ملامح من الوطن الجميل

[Aisha Hommaida]

وجه من الوطن : ابلة رقية


"سلامات يا صبوحة"
أتاها صوتا مألوفا من الزحام وهى تشق طريقا وسط الزحام فى ذلك الصباح البارد
توقفت والتفت تبحث ..........فجاء رأتها....طويلة نحيفة كعود السنط اليابس
ارتسمت خطوط على جبهتها وإعياء واضح على محياها
ولكنها نفس العينين الحنونتين وذات الوجه الصبوح كسهل البطانة بعد صباح ماطر
"استاذة رقية"؟؟؟؟
راتها تقف هناك وسط الجموع المسرعة..... امرأة أربعينية تبدو كهلة بثوبها الأبيض البسيط ومحياها الوقور
"يالها من مفاجاة....من بين ملايين البشر تطلين انت "
تمتمت كلانا بكلام غير مفهوم فى حين تسمرت الأقدام وانهمر الدمع وتوقف بعض المارة ذوى الملامح الجامدة ينظرون لذلك اللقاء المؤثر
"من أين أتيت يا وجه السعد" سلمت واخذتها الى اقرب مقهى وفى قلبى شى من الحسرة عليها
قامتها انحنت وساقيها لايقويان على حمل جسمها النحيف.. فى مشيتها شى من العرج.....عرفت انها قادمة للتو من السودان بصدد التدريب فى مجال تدريس اللغة الإنجليزية وانها لازالت تواصل عطائها فى مجال التدريس ...سرنا سويا نقصد اول مكان نستطيع أن نجلس فيه.....
انتبهت من سيل الخواطر واذا بها تسألني عن حالي ......وتبدى أول الملاحظات
" يا صبوحة المشاغبة ياحليلك فقدناك وفقدنا حنيتك وانقطعت أخبارك عنا...لكن أنت كما أنت قبل عشر سنوات"..
..ابتمست وانا أجاملها
"وأنت كمان ياأبلة رقية نفس البسمة المشرقة والملامح والشباب ما شاء الله عيني باردة...كيف حالك والوليدات"
ارتسمت بسمة ساخرة على محياها...وهى ترد ...
" شكرا على الإطراء الرقيق يابنيتى ..منذ أن توفى ابوالعيال لم انظر لوجهي فى المرأة جارية وساعية فى هم الدنيا" .....اصابت قبلى غصة...وتحاشيت اثارة احزانها...
"واولادك الحلوين اين هم الآن"
اشرق وجهها ببسمة اعادت الأمل الى انها لازلت بخير رغم العنت
" محمد التحق بكلية الهندسة كيمياء ورجاء وعلى بالمدراس وهم بخير ابناء بارين بامهم"


تتواصل الخواطر مع ابلة رقية

[ãÑíã ãÍãÏ ÇáØíÈ]

ياله من حنين ‘

مرحبا بك ياعشة‘‘

اتابعك عن كثب‘‘

[ÂãäÉ ÃÍãÏ ãÎÊÇÑ]

مرحبا بك عيشة .