تأثيث الشافعي

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

تأثيث الشافعي

مشاركة بواسطة حسن موسى »

تأثيث الشافعي دفع الله..


السودان من أول البلدان الأفريقية التي انتظم فيها التعليم الفني في مجال التشكيل بشكل مؤسسي (شعبة الفنون ببخت الرضا من أربعينات القرن العشرين و مدرسة التصميم في مطلع الخمسينات قبل كلية الفنون الجميلة و التطبيقية إلخ). و قد كان استيعاب الجزء الأكبر من خريجي كلية الفنون ـ على تباين تخصصاتهم - يتم في مدارس وزارة التربية و التعليم كمعلمين لمادة التربية الفنية. بينما تتوجه القلة من خريجي كلية الفنون لإمتهان الصناعات القرافيكية في مجالات الرسم أو التصميم البصري التجاري أو الديكور.و بين هؤلاء و أولئك يمثـُل من أدركهم "عصاب" الفن كإستثناءات تؤكد القاعدة الكبيرة، التي تضمر أن كلية الفنون هي محض مؤسسة للتدريب المهني لا تعد طلابها لمصير الفن و لا علاقة لها بأسئلة الفن العويصة ـ و الفنون جنون في عبارة الأهالي ـ.و رغم أن التردّي المادي و الفكري الذي أدرك كلية الفنون ـ ضمن ما أدرك من مؤسسات الثقافة في العقود الأخيرة ـ قد أضعف مصداقيتها الفنية، إلا أن كلية الفنون ظلت وفية ( و هيهات) للمبادئ المهنية البسيطة ـ و قيل البدائية ـ التي ابتدرها رهط جان بير غرينلو في أربعينات و خمسينات القرن العشرين.و هي تتمحور حول هم التربية الفنية كوسيلة في التنمية الإجتماعية، و في هذا المنظور اجتهد غرينلو في العناية بالتقليد الفني المحلي و تأكيد نبرة " السودنة" في الفن بين تلاميذه، و سيرة غرينلو في مشهد الفكرة التشكيلية " السودانوية" ،التي أخرجت " مدرسة الخرطوم"، تستحق المزيد من التأنـّي، و سأعود لها في براح منفصل.
أقول : هذا الطموح الآيديولوجي المبكّر للتربية الفنية ـ رغم ما شابه من علاّت عرقية و سياسية و جمالية كثيرة ـ يتميز بكونه ثبّت للممارسة الجمالية شرعية آيديولوجية ضمن الأفق السوداني الذي تتخلق فيه تنويعات الحركة الإجتماعية .
هذا الواقع يسّر للأشخاص الذين انقطعوا للفن ، بين خريجي الكلية أن يحملوا هم التربية الفنية لما وراء الحدود المهنية لوظيفة مدرس الفنون في المدرسة الثانوية، لينمسخ همّا جمعيا مركبّا بحجم التركيب اللاحق بالمجتمع السوداني.ترى هل هذا هو السبب الذي يكسب خطاب الفنانين بين خريجي كلية الفنون هذه النبرة السياسية المميزة التي لا تخطئها البصيرة؟ مندري، بيد أن المتأمل في الخطاب الجمالي المبذول في الفضاء الثقافي السوداني من طرف التشكيليين السودانيين ـ على تباين حساسياتهم الفكرية ـ يلمس بسهولة محورية الهم الإجتماعي عندهم، و الذي يملك أن يعبر عن زخمه أحيانا بشيئ من العنفوان المطبوع بمرارات الإستبعاد التي يتقاسمها جل أهل العالم الثالث.

خطر لي هذا الخاطر و أنا أتأمل في تجربة الفنان التشكيلي السوداني المقيم في الولايات المتحدة :الشافعي محمد دفع الله.فالشافعي فنان متعدد الغوايات يمارس الخلق التشكيلي ،على شرط الحرية، بين مجالات الرسم و الفتوغرافيا و النحت و التأثيث(إنستليشان) و الفيديو و أنواع العروض الحية ( بيرفورمانص) فضلا عن حساسية خاصة تجاه حضور التصاويت في الأثر التشكيلي..
و قد تخرج الشافعي من كلية الفنون في نهاية تسعينات القرن العشرين و عمل لفترة بالسودان قبل أن يغادر للولايات المتحدة عام 2001 ليشارك في معرض جماعي موضوعه الفن الإسلامي و الصوفي في نيويورك. تلاه معرض آخر في ولاية ماساشوسيت " تسعة فنانين من الدياسبورا الأفريقية". و قد حصل الشافعي في عام 2004على منحة " إقامة فنية" كفنان زائر من طرف "مركز الدراسات الأفريقية الأمريكية و الدراسات الأفريقية" و "مدرسة الفنون و التصميم في جامعة ميتشيجان".
و الشافعي فنان جم النشاط لم ينقطع عن شواغل الممارسة الفنية منذ بداياته المبكرة. تقول سيرته الفنية المبذولة في موقعه الإلكتروني
Shafeiart.net
في الثالثة عشر كان قد تمكن من تقنية مصوّر الفيديو بكفاءة و في التاسعة عشر أقام أول معرض فردي احتوى على معروضات تعكس تعدد غواياته الجمالية بين النحت و الرسم و التصوير و الخط.و على تعدد الغوايات الجمالية يضيف الشافعي غواية العمل العام بانخراطه كعضو نشط في اللجنة التنفيذية لإتحاد الفنانين السودانيين. و خبرة الإشتغال بالعمل العام تمثل نوعا من قاسم مشترك أعظم يلتقي عنده أغلب ـ و كان ما نخاف الكضب نقول :" كل" ـ الفنانين التشكيليين السودانيين.و ربما أمكن فهم إنخراط التشكيليين السودانيين بعفوية في شواغل العمل العام من طبيعة ممارستهم الفنية التي تكتمل دورتها في لحظة المعرض، و المعرض لحظة لقاء عام و محفلي يعرض فيها الفنان ثمرة جهده الفني للناس مثلما يعرض ذاته كطرف فاعل ضمن هذه الجماعة المتحلقة حول عمله و حول شخصه في طقس جمعي فحواه الإحتفال بحضور الفرادة الإنسانية الفنية التي لا تتكرر، فالناس الذين يدخلون دائرة المعرض ينظرون في متاع الفنان و ينظرون في هيئة الفنان و يتساءلون : ما هذا؟ و من هذا؟ و كيف هذا؟ و لم هذا ؟و متى هذا؟ و أين هذا؟ و كم هذا؟..و هي أسئلة قد لا تواجه المبدعين الآخرين ،من غير قبيلة التشكيليين، بكل هذه المباشرة ،أو هي قد تواجههم بشكل أقل فظاظة، ربما بحكم أن لحظة المواجهة مع الجمهور تتم عند الأدباء و الموسيقيين و المشهديين بشكل أقل أقل عنفا( راجع الأدب المنشور عن المعارض في السبعينات، و سأعود لهذا في مقام منفصل) .و قد عرفت حركة التشكيليين السودانيين، في العقود الأربعة الأخيرة، أكثف لحظات التواصل بين الفنانين و الجمهور في لقاءات المعارض التي كانت تبدو مشحونة بما يتجاوز مفاهيم الهم التشكيلي لتتداخل مع معاني الهم السياسي و الفكري حيث تتخلّق الأفكار الرئيسية في مناقشة القضايا الإجتماعية لأهل السودان.
المهم يا زول، الكلام عن الوضعية المميزة للفنان التشكيلي الحديث في السودان، بوصفه شخصية أصيلة من شخصيات مشهد العمل العام، يحتاج لبحث يطول، و تعريجتي على الموضوع أملاها ملمح العمل العام في مسار الشافعي دفع الله. و بعد الإنخراط في الممارسة الجمالية كعمل عام يبدو ، في أكثر أشكاله جلاءا ، عند الشافعي دفع الله في ذلك الشكل التعبيري الذي تواضع نقاد الفن على تسميته بالـ " إنستاليشَن"
Installation
و العبارة تغطي معاني فن تأثيث المكان و تعريف الدلالة الجمالية (و الأخلاقية و السياسية إلخ) التي يمكن أن تنتج من إستجابة الناس لعلاقة الأثاث بالمكان و الزمان الذين اختارهما الفنان المؤثـّث حسب طبيعة القطعة التي صنعها أو اصطفاها. و التأثيث بهذا الأفق يبدو أقرب لطبيعة عمل النحات بحكم طبيعة الإشكالية الفضائية التي يطرحها، بيد أن مبدأ فن التأثيث يتجاوز الإحتفاء الفتيشي التقليدي بالقطعة ( التحفة) ليقود الجمهور لمقام العلاقة المركبة بين القطعة ، التي تفقد بعض ( و قيل كُل) مركزيتها كشاهد جمالي، لصالح المقام الإجمالي الذي يتخلق ضمنه السؤال الجمالي للفنان.و سؤال التأثيث الذي زعزع موقف المركزية الجمالية للأثر / التحفة المصنوعة المبرئة لذمة الصانع، هو سؤال قديم شغل الفلاسفة و الفنانين من قرون طويلة.و قد طرحه ، ضمن إضاءة جديدة ، مولانا مارسيل دوشان من خلال قطعه الفنية " الجاهزة" (ريدي ميد) الملتقطة من أشياء الحياة اليومية( كالمبولة و مجفف الزجاج و الجاروف إلخ) ، و التي كان يطلقها كآثار فنية مثلها مثل لوحات و منحوتات الفنانين الآخرين و يجادل من ورائها حراس مفهوم التحفة النهائية.و قد اشتغل الدادائيون و السورياليون و أهل البوب آرت على لقيات مارسيل دوشان و طوروا عليها تفاكير جمالية أثرت كثيرا على حركة الخلق الجمالي المعاصرة فيما وراء الحدود الجغرافية لأقاليم التعبير التشكيلي. بالذات في فضاء جماليات الأدب في موضوعات مثل" تعريف موقع الخطاب الأدبي( و حدود فعل القراءة)" و "موت المؤلف" إلخ..أقفل أقواس التعريجة الدوشانية و لا بد لي من عودة متأنية لموضوع الـ " ريدي ميد " و عواقبه، و للقلم رافع.

في التأثيث الأول" الماء و النار"، المكرس لموضوع إحترام حقوق الإنسان ،و ذلك من خلال حادثة إعتقال المصور الصحفي السوداني" سامي الحاج" الذي كان يعمل في قناة" الجزيرة"، حين اعتقله الجيش الأمريكي و رحله لغوانتانامو حتى اليوم. في هذا التأثيث قام الشافعي ـ الذي يعرف سامي شخصيا ـ فكلاهما من سنار ـ قام بتهيئة حيطان الصالة بمجموعة من خربشات الشوارع الـ " غرافيتي" التي يقرأ فيها المتفرج عبارات ناقدة لسياسة جورج بوش و لحرب أمريكا في الشرق الأوسط من نوع :" الحرية لسامي الحاج " أو " العار في غوانتانامو " أو " كلما كذب بوش يموت شخص هدرا" إلخ.و عرض صورا فتوغرافية لأشخص تحمل أجسادهم آثار التعذيب البدني.
و التأثيث الثاني ، " ذاكرات اللاجئ"، موضوعه نقد سياسة الولايات المتحدة العدوانية و حروبها في الشرق الأوسط .و قد هيأ الشافعي صالة التأثيث بطريقة تخدم موضوع العمل، فغطى أرض الصالة بالرمل ، ربما لنقل المشاهد لبيئة صحراوية شرق اوسطية ، بينما علق على الحيطان و في وسط فضاء الصالة مجموعة من صحائف الطين المحروق مزينة بزخارف ذات إشارات أيقونية ثقافية متنوعةو بكتابات في لغات مختلفة معظمها تدين الحرب و تدعو للسلام بين الشعوب.
و في كلا التأثيثين يهيئ الشافعي المكان كخطاب سياسي يدين سياسة الولايات المتحدة ويجرّم إدارة جورج بوش و يحملها مسئولية الدمار الحاصل في مناطق الحروب الكبيرة.

استرعى انتباهي في عمل الشافعي البعد الإجتماعي السياسي الماثل في تأثيثاته و التي تحتوي على شحنة نقد سياسي قوي النبرة، تجاه الواقع السياسي المعاصر، الذي تلعب الإدارة الأمريكية في تشكيله الدور الرئيسي.ذلك أن مجرد نقد تمثلات آيديولوجيا الرأسمالية في أمريكا ـ ناهيك عن نقد سياسة الإدارة الأمريكية ـ يعرض الناقد الأمريكي ( بجاه الـ " باتريوت آكت") لمخاطر النظر الشذر من طرف القائمين على مؤسسات رأس المال و توابعها الثقافية.فمابالك إن كان هذا الناقد فنان شاب لجأ للولايات المتحدات هربا من عسف الحياة في سودان نظام الإنقاذ و وضعية استقراره في الولايات كأجنبي تتميز بهشاشة كبيرة؟

يخطر لي هذا التساؤل لأني أعرف في الولايات نفرا مشهودا بين المثقفين السودانيين اليساريين ممن ألقت بهم الظروف في بطن الغول الأمريكي، فآثروا السلامة و هجروا العمل العام، و فيهم من قلب صفحة الماضي الديموقراطي الباسل الذي بسببه غادروا بسطام الحارة الجافة المتلافة إلى هذي الولايات المتحدات على قهر المساكين في مشارق الأرض و مغاربها.أقول أن الصحاب فتحوا صفحة جديدة أمريكية و انمسخوا " ناس معايش " على حكمة " الخواف ربى عيالو" و الرزق على الله إلخ. فما الذي يجعل هذا الفنان الوافد من ضواحي العالم الثالث يتجاسر على إتخاذ موقف العداء الآيديولوجي السافر لهذا العم الـ " سام" الذي يرى نفسه ـ بل و يراه الجميع ـ كمالك العالم المعاصر؟
هل عثر الشافعي على فجوة في استحكامات الغول الأمريكي فتخندق داخلها ليطلق سهام نقده السياسي و هو آمن؟
أم أن الأمر لا يعدو نوعا من الـ " طلاشة " الثورجية الشبابية ؟
أم هي الـ " رجالة" السودانية بتاعة أهلنا الزمان ؟
أم هي خيار واع للفنان المسؤول الذي يعرف عواقب إلتزام المبدع تجاه نفسه و تجاه الآخرين الذين يقاسمهم شرط الحياة في هذا العالم؟
كل هذه التساؤلات في مصائر المبدعين السودانيين المعاصرين تتجاوز مقام الكلام عن تأثيث الشافعي، رغم أن تأثيث الشافعي هنا هو ذريعتنا الراهنة للخوض في هذا الأمر، و هي بلا شك تحتاج لرجعة متأنية و سأعود لها بالتفصيل طال الزمن أم قصر.
و التأثيث ـ لو رجعنا لموضوعنا ـ التأثيث كمنهج في ممارسة التشكيل يجد أصله عند الشافعي في طبيعة تخصصه كنحات.ذلك أن غاية عمل النحات إنما تنطرح كسعي لتعريف أفضل إحتمال لعلاقة المنحوتة مع الفضاء الذي تؤثـّثه.و في هذا الأفق لفتت نظري منحوتة مبكرة للشافعي تتجلى فيها حساسيته تجاه مفهوم التأثيث.و هي القطعة المركبة من مجموعة صائدي الأسماك النيليين و التي يعتمد منطق التأثيث فيها على الوهم البصري لفكرة المنظور
Perspective
. و مشهد الصيد الواقعي بعض من ذكريات طفولة الشافعي في سنار.ففي فترة " الدميرة " التي تتزايد فيها نسبة الطمي في مياه الفيضان تضطر الأسماك للطفو بحثا عن الأوكسجين،و هي فترة يعرفها النيليون و ينتظرونها كلحظة صيد موسمي ينظّمونه بشكل طقوسي.و هي عند الشلك مثلا ذات علاقة بالمراجع الإعتقادية على محاور الأرض و السماء و السلطة.
و المنحوتة التي تمثل خمسة صيادين تلعب، كما قلت ، على فكرة الوهم البصري للمنظور لأنها تعيد تشكيل فضاء المنحوتة الواقعي و تغير ابعاده حسب زاوية نظر المشاهد.ذلك أن الفضاء الوهمي للقطعة يتخلّق، من جهة أولى، حسب موقع المشاهد و حسب ترتيب القطع التي تتكون منها المنحوتة ، من جهة أخرى.بحيث أن القطع الخمسة تعطي الإنطباع بعمق بصري مداه عشرات الأمتار رغم أن العمق الواقعي للمنحوتة لا يتجاوز مداه ثلاثة أمتار فقط. و هذا الإستخدام لوهم المنظور البصري نادر عند النحاتين ـ و هو غالبا من حظ الرسامين المصورين الذين يعملون ضمن فضاء ثنائي الأبعاد ـ لأن النحات بطبيعة الخامة نفسها إنما يخلق أثره منذ البداية ضمن فضاء ثلاثي الأبعاد.و بخلاف بعض الحيل البصرية التي تهدف لـ " تصحيح" زاوية "المنظورالمقصّر"(لو جازت ترجمتي للعبارة:
Forshortening
في بعض المنحوتات النصبية العالية، بغرض تمكين المشاهد من استيعاب نسب المنحوتة و هو يتأملها من أسفلها ،فإن تاريخ الممارسة النحتية يحفظ القليل من الآثار النحتية التي استثمرت فكرة المنظور الوهمي.
هذه المنحوتة المبتكرة المصنوعة من الأسمنت بالحجم الطبيعي (1996) كانت ضمن ما عرضه الشافعي في معرض تخرجه في كلية الفنون و قد اقتنتها طبيبة فرنسية كانت في السودان ضمن منظمة " أطباء بلا حدود".و حسنا فعلت ،فأعمال النحاتين في السودان غالبا ما تنتهي مرمية وراء استوديو النحت إن لم يهجم عليها جند الهوس الديني من محطمي الأصنام الذين خرجوا من القرن السابع.
.

حتى نتمكن من تنزيل الصور ذات الصلة بالتأثيث أحيلكم لموقع الشافعي دفع الله على الرابط:
https://www.shafeiart.net

سأعود.
بشرى الفاضل
مشاركات: 353
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:31 pm

مشاركة بواسطة بشرى الفاضل »


تحياتي من بحر الوافر
و شكراً يا حسن .استمتعت للغاية بإفادتك هذه وتعريفنا بالشافعي وأعماله.وحزنت لكون منحوتة الشافعي ما عاد بوسعنا رؤيتها إلا في صورة لاتظهر ابعادها الثلاثة ومنظورها مما ذكرت.
صورة العضو الرمزية
Taha Jaafar
مشاركات: 224
اشترك في: الأحد نوفمبر 05, 2006 6:53 pm

مشاركة بواسطة Taha Jaafar »

استمتعت جدا بهذا التقديم الفريد .. للفنان الشافعي
و الشكر للفنان الاستاذ حسن موسي الاديب صاحب التصاوير المدهشة و الكتابات الفريدة
ارجو ان تسمح لي ان احي الدكتور بشري الفاضل
الكاتب المميز
لكم مني كثير الاحترام

طه جعفر
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

مشاركة بواسطة حسن موسى »

.

صورة

.
حافظ خير
مشاركات: 545
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:23 pm

مشاركة بواسطة حافظ خير »

الأستاذ حسن موسى...



شاهدت مصورات "التأثيث" من موقع الفنان الشافعي ولم استطع تكوين تصور لمدى انفعالي به... فلا تستطيع طبعاً أن تتحسس مثل هذا العمل دون مشاهدة "حية" (فهو شكل يحتاج للـ"معايشة الحية" لو صح الوصف)...
على كل حال أنا أسمي
"التأثيث" أو الأنستوليشان بـ "قصيدة نثر" الفن التشكيلي، امعاناً في الحذر منه أو ربما زيادة في انفعالي به وبآفاقه الممكنة والمحتملة (ثقة يشوبها الحذر مثلما يقولون)...
فهو يحمل في داخله - مثل قصيدة النثر - قدرة التجاوز والفتح ، وفي نفس الوقت قد يفضي الى انغلاقة كاملة خارج الفن لينضمَّ الى "الثرثرات الكثيرة" التي تنتظم العالم المتحدث بالقول الآيديلوجي المباشر – نعم، المباشر.
أما عن
الهم الاجتماعي للتشكليين السودانيين فدعني أقترح أن ذلك أوضح أكثر – فقط؟- لدى القادمين من فضاءات الرسم الايضاحي والتصميم والغرافيك ، وقد ينضاف له القادمات الى الأنستوليشان الآن.. ويبدو ذلك لي وكأنه من "طبيعة" هذه الـforms نفسها التي يستخدمونها وحاجتها (الملحة؟!) للتعبيرية وللـcommunication بمعناهما المباشر (تاني) ، وهذا كله كلام معمم بقصد يا رجل ، عسى أن يفتح لتأملاتك الشاسعة – التي تمتد من التأثيث وتصل حتى العمل العام – باباً من الشك المبدع الذي اعتدت أن أجده في كتاباتك...

وبمناسبة "كتابتك" أيها التشكيلي جداً، نظرت شذراً لتعبير
"التصاويت" الذي تجترحه هنا – في مقابل كلمة التصاوير الأثيرة لديك – مالك يا رجل والـ"تصاويت" هذه ؟
ولكنك أسفعت نصك سريعاً بـ
"المهم يا زول" التي تنتمي بجدارة لكتابتك المتلـِّفـتة بسبب وبدون سبب، والـمِسْـآلة حتى لِـذاتْ نفسها (ولا هيهاتَ هنا طبعاً!)
وهذا كله في باب الشُكُر، وها هو يوم "شُكرك" قد جاء فماذا أنتَ فاعل...؟!
شكراً على الإضاءات...
وحيَّاك الغمام ياخ!

حافظ خير
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

و ما الشعر؟

مشاركة بواسطة حسن موسى »

بشرى
يا أخانا الذي في" بلاد الظمأ و الشجيرات خلف الظمأ تستريح، أرّقتني العيون و أوجاعها و الزمان الجريح"..أو كما قال ذلك الشاعر السبعيناتي الذي لم أفلح في تذكر اسمه رغم ان كلماته تحتل الخاطر.ياخي شكرا على بحر الوافر(الوافر ضراعو)..
طه يا صاحب التصاويت
شكرا على التقريظ، و الشافعي يستحق الشكر أكثر مني.


يا حافظ الـ خير ( يا له من اسم ).
ما زالت عبارتك القديمة التي أوردتها قبل ألف عام ماثلة في خاطري كلما جات سيرة الشعر.( و ما الشعر؟ أعني ما مشروعية هذا الكلام الذي يصنف نفسه شعرا بذريعة الشكل المدرسي؟)..
"سيزورنا - نعم، مرة أخرى! - الصديق الشاعر الصادق الرضي"
خطرت لي خاطرة " ريدي ميد" دوشان على حين غرة و أنا أقرأ هذه العبارة أول مرة.
فقد تكشفت لي فيها ـ أعني في العبارة الاعتراضية " نعم ، مرة أخرى "، التي تقف في باب الخاطر كما شوكة الحوت ـ تكشّفت لي فيها طاقة شعرية مدسوسة تحت غشاء الكلام المباح المستغني عن كل ادّعاء جمالي أدبياتي مما هو مبذول في فترينات الكتابة الانشائية.
هذه الـ " ـ نعم ، مرة أخرى ـ " أصنفها في تصانيف الـ " ريدي ميد" الذي يملك أن يبقى مموّها وسط أمواه الكلام العادي ـ شوف ليك جنس عبارة:" العادي" ـ حتى تقيض له العناية بصيرة تميزه و تكرّمه و تسلّه ـ كما الشعرة(شعرة معاوية؟) من عجين الأدب المحنط المغلق الميّت في انتظارالبعث.
الأثر الفني" الجاهز" في معنى ال" ريدي ميد" مفهوم مشاتر في منطق الخلق الجمالي الأكاديمي، يعود الفصل فيه لمولانا مارسيل دوشان الذي زلزل مشهد حركة الخلق الجمالي المعاصر بأشياء الحياة اليومية التي اقتحمت ارض الفن بأسئلة حارقة حول المشروعية الجمالية للأشياء التي حازت بطريقة أو بأخرى على صفة التحف الفنية.
و تصانيف الـ " ريدي ميد "مبذولة بلا نهاية على قفا من يميّز و على ذمة من يعرف مكيدة بعث الأموات.و تجدها في ثنايا الكلام مثلما تجدها في أثاث الحياة الواقعية الواسع الممتد من المتاع المزعوم عاديا لغاية تحف المتاحف الثمينة المُثمّنة بجاه السوق.سوق رأس المال.و ما عليك غلا أن تفج الصيد فجا قبل أن تكج شركك.
أنا جاييك لحكاية " التصاويت" و الله لا جاب يوم شكرنا جميعا و الحمد لله على النفس الطالع ( ياكل) و نازل( ياكل زي المنشار).
مودتي.
بشرى الفاضل
مشاركات: 353
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:31 pm

مشاركة بواسطة بشرى الفاضل »

الاخ حسن موسى
طيب تحيات من البحر القديم
إن كنت لازلت على رايك القديم فالشعر فانا كيتاً ليك حاستوعب المنحوتة التي أمامي هنا ذات المنظور وقد أعجبتني بحق بشعر محمود درويش:
في الأفق عصافير معادية
في الأفق طيور سود
في الافق دم ورعود
والجملة الاخيرة (دم ورعود ) وصف لأداء الطائرات بعد أن كفت الخبرة البصرية العاجزة عن الوصول لكل شيء عن إرسال صورة فورية للطائرات التي اصبحت فوق الرأس وهيهات. هنا يجيء الشعر .وتماماً فإن المنحوتة هنا تبدأ (سواء أكان الرجل مقبلا أومدبراً وانا هنا اعتبره من قرائن الحركة مقبلاً ) من مرحلة العصافير أي منذ أن كان في حجم عصفور ثم اصبح في حجم اليمامة ثم اصبح في حجم بازي عنيف .وما أن يكون هناك دم ورعود حين يشتبك بفريسته حتى يصبح الأمر شاقا على الخبرات البصرية وحدها إذ كيف ستصور أنة المجروح؟
اقف هنا يا حسن لأحييك وأحيي المفارق الشافعي .
تحياتي لباتريشيا ولآن ماري والعيال؟
محمد عثمان أبو الريش
مشاركات: 1026
اشترك في: الجمعة مايو 13, 2005 1:36 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد عثمان أبو الريش »

الأخ حسن موسى،

فما الذي يجعل هذا الفنان الوافد من ضواحي العالم الثالث يتجاسر على إتخاذ موقف العداء الآيديولوجي السافر لهذا العم الـ " سام" الذي يرى نفسه ـ بل و يراه الجميع ـ كمالك العالم المعاصر؟


الحم دو لله ياخ.. أخيـرا قلت عبارة ممكن الزيى يقول فيهـا شئ.
(السيستـم) فى أمريكـا بالزات.. وهـذا النظام مثل الأخطبوط، يستوعب كل شئ، ما دام مسـالمـا لا يحمل عصـا.. وغلطـة بن لا دن إنو جاء بطيارات وبدأ يضرب.. ولو جاء بأى وسيلـة سلميـة أخرى، لأستوعبـه النظام الرأسمالى (وعمل منو قرشين).. وكان هسى شفت الدقون الباروكات فى وول مارت، و كى مارت، و ميسـز.. خلى واحد شيخ طريقـة يجى مع دراويشـو، و يجيب معاه نوبـة فى أمريكا، ويعمل (بيرفورمانص) فى برودواى.. تلقى تانى يوم العروض تنهال عليه.. وبعـد شهـر تلقاه فى راديو ستى ميوزك هول.. والجلاليب المرقعـة أخضر واحمر تتباع بالملايين وتملأ الدسكوتيهـات!!
معارضـة بوش تجارة فى أمريكـا، مثلهـا مثل أى بزنس.. وكل موظف كبيـر، من وزن رئيس وحتى وزيـر، ينتظـر بفارق الصبـر أن ينزل معاش، لينتقـد سياسـة الحكومـة.. شـوف كم كتاب طلعـوا فى عهـد بوش فقـط، وأخرهـا كتاب جورج تنيت رئيس السى أى ايه قبل شهـور.. ينتقـد فيه سياسـة بوش فى العراق.. والجنرالات السـابقين الذى أعلنوا فشل بوش وسياسته فى العراق من على منبـر ايه بى سى نيوز.. وذلك فى لقاء سمـوه (generally speaking) فى إشـارة للحوار مع الجنرالات السـابقين.. ولكنى لم أسمـع من قبل أن أعلن أحد المسـؤولين عن كتابه قبل نزوله للمعاش، مثل إعلان كونداليسـا رايس، فقـد أعلنت أن رايهـا فى فشل أو نجاح السياسـة فى العراق سـوف تحتفظ به، حتى كتابهـا الذى سينشر بعد تخليهـا عن منصبهـا!! (تصـور)
ترسـم سياسـة الفشل الان، لتخلق الدليل على فشل السياسـة فى كتابهـا القادم.. بالله فى بزنس أكتـر من دا؟
وطلبـة الجامعـة عادة متحمسين لنقـد أى حكومـة، والجامعـة يهمهـا أن تغذى هـذا الحماس حتى يظل الطلبـة فى مدرجاتهـم ولا يتحولوا لجامعـة أخرى.. برضـو بزنس!!
قول للفنان الشـافعى مبروك التدشين welcome to the SYSTEM
Freedom for us and for all others
صورة العضو الرمزية
عبد العزيز عبد الماجد
مشاركات: 111
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:34 pm
مكان: الرياض - السعودية
اتصال:

مشاركة بواسطة عبد العزيز عبد الماجد »

يا سلام يا حسن موسى على هذا التناول وهذا التقديم المفيد لأعمال الصديق والزميل الشافعي ..
دفع الله ..
اذكر جيداً معرضه الذي خصصه لعرض تصوير فوتوغرافي كان قد أنجزه في رحلة طويلة قام بها مع "الأمبررو" ..
اقامه في الهواء الطلق "نجيلة قسم النحت"..بكلية الفنون منتصف التسعينات ..
المعرض كان ضمن نشاط جمعية الرسم بالكلية ..وفكرة إقامة المعرض في النجيلة كان المقصود منها إتاحة الفرصة لطلاب الكليات الأخرى بالجامعة
ليتعرفوا على ثقافة بلدهم..وإنسان قبيلة الأمبررو بكل جماليات طقوسه وثقافته ..عبر تصوير الشافعي الجميل ..
إلا ان المعرض لم يستمر كما خطط له ..فتدخلت
قوى الهوس الديني -الذي كان في قمته في تلك الايام- وعبر إتحاد الطلاب الإسلامي الإتجاه وعن طريق إدارة الكلية أيضاً - بكل أسف- لوقف المعرض
لأنه يعرض "صوراً فاضحة..وعلى الملأ كمان"..نعم لم يروا من المعرض سوى صدور نساء الأمبررو العارية والمكشوفة بطبيعتها..
ولم يروا في فكرة إتاحة الفرصة لبقية الطلاب بالكليات الأخرى سوى "تبجح" من جمعية الرسم بعرض صور عارية..
غير ان الشافعي -طالب النحت حينها - لم يعرض سوى تصويراً فوتوغرافياً في غاية الجمال يعكس حياة
"قبيلة الأمبررو"..وهو مشروع ليس بالساهل ..أنجزه الشافعي في تلك السنين العجاف وبمفرده..إنجاز حسده البعض منّا عليه كثيراً..

للصديق الشافعي التحايا ..والتمنيات بمزيد من الإنجاز والفعل ..
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

تأثيث الشافعي تاني.

مشاركة بواسطة حسن موسى »


الأعزاء الشافعي و بشرى و طه و حافظ و محمد عثمان و عبد العزيز و بقية المتابعين لهذا الخيط.
سلام جاكم.
العتبى للأخ الشافعي حتى يرضى، كوني قلبت أسمه: الشافعي محمد دفع الله بدلا من الشافعي دفع الله محمد، و قد يشفع لي أني وقعت على إسمه في بعض وثائق أهل الولايات المتحدات على تبديل أحوال العباد بما ضللني عن النظام الصحيح للإسم في طريقة السودانيين.
بشرى و طه و حافظ، يا أهل التصاويت جميعها اللسانية منها و الأداتية.أنا اتأمل و أنتفع كثيرا بتفاكيركم المتناثرة هنا و هناك سواء في مناقشة موسيقى الشعر أو في شعر الموسيقى السودانية( التي "غاب" عنها، حسب عنوان عاصم الطيب، هذا الشيء الغامض المسمى بـ "الهارموني").و هذه فولة تفيض عن مكيال هذه المداخلة ـ حتى أشعار آخر ـ و تعريجتي أملتها علي الإشارة لعبارة التصاويت التي استخدمتها أنا للإحاطة برصيد" المادة الصوتية" المبذولة لجارحة السمع خارج التصانيف الرسمية لما يعرف بـ" الموسيقى".و لكني يا بشرى مازلت أصون إرتيابي( القديم) بنوع الكتابة الأدبية الذي يتسمى بـ " الشعر"(بذريعة التقليد المدرسي)، أعني ذلك النوع الذي اضطره بلاء الحداثة الأدبية الأوروبية المترجمة(و الشعر لا يترجم) إلى قبول موت الشكل الموروث من تقليد المجتمع قبل الرأسمالي وتوليد شكل جديد هو ابن سفاح الحداثة و التقليد على فراش الهيمنة الإستعمارية .هذا الشكل( الجديد فعلا) الذي يسمي نفسه " قصيدة النثر"، في نبرة عجيبة هي مزيج من الفخرو الإثم و الغبن على " قصيدة النظم" المجيدة البائدة، صار هو الآخر" في حيث بيث" ـ كما يقال ـ و ذلك منذ أن بدأ الأدباء يرتابون بديمومة الشكل في مشهد الخلق.و يا حافظ خير أراك استلفت ـ في كلامك عن التأثيث ـ شيئا من هذه الريبة المشروعة بالشكل الشعري الحديث المتسمي بـ " قصيدة النثر " حين تقول:
" على كل حال أنا أسمي" التأثيث" أو الإنستوليشان بـ "قصيدة نثر " الفن التشكيلي،إمعانا في الحذر منه،أو ربما زيادة في إنفعالي به و بآفاقه الممكنةو المحتملة (ثقة يشوبها الحذر مثلما يقولون )..".
فقصيدة النثر الأولى زهدت في الشعر المرسّم في قالب الشكل الموروث و سعت للشعر المموّه في لحم الكلام "العادي" (وهل ثمّة كلام عادي؟) االكلام المقيم خارج المصنّف المدرسي. و في هذا المشهد تستقيم مقارنتك مع التأثيث، كون التأثيث ينطوي على مسعى مشابه في بحث الفنان عن الأثر الفني خارج قالب " التحفة " المكرسة" فنية" بذريعة الآكاديميا، و التي تزعم آيديولوجيا السوق أنها ـ كشيئ ـ إنما تنطوي ـ بطريقة ما ـ على معنى جمالي سامي
transcendantal
و في الحالتين تبقى مخاطرة السقوط في " الثرثرات " واردة، و لا ضمانة أبدا، سواء إلتزم المبدع بالشكل المدرسي الموروث أو تمرد عليه، والمبدع ،في نهاية التحليل ، مضطر للإقامة في حرز شكل ما و لات مناص.بيد أن خيار الشكل لا يكون إعتباطا بل تمليه ضرورات المشروع الجمالي.و في هذا المشهد فإن المبدع الذي يضحي بمشروعه الجمالي لمجرد إتباع زفة الشكل السائد إنما يضحي بقدر نفسه على مذبح الرضاء العام.و هذا مصير" أشدّ هولا من القتل" كما جاء في الأثر.
محمد عثمان أبو الريش،
قلت: " و طلبة الجامعة عادة متحمسين لنقد أي حكومة "
ليه؟
عبد العزيز عبد الماجد
عرفت من الشافعي أن المعرض الذي أقامته له " جمعية الرسم" بكلية الفنون كان يحتوي على حصيلة أعمال فتوغرافية من رحلة الكلية لمنطقة الأنقسنا وهي غير تلك الأعمال الفتوغرافية التي أنجزها من فترة العامين التي قضاها بين بعض عشائر فلاتة الأمبررو في جنوبي النيل الأزرق.
و ما أن أقيم المعرض في الباحة التي تتصدر ستديو النحت حتى حضر نفر من إتحاد طلاب معهد الكليات و طالبوا عميد كلية الفنون( الأستاذ محمد الأمين) بفض المعرض و سحب المعروضات بحجة أنها تعرض رجال و نساء عراة. و في الحقيقة كانت الصور تعرض بعض المناظر الطبيعية لمنطقة الأنقسنا و فيها نساء كاشفات الصدور، ليس بغرض عرض صدورهن ولكن لأن الناس في تلك البقاع يعيشون عراهم بعيدا عن فكرة العار التي تهجس صورة الجسد عند أهل الحواضر العربسلامية.
تذرع العميد بأن المعرض أقامته جمعية الرسم و أحالهم للجمعية. لكنهم فضلوا الإتصال بجهاز أمن سلطة الإنقاذ.و يحكي الشافعي:
" .. ناس الأمن جو و كلموا ناس أمن الجامعة، و ديل رجعوا تاني للعميد. العميد ناداني و قال لي : المعرض دا تنزّله.في الوكت داك أنا كنت سكرتير رابطة طلبة كلية الفنون ، قلت ليهو: المعرض دا عملوه ناس جمعية الرسم، لو دايرين ينزلوه ينزلوه هم.بعد داك قاموا ناس الأمن الجامعي استدعوني. المسؤول بتاع الأمن قال لي:"و الله إنت صوّار(يعني مصور جيد) لكن المعرض دا لازم ينزل". المعرض استمر تلاتة أيام ، و في النهاية ناس الإتحاد هددوا بتمزيق الصور و العميد ضغط على ناس جمعية الرسم ، فقاموا نزلوه ".
عبد العزيز
شهادة الشافعي عن هذا المعرض الذي هيّج الخواطر و حرّك "المسؤولين عن أمن البلاد" فهبوا هبة رجل واحد إلخ، تكشف عن المسافة الكبيرة التي قطعها الناس رجوعا عن سماحة تلك الأيام التي نظم فيها محمد شداد " معرض الإنسان الجالس" في كلية الفنون فكانت النتيجة حلقة نقاش كبيرة عمّت الكلية لأسابيع و فتّحت الخواطر على خيارات الفنان المعاصر دون أن يحاول أي كان مصادرة المعروضات أو إتلافها، فتأمل.
عندي ملاحظات في خصوص رحلة الشافعي الطويلة مع عشائر الأمبررو و سأعود لها كان الله رفع القدم.
أضف رد جديد