قصاصات سرية ( مجموعة قصص قصيرة من عمق المجتمع السوداني )

Forum Démocratique
- Democratic Forum
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

يا الله ... ما أكبر الوجع

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]
صديقي ابوبكر...
كان يا ما كان في سالف العصر والاوان ... يوجد انسان .. هويته سوداني
عرف بين الناس ... بالصدق والاخلاص ... بالجد والامانة ... بالنقاء بالصفاء بالبهاء ...
ديدنه المحبة ... سلوكه الكرامة ... صفته الاستقامة .. يخاف الله ويغار عليه ... يصون العرض ويحارب من اجله ... يرفض الحرام ويابى الضيم ... يحارب الفساد وينصر الدين ..
كان يا ما كان في سالف الاوان ؟؟؟
الحال الان يغني عن السؤال .. اصبح السوداني نموذجاً للكسل والتلاعب والتلون ... اصبح سيرة تحكى بين الناس ...اصبح اعراض تباع في حلبات سباق الخيل .. اصبح ذليل بائس ..الا من رحم ربي فاستعصم وابى وتماسك ونهى النفس عن الهوى ...
اين نحن الان ؟؟
في عالم وسخان ..يقوده سجان .. يسوسنا بالعصا .. والعصا لمن عصا ..
في عالم غريب .. لونه داكن .. يحارب النور ..ويقتل الملائكة..
في عالم ضحل .. يعيش فيه اشباه البشر ...بعد ان قتلوا البشر ...
تعرف يا ابوبكر احنا مشكلتنا شنو ؟؟؟
اننا فاكرين نفسنا احسن ناس في الدنيا ... وما بنعترف بعيوبنا ...
بالمصري كدة ( واخدين في روحنا قلم )...
الاعتراف بالخطا اولى الخطوات لتصحيحه..

لازم نعرف اننا مجتمع عادي زي باقي خلق الله ... فينا الملائكة والشياطين ... فينا الجميل والقبيح ... فينا النور والضلام ...
الفرق بينا وبين باقي العالم انو الشياطين عندنا انيقة ( بتلبس عمم توتال سويسري ) وساعات ( رولكس ) وبتركب لكزس واخواتها...
وفي وقت الفراغ بتقدم فتاوى مجانية تصدم العالم وتخليهو ما عارف يضحك ولا يبكي علينا... شياطينا قوية لكن غبية .. افتكرت انها خلاص قتلت الملايكة واستوطنت الارض ... ما وعت الدرس .. وانو حيجيها يوم لا بد من جيته وان طال الزمن ..
الجمال في السودان موجود لكنه توارى خجلا من كم القبح الهائل ...
وما زالت هناك بقع ضوء كثيرة متفرقة تحارب اللون الاسود وتبشر بغد آت لا محالة ...
النماذج التي ذكرتها لنا هي قطرات في بحر الفساد والتلاعب والتلون ..

حاشية اخيرة للرد على سؤالك السابق
حماد بت ..رجل وليس امراة ... لكنه رجل يفوقني انوثة ونعومة وليونة واهتماما بتفاصيل النساء ... انه افراز قبيح آخر لما يحدث في البلد ... يمثل شريحة كانت تتوارى خجلاً في الازقة المظلمة وصارت الان تكشف عن وجهها العفن بلا حياء ...
وزي ما قالوا اخواننا المصريين ( اللي اختشوا ماتوا ) ...
يا الله ... ما اكبر الوجع ...
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
ÂãäÉ ÃÍãÏ ãÎÊÇÑ
مشاركات: 145
اشترك في: الاثنين أغسطس 21, 2006 9:15 pm
مكان: بورتسودان

مشاركة بواسطة ÂãäÉ ÃÍãÏ ãÎÊÇÑ »

المبدعة سناء عمر بابكر..

لا تعرفينى ولكنى من المتتبعات لكتاباتك الشديدة الواقعية
التى تشبه مشرط الجراح فى قساوتها وملامستها لموقع الداء..

ياااااه كم انا ممتنة بان يوجد من هم مثلك فى زماننا الأغبر هذا ليؤرخ لما يحدث..
وما يدور ..فى زمن عزت فيه حتى الدهشة !
وصار محتما علينا أن ننتظر ما هو أفدح كل يوم.

استمرى عزيزتى ..ووثقى
وسأوثق معك ..هنا وفى كل مكان
لأن واجبنا تسليط الضوء على ما يحدث
ليطلع على الوضع ..وما صار اليه الوطن
من هم فى الخارج ...
وكذلك الأجيال القادمة.

كود: تحديد الكل

ولكل من لايعرف ابوبكر سيد احمد ... هذا الرطاني الحاد اللسان ... انه رجل من ذهب 
في زمن كثر فيه اشباه الرجال


هذا الرجل الذهبى جعل مهمته فى هذه الحياة
بذر الطموح فى المحبطين..والمتعثرين فى طرقات الحياة .
ياليت منه كثير..
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

الى ابنة الشرق الحبيب ...

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]الاخت العزيزة آمنة ...
هل اخبرك سراً ؟؟
تتعبني الكتابة عن واقع وطني ... توجع روحي ... تطحن مشاعري ...
حاولت ان اكتب مثل معظم النساء عن قصص الحب وجمال الزهور وبهجة العيش في الخيال الجميل ...
كنت ابدأ ... لكني ابدا لا انتهى ...
تتمرد حروفي وتعلن العصيان ... تغير مساراتها وترسمها لتتجه الى مكامن الوجع ...
انها حروف شقية ... عصية ... تكره الظلام وتعشق الضوء الساطع ...
حذروني كثيراً من الانجراف ورائها .. نصحوني بانها قد تقودني الى دروب التيه ...
خاطبتها برقة ان ترتدع لكنها ابت ... عنفتها علها ترعوي .. فامعنت في السفور ..
وفي النهاية استسلمت امام طغيانها ...
فخرجت بخيلاء المنتصر تعلن عن مشاكل مجتمعي التي يرفض الكثيرون مجرد النقاش فيها ...
في كل بيت من بيوت السودان يوجد نموذج او اكثر شبيه باحدى بطلاتي ...
هن من صنع خيالي ... لكنه خيال محفز بما يسمع ويرى...
ساحاول ان لا اتوقف عن الكتابة ابداً ... ما دمت استطيع ...
لك الود والاحترام ...

تخريمة صغيرة ...
ابوبكر سيد احمد رجل محب للحرف ( والمشاكسة ) حمل على عاتقه مهمة تشجيع كل من يجد فيه بذرة ابداع فهنيئا لنا بوجوده في زمن الانا القبيحة ..
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
أضف رد جديد