ولماذا لا نشيل منها جميعا. وعندى قيم الصلح والغفران وعفا الله عما سلف ومن عفا وأصلح فاجره على الله (قال صديقى بشير اسماعيل فيما معناه أن فى عبارة " أجره على الله " مسافة ماهلة يغرف منها مايشاء فى مولد الحقيقة والأنصاف والمصالحة. وبى عشم أنه سيبعث لنا بدراسة فى هذا المجال عالجها حديثا) اقول كل المدارس ،مع الماضى وحزازاته، وحتْ من الضِمِن فلسفة التنوير وحقوق الانسان والديموقراطية (اسم الدلع الشورى) فليتقدّم أدب الشفاء ويجب ألا ينتظر حروب امبريالية أخرى سمّوها حروب دينية اسلامية (على غرار الحروب الدينية الأوربية). لكم يتمنى السوق نشوب حرب دينية بسوسية كبرى بين السنة والشيعة حتى يتقدمون بنسخة اسلامية للتنوير حينها ينتشى السوق وتستعدل البورصة.
والحجج كثيرة للقتال منها: أن فصل الدين عن السياسة غريب عن الأسلام وأن الأسلام هو أكثر من دين ، انه ثقافة متكاملة. ويدخل أدب الشفاء حول جسد الوزة التى تخشاها حينها نشوف العدل والمصالحة والسلام سراب سراب ورهاب رهاب.
فيما يخص انسان "عمره من عمر الحرب" يريد أن نسمع مايريد وماهى اليوتوبيا التى بين يديه وأى شفاء دون أن نلقمه مانريد وأن يأخذ من الكيكة بالعدل والقسطاط حسب مفهوم ال equity وليس المساواة equality هذا هو ادب الشفاء بالنسبة له وليس أن نضع كل الثروة السودانية فى "طاقية" قومية كما قال الزميل نقد .

تقاطع المستشفَى فى أدب المستشفِى:
يكون البحث عن تقاطع الدوائر التالية:
عفو اسلامى وغفران نصرانى وطقوس وسحرمع دائرة (مفهوم ومصطلح وتجارب) لجنة الحقيقة والمصالحة.
والتقاطع هو عبارة عن حزمة حلول عدة ومجموعة بدائل تناسب الخلفية المفهومية والأثنوثقافية للضحايا والجلادين كل حسب ظلاماته وليس one size fits all
بهذا المعنى فهى بدائل مرنة تناسب دالة الغبينة وغور الجرح وعمق الأيمان (من عفا).
تقاطع الدوائر المسمى ب "أدب الشفاء" هو set يحتوى على مجموع اتفاقيات المصالحة والحقيقة وكلما تحركت دائرة لحم نحو الداخل تعدّدت استدامة السلام والتنمية. لكن دون ذلك وقفة طبقية صامدة عضود. وعلى الباغى تدور الدوائر.
أزعم أن هكذا"سنصون الموجود" انظر الرسم البيانى ادناه.
مودتى
الفاضل الهاشمى

صورة

اسكتش تقاطع المستشفَى فى أدب المستشفِى:
أنظر حزمة النقاط التى تأخذ من حُسنى جميع االمرجعيّات الثقافية.

أضف رد جديد